**رسالة هامة لكل مسلم قبل الحج**
تأملات في معنى الحج إلى بيت الله الحرام
ـــ أخي المسلم..
اعلم أن أول الحج الفهم ـ فهم موقع الحج في الدين ـ
ثم الشوق إليه
ثم العزم عليه
ثم قطع العلائق المانعة منه
ثم شراء ثوب الإحرام
ثم شراء الزاد،
ــ الفهم ــ
اعلم أنه لا وصول إلى الله سبحانه وتعالى إلا بالتنزه عن الشهوات والكف عن اللذات ، والاقتصار على الضرورات فيها ،
والتجرد لله سبحانه وتعالى في جميع الحركات والسكنات،
ولأجل هذا انفرد الرهبانيون في الملل السالفة عن الخلق وانحازوا إلى قمم الجبال وآثروا التوحش عن الخلق لطلب الأنس بالله عز وجل فتركوا لله عز وجل اللذات الحاضرة وألزموا أنفسهم المجاهدات الشاقة طمعا في الآخرة وأثنى الله عليهم في كتابه فقال تعالى ( ذلكَ بأنَّ منهم قِسّيسينَ ورُهبانـًا وأنَّهم لا يستكبرونَ (82)المائدة
ولما اندرس ذلك وأقبل الخلق على اتباع الشهوات وهجروا التجرد لعبادة الله عز وجل وفتروا عنه
بعث الله عزوجل نبيه محمد صلى الله علية وسلم لإحياء طريق الآخرة وتجديد سنة المرسلين في سلوكها
فسأله أهل الملل عن الرهبانية والسياحة في دينه فقال صلى الله علية وسلم أبدلنا اللهُ بها الجهاد والتكبير على كل شرف ) يعني الحج ، الحديث أخرجه أبو داوود.فأنعم الله على هذه الأمة بأن جعل الحج
فشرّف البيت العتيق بالإضافة إلى نفسه تعالى ونصبه مقصدا لعباده وجعل ما حواليه حرما لبيته تفخيما لأمره ..
فالزوار يقصدون من كل فج عميق ومن كل أوب سحيق ، شعثا غبرا متواضعين لرب البيت ، ومستكينين له خضوعا لجلاله واستكانة لعزته ، مع الاعتراف بتنزيهه عن ان يحويه بيت ، أو يكتنفه بلد ليكون ذلك أبلغ في رقهم وعبوديتهم ، وأتم في إذعانهم وانقيادهم
ولذلك وظف عليهم فيها أعمالا لا تأنس بها النفوس ولا تهتدي إلى معانيها العقول كرمي الجمار بالأحجار
والتردد بين الصفا والمروة على سبيل التكرار وبمثل هذه الأعمال يظهر كمال الرق والعبودية
فإن الزكاة إرفاق ووجهه مفهوم وللعقل إليه ميل
والصوم كسر للشهوة التي هي آلة عدو الله وتفرغ للعبادة بالكف عن الشواغل ، والركوع والسجود في الصلاة تواضع لله عز وجل بأفعال هي هيئة التواضع وللنفوس أنس بتعظيم الله عز وجل
فأما ترددات السعي ورمي الجمار وأمثال هذه الأعمال فلا حظ للنفوس ولا أنس فيها ولا اهتداء للعقل إلى معانيها فلا يكون في الإقدام عليها باعث إلا الأمر المجرد وقصد الامتثال للأمر من حيث إنه أمر واجب الاتباع فقط وفيه عزل للعقل عن تصرفه وصرف النفس والطبع عن محل أنسه
فإن كل ما أدرك العقل معناه ؛ مال الطبع إليه ميلا ما فيكون ذلك الميل معينا للأمر وباعثا معه على الفعل فلا يكاد يظهر به كمال الرق والانقياد ، لذلك قال الحبيب صلى الله علية وسلم في الحج على الخصوص ( لبيكَ بحجةٍ حقا تعبدا وِرقّا )أخرجه البزار والدار قطني ، ولم يقل ذلك في صلاة ولا غيرها .
ثانياالشوق
ينبعث بعد الفهم والتحقق بأن البيت بيت الله عزو جل وقاصدَه قاصدٌ إلى الله عز وجل وزائر له
وأن من قصد البيت في الدنيا جدير بأن لا يُضيّع زيارتـَه فيُرزق مقصود الزيارة في ميعاده المضروب له وهو النظر إلى وجه الله الكريم في دار القرار ، والشوق إلى لقاء الله عزوجل يشوِّق العبد إلى أسباب اللقاء لا محالة ؛ والمحب يشتاق إلى كل ماله إلى محبوبه إضافة ؛ والبيت مضاف إلى الله عز وجل فبالحري أن يشتاق إليه لمجرد هذه الإضافة فضلا عن الطلب لنيل ما وُعد عليه من الثواب الجزيل.
العزم
فليعلم الحاج أنه بعزمه قاصد إلى مفارقة الأهل والوطن ، ومهاجَرَةالشهوات واللذات متوجها إلى زيارة بيت الله عزوجل
وليعظـّم في نفسه قدْر البيت وقدر رب البيت ، وليعلم أنه عزم على أمر رفيع شأنه ، خطير أمره، وأن من طلب عظيما خاطر بعظيم ، وليجعل عزمه خالصا لوجه الله سبحانه بعيدا عن شوائب الرياء والسمعة
وليتحقق أنه لا يُقبل من قصده وعمله إلا الخالص ، وإن من أفحش الفواحش أن يقصد بيت الله وحرمه والمقصود غيره فليصحح مع نفسه العزم، وتصحيحه بإخلاصه، وإخلاصه باجتناب كل ما فيه رياء وسمعة ؛ فليحذر أن يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير .
وأما قطع العلائق
فمعناه رد المظالم والتوبة الخالصة لله تعالى عن جملة المعاصي
فكل مظلمة علاقة وكل علاقة مثل غريم حاضر متعلق بتلابيبه ينادي عليه ويقول إلى أين تتوجه أتقصد بيت ملك الملوك وأنت مضيع أمره في منزلك هذا ومستهين به ومهمل له ؟
أو لا تستحي أن تقدم عليه قدوم العبد العاصي فيردك و لا يقبلك ؟
فإن كنت راغبا في قبول زيارتك فنفذ اوامره ورد المظالم وتب إليه أولا من جميع المعاصي
واقطع علاقة قلبك عن الالتفات إلى ما وراءك لتكون متوجها إليه بوجه قلبك كما أنك متوجه إلى بيته بوجه ظاهرك ..، فإن لم تفعل ذلك لم يكن لك من سفرك أولا إلا النصب والشقاء ، وآخرا إلا الطرد والرد . وليقطع العلائق عن وطنه قطع من انقطع عنه وقـُدّر أن لا يعود إليه ، وليكتب وصيته لأولاده وأهله ؛ فإن المسافر ومالـَه لعلى خطر إلا من وقى الله عز وجل ، وليتذكر عند قطعه العلائق لسفر الحج قطـَع العلائق لسفر الآخرة .
**********************
أخي المسلم قبل أن يحج بدنك ..تفكر في هذه المعاني ..
واجعل قلبك يطوف بأجنحة الفهم و الشوق والعزم ، واقطع علائقك من الدنيا ..فكم من حاج حج وهو في بيته..وكم من حاج تكبد المشاق ولم يكتب حاجا ..
تأملات في معنى الحج إلى بيت الله الحرام
ـــ أخي المسلم..
اعلم أن أول الحج الفهم ـ فهم موقع الحج في الدين ـ
ثم الشوق إليه
ثم العزم عليه
ثم قطع العلائق المانعة منه
ثم شراء ثوب الإحرام
ثم شراء الزاد،
ــ الفهم ــ
اعلم أنه لا وصول إلى الله سبحانه وتعالى إلا بالتنزه عن الشهوات والكف عن اللذات ، والاقتصار على الضرورات فيها ،
والتجرد لله سبحانه وتعالى في جميع الحركات والسكنات،
ولأجل هذا انفرد الرهبانيون في الملل السالفة عن الخلق وانحازوا إلى قمم الجبال وآثروا التوحش عن الخلق لطلب الأنس بالله عز وجل فتركوا لله عز وجل اللذات الحاضرة وألزموا أنفسهم المجاهدات الشاقة طمعا في الآخرة وأثنى الله عليهم في كتابه فقال تعالى ( ذلكَ بأنَّ منهم قِسّيسينَ ورُهبانـًا وأنَّهم لا يستكبرونَ (82)المائدة
ولما اندرس ذلك وأقبل الخلق على اتباع الشهوات وهجروا التجرد لعبادة الله عز وجل وفتروا عنه
بعث الله عزوجل نبيه محمد صلى الله علية وسلم لإحياء طريق الآخرة وتجديد سنة المرسلين في سلوكها
فسأله أهل الملل عن الرهبانية والسياحة في دينه فقال صلى الله علية وسلم أبدلنا اللهُ بها الجهاد والتكبير على كل شرف ) يعني الحج ، الحديث أخرجه أبو داوود.فأنعم الله على هذه الأمة بأن جعل الحج
فشرّف البيت العتيق بالإضافة إلى نفسه تعالى ونصبه مقصدا لعباده وجعل ما حواليه حرما لبيته تفخيما لأمره ..
فالزوار يقصدون من كل فج عميق ومن كل أوب سحيق ، شعثا غبرا متواضعين لرب البيت ، ومستكينين له خضوعا لجلاله واستكانة لعزته ، مع الاعتراف بتنزيهه عن ان يحويه بيت ، أو يكتنفه بلد ليكون ذلك أبلغ في رقهم وعبوديتهم ، وأتم في إذعانهم وانقيادهم
ولذلك وظف عليهم فيها أعمالا لا تأنس بها النفوس ولا تهتدي إلى معانيها العقول كرمي الجمار بالأحجار
والتردد بين الصفا والمروة على سبيل التكرار وبمثل هذه الأعمال يظهر كمال الرق والعبودية
فإن الزكاة إرفاق ووجهه مفهوم وللعقل إليه ميل
والصوم كسر للشهوة التي هي آلة عدو الله وتفرغ للعبادة بالكف عن الشواغل ، والركوع والسجود في الصلاة تواضع لله عز وجل بأفعال هي هيئة التواضع وللنفوس أنس بتعظيم الله عز وجل
فأما ترددات السعي ورمي الجمار وأمثال هذه الأعمال فلا حظ للنفوس ولا أنس فيها ولا اهتداء للعقل إلى معانيها فلا يكون في الإقدام عليها باعث إلا الأمر المجرد وقصد الامتثال للأمر من حيث إنه أمر واجب الاتباع فقط وفيه عزل للعقل عن تصرفه وصرف النفس والطبع عن محل أنسه
فإن كل ما أدرك العقل معناه ؛ مال الطبع إليه ميلا ما فيكون ذلك الميل معينا للأمر وباعثا معه على الفعل فلا يكاد يظهر به كمال الرق والانقياد ، لذلك قال الحبيب صلى الله علية وسلم في الحج على الخصوص ( لبيكَ بحجةٍ حقا تعبدا وِرقّا )أخرجه البزار والدار قطني ، ولم يقل ذلك في صلاة ولا غيرها .
ثانياالشوق
ينبعث بعد الفهم والتحقق بأن البيت بيت الله عزو جل وقاصدَه قاصدٌ إلى الله عز وجل وزائر له
وأن من قصد البيت في الدنيا جدير بأن لا يُضيّع زيارتـَه فيُرزق مقصود الزيارة في ميعاده المضروب له وهو النظر إلى وجه الله الكريم في دار القرار ، والشوق إلى لقاء الله عزوجل يشوِّق العبد إلى أسباب اللقاء لا محالة ؛ والمحب يشتاق إلى كل ماله إلى محبوبه إضافة ؛ والبيت مضاف إلى الله عز وجل فبالحري أن يشتاق إليه لمجرد هذه الإضافة فضلا عن الطلب لنيل ما وُعد عليه من الثواب الجزيل.
العزم
فليعلم الحاج أنه بعزمه قاصد إلى مفارقة الأهل والوطن ، ومهاجَرَةالشهوات واللذات متوجها إلى زيارة بيت الله عزوجل
وليعظـّم في نفسه قدْر البيت وقدر رب البيت ، وليعلم أنه عزم على أمر رفيع شأنه ، خطير أمره، وأن من طلب عظيما خاطر بعظيم ، وليجعل عزمه خالصا لوجه الله سبحانه بعيدا عن شوائب الرياء والسمعة
وليتحقق أنه لا يُقبل من قصده وعمله إلا الخالص ، وإن من أفحش الفواحش أن يقصد بيت الله وحرمه والمقصود غيره فليصحح مع نفسه العزم، وتصحيحه بإخلاصه، وإخلاصه باجتناب كل ما فيه رياء وسمعة ؛ فليحذر أن يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير .
وأما قطع العلائق
فمعناه رد المظالم والتوبة الخالصة لله تعالى عن جملة المعاصي
فكل مظلمة علاقة وكل علاقة مثل غريم حاضر متعلق بتلابيبه ينادي عليه ويقول إلى أين تتوجه أتقصد بيت ملك الملوك وأنت مضيع أمره في منزلك هذا ومستهين به ومهمل له ؟
أو لا تستحي أن تقدم عليه قدوم العبد العاصي فيردك و لا يقبلك ؟
فإن كنت راغبا في قبول زيارتك فنفذ اوامره ورد المظالم وتب إليه أولا من جميع المعاصي
واقطع علاقة قلبك عن الالتفات إلى ما وراءك لتكون متوجها إليه بوجه قلبك كما أنك متوجه إلى بيته بوجه ظاهرك ..، فإن لم تفعل ذلك لم يكن لك من سفرك أولا إلا النصب والشقاء ، وآخرا إلا الطرد والرد . وليقطع العلائق عن وطنه قطع من انقطع عنه وقـُدّر أن لا يعود إليه ، وليكتب وصيته لأولاده وأهله ؛ فإن المسافر ومالـَه لعلى خطر إلا من وقى الله عز وجل ، وليتذكر عند قطعه العلائق لسفر الحج قطـَع العلائق لسفر الآخرة .
**********************
أخي المسلم قبل أن يحج بدنك ..تفكر في هذه المعاني ..
واجعل قلبك يطوف بأجنحة الفهم و الشوق والعزم ، واقطع علائقك من الدنيا ..فكم من حاج حج وهو في بيته..وكم من حاج تكبد المشاق ولم يكتب حاجا ..
نسألكم الدعاء
اللهم أكتب لنا حج بيتك الحرام وزيارة حبيبك المصطفى صلى الله علية وسلم
أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد
» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» العبادة وأركانها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور
» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد
» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد
» هيئات السجود المسنونة
الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» (( - 2 -)) خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:28 pm من طرف صادق النور