اولاً ::- رحله الحج من البدايه للنهايه - تاريخ الحج - فضل الحج والعمرة -
بسم اللة توكلنا على اللة ...
نبداء معكم بأذن اللة رحلة الحج والعمرة
رزقنا اللة وأياكم حج بيتة الحرام وزيارة حبيبة صلى اللة علية وسلم
أولاً ... تاريخ الحج والعمرة
أمر الله تعالى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ببناء الكعبة قال تعالى:
(البقرة127) والراجح أن البناء الأول للبيت الحرام قام به آدم عليه السلام والملائكة، ثم رفعه الله تعالى زمن الطوفان، والله اعلم.
وبعد أن انتهى خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام من البناء أمره الله تعالى بأن ينادي في الناس ليحجوا اليه،
قال تعالى: ﴿
الحج 27-28
قال إبراهيم : " يا رب كيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذ اليهم ؟ "
فقال الله تعالى : "عليك النداء وعلينا البلاغ " فقام إبراهيم على مقامه ، وقيل على الحجر ، وقيل على الصفا ، وقيل على جبل أبي قبيس - بإختلاف الروايات -
وقال : " يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتاً فحجوه "
فيقال إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض ، وأسمع الله من في الأرحام والأصلاب ، وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر ، ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة ، لبيك اللهم لبيك ، هذا مضمون ما ورد عن ابن عباس ، ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وغير واحد من السلف رضي الله عنهم (تفسير بن كثير) والله أعلم .
ومن وقتها والناس عرب وغيرهم من الهنود والفرس والصابئة يحجون إلى الكعبة في نفس التوقيت من كل عام،
وكانت أشهر الحج عندهم حرماً ، فقد كانوا يحرمون ذا الحجة وهو شهر الحج، ويحرمون الشهرالذي قبله والذي بعده حتى يتسنى لمن هو خارج حدود الحجاز أن يسافر للحج ويعود وهو آمن؛ وذلك بسبب المسافات الشاسعة التي يضطر الحاج إلى قطعها وتستغرق زمناً،
وكانوا كذلك يحرمون شهر رجب أيضاً ويسمونه شهر الله الأصم ، أي الذي لا تسمع فيه قعقعة السلاح فكانوا في هذه الشهور الأربعة يلقون السلاح ولا يغزو بعضهم بعضا .
الحج والعمرة قبل الإسلام
ظل الناس منذ زمن سيدنا إبراهيم وحتى ظهور الإسلام يحجون ويعتمرون الى الكعبة، وقد كانت طقوس الحج في بادئ الأمر حنيفية غير أن العرب لما نسوا التوحيد وداخلهم الشرك تبع ذلك تحريف وتغيير في أعمال هذه العبادة، شأنهم في ذلك شأن الأمم إذا فسدت سرى الفساد في كل شيء منها. حتى آلت الى صورتها التي كانت عليها قبل بزوغ فجر الإسلام العظيم، وهذه بعض مقتطفات مما كان عليه الحج والعمرة قبل الاسلام:
الطواف بالكعبة:
كان الطواف بالكعبة أول أعمال الحج، وكانت زيارة الكعبة نوعان: زيارة عمره وزيارة حج ، وقد كانت هاتان الزيارتان رسميتين قبل البعثة، وللحج موسمه المعروف ، أما العمرة فهي زيارة للكعبة في غير موسم الحج، وكانوا في الجاهلية لا يجمعون بينهما ، ويرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور ، ويُقال إن قريشاً هي التي سنت منع الجمع بين الحج والعمرة ،
حتى تكثر الزيارة للكعبة ، فتجني من وراء ذلك فوائد مادية . على أن زيارة الكعبة كانت عملاً واجباً على كل من يقدم إلى مكة سواء في وقت الحج أو في غير وقته .
والحجر الأسود كان مقدساً عند العرب منذ القدم ، وحين جاء الإسلام أبقى حرمته وبقيت سنة استلامه وتقبيله والبدء بأشواط الطواف من الركن الذي هو فيه .
السعي بين الصفا والمروة:
كان السعي بين الصفا والمروة من الطقوس التي يقوم بها الحاج أو المعتمر في الجاهلية، والصفا والمروة جبلان صغيران يبعد إحداهما عن الآخر نحواً من أربعمائة متر ، وكان المشركون قد نصبوا عندهما بعض أصنامهم ، وكانوا يقومون عندهما ببعض الطقوس ويقربون القرابين ، ومن جملة هذه الطقوس الطواف بهما .
وكما هو معلوم فإن أصل ذلك يعود لما قامت به السيدة هاجر رضي الله عنها حين تركها سيدنا إبراهيم عليه السلام في هذا المكان وكان مهجوراً قاحلاً لا حياة فيه، وحين اشتد العطش بها وخشيت على رضيعها - سيدنا إسماعيل عليه السلام- أخذت تهرول بين هذين الجبلين علها تجد ماءاً أو أثراً لحياة.
وقد تحرج المسلمون في بداية الأمر من الطواف بهما كما كانوا يفعلون قبل إسلامهم ،
فنزلت الآية
(البقرة :158)
لتزيل هذا الحرج وتذكر أن الصفا والمروة من شعائر الله .. والطواف في الإسلام بهما إنما يكون سبعة أشواط كما كان السعي بينهما قبل الإسلام .
ثياب الإحرام:
ذكرت كتب السيرة والتفسير في تفسير الآية القرآنية
أن بعض الحجاج قبل الإسلام كانوا يطوفون حول الكعبة عراة رجالاً ونساءً ، والآية نزلت للتنديد بذلك وتقرير وجوب الظهور بمظهر الحشمة والوقار عند المساجد ، بارتداء الملابس التي تحقق ذلك.
وقد كان العرب في الجاهلية يكرهون أن يطوفوا بالكعبة وعليهم ثيابهم التي قد يكونون ارتكبوا الذنوب والآثام وعصوا الله وهي عليهم ، فيطوفون عراة فإذا طافوا بها كانوا يلقونها ثم لا يأخذونها بعد ذلك أبداً ، ويتركونها حتى تبلي. ثم سن الأحماس بعد ذلك مآزر أحمسية كانوا يعدونها خصيصاً للحجاج فيخلعون ملابسهم ويتسترون بهذه المآزر، وكان الذين لا يجدون مآزر ( ثياباً غير مخيطة) أو لا يقدرون على شرائها ويريدون الاحتفاظ بملابسهم ، يطوفون عراة .
وقد ظلت عادة الطواف بالعرى إلى ما بعد فتح مكة ،
هذه العادة ، وحرم أن يطوف بالبيت مشرك أو عريان ، في السنة التاسعة من الهجرة .
الحلق والتقصير:
الحلق أو التقصير كانا من علامات التحلل من الإحرام ، وكان الحجاج لا يفعلون ذلك قبل تقديم (القرابين) الهَدْى إنما بعدها فيقصرون أو يحلقون.
الوقوف بعرفة:
أعظم أيام الحج هو يوم عرفة ، وقد كان ليوم عرفات رئيس من بيت معين من بيوتات العرب لا يفيض الناس إلا بعد إفاضته (رجوعه) ، ولعل الزعماء وأصحاب الشأن من العرب كانوا يتخذون من هذا اليوم المشهود وسيلة لإعلان بعض الأمور وإبلاغها للناس وكان الناس بعد الفراغ من حجهم يأتون صاحب النسئ ليسمعوا منه ما يعلن عليهم من تقديم أو تأخير في الأشهر الحرم .
المبيت بمزدلفة (جمعا):
وحينما يعود الحجاج من عرفات يأتون إلى مكان يعرف اليوم بالمزدلفة وكانوا يسمونه " جَمعْا" وهو المكان الذي سماه القرآن " المشعر الحرام " فيتوقفون عنده إلى الفجر ثم يفيضون منه إلى مني ، فقد كانت هناك إفاضتان : إحداهما من عرفات والأخرى من المشعر الحرام ، والإفاضة كانت تسمى إجازة ، ومعناها أن يجيزهم الرئيس إلى مغادرة المكان إلى مكان آخر، وكان هناك بعض البطون هم أصحاب الحق في هذه الإجازة ، بحيث لا يفيض الناس إلا إذا أفاض رئيس هذا البطن .
وقد كان يقصد بتوقف الناس عند المشعر الحرام إشعارهم بأنهم قد انتهوا من الواجب الأساسي للحج وأصبحوا بذلك حجاجاً ، وأن لهم الحق في التعييد بعده ، وفعلاً كان الناس بمجرد إفاضتهم من المزدلفة إلى منى يصبحون معيدين .
وكان للعرب تقليد آخر في منى ، وهو عقد مجالس المفاخرة بعد أن يكونوا قد انتهوا من مناسك الحج ، وقد ذكر المفسرون هذا التقليد في سياق تفسير الآية القرآنية
( البقرة:200)
وقالوا إن الحجاج كانوا بعد قضاء مناسكهم يعقدون المجالس في منى ليتناشدوا الأشعار ويعددوا مفاخر الآباء والقبائل ،
فأمرت الآية بذكر الله والتحدث بنعمه بدلاً من المفاخرات الجاهلية التي تزيد من العصبية القبلية ، التي كان النبي صلى اللة علية وسلم بحكم دعوته يهدف إلى إضعافها والخروج من مجالها الضيق إلى مجال الوحدة الإسلامية.
الهَدْي:
الهدى هو الحيوان الذي يسوقه الحاج ليذبحه بعد أداء مناسكه قرباناً وشكراً لله عز وجل، وإذا كان الحيوان من البقر أو الإبل سمى بدنةً. وكلمة الهدى مشتقة من الإهداء على اعتبار أن القربان هدية من الحجاج إلى الله أو الكعبة .
وجرت عادة العرب في العصر الجاهلي على ذبح هديهم عند الأوثان والأنصاب في فناء الكعبة ويتركونها بعد الذبح .
وأصبحت تقاليد الهدى تعين صاحب منصب" الرفادة" في القيام بمهمته ، فقد كان فقراء الحجاج يأكلون من لحوم الهدى ،
ولذا كان العرب يحترمون الحيوانات التي تهدى إلى الكعبة فكانت تترك سائمة فلا يتعرض لها أحد .. واعتاد الحجاج العرب تقليد الهدى ، أي وضع قلادة من سيور الجلد أو ألياف الشجر في عنقه إعلاناً بأنه هدى، فيصبح محرماً مقدساً،
واعتاد الحجاج في العصر الجاهلي أن يلطخوا جدران الكعبة بدماء الهدى ، ظناً منهم أن في هذا تقرباً إلى الله تعالى والكعبة ، وكانوا لا يأكلون لحوم هديهم ، ويتبرعون بها للحجاج الفقراء.
وعادة ذبح القرابين للمعبودات عادة قديمة اشترك فيها جميع البشر في بعض أدوارهم وأطوارهم ومختلف بيئاتهم ،
غير أن الروايات ذكرت أن العرب كانوا يرجعون تقليدهم في ذبح القرابين إلى إبراهيم الذي امتحنه الله بذبح ولده ففداه الله بذبح عظيم ، ويرجح البعض أن العرب كانوا يعرفون أخبار هذه الأحداث ويتناقلونها ويعللون بها ذبح الضحايا ..
كما كانوا يرجعون قيامهم بالحج إلى دعوة إبراهيم للناس ليحجوا ، وكانوا يدركون صلة إبراهيم بالكعبة.
رمي الجمار:
فهو مأخوذ عن نبينا إبراهيم عليه السلام، حين عرض له الشيطان عند جمرة العقبة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، فتركه وسار فعرض له الشيطان مرة أخرى عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات أخرى حتى ساخ في الأرض فتركه وسار، فعرض له مرة ثالثة ففعل به سيدنا إبراهيم مثلما فعل من قبل، وسار الحجاج يفعلون مثل ذلك حين يحجون، وحين جاء الإسلام أبقى على هذه الشعيرة على أنها رمزٌ وإشارة إلى عداوة الشيطان لبني آدم فجاء القرآن آمراً المسلم أن يتخذ الشيطان عدواً له،
فقال تعالى:
(فاطر:6).
********************************
وهكذا..... نرى أن الإسلام قد احتفظ من طقوس الحج وتقاليده ما وافق الحنيفية والتوحيد، وأبدل ما غير ذلك من طقوس وبدع وثنية، إلى عبادات، وتقاليد توحيدية كما أبدل ذكر الوثنية فيها بذكر الله .
أما تاريخ فرض الحج على الأمة الإسلامية،
فهناك قول بأنه فُرض في العام السادس بعد الهجرة، وقول ثانٍ أن الله تعالى فرضه على المسلمين في العام التاسع وهذا هو الراجح والله تعالى أعلم وهو قول الجمهور،
وقد أمّر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق على الناس أميرا للحج وأرسل معه علياً - رضي الله عنه - ليعلن في الناس أنه لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريا، وأمره بإزالة الأصنام التي كانت موجودة حول الكعبة وعلى الصفا والمروة؛ حتى يطهر البيت تماماً من كل مظاهر الشرك،
وفي العام التالي - السنة العاشرة - حج الرسول صلى الله عليه سلم بالأمة حجة الوداع، فاستدل الجمهور بذلك على أن الحج فُرض على المسلمين في سنة تسع من الهجرة، وإن كان مفروضا على الناس قبل الإسلام، من زمن سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام.
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الللة علية وسلم قال:" تابعوا بين الحج و العمرة ؛ فإنهما ينفيان الفقر و الذنوب ، كما ينفي الكير خبث الحديد و الذهب و الفضة ، و ليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة " اخرجه البخاري والترمذي والنسائى وصححه الألباني
وعن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى اللة علية وسلم قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، و الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة "، متفق عليه
وعنه ايضاً أن رسول الله صلى اللة علية وسلم قال: " من حج هذا البيت ، فلم يرفث ، ولم يفسق ، رجع كيوم ولدته أمه" متفق عليه
وعن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى اللة علية وسلم قال: " من خرج حاجا فمات ؛ كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة ، ومن خرج معتمرا فمات ؛ كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة ، ومن خرج غازيا فمات ؛ كتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة"، صححه الألباني.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى اللة علية وسلم قال: " الغاز في سبيل الله عز و جل ، و الحاج ، و المعتمر ، وفد الله دعاهم فأجابوه ، و سألوه فأعطاهم"، أخرجه مسلم وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وقال صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص حين جاءه يبايعه على الإسلام: " أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله " رواه عمرو بن العاص وصححه الألباني.
وقد سألت السيدة عائشة رضي الله عنها فقالت: ( يا رسول الله ! ألا نخرج فنجاهد معك ، فإني لا أرى عملا في القرآن أفضل من الجهاد ؟ ! قال : " لا ، ولكن أحسن الجهاد وأجمله ، حج البيت ، حج مبرور" ) أخرجه النسائي وغيره وصححه الألباني.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (سُئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال: " إيمان بالله ورسوله"، قيل ثم ماذا قال: " جهاد في سبيل الله"، قيل ثم ماذا قال: " حج مبرور" ) أخرجه البخاري وصححه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم: "جهاد الكبير والصغير والضعيف والمرأة الحج والعمرة " رواه ابوهريرة واخرجه النسائي واحمد وحسنه الألباني.
***********************
الحج:
وادلة ذلك من القرآن والسنة:
قول الله تعالى:
﴾ ال عمران 96:97.
وقوله تعالى:
البقرة 196
وقوله تعالى لنبي الله ابراهيم:
الحج27
وقول رسول الله صلى اللة علية وسلم في الحديث الذي رواه عنه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، و أن محمدا رسول الله ، و إقام الصلاة ، و إيتاء الزكاة ، و حج البيت ، و صوم رمضان " صححه الألباني.
وقوله صلى اللة علية وسلم : " أيها الناس ! قد فرض الله عليكم الحج فحجوا فقال رجل : أكل عام ؟ يا رسول الله ! فسكت . حتى قالها ثلاثا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قلت : نعم . لوجبت . ولما استطعتم . ثم قال ذروني ما تركتكم . فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم . فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم . وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه . إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم . وإنما أذن لي فيها لم يفسق " رواه ابو هريرة رضي الله عنه وأخرجه مسلم والنسائي واحمد وصححه احمد شاكر.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنه قال لجبريل في سؤاله عن الاسلام والإيمان: " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج وتعتمر وتغتسل من الجنابة وتتم الوضوء وتصوم رمضان " صححه الألباني.
وقال ايضاً صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع مخاطباً الناس: " دخلت العمرة في الحج الى يوم القيامة" والحديث متفق على صحته وقد رواه عدد من الصحابة منهم عبد الله بن عباس، و جابر بن عبدالله، و سراقة بن مالك بن جعشم .
ولذلك فالواجب في حق من يسر الله له أن يحج حجة الفريضة أن يقرن معها عمرة مصداقاً لقول الله تعالى:
البقرة 196، وقول رسوله : " دخلت العمرة في الحج الى يوم القيامة" .
شروط وجوب الحج
يصبح الحج واجباً على كل مسلم توافرت له الشروط الأربع التالية:
البلوغ: فلا يجب عل الصبي وإن صح منه ويثاب وليه على حجه. ولكن يبقى عليه حجة الفريضة اذا بلغ.
العقل: فكما هو معلوم أن الله فع التكليف عن المجنون
الحرية: فلا تجب على العبد حيث أنه ملك لسيده.
الإستطاعة: ونفصل مفهوم الإستطاعة كما بينه الفقهاء فيما يلي:
اولاً: شروط الإستطاعة لمن وجب عليه مباشرة الحج والعمرة بنفسه
- أن يمتلك نفقات حجه من راحلة وزاد، ونفقات من يعولهم طوال فترة غيابه، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى اللة علية وسلم ( سُئل في قوله تعالى
قيل يا رسول الله ما السبيل؟ قال : " الزاد والراحلة "). أخرجه ابن الملقن وهو صحيح
- أن يمتلك من صحة البدن ما يمكنه من تحمل مشقة السفر وتأدية المناسك، فقد روي عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال : ( جاءت امرأة من خثعم عام حجة الوداع ، قالت : يا رسول الله ، إن فريضة الله على عباده في الحج ، أدركت أبي شيخا كبيرا ، لا يستطيع أن يستوي على الراحلة ، فهل يقضي عنه أن أحج عنه ؟ . قال :" نعم" ) اخرجه البخاري وغيره وصححه الألباني.
- أن يكون الطريق المؤدية من بلده الى مكة آمنه بحيث لايخشى فيها على نفسه أو عرضه أو ماله.
- والمرأة لابد وأن يصحبها زوجها أو مَحرم، فقد روى ابن عباس رضى الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى اللة علية وسلم يقول: " لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم . ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم فقام رجل فقال : يا رسول الله ! إن امرأتي خرجت حاجة . وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا . قال انطلق فحج مع امرأتك" متفق عليه. وإن اجاز الشافعية وقول للمالكية سفر المرأة مع رفقة مأمونة من النساء لتأدية حج الفريضة.
- فمن توفرت له الشروط السابقة وجب عليه الحج بنفسه ولا يجوز له تأخيره، يستثنى من ذلك من كان مريضاً مرضاً يُرجى شفاءه فإنه يؤخر الحج حتى يستطيع الحج بنفسه فإن مات قبل ذلك يحج عنه أحد أولاده أو أحد اهله من تركته ولا يأثم .
ثانياً: شروط الإستطاعة لمن وجب عليه أن ينيب أحداً ليحج ويعتمر عنه:
أما من كان مالكاً لنفقات الحج من راحلة وزاد ونفقات اهله فترة سفره مع توافر الشروط الثلاثة الأول (البلوغ والعقل والحرية)، ولكنه كان شيخاً كبيراً لا يقوى على السفر، أو مريض مرض يعجزه عن السفر والقيام بمناسك الحج وهذا المرض لايرجى شفاءه وجب عليه أن ينيب من يحج عنه.
----
تابعونا ونسألأكم الدعاء
جزاكم الله خيرا
[/size]
بسم اللة توكلنا على اللة ...
نبداء معكم بأذن اللة رحلة الحج والعمرة
رزقنا اللة وأياكم حج بيتة الحرام وزيارة حبيبة صلى اللة علية وسلم
أولاً ... تاريخ الحج والعمرة
أمر الله تعالى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ببناء الكعبة قال تعالى:
﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إبراهيم الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإسماعيل رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ |
وبعد أن انتهى خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام من البناء أمره الله تعالى بأن ينادي في الناس ليحجوا اليه،
قال تعالى: ﴿
وَإِذْ بَوَّأْنَا لإبراهيم مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ُ﴾ ﴿ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ُ﴾ |
قال إبراهيم : " يا رب كيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذ اليهم ؟ "
فقال الله تعالى : "عليك النداء وعلينا البلاغ " فقام إبراهيم على مقامه ، وقيل على الحجر ، وقيل على الصفا ، وقيل على جبل أبي قبيس - بإختلاف الروايات -
وقال : " يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتاً فحجوه "
فيقال إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض ، وأسمع الله من في الأرحام والأصلاب ، وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر ، ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة ، لبيك اللهم لبيك ، هذا مضمون ما ورد عن ابن عباس ، ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وغير واحد من السلف رضي الله عنهم (تفسير بن كثير) والله أعلم .
ومن وقتها والناس عرب وغيرهم من الهنود والفرس والصابئة يحجون إلى الكعبة في نفس التوقيت من كل عام،
وكانت أشهر الحج عندهم حرماً ، فقد كانوا يحرمون ذا الحجة وهو شهر الحج، ويحرمون الشهرالذي قبله والذي بعده حتى يتسنى لمن هو خارج حدود الحجاز أن يسافر للحج ويعود وهو آمن؛ وذلك بسبب المسافات الشاسعة التي يضطر الحاج إلى قطعها وتستغرق زمناً،
وكانوا كذلك يحرمون شهر رجب أيضاً ويسمونه شهر الله الأصم ، أي الذي لا تسمع فيه قعقعة السلاح فكانوا في هذه الشهور الأربعة يلقون السلاح ولا يغزو بعضهم بعضا .
الحج والعمرة قبل الإسلام
ظل الناس منذ زمن سيدنا إبراهيم وحتى ظهور الإسلام يحجون ويعتمرون الى الكعبة، وقد كانت طقوس الحج في بادئ الأمر حنيفية غير أن العرب لما نسوا التوحيد وداخلهم الشرك تبع ذلك تحريف وتغيير في أعمال هذه العبادة، شأنهم في ذلك شأن الأمم إذا فسدت سرى الفساد في كل شيء منها. حتى آلت الى صورتها التي كانت عليها قبل بزوغ فجر الإسلام العظيم، وهذه بعض مقتطفات مما كان عليه الحج والعمرة قبل الاسلام:
الطواف بالكعبة:
كان الطواف بالكعبة أول أعمال الحج، وكانت زيارة الكعبة نوعان: زيارة عمره وزيارة حج ، وقد كانت هاتان الزيارتان رسميتين قبل البعثة، وللحج موسمه المعروف ، أما العمرة فهي زيارة للكعبة في غير موسم الحج، وكانوا في الجاهلية لا يجمعون بينهما ، ويرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور ، ويُقال إن قريشاً هي التي سنت منع الجمع بين الحج والعمرة ،
حتى تكثر الزيارة للكعبة ، فتجني من وراء ذلك فوائد مادية . على أن زيارة الكعبة كانت عملاً واجباً على كل من يقدم إلى مكة سواء في وقت الحج أو في غير وقته .
والحجر الأسود كان مقدساً عند العرب منذ القدم ، وحين جاء الإسلام أبقى حرمته وبقيت سنة استلامه وتقبيله والبدء بأشواط الطواف من الركن الذي هو فيه .
السعي بين الصفا والمروة:
كان السعي بين الصفا والمروة من الطقوس التي يقوم بها الحاج أو المعتمر في الجاهلية، والصفا والمروة جبلان صغيران يبعد إحداهما عن الآخر نحواً من أربعمائة متر ، وكان المشركون قد نصبوا عندهما بعض أصنامهم ، وكانوا يقومون عندهما ببعض الطقوس ويقربون القرابين ، ومن جملة هذه الطقوس الطواف بهما .
وكما هو معلوم فإن أصل ذلك يعود لما قامت به السيدة هاجر رضي الله عنها حين تركها سيدنا إبراهيم عليه السلام في هذا المكان وكان مهجوراً قاحلاً لا حياة فيه، وحين اشتد العطش بها وخشيت على رضيعها - سيدنا إسماعيل عليه السلام- أخذت تهرول بين هذين الجبلين علها تجد ماءاً أو أثراً لحياة.
وقد تحرج المسلمون في بداية الأمر من الطواف بهما كما كانوا يفعلون قبل إسلامهم ،
فنزلت الآية
﴿ إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ﴾ |
لتزيل هذا الحرج وتذكر أن الصفا والمروة من شعائر الله .. والطواف في الإسلام بهما إنما يكون سبعة أشواط كما كان السعي بينهما قبل الإسلام .
ثياب الإحرام:
ذكرت كتب السيرة والتفسير في تفسير الآية القرآنية
﴿ يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ﴾ |
وقد كان العرب في الجاهلية يكرهون أن يطوفوا بالكعبة وعليهم ثيابهم التي قد يكونون ارتكبوا الذنوب والآثام وعصوا الله وهي عليهم ، فيطوفون عراة فإذا طافوا بها كانوا يلقونها ثم لا يأخذونها بعد ذلك أبداً ، ويتركونها حتى تبلي. ثم سن الأحماس بعد ذلك مآزر أحمسية كانوا يعدونها خصيصاً للحجاج فيخلعون ملابسهم ويتسترون بهذه المآزر، وكان الذين لا يجدون مآزر ( ثياباً غير مخيطة) أو لا يقدرون على شرائها ويريدون الاحتفاظ بملابسهم ، يطوفون عراة .
وقد ظلت عادة الطواف بالعرى إلى ما بعد فتح مكة ،
حتى أبطل الرسول (صلى الله عليه وسلم ) |
الحلق والتقصير:
الحلق أو التقصير كانا من علامات التحلل من الإحرام ، وكان الحجاج لا يفعلون ذلك قبل تقديم (القرابين) الهَدْى إنما بعدها فيقصرون أو يحلقون.
الوقوف بعرفة:
أعظم أيام الحج هو يوم عرفة ، وقد كان ليوم عرفات رئيس من بيت معين من بيوتات العرب لا يفيض الناس إلا بعد إفاضته (رجوعه) ، ولعل الزعماء وأصحاب الشأن من العرب كانوا يتخذون من هذا اليوم المشهود وسيلة لإعلان بعض الأمور وإبلاغها للناس وكان الناس بعد الفراغ من حجهم يأتون صاحب النسئ ليسمعوا منه ما يعلن عليهم من تقديم أو تأخير في الأشهر الحرم .
المبيت بمزدلفة (جمعا):
وحينما يعود الحجاج من عرفات يأتون إلى مكان يعرف اليوم بالمزدلفة وكانوا يسمونه " جَمعْا" وهو المكان الذي سماه القرآن " المشعر الحرام " فيتوقفون عنده إلى الفجر ثم يفيضون منه إلى مني ، فقد كانت هناك إفاضتان : إحداهما من عرفات والأخرى من المشعر الحرام ، والإفاضة كانت تسمى إجازة ، ومعناها أن يجيزهم الرئيس إلى مغادرة المكان إلى مكان آخر، وكان هناك بعض البطون هم أصحاب الحق في هذه الإجازة ، بحيث لا يفيض الناس إلا إذا أفاض رئيس هذا البطن .
وقد كان يقصد بتوقف الناس عند المشعر الحرام إشعارهم بأنهم قد انتهوا من الواجب الأساسي للحج وأصبحوا بذلك حجاجاً ، وأن لهم الحق في التعييد بعده ، وفعلاً كان الناس بمجرد إفاضتهم من المزدلفة إلى منى يصبحون معيدين .
وكان للعرب تقليد آخر في منى ، وهو عقد مجالس المفاخرة بعد أن يكونوا قد انتهوا من مناسك الحج ، وقد ذكر المفسرون هذا التقليد في سياق تفسير الآية القرآنية
﴿ فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق ﴾ |
وقالوا إن الحجاج كانوا بعد قضاء مناسكهم يعقدون المجالس في منى ليتناشدوا الأشعار ويعددوا مفاخر الآباء والقبائل ،
فأمرت الآية بذكر الله والتحدث بنعمه بدلاً من المفاخرات الجاهلية التي تزيد من العصبية القبلية ، التي كان النبي صلى اللة علية وسلم بحكم دعوته يهدف إلى إضعافها والخروج من مجالها الضيق إلى مجال الوحدة الإسلامية.
الهَدْي:
الهدى هو الحيوان الذي يسوقه الحاج ليذبحه بعد أداء مناسكه قرباناً وشكراً لله عز وجل، وإذا كان الحيوان من البقر أو الإبل سمى بدنةً. وكلمة الهدى مشتقة من الإهداء على اعتبار أن القربان هدية من الحجاج إلى الله أو الكعبة .
وجرت عادة العرب في العصر الجاهلي على ذبح هديهم عند الأوثان والأنصاب في فناء الكعبة ويتركونها بعد الذبح .
وأصبحت تقاليد الهدى تعين صاحب منصب" الرفادة" في القيام بمهمته ، فقد كان فقراء الحجاج يأكلون من لحوم الهدى ،
ولذا كان العرب يحترمون الحيوانات التي تهدى إلى الكعبة فكانت تترك سائمة فلا يتعرض لها أحد .. واعتاد الحجاج العرب تقليد الهدى ، أي وضع قلادة من سيور الجلد أو ألياف الشجر في عنقه إعلاناً بأنه هدى، فيصبح محرماً مقدساً،
واعتاد الحجاج في العصر الجاهلي أن يلطخوا جدران الكعبة بدماء الهدى ، ظناً منهم أن في هذا تقرباً إلى الله تعالى والكعبة ، وكانوا لا يأكلون لحوم هديهم ، ويتبرعون بها للحجاج الفقراء.
وعادة ذبح القرابين للمعبودات عادة قديمة اشترك فيها جميع البشر في بعض أدوارهم وأطوارهم ومختلف بيئاتهم ،
غير أن الروايات ذكرت أن العرب كانوا يرجعون تقليدهم في ذبح القرابين إلى إبراهيم الذي امتحنه الله بذبح ولده ففداه الله بذبح عظيم ، ويرجح البعض أن العرب كانوا يعرفون أخبار هذه الأحداث ويتناقلونها ويعللون بها ذبح الضحايا ..
كما كانوا يرجعون قيامهم بالحج إلى دعوة إبراهيم للناس ليحجوا ، وكانوا يدركون صلة إبراهيم بالكعبة.
رمي الجمار:
فهو مأخوذ عن نبينا إبراهيم عليه السلام، حين عرض له الشيطان عند جمرة العقبة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، فتركه وسار فعرض له الشيطان مرة أخرى عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات أخرى حتى ساخ في الأرض فتركه وسار، فعرض له مرة ثالثة ففعل به سيدنا إبراهيم مثلما فعل من قبل، وسار الحجاج يفعلون مثل ذلك حين يحجون، وحين جاء الإسلام أبقى على هذه الشعيرة على أنها رمزٌ وإشارة إلى عداوة الشيطان لبني آدم فجاء القرآن آمراً المسلم أن يتخذ الشيطان عدواً له،
فقال تعالى:
﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً ﴾ |
********************************
وهكذا..... نرى أن الإسلام قد احتفظ من طقوس الحج وتقاليده ما وافق الحنيفية والتوحيد، وأبدل ما غير ذلك من طقوس وبدع وثنية، إلى عبادات، وتقاليد توحيدية كما أبدل ذكر الوثنية فيها بذكر الله .
أما تاريخ فرض الحج على الأمة الإسلامية،
فهناك قول بأنه فُرض في العام السادس بعد الهجرة، وقول ثانٍ أن الله تعالى فرضه على المسلمين في العام التاسع وهذا هو الراجح والله تعالى أعلم وهو قول الجمهور،
وقد أمّر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق على الناس أميرا للحج وأرسل معه علياً - رضي الله عنه - ليعلن في الناس أنه لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريا، وأمره بإزالة الأصنام التي كانت موجودة حول الكعبة وعلى الصفا والمروة؛ حتى يطهر البيت تماماً من كل مظاهر الشرك،
وفي العام التالي - السنة العاشرة - حج الرسول صلى الله عليه سلم بالأمة حجة الوداع، فاستدل الجمهور بذلك على أن الحج فُرض على المسلمين في سنة تسع من الهجرة، وإن كان مفروضا على الناس قبل الإسلام، من زمن سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام.
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الللة علية وسلم قال:" تابعوا بين الحج و العمرة ؛ فإنهما ينفيان الفقر و الذنوب ، كما ينفي الكير خبث الحديد و الذهب و الفضة ، و ليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة " اخرجه البخاري والترمذي والنسائى وصححه الألباني
وعن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى اللة علية وسلم قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، و الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة "، متفق عليه
وعنه ايضاً أن رسول الله صلى اللة علية وسلم قال: " من حج هذا البيت ، فلم يرفث ، ولم يفسق ، رجع كيوم ولدته أمه" متفق عليه
وعن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى اللة علية وسلم قال: " من خرج حاجا فمات ؛ كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة ، ومن خرج معتمرا فمات ؛ كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة ، ومن خرج غازيا فمات ؛ كتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة"، صححه الألباني.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى اللة علية وسلم قال: " الغاز في سبيل الله عز و جل ، و الحاج ، و المعتمر ، وفد الله دعاهم فأجابوه ، و سألوه فأعطاهم"، أخرجه مسلم وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وقال صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص حين جاءه يبايعه على الإسلام: " أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله " رواه عمرو بن العاص وصححه الألباني.
وقد سألت السيدة عائشة رضي الله عنها فقالت: ( يا رسول الله ! ألا نخرج فنجاهد معك ، فإني لا أرى عملا في القرآن أفضل من الجهاد ؟ ! قال : " لا ، ولكن أحسن الجهاد وأجمله ، حج البيت ، حج مبرور" ) أخرجه النسائي وغيره وصححه الألباني.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (سُئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال: " إيمان بالله ورسوله"، قيل ثم ماذا قال: " جهاد في سبيل الله"، قيل ثم ماذا قال: " حج مبرور" ) أخرجه البخاري وصححه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم: "جهاد الكبير والصغير والضعيف والمرأة الحج والعمرة " رواه ابوهريرة واخرجه النسائي واحمد وحسنه الألباني.
***********************
حكم وجوب الحج والعمره
الحج:
هو الركن الخامس من اركان الأسلام، وهو فرض على كل مسلم (ومسلمة) توافرت له (لها) شروط الوجوب -والتي سيأتي تفصيلها لاحقاً- مرة واحدة في العمر ويسمى ذلك بحج الفريضة. أما العمرة: فهناك خلاف في كونها واجبة أو غير واجبة، وأكثر اهل العلم على انها من السنن الواجبة ولكن الجمهور مُجمع على فضلها واستحباب آدائها وتكرارها للمستطيع. |
قول الله تعالى:
﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ﴾﴿فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ |
وقوله تعالى:
﴿وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ .......... ﴾ |
وقوله تعالى لنبي الله ابراهيم:
﴿ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾ |
وقول رسول الله صلى اللة علية وسلم في الحديث الذي رواه عنه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، و أن محمدا رسول الله ، و إقام الصلاة ، و إيتاء الزكاة ، و حج البيت ، و صوم رمضان " صححه الألباني.
وقوله صلى اللة علية وسلم : " أيها الناس ! قد فرض الله عليكم الحج فحجوا فقال رجل : أكل عام ؟ يا رسول الله ! فسكت . حتى قالها ثلاثا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قلت : نعم . لوجبت . ولما استطعتم . ثم قال ذروني ما تركتكم . فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم . فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم . وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه . إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم . وإنما أذن لي فيها لم يفسق " رواه ابو هريرة رضي الله عنه وأخرجه مسلم والنسائي واحمد وصححه احمد شاكر.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنه قال لجبريل في سؤاله عن الاسلام والإيمان: " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج وتعتمر وتغتسل من الجنابة وتتم الوضوء وتصوم رمضان " صححه الألباني.
وقال ايضاً صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع مخاطباً الناس: " دخلت العمرة في الحج الى يوم القيامة" والحديث متفق على صحته وقد رواه عدد من الصحابة منهم عبد الله بن عباس، و جابر بن عبدالله، و سراقة بن مالك بن جعشم .
ولذلك فالواجب في حق من يسر الله له أن يحج حجة الفريضة أن يقرن معها عمرة مصداقاً لقول الله تعالى:
﴿وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ .......... ﴾ |
شروط وجوب الحج
يصبح الحج واجباً على كل مسلم توافرت له الشروط الأربع التالية:
البلوغ: فلا يجب عل الصبي وإن صح منه ويثاب وليه على حجه. ولكن يبقى عليه حجة الفريضة اذا بلغ.
العقل: فكما هو معلوم أن الله فع التكليف عن المجنون
الحرية: فلا تجب على العبد حيث أنه ملك لسيده.
الإستطاعة: ونفصل مفهوم الإستطاعة كما بينه الفقهاء فيما يلي:
اولاً: شروط الإستطاعة لمن وجب عليه مباشرة الحج والعمرة بنفسه
- أن يمتلك نفقات حجه من راحلة وزاد، ونفقات من يعولهم طوال فترة غيابه، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى اللة علية وسلم ( سُئل في قوله تعالى
﴿ ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ﴾ |
- أن يمتلك من صحة البدن ما يمكنه من تحمل مشقة السفر وتأدية المناسك، فقد روي عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال : ( جاءت امرأة من خثعم عام حجة الوداع ، قالت : يا رسول الله ، إن فريضة الله على عباده في الحج ، أدركت أبي شيخا كبيرا ، لا يستطيع أن يستوي على الراحلة ، فهل يقضي عنه أن أحج عنه ؟ . قال :" نعم" ) اخرجه البخاري وغيره وصححه الألباني.
- أن يكون الطريق المؤدية من بلده الى مكة آمنه بحيث لايخشى فيها على نفسه أو عرضه أو ماله.
- والمرأة لابد وأن يصحبها زوجها أو مَحرم، فقد روى ابن عباس رضى الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى اللة علية وسلم يقول: " لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم . ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم فقام رجل فقال : يا رسول الله ! إن امرأتي خرجت حاجة . وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا . قال انطلق فحج مع امرأتك" متفق عليه. وإن اجاز الشافعية وقول للمالكية سفر المرأة مع رفقة مأمونة من النساء لتأدية حج الفريضة.
- فمن توفرت له الشروط السابقة وجب عليه الحج بنفسه ولا يجوز له تأخيره، يستثنى من ذلك من كان مريضاً مرضاً يُرجى شفاءه فإنه يؤخر الحج حتى يستطيع الحج بنفسه فإن مات قبل ذلك يحج عنه أحد أولاده أو أحد اهله من تركته ولا يأثم .
ثانياً: شروط الإستطاعة لمن وجب عليه أن ينيب أحداً ليحج ويعتمر عنه:
أما من كان مالكاً لنفقات الحج من راحلة وزاد ونفقات اهله فترة سفره مع توافر الشروط الثلاثة الأول (البلوغ والعقل والحرية)، ولكنه كان شيخاً كبيراً لا يقوى على السفر، أو مريض مرض يعجزه عن السفر والقيام بمناسك الحج وهذا المرض لايرجى شفاءه وجب عليه أن ينيب من يحج عنه.
----
تابعونا ونسألأكم الدعاء
جزاكم الله خيرا
[/size]
عدل سابقا من قبل صادق النور في الإثنين يونيو 26, 2023 2:41 pm عدل 4 مرات
أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد
» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» العبادة وأركانها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور
» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد
» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد
» هيئات السجود المسنونة
الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» (( - 2 -)) خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:28 pm من طرف صادق النور