إيام الحج
يوم التروية
يوم التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجة، وفيه يبدأ الحجاج مناسك الحج كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وهناك عدة روايات في سبب تسميته بهذا نذكر منها اثنين:
ربما لأن الحجاج كانوا يرتوون فيه ويسقون عيرهم الماء إستعداداً للحج |
وهناك سبب آخر يذكره بعضهم،
وهو أن إبراهيم عليه السلام أصبح يتروى فيه في أمر الرؤيا التى رآى فيها أنه يذبح ابنه اسماعيل |
وكذلك قيل
سبب التسمية أن العلماء كانوا في هذا اليوم يروون أعمال الحج للحجيج |
وتنحصر أعمال الحاج فيه فيما يلى:
أعمال يوم التروية :
الاحرام: يحرم تماما مثلما احرم للعمرة غير أنه يحرم من مكانه الذي هو فيه سواء كان بمكة أو خارجها ويقول " لبيك حجا "، وأما القارن والمفرد فهم باقون على إحرامهم الذي اتو به من الميقات.
الخروج إلى منى: يقصد الحجيج (المتمتع والقارن والمفرد) الى منى وقت الضحى مهللين ومكبرين "
لبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك لبيك، إن الحمد و النعمة لك والملك، لاشريك لك" |
قصر الصلاة: يقضى الحاج باقي يوم الثامن ويبيت ليلة التاسع في منى يقصر الصلاة الرباعية ( الظهر والعصر والعشاء) دون جمع حتى أهل مكة، ويقضى الحاج يومه في الذكر والتهليل والتكبير، فإذا صلى الصبح بدأ يستعد للرحيل الى عرفات.
والإحرام يوم الثامن والنزول الى منى فيه هو سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس من واجبات أو أركان الحج فإن قصد الحاج الى عرفات مباشرة يوم التاسع فلا شئ عليه شريطة أن يقف بعرفة مُحرِماً.
فتاوى ومسائل متعلقة بيوم التروية
1- ما هو حكم يوم التروية؟ وهل هو من أركان الحج أو واجباته؟
: لقد من الله علي بأداء فريضة الحج هذا العام مع والد ووالدة زوجي؛ نظرا لأن ظروف عمل زوجي في المملكة لم تسمح له بمرافقتنا، وقد ظللت بمكة شهرا كاملا أديت فيه العمرة ونويت حج تمتع،
وسؤالي الآن: لقد أحرمنا بالحج يوم السابع من ذي الحجة، وأحرمت أنا كذلك معهم، ثم توجهنا مباشرة إلى عرفات، حيث مكثنا هناك السابع والثامن والتاسع من ذي الحجة، فهل ما فعلناه صحيح؟ وما الحكم إذا كان غير ذلك؟
أثناء سيرنا من عرفة إلى مزدلفة ضللت أنا وطفلتي الطريق، وابتعدت عن من كانوا معي، ولكن الله يسر لي والحمد لله أخا مصريا وزوجته ظللت معهم حتى الذهاب إلى مكة لطواف الوداع، وكنت مرتبطة بهم ليوصلوني إلى جدة، حيث استطيع الذهاب إلى والد ووالدة زوجي وطفلي الذي كان معهم، ونظرا لهذه الظروف فقد نويت الجمع بين طواف الإفاضة وطواف الوداع، وأعطانا السائق مهلة ساعتين للعودة ثم الذهاب إلى جدة، وقد أخبرتني الأخت بأنه من الجائز السعي ثم الطواف؛ نظرا لأني لو طفت فلا بد أن يكون آخر عهدي بالبيت هو الطواف، ومن ثم سعيت ثم طفت، وكنت أسرع أثناء ذلك؛ لأن طفلتي معهم وأخاف أن أتأخر عنهم، وبعد عودتي قرأت أن من شروط صحة السعي أن يكون قبله طواف.
والسؤال هل السعي قبل طواف الوداع جائز؟ وما الحكم إذا كان ما فعلته غير صحيح؟ وفي حالة إذا ما وجب علي دم هل أستطيع توكيل من يذبحه عني في مكة لاستحالة ذهابي إلى مكة الآن، وربما حتى عودتي إلى مصر؟
ألأجابه : "أولاً: المشروع لمن بمكة ونوى الحج أن يحرم به يوم الثامن من ذي الحجة، ويمكث بمنى اليوم الثامن، يصلي فيه الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم يذهب إلى عرفة صبيحة اليوم التاسع بعد طلوع الشمس، لكن من لم يفعل ذلك وذهب إلى عرفة قبل ذلك فإن ذلك لا يؤثر على حجه.
ثانيًا: المشروع السعي للحج بعد الطواف، لكن إذا سعت قبل الطواف ونوت به طواف الحج والوداع ثم سافرت فإنه يجزئها ذلك، ولا شيء عليها. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم".
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: "المبيت بمنى ليلة التاسعة مستحب وليس بواجب".
2- ما هي أحكام الصلاة بمنى للحجاج؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "يُصَلُّوا بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر. والسنة أن يُصَلُّوا كل صلاة في وقتها قصرًا بلا جمع، إلا المغرب والفجر فلا يقصران".
3- ما حكم المبيت ليلة التاسع بمنى؟
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي: ما حكم من ترك المبيت بمنى الليلة التاسعة من ذي الحجة من أجل الحريق الذي وقع في منى عام 1417هـ؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "لا شيء عليه؛ لأن المبيت بمنى ليلة التاسعة مستحب وليس بواجب".
4- متى يبدأ إحرام المتمتع بالحج؟ ومن أي مكان يحرم؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "اليوم الثامن هو محل الإحرام إذا كان في مكة وقد تحلل، أو ينوي الحج وهو من أهل مكة المقيمين بها، فالأفضل له الإحرام في اليوم الثامن؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه رضي الله عنهم الذين تحللوا من العمرة بذلك، فأحرموا بالحج يوم الثامن ثم توجهوا إلى منى، هذا هو الأفضل للحاج يحرم من منزله، يغتسل ويتطيب ويلبس الإزار والرداء، ويتوجه إلى منى محرمًا، ولا يحتاج إلى وداع سواء كانت إقامته في الحرم أو في الحل.
وهكذا المرأة من منزلها أو من مخيمها أو من أي مكان، تغتسل وتتطيب بالطيب المناسب، وتلبس الثياب المناسبة التي ليس فيها فتنة، وتحرم وتتوجه إلى منى من غير حاجة لوداع، هذا هو المستحب في اليوم الثامن، وإن أحرم قبله فلا حرج، ولكن اليوم الثامن هو الأفضل، وإن تأخر حتى أحرم في اليوم التاسع فلا حرج أيضًا، ولكن الإحرام في اليوم الثامن هو الأفضل كما تقدم؛ لان الرسول صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بذلك".
5- من أين يحرم الحاج يوم التروية؟
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي: من أي مكان يحرم الحاج يوم التروية؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "يحرم من منزله كما أحرم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من منازلهم في الأبطح في حجة الوداع، بأمر النبي صلى الله عليه وسلم. وهكذا من كان في داخل مكة يحرم من منزله؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((ومن كان دون ذلك ـ أي دون المواقيت ـ فمهله من أهله، حتى أهل مكة يهلون من مكة)) متفق على صحته".
6- هل يجوز صيام التروية لمن لم يجد الهدي؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "إن عجز المتمتع والقارن عن الهدي، وجب عليه أن يصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله، وهو مخير في صيام الثلاثة، إن شاء صامها قبل يوم النحر، وإن شاء صامها في أيام التشريق الثلاثة، قال تعالى: {فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام}.
وفي صحيح البخاري، عن عائشة وابن عمر رضي الله عنهم قالا:
(لم يرخَّص في أيام التشريق أن يُصمن إلا لمن لم يجد الهدي) |
7- ماذا يسن للحاج أن يعمل في يوم التروية؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "السنة للحاج أن يحرم اليوم الثامن من ذي الحجة قبل الظهر، ويتوجه إلى منى، فيصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرًا بلا جمع، ثم يتوجه إلى عرفة بعد طلوع الشمس؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك وأمر الصحابة الذين حلوا من عمرتهم بذلك".
8- متى يخرج الحاج إلى منى في اليوم الثامن؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "السنة للحاج أن يحرم اليوم الثامن من ذي الحجة قبل الظهر، ويتوجه إلى منى، فيصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرًا بلا جمع".
9- هل يقصر أهل مكة مع الحجاج؟
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي: هل قصر الصلاة لأهل مكة في المشاعر خاص بالحجاج فقط، أم يشمل حتى الباعة منهم وغيرهم ممن يوجدون في المشاعر من غير حج؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "المشهور عند العلماء أن هذا القصر خاص بالحجاج من أهل مكة فقط على قول من أجازه لهم. أما الجمهور فيرون أن أهل مكة لا يقصرون ولا يجمعون؛ لأنهم غير مسافرين، وعليهم أن يتموا كلهم ويصلوا الصلاة في أوقاتها.
ولكن من أجازه للحجاج فهو خاص بالحجاج فقط من أهل مكة وهو الأصح؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم بالإتمام.
أما الباعة ونحوهم ممن لم يقصد الحج فإنه يتم ولا يجمع كسائر سكان مكة".
وقال رحمه الله في موضع آخر: "ظاهر السنة الصحيحة المعلومة من حجة النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع،
أن جميع الحجاج يقصرون في منى فقط من دون جمع، ويجمعون ويقصرون في عرفة ومزدلفة، سواء كانوا آفاقيين أو من أهل مكة وما حولها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لأهل مكة أتموا"
يوم عرفة
قال رسول الله صلى اللة علية وسلم :
" الحج عرفة " |
أن الله انزل فيه على رسوله صلى اللة علية وسلم آية ختم الله بها الدين، وأتمَّ بها النعمة على عباده
فقال تعالى:
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} |
وهو يوم أقسم الله به خصوصاً، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى:
{ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُود ٍ} |
وورد في فضل صيامه - لغير الحاج - أنه يكفر ذنوب سنة ماضية وسنة باقية؛ فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفة فقال:
" صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده " |
ويوم عرفة هو أكثر يوم يعتق الله فيه رقاب عباده من النار، ويباهي بهم ملائكته فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهى بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء " |
أعمال يوم عرفة:
التوجه الى عرفات: يصلى الحاج صبح هذا اليوم بمنى ثم ينتظر إلى طلوع الشمس اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث جابر "ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس" صحيح مسلم، فإذا طلعت الشمس توجه إلى عرفة موطن الحج الأكبر، ويكثر من التلبية والتكبير وهو في طريقه.
النزول بنمرة: ويسن للحجاج النزول بنمرة في بطن الوادي إلى الزوال إن تيسَّر ذلك؛ لفعل النبي صلى اللة علية وسلم ذلك، فإذا زالت الشمس سن للإمام أو نائبه أن يخطب الناس خطبة تناسب الحال، يبين فيها ما شرع للحاج في هذا اليوم وبعده، ويأمرهم فيها بتقوى الله وتوحيده، والإخلاص له في كل الأعمال، ويحذرهم من محارمه.. وغير ذلك.
يقصر ويجمع الظهر والعصر: فإذا زالت الشمس وحل موعد الظهر صلى الضهر والعصر جمعاً وقصراً بآذان واحد وإقاماتين.
الوقوف بعرفة: ثم ينطلق الى عرفة وعلى كل حاج أن يتأكد من أنه داخل حدود عرفة وقد وضعت حكومة المملكة السعودية علامات وكتابات توضح حدود عرفة، فمن كان داخل الحدود الموضحة فهو في عرفة، ومن كان خارجها فهو ليس في عرفة، والوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم ومن فاته الوقوف بعرفة أو وقف خارج حدود عرفة فقد فاته الحج بإجماع الفقهاء وإن أتم باقي المناسك. لذا نكرر على كل حاج أن يتأكد أنه داخل حدود عرفة واعلم أن وادي عُرَنة وجزء من مسجد نمرة يقع خارج حدود عرفة.
الاجتهاد في الدعاء: يمكث الحاج فى عرفة من الزوال ( وقت الظهر) يجتهد خلال هذا الوقت في الدعاء والذكر وقراءة القرآن والتضرع الى الله عز وجل رافعاً أكف الضراعة مستقبلاً - القبلة لا الجبل - طالباً من الله حاجته الحاضرة والمستقبلة، راجياً من الله رحمته،
فقد ورد في الحديث أن النبي قال: "
إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة ، يقول : انظروا إلى عبادي ، أتوني شعثا غبرا " |
- ويجوز الدعاء راكباً وماشياً، وواقفاً أو جالساً، أو مضطجعاً، في الخيمة أو في العراء على أي حال كان، ويختار الأدعية الواردة والجوامع لقوله :
" خير الدعاء يوم عرفة، |
و خير ما قلت أنا و النبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك، وله الحمد، و هو على كل شيء قدير " |
- وأختر من الأدعية ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجوامع الأدعية، وأدعو لنفسك بما شئت، وأدعو لأهلك وولدك وأخوانك ولعامة المسلمين، وأسأل الله ما شئت من خيري الدنيا والآخرة والح على الله في مسألتك، ولا ترفع صوتك بالدعاء فرفع الصوت إنما يكون في التهليل والتكبير وفقط.
- ولا تشغل نفسك بالتحدث ومن معك بأحاديث الدنيا، أو التحدث في جوالك المحمول، ولكن إن تعبت أو حصل لك ملل او تعب فيمكنك أن تستجم بالتحدث مع أصحابك بالأحاديث النافعة فيما يتعلق بكرم الله وجزيل هباته ليقوى جانب الرجاء لديك ولدى اخوانك في هذا اليوم، كما يمكنك قراءة ما تيسر من القرآن، ثم تعود إلى التضرع إلى الله ودعائه، وأحرص على اغتنام آخر النهار بالدعاء، فإن خير الدعاء دعاء يوم عرفة. وتذكر أنه خير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفه.
الدفع الى مزدلفة: لا يجوز أن يترك الحاج عرفة قبل الغروب، فإذا غربت شمس يوم عرفة فسر في هدوء وسكينة إلى مزدلفة
كما قال الله تعالى:
{فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ} |
إلا أن تصل مزدلفة قبل العشاء الآخرة، فإنك تصلي المغرب في وقتها والعشاء في وقتها، وتبيت فيها،
وإن خشيت ألا تصل الى مزدلفة إلا بعد نصف الليل، فإنه يجب أن تصلي ولو قبل الوصول إلى مزدلفة، ولا يجوز تأخير الصلاة إلى ما بعد نصف الليل.
فوائد ونصائح هامة:
عرفة هو ركن الحج الأكبر، فتأكد أنك موجود داخل حدود عرفة كما توضح اللافتات والعلامات هناك، وانتبه الى أن وادى عرنه وجزء من مسجد نمرة يقع خارج حدود عرفة.
لا يشترط الطهارة للوقوف بعرفة والمرأة الحائض والنفساء لايمنعها ذلك من الوقوف بعرفة والدعاء.
لا تضيع وقتك بالحديث في امور الدنيا مع رفاقك، واشتغل بالدعاء واجتهد أن تخلص فيه لله، وإقتدِ برسول الله صلى اللة علية وسلم الذي ظل رافعاً يديه يدعوا الله تعالى ويتضرع اليه منذ انتهى من الخطبة وحتى غربت الشمس، قد لا نقوى نحن على ذلك ولكن اجتهد قدر استطاعتك.
لا تكثر من الطعام والشراب من الليلة السابقة واكتف بما يُقم صلبك، حتى لا يضيع وقتك في دخول دورات المياه واحياناً يطول الصف ويكون عليك الأنتظار مدة طويلة مما يكون صعباً على البعض.
عند النفر من عرفة يكون الزحام شديداً فعليك بالهدوء والسكينة والرفق بكبار السن والشيوخ والصغار والنساء، وابتعد عن كل ما يستثير غضبك وكن هادئاً حتى لا تنطق أو تقدم على فعل يُفسد حجك، ولاتزاحم أو تدفع أحداً وساعد إخوانك قدر استطاعتك، وتحلى بالصبر.
فتاوى ومسائل متعلقة بيوم عرفة
1- ما هو فضل يوم عرفة؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((ما من يوم أكثر عتقًا من النار من يوم عرفة، وإنه سبحانه ليدنو فيباهي بهم ملائكته)) |
((انظروا إلى عبادي أتوني شُعثًا غبرًا يرجون رحمتي أشهدكم أني قد غفرت لهم))" |
2- هل يلزم صعود الجبل أو الوقوف عنده في يوم عرفة؟
جاء في فتوى اللجنة الدئمة ما يلي: "لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حث على صعود جبل عرفات الذي اشتهر عند الناس باسم: جبل الرحمة، ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم صعود هذا الجبل في حجه ولا اتخذه منسكا،
وقد قال صلى الله عليه وسلم:
خذوا عني مناسككم |
وقال:
وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف، وارفعوا عن بطن عرنة |
ولذا قال كثير من العلماء: إن صعود هذا الجبل في الحج على وجه النسك بدعة، منهم الإمام النووي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والشيخ صديق خان، وبهذا يعلم أنه لا ينبغي توسعة هذا الممر، ولا السعي في جعله طريقا مسلوكا لما فيه من تقرير البدعة وتسهيل الطريق لفاعليها، وقد قال صلى الله عليه وسلم:
((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد))[ |
ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم أن يصلي نفلا بموقف عرفات، بل اكتفى بصلاة الظهر والعصر في مسجد نمرة، جمعا وقصرا، ولا اتخذ مصلى بما يسمى جبل الرحمة ليصلي فيه من صعد على هذا الجبل نافلة أو فريضة في يوم عرفات، بل اشتغل بعد صلاته الظهر والعصر بذكر الله تسبيحا وتهليلا وتحميدا وتكبيرا وتلبية، وبدعاء ربه والضراعة إليه، حتى غربت الشمس"
3- هل على الحجاج جمعة إذا وافق يوم الجمعة يوم عرفة؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "أما الجمعة فإنها لا تصلى في هذا المكان؛ بناءً على أنه مشعر، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يصل الجمعة يوم عرفة، ولذلك كان الناس يصلون ظهرًا".
4- ما هو حكم من خرج من عرفة قبل غروب الشمس، وعاد بعد غروبها أو قبل غروبها أو لم يعد بالكلية؟
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي: وقفت بعرفة حتى قبيل المغرب ورأيت الحجاج يتحركون إلى مزدلفة فسرت معهم، وقد نبهني أحد الحجاج بعدم المسير الآن، ولكنني لم أسمع كلامه، فهل حجي صحيح؟ أو ماذا علي؟ أفيدوني جزاكم الله خيرًا.
فأجاب رحمه الله بقوله: "إذا كان الواقع هو ما ذكرت في السؤال ولم ترجع إلى عرفة بعد الغروب فعليك دم، يُذبح في منى أو مكة، للفقراء مع التوبة إلى الله من ذلك. وفق الله الجميع".
وقال رحمه الله في موضع آخر: "من وقف بعرفة نهارًا فعليه أن يستمر إلى الليل، فإن لم يفعل وانصرف قبل الغروب ولم يعد بعد الغروب فعليه دم، وإن عاد بعد المغرب فوقف ليلاً ليلة النحر ولم يقف في النهار فلا شيء عليه".
5- ما هي آداب النفرة من عرفة إلى مزدلفة؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "إذا غربت انصرفوا إلى مزدلفة بسكينة ووقار، وأكثروا من التلبية، وأسرعوا في المُتَّسع؛ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز الانصراف قبل الغروب؛
لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف حتى غربت الشمس، وقال:
((خذوا عني مناسككم)) |
6- ما حكم من وقف خارج عرفة جاهلاً؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الحج عرفة)). فإذا وقف الحاج خارج عرفة أو في عرنة أو غيرها فليس له حج، ولكن إذا دخل عرفة بعد زوال الشمس ذلك اليوم أو في ليلة العيد صح حجه، أما إذا كان لم يدخل عرفة لا بعد الزوال ولا في الليل فهذا ليس له حج".
7- من لم يستطع النفرة من عرفة إلا فجر يوم النحر؟
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله السؤال التالي: شخص أدى فريضة الحج لهذا العام، ولم يتمكن من الخروج من عرفة إلا صبيحة اليوم العاشر، وبالتالي فاته المبيت بمزدلفة، وذلك بسبب ازدحام السيارات وكثرة الناس، واتجه مباشرة إلى منى مرورًا بمزدلفة، بعد طلوع شمس يوم العاشر، فماذا يجب عليه؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "قال الله تعالى:
{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ} |
8- صلاة المغرب والعشاء ليلة جمع بعرفة إذا غلب على الظن عدم الوصول في وقتها؟
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي: ما حكم من صلى صلاتي المغرب والعشاء قصرًا وجمع تأخير قبل دخول مزدلفة وذلك لأسباب طارئة، منها تعطل سيارته في الطريق إلى مزدلفة وخشية فوات وقت المغرب والعشاء حيث كان الوقت متأخرًا جدًا فصلى صلاتي المغرب والعشاء على حدود مزدلفة أي قبل مزدلفة بمسافة بسيطة، ثم نام ريثما يتم إصلاح سيارته ثم صلى أيضًا صلاة الفجر وذلك بعد دخول وقت صلاة الفجر أيضًا صلاها على حدود مزدلفة حيث أنه لم يستطع دخول مزدلفة إلا في الصباح والشمس قد أشرقت، فهل تصح صلاته هذه لكل من المغرب والعشاء والفجر على حدود مزدلفة؟ نرجو من سماحتكم توضيح ذلك مع ذكر الدليل؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "الصلاة تصح في كل مكان إلا ما استثناه الشارع، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا)). ولكن المشروع للحاج أن يصلي المغرب والعشاء جمعًا في مزدلفة حيث أمكنه ذلك قبل نصف الليل، فإن لم يتيسر له ذلك لزحام أو غيره، صلاهما بأي مكان كان، ولم يجز له تأخيرهما إلى ما بعد نصف الليل؛ لقوله تعالى: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا}. أي مفروضًا في الأوقات، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم:
((وقت العشاء إلى نصف الليل)) |
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه لله: "إن كان يخشى ألا يصل مزدلفة إلا بعد نصف الليل، فإنه يصلي ولو قبل الوصول إلى مزدلفة، ولا يجوز أن يؤخر الصلاة إلى ما بعد نصف الليل".
9- ما هي الأذكار الواردة في يوم عرفة؟
قال الشيخ ابن باز رحمه لله: "ويُسن أن يكثر من قول:
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير"؛ |
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير)) |
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((أحبُّ الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)) |
10- ما حكم حج من جاء إلى عرفة بعد غروب الشمس؟
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي: شخص شارك في أعمال الحج، ولم يمكنه عمله من الوقوف بعرفة في النهار، فهل يجوز له أن يقف بعد انصراف الناس في الليل؟ وكم يكفيه من الوقوف؟ وهل لو مر بسيارته في عرفة يجزئه ذلك؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "يمتد زمن الوقوف بعرفة من طلوع فجر اليوم التاسع إلى طلوع الفجر يوم النحر، فإذا لم يتمكن الحاج من الوقوف في نهار اليوم التاسع، فوقف في الليل بعد الانصراف كفاه ذلك، حتى لو لم يقف بعرفة إلا آخر الليل قبيل الصبح، ويكفيه ولو بضع دقائق، وكذا لو مر من عرفات وهو سائر على سيارته أجزأه ذلك، ولكن الأفضل له أن يحضر في الوقت الذي يقف فيه الناس، ويشاركهم في الدعاء عشية عرفة، ويحرص على الخشوع وحضور القلب، ويرجو مثل ما يرجون من نزول الرحمة، وحصول المغفرة، فإن فاته النهار فوقف بالليل فالأفضل له أن يبكر بالوقوف مهما استطاع، فينزل بعرفة ولو قليلاً، ويمد يديه إلى ربه ويتضرع إليه في السؤال، ثم يذهب معهم إلى مزدلفة ويمكث بها إلى آخر الليل، ويصلي فيها الفجر، ثم يكثر بعد ذلك من الذكر والدعاء مستقبلاً القبلة رافعًا يديه، حتى يسفر، ثم ينصرف مع الناس إلى منى قبل طلوع الشمس تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك"(
11- ما هو آخر وقت للوقوف بعرفة؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "زمن الوقوف ما بعد الزوال من يوم عرفة إلى طلوع الفجر من ليلة النحر، هذا هو المجمع عليه بين أهل العلم"
12- ما حكم التصوير للحاج في عرفة؟ وهل ينافي الإخلاص؟
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: "لايجوزللحجاج إذاأحرموا أن يأخذوالأنفسهم صورةفوتوغرافية يحتفظونﺑﻬا للتذكار،وعملهم هذاحراممنوع لجهين:
الوجهالأول:أنالتصويرمعصية،وكبيرة م كبائرالذنوب،فلايليقﺑﻬمأن يفتتحوابهنسكهم،ولايجوزلهمالتصويرفيأثناءالحجولاخارجالحج؛لأنالتصوير حراممطلقا.
والثاني:أن هذايدخل في الرياء؛لأنه أريد أن يرى الناس صورته وهومحرم، والرياءيفسدالعمل،فاحذرأيهاالمسلم ممايفسد عملك"
13- من فاته الوقوف بعرفة أو وقف خارجها كل الوقت ماذا عليه؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
((الحج عرفة)) |
14- ما فضل يوم عرفه إذا صادف يوم جمعة؟
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله السؤال التالي: هل ورد شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل كون الحج يوم الجمعة؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الجمعة إذا صادف يوم عرفة، لكن العلماء يقولون: إن مصادقته ليوم الجمعة فيها خير:
أولاً: لتكون الحجة كحجة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم صادف وقوفه بعرفة يوم الجمعة.
ثانيًا: أن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه الله إياه، فيكون ذلك أقرب إلى الإجابة.
ثالثًا: أن يوم عرفة عيد ويوم الجمعة عيد، فإذا اتفق العيدان كان في ذلك خير. وأما ما أشتهر من أن حجة الجمعة تعادل سبعين حجة فهذا غير صحيح"([16]).
15- هل يلزم الحاج الصلاة في مسجد نمرة يوم عرفة؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "السنة أن يصلي الظهر والعصر جمع تقديم مع القصر، بأذان وإقامتين في مسجد نمرة إن تيسر له ذلك، فإن لم يتيسر ذلك، فعلى كل جماعة أن يصلوا في مكانهم تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم.
16- ما حكم من وقف خارج حدود عرفة جاهلاً أو سأل وأجيب خطأ عن الحدود؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "يجب على الواقف بعرفة أن يتأكد من حدودها، فإن بعض الحجاج يقفون خارج حدودها؛ إما جهلاً وإما تقليدًا لغيرهم، وهؤلاء الذين وقفوا خارج حدود عرفة لا حج لهم؛ لأنهم لم يقفوا بعرفة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((الحج عرفة)) |
17- ما حكم الصلاة في عرفة من حيث الجمع والقصر؟
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي: هل صلاة الظهر والعصر جمعًا وقصرًا في عرفة أمر واجب، أم يجوز أن أصليهما في وقت كل منهما كاملتين؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "صلاة الظهر والعصر يوم عرفات للحجاج جمعًا وقصرًا، في وادي عرنة غرب عرفات بأذان واحد وإقامتين سنة مؤكدة، فعلها النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، ولا ينبغي للمؤمن أن يخالف السنة، لكن ليس ذلك بواجب عند أهل العلم بل سنة مؤكدة، فإن المسافر لو أتم صحت صلاته، لكن القصر متأكد؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم فعله وقال: ((خذوا عني مناسككم)). فلا ينبغي له أن يخالف السنة بل يصلي مع الناس قصرًا وجمعًا جمع تقديم، ثم يتوجه إلى محل الوقوف في نفس عرفة، ولو صلاهما في عرفة ولم يصل في وادي عرنة فلا بأس حذرًا من المشقة، فإن الناس في هذه العصور يحتاجون للتخلص من الزحام بكل وسيلة مباحة"
18- من لم يصل إلى عرفة إلا بعد العصر بسبب الزحام، فما الحكم؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "زمن الوقوف ما بعد الزوال من يوم عرفة إلى طلوع الفجر من ليلة النحر، هذا هو المجمع عليه بين أهل العلم.
أما ما قبل الزوال ففيه خلاف بين أهل العلم، والأكثرون على أنه لا يجزئ الوقوف فيه إذا لم يقف بعد الزوال ولا في الليل، ومن وقف نهارًا بعد الزوال أو ليلاً أجزأه ذلك، والأفضل أن يقف نهارًا بعد صلاة الظهر والعصر جمع تقديم إلى غروب الشمس، ولا يجوز الانصراف قبل الغروب لمن وقف نهارًا، فإن فعل ذلك فعليه دم عند أكثر أهل العلم؛ لكونه ترك واجبًا، وهو الجمع في الوقوف بين الليل والنهار لمن وقف نهارًا"
19- ما أفضل العمل يوم عرفة؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "الأفضل للحاج في هذا اليوم العظيم أن يجتهد في الدعاء والضراعة إلى الله سبحانه وتعالى ويرفع يديه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم اجتهد في الدعاء والذكر في هذا اليوم حتى غربت الشمس، وذلك بعد ما صلى الظهر والعصر جمعًا وقصرًا في وادي عرنة، ثم توجه إلى الموقف فوقف هناك عند الصخرات وجبل الدعاء، ويسمى جبل إلال، واجتهد في الدعاء والذكر رافعًا يديه مستقبلاً القبلة وهو على ناقته،
وقد شرع الله سبحانه لعباده الدعاء بتضرع وخفية وخشوع لله عز وجل، رغبة ورهبة، وهذا الموطن من أفضل مواطن الدعاء،
قال الله تعالى:
{ادعوا ربكم تضرعًا وخفية إنه لا يحب المعتدين} |
وقال تعالى:
{واذكر ربك في نفسك} |
وفي الصحيحين: قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: رفع الناس أصواتهم بالدعاء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أيها الناس، أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا، إنما تدعون سميعًا بصيرًا، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته)) |
وقد أثنى الله جل وعلا على زكريا عليه السلام في ذلك، قال تعالى:
{ذكر رحمت ربك عبده زكريا * إذ نادى ربه نداء خفيا} |
وقال عز وجل:
{وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} |
والآيات والأحاديث في الحث على الذكر والدعاء كثيرة، ويشرع في هذا الموطن بوجه خاص الإكثار من الذكر والدعاء بإخلاص وحضور قلب ورغبة ورهبة، ويشرع رفع الصوت به وبالتلبية كما فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في هذا اليوم:
((خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)) |
20- بماذا ينبغي أن يشتغل به الحاج في عرفة؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "يتفرغ بعد الصلاة للذكر والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل، ويدعو بما أحب رافعًا يديه مستقبلاً القبلة ولو كان الجبل خلفه؛ لأن السنة استقبال القبلة لا الجبل، وقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم عند الجبل وقال:
((وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف، وارفعوا عن بطن عرنة)) |
وكان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الموقف العظيم: (
(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)) |
فإن حصل له ملل وأراد أن يستجم بالتحدث مع أصحابه بالأحاديث النافعة أو قراءة ما تيسر من الكتب المفيدة، خصوصًا فيما يتعلق بكرم الله وجزيل هباته؛ ليقوى جانب الرجاء في ذلك اليوم كان ذلك حسنًا، ثم يعود إلى التضرع إلى الله ودعائه، ويحرص على اغتنام آخر النهار بالدعاء، فإن خير الدعاء دعاء يوم عرفة"
21- ما هي الهيئة التي ينبغي أن يكون عليها الحاج في عرفة حال الدعاء؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "يستحب استقبال القبلة وجبل الرحمة إن تيسر ذلك، فإن لم يتيسر استقبالهما استقبل القبلة وإن لم يستقبل الجبل، ويستحب للحاج في هذا الموقف أن يجتهد في ذكر الله سبحانه ودعائه والتضرع إليه، ويرفع يديه حال الدعاء، وإن لبى أو قرأ شيئًا من القرآن فحسن.
ويُسن أن يكثر من قول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير"؛ لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير)) |
فينبغي الإكثار من هذا الذكر وتكراره بخشوع وحضور قلب، وينبغي الإكثار أيضًا من الأذكار والأدعية الواردة في الشرع في كل وقت، ولاسيما في هذا الموضع وفي هذا اليوم العظيم ويختار جوامع الدعاء"
وقال رحمه الله في موضع آخر: "يرفع يديه بالدعاء ويحمد الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الدعاء ويستقبل القبلة"
وقال رحمه الله في موضع آخر: "أما الدعاء الجماعي فلا أعلم له أصلاً والأحوط تركه؛ لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه رضي الله عنهم فيما علمت، لكن لو دعا إنسان في جماعة وأمنوا على دعائه فلا بأس في ذلك، كما في دعاء القنوت ودعاء ختم القرآن الكريم ودعاء الاستسقاء ونحو ذلك"
---------------------------------------------------
وما زلنا أحبابنا (*) تابعونا جزاكم الله خيرا (*) ولا تنسونا من صالح دعائكم
أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد
» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» العبادة وأركانها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور
» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد
» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد
» هيئات السجود المسنونة
الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» (( - 2 -)) خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:28 pm من طرف صادق النور