بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي سيدنا ومولانا وحبيبنا محمد رسول الله وعلي آله وصحبه الكرام
...
القرآن الكريم من فم الحبيب المصطفي صل الله عليه وسلم إلي أن وصل إلينا
:::
الحمدُ لله الذي هدانا لكتابه، وفضَّلنا على سائر الأمم بأكرم أحبابه، حمدًا يستجلب المرغوب من وضائه،
ويستعطف المخزون من عطائه، ويجعلنا من الشاكرين لنعمائه، والعارفين لأوليائه،
وصل اللهم على سيدنا محمدٍ رسوله المصطفى، ونبيه المجتبى، وعلى آله وعترته الطيبين، وعلى أصحابه الطاهرين، وأمته أجمعين.
:
القرآن الكريم هو كلامُ الله تعالى المنزَّل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة أمين الوحي جبريل عليه السلام بلفظِه،
بل قال العلماء: صفة التلاوة مُتلقَّاةٌ عن ربِّ العالمين لا اجتهاد لجبريلَ عليه السلامُ أو النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وليس لأحدٍ من العلماء بعدَه أن يغيِّر شيئًا بزيادةٍ أو نقصٍ أو إبدال،
كما قال عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه: "إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرُكم أن تقرَؤوا كما عُلِّمتم"،
وكما قال عمرُ وزيدٌ وابنُ المنكدِر وعمرُ بن عبدالعزيز وعامرٌ الشَّعبي: "القراءة سُنَّة متَّبَعة، فاقرؤوا كما عُلِّمتموه".
وقيَّض الله تبارك وتعالى لكتابه العزيز أئمةً ثقاتٍ، تلقَّوه عن النبي صلى الله عليه وسلم فنقلوه إلينا غضًّا طريًّا كما أُنزل رواية ودِرَاية، سالمًا معصومًا من الخطأ والزَّلل.
وجعل للمشتغلين به أجرًا ومَزِيَّةً، وتواترت فضائل حَمَلَتِهِ وقُرَّائه في الأحاديث النبوية، تحقيقًا لوعد الله تعالى القائل: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].
ولما تكفَّل الله تعالى بحفظه، خصَّ مَن شاء مِن بَرِيَّتِهِ، وأورثه مَن اصطفاه من خليقته؛
قال الله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ﴾ [فاطر: 32]،
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ لله أهلين من الناسِ، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: هم أهل القرآن، هم أهل الله وخاصَّتُهُ)
ولم يترك الرسول صلى الله عليه وسلم أمرًا فيه حثٌّ على حفظ القرآن الكريم إلا أمر به، فكان يفاضل بين أصحابه بحفظ القرآن، ويعقد الراية لأكثرهم حفظًا للقرآن، وإذا بعث بعثًا جعل إمامهم في صلاتهم أحفظَهم لكتاب الله، فضلًا عن كثرة الأحاديث الداعية لحفظ القرآن الكريم.
فالنبي صلى الله عليه وسلم هو خير من تعلم القرآن وعلَّمه، بلَّغه وبيَّنه لصحابته الكرام، فحفِظوه وتنافسوا في تلاوته وتدبره، ومدارسته وتفسيره والعمل به، وعلى نهجهم سار التابعون ومَن تبعهم بإحسان، فغدت سنة مُتَّبَعَةٌ يأخذها اللاحق عن السابق؛ عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه رضي الله عنهما قال: (القراءة سُنَّةٌ، فاقرؤوه كما تجدونه.
هكذا كانت نظرة السلف رحمهم الله لِما يتلقَّونه من الوحي، مستشعرين في ذلك أنهم مبلِّغون عن الله عز وجل، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم.
نزل القرآنُ الكريم على النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الفترة المكيَّة على حرفٍ واحد؛ لأن الدعوة الإسلامية كانت محصورةً في مكة، وعددَ المسلمين قليلٌ،
وبعدَ هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ودخولِ القبائل العربية - التي كانت تختلفُ في لهجاتها - في دين الله أفواجًا، طلب النبيُّ صلى الله عليه وسلم من الله تعالى أن يخفِّف عن أمَّته، فأنزَلَ الله تعالى القرآنَ على سبعة أحرف،
كما جاء في حديث ابنِ عبَّاس رضي الله عنهما عند البخاري ومسلم وأحمدَ وعبدالرزاق أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأَني جبريلُ على حرفٍ فراجعتُه، فلم أزَل أستزيدُه ويَزيدُني، حتى انتهى إلى سبعةِ أحرُف))؛ مما سهَّل تلاوة القرآن وفَهمَه، لا سيَّما في القبائل التي لها لهجةٌ مختلفة، وفيها الشيخ العجوزُ والمرأةُ والضعيف الَّذين أَلِفَ لسانُهم لهجتَهم، ولا يستطيعون الرحلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم للاستماع منه.
وقد روى الترمذيُّ وأحمدُ من حديث أبيِّ بن كعبٍ رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((يا جبريلُ، إنِّي بُعِثتُ إلى أمَّة أميِّين، منهم العجوز والشيخ الكبير، والغلام والجارية، والرجل الذي لم يَقرأ كتابًا قط))،
قال: يا محمَّد؛ إن القرآن أُنزل على سبعة أحرف؛ وللحديث شاهدٌ عند الطيالسيِّ في "المسنَد" برقم (543).
جمع القرآن:
الجمع مصدر الفعل "جمع"، يقال: جمع الشيء يجمعه جمعًا؛ قال الجوهري: "أجمعت الشيء: جعلته جميعًا، والمجموع: الذي جُمِعَ من ها هنا وها هنا، وإن لم يُجعَل كالشيء الواحد".
وقال ابن منظور: "جمع الشيء عن كل تفرقة يجمعه جمعًا، واستجمع السيل: اجتمع مع كل موضع، وجمعتُ الشيء... وتجمَّع القوم: اجتمعوا أيضًا من ها هنا وها هنا"[5].
ويتضح أن معنى كلمة (جمع) في اللغة: التأليف وضمُّ المتفرق.
جمع القرآن الكريم يُطلَق في علوم القرآن على معنيين:
الأول: جمعه بمعنى: حفظه في الصدور؛
لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 17]؛ أي: جمعه في صدرك، وإثبات قراءته في لسانك"
؛ يقول الإمام الطبري رحمة الله عليه: "وقوله: ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴾؛
يقول تعالى ذكره: إن علينا جمع هذا القرآن في صدرك يا محمد، حتى نثبته فيه، ﴿ وَقُرْآنَهُ ﴾؛ يقول: وقرآنه حتى تقرأه بعد أن جمعناه في صدرك".
والثاني: جمعه بمعنى: كتابته؛ ويدل على ذلك ما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في قضية جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ومما ورد فيه قول عمر بن الخطاب لأبي بكر رضي الله عنهما: ((وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن))، وقول زيد بن ثابت رضي الله عنه: ((فتتبَّعتُ القرآن أجمعه من العُسُبِ واللِّخافِ وصدور الرجال)).
يقول الإمام الزرقاني: "كلمة جمع القرآن تُطلَق تارة ويُراد منها: حفظه واستظهاره في الصدور، وتطلق تارة أخرى ويُراد منها: كتابته كله حروفًا وكلمات وآيات وسورًا؛ هذا جمع في الصحائف والسطور، وذاك جمع في القلوب والصدور، ثم إن جمعه بمعنى كتابته
حدث في الصدر الأول ثلاث مرات؛ الأولى: في عهد النبي صــلى الله عليه وسلم،
والثانية: في خلافة أبي بكر،
والثالثة: على عهد عثمـــان، وفي هذه المرة الأخيرة وحدهـــا، نُسخِت المصـــاحف، وأُرسلت إلى الآفـــــــاق"
هذا، وقد أقرأ النبيُّ صلى الله عليه وسلم صحابتَه الكرام وفقَ هذه الأحرفِ السبعة، وقد لاحَظوا رضي الله عنهم الاختلافَ بينها في حياة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وصوَّب النبيُّ صلى الله عليه وسلم قراءتَهم على اختلافها، وأمر كلَّ واحد منهم أن يَقرأ كما عُلِّم، وقصة عمر مع هشام بن حَكيم رضي الله عنهما مَشهورةٌ معروفة، وقد رواها البخاريُّ ومسلمٌ ومالكٌ وأحمدُ والترمذيُّ والنَّسائيُّ وأبو داود وعبدُالرزاق.
وفي العَرضة الأخيرة نُسِخ من هذه الأحرُفِ ما نُسِخ، وثبَت ما ثبَت، وبعضُ الصحابة كان أعلَمَ بهذا النَّسخ من الآخَر.
وعندما كانت تنزل الآيات على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر كتَبةَ الوحي بكتابتها، فتُكتَب أمامَه، ثم تُقرأ عليه، فإذا كان فيها سقطٌ أقامه، ثم تُخرَج للناس -
كما قال زيدٌ - حتى تُظاهِرَ الكتابةُ في السطورِ ما حُفِظ في الصدور،
وقُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآنُ محفوظٌ في الصدور، مكتوبٌ بالأحرف السبعة على اللِّخاف والعُسُب والرِّقاع والأكتاف، مُفَرَّق بين الصحابة؛ ما عند صحابيٍّ ليس عند آخر.
وفي حروب المرتدِّين استَحَرَّ القتلُ بالقُرَّاء في معركة اليَمامة حتى قُتل منهم سبعون، عندئذٍ خاف عمرُ الفاروقُ رضي الله عنه ضياعَ القرآن بمقتل حُفَّاظه، فأشار على الصدِّيق رضي الله عنه بجمع القرآن في مصحفٍ واحد، ولم يزَل يراجعُه في ذلك حتى شرَح الله تعالى صدرَ الصديقِ رضي الله عنه لذلك، فأرسَل إلى زيدٍ رضي الله عنه، وعَهِد إليه بذلك - كما عند البخاريِّ والترمذي وأحمد -
فقام زيدٌ رضي الله عنه بمهمَّتِه خير القيام، وكان لا يَقبل من أحدٍ شيئًا مكتوبًا إلا إذا شَهِد شاهدانِ أنَّه كُتب أمامَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
وجمع القرآن كاملًا في صحف مشتمِلًا على الأحرُفِ السبعة وفق العَرضة الأخيرة - وكانت سُورًا مفرَّقة، كل سورة مرتَّبة بآياتها على حِدَة، لكن لم يرتَّب بعضُها إثرَ بعض، فلما نُسِخت ورتِّب بعضها إثر بعض صارت مصحفًا -
وكانت هذه الصُّحف عند أبي بكرٍ رضي الله عنه حتى توفَّاه الله تعالى، ثم عند عمرَ رضي الله عنه حياتَه، ثم عند حفصةَ بنتِ عمر رضي الله عنها.
وفي عهد عمرَ رضي الله عنه اتَّسعَت رقعة الدَّولة الإسلامية، ودخل الناسُ في دين الله أفواجًا، فطلَب وُلاةُ الأمصار من عمرَ أن يُرسل إليهم مَن يعلِّم الناسَ القرآن، فأرسل أبا موسى الأشعريَّ إلى البصرة، وابنَ مسعود إلى الكوفة، ومعاذًا إلى فلسطين، وعُبادةَ بن الصَّامت إلى حِمص، وأبا الدَّرداء إلى دِمَشق، وبهذا نشأَت مدارسُ في الأمصار الرئيسةِ لها منهجُها الخاص.
وقد كان الصحابةُ رضي الله عنهم يُقرئون القرآنَ وفقَ ما تعلَّموا من النبيِّ صلى الله عليه وسلم من هذه الأحرف
، ولا شكَّ أنَّ هناك فرقًا بين تعليم أحدهم وتعليم الآخر؛ كلٌّ حسبَما تلقَّاه من النبي صلى الله عليه وسلم،
فجعل تلاميذُهم يلتَقون فيختلفون، ويُخَطِّئ بعضهم بعضًا في القرآن، حتى ارتفَع ذلك إلى المعلِّمين، حتى كفَّر بعضُهم بعضًا، وجعلوا يُفاضلون بين قراءات الصَّحابة، فبلغ ذلك عثمانَ رضي الله عنه، فخطب فقال: "أنتم عندي تَختلفون! فمَن نأى عنِّي من الأمصار أشدُّ اختلافًا"، فجمع الصحابة واستشارَهم، ثم استقرَّ الرأيُ على جمع الناس على مصحفٍ واحد؛ حتَّى لا تكون فُرقةٌ ولا يكونَ اختلاف.
فنَسخَ القرآنَ وفقَ ما ثبَت مِن الأحرف السبعة في العَرضة الأخيرة، وبعَث مع كلِّ مصحفٍ قارئًا يُقرئ الناسَ وفق ما كُتب في هذه المصاحف، مع العلمِ أنَّها لم تكن مُنقَّطة أو مشكَّلة في ذلك الوقت، وأمر عثمانُ رضي الله عنه بحرق جميعِ المصاحف التي كانت مكتوبةً عند بقيَّة الصحابة؛ حيث إنَّ بعض هذه المصاحف لم يكن كاملًا بسبب النقص في بعض الآيات والسُّور، وبعضها كان في حواشيه كلماتٌ تفسيريَّة قد يحسبُها البعضُ من القرآن.
وقد كتب عثمانُ رضي الله عنه ستَّة مصاحفَ، وأرسل واحدًا منها إلى مكَّة مع عبدالله بن السائب، وواحدًا إلى الشام مع المغيرةِ بن شهاب، وواحدًا إلى الكوفة مع أبي عبدالرحمن السُّلمي، وآخرَ إلى البصرة مع عامر بن عبدالقيس، وأبقى واحدًا في المدينة مع زيد بن ثابت، وواحدًا لنفسِه.
وأمَر كلَّ قارئ أن يُقرئ الناس وفقَ مصحفِه، فقرأ أهلُ كلِّ مِصرٍ مُصحفَهم الذي وُجِّهَ إليهم على ما كانوا يَقرؤون قبل وصولِ مصحفِهم إليهم مما يوافق خطَّ المصحف، وسقط العملُ بما يُخالف خطَّ المصحَف، ومن ثَمَّ نشأ الاختلافُ بين قرَّاء الأمصار في قراءة بعضِ الحروف؛ بناءً على كتابتها في المصحفِ أو لا.
جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
قام أبو بكر بأمر الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وواجهته أحداثٌ جِسام في ارتداد جمهرة العرب، فجهَّز الجيوش وأوقدها لحروب المرتدين، وكانت غزوة أهل اليمامة سنة اثني عشرة للهجرة، تضم عددًا كبيرًا من الصحابة القُرَّاء، فاستُشهد في هذه الغزوة سبعون قارئًا من الصحابة، فهال ذلك عمر بن الخطاب، ودخل على أبي بكر رضي الله عنهما، وأشار عليه بجمع القرآن وكتابته خشيةَ الضياع؛ فإن القتل قد استحرَّ يوم اليمامة بالقُرَّاء.
"روى البخاري في صحيحه[، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: ((أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر عنده،
فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرَّ يوم اليمامة بقرَّاء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالمواطن،
فيذهب كثيرٌ من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن،
فقلت لعمر: كيف نفعل شيئًا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يَزَلْ عمر يراجعني
حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر،
قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شابٌّ عاقل لا نتَّهِمُك، وقد كنتَ تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
فتتبَّعِ القرآن واجمعه، قال زيد: فوالله لو كلَّفوني نقلَ جبل من الجبال ما كان أثقل عليَّ مما أمرني به من جمع القرآن،
قلت: كيف تفعلان شيئًا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير
، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، فتتبَّعْتُ القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال،
حتى وجدت آخر سورة التوبة: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ﴾ [التوبة: 128] مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره، فألحقتها في سورتها فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر".
"وقد راعى زيد بن ثابت رضي الله عنه نهاية التَّثَبُّتِ، فكان لا يكتفي بالحفظ دون الكتابة،
وقوله في الحديث: ((ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره))، لا ينافي هذا،
ولا يعني أنها ليست متواترة، وإنما المراد أنه لم يجدها مكتوبة عند غيره، وكان زيد يحفظها،
وكان كثير من الصحابة يحفظونها كذلك؛ لأن زيدًا كان يعتمد على الحفظ والكتابة معًاهذه الرواية محفوظة عند كثير منهم، ويشهدون بأنها كُتبت، ولكنها لم توجد مكتوبة إلا عند أبي خزيمة الأنصاري".
منهج الصحابة الكرام في جمع القرآن الكريم:
لقد اتبع زيد بن ثابت رضي الله عنه في جمع القرآن الكريم منهجًا قويمًا، وطريقة دقيقة مُحكَمة، وضعها له أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وهذا المنهج يعتمد على مصدرين في جمع القرآن الكريم:
١- ما كُتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
٢- ما كان محفوظًا في صدور الصحابة رضي الله عنهم.
فلم يكتفِ زيد بما حفظه وكتبه هو بنفسه، بل جعل يتتبع ويستقصي ما كان عند غيره، ولم يكن يقبل شيئًا من المكتوب حتى يشهد شاهدان عدلان على أنه كُتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يعتمد الحفظ وحسب، بل جمع بين المكتوب والمحفوظ زيادة في التوثيق.
يقول الإمام الزرقاني: "وانتهج زيد في القرآن طريقة دقيقة محكمة وضعها له أبو بكر وعمر، فيها ضمان لحياطة كتاب الله بما يليق به من تثبُّتٍ بالغٍ وحَذَرٍ دقيق، وتحريات شاملة، فلم يكتفِ بما حفظ في قلبه،
ولا بما كتب بيده، ولا بما سمع بأذنه، بل جعل يتتبع ويستقصي آخذًا على نفسه أن يعتمد في جمعه على مصدرين اثنين؛
أحدهما: ما كُتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، والثاني: ما كان محفوظًا في صدور الرجال، وبلغ من مبالغته في الحيطة والحذر أنه لم يقبل شيئًا من المكتوب حتى يشهد شاهدان عدلان أنه كُتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وبهذه الخصائص العظيمة المعتبرة تميز جمعُ أبي بكر الصديق رضي الله عنه للقرآن الكريم؛
قال علي كرم الله وجهه: "أعظم الناس أجرًا في المصاحف أبو بكر رحمة الله عليه، هو أول من جمع كتاب الله"
جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه:
"إن ما يميز السياسة الراشدة نظرها الثاقب الذي يتدبر الأمور، بل الذي يسبق الحوادث قبل وقوعها، كما سجَّلها المؤرخون قديمًا وحديثًا، وهكذا كان عمل أبي بكر والصحابة في جمع المصحف عدة مرات آتت أعظم النتائج في مواجهة ما تطويه الأيام من تغيرات ومفاجآت".
فقد "اتسعت الفتوحات في زمن عثمان، واستبحر العمران، وتفرق المسلمون في الأمصار والأقطار، ونبتت ناشئة جديدة كانت بحاجة إلى دراسة القرآن، وطال عهد الناس بالرسول والوحي والتنزيل، وكان أهل كل إقليم من أقاليم الإسلام،
يأخذون بقراءة من اشتهر بينهم من الصحابة، فأهل الشام يقرؤون بقراءة أبي بن كعب، وأهل الكوفة يقرؤون بقراءة عبدالله بن مسعود، وغيرهم يقرأ بقراءة أبي موسى الأشعري، فكان بينهم اختلاف في حروف الأداء ووجوه القراءة، بطريقة فتحت باب الشقاق والنزاع في قراءة القرآن".
روى البخاري "عن أنس بن مالك ((أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة،
فقال لعثمان: أدرِكِ الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف،
وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد في شيء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنه إنما أنزل بلسانهم ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، ردَّ عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يُحرَق".
قال الإمام الزركشي في "البرهان": "وأما تعلق الروافض بأن عثمان أحرق المصاحف، فإنه جهلٌ منهم وعمى، فإن هذا من فضائله وعلمه، فإنه أصلح ولمَّ الشعْثَ وكان ذلك واجبًا عليه، ولو تركه لعصى؛ لِما فيه من التضييع وحاشاه من ذلك"؛ قال علي كرم الله وجهه: "لو وليتُ ما ولي عثمان لعملت بالمصاحف ما عمل".
ثم إن النص الذي كان عند حفصة هو النص المكتوب في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ذاته النص المكتوب في مصحف عثمان رضي الله عنه، فلا يصح الزيادة عليه ولا يصح النقص.
عن سويد بن غفلة قال: "قال علي رضي الله عنه: لا تقولوا في عثمان إلا خيًرا، فوالله ما فعل الذي فعل في المصحف إلا عن ملأ منا".
وأقول: إن القراءات العَشْرَ التي يَقرأ بها الناسُ اليوم إنما هي جزءٌ من الأحرف السبعة التي نزَل بها القرآنُ ووافق خطَّ المصحف، وهي متفرِّقة في القرآن في كلِّ قراءة، ولا تَجمعُها روايةٌ ولا قراءةٌ واحدة،
فإذا قرأ القارئُ بروايةٍ من الروايات فإنما قرَأ ببعضِها لا بكلِّها، وهي منزَّلةٌ من عندِ الله تعالى لا اجتهادَ فيها لجبريل عليه السلام أو النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وليس لأحدٍ من العلماء بعدَه أن يغيِّر شيئًا بزيادةٍ أو نقصانٍ أو إبدال؛
قال عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه فيما رواه أحمدُ وابن حبَّان والحاكم: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرُكم أن تَقرؤوا كما عُلِّمتم.
وبعد أن كَثُرت الفتوحاتُ الإسلامية، ودخَل كثيرٌ من الأعاجم في الإسلام، واختلط اللسانُ العربي بالعجمي، وفَشا اللَّحن على الألسنة - قام أبو الأسود الدؤليُّ بتنقيط المصحف نِقاطَ الإعراب، فوضَع نقطةً فوق الحرف لتدلَّ على الفتح، ونقطةً أمام الحرف لتدلَّ على الضم، ونقطةً تحت الحرف لتدلَّ على الكسر، ونقطتين لتدلَّ على التنوين، وذلك بمِدادٍ يُخالف لونُه لونَ مِداد المصحف.
ولما صَعُب على كثيرٍ من المسلمين التمييزُ بين الحروف المتشابهة، طلَب الحجاجُ بن يوسف مِن نَصرِ بن عاصمٍ ويحيى بنِ يَعمر أن يعمَلا على إبعادِ التَّحريف عن ساحةِ القرآن، فوضَعا نقاطَ الإعجام؛ لتمييز الحروفِ المتشابهة رسمًا مِن بعضها بلونِ مِداد المصحف، فالباءُ نقطة واحدة تحت، والتَّاء بالمثنَّاة الفوقية، والثاء بالمثلَّثة الفوقية... وهكذا.
ثم طوَّر الخليلُ بن أحمد الفراهيديُّ نقاطَ الإعراب إلى حرَكاتِ الإعراب: فجعَل الضمةَ واوًا صغيرة فوقَ الحرف، والفتحةَ ألِفًا صغيرة مبطوحة فوق الحرف، والكسرة ألفًا مبطوحة تحتَ الحرف، والتنوينَ حركتين، والشَّدةَ رأسَ شين، والسكونَ رأسَ خاء، وهكذا تَنامى علمُ مصطلحات ضبطِ المصحف حتى وصل إلى ما هو عليه الآن، مع فَرقٍ بين المشارقة والمغاربة في علامات الضَّبط.
واستمرَّ أبو عبدالرحمن السُّلَمِي - الذي تلقَّى القرآنَ عن عثمانَ وعليٍّ وأُبيٍّ وابن مسعودٍ رضي الله عنهم - يعلِّم القرآنَ في مسجد الكوفة أربعينَ سنة.
ثم تجَّرد قومٌ للقراءة والإقراء، واعتنَوا بضبط القراءةِ حتَّى صاروا أئمَّةً يُقتدى بهم في القراءة، وكانوا كثيرينَ في العدد، كثيرينَ في الاختلاف، فأراد الناسُ أن يَقتصروا من القراءات التي تُوافق خطَّ المصحف على ما يَسهُل حِفظُه وتنضَبِط القراءةُ به، فنظروا إلى كلِّ إمام مشهورٍ بالثِّقة والأمانة وحُسنِ الدِّين وكمال العلم، قد طالَ عُمره، واشتهَر أمرُه بالثقة، وقد أجمع أهلُ بلدهم على تلقِّي القراءة منهم بالقَبول، ولتصَدِّيهم للقراءة نُسبت إليهم.
ومنهم في المدينة: أبو جعفرِ بنُ القَعقاع، ثم شَيبةُ بن نِصَاح، ثم نافعُ بن أبي نُعيم،
وفي مكَّة: عبدُالله بنُ كثير، وحُميد بن قيسٍ الأعرج، ومحمد بن مُحيصِن،
وفي الشام: عبدالله بن عامر، ثم يحيى بنُ الحارث الذِّماري وإبراهيمُ بن أبي عَبلَة، ثم شُريح بن يَزيدَ الحضرمي،
وفي الكوفة: يحيى بن وثَّاب، وعاصمُ بن أبي النَّجود، وسليمانُ بن مِهرانَ الأعمشُ، ثم حَمزةُ الزيَّاتُ، ثم الكِسائيُّ،
وفي البصرة: عبدالله بن أبي إسحاق، وعيسى بنُ عُمر، وأبو عَمرِو بنُ العلاء، ثم عاصمٌ الجَحدَري، ثم يعقوبُ الحضرمي.
وهؤلاء قُلٌّ مِن كُثر، ونَزر من بَحر؛ فإنَّ القراء الذين أخَذوا عن التابعين كانوا أُممًا لا تُحصى، وطوائفَ لا تُستقصى،
والذين أخَذوا عنهم أيضًا أكثَر، وهلمَّ جَرًّا، وفي هذه الفترةِ بدأ التأليف في علم القراءات؛ حيث إنَّ أول من ألَّف في علم القراءات هو يحيى بنُ يَعمر (ت: 90هـ).
وذهب الكثيرُ من العلماء إلى أنَّ أول من ألَّف فيها هو الإمام أبو عُبيدٍالقاسمُ بن سلاَّم (ت: 224هـ)، ثم أبو حاتم السِّجِستاني (ت: 225هـ)، وبعده أحمدُ بن جُبير بن محمد الكوفي؛ جمَع كتابًا في القراءات الخمسة (ت: 258هـ)، ثم إسماعيلُ بن إسحاقَ المكِّي صاحبُ قالون؛ ألَّف كتابًا في القراءات جمَع فيه قراءةَ عشرينَ إمامًا (ت: 282هـ)،
ثم ابن جَرير الطَّبري (ت: 310هـ)، وفي هذا الوقتِ كان قد اشتَهر القرَّاءُ الذين نُسِبَت إليهم القراءةُ نسبةَ مُداوَمةٍ وملازَمة واشتِهار، لا اختِراع ورأيٍ واجتهاد.
وقد كان من أبرز طلاَّب (1) أبي عبدالرحمن السُّلَمي (2) عاصمُ بنُ أبي النَّجود الأسديُّ الكوفي الحنَّاط - أحدُ القراء السبعة - الذي جلَس يُعلِّم الناس بعد أبي عبدالرحمن السلمي،
وكان مِن أبرز طلاَّبه راوِياه: شُعبة بنُ عيَّاش، و: (3) حَفصُ بن سُليمان بنِ المغيرةِ الكوفي، رَبيبُ عاصم،
ونحن نَقرأ القرآنَ في مصر برواية حفصٍ من قراءة عاصم.
وبعد وفاةِ الرُّواة حلَّ مكانَهم تلاميذُهم، وأخَذوا يُقرئون الناسَ القرآن، وسُمِّي الآخِذُ عن الراوي طريقًا، فالطريق: كلُّ ما أُخِذَ عن الراوي وإن سَفُل.
ومن أبرَز طلاَّب حفصِ بن سليمان (4) عُبيدُ بن الصبَّاح، وأخذ عنه (5) أحمد بن سهل الأُشْناني، وعنه أخَذ (6) عليُّ بن محمد الهاشمي، وعنه (7) أبو الحسن طاهرُ بنُ عبدالمُنعِم بنِ غَلبون الذي ألَّف كتاب "التذكرة في القراءات الثَّمان"، وعن (8 )أبو عمرٍو عثمانُ بن سعيد الدَّاني مؤلف كتاب "التيسير في القراءات السبع" - وهو من أشهَرِ كُتب القراءات -
وعنه أخذَ(9) أبو داود سليمانُ بن نجاح الأندلسي، وعنه (10) عليُّ بن محمد بن هُذيل البَلَنْسي، وعنه الإمام (11) أبو محمد القاسمُ بن فِيرُّه الشاطبي، وقد نظم الشاطبي كتاب "التيسير" بقصيدته: "حرز الأماني، ووجه التهاني" المعروفة بالشاطبيَّة، وقد اشتهَر طريقُ الشاطبية عن باقي الطرق، حتى صار أكثرُ طلاَّب العلم لا يَعرفون غيرها - فمُعظم المسلمين اليومَ يَقرؤون القرآن الكريم برواية حفص بن سليمان من قراءة عاصم بن أبي النَّجود من طريق الشاطبية - وعليها ضبط المصحف الشريف.
وعن الشاطبيِّ أخَذ (12) عليُّ بن شجاع العباسي، وعنه (13) محمد بن أحمد الصَّائغ، وعنه (14) عبدالرحمن بن أحمد البغدادي، وعنه الإمام (15) أبو الخير محمد بن محمد بن الجزَري، وهو من عبَاقرة علم التَّجويد والقراءات، وخاتمة المحقِّقين، وكلُّ مَن جاء بعدَه عالةٌ عليه في هذا العلم، وقد قام بتأليف عدَّة كتب ومنظومات في القراءات والتجويد، اعتمد العلماءُ عليها إلى عصرنا هذا، ومنها منظومةُ المقدِّمة في علم التجويد، ومنها أيضًا: كتاب "النشر في القراءات العشر" الذي نظمه في منظومتِه "طيِّبة النشر"، وإليها تُنسب طريقُ الطيبة.
وأخذ عن ابن الجزَريِّ الشيخُ (16) أحمد بن أسد بن عبدالواحد الأميوطي، وعنه الشيخ (17) محمد بن إبراهيم بن أحمد السمديسي، وعنه الشيخ (18) عليُّ بن محمد بن علي بن خليل بن غانم الخزرجي المقدسي، وعنه الشيخ (19) عبدالرحمن شحاذة اليمني، وعنه الشيخ (20) محمد قاسم البقري، وعنه الشيخ (21) أبو السماح أحمد بن رجب بن محمد البقري، وعنه الشيخ (22) عبدالرحمن بن حسن بن عمر الأجهوري، وعنه الشيخ (23) إبراهيم بن عامر بن عليٍّ العَبِيدي، وعنه الشيخ (24) عليٌّ الحداد الأزهري، وعنه شيخ قُرَّاء دسوق الشيخ (25) عبدالله بن عبدالعظيم الدُّسوقي، وعنه الشيخ المقرئ المعمَّر (26) الفاضلي بن علي أبو ليلة الدُّسوقي، وعنه الشيخ (27) مِصباح إبراهيم الدسوقي، الذي أجازَني برواية حفص بن سليمان من قراءة عاصم بن أبي النَّجود من طريق الشاطبية.
وعلى هذا؛ يكون بينه وبين ابن الجزريِّ رحمه الله اثنا عشَر رجلاً، وهذا ثاني أعلى سند في العالم، وأما أعلى سند في العالم، فهو سندُ شيخنا مصباح، وباقي تلاميذ الشيخ الفاضليِّ الأحياء، وكذلك الشيخ بكري بن عبدالمجيد الطرابيشي الدِّمشقي في السبع من طريق الشاطبية.
وعلى ذلك يكون بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثمانيةٌ وعشرون رجلاً، وهذه نعمةٌ جليلة أسأل الله تعالى أن يرزُقَني حسنَ شكرها، إن ربِّي على كل شيء قدير، وهو سبحانه بالإجابة جدير، وهو حسبي ونِعم الوكيل.
ممن قرأ على العبيدي أيضًا الشيخ أحمد بن محمد، المعروف بسلمونة، وقرأ عليه الشيخ أحمد الدري التهامي، وقرأ على التهاميِّ كلٌّ من الشيخ حسن بن بدير الجريسي الكبير، وشيخ القراء محمد بن أحمد المتولي، وعن المتولي أخذ صِهرُه حسن بن يحيى الكتبي، والشيخ عبدالرحمن الخطيب، الشهير بالشعار، وعنهما أخذ شيخ القراء الشيخ علي بن محمد، الشهير بالضبَّاع، وعنه أخذ شيخُنا عبدالفتاح مدكور الذي أجازني برواية حفصٍ بقَصر وتوَسُّط المد المنفصِل من طريق الشاطبية والطيبة.
وعن الجريسي الكبير أخَذ الشيخ عثمان بن سليمان مراد، مؤلِّف السلسبيل، وعنه شيخنا عبدالفتاح مدكور.
كما أخذ عن المتولي الشيخ شمروخ بن محمد شمروخ، وعنه أخذ الشيخ الدكتور عبدالباسط حامد، الشهير بـ: عبدالباسط هاشم، وعنه شيخنا الخطيب، الذي أجازني برواية حفصٍ بقَصر وتوسُّط المد المنفصل من طريق الشاطبية والطيبة، وأجازني أيضًا برواية الإمام شُعبة، وقد أجازني الشيخ مصباح إبراهيم - بسنده العالي - برواية الإمام شُعبة كذلك، فحفظهم الله جميعًا، ورَحِم من توفَّاه، ورَضي عن الكل.
-----------------
اللهم أنفعنا بالقرآن وعلومه وأجعلنا من الحافظين والتالين له
وأجعله يا رب شفيعاً لنا يوم القيامه يتقدمنا إلي جنات النعيم
اللهم آآآمين
----------
لا تنسونا من صالح عائكم
_____ . ____
ولو كان في العمر بقيه سنكمل الموضوع إذا أذن الله
عدل سابقا من قبل sadekalnour في الخميس مارس 24, 2022 1:45 pm عدل 1 مرات
أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد
» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» العبادة وأركانها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور
» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد
» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد
» هيئات السجود المسنونة
الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» (( - 2 -)) خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:28 pm من طرف صادق النور