آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» عقيدة السلف الصالح للشيخ المحدث محمد الطيب بن إسحاق الأنصاري المدني
الوسطيه وألإعتدال في هدي سنة الحبيب المصطفي صل الله عليه وسلم Ooou110اليوم في 4:19 pm من طرف عبدالله الآحد

» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( الجُزْءُ أَلْأَولٌ ) )
الوسطيه وألإعتدال في هدي سنة الحبيب المصطفي صل الله عليه وسلم Ooou110أمس في 6:20 pm من طرف صادق النور

» عظمة الله سبحانه وتعالى والتحذير من الاستهزاء بالله والعياذ بالله
الوسطيه وألإعتدال في هدي سنة الحبيب المصطفي صل الله عليه وسلم Ooou110أمس في 5:54 pm من طرف عبدالله الآحد

» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( اَلْجُزْءُ الثَّانِي ))
الوسطيه وألإعتدال في هدي سنة الحبيب المصطفي صل الله عليه وسلم Ooou110أمس في 8:06 am من طرف صادق النور

» أقسام صفات الله
الوسطيه وألإعتدال في هدي سنة الحبيب المصطفي صل الله عليه وسلم Ooou110السبت أبريل 27, 2024 8:52 pm من طرف عبدالله الآحد

» اثبات أن الله يتكلم بالصوت والحرف وأن القرآن كلامه حقيقة
الوسطيه وألإعتدال في هدي سنة الحبيب المصطفي صل الله عليه وسلم Ooou110الجمعة أبريل 26, 2024 4:11 pm من طرف عبدالله الآحد

» الرياء شرك أصغر إن كان يسيرا
الوسطيه وألإعتدال في هدي سنة الحبيب المصطفي صل الله عليه وسلم Ooou110الخميس أبريل 25, 2024 4:39 pm من طرف عبدالله الآحد

» لم يصح تأويل صفة من صفات الله عن أحد من السلف
الوسطيه وألإعتدال في هدي سنة الحبيب المصطفي صل الله عليه وسلم Ooou110الأربعاء أبريل 24, 2024 5:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» إثبات رؤية الله للمؤمنين في الجنة
الوسطيه وألإعتدال في هدي سنة الحبيب المصطفي صل الله عليه وسلم Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 7:24 am من طرف عبدالله الآحد

» الرد على من زعم أن أهل السنة وافقوا اليهود
الوسطيه وألإعتدال في هدي سنة الحبيب المصطفي صل الله عليه وسلم Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 5:40 am من طرف عبدالله الآحد

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

الوسطيه وألإعتدال في هدي سنة الحبيب المصطفي صل الله عليه وسلم Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 44 عُضو متصل حالياً :: 1 أعضاء, 0 عُضو مُختفي و 43 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

عبدالله الآحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 9635 مساهمة في هذا المنتدى في 3193 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 286 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو عبدالرحمن فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    الوسطيه وألإعتدال في هدي سنة الحبيب المصطفي صل الله عليه وسلم

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5191
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود الوسطيه وألإعتدال في هدي سنة الحبيب المصطفي صل الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس أكتوبر 12, 2023 2:45 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام علي من أرسله الله بالهدي فدعانا فيارب أهدنا ثم أهدنا ثم أهدنا بهديه وسنته صل الله عليه وسلم وعلي صحبه الكرام البرره
    -
    - الوسطيه وألإعتدال في هدي سنة الحبيب المصطفي صل الله عليه وسلم -

    الإسلام كله وسط واعتدال
    ، والأمة جعلها الله وسطا بين الأمم، فقَدَرُ هذه الأمة المحتوم أن تكون وسطية في كل شيء، قال تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) (البقرة: 143)، وقد فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح بقوله (والوسط :  العدل) رواه البخاري.

    والشريعة قاصدة إلى التوسط، وتحمل المكلفين على الاعتدال في كلياتها وجزئياتها،
    قال الشاطبي في الموافقات  "فإذا نظرت في كليةٍ شرعيةٍ فتأملها تجدها حاملة على التوسط، والتوسط يعرف بالشرع، وقد يعرف بالعوائد، وما يشهد به معظم العقلاء كما في الإسراف والإقتار في النفقات". .
    وحين نبحث عن مقصد الوسطية في السنة النبوية، قد لا نجده بحروفه المعجمية (وسط)، وإنما بما تضمنه من معاني العدل، والقصد، والاعتدال، والاستقامة.

    الوسطية تتضمن معنى الاستقامة:

    روى الإمام مسلم في صحيحه، عن سفيان ابن عبد الله الثقفي رضى الله عنه قال : قلت : يا رسول الله! قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك،
    قال : (قل آمنت بالله، فاستقم
    روى الإمام أحمد في مسنده عن ثوبان رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن)، قال ابن عبد البر : "قوله(استقيموا) أي : لا تزيغوا وتميلوا عما سن لكم، وفرض عليكم فقد تركتم على الواضحة ليلها كنهارها.

    الوسطية تتضمن معنى القصد والمقاربة:

    في البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاغْدُوا وَرُوحُوا، وَشَيْءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ، وَالقَصْدَ القَصْدَ تَبْلُغُوا ». ومعنى قوله : القصد القصد كما قاله بعض الشراح : أي الزموا الوسط.

    قال الطيبي في شرح المشكاة: " والمقاربة أيضا القصد في الأمور التي لا غلو فيها، ولا تقصير، وعليكم بالقصد في الأمور في القول والفعل، وهو الوسط بين الطرفين من الإفراط والتفريط".

    الوسطية تتضمن معنى التيسير ورفع الحرج:


    في حديث أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الدين يسر ولن يشادَّ الدين أحد إلا غلبه) رواه البخاري ومسلم.

    قال ابن حجر : " أي دين الإسلام ذو يسر، أو سمي الإسلام يسرا مبالغة بالنسبة إلى الأديان قبله ".
    وهذا يشير إلى وسطية الإسلام مقارنة بالأديان السابقة، من جهة التيسير عما كان عسيرا عليهم، وهذا واضح في كثير من التشريعات الإسلامية، مما يجعله دينا وسطا، كما قال تعالى : (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ) الأعراف: 157.

    وفي حديث ابن عباس رضى الله عنه قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأديان أحب إلى الله؟ قال : (الحنيفية السمحة) رواه الإمام أحمد.

    يقول ابن القيم في طريق الهجرتين وباب السعادتين : "وإنما بعث رسوله بالحنيفية السمحة، لا بالغلظة والشدة، وبعثه بالرحمة لا بالقسوة، فإنه أرحم الراحمين، ورسوله رحمة مهداة إلى العالمين، ودينه كله رحمة، وهو نبي الرحمة وأمته الأمة المرحومة ".

    وقد أرشدت السنة النبوية إلى التوسط في أداء الحقوق الواجبة، والموازنة بينها، وبين الحقوق النفسية، والاجتماعية، كما روى البخاري عن عبدالله بن عمرو رضى الله عنهما قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عبد الله، ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟) فقلت بلى يا رسول الله، قال : (فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينك عليك حقاً، وإن لزوجك عليك حقاً، وإن لزورك عليك حقاً، وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام، لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإن ذلك صيام الدهر كله) – فشددت فشُدِّد علي – قلت : يا رسول الله، إني أجد قوة. قال : (فصم صيام نبي الله داود عليه السلام، ولا تزد عليه) قلت : وما كان صيام نبي الله داود عليه السلام؟ قال : (نصف الدهر) فكان عبد الله يقول بعد ما كَبِرَ: يا ليتني قبلت رخصة النبي صلى الله عليه وسلم.

    أبرز ما يتمثل الاعتدال لدى الرسول صلى الله عليه وسلم  في الشريعة التي جاء بها ودعا إليها.
    فمن تأمل أحكام الشريعة، والعقائد التي دعا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم في كل مجال من مجالات الحياة رأى الاعتدال فيها واضحًا، ورآها مجانبة للتطرف والغلو.
    ويبدو ذلك في مجال الاعتقاد وأبوابه، وفي مجال التعامل مع الإنسان، فهي لا تراعي جانبًا وتُهمِل الآخر، إنما تتناول الإنسان من خلال مجالات شخصيته ومكوناته كافة فتُعنَى بصلته بربه، وبعقله، وبجسمه، وتواصله مع الآخرين .تُعنَى بالإنسان  بوصفه فردًا و باعتباره عضوًا في المجتمع، فلا تنحاز للفرد على حساب مصالح المجتمع، ولا تلغي شخصية الفرد لأجل مصالح المجتمع.
    كما يتمثل الاعتدال في سماته وشخصيته (صلى الله عليه وسلم)، فلم يعرف لديه سمة من سمات التطرف والغلو.
    كما أن سماته الإيجابية كانت بقدر الاعتدال؛ فقد كان (صلى الله عليه وسلم) حليمًا، لكن الحلم الذي لا يصل إلى الضعف،
    فحين يتطلَّب الأمرُ قوةً وشجاعةً كان كذلك.
    وكان كريمًا سخيًّا، لكن الكرم والسخاء لا يقوده إلى التبذير والإسراف وكان حييًّا شديد الحياء، لكن الحياء لا يمنعه من الجرأة في تعليم الناس أمور دينهم مما يُستحيَا منه. وهكذا سائر الخصائص والسمات
    .وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الله بعثه بدين وسط، دين تتجلى فيه السماحة والاعتدال، لذا فقد قال عنه: « بُعثْتُ بالحنيفية السمح ة».

    وقد كان  صلى الله عليه وسلم يدعو أصحابه إلى الاعتدال، ومجانبة الغلو والتطرف أيًّا كان شأن هذا الغلو؛ لأن الناس في حرصهم على التقرب إلى الله قد يبالغون في العبادة، وقد يجانبون الاعتدال؛ فأمر صلى الله عليه وسلم بالاعتدال والتوسط،
    وضرب لذلك مثلاً؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « سدِّدوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة، والقصدَ القصدَ تبلغوا» .
    فضرب لهم المثل بمن يرمي السهم على هدف معين؛ فعليه أن يجتهد في التسديد ولو قارب الهدف فلم يصبه، وهكذا الإنسان عليه أن يجتهد في الطاعة بالقدر الذي ورد في الشريعة، ولا يبالغ في ذلك.
    وحين كان يعلِّم أصحابه أحكام الدين وشعائره كان يعرف أنه قد يوجد من أتباعه من قد يجنح إلى الغلو فيحذر من ذلك، ويؤكد عليه الالتزام بما جاء في الدين دون تكلف أو زيادة.
    عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    غداة العقبة، وهو على راحلته: هاتِ القُط لي ، فلقط له حصيات، هي حصى الخذف،فلما وضعتهن في يده قال : « بأمثال هؤلاء، وإياكم والغلو في الدين؛ فإنما أهلك من كان قبلكم الغلوُ في الدين».
    وحين سألوه عن أفضل الأعمال وأحبها إلى الله - تبارك وتعالى - أكّد على مبدأ الاعتدال والقصد، وأمرهم بأن يأخذوا من الأعمال مايطيقون فِعْلَه دون أن يشقُّوا على أنفسهم.فعن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت : سُئِل النبي صلى الله عليه وسلم :  أيّ الأعمال أحبّ إلى الله؟ قال : « أدْوَمها وإن قلَّ»، وقال : « اكْلَفُوا من الأعمال ما تطيقون ».

    ويذم صلى الله عليه وسلم أولئك الذين يبالغون في الدين ويتنطعون؛ إما بتحريم ما لم يحرِّمه الدين، أو بإيجاب ما لا يوجبه،
    أو بالتكلف والمغالاة في التطبيق على خلاف الشريعة.فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « هلك المتنطعون؛ قالها ثلاثًا ».
    وفي ممارسته العملية للعبادات كان يراعي القصدَ والاعتدال، ويتمثل ذلك في أهم شعيرة عملية تتكرر كل يوم مرات عديدة، ألا وهي الصلاة ومثلها الخطبة.فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم  فكانت صلاته قصدًا وخطبته قصدًا .
    .وظهر أثر هذه التربية التي اتبعها مصلى الله عليه وسلم على أصحابه وأتباعه؛ فقد كانوا يفقهون الدين، وما جاء فيه من اعتدال ووسطية.نلحظ ذلك في موقف حصل بين رجلين من أصحابه، بين أبي الدرداء وسلمان الفارسي- رضي الله عنهما-.
    فعن أبي جحيفة رضي الله عنه قال : آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمانُ أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء مُتَبَذِّلَة؛ فقال لها : ما شأنك؟ قالت : أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا. فجاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا، فقال : كُلْ. قال : فإني صائم، قال : ما أنا بآكل حتى تأكل. قال  : فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال : نم، فنام ثم ذهب يقوم فقال : نم، فلما كان من آخر الليل قال سلمان : قم الآن، فصليا، فقال له سلمان : إن لربك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعطِ كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم  فذكر ذلك له فقال :   النبي صلى الله عليه وسلم : «صدق سلمان»
    .كما يوجه محمد صلى الله عليه وسلم أولئك الذين يتطوعون إلى الله بالصلاة من الليل ألا يشقوا على أنفسهم؛ فإذا قام أحدهم من الليل ليصلي، ورأى أنه مُجْهَد ومُتْعَب، فلْيَنَم حتى يأخذ راحته، فيصلي وهو مطمئن البال، ويقرأ القرآن وهو يعي ما يقرأ .
    فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال : « إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه، فلم يَدْرِِ ما يقول فليضطجع».
    وعن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال : « إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد، حتى يذهب عنه النوم؛ فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يستغفر فيسبّ نفسه»

    ورغم اعتناء الرسول صلى الله عليه وسلم بتعليم أمته الاعتدال والوسطية؛ فقد وقعت حالات وهي نادرة تجاوز فيها بعض أصحابه الوسطية، وجنحوا إلى مبالغة وغلو.فحين علم صلى الله عليه وسلم  بذلك بادر بعلاجه، وأخبر أن الدين قائم على الاعتدال والوسطية، وأن اجتهاد هؤلاء لم يكن في مكانه.فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي  صلى الله عليه وسلم  يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم  فلما أخبروا كأنهم تقالوها،
    فقالوا : وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم ، قد غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
    قال أحدهم : أما أنا فإني أصلي الليل أبدًا، وقال آخر : أنا أصوم الدهر ولا أفطر. وقال آخر : أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا
    . فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم  إليهم فقال: « أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني »

    وعن بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال: خرجت ذات يوم لحاجة فإذا أنا بالنبي صلى الله عليه وسلم يمشي بين يدي فأخذ بيدي، فانطلقنا نمشي جميعًا، فإذا نحن بين أيدينا برجل يصلي، يكثر السجود والركوع،
    فقال النبي : أتراه يُرَائي؟ فقلت : الله ورسوله أعلم، فترك يده من يدي، ثم جمع بين يديه، فجعل يصوبهما ويرفعهما ويقول : « عليكم هديًا قاصدًا، عليكم هدْيًا قاصدًا، عليكم هديًا قاصدًا، فإن من يشادّ هذا الدين يغلبه ».
    وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم  فإذا حبل ممدود بين الساريتين، فقال : ما هذا الحبل؟ قالوا : هذا حبل لزينب، فإذا فترت تعلقت فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا، حُلُّوه، لِيُصَلِّ أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقعد »
    .وعن عائشة – رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة قال : من هذه؟ قالت: فلانة تذكر من صلاتها قال: « مَهْ عليكم بما تطيقون، فو الله لا يمل الله حتى تملوا»، وكان أحب الدين إليه ما دام عليه صاحبه .

    وبينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، إذا هو برجل قائم، فسأل عنه، فقالوا: أبو إسرائيل، نذر أن يقوم ولا يقعد، ولا يستظل، ولا يتكلم، ويصوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « مُره فليتكلم، وليستظل، وليقعد، وليتم صومه »
    ومرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل يصلي على صخرة، فأتى ناحية مكة فمكث ملياً، ثم انصرف فوجد الرجل يصلي على حاله، فقام فجمع يديه ثم قال: « يا أيها الناس، عليكم بالقصد (ثلاثاً) فإن الله لا يمل حتى تملوا ».
    ورأى النبي صلى الله عليه وسلم شيخاً يهادى بين ابنيه، قال: ما بال هذا؟ قالوا: نذر أن يمشي. قال: إن الله عن تعذيب هذا نفسه لغني. وأمره أن يركب .

    تلحظ في هذه الوقائع حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تربية أصحابه على القصد والاعتدال، ومنعهم من أي اجتهاد قد يفضي بهم إلى أي زيادة تفسد عباداتهم، فليس في هذه المواقف إلا مزيد اجتهاد في الطاعة حافزه حب الخير وصدق النية، لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان أعلم وأحكم، فمنعهم من هذا التعبد لما يؤول إليه من ابتعاد عن منهجية الاعتدال والتوسط التي اتسمت بها رسالته الشريفة.
    معالم في الهدي النبوي في ترسيخ الاعتدال:

    إذن كان «تقويم اجتهادات الصحابة» هو المعلم الأول من معالم الهدي النبوي في ترسيخ الاعتدال.
    ومن معالم الهدي النبوي في ذلك أيضاً:
    2- التأكيد على سماحة الدين ويسره:
    ان النبي صلى الله عليه وسلم يبين للناس أن دينهم قائم على اليسر والسماحة، ويحثهم على ذلك:
    فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة ».
    وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا».
    حتى أصبح التيسير مقصداً للنبي صلى الله عليه وسلم يفضله على غيره، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما خُيِّر النبي بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يأثم، فإذا كان الإثم كان أبعدهما منه».
    3- التنبيه على الاعتدال في العبادات:
    وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينبه أصحابه إلى هذا المعنى في بعض العبادات:
    ففي قراءة القرآن، كان يقول: «اقرؤوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به».
    4 - النهي عن الغلو، والتحذير من كل اجتهاد يتجاوز منهج الاعتدال النبوي:
    فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هلك المتنطعون، قالها ثلاثاً».
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والوصال»، قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله. قال: «إنكم لستم في ذلك مثلي، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني، فاكلفوا من الأعمال ما تطيقون».
    وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: «أدومها وإن قل»، وقال: «اكلفوا من الأعمال ما تطيقون».
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن ينجي أحداً منكم عمله»، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة، سددوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا»
    لما جاء حنظلة رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وما ذاك ؟»، قال: يا رسول الله، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مرشداً لهذا المنهج النبوي: والذي نفسي بيده، لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة (ثلاث مرات)
    وهي سنة نبوية كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يكثرون من تنبيه الناس عليها:
    فعن أنس رضي الله عنه قال: كنا عند عمر فقال: نهينا عن التكلف.
    وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «تعلموا العلم قبل أن يقبض، وقبضه أن يذهب أهله، ألا وإياكم والتنطع والتعمق والبدع، وعليكم بالعتيق».

    5- التأكيد على أن الاعتدال أقرب للتقوى وأكثر خشية لله:
    ولأن هذا التيسير والقصد قد أصبح سمة هديه صلى الله عليه وسلم ظن بعض الصحابة أن سبب هذا راجع لمقامه صلى الله عليه وسلم وما ناله من مغفرة، فأنكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر وأكد عليهم أن هذا المنهج المعتدل هو الأتقى والأعظم خشية وطاعة لله:
    فعن أنس رضي الله عنه أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر، فقال بعضهم: لا أتزوج النساء، وقال بعضهم: لا آكل اللحم، وقال بعضهم: لا أنام على فراش. فحمد الله وأثنى عليه فقال: «ما بال أقوام قالوا كذا وكذا، لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني».
    وعن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صومه، قال: فغضب رسول الله، فقال عمر: رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً، وببيعتنا بيعة، قال: فسئل عن صيام الدهر، فقال: «لا صام ولا أفطر» أو «ما صام وما أفطر».
    ولما أراد بعض الصحابة التفرغ للعبادة وترك الزواج نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم:
    فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: لقد رد ذلك - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - على عثمان بن مظعون، ولو أجاز له التبتل لاختصينا.
    إن اللَّه لَغنيّ عن تعذيب هذا نفسه:
    عن عبد الله بن عباس رضي اللَّه عنه قال: (بينما النبي صلى اللَّه عليه وسلم يَخْطُب، إذا هو برجل قائم، فسأل عنه؟ فقالوا: أبو إسرائيل، نذر أن يقوم في الشمس، ولا يستظلّ، ولا يتكلّم، ويصوم، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: مروه، فليجلس، وليستظلّ، وليتكلّم، وليُتمّ صومه) رواه البخاري.
    قال الخطابي: "قد تضمن نذره نوعين: الطاعة والمعصية، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالوفاء بما كان منها مِنْ طاعة وهو الصوم، وأن يترك ما ليس بطاعة مِنَ القيام في الشمس وترك الكلام وترك الاستظلال بالظل، وذلك أن هذه الأمور مشاق تتعب البدن وتؤذيه، وليس في شيء منها قُرْبَة إلى الله تعالى".
    وعن أنس رضي اللَّه عنه قال: (نذرت امرأة أن تمشي إلى بيت اللَّه الحرام، فسئل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: إن اللَّه لغني عن مشيها، مروها فلتركب) رواه الترمذي

    قال ابن تيمية: "مما ينبغي أن يُعرف أن الله ليس رضاه أو محبته في مجرد عذاب النفس وحَمْلِها على المشاق، حتى يكون العمل كل ما كان أشق كان أفضل.. قول بعض الناس: الثواب على قدر المشقة ليس بمستقيم على الإطلاق، كما يستدل به طوائف على أنواع من الرهبانيات والعبادات المُبْتَدَعَة، التي لم يشرعها الله ورسوله، من جنس تحريمات المشركين وغيرهم ما أحل الله مِنَ الطيبات، ومثل التعمق والتنطع الذي ذمه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (هلك المتنطعون).. مثل حديث: أبي إسرائيل الذي نذر أن يصوم .. فكثيراً ما يكثر الثواب على قدر المشقة والتعب، لا لأن التعب والمشقة مقصود من العمل، ولكن لأن العمل مستلزم للمشقة والتعب، هذا في شرعنا الذي رفعت عنا فيه الآصار والأغلال، ولم يجعل علينا فيه حرج، ولا أُرِيد بنا فيه العسر".
    وقال الشاطبي: "إذا كان قصد المكَّلَف إيقاع المشقة فقد خالف قصد الشارع مِنْ حيث إن الشارع لا يقصد بالتكليف نفس المشقة، وكل قصد يخالف قصد الشارع باطل، فالقصد إلى المشقة باطل، فهو إذاً من قبيل ما يُنهَى عنه، وما ينهى عنه لا ثواب فيه، بل فيه الإثم إن ارتفع النهي إلى درجة التحريم، فطلب الأجر بقصد الدخول في المشقة قصد مناقض".

    السيرة النبوية مليئة بالمواقف الدالة على مَنْع النبي صلى الله عليه وسلم المسلم مِنْ تَكَلُّف المشقة والتعب، ونهيه عن الغلو والتنطع في الدين، ومِن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (يا أيُّها الناس، خذوا مِن الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا) رواه البخاري.
    وقوله صلى الله عليه وسلم: (هَلَكَ المُتَنَطِّعُون. قالها ثَلاثًا). قال الشيخ ابن عثيمين في "القول المفيد على كتاب التوحيد":
    "والواجب أن يسير العبد إلى الله بين طرفي نقيض بالدين الوسط، فكما أن هذه الأمة هي الوسط ودينها هو الوسط، فينبغي أن يكون سيرها في دينها على الطريق الوسط".. والوسط في كل الأمور والمسائل والأحوال هو هَدْي وسُنّة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم..

    قال الشيخ ابن عثيمين في "الاعتدال في الدعوة": "يجب ألا نجعل المقياس في الشدة واللين هو ما تمليه علينا أهواؤنا وأذواقنا، بل يجب أن نجعل المقياس هَدْي النبي صلي الله عليه وسلم وهدي أصحابه،
    والنبي صلي الله عليه وسلم رسم لنا هذا بقوله وبفعله وبحاله صلي الله عليه وسلم، رسمه لنا رسمًا بيّنًا"..
    فالسنة النبوية هي سفينة النجاة وبر الأمان، مَنْ ركبها نجا، ومَنْ تخلف عنها غرق.
    قال الزهري ـ أحد الأئمة الثقات مِنَ التابعين، أخذ علمه عن خير قرون هذه الأمة، فعِلْمه عن صغار الصحابة وكبار التابعين، توفي 124هـ ـ: "كان مَنْ مضى مِنْ علمائنا يقول: الاعتصام بالسُنة نجاة"، وقال الإمام مالِك: "السُنَّة سفينة نوح مَنْ ركبها نجا، ومَنْ تخلف عنها غرق"..

    مِنْ سعادة المسلم أن يرزقه الله طاعة النبي صلى الله عليه وسلم، واتباع سنته، والاهتداء بهديه،
    قال الله تعالى : {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}(النور:54).
    قال السعدي: "إلى الصراط المستقيم، قولا وعملا، فلا سبيل لكم إلى الهداية إلا بطاعته، وبدون ذلك، لا يمكن، بل هو مُحال".
    وقال الله تعالى : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}(الأحزاب:21).
    قال ابن كثير: "هذه الآية أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله".
    وقال تعالى: {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}(الحشر:7).
    قال ابن كثير: "أي مهما أمركم به فافعلوه، ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه، فإنه إنما يأمركم بخير وإنما ينهى عن شر"..

    فالاعتدال منهج شرعي قائم على علمٍ بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والجاهل والمعرض والمستخف لا يمكن أن يصيب هذا المنهج بمجرد أن يلوك به لسانه، وهذا يؤكد أهمية الرجوع للعلماء الناصحين الصادقين المشهود لهم في هذا الباب.
    فاقد الشيء لا يعطيه:

    القاعدة هنا أنه: «لا اعتدال إلا بعلم بالشرع، وتمسك به»، وكل جاهل بالشرع، أو معرض عنه، أو حامل لأصول مناقضة له، فإنه غير قادر على معالجة الغلو، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فمهما اجتهد في معالجة الغلو فلن يسلم من المصادمة مع الشرع، فالاعتدال الذي يدعو إليه ليس هو الاعتدال الشرعي.
    ----------------------------------------------------------------
    لا تنسونا من صالح دعائكم - جزاكم الله خيرا

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 5:04 pm