هذه سلسله رمضانيه تابع من الورقه ألأولي حتي تستوعب وتستفيد من الذي يليها
::::::
الشجرة الرمضانية: الورقة الثالثة:
فضل وعدل
ونقطف الورقة الثالثة من الشجرة الرمضانية لنجد فيها فضائل الصيام عامة وفضائل صيام شهر رمضان خاصة؛ ومنها:
(1) الارتقاء إلى درجة المتقين،
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].
قال العلامة السعدي رحمه الله في "تيسير الكريم الرحمن":
يخبر تعالى بما منَّ به على عباده، بأنه فرض عليهم الصيام، كما فرضه على الأمم السابقة، لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان. وفيه تنشيط لهذه الأمة، بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال، والمسارعة إلى صالح الخصال، وأنه ليس من الأمور الثقيلة، التي اختصيتم بها.
ثم ذكر تعالى حكمته في مشروعية الصيام فقال: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى، لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه. فمما اشتمل عليه من التقوى: أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها، التي تميل إليها نفسه، متقربا بذلك إلى الله، راجيا بتركها، ثوابه، فهذا من التقوى.
ومنها: أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى، فيترك ما تهوى نفسه، مع قدرته عليه، لعلمه باطلاع الله عليه.
ومنها: أن الصيام يضيق مجاري الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام، يضعف نفوذه، وتقل منه المعاصي.
ومنها: أن الصائم في الغالب، تكثر طاعته، والطاعات من خصال التقوى.
ومنها: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع، أوجب له ذلك، مواساة الفقراء المعدمين، وهذا من خصال التقوى. انتهى
(2) إضافة الصيام لله تعالى تشريفًا لقدره وتعريفًا بعظيم أجره:
فقد اختص الله أجر الصيام عنده، قال صلى الله عليه وسلم: «قال اللهُ عزَّ وجلَّ: كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلَّا الصِّيامُ. فإنَّه لي وأنا
أجْزِي به. والصِّيام جُنَّةٌ (أي وقاية من النار). فإذا كانَ يومُ صوْمِ أحدِكُم فلا يَرفُثْ يومئذٍ ولا يَسخَبْ. فإن سابَّهُ أحدٌ أو قاتلَهُ،
فليقلْ: إنِّي امرؤٌ صائمٌ. والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ. لخلُوفُ فمِ الصَّائمِ أطيبُ عند اللهِ، يومَ القيامةِ، من ريحِ المسكِ.
وللصَّائمِ فرحتانِ يفرَحهُما: إذا أفطرَ فرِحَ بفِطرهِ. وإذا لقِيَ ربَّهُ فرِح بصوْمِهِ» متفق عليه.
ومن معاني قوله تعالى في الحديث «فإنه لي وأنا أجزي به» أن جميع العبادات توفى منها مظالم العباد إلا الصيام.
(3) دعوة الصائم لا ترد،
من فضائل الصيام أن دعاء الصائم مستجاب، فعَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثلاثُ دَعَواتٍ مُستجاباتٍ: دعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المظلُومِ، ودعوةُ المسافِرِ " رواه البيهقي والطبراني وصححه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم: «ثلاثُ دَعواتٍ لا تُرَدّ دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ، ودعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المسافِرِ» صحيح الجامع.
(4) الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة"؛ رواه الترمذي وحسنه الألباني.
وقال قتادة: إن الملائكة تفرح بالشتاء للمؤمن يقصر النهار فيصومه، ويطول الليل فيقومه.
(5) الصوم في الصيف يورث السقيا يوم العطش،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله قضي على نفسه أن من عطش نفسه لله في يوم حار كان حقا على الله أن يرويه يوم القيامة " رواه ابن أبي الدنيا وحسنه الألباني.
(6) باب الريان للصائمين،
قال صلى الله عليه وسلم: " إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، فاذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد " متفق عليه. وزاد الترمذي: "ومن دخله لم يظمأ أبدا".
(7) الصيام مدرسة خلقية كبرى؛
يتدرب فيها المؤمن على خصال كثيرة؛ فهو جهاد للنفس، ومقاومة للأهواء ونزغات الشيطان، ويتعود به الإنسان على خلق الصبر، ويعلم النظام والانضباط، وينمي في الإنسان عاطفة الرحمة والأخوة والشعور بالتعاون والتضامن التي تربط المسلمين.
-8 - -خلوفُ فم الصائم أطيب من ريح المسك عند الله،
كما قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيما يرويه عن ربه ومولاه:".... «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ» متفق عليه.
قال ابن رجب في "لطائف المعارف": "خلوف الفم: رائحة ما يتصاعد منه من الأبخرة، لخلو المعدة من الطعام بالصيام،
وهي رائحة مستكرهة في مشام الناس في الدنيا، لكنها طيبة عند الله حيث كانت ناشئة عن طاعته، وابتغاء مرضاته. انتهى.
(9) للصائم فرحتان،
كما قال نبينا العدنان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ " متفق عليه.
(10) الصيام يشفع لصاحبه يوم الدين،
كما قال نبيُّنا الأمين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ "، قَالَ: " فَيُشَفَّعَانِ " صحيح الجامع.
(11) الصيام لَا عدل لَهُ وَلَا مثل لَهُ:
عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قلت يَا رَسُول الله مرني بِعَمَل. قَالَ: عَلَيْك بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عدل لَهُ،
قلت: يَا رَسُول الله مرني بِعَمَل قَالَ: عَلَيْك بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عدل لَهُ، قلت: يَا رَسُول الله مرني بِعَمَل قَالَ عَلَيْك بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مثل لَهُ" رواه النسائي وصححه الألباني.
(12) حسن الخاتمة،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « مَن خُتِمَ له بصيامِ يومٍ دخل الجنةَ » صحيح الجامع.
أي من خَتم عمرَه بصيام يومٍ بأن مات وهو صائم أو عقبَ صومِه (دخل الجنة) أي بغير عذاب.
(13) صومُ شَهْرِ رَمَضَانَ.. رُكْنٌ من أركَانِ الإِسْلَام،
فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ " متفق عليه.
(14) صومُ شَهْرِ رَمَضَانَ.. أَمرٌ من الرَّحِيمِ الرَّحْمن،
قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].
(15) شَهْرُ رَمَضَانَ تُفَتَّحُ فِيهِ أَبْوَابُ الجَنَّةِ وَتُغَلَّقُ أَبْوَابُ النَّارِ وَتُصَفَّدُ الشَّيَاطِينُ
ويُنَادِى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ كُلِّ لَيْلَةٍ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ
مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَنَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ " رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الترغيب.
وَقِيلَ: الْحِكْمَةُ فِي تَقْيِيدِ الشَّيَاطِينِ وَتَصْفِيدِهِمْ، كَيْ لَا يُوَسْوِسُوا فِي الصَّائِمِينَ، وَأَمَارَةُ ذَلِكَ تَنَزُّهُ أَكْثَرِ الْمُنْهَمِكِينَ فِي الطُّغْيَانِ عَنْ الْمَعَاصِي وَرُجُوعِهِمْ بِالتَّوْبَةِ إِلَى اللهِ تَعَالَى.
(16) رَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرٌ لَمَّا بَيْنَهُما إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ لَمَّا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِر» رواه مسلم.
(17) شهر رمضان شهر الجود ومدارسة القرآن،
عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ، حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ» رواه البخاري.
قال العلامة ابن رجب رحمه الله في "لطائف المعارف": وفي تضاعف جوده صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان
بخصوصه فوائد كثيرة: منها: شرف الزمان ومضاعفة أجر العمل فيه، وفي الترمذي عن أنس مرفوعا: (أفضل الصدقة صدقة رمضان).
ومنها:
إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم، كما أن من جهَّز غازيًا فقد غزا، ومن خلفه في أهله فقد غزا، وفي حديث زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ فطَّر صائمًا فله مثل أجره من غير أن يَنقصَ من أجر الصائم شيءٌ)؛ رواه الترمذي وصححه الألباني.
ومنها:
أن شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، لا سيما في ليلة القدر، والله تعالى يرحم من عباده الرحماء كما قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّما يرحمُ الله من عبادِه الرُّحماء) رواه البخاري. فمن جاد على عباد الله جاد الله عليه بالعطاء والفضل، والجزاء من جنس العمل.
ومنها:
أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة كما في حديث علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ في الجنة غرفًا يُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن طيب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام)؛ أخرجه الحاكم في "المستدرك" وصححه الألباني.
وهذه الخصال كلها تكون في رمضان، فيجتمع فيه للمؤمن الصيام والقيام والصدقة وطيب الكلام، فإنه ينهى فيه الصائم عن اللغو والرفث، والصيام والصلاة والصدقة توصل صاحبها إلى الله عز وجل.
قال بعض السلف: الصلاة توصل صاحبها إلى نصف الطريق، والصيام يوصله إلى باب الملك، والصدقة تأخذ بيده فتدخله على الملك.
وفي "صحيح مسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ قال أبوبكر: أنا. قال: من تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبوبكر: أنا. قال: من تصدق بصدقة؟ قال أبوبكر: أنا. قال: فمن عاد منكم مريضا؟ قال أبوبكر: أنا. قال: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة) وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.
ومنها: أن الجمع بين الصيام والصدقة أبلغ في تكفير الخطايا واتقاء جهنم والمباعدة عنها، وخصوصا إن ضم إلى ذلك قيام الليل، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الصيام جُنة) متفق عليه.
وكان أبو الدرداء رضى الله عنه يقول: صلوا في ظلمة الليل ركعتين لظلمة القبور، صوموا يوما شديدا حره لحر يوم النشور، تصدقوا بصدقة لشر يوم عسير.
ومنها: أن الصيام لا بد أن يقع فيه خلل أو نقص، وتكفير الصيام للذنوب مشروط بالتحفظ مما ينبغي التحفظ منه.
وعامة صيام الناس لا يجتمع في صومه التحفظ كما ينبغي، فالصدقة تجبر ما فيه من النقص والخلل. ولهذا وجب في آخر شهر رمضان زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث. انتهى.
(18) شَهْرُ رَمَضَانَ أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ:
قَالَ تَعَالَى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].
عَنْ وَاثِلَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: " أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْإِنْجِيلُ لِثَلَاث عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الزَّبُورُ لِثَمَانِ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ " رواه البيهقي، وصححه الألباني في صحيح السيرة.
(19) شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ نَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ:
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: " تَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فَإِنَّ لِلهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ، يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ " رواه الطبراني، وصححه الألباني.
(20) الصيام يطهر القلب،
صيام شهر رمضان وصيام ثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وَحَرَ الصدر أي الغل والحقد والغش ووساوس الشيطان وما يحصل في القلب من كدرة أو قسوة، فعَنْ عَلِيٍّ بن أبي طالب رضي الله عنه: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يَذْهَبْنَ بِوَحَرِ الصَّدْرِ " رواه أحمد والبيهقي والبزار، وصححه الألباني.
(21) الصائم في رمضان يباعِدُ الله وجهه 2100 خريفًا عن النار
، كما صح عن النبي المختار صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» متفق عليه. إذًا مَنْ صَامَ 30 يَوْمًا بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ 2100 خَرِيفًا.
(22) صومُ رَمَضَانَ يكفر الذُّنُوبَ.. بإذنِ عَلَّامِ الغُيُوبِ:
فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. وَمَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفق عليه.
قَوْله: (إِيمَانًا)، أَي تَصْدِيقًا بِأَنَّهُ حق وَطَاعَة. وقَوْله: (واحتسابا)، أَي: إِرَادَة وَجه الله تَعَالَى لَا لرياء وَنَحْوه. (غفر لَهُ) من الغفر، وَهُوَ السّتْر، وَمِنْه المغفر وَهُوَ الخوذة، والغفر والغفران وَالْمَغْفِرَة وَاحِد، ومغفرة الله لعَبْدِهِ إلباسه إِيَّاه الْعَفو وستره ذنُوبه.
(23) مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وشَهِدَ الشَّهَادَتَيْنِ وَأَدَّى زَكَاتَهُ فهو من الصديقين وَالشُّهَدَاء:
عَن عَمْرو بن مرّة الْجُهَنِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله أَرَأَيْت إِن شهِدت أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنَّك رَسُول الله وَصليت الصَّلَوَات الْخمس وَأديت الزَّكَاة وَصمت رَمَضَان وقمته فَمِمَّنْ أَنا؟ قَالَ: "من الصديقين وَالشُّهَدَاء" رواه ابن حبان وصححه الألباني.
اعلموا رحمكم الله أن فضائلَ الصيام وفوائدَه وثمارَه وكنوزَه وأجورَه كثيرةٌ جدا لا تحصى، فهو سببٌ للتقوى ودخولِ الجنان والنجاةِ من النيران، وتكثيرِ الحسنات ورفعِ الدرجات ومحوِ الخطايا والسيئات، ويكفي في فضل الصيام على سائر العبادات، أن الله عز وجل خصَّه بأنْ أضافه إليه في الأجر والثواب.
.........................................................................................................
اللهم تقبل منا الصيام والقيام وسائر الطاعات، واجعلنا من المقبولين الفائزين بجنات النعيم، وأعتق رقابنا من النار، يا عزيزُ يا غفار.
اللهم آآآمين
_________
تابعونا جزاكم الله خيرا
::
ولا تنسونا من صالح دعائكم
عدل سابقا من قبل sadekalnour في السبت مارس 18, 2023 6:15 pm عدل 2 مرات
أمس في 3:00 pm من طرف عبدالله الآحد
» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد
» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» العبادة وأركانها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور
» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد
» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد
» هيئات السجود المسنونة
الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد