الشجرة الرمضانية: الورقة الأولى: استيقظ واستعد
الورقة الأولى: استيقظ واستعد
الحمد لله الذي غمر العباد بإنعامه، وعمَّر قلوبهم بأنوار الدين وأحكامه، وتعهدهم بما شرع لهم بلطيف حكمته وأحكامه، وفضل شهر رمضان بإنزال القرآن وفرضية صيامه.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وأشهد أن لااله إلا الله، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فإنه بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وانطلاقًا من قوله تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]
فهذه نفحاتٌ ووقفاتٌ.. عبارةٌ عن ورقات من الشجرة الرمضانية، نَستنشقُ فيها نسائمَ الرحمات، ونَنهلُ من بستانِ رمضانَ شهرَ الخيرات، نَقطُفُ الثمارَ والأزهار، ليتجلى ما فيها من فوائدَ وعبرٍ وأسرار، علّنا ننالُ رضا العزيزِ الغفار، ونكونُ فيهِ من المرحومينَ الفائزين الرابحينَ المأجورينَ العتقاءِ من النار.
ونقطف الورقة الأولى من الشجرة الرمضانية لنجد فيها دعوات ربانية للإستعداد لشهر رمضان؛ وبها:
(1) دعوة للتوبة،
قال تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: ٣١]، فالتوبة الصادقة واجبة في كل وقت، لكن بما أنه سيقدم علينا شهر عظيم مبارك فإن من الأحرى لنا أن نسارع بالتوبة مما بيننا وبين ربنا من ذنوب، ومما بيننا وبين الناس من حقوق؛ ليدخل علينا الشهر المبارك فننشغل بالطاعات والعبادات بسلامة صدر، وطمأنينة قلب.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة، وكان يسمع منه في المجلس الواحد مئة مرة يقول: "ربِّ اغفر لي وتب علي؛ إنك أنت التواب الرحيم"؛ أخرجه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فَإِذا تَابَ – أي القلبُ - من الذُّنُوب تخلصت قُوَّةُ الْقلب وإراداتُه للأعمال الصَّالَحة واستراح الْقلبُ من تِلْكَ الَحوَادِث الْفَاسِدَة الَّتِي كَانَت فيه). (مجموع الفتاوى 1 / 79).
وقال ابن القيم رحمه الله: (فإذا عَزَمْتَ التوبةَ وصحَّت ونَشَأَت من صميم القلب أحرقت ما مرت عليه من السيئات حتى كأنها لم تكن، فإنَّ التائبَ من الذنب لا ذنب له). (الوابل الصيب ص12).
فإياك أن تُسوِّف التوبة، وأن يغرّك حلم الله وستره؛ فإن الله تعالى يُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.
اجعل التوبة أسلوب حياة.. وجددها قبل دخول شهر رمضان؛ فالسعيدُ الموفقُ من وُفِّقَ فيهِ لِلُزومِ الطاعات وهَجرِ المُحرماتِ، والحرصِ على تحقيقِ مرضاةِ ربِّ الأرضِ والسموات. اللهم وفقنا لهداكَ واجعل عملنا في رضاك.
(2) دعوة للنظافة،
أرأيت إن كنت تتوقع زائرًا جليلا لبيتك، ووجدت البيت متسخًا. هل تزينه قبل أن تنظفه؟ أم تعْمد أولًا إلى تنظيفه قبل أي شيء؟ ابدأ بضبط فرائضك، وكن وقاّفًا عند حدود الله تعالى، وحاسب نفسك على ما اقترفته من ذنوب خلال الـ 11 شهر منذ رمضان الماضي.. فلا تدخل رمضان الجديد إلا وقد تبت من ذنوب العام..
نقِّ قلبك ونظفه مما شابه من شهوات وشبهات. تُب إلى الله مما نظرت له عينُك بالحرام، واستمعت له أذنك، وامتدت له يدك، وسارت إليه رجلك.. وتذكر أن الله تعالى يغار، وغيرته أن تُنتهك محارمه.
(3) دعوة إلى الدعاء،
فقد ورد عن بعض السلف أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان، ثم يدعونه خمسة أشهر بعدها حتى يتقبل منهم. يقولون: "اللهمّ بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغّنا رمضان"، حتى إذا دخل شهر رمضان المبارك، استقبلوه بقلبٍ حيٍّ، ونفسٍ مُشرقةٍ، وتجديد العهد مع الله -سبحانه وتعالى-؛ بالمحافظة على الطاعات، واجتناب المُنكَرات، فيدعو المسلم ربَّه تعالى أن يبلِّغه شهر رمضان على خير في دينه وفي بدنه، ويدعوه أن يعينه على طاعته فيه، ويدعوه أن يتقبل منه عمله. وعليه أن يحفظ من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم فهي تحوي جوامع الكلم وأخير وأبرك وأجدى بالإجابة إن شاء الله.
(4) دعوة لتعظيم الشعائر،
قال تعالى: ﴿ ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: ٣٢]، فيجب مراعاة شعائر الله وإعطائها حقها من التوقير والتعظيم وحفظ الحرمة خاصة عند دخول شهر رمضان.
(5) دعوة إلى استقامة القلب
قبل دخول شهر رمضان؛ بأن يكون الله أحب إلينا من كل شيء، فتقدم محبته على كل شيء، وتعظيم أمره ونهيه. ويكون ذلك من خلال التعلق بالله والبعد عن الشكليات والمناظر.
هذّب نفسك وألزمها التقوى منذ الآن، فرمضان مدرسة للمتقين. قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْجَهْلَ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» [رواه البخاري].
(6) دعوة إلى أن تكون مخموم القلب،
هل من نعيم أجمل من سلامة الصدر؟!
تقضي يومك وليلتك وأنت في راحة بال، بينما غيرك تغلي قلوبهم حنقًا على غيرهم.
احرص أن تكون «مخموم» القلب من الآن، وادخل رمضان وقد فرّغت قلبك للانشغال به دون سواه.
««قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟، قال: «كل مخموم القلب صدوق اللسان»، قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: «هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد» [صحيح ابن ماجه].
(7) دعوة إلى تعويد الحواس على الطاعة،
تعود لسانك على إدمان الذكر ولا يقول إلا الصدق والنصيحة للمسلمين، وتعود عينك على النظر في المصحف وعدم النظر إلى المحرمات، وتعود أذنك على سماع القرآن والعلم المفيد والكلام الطيب وتمنعها من سماع الأغاني والكذب والفحش والزور.
( 8 ) دعوة إلى تهدئة نمط حياتك عند شهر رمضان؛
من خلال التخفف من أعباء الدنيا ومحاولة إزالة همومها العارضة، والحذر من الانشغال بها عن طاعة الله، والمسارعة في إنهاء الأعمال التي قد تشغل المسلم في رمضان عن العبادات، فلابد من التوفيق بين أعمال الآخرة التي هي خير وأبقى وبين أعمال الدنيا التي هي ذاهبة زائلة.
(9) دعوة لتنظيم وقتك ومتابعته،
واجعل لك جدولًا تقيم فيه متابعة أهدافك وعبادتك ليس ابتداعًا ولكن لكي تجعل عباداتك نصب عينيك والفوز بالجنة -بإذن الله - الهدف الأسمى لديك.
(10) [color=#ff3399] دعوة لإعداد بعض الكتيبات والمطويات[/color] التي يمكن قراءتها في البيت، أو إهداؤها لإمام المسجد ليقرأها على الناس في شهر رمضان.
(11) دعوة إلى تمارين العزيمة والإرادة والهمة
قبل شهر رمضان؛ من خلال:
المحافظة على أداء الصلوات الخمسة في جماعة يوميًّا.
والإكثار من الصيام في رجب وشعبان فَعنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ
حَتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لا يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلا رَمَضَانَ،
وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ. رواه البخاري ومسلم.
وعَنْ أُسَامَة بْن زَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: « ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ». رواه النسائي وحسَّنه الألباني في "صحيح النسائي"..
وفي الحديث بيان الحكمة من صوم شعبان، وهو: أنه شهر تُرفع فيه الأعمال، وقد ذكر بعض العلماء حِكمة أخرى، وهي أن ذلك الصوم بمنزلة السنة القبلية في صلاة الفرض، فإنها تهيئ النفس وتنشطها لأداء الفرض، وكذا يقال في صيام شعبان قبل رمضان.
ومن تمارين العزيمة والهمة قبيل رمضان يقبل الناس على تلاوة القرآن وختمه ولكن لتكن تلاوته سلسة وختمته عليك يسيرة فابدأ في شعبان أن تكثف من وقت التلاوة فإن كانت عادتك أن تتلو جزءًا يوميًّا فلتجعلها جزئين أو ثلاثًا بل حاول أن تجعل لك في كل عشرة أيام منه ختمة بتدبر، والتدبر أولى من الإسراع في الختم، وراجع حفظك من القرآن الكريم أو ابدأ في حفظ بعض من السور في شعبان لكي تصلي بها في نوافل رمضان فكم هو سعيد من يصلي ويناجي ربه بآيات يحفظها في صدره.
ومن التمارين أيضا أن تعوِّد نفسك من الآن المكوث في المسجد فترات أطول بعد الصلاة تحضيرًا للإعتكاف في رمضان إن شاء الله أو على الأقل تحضيًرا للمكث في المسجد ساعات طوال فيه هذا أيضا اعتكاف؛ فلا حدّ لأقله.
والإكثار من قيام الليل، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" رواه مسلم.
ومن الآن عود لسانك أن يكون حقًّا رطبًا بذكر الله فلا تفتر عن الذكر والإستغفار والتسبيح والتهليل والتحميد، فما أيسرها من عبادة وما أعظم وأكبر أجرها عند الله.
(12) دعوة إلى إبراء الذمة من الصيام الواجب
، فعَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلا فِي شَعْبَانَ. رواه البخاري ومسلم.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (ويؤخذ من حرصها على ذلك في شعبان أنه لا يجوز تأخير القضاء حتى يدخل رمضان آخر). "فتح الباري" (4 / 191).
(13) دعوة إلى المبادرة بصلة رحمك،
واحذر أشد الحذر من قطعها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فقال: مه،
قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟، قالت: بلى يا رب،
قال: فذلك لك. ثم قال أبو هريرة: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴾ [محمد: 22]» [رواه البخاري].
إذا عرفنا هذا فلنسأل من هو الواصل للرحم؟... هذا ما وضّحه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها» [رواه البخاري].
(14) دعوة لإصلاح النية،
لا تبدأ أي عمل إلا وقد أصلحت نيتك، فلن يقبل عملك إلا إن كان خالصًا صوابًا موافقًا للشرع، فتعلم أحكام الصيام وفضل شهر رمضان وعلمها أهل بيتك ومعارفك من الآن، مع تشجيع الصغار على الصيام.
(15) دعوة للمدخنين،
نقول رمضان فرصة عظيمة لترك هذه الآفة اللعينة فاعتد من الآن على نبذها وتركها وضع النية الصالحة أنك تتركها لله ثم لتحافظ على صحتك.
التدخين يثقل عن العبادة. ويبعد العبد عن فعل المأمورات، ويحثه ويجرئه على ارتكاب المنهيات، ويزهد في مجالسة الأخيار. نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعين المدخنين على ترك هذه العادة المحرمة الدخيلة على بلاد المسلمين.
(16) دعوة للصدقة،
استعد لإطعام المساكين وتفطير الصائمين فابدأ من الآن زيادة كمية ما تعده من طعام لوجبة الغداء مثلا وخذ هذا الزائد ووزعه
على فقراء منطقتكم فعن عطاء، عن زيد بن خالد الجهني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من فطَّر صائمًا، كان له مثلُ أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا» [صححه الألباني]..
فتصدق بشكل يومي في شعبان حتى تعتاد على التصدق يوميا في رمضان فتدخل فيمن قيل فيهم في الحديث،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان،
فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا» [صححه الألباني]،
فإن كان التصدق يوميًّا عادة لك في الأصل في غير شعبان فاستعد لرمضان بزيادتها قليلا أو كثيرا بحسب استطاعتك في شعبان.
فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ
وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ» [رواه البخاري ومسلم].
(17) دعوة للعمرة في شهر رمضان،
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: "ما منعك أن تحجي معنا؟
قالت: لم يكن لنا إلا ناضحان (يعني بعيران) فحجَّ أبو ولدها وابنها على ناضح، وترك لنا ناضحًا ننضح عليه (يعني نسقي
عليه) الأرض، قال: فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة في رمضان تعدل حجة"، وفي رواية لمسلم: "حجة معي"؛ متفق عليه.
وهذا يدل على فضل العمرة في رمضان وأنها تعدل حج الفريضة في الأجر، وهذه رحمة من الله لعباده إذ هيئ لعباده عمل أعمال بسيطة عليها أجورا عظيمة.
والمراد بعمرة في رمضان تعدل حجة؛ أي: تعدلها في الثواب والأجر لا في الإجزاء فمن أدَّى عمرة في رمضان لم تبرأ ذمته من أداء الحج الواجب.
احرص على المشي لمدة نصف ساعة مثلا في العشر الأخر من شعبان ففي عمرة رمضان مجهود بدني مطلوب فاستعد له،
و تعرّف على أحكام العمرة ومسائلها جيدًا قبل ذهابك إليها فاقرأ واسأل حتى تكون العبادة على الوجه الصحيح،
فما أكثر ما يقع من الأخطاء بسبب الجهل بأحكام العمرة، وقد تبطُل عُمرته وهو لا يشعُر فحاول جاهدًا أن تُحدد شيئًا من وقتك
قبل العمرة بالتفقه في أحكامها وأعمالها. وعندما تُنفق على عُمرتك وحجتك مالا فلا تستكثره ولا تخش فاقة أو فقرًا،
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد)؛ رواه البخاري.
(18) دعوة للتقليل من مقدار طعامك في شعبان
كي لا تثنيك كثرة الطعام والأكل عن العبادة في رمضان فاعتد على قلة كمية الطعام من الآن أو ليكن طعامك كوجبات صغيرة متنوعة وأكثر من الخضر والفاكهة والتمر لتحفظ ماء الجسم وتعطيك النشاط والحيوية اللازمة.
(19) دعوة للصوم الكامل،
تركَ الطعامِ والشرابِ وبعضِ المباحات في نهار رمضان، هو جزءٌ من الصيام لا الصومَ كلَّه، يقول ميمون بن مهران: أهونُ الصيامِ الصيامُ عن الطعام.
أخرج البخاري ومسلمٌ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
وحتى يحققَ الصائمُ الأجرَ العظيمَ والثوابَ الجزيلَ والنفعَ العميم؛ فلابد من الإيمانِ والإحتسابِ، وهما مدارُ الفرقِ بين العادة والعبادة، «فإنما الأعمال بالنيات »، ومن الأهمية بمكان استحضارُ النيةِ الصالحة لهذه الفريضة المباركة، وبخلافه يكون الصيامُ إرثًا وتقليدًا ومحاكاةً وعادة، فلننتبه رعاكم الله، شهرُ رمضان هو منحةٌ ربانيةٌ للأمة الإسلامية، ومحطةٌ من محطات مراجعة النفس والخَلوةِ مع كتاب الله عز وجل، وحسنِ الإلتجاءِ لله سبحانه وتعالى وصدقِ التضرع، فشتّانَ بين من يصومُ عن الطعام والشراب فحسب، ومن يحققُ تقوى الله ويبذلُ وُسعَه وجهدَه ويستغلُّ وقتَه ويجتهدُ
في طاعة الله بعيدًا عن الملهيات ومضيعة الأوقات، فلا تجعل من رمضان شهرَ نومٍ وكسلٍ وخمول!
فلنعقدَ العزمَ من الآن، ولنُحدِّث أنفسَنا بأن نصومَ صيامَ مودِّعٍ، فلنُخلِص النيات ولنتجرد في أعمالنا وطاعاتنا لرب الأرض والسموات، عَلَّنا ننالُ الأجرَ والمثوبات ودخولَ الجنات.
----------------
هذه عدة مقالات للكاتب عثمان عطيه محسب وبالبحث لم أستدل علي سيرته الذاتيه ولكني قرات له الكثير من المقالات الرائعه والمهمه جداً في حياتنا الدنيا وتنفعنا في حياتنا آلآخره أحبتت أن أنقلها لكم بعد التنسيق والتمحيق وجزاه الله خيرا
:::::::::::::
تابعونا جزاكم الله خير الجزاء
--
ولا تنسونا من صالح دعائكم
عدل سابقا من قبل sadekalnour في السبت مارس 18, 2023 6:00 pm عدل 2 مرات
أمس في 3:17 pm من طرف عبدالله الآحد
» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
أمس في 12:53 pm من طرف صادق النور
» إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأن الشرك سيظهر في هذه الأمة بعد إخفائه واندحاره
السبت نوفمبر 23, 2024 2:19 pm من طرف عبدالله الآحد
» فضل توحيد الله سبحانه
الجمعة نوفمبر 22, 2024 3:20 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب الدعوة إلى توحيد الله سبحانه
الخميس نوفمبر 21, 2024 3:00 pm من طرف عبدالله الآحد
» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد
» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» العبادة وأركانها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد