نذكركم أن هذه السلسله فوائد عظيمه عن شهر رمضان المبارك بدأناها بالشجره ألأولي تابعوها جزاكم الله خيرا
حتي تنعموا بالفائده وهي للكاتب / عثمان عطيه محسب وله كتابات عديده ولكني لم أستدل علي سيرته
*****************************************************
الشجرة الرمضانية
الورقة العاشرة:
قيام الليل أم التراويح
نقطف الورقة العاشرة من الشجرة الرمضانية لنجد فيها:
قيامُ الليل دأبُ الصالحين وتجارةُ المؤمنين وعملُ الفائزين،
ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم ويسألونه من فضله،
فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها عاكفة على مناجاة بارئها تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات،
وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات، وقد أدرك سلفنا الصالح هذه المعاني العظام، فنصبوا أقدامهم في محراب الإيمان،
يمضون نهارهم بالصيام، ويحيون ليلهم بالقيام،
صلى سيد التابعين سعيد بن المسيب رحمه الله الفجر خمسين سنة بوضوء العشاء وكان يسرد الصوم، وكان يقول رحمه الله: إن الرجل ليصلي بالليل، فيجعل الله في وجهه نورًا يُحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قط، فيقول: إني لأحب هذا الرجل،
وقيل للحسن البصري رحمه الله: ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها؟ فقال: لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم من نوره.
(1) الحثُّ عَلى قِيَامِ اللَّيْلِ وَمَا جَاءَ في فَضْلِهِ:
قال اللهُ تعالى: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ [الإسراء: 79]،
وقال تعالى: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾ [السجدة: 16]،
وقال تعالى: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴾ [الذاريات: 17]،
وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴾ [الفرقان: 64].
إن قيامُ اللَّيلِ عُبوديَّةٌ وشُكرٌ،
ففِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ،
فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَاتَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟
قَالَ: «أَفَلا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا»، فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ"، وَهو فِي "الصَّحِيحَيْنِ" عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ.
وقيامُ اللَّيلِ من أسبابِ دُخولِ الجَنَّةِ ورفْعِ الدَّرجاتِ فيها،
فعن عبدِ اللهِ بنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "يا أيُّها الناسُ، أفْشُوا السَّلام، وأطْعِموا الطَّعام،
وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا باللَّيلِ والناسُ نِيام، تَدخلوا الجَنَّةَ بسَلام"؛ رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي،
وعن أبي مالكٍ الأشعريِّ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ في الجَنَّةِ غُرفًا يُرى ظاهرُها من باطنِها،
وباطنُها من ظاهرِها، أعدَّها اللهُ تعالى لِمَن أَطعَمَ الطَّعام، وأَلانَ الكلام، وتابَع الصِّيام، وأفْشَى السَّلام، وصَلَّى باللَّيلِ والناسُ نِيام"؛ أخرجه أحمد وحسنه الألباني في صحيح الموارد.
وقيامُ اللَّيلِ من أسبابِ تَكفيرِ السيِّئاتِ،
فعن أبي أُمامةَ الباهليِّ رَضِيَ اللهُ عَنْه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "عَليكم بقِيامِ اللَّيلِ؛ فإنَّه دَأَبُ الصَّالحينَ قَبلَكم، وقُربةٌ لكم إلى ربِّكم، ومَكْفَرَةٌ للسيِّئاتِ، ومَنْهَاةٌ عن الإثمِ"؛ أخرجه الترمذي وحسنه الألباني.
قيامُ اللَّيلِ أفضَلُ الصلاةِ بعدَ الفريضةِ،
فعن أَبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: "أفضلُ الصَّلاةِ بعدَ الصلاةِ المكتوبةِ، الصلاةُ في جَوفِ الليلِ"؛ رواه مسلم.
وقيام الليل قرب من الله تعالى،
رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَن عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أقَرْبَ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنْ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ».
وقيام الليل من أفضل أبواب الخير،
رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنْ النَّارِ،
قَالَ: «لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ عَلَيْهِ: تَعْبُدُ اللهَ ولا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ،
وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ»، ثُمَّ قَالَ: «أَلا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَصَلاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ».
قيام الليل نعمة من الله وله شأن عظيم،
ففِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: « لا حَسَدَ إِلاَ عَلَى اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْكِتَابَ وقام بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ، ورَجُلٌ أَعْطَاهُ اللهُ مَالا فَهُوَ يَتَصَدَّقُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ"؛ ورَوَى أَبُو دَاوُدَ
عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ امْرِئٍ تَكُونُ لَهُ صَلاةٌ بِلَيْلٍ يَغْلِبُهُ عَلَيْهَا نَوْمٌ إِلاَ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ صَلاتِهِ وَكَانَ نَوْمُهُ عَلَيْهِ صَدَقَةً".
قيام الليل سبب في حصول رحمة الله تعالى،
رَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«رَحِمَ اللهُ رَجُلا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، رَحِمَ اللهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ".ff3399]قيام الليل يجعل المسلم طيب النفس نشيط،
ففِي الصَّحِيحَينِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ
إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ،
فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلاَ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلانَ".
قيام الليل يرفعك لدرجة الذاكرين والذاكرات وأكثر
، رَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما قَال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«إِذَا أَيْقَظَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّيَا - أَوْ صَلَّى - رَكْعَتَيْنِ جَمِيعًا كُتِبَا فِي الذَّاكِرِينَ وَالذَّاكِرَاتِ"؛
ورَوَى أَبُو دَاوُد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْقَانِتِينَ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْمُقَنْطِرِينَ".
قيام الليل سبب في توبة السارق،
روَى أَحْمَدُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ فُلانًا يُصَلِّي بِاللَّيْلِ
فَإِذَا أَصْبَحَ سَرَقَ، قَالَ: «إِنَّهُ سَيَنْهَاهُ مَا يَقُولُ»؛ صححه الألباني في المشكاة.
(2) وقتُ قيامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقومُ تارةً إذا انتصف اللَّيل، أو قَبْله بقليلٍ، أو بَعدَه بقليلٍ، وربَّما كان يقوم إذا سمِع الصارخَ،
وهو الدِّيك، وهو إنَّما يَصيحُ في النِّصفِ الثاني،
فعن مسروقِ بن الأسودِ، قال: سألتُ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها: أيُّ العملِ كان أحبَّ إلى النبيِّ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ قالت: الدَّائم، قال: قلتُ: فأيَّ حينٍ كان يقومُ؟ قالت: "كان يقومُ إذا سمِعَ الصارِخَ"؛ رواه البخاري ومسلم.
(3) حُكمُ قِيامِ اللَّيلِ وعدد ركعاته:
قِيامُ اللَّيلِ سُنَّةٌ، وأما عددُ رَكَعاتِه:
ليس في قيامِ اللَّيلِ حدٌّ لا يُزاد عليه ولا يُنقصُ منه، عن أبي سَلمةَ بنِ عبدِ الرحمنِ أنَّه سألَ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها:
كيف كانتْ صلاة رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في رمضان؟ فقالت: "ما كان يَزيدُ في رمضانَ، ولا في غيرِه على إحْدى عَشرةَ
ركعةً؛ يُصلِّي أربعَ رَكَعاتٍ فلا تسألْ عن حُسنهنَّ وطولهنَّ، ثم يُصلِّي أربعًا، فلا تسألْ عن حُسنهنَّ وطولهنِّ، ثم يُصلِّي ثلاثًا"؛ رواه البخاري ومسلم.
وعن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهما قال: "كان صلاةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثلاثَ عَشرةَ ركعةً، يعني: باللَّيل"؛ رواه البخاري ومسلم.
وعن ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهما أنَّ رجلًا سألَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صلاةِ اللَّيل،
فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: صلاةُ الليلِ مَثْنَى مثنَى، فإذا خشِيَ أحدُكم الصبحَ صلَّى ركعةً واحدةً، تُوتِر له ما قدْ صلَّى"؛ رواه البخاري ومسلم.
ووَجْهُ الدَّلالَةِ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يحدَّ حدًّا في عددِ الركعاتِ التي يأتي بها المصلِّي قَبلَ الوترِ.
(4) صِفةُ صَلاةِ القِيامِ:
صلاةُ اللَّيلِ مَثنَى مَثنَى،
أي: ركعتان ركعتان، فعن عائشةَ زوجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قالت: "كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي فيما بين أن يَفرغَ من صلاةِ العِشاءِ - وهي التي يدعو الناسُ العتمةَ - إلى الفجرِ إحْدى عشرةَ ركعةً، يُسلِّمُ بين كلِّ ركعتينِ، ويُوتِرُ بواحدةٍ"؛ رواه مسلم.
(5) ما يُسَنُّ قَبلَ القِيامِ:
يُستحبُّ لِمَن قام من نومِه مريدًا القيامَ أنْ يَمسحَ النومَ عن وجهِه، ويَستاكَ بالسِّواكِ، ويَذكُرَ اللهَ تعالى،
ويُستحبُّ أيضًا لِمَن أرادَ القِيامَ أن يَفتتِحَ قيامَه بركعتينِ خفَيفتَينِ، فعن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهما أنَّه بات عندَ ميمونةَ، وهي خالتُه،
فاضطجعتُ في عُرضِ وسادةٍ واضطجعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأهلُه في طولِها، فنامَ حتى انتصفَ اللَّيلُ - أو قريبًا منه
- فاستيقظَ يمسحُ النومَ عن وجهِه، ثم قرأَ عَشرَ آياتٍ من آل عِمران، ثم قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى شَنٍّ مُعلَّقة،
فتوضَّأ، فأَحسنَ الوضوءَ، ثم قام يُصلِّي، فصنعتُ مِثلَه، فقمتُ إلى جنبِه، فوضَع يدَه اليُمنى على رأسي وأخَذ بأُذني يَفتِلُها،
ثم صَلَّى ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم أَوتَرَ، ثم اضطجع حتى جاءَه المؤذِّنُ،
فقام، فصلَّى ركعتينِ، ثم خرَج، فصلَّى الصبحَ"؛ رواه البخاري ومسل
وعن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها، قالت: "كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إِذا قام مِنَ اللَّيلِ ليُصلِّي، افْتَتح صلاتَه بركعتينِ
خَفيفتينِ"؛ أخرجه مسلم، وعن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه عن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "إذا قام أحدُكم من اللَّيلِ، فليفتتحْ صلاتَه بركعتينِ خفيفتينِ"؛ رواه مسلم.
ولا يُسنُّ قيامُ اللَّيلِ كلِّه على الدوامِ في جميعِ اللَّيالي، لحديث النَّفرِ الثلاثةِ الذين أَتَوا يَسألونَ عن عِبادةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم،
فلمَّا أُخْبِرُوا بذلك، فكأنَّهم تقالُّوها، فقال أحدُهم: أنا أقومُ ولا أنامُ، فأَنْكَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذلك، وقال: "... وأقومُ وأنامُ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليس منِّي"؛ أخرجه البخاري ومسلم.
وعن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهما أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لهُ: "أَحَبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ عليهِ
السلامُ، وأَحَبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ، وكان ينامُ نصفَ الليلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، وينامُ سُدُسَهُ، ويصومُ يومًا ويُفْطِرُ يومًا"؛ أخرجه البخاري ومسلم.
وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها قالت: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دَخَلَ العشرُ، أحيا اللَّيلَ، وأيقظَ أهلَه، وجدَّ وشدَّ المِئزرَ"؛ رواه البخاري ومسلم.
هذا الحديث دلَّ على أنَّه لم يكُن من شأنه دائمًا أن يقومَ الليلَ كلَّه، وإلَّا لم يكُنْ في تخصيصِ العشرِ الأواخِرِ من رمضانَ بالذِّكرِ مزيدُ مزيَّة إنْ كان قيامُه فيها كغيرِها من الأيَّام.
أما حكم مَن فاتَه قيامُ اللَّيلِ:
مَن فاتَه قيامُ اللَّيلِ صلَّاه في النهارِ، فعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها: "كانَ إذا غَلبَه نومٌ أو وجعٌ عن قيامِ اللَّيلِ، صلَّى مِن النهارِ ثِنتيَ عَشرةَ ركعةً"؛ رواه مسلم.
(6) الفرق بين صلوات قيام الليل والتراويح والتهجد:
صلاة التراويح تتشابه مع التهجد وصلاة قيام الليل، ولا يوجد بينهم فرق من حيث السنيَّة، فكلهم صلاة تؤدى في الليل،
لكن بينهم عموم وخصوص مطلق، فالتراويح تعد من قيام الليل؛ لأنها الصلاة في أول الليل،
لكن قيام الليل المطلق لا يعتبر من التراويح، وصلاة التراويح تختلف في بعض الصفات والقيود عن قيام الليل المطلق،
فصلاة التراويح تطلق على قيام أول الليل في رمضان خاصة، فهي قيام يختص برمضان،
أما القيام في غير رمضان فمن النفل المطلق، وصلاة التراويح يستحب فيها الجماعة، بخلاف صلاة القيام؛ حيث لا يستحب لها
الجماعة،
وتُصلى التراويح بنية قيام رمضان، أو بنية التراويح، بينما النية في القيام مطلقة،
والتراويح يستحب لها عددٌ محدد من الركعات، أما قيام الليل والتهجد فليس لها عدد محدد من الركعات،
والأفضل في قيام الليل الصلاة بالبيت، بخلاف صلاة التراويح فالأفضل الإجتماع لها في المسجد،
ويختلف التهجد عن قيام الليل والتراويح أنه يكون بعد الاستيقاظ من النوم ليلًا.
(7) تعريفُ التَّراويح:
التراويحِ لُغةً: جمْع تَرويحةٍ، وهي المرةُ الواحدةُ من الرَّاحةِ،
وروَّحتُ بالقومِ ترويحًا: صلَّيتُ بهم التراويحَ؛ وسُمِّيت بذلك لأنَّ الناسَ كانوا يُطيلونَ القيامَ فيها والركوعَ والسُّجودَ،
فإذا صلَّوْا أربعًا استراحوا، ثم استأنَفوا الصلاةَ أربعًا، ثم استرَاحوا، ثم صَلَّوا ثلاثًا.
والتراويحِ اصطلاحًا: هي قيامُ شَهرِ رَمضانَ.
( 8 ) فَضلُ صلاةِ التراويحِ (فضل قيام رمضان):
صلاةُ التراويحِ سببٌ لغفرانِ ما تَقدَّمَ من الذُّنوبِ:
فعن أَبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُرغِّبُ في قيامِ رمضانَ من غير أنْ يأمرَهم فيه
بعزيمةٍ، فيقولُ: مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تَقدَّمَ مِن ذَنبِه"؛ رواه البخاري ومسلم.
ومَن صلَّى (التراويح) مع الإمامِ حتى يَنصرِفَ، كُتِبَ له قيامُ ليلةٍ كاملةٍ، فروى أبو داود عن أبي ذرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْه،
قال: "قلت: يا رسولَ اللهِ، لو نَفَّلْتَنا قيامَ هذه اللَّيلةِ؟ فقال: إنَّ الرَّجُلَ إذا صلَّى مع الإمامِ حتى ينصرفَ، حُسِبَ له قيامُ ليلةٍ".
وصلاة التراويح فاعلَها إذا ماتَ وهو مداومٌ عليها،
كان مِن الصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ، فعن عَمرِو بنِ مُرَّةَ الجُهنيِّ، قال: "جاءَ رجلٌ من قُضاعةَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
فقال: إنِّي شهدتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رسولُ اللهِ، وصليتُ الصلواتِ الخمسَ، وصُمتُ رَمضانَ وقُمتُه، وآتيتُ الزكاةَ،
فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن ماتَ على هذا كانَ من الصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ"؛ رواه ابن خزيمة وصححه الألباني.
(9) حُكمُ صلاةُ التَّراويحِ:
صَلاةُ التَّراويحِ سُنَّةٌ مُؤكَّدَة. قال أبو هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُرغِّبُ في قيامِ رمضانَ
من غيرِ أنْ يأمَرَهم فيه بعزيمةٍ، فيقول: مَن قامَ رَمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تَقدَّمَ مِن ذَنبِه"؛ رواه البخاري ومسلم.
وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلَّى في المسجدِ ذاتَ ليلةٍ، فصلَّى بصلاتِه ناسٌ،
ثم صَلَّى من القابلةِ، فكثُرَ الناسُ ثم اجتَمَعوا من الليلةِ الثالثةِ، أو الرابعةِ، فلم يخرُجْ إليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم،
فلمَّا أصبحَ قال: قد رأيتُ الذي صنعتُم، فلمْ يمنعْني من الخروجِ إليكم إلَّا أنِّي خَشيتُ أنْ تُفرَضَ عليكم"،
قال: وذلِك في رمضانَ؛ رواه البخاري ومسلم. ووَجْهُ الدَّلالَةِ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلَّى صلاةَ التراويحِ بالجماعةِ في
المسجدِ، ولم يمنعْه من الإستمرارِ بالجماعةِ إلَّا تخوُّفُه أنْ تُفرَضَ على الأمَّةِ، ومعنى ذلك أنَّ فِعلَها جماعةً في المسجدِ أفضل.
وإِذَا قَامَ المسلم وَحْدَهُ جَازَ أَنْ يَرْفَعَ صَوْتَهُ إنْ أَمِنَ أَنْ يُؤْذِيَ أَحَدًا وَجَازَ أَنْ يَخْفِضَهُ.
وعن عبد الرحمنِ بنِ عبدٍ القارئِ، قال: "خرجتُ مع عُمرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْه
ليلةً في رمضانَ إلى المسجدِ، فإذا الناسُ أوزاعٌ متفرِّقون يُصلِّي الرجلُ لنَفسِه، ويُصلِّي الرجلُ فيُصلِّي بصلاتِه الرهطُ،
فقال عُمرُ رَضِيَ اللهُ عَنْه: إني أَرَى لو جمعتُ هؤلاءِ على قارئٍ واحدٍ، لكان أمثلَ، ثم عَزَمَ فجمَعَهم إلى أُبيِّ بنِ كعبٍ،
ثم خرجتُ معه ليلةً أخرى والناسُ يُصلُّونَ بصلاةِ قارئِهم. فقال عمرُ: نِعمَ البدعةُ هذِه، والتي ينامون عنها أفضلُ؛ يُريد آخِرَ اللَّيلِ،
وكان الناسُ يقومونَ أَوَّلَه"؛ رواه البخاري، وَيُشْرَعُ لِلنِّسَاءِ حُضُورُ صَلاةِ التَّرَاوِيْحِ مَعَ الْجَمَاعَةِ.
(10) وَيَدْخُلُ وَقْتُ التَّرَاوِيحِ بِالْفَرَاغِ مِنْ صَلاةِ العِشَاءِ،
وَيَبْقَى إلَى طُلُوعِ الفَجْرِ، وَأَمَّا مَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: فِي هَذِهِ الآيَةِ (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ)،
قَالَ: كَانُوا يَتَيَقَّظُونَ مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ يُصَلُّونَ، وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ قِيَامُ اللَّيْلِ؛ رواه أبو داود وصححه الألباني،
وَقَدْ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِلَفْظِ: "نَزَلَتْ فِي انْتِظَارِ الصَّلاةِ الَّتِي تُدْعَى الْعَتَمَةَ".
فَهَذَا الْوَارِدُ عَنِ الصَّحَابِةِ رضي الله عنهم مِنْ مُطْلَقِ الْقِيَامِ وَلَيْسَ بِصَلاةِ التَّرَاوِيْحِ وَقَدْ كَانُوا يَتَيَقَّظُونَ فَمِنْهُمْ مَنْ يُصَلِّي
وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْلِسُ يَنْتَظِرُ صَلاةَ الْعِشَاءَ؛ فَكَانَ انْتِظَارُهُم الصَّلاةَ مِن الصَّلاةِ، والسُّنةُ في التَّراويحِ أنْ تُصلَّى بَعدَ العِشاءِ الآخِرَةِ.
وأما عن القِراءة في صَلاةِ التَّراويحِ:
ليس لقراءةِ القرآنِ في صَلاةِ التراويحِ مقدارٌ مُحَدَّدٌ، وَيَقْرَأُ الإِمَامُ عَلَى حَسَبِ حَالِ القَوْمِ، فَيَقْرَأُ قَدْرَ مَا لا يُنَفِّرُهُمْ عَنْ الجَمَاعَة،
وتُستحَبُّ قراءة القرآن كاملًا، وذلك حتى يسمَعَ النَّاسُ جميعَ القرآنِ، فإنَّ شهْرَ رمضانَ فيه نَزَلَ القرآنُ،
ولأنَّ جبريلَ كان يُدارِسُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم القرآنَ في رمضانَ.
(11) وَكَانَ قِيَامُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ فِي رَمَضَانَ وَغَيْرِ رَمَضَانَ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، أوْ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، لَكِنْ كَانَتْ صَلاتُهُ طَوِيْلَةً حَسَنَةً، وَلَمْ يَصِحَّ أَنَّهُ زَادَ عَلَى ذَلِكَ.
(12) الصَّلاةُ بَيْنَ التَّرَاوِيحِ:
كَرِهَ الإمَامُ أَحْمَدُ التَّطَوُّعَ بَيْنَ التَّرَاوِيحِ، وَقَالَ: فِيهِ عَنْ ثَلاثَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ عُبَادَةُ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ.
(13) كَيْفِيَّةُ الْوِتْرِ،
الأَفْضَلُ أَنْ يُوْتِرَ بِرَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ.
لِمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلاةِ الْعِشَاءِ
وَهِيَ الَّتِي يَدْعُو النَّاسُ الْعَتَمَةَ إِلَى الْفَجْرِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ)، ورَوَى أَحْمَدُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ
رضي الله عنهما قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْصِلُ بَيْنَ الْوَتْرِ وَالشَّفْعِ بِتَسْلِيمَةٍ، وَيُسْمِعُنَاهَا).
وَلَهُ أَنْ يُوْتِرَ بِثَلاثٍ وَبِخَمْسٍ لا يَجْلِسُ ولا يُسَلِّمُ إِلاَ فِي الأَخِيْرَةِ، فَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الْوِتْرُ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِخَمْسٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ
بِثَلاثٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِوَاحِدَةٍ فَلْيَفْعَلْ»، وَرَوَى النَّسَائِيُّ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بِسَبْعٍ أَوْ بِخَمْسٍ لا يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِتَسْلِيمٍ).
ومَنْ نَامَ عَنْ الوتر أَوْ نَسِيَهَا شُرِعَ لَهُ قَضَاؤُهَا إِذَا اسْتَيْقَظَ أَوْ ذَكَرَهَا؛
لما رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ نَامَ عَنْ الوِتْرِ أَوْ نَسِيَهُ فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَ وَإِذَا اسْتَيْقَظَ»، وأما من تعمَّد تركها حتى ينتهي وقتها فقد فاتته ولا وتر له.
وأما مَا يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ:
رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ
بِـ(سبح اسم ربك الأعلى)،
وَ(قل يأيها الكافرون)،
وَ(قل هو الله أحد) فِي رَكْعَةٍ رَكْعَةٍ".
ولا يُشْرَعُ أَنْ يُوْتِرَ مَرَّتَيْنِ فِي لَيْلَةٍ:
فَمَنْ صَلَّى الْوِتْرَ أَوَّلَ اللَّيْلِ ثُمَّ قَامَ مِنْ آخِرِهِ وَأَرَادَ أَنْ يَتَهَجَّدَ صَلَّى شَفْعًا وَلَمْ يُوْتِرْ ثَانِيًا،
لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ»؛ رواه أبو داود وصححه الألباني.
(14) الْقُنُوتُ فِي الْوِتْرِ:
يُسْتَحَبُّ الْقُنُوتُ فِي الْوِتْرِ بَعْدَ الرَّفْعِ مِن الرُّكُوعِ، وَيَجُوزُ قَبْلَ الرُّكُوعِ، فَيَدْعُو بِمَا رَوَى أَبُو دَاوُدَ عَن الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله
عنهما: (عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ،
وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي ولا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ،
ولا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ».
(15) الأسباب الميسرة لقيام الليل والتراويح:
هناك أسباب ظاهرة وأخرى باطنة ميسرة لقيام الليل،
فأما الأسباب الظاهرة فأربعة أمور:
ألا يُكثِر الأكل فيكثر الشرب فيغلبه النوم، ويثقل عليه القيام،
وألا يُتعِب نفسه بالنهار بما لا فائدة فيه،
وألا يترك القيلولة بالنهار، فإنها تعين على القيام،
وألا يرتكب الأوزار بالنهار فيُحرَم القيام بالليل.
وأما الأسباب الباطنة فأربعة أمور:
سلامة القلب عن الحقد على المسلمين،
وعن البدع، وعن فضول الدنيا،
وخوف غالب يلزم القلب مع قِصر الأمل،
وأن يعرف فضل قيام الليل،
والحب لله وقوة الإيمان بأنه في قيامه لا يتكلم بحرفٍ إلا وهو مناجٍ ربَّه؛
(الغزالي: إحياء علوم الدين 1/356، 357).
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
اللهم لك الحمد، أنت رب السماوات والأرض،
لك الحمد، أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن،
لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض، قولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق،
اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدَّمت وما أخَّرت،
وما أسررت وأعلنت، أنت إلهي، لا إله غيرك.
اللهم آآآمين
:::::::::::
تابعونا جزاكم الله خيرا
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لا تنسونا من صالح دعائكم
عدل سابقا من قبل sadekalnour في السبت مارس 18, 2023 6:46 pm عدل 2 مرات
اليوم في 2:19 pm من طرف عبدالله الآحد
» فضل توحيد الله سبحانه
أمس في 3:20 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب الدعوة إلى توحيد الله سبحانه
الخميس نوفمبر 21, 2024 3:00 pm من طرف عبدالله الآحد
» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد
» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» العبادة وأركانها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور
» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد