آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
كيفيه ألأدب مع الله عز وجل Ooou110أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
كيفيه ألأدب مع الله عز وجل Ooou110أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد

» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
كيفيه ألأدب مع الله عز وجل Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» العبادة وأركانها
كيفيه ألأدب مع الله عز وجل Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد

» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
كيفيه ألأدب مع الله عز وجل Ooou110الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
كيفيه ألأدب مع الله عز وجل Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور

» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
كيفيه ألأدب مع الله عز وجل Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
كيفيه ألأدب مع الله عز وجل Ooou110السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد

» هيئات السجود المسنونة
كيفيه ألأدب مع الله عز وجل Ooou110الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» (( - 2 -)) خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
كيفيه ألأدب مع الله عز وجل Ooou110الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:28 pm من طرف صادق النور

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

كيفيه ألأدب مع الله عز وجل Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 91 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 91 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 10128 مساهمة في هذا المنتدى في 3405 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 311 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو Pathways فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    كيفيه ألأدب مع الله عز وجل

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود كيفيه ألأدب مع الله عز وجل

    مُساهمة من طرف صادق النور الثلاثاء مارس 15, 2022 2:34 pm


    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم
    ..........
    كيفية ألأدب مع الله
    ::::
    ألأدبُ عنوان المحبةِ وشعارُ التَّقوى، ودِين الأنبياء وشرعُ الحكماء، وبه يتميَّز الخاصَّة منَ العامةِ، ويُعرف الصادق من الكاذِب،
    ولا جمالَ للقلب إلا بهِ، فمن حُرِمَه حُرم خيرًا كثيرًا، ومن تحقَّقه ظَفر بالمرادِ في الدنيا والآخرة،
    وبه يصل العبدُ إلى مقامات العبوديَّة الحقيقيَّة من إحسانٍ ورضا عن الله سبحانه وتعالى.
    ولا شكَّ أن عبادَ الله المخلصين لا يصلون إلى هذه المرتبة التي يقنط الشيطانُ من أصحابها إلا بالترقِّي في مقامات الأدب مع الله، والتي تغلق على الشيطان الأبوابَ، وتسدُّ عليه المنافذَ، فلا يكون له على أصحابِ هذا المقامِ سبيلٌ،
    كما قال الله:{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا} [الإسراء: 65].
    يقول ابن القيم -رحمه الله-: "الأدب مع الله حسن الصحبة مع الله بإيقاع الحركات الظاهرة والباطنة على مقتضى التعظيم والإجلال والحياء".
    وهو مرتبة عَلِيَّهٌ، ومنزلة عظمى، لا تستقيم للعبد إلا بشروطها،
    كما قال ابن القيم: "لا يستقيم لأحد قط الأدب مع الله تعالى إلا بثلاثة أشياء: معرفته بأسمائه وصفاته، ومعرفته بدينه وشرعه وما يحب ويكره، ونفسٌ مستعدة قابلة لينة متهيئة لقبول الحق علمًا وعملاً وحالاً". اهـ.

    وذكر أنواع الأدب مع الله فقال: "الأدب مع المولى -تبارك وتعالى-
    ثلاثة أنواع: أحدها: صيانة معاملته أن يشوبها بنقيصة.
    والثاني: صيانة قلبه أن يلتفت إلى غيره.
    والثالث: صيانة إرادته أن تتعلق بما يمقتك عليه". ا.هـ.
    فهذه الثلاثة جماع الأدب مع الله -جل في علاه-، وللخلق معها أحوال ومقامات بحسب قربهم وتعظيمهم وإجلالهم لخالقهم وحيائهم منه -جل جلاله-.
    وأعظم هذه المقامات وأخصها: إخلاص التوحيد لله تعالى، قولاً واعتقادًا وعملاً، وتنزيهه عن الأنداد والشركاء

    والأدبُ مع الله هو موضوعُ القرآن الكريم، والصراطُ المستقيم الذي به يصِل العبد إلى ربِّه، ومن أراد أن يتأمَّل أمثلتَه الحيَّة فلينظُر إلى تعبير القرآن ولفظ الأنبياء والصالحين ممن شهد لهم القرآنُ بذلك

    أولًا: تعريف الأدب:

    الأدب لغة:

    قال ابن فارس: “الهمزة والدال والباء أصل واحدٌ تتفرَّع مسائله وترجع إليه، فالأدب: أن تجمع الناس إلى طعامك، وهي المأدُبَة والمأْدَبَة، والآدِب: الداعي.
    ومن هذا القياس الأدب أيضًا؛ لأنه مجمَع على استحسانه

    والمأدُبة: الطعام يدعَى الناسُ إليه، والمأدَبة مفعلَة من الأدَب
    الأدب في الاصطلاح:

    يختلف المراد بالأدب بحسَب الموضوعات الشرعية التي تتناوله، إلا أن ثمةَ معنًى جامعًا له،
    وهو أن المقصود به ما ينبغي أن يكون عليه الإنسان في أحواله،
    فتجدهم يقولون: آداب القاضي، وآداب حامل القرآن، وآداب العالم، وآداب طالب العلم، وآداب المفتي والمستفتي، وغير ذلك، والمقصود هنا عندَنا الأدَب بمعناه الخاصّ،

    وهو الأدب مع الله والذي يشمَل ثلاثة أنواع:

    النوع الأوّل: صيانةُ معاملته أن يشوبَها بنقيصة.

    النوع الثاني: صيانة قلبِه أن يلتفتَ إلى غير الله.

    النوع الثالث: صيانة إرادته أن تتعلَّق بما يمقتك عليه الله تعالى

    وعرفه ابن عطاء بقوله: “الأدب: الوقوفُ مع المستحسنات، فقيل له: وما معناه؟ فقال: أن تعاملَه سبحانه بالأدب سرًّا وعلنًا. ثم أنشد:

    إذا نطقَت جاءت بكل ملاحة وإن سكتَت جاءت بكل مليح”

    وعبارةُ العلماء في الأدبِ يقصدون بها انكسارَ العبدِ تحت الحياء وذُلَّهُ تحت المهابةِ، فلا ينطوي قلبه على قبيحٍ،
    ولا يصرُّ على ذنبٍ. وهذا المعنى مصرِّفٌ في كلامهم، وقد تنوَّعت عباراتهم في التعبير عنه،
    وهي ترجع إلى ما ذكرنا. وأكثر أهل الدنيا ينظرون إلى الأدَب في البلاغة والفصاحة، ويغفلون عن معناه الذي هو مراعاة اللفظ مع حفظ القلب من مخالفة ذلك؛
    ولهذا كان القرآن يؤكِّد على معنى الأدبِ الذي هو جامعٌ لمعنى التعبُّد والخضوع لله سبحانه وتعالى وتنزيهه عن كلِّ نقيصة.

    ثانيًا: الأدب بين يديِ القرآن الكريم:

    القرآنُ كلُّه أدبٌ مع الله في تشريعه وأحكامه وأخباره، فالتنزيه لله فيه ظاهر، فقد ورد لفظ التسبيح بالأمر والماضي والمضارع، مفتحةً به عدَّةُ سور من القرآن الكريم،
    قال تعالى: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم} [الجمعة: 1]،
    وقال سبحانه: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير} [التغابن: 1]،
    وقال سبحانه: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم} [الحديد: 1]،
    وقال سبحانه: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم} [الحشر: 1]، وقال سبحانه: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم} [الصف: 1]،
    وقال سبحانه: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} [الأعلى: 1].

    وسواء قصد بالتسبيح لفظُه الذي هو الذكر، أو قصد به معناه الذي هو التنزيه، فهو يرشد إلى معنى الأدب مع الله وتحقُّقه في حياة المسلم.
    وإذا أردنا دراسةً للأدب كمقامٍ في العبودية فلننظر إلى حال الأنبياء والملائكَة والصالحين مع الله، وكل هذا مذكورٌ في القرآن الكريم:

    أولا: أدب الأنبياء مع الله في القرآن الكريم:


    فمن الأدب مع الله نسبةُ الخير إليه ونفي الشرِّ عنه، وهذا ما تحقَّقه الأنبياء في حديثهم عن الله سبحانه وتعالى:

    فهذا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- يحدِّث عن ربِّه، ويذكُر نعمَه عليه، وينسب الأفعال إليه، فلمَّا وصل إلى المرض نسَب المرضَ إلى نفسِه والشفاءَ إلى الله فقال: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80]،
    قال السمعاني: “وَقَوله: {وَإِذَا مَرضتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} ذكر إِبْرَاهِيم -عَلَيْهِ السَّلَام- هَذَا؛ لأَنهم كَانُوا يرَوْنَ الْمَرَض من الأغذية والشفاء من الْأَدْوِيَة،
    وَقَوله: {وَإِذَا مَرِضْتُ} هُوَ اسْتِعْمَال أدَب، وَإِلَّا فالممرض والشافي هُوَ الله تَعَالَى بِإِجْمَاع أهل الدّين،
    وَقَالَ بعض أَصْحَاب الخواطر: وَإِذا مَرضت بالخوف يشفيني بالرجاء، وَقيل: إِذا مَرضت بالطمع يشفيني بالقناعة”

    وهذا المعنى مطَّرد في القرآنِ في نفي النقيصةِ عن الله عز وجل وعدمِ نسبة الشَّرِّ إليه.

    ومن مقامات الأدب العالية ما حكى الله عز وجل عن أيوب في دعائه، فتارة ينسب الشر إلى الشيطان، وتارة ينسبه للمجهول،
    وكل هذا تأدُّبا مع الله كما حكى الله عنه في قوله: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين} [الأنبياء: 83]، وقوله أيضا عنه: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} [ص: 41]. فقد حقَّق أيوب مقامَين من مقامات الأدَب: الأول: الصبر على أقدار الله، والثاني: حسن التعبير في حق الله عز وجل وقد سماه الله صابرًا فقال: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 44].

    وحتى قوله: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ} كان دعاءً ولم يكن شكايةً كما نقل البغوي؛
    بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَاسْتَجَبْنا لَهُ}، عَلَى أَنَّ الْجَزَعَ إِنَّمَا هُوَ فِي الشَّكْوَى إِلَى الْخَلْقِ، فَأَمَّا الشَّكْوَى إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا يَكُونُ جزعًا، ولا تَركَ صبر

    ويحسُن في هذا المقام ذكرُ قصَّة يعقوب -عليه الصلاة والسلام-، وهي تدلُّ على مقام عالٍ من الأدب،
    فحين اجتمع عليه فقدُ البصر وفقدُ الأبناء لم ينسَ الله، وإنما اكتَفى به ولجأ فقال: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [يوسف: 86].
    قال شيخ الإسلام بن تيمية: “وَالصَّبْر الْجَمِيل صَبر بِلَا شكوى، قَالَ يَعْقُوب -عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام-: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ}، مَعَ قَوْله: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18]، فالشكوى إلى الله لَا تنَافِي الصَّبْر الْجَمِيل”

    فالدعاءُ والشكوى إلى الله واللَّجأ إليه هو مقامَ أدب مع الله، ومقصد من مقاصد العبادة.
    ومن مقامات الأدب مع الله تعالى: مراقبة الله في الغيب والشهادة، والسر والعلانية؛ فلا يُرى العبد خاليًا مع نفسه أو شاهدًا مع الناس إلا وهو يستشعر اطلاع الله عليه.
    في الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل عن الإحسان فقال: "أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لم تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ".
    بل من دقيق الأدب في ذلك أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يستر الإنسان عورته وإن كان خاليًا لا يراه أحد، ولما سئل عن الرجل يكون خاليًا أيستر عورته؟! قال: "اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ مِنَ النَّاسِ"، تأدبًا مع الله المطلع عليه، وحياءً منه.

    وكذلك قول الخضر -عليه السلام- في السفينة التي خرقها: (فَأَرَدْتُ أَنْ أعِيبَهَا)، ولم يقل: "فأراد ربك"؛ حفظًا للأدب مع الله تعالى بعدم نسبة العيب إليه.

    ومن مقامات الأدب مع الله تعالى: تعظيم شعائره وحرماته؛ فيعظم ما عظمه الله من شخص أو زمان أو مكان أو عمل، ويراعي ما يجب له من أدب وحرمة؛ تأدبًا مع الله تعالى، فيتأدب مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأدب اللائق به وبمنزلته، ومع أهل العلم والدين، ومع والديه، ويتأدب مع الأزمنة المعظمة ومواسم العبادة، ومع الأماكن الشريفة؛ كالبيت الحرام ومسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- خاصة، وبيوت الله عامة في كل مكان: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) [الحج:30]، (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج:32].

    ومن مقامات الأدب مع الله تعالى:
    التسليم التام لآياته وأحكامه، وعدم الخوض فيها بغير علم، أو التقول على الله تعالى بغير دليل: (فَلَا وَرَبِّك لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِم حَرَجًا مِمَّا قَضَيتَ وَيُسَلِّمُوا تَسلِيمًا) [النساء:65]، (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالبَغْيَ بِغَيرِ الحَقِّ وِأَنْ تُشْرِكُوا باللهِ مَا لَم يُنَزِّل بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [الأعراف:33].

    ومن مراعاة الأدب مع الله:
    التأدب للصلاة خارجها وداخلها؛ بالتطهر لها وأخذ الزينة، والسكون فيها والخشوع والطمأنينة، فترك ذلك من إساءة الأدب مع الله، قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "من كمال أدب الصلاة أن يقف العبد بين يدي ربه مطرقًا، خافضًا طرفه إلى الأرض، ولا يرفع بصره إلى فوق".
    وسئل عقبة بن عامر -رضي الله عنه- عن قوله -تعالى-: (الذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ) أهم الذين يصلون دائمًا؟! فقال: "لا، ولكنه إذا صلى لم يلتفت عن يمينه ولا عن شماله ولا خَلفَه".

    ولذا كانت المجادلة في كتاب الله، واتباع المتشابه من الآيات، وتحكيم العقل عليه دون تحكيمه على العقل غايةً في إساءة الأدب مع الله: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُم الكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفتَرُوا عَلَى اللهِ الكَذِبَ إِنَّ الذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ) [النحل:116].
    ومن لطيف رعاية الأدب في هذا المقام قول مؤمني الجن: (وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً) [الجن:10]، ولم يقولوا: "أشر أراده الله بأهل الأرض"، تأدبًا مع الله، وفي إرادة الرشد والهداية صرحوا بذكره -جل وعلا-.

    ومن مقامات الأدب مع الله:
    نسبة الخير له، ورد الفضل إليه، وترك نسبة الشر والضر إليه وإن كان -جل جلاله- هو خالقهما ومقدرهما.

    ومن أحوال التأدب مع الله تعالى:
    التأدب في دعائه، بالانكسار له وإظهار الفقر والحاجة إليه دون غيره، وسؤاله بأسمائه وصفاته، وعدم الاعتداء فيه: (ادْعُوا رَبَّكُم تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّه لَا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ)، (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُم رَبَي لَولَا دُعَاؤُكُم فَقَد كَذَّبتُم فَسَوفَ يَكُونُ لِزَامًا) [الفرقان:77].
    ومن مقامات الأدب مع الله ما ذكَر الله سبحانه من قصَّة الذبيح،
    وقد أشاد القرآن بها، فهي جمعت بين مقام الصبر ومقام الرضا وحسن الظنِّ بالله عز وجل،
    فحين رأى إبراهيم في المنام أنه يذبَح ابنه لم يتردَّد في ذلك، وبادر بإخبار ولدِه، فكان جواب ولده في قمَّة الأدب مع الله، وذلك بسرعة استجابته لأمر الله ووعده بالصبر وتعليقه للصبر بالمشيئة،
    قال الله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِين} [الصافات: 102].
    قال ابن كثير رحمه الله: {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} أي: امضِ لما أمرك الله من ذبحي، {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} أي: سأصبر وأحتسبُ ذلك عند الله عز وجل. وصدق -صلوات الله وسلامه عليه- فيما وعد؛
    ولهذا قال الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مَرْيَم: 54، 55]،
    قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} [الصافات: 103] أَيْ: فَلَمَّا تَشَهَّدَا وَذَكَرَا اللَّهَ تَعَالَى: إِبْرَاهِيمُ عَلَى الذَّبْحِ، وَالْوَلَدُ عَلَى شَهَادَةِ الْمَوْتِ. وَقِيلَ: {أَسْلَمَا} يَعْنِي: اسْتَسْلَمَا وَانْقَادَا: إِبْرَاهِيمُ امْتَثَلَ أمْرَ اللَّهِ، وَإِسْمَاعِيلُ طَاعَةَ اللَّهِ وَأَبِيهِ”

    ومن معاني الأدب الحسنة ما ذكر الله عز وجل عن عيسى عليه السلام:
    {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوب} [المائدة: 116].
    وقد علَّق ابن القيم -رحمه الله- تعليقًا حسنًا على هذه الآية، وكيف كان جواب نبي الله عيسى -عليه السلام- في غاية الأدب مع الله،
    فقال: “تأمَّل أحوال الرسل -صلوات الله وسلامه عليهم- مع الله، وخطابهم وسؤالهم، كيف تجدها كلّها مشحونة بالأدب قائمة به؛ قال المسيح عليه السلام: {إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ} ولم يقل: لم أقله، وفرق بين الجوابين في حقيقة الأدب، ثم أحال الأمر على علمه سبحانه بالحال وسره فقال: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي}، ثم برَّأ نفسه عن علمه بغيبِ ربه وما يختصّ به سبحانه، فقال: {وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}،
    ثم قال: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} [المائدة: 118]،
    وهذا من أبلغ الأدب مع الله في مثل هذا المقام، أي: شأن السيد رحمة عبيده والإحسان إليهم، وهؤلاء عبيدك ليسوا عبيدًا لغيرك، فإذا عذبتهم -مع كونهم عبيدك- فلولا أنهم عبيدُ سوءٍ مِن أبخس العبيد وأعتاهم على سيدهم وأعصاهم له لم تعذبهم؛
    لأن قربة العبودية تستدعي إحسانَ السيد إلى عبده ورحمته، فلماذا يعذِّب أرحم الراحمين وأجود الأجودين وأعظم المحسنين إحسانًا عبيده لولا فرط عتوِّهم، وإباؤهم عن طاعته، وكمال استحقاقهم للعذاب؟!
    ثم قال: {وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]، ولم يقل: الغفور الرحيم، وهذا من أبلغ الأدب مع الله تعالى؛ فإنه قاله في وقت غضب الربِّ عليهم، والأمر بهم إلى النار، فليس هو مقام استعطاف ولا شفاعة، بل مقام براءة منهم،
    فلو قال: فإنك أنت الغفور الرحيم لأشعر باستعطافِه ربَّه على أعدائه الذين قد اشتدَّ غضبه عليهم، فالمقام مقام موافقة للربِّ في غضَبه على من غضِب الربُّ عليهم، فعدَل عن ذكر الصِّفتين اللتين يسأل بهما عطفَه ورحمته ومغفرته إلى ذكر العزة والحكمة المتضمِّنتين لكمال القدرة وكمال العلم”

    هذا سليمان -عليه السلام- لما وهبه الله الملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده قال: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) [النمل:19].
    وسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- لِمَا أكرمه الله بختم رسالاته ورفعه بأعلى درجاته يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ويقول: "أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا".

    ولما فتح الله له مكة الفتح العظيم، وبين يديه الناس مؤتمرون بأمره، وكان قبلُ قد خرج منها مكرهًا طريدًا، دخل على دابته وهو مطأطئ رأسه تواضعًا وخشوعًا لله، حتى إن كاد شعر لحيته ليمس واسطة الرحل.

    وأدب الأنبياء مع الله لا يُحصَى، فهم أهله، وأولى الناس به، ولا بأس أن نعرج على بعض من أدب الملائكة مع الله.

    ثانيا: أدب الملائكة مع الله في القرآن الكريم:


    الملائكة عباد لله، مكرمون، اختصوا من بين سائر المخلوقات بالعبودية لله سبحانه وتعالى، ومقام الأدب يظهَر في العبودية الكاملة التي لا تتخلَّلها معصية؛ ولذا يقول الله عنهم: {لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون} [التحريم: 6]. فأعلى مقاماتِ الأدَب فعلُ المأمور وترك المحظور وقال عنهم سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُون} [الأعراف: 206].

    ولا يخفى أن العبادةَ تشبَّه بالملائكة، كما المعصيَةَ تشبَّه بالشياطين، وحين يحكي القرآن حالَ الملائكة وأدبهم مع الله فإنك تسمع العجب، يقول الله حكايةً عنهم وهم يتحدَّثون عن أنفسهم وعن حياتهم القائمة على العبودية
    فيقولون: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64].
    قال الطبري: “ذكر أن هذه الآية نزلت من أجل استبطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم جبرائيل بالوحي”. فحسب الملائكة تحقيق العبودية وامتثال الأمر الكوني والشرعي أدبًا مع الله

    وقال سبحانه وتعالى واصفًا لأدبهم معَه ومنزِّها لهم عن دعوى أهل الشرك في حقَّهم: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُون لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُون} [الأنبياء: 27].
    قال السعدي رحمه الله: “وأخبر عن وصف الملائكة بأنهم عبيد مربوبون مدبَّرون، ليس لهم من الأمر شيء، وإنما هم مكرمون عند الله، قد أكرمهم الله، وصيَّرهم من عبيد كرامته ورحمته؛ وذلك لما خصَّهم به من الفضائل والتطهير عن الرذائل، وأنهم في غاية الأدب مع الله، والامتثال لأوامره، فـ{لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ} أي: لا يقولون قولا مما يتعلَّق بتدبير المملكة حتى يقول الله؛ لكمال أدبهم، وعلمهم بكمال حكمته وعلمه، {وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} أي: مهما أمرهم، امتثلوا لأمره، ومهما دبرهم عليه فعلوه، فلا يعصونه طرفةَ عين، ولا يكون لهم عمل بأهواء أنفسهم من دون أمر الله،
    ومع هذا فالله قد أحاط بهم علمه، فعلم {مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} أي: أمورهم الماضية والمستقبلة، فلا خروج لهم عن علمه، كما لا خروج لهم عن أمره وتدبيره، ومن جزئيات وصفهم بأنهم لا يسبقونه بالقول أنهم لا يشفعون لأحد بدون إذنه ورضاه، فإذا أذن لهم وارتضى من يشفعون فيه شفعوا فيه”

    ومن أدبهم مع الله إرجاع العلم إليه سبحانه كما في قصة آدم -عليه الصلاة والسلام-، فقد قالوا حين قال الله لهم: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِين} [البقرة: 31]، فكان جوابهم: {سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم} [البقرة: 32].

    فأدب الملائكة هو كأدب الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، فيه مطابقة السرِّ للعلن، ومراقبة الله، كما أنه لا يخرج عن مقامات العبودية لله سبحانه وتعالى، من رضا بالله وعن الله، ووقوف عند أمره ونهيه سبحانه.

    ثالثا: أدب المؤمنين مع الله:

    الله سبحانه وتعالى وصف عباده المؤمنين بأوصافٍ ومدحهم بأفعال هي الأدب وبها يتحصَّل المقصود من العبادة، ومن هذه الأوصاف تعظيمُ الله سبحانه وحسن الظن به والاكتفاء به عن خلقه، فقد وصف الله أهل الإيمان في أدبهم معه فقال: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل} [آل عمران: 173].

    ومن معاني الأدب الخشية،
    وهي مقام عظيم عند الله سبحانه وتعالى، وقد رتب عليه أجرًا عظيمًا فقال: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَان} [الرحمن: 46]، وقال سبحانه: {وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيد} [إبراهيم: 14]، يَعْنِي: الْمَقَامَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ لِلْحسابِ

    ومن مقامات الأدب مع الله تعظيم شعائره،

    وقد أرشد القرآن إلى ذلك فقال: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ} [الحج: 30]،
    وقال سبحانه: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب} [الحج: 32].
    وقد فسرت شعائر الله بالدين كله “والأدبُ هو الدين كله، فإن ستر العورة من الأدب، والوضوء وغسل الجنابة من الأدب، والتطهر من الخبث من الأدب، حتى يقف بين يدي الله طاهرا؛ ولهذا كانوا يستحبون أن يتجمَّل الرجل في صلاته للوقوف بين يدي ربه”

    يقول ابن القيم رحمه الله: “فاعلم أن العبد إنما يقطع منازل السير إلى الله بقلبه وهمته، لا ببدنه، والتقوى في الحقيقة تقوى القلوب، لا تقوى الجوارح،
    قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب}، وقال: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُم} [الحج: 37]،
    وَقَالَ النَّبِيصل الله عليه وسلم : «التَّقْوَى هَاهُنَا» وَأَشَارَ إِلَى صَدره. فالكيِّس يقطع من المسافة بصحَّة العزيمة وعلوِّ الهمة وتجريد القَصد وصحَّة النية مع العمل القليل أضعافَ أضعافِ ما يقطعه الفارغُ من ذلك مع التعَب الكثير والسفر الشاقِّ؛ فإنَّ العزيمة والمحبة تذهِب المشقةَ وتطيب السيرَ، والتقدُّمُ والسبق إلى الله سبحانه إنما هو بالهمَم وصدق الرغبة والعزيمة، فيتقدَّم صاحِب الهمَّة مع سكونه صاحبَ العمل الكثير بمراحلَ، فإن ساواه في همَّته تقدَّم عليه بعمله، وهذا موضِعٌ يحتاج إلى تفصيلٍ يوافق فيه الإسلام والإحسان”.

    فبتحقُّق شعائر الإسلام على ظاهرك وحقائق الإيمان في باطنك يتحقَّق معنى الأدب، وهذا خلاصةُ ما ذكرته الآية.

    ومن أدبِ الألفاظ مع الله عز وجل ما حكاه الله سبحانه عن صالحي الجنِّ فقال يحكي قولهم: {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ} ولم يقولوا: أراده بهم، ثم قالوا: {أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} [الجن: 10]
    قال ابن كثير رحمه الله: “وهذا من أدبهم في العبارة، حيث أسندوا الشرَّ إلى غير فاعل، والخير أضافوه إلى الله عز وجل، وقد ورد في الصحيح: «والشرُّ لَيس إليك»

    فهذا هو الأدب مع الله كما يصفه القرآن، وكما تمثَّلَه الصالحون من أهل الشرائع، فهو لا يخرج عن معنى امتثال الأمر والوقوف تحت مظلَّة الحياء والخشية والسعي إلى مقام الرضا بالله وعن الله، كما وصف الله تعالى الصحابة الكرام: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة: 100].

    -------------------------------
    رزقني الله وإيكم حسن التأدب مع الله عز وجل ومع رسوله ألأكرم سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وأصحابه الكرام
    :
    لا تنسونا من صالح دعائكم

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود نبذه عن العلماء الذين وردت أسمائهم في الموضوع

    مُساهمة من طرف صادق النور الثلاثاء مارس 15, 2022 7:06 pm



    نبذه عن العلماء الذين وردت أسمائهم في الموضوع

    أبن كثير


    نسبُ ابن كثير:
    هو إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضو بن كثير بن درع، الإمامُ القرشيُّ الحافظ، المُكنَّى بأبي الفداء، والمعروف بابن كثير، وهو من بني حصلة.
    مولدُ ابن كثير:
    وُلِد الإمام ابن كثير في سنة سبعمئةٍ وواحدٍ للهجرة، في قريةٍ اسمها مجدل وتسمّى أيضاً قرية مجيدل، وهي في مدينةِ بصرى، أمّا والده فهو الخطيب شهابُ الدين، وقد توفّي سنة سبعمئةٍ وثلاثة للهجرة في قريةِ المجدل، وكانت وفاتهُ بعدَ مولدِ ابنه إسماعيل بأعوامٍ قليلةٍ.

    النّشأةُ

    تربّى الإمامُ ابنُ كثير على يدِ شقيقهِ الأكبر، حيثُ توفّى الله تعالى والده الخطيب شهاب الدينِ،
    وقد قالَ ابن كثير عن شقيقه الذي تربّى في كنفهِ: (كان لنا شقيقاً، وبنا رفيقاً شفوقاً).
    شهِد الإمامُ ابنُ كثير العديدَ من أحداثِ القرنِ الثامن الهجريّ؛ حيثُ كان الحُكم في تلك الفترةِ لدولةِ المماليك،
    ومن الأحداثِ التي حصلت في القرن الثامن هجوم التتار على الدولةِ الإسلاميّة، وانتشارُ المجاعاتِ وتواليها على الدولةِ الإسلاميّةِ، وانتشار الأوبئةِ والأمراض،
    وقد حصدت هذهِ الأحداث ملايينَ النّاس، كما حصلَت في القرنِ نفسه عدّة حروبِ؛ أبرزها حرب المسلمين مع الصليبيّين، وانتشرت المؤامرات والفِتن على الدولةِ بينَ الأمراءِ والوزراءِ، ومع كلِّ ما اكتنفه هذا العصر من الحروبِ، والفتنِ، والأمراضِ، والأسقامِ، إلّا أنّه كان عصر النشاطِ العلميّ المتمثِّل بانتشار المدارسِ، وازدهارِ التأليفِ.

    كانَ البيتُ الذي نشأ وتربّى فيه ابن كثير بيت دينٍ؛ حيثُ كانَ والده -رحمه الله- خطيباً، وقد كان لهذا الأمر أثرٌ ظاهرٌ في تميُّزِ ابن كثير -رحمه الله- ونبوغهِ، وقيل إنّ وفاة والد ابن كثير كانت في الرابعةِ من عمر ابن كثير، وفي روايةٍ أخرى في السابعة من عمره، وبعد وفاته انتقلت أسرته إلى مدينة دمشق، فاستقرَّت أُسرته بجوار المدرسةِ النوريةِ. ألَّف الإمامُ ابن كثير في صغرهِ
    كتاباً اسمه: أحكامُ التنبيه، وقد أُعجِب شيخه البرهان بالكتاب، وأثنى عليه.

    يقولُ ابنُ العمادِ -رحمه الله- في وصفِ الإمام ابن كثير: (وكان كثير الاستحضارِ، قليل النسيان، جيّد الفهمِ، حَفِظَ كتاب التنبيه، ومختصر ابن الحاجب،
    ثمَّ أقبل على الحديث، فاشتغل بمطالعة متونه ورجاله، فسمع الموطّأ للإمام مالك، والجامع الصحيح للإمام البخاري، والجامع الصحيح للإمام مسلم، وسُنن الدارقطني، وشيئاً من السُّنن الكبرى للبيهقي،
    وسمع مسند الشافعي، وغير ذلك من المصنّفات الحديثيّة، وهو لا يزال في مقتبل العمر)،
    وقد برع الإمام ابن كثير في شتّى أصنافِ العلوم الشرعيّة؛ كالفقهِ، والتفسيرِ، والنحو، والحديث وغيرِ ذلك.

    الوفاةُ

    توفيَّ الإمام ابن كثير -رحمه الله- في شهر شعبان سنة 774هـ، وقد أصابه العمى في آخرِ حياته، أمّا مكان دفنه فقد دُفن بجوار الإمامِ ابن تيمية في مقبرة الصوفيّة التي تقع في مدينةِ دمشق.

    علم ابن كثير

    ا تتلمذ الإمامُ ابن كثير -رحمه الله- على أيدي العديدِ من العلماءِ الأجلّاء، ومن أبرزهم:

    الإمامُ الحافظُ يوسف المزّي.
    ‏ الإمامُ الحافظ الذهبيّ، أبو عبدُ الله محمد بن أحمد‏.‏
    الإمامُ أحمد بن تيمية.‏ الشيخُ ابن الشُّحنة، أبو العبّاس أحمد الحجّار.
    الإمامُ محيي الدين الشيبانيّ، واسمه يحيى.
    الإمامُ شمس الدين محمد الشيرازيّ.
    الإمامُ الحافظُ شمسُ الدين محمود الأصبهاني.
    الإمامُ عفيفُ الدين إسحاق بن يحيى الآمدي الأصبهاني.
    الشيخُ بهاءُ الدين القاسمُ بن عساكر.

    التلاميذ

    تتلمذ على يدي الإمامِ ابن كثير العديد من التلاميذ النُّجباء، الذين سطعَ نجمهم وبرزَ في مجالاتٍ شتّى، ومن هؤلاء التلاميذ:

    الإمامُ الحافظُ علاء الدين، المعروف بابن حجّيّ، وهو أحدُ فقهاءِ المذهب الشافعيّ.
    الشيخُ محمد بن محمد بن خضر القرشيّ.
    شرفُ الدين مسعود الأنطاكيّ النحويّ.
    الإمام الجزريّ؛ شيخُ علمِ القراءات، واسمه محمد بن أبي محمد. محمد بن إسماعيل بن كثير، ابن الإمام ابن كثير رحمهما الله‏.‏ الإمامُ ابن أبي العزّ؛ وهو من فقهاءِ المذهب الحنفيّ.
    الإمامُ الحافظ أبو المحاسن الحسينيّ.

    المصنّفات للإمامِ ابن كثير -رحمه الله-

    العديد من الإسهامات العلميّة الفريدة، التي ما تزال تتوارد بين يدي النّاس حتى هذا اليوم؛ وهذا يدلُّ على مكانتها العلميّة وأهميتها، ولعلَّ أبرز تلك الأعمال كتابُه في تفسيرِ القرآن المسمّى بتفسيرِ القرآنِ العظيم، وفيما يأتي أسماءُ بعض الكتب التي أنجزها الإمامُ ابن كثير رحمه الله:
    تفسيرُ القرآنِ العظيم.
    كتابُ طبقاتِ الفقهاءِ.
    كتابُ مناقب الشافعيّ.
    كتابُ البداية والنهاية.
    كتابُ اختصار علومِ الحديثِ.
    كتابُ التكميل في معرفةِ الثقاتِ، والضعفاءِ، والمجاهيلِ.
    كتابُ تخريجِ أحاديث مختصر ابن الحاجب.
    رتّب ابن كثير -رحمه الله- مسند الإمام أحمد على الحروفِ الهجائيّة، كما ضمَّ إليهِ زوائد الطبرانيّ.

    -----------------------
    تابعونا


    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود ألأمام بن القيم الجوزيه

    مُساهمة من طرف صادق النور الثلاثاء مارس 15, 2022 7:31 pm



    ألأمام بن القيم

    ابن قيّم الجوزية هو الإمام الفذ، والعلم المتبحر، والمفسر المحدث، طبيب القلوب وعللِها، وخبير النفوس وآفاتها،
    صاحب التصانيف الرائعة، والمصنفات النافعة. كان كعادة العلماء الربانيين في الأمة يجمع بين العلم والعمل، فهو ليس كمن بليت بهم الأمة ممن ينتسب إلى العلم زورا، فيقول ولا يعمل، وينصح ولا يرتدع، ويعظ ولا يتعظ،
    فلقد كان ابن القيم رحمه الله ذا عبادة وزهادة، وتهجد واجتهاد، سائرا في مدارج الربانيين، دائم الذكر، طويل الفكر.
    ويُعرف ابن القيّم بغزارة علمه وسعة اطّلاعه حيث برع رحمه الله تعالى في علوم عديدة من أبرزها علوم الحديث والفِقه والتفسير والسيرة،
    كما أنه أجاد العربية وفنونها فكان هذا بابا لسعة فهمه لعلوم الشريعة من خلال فهم كلام الله تعالى وحديث رسوله عليه الصلاة والسلام.

    من هو الإمام ابن القيّم؟

    هو شمس الدين محمد بن أبى بكر بن أيوب بن سعد بن حزيز الزرعى الدمشقى، ولد في السابع من صفر 691هـ – 1292م في مدينة دمشق، وتوفي في الثالث عشر من رجب 751هـ – 1349م. عاش حياته في طاعة الله وطلب العلم، فقد اشتهر بالورع والتقوى وشدّة عبادته، وخصوصا في الصلاة التي هي ميزان المؤمن الحقّ،
    وكذلك تعرّض رحمه الله تعالى للعديد من الابتلاءات والمحن من أبرزها السجن الذي قضى جزءا من حياته فيه، بسبب بعض الفتاوى حيث إنّه سجن مع شيخه ابن تيمية في سِجن القلعة، ولكن في حجرة أخرى وخرج من السجن عقب وفاة ابن تيمية.

    سمع ابن القيّم على التقى سليمان وأبى بكر بن عبد الدائم وغيرهما، وقرأ العربية على ابن أبى الفتح والمجد التونسى.
    وقرأ الفقه على المجد الحرانى وابن تيمية. وقرأ فى الأصول على ابن تيمية والصفى الهندى
    وكان جرىء اللسان واسع العلم، عارفا بالخلاف ومذاهب السلف وقد غلب عليه حب ابن تيمية حتى كان لا يخرج عن شىء من أقواله، بل كان ينتصر له فى جميع ذلك وهو الذى هذب كتبه ونشر علمه،
    وكان له حظ عند الأمراء المصريين، وقد اعتقل مع ابن تيمية بالقلعة بعد أن أهين وطيف به على جمل مضروبا بالدرة،
    فلما مات ابن تيمية أفرج عنه.

    سبب تسميته بابن القيّم

    سبب تسميته بابن قيم الجوزية أو ابن القيم: كان والده رحمه الله قَيِّماً على “المدرسة الجوزية” بدمشق،
    والقيّم هو الناظر أو الوصي، وهو ما يُشبه المدير في زمننا هذا، وكان والدُ ابن القيّم من علماء دمشق.
    فكان أبوه قيم الجوزية فأطلق عليه ابن قيم الجوزية، والبعض يقول ابن القيم وهو الأكثر لدي المتأخرين.
    والجدير بالذكر أن ابن القيم أو ابن قيم الجوزية ليس هو ابن الجوزي، وأن ابن الجوزي سبق ابن القيم بحوالي مائة وثمانين عاما،
    وقد ولد ابن الجوزي في 510ه/1116م وهو: أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن،
    ومن أشهر كتبه: (تلبيس إبليس، صيد الخاطر، صفوة الصفوة).

    شيوخه وتلاميذه

    تلقى الإمام ابن القيم رحمهُ الله تعالى العلوم على عدد من الشيوخ والعلماء الأجلّاء ولعلّ من أبرزهم وأوثقهم صلة بابن القيّم هو شيخه الإمام تقيّ الدين ابن تيميّة، والمعروف بشيخ الإسلام، حيث لازمَ ابن قيّم الجوزيّة شيخ الإسلام ابن تيميّة وسمعَ منه العلم مُشافهةً ولازمه حتّى وفاة شيخه ابن تيميّة،
    ومِن هؤلاء العلماء الأعلام أيضاَ الذين تلقّى ابن القيّم العلوم على أيديهِم
    الشهاب النابلسيّ،
    وابن الشيرازي وغيرهِم.
    ولابن القيّم العديد من التلاميذ الكِبار كذلك، من أشهرهم هو الحافظ ابن رجب الحنبلي الذي اشتهر بحفظه وروايته لحديث رسول الله صلّى الله عليهِ وسلّم.

    شرع ابن القيم في طلب العلم في سن مبكرة وعلى وجه التحديد في السابعة من عمره كما يذكر المؤرّخون.

    سمع من عدد كبير من الشيوخ، منهم والده أبو بكر بن أيوب فأخذ عنه الفرائض،
    وأخذ عن ابن عبد الدائم، وعن أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية أخذ التفسير والحديث والفقه والفرائض والأصلَين (أصول الدين وأصول الفقه)، وعلم الكلام،
    وقد لازم ابن تيمية سبعة عشر عاما تقريبا.
    وسمع من الشهاب العابر أحمد بن عبد الرحمن النابلسي في سنٍ جدّ مبكرة، في السادسة أو السابعة من عمره.
    وعن ابن الشيرازي
    والمجد الحراني وأخذ عنهما الفقه وقرأ عليه مختصر أبي القاسم الخرقي وكتاب “المقنع” لابن قدامة وأخذ عنه الأصول
    وقرأ عليه أكثر “الروضة” لابن قدامة.
    وسمع من إسماعيل أبي الفداء القيسي
    وأيوب زين الدين الكحال
    والبهاء بن عساكر
    .وأخذ الفقه عن شرف الدين بن تيمية وفاطمة أم محمد بنت الشيخ إبراهيم البطائحي

    وقرأ العربية على مجد الدين التونسي وبدر الدين بن جماعة
    وأخذ العربية والفقه عن محمد شمس الدين البعلبكي فقرأ عليه “الملخص” لأبي البقاء و”الجرجانية” و”ألفية ابن مالك“.. وغيرهم كثيرون.

    ويشير الحافظ ابن رجب إلى أخذ الكثير العلم من ابن القيم وتتلمذهم على يديه، وبين تأثيره في عصره،
    فيقول: “وأخذ عنه العلم خلق كثير من حياة شيخه، وإلى أن مات، وانتفعوا به، وكان الفضلاءُ يعظمونهُ ويتتلمذون له.”

    ومن أشهر تلاميذه:

    ابنه برهان الدين إبراهيم،
    ابنه شرف الدين
    وجمال الدين عبد الله،
    الحافظ ابن رجب الحنبلي
    ، ابن عبد الهادي،
    محمد بن عبد القادر بن عثمان النابلسي الحنبلي،
    محمد بن محمد بن محمد بن الخضر الغزي الشافعي،
    مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي،
    محمد بن محمد القرشي المقري التلمساني،
    صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي،
    زين الدين علي بن الحسين بن علي الكناني الحنبلي.

    أبرز مؤلفاته

    لعل أهم ما يميز ابن القيم هو التراث العلمي والفكري الذي تركه للأمة، وأثرى به المكتبة الإسلامية
    فلقد رزقه الله عز ذهنا سيالا وقلما دفاقا وبركة في اوقاته التي كانت عامرة كلها بالنافع والصالح لنفسه وللأمة كلها.
    ورغم تبحره في علوم كثيرة واتليفه في شتى ابواب العلم خاصة في الأصول والعقائد والحديث
    إلا أن أكثر ما يميزه هي كتاباته ومؤلفاته في علم السلوك والرقائق وأدواء النفوس ومقامات الإيمان.
    لقد اشتهر الإمام ابن القيّم الجوزية بكثرة مؤلفاته وتنوّعها، فقد كتب في الحديث والسيرة النبوية وكتب في رقائق القلوب،
    وما يتعلّق بالعبادات القلبيّة والعقيدة، وتطرّق كذلك للطب مستخلصا الحكمة من كلام الله تعالى وكلام نبيّه عليه الصلاةُ والسلام،

    ومن أهم هذه الكتب نذكر ما يلي:

    زاد المعاد في هدي خير العباد
    مدارج السالكين
    حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح
    القضاء والقدر
    عدّة الصابرين
    إعلام الموقّعين عن ربِّ العالمين
    الروح
    الداء والدواء
    تحفة الودود في أحكام المولود
    الصراط المستقيم في أحكام أهل الجحيم
    إعلام الموقعين
    بدائع الفوائد
    طريق السعادتين
    وشرح منازل السائرين
    جلاء الأفهام فى الصلاة والسلام على خير الأنام
    مفتاح دار السعادة
    والروح
    الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة

    ومما دل أيضا على سعة علمه وشغفه بالتأليف والكتابة أنه كان رحمه الله دائرة معارف تمشي على رجلين فقد ألف بعض المؤلفات وهو في سفره، بعيدا عن داره ومكتبته وهي:
    روضة المحبين ونزهة المشتاقين
    مفتاح دار السعادة
    ومنشور ألوية العلم والإرادة
    بدائع الفوائد
    تهذيب سنن أبي داود
    الفروسية

    قالو عن ابن القيم

    يقول عنه تلميذه ابن كثير: “كان حسن القراءة والخلق، كثير التودد، لا يحسد أحدا ولا يؤذيه ولا يستعيبه، ولايحقد على أح

    وبالجملة كان قليل النظر في مجموعه وأموره وأحواله، والغالب عليه الخير والأخلاق الفاضلة”.
    وكان يعتز بصحبته ومحبته فقال: “وكنت من أصحب الناس له، وأحب الناس إليه”.
    وقال ابن كثير: “لا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه،
    وكانت له طريقة في الصلاة يطيلها جدا، ويمد ركوعها وسجودها”.
    قال ابن رجب: “كان رحمه الله ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر، وشغف بالمحبة والإنابة والاستغفار والافتقار إلى الله والانكسار له، والإطراح بين يديه على عتبة عبوديته
    لم أشاهد مثله في ذلك، ولا رأيت أوسع منه علما، ولا أعرف بمعاني القرآن والسنة وحقائق الإيمان منه وليس هو بالمعصوم ولكن لم أر في معناه مثله،

    وقد امتحن وأوذي مرات، وحبس مع الشيخ تقي الدين في المرة الأخيرة بالقلعة منفردا عنه ولم يفرج عنه إلا بعد موت الشيخ”.

    وقال ابن حجر: “وكان إذا صلي الصبح جلس مكانه يذكر الله حتى يتعالي النهار، ويقول: هذه غدوتي لو لم أقعدها سقطت قواي”.

    وقال ابن حجر: كان جريء الجنان، واسع العلم، عارفا بالخلاف ومذاهب السلف.

    ويقول تلميذه الذهبي: “عني بالحديث ومتونه ورجاله، وكان يشتغل بالفقه ويجيد تقريره وفي النحو ويدريه، وفي الأصلين”.

    وقال السيوطي: “وقد صنف وناظر واجتهد، وصار من الأئمة الكبار في التفسير والحديث والفروع والأصلين والعربية”.

    وقال الشوكاني: “برع في شتي العلوم وفاق الأقران واشتهر في الآفاق، وتبحر في معرفة مذاهب السلف”.

    ابن القيم وابن تيمية

    عاش ابن قيم الجوزية مقلدا لابن تيمية ومحافظا على مسلكه فى الدين والعلم، ينال من علماء عصره وينالون منه،

    وقد ذكره الذهبى فى المختص فقال: حبس مرة لإنكاره شد الرحل لزيارة قبر الخليل،

    ثم تصدر للاشتغال ونشر العلم ولكنه معجب برأيه جرىء على الأمور، وكانت مدة ملازمته لابن تيمية منذ عاد من مصر سنة 712 هـ إلى أن مات.

    وقال فيه ابن كثير: كان ملازما للاشتعال ليلا ونهارا، كثير الصلاة والتلاوة، حسن الخلق، كثير التودد. لا يحسد ولا يحقد.

    ثم قال: لا أعرف فى زماننا من أهل العلم أكثر عبادة منه، وكان يطيل الصلاة جدا، ويمد ركوعها وسجودها.

    وكان إلى هذا مغرما بجمع الكتب، فحصل منها ما لا يحصر، حتى كان أولاده يبيعون منها بعد موته دهرا طويلا،

    سوى ما اصطفوه منها لأنفسهم. وكتبه كلها كما قال ابن حجر مرغوب فيها بين الطوائف،

    وهو طويل النفس فيها، يتعانى الإيضاح جهده فيسهب جدا، ومعظمها من كلام شيخه ابن تيمية بتصرف فى ذلك.

    ويقول الشيخ عبد المتعال الصعيدى فى كتابه المجددون “يرى كثيرون أن ابن قيم الجوزية لم يأت بجديد غير ما أتى به أستاذه ابن تيمية قبله، لأنه كان لا يخرج عن شىء من أقواله،

    وكانت كتبه معظمها من كلامه، وليس له فيها إلا تصرف فى الألفاظ وتفنن فى العبارة”.

    وكان لابن تيمية تأثير كبير على ابن القيم، وله أثر واضح في ثقافته وتكوين مذهبه، فأخذ عنه علما جمّا واتسع مذهبه ونصره، وهذب كتبه، وقد كانت مدة ملازمته له سبعة عشر عاما.

    يقول ابن حجر العسقلاني في ذلك: “وهو الذي هذّب كتبه – أي كُتب ابن تيمية – ونشر علمه،
    وكان ينتصر له في أغلب أقواله”.

    وفاته

    توفي في الثالث عشر من رجب 751 ه 1349م. وصلي عليه بالجامع عقيب الظهر، ودفن بمقبرة الباب الصغير بدمشق.

    --------------------------
    تابعونا ولا تنسونا من صالح دعائكم


    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود ألأمام شيخ ألإسلام بن تيميه

    مُساهمة من طرف صادق النور الثلاثاء مارس 15, 2022 7:45 pm


    ألإمام شيخ ألأسلام بن تيمه

    ابن تيمية يُعتبر شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله من كبار العلماء في عصره والعصور التي تلت عصره؛ حيث بلغ من العلم والتقى والصلاح ما بلغ،
    وقد بلغ صيته أرجاء المعمورة في ذلك العصر قبل انتشار وسائل التواصل والمراسلات؛ لما له من قوةٍ في قول الحق،
    ولما له من حُجَّةٍ عند الاستدلال،

    فمن هو ابن تيمية؟

    وما المجال الذي برع فيه؟ وما سبب اشتهاره في ذلك الوقت وإلى هذا اليوم؟


    الاسم والنسب والمولد

    هو أبو العباس أحمد بن تقي الدين بن شهاب الدين بن عبد الحليم بن عبد السلام مجد الدين أبي البركات بن عبد الله بن تيمية،

    ولد بحرّان يوم الاثنين العاشر وقيل الثاني عشر من شهر ربيع الأول من سنة ستمائة وواحد وستين من بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم

    ، أبوه الشيخ شهاب الدين بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية، قرأ المذهب الحنبلي على أبيه،

    وكان إماماً محقّقاً في كثير من الفنون، كان متواضعاً وجواداً، كان شيخاً لدار الحديث السكّرية بدمشق،

    أما جدّه فهو الشيخ مجد الدين أبو البركات عبد السلام بن عبد الله بن تيمية الحرّاني، فقيه حنبلي، وإمام مقرئ، ومحدّث ومفسّر وأصولي ونحوي.

    جدّته لأبيه بدرة بنت فخر الدين أبي عبد الله محمد بن الخضر، وتُكنّى بأم البدر، كانت تروي وتُحدّث بالإجازة عن ضياء الدين بن خريف،

    أما سبب تسمية عائلته بابن تيمية

    فقد اختلف العلماء فيه؛ فقيل أن جدّه محمد بن الخضر حجّ البيت على درب تيماء، فرأى طفلة اسمها تيمية، ثم رجع فوجد امرأته ولدت بنتاً فسمّاها تيمية،

    وقيل أنّ جدّه محمد كانت أمه واعظة اسمها تيمية وبها سمّيت العائلة.

    النشأة والعلم

    نشأ شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في حرّان حتى بلغ سنّ السابعة، ثم هاجر مع والده وإخوته إلى دمشق،

    نشأ رحمه الله في أسرة عريقة معروفة بعلمها، اتجّه بدايةً إلى حفظ القرآن الكريم،

    ثم اشتغل بحفظ الحديث والفقه واللغة، وبرع في النحو، والتفسير، وأصول الفقه وعمره لم يتجاوز بضع عشرة سنة، عُرِف بالذّكاء، وقوّة الحفظ، والنّجابة، وسرعة الإدراك منذ صغره،

    كان فريد عصره في الزهد، والعلم، والشجاعة، والسّخاء، وكثرة التصانيف. تأهّل للتدريس والفتوى وهو ابن سبعة عشر سنة،

    كان قويّ التوكّل على الله دائم الذكر، كان أوّل كتاب حفظه في الحديث كتاب الجمع بين الصحيحين للإمام الحميدي،

    توسَّع رحمه الله في دراسة العلوم وتبحّر فيها، واجتمعت فيه صفات المجتهد وشروط الاجتهاد منذ شبابه، فصار إماماً يعترف له الجهابذة بالعلم، والفضل، والإمامة،

    أثنى عليه شيوخ عصره وتلاميذه. وُلِدَ رحمه الله ونشأ في مرحلة كانت فيها الدولة والأمة الإسلامية في حالة من التمزق والضعف،

    وقت ظهر فيها التتار؛ فقتلوا العباد، ونهبوا الديار، فلم يمنعه طلبه للعلم من المشاركة في الأحداث في عصره، بل شارك رحمه الله في ذلك مشاركة العالم المجاهد؛ شارك بسيفه ولسانه وقلمه في محاربتهم.

    الجهاد

    جمع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في جهاده بين السيف والقلم، ومن مواقفه في ذلك ما يلي:

    عندما جاء التتار بجموعهم إلى الشام سنة 702هـ، أخذ البعض ينشر الفزع، والهزيمة في قلوب العباد،

    أما شيخ الاسلام ابن تيمية فأخذ يدعو المسلمين إلى الجهاد، ويثبّت قلوبهم، ويعدهم بالنصر والغلبة على عدوّهم؛

    حتى أنّه رحمه الله كان يحلف بالله: (إنكم لمنصورون)،

    فيقول له بعض الأمراء: (قل إن شاء الله، فيقول: أقولها تحقيقـاً لا تعليقـاً)،

    فاطمأنت النفوس والقلوب. ذهب رحمه الله إلى مكان قريب من دمشق يُدعى مرج الصفر، ووقف وِقفة العالم المجاهد في قتال المغول في موقعة حربيّة عُرفت في التاريخ بموقعة شقجب، وكان ذلك في شهر رمضان من سنة 702هـ،

    وكان رحمه الله قد اجتمع بالسلطان قبل هذه الموقعة يحثّه على الجهاد والقتال، واستمرّ القتال طوال اليوم الرابع من شهر رمضان حتى أذن الله بالنصر، وزال خطر التتار.

    المؤلّفات

    للإمام ابن تيمية مؤلفات ومصنفات كثيرة، من أبرزها ما يلي:

    كتاب الاستقامة، كتاب مطبوع في جزأين، وقام بتحقيقه الدكتور محمد رشاد سالم.
    كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم مطبوع في جزأين، وقام بتحقيقه الدكتور ناصر العقل.
    كتاب بيان تلبيس الجهمية، تم تحقيقه في ثمانية رسائل دكتورة.
    كتاب الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح.
    كتاب درء تعارض العقل والنقل.
    كتاب الصفدية.
    كتاب منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية.
    كتاب النبوات.

    الشيوخ

    من أبرز شيوخ ابن تيمية الآتية أسماؤهم:

    أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي،
    أبو العباس، زين الدين، المولود في عام 575هـ ، وهو من شيوخ المذهب الحنبلي، تلقّى عنه الإمام ابن تيمية علوم الحديث.
    عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي، المولود في عام 597هـ ،
    وكان شيخ الإمام في الفقه والحديث والأصول. شرف الدين أبو العباس، أحمد بن أحمد بن نعمة المقدسي الشافعي، برع في الفقه والأصول والعربية.

    التلاميذ

    كثر تلاميذ ابن تيمية ومنهم الآتية أسماؤهم:

    ابن قيّم الجوزية.
    ابن قدامة المقدسي.
    الحافظ الذهبي.
    الحافظ اسماعيل بن كثير.

    الوفاة

    توفي شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في ليلة الاثنين الموافق العشرين من شهرذي القعدة من سنة (728هـ) بقلعة دمشق

    التي كان محبوساً فيها، أُذِن للناس بالدخول فيها عند وفاته، فغُسّل فيها، وصُلّي عليه بالقلعة

    ثم وُضِعَت جنازته في الجامع؛ حيث قام الجند بحفظها من الناس من شدة الزحام،

    صُلّيَ عليه صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر، ثم حُمِلَت الجنازة واشتد الزحام، فلم يتخلّف عن تشييع جنازته إلا القليل،

    ثم خرج الناس من الجامع من أبوابه كلها وهي شديدة الزحام.

    ------------------------------
    تابعونا ولا تنسونا من صالح دعائكم


    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود ابن فارس

    مُساهمة من طرف صادق النور الثلاثاء مارس 15, 2022 8:07 pm


    ابن فارس

    هو أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا القزويني الرازي (329 هـ - 941م / 395 هـ - 1004م) لُغَوِيّ وإمام في اللغة والأدب.

    نشأته وعلمه
    مولده

    يقول القفطي: واختلفوا في وطنه فقيل:
    كان من قزوين ولايصح ذلك وإنما قالوه لأنه كان يتكلم بكلام القزاونه،
    وقيل: كان من رستاق الزهراء من القرية المدعوة (كرسف جياناباذ)، والذي عليه أكثر العلماءأن أصله من قزوين،
    وأقام مدة في همدان، ثم انتقل إلى الري فتوفي فيها وإليها نسبته.


    طلبه للعلم

    روى ياقوت الحموي عن يحيى بن منده الأصبهاني قال: «سمعت عمي عبد الرحمن بن محمد العبدي

    يقول: سمعت أبا الحسين أحمد بن زكريا بن فارس النحوي يقول: دخلت بغداد طالباً للحديث فحضرت مجلس بعض أصحاب الحديث وليس معي قارورة، فرأيت شاباً عليه سمة من جمال فاستأذنته في كتب الحديث من قارورته

    فقال: من انبسط إلى الإخوان بالاستئذان فقد استحق الحرمان».

    وروى القفطي أنه رحل إلى قزوين إلى أبي الحسين إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سلمة بن فخر فأقام هناك مدة في طلب العلم

    ورحل إلى زنجان إلى أبي بكر أحمد بن الحسن بن الخطيب (راوية ثعلب النحوي)

    ورحل إلى ميانج، قرأ عليه بديع الزمان الهمذاني والصاحب بن عباد وغيرهما من أعيان البيان.

    لابن فارس مؤلفات كثيرة وهو من العلماء الأفذاذ الذين ألفوا في عدة فنون في اللغة والأدب والبلاغة والأصول


    حدث عن : أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان
    ، وسليمان بن يزيد الفامي ،
    وعلي بن محمد بن مهرويه القزوينيين ،
    وسعيد بن محمد القطان ،
    ومحمد بن هارون الثقفي ،
    وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب ،
    وأحمد بن عبيد الهمذانيين ،
    وأبي بكر بن السني الدينوري ،
    وأبي القاسم الطبراني ، وطائفة .


    حدث عنه :

    أبو سهل بن زيرك ،
    وأبو منصور محمد بن عيسى ،
    وعلي بن القاسم الخياط المقرئ ،
    وأبو منصور بن المحتسب ،
    وآخرون . مولده بقزوين ومرباه بهمذان ،

    وأكثر الإقامة بالري .

    وكان رأسا في الأدب ، بصيرا بفقه مالك مناظرا متكلما على طريقة أهل الحق ،

    ومذهبه في النحو على طريقة الكوفيين ،

    جمع إتقان العلم إلى ظرف أهل الكتابة والشعر .

    وله مصنفات ورسائل وتخرج به أئمة .

    وكان يتعصب لآل العميد ، فكان الصاحب بن عباد يكرهه لذلك .

    وقد صنف باسمه كتاب " الحجر " ، فأمر له بجائزة قليلة .

    وكان يقول : من قصر علمه في اللغة وغولط غلط .

    قال سعد بن علي الزنجاني : كان أبو الحسين من أئمة اللغة ، محتجا به في جميع الجهات غير منازع ،

    رحل إلى الأوحد في العلوم أبي الحسن القطان ،

    ورحل إلى زنجان ، إلى صاحب ثعلب أحمد بن الحسن الخطيب ،

    ورحل إلى ميانج إلى أحمد بن طاهر بن النجم ،

    وكان يقول : ما رأيت مثله .

    قال سعد : وحمل أبو الحسين إلى الري ليقرأ عليه مجد الدولة بن فخر الدولة ،

    وحصل بها مالا منه ، وبرع عليه ،

    وكان أبو الحسين من الأجواد حتى إنه يهب ثيابه وفرش بيته ،

    وكان من رءوس أهل السنة المجردين على مذهب أهل الحديث .

    قال : ومات بالري في صفر سنة خمس وتسعين وثلاثمائة وفيها ورخه أبو القاسم بن منده ،

    ووهم من قال : مات سنة تسعين .

    والتفسير من هذه التصانيف:

    معجم مقاييس اللغة وهو من أشهر كتبه
    الإتباع والمزاوجة
    اختلاف النحويين
    أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
    الإفراد
    الأمالي
    أمثلة الأسجاع
    الانتصار لثعلب
    التاج ذكره ابن خير الأندلسي
    تفسير أسماء النبي صلى الله عليه وسلم
    تمام فصيح الكلام
    الثلاثة ذكره بروكلمان
    جامع التأويل، كتاب في التفسير
    الحجر
    حلية الفقهاء
    الحماسة المحدثه
    خلق الإنسان (في أعضاء الإنسان وصفاته)
    دارات العرب
    ذخائر الكلمات
    ذم الخطأ في الشعر
    ذم الغيبة
    رائع الدرر ورائق الزهر في أخبار خير البشر
    سيرة النبي صلى الله عليه وسلم (وصفه ياقوت بأنه كتاب صغير الحجم)
    رسالة الزهري إلى عبد الملك بن مروان
    الشِيات والحلى، ليس كما يعتقد أنه الثياب والحلى
    الصاحبي في فقه اللغة (كتاب اشتهر به كتاب فقه اللغة)
    كفاية المتعلمين في اختلاف النحويين
    قصص النهار وسمر الليل
    اليشكريات (منها جزء بالمكتبة الظاهرية)
    مقالة كلا وما جاء منها في كتاب الله
    مختصر في المؤنث والمذكر
    مقدمة في النحو (ذكره ابن الأنباري)
    المجمل وهو من أشهر كتبه
    اللامات (منه جزء بالمكتبة الظاهرية)
    غريب إعراب القرآن
    العم والخال (ذكره ياقوت الحموي)
    فتيا فقيه العرب
    الفرق (بسكون الراء)
    الفريدة والخريدة
    الليل والنهار
    مأخذ العلم (ذكره ابن حجر في المجمع)
    متخير الألفاظ (بتشديد الياء وفتحها)
    مسائل في اللغة
    مقدمة في الفرائض
    النيروز (نسخته في مكتبة تيمور باشا منتسخة من المكتبة الظاهرية)
    نعت الشعر أو نقد الشعر.

    --------------------------
    تابعونا جزاكم الله خيرا
    ولا تنسونا من صالح دعائكم

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود ابو مظفر السمعاني

    مُساهمة من طرف صادق النور الثلاثاء مارس 15, 2022 8:19 pm



    أبو مظفر السمعاني
    الشهير بالسمعاني
    أبو المظفر السمعاني (426-489) هو منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عبد الجبار بن الفضل بن الربيع بن مسلم بن عبد الله التميمي الإمام أبو المظفر السمعاني. نسبة إلى سمعان بطن من تميم


    مولده وطلبه للعلم


    ولد سنة 426 في مرو في بلاد خراسان، ونشا في أسرة عريقة من العلم فوالده وأخوته وأولاده وأولاد أولاده من كبار العلماء،

    وكان في البداية حنفيا كوالده

    وتلقى العلم عليه، وبعد وفاة والده رحل إلى بغداد عام 461 هـ،

    وجرت بينه وبين علماء بغداد المناظرات والمباحثات والتقى في هذه الرحلة أبو إسحاق الشيرازي صاحب المهذب، والإمام أبا نصر بن الصباغ وجرت بينهما مناظرات

    وسمع من عدد من المحدثين، ثم خرج إلى الحج وصحب بمكة الإمام أبو القاسم الزنجاني

    ثم عزم على الانتقال إلى مذهب الشافعي وعاد إلى مرو،

    وبسبب تحوله عن مذهب أبو حنيفة تعرض لمضايقات فرحل إلى طوس ثم نيسابور واستقبله الوزير نظام الملك وعرف له قدره

    ومكث بها فترة عقد فيها مجلس للتذكير ثم عاد إلى مرو وصلح حاله ودرس بها في مدرسة الشافعية ،

    وكان إماما في شتى أنواع العلوم الإسلامية والعربية.



    شيوخه


    أبو غانم أحمد بن علي الكراعي.
    أبو بكر بن عبد الصمد الترابي.
    عبد الصمد بن المأمون.
    وأبو صالح المؤذن.
    وأبو القاسم الزنجاني.
    أبو منصور السمعاني

    تلاميذه

    عمر بن محمد السرخسي.
    أبو نصر محمد بن محمد الفاشاني.
    محمد بن أبي بكر السنجي.
    إسماعيل بن محمد التيمي.
    أبو نصر الغازي.
    أبو سعد بن البغدادي.

    مؤلفاته


    قال أبو سعد السمعاني: صنف

    جدي التفسير،

    وفي الفقه والأصول والحديث

    ، وتفسيره ثلاث مجلدات

    وله الاصطلام الذي شاع في الأقطار،

    وكتاب القواطع في أصول الفقه

    ، وله كتاب الانتصار بالأثر في الرد على المخالفين،

    وكتاب المنهاج لأهل السنة،

    وكتاب القدر،

    وأملى تسعين مجلسا،

    سمعت من يحكي عن رفيق جدي في الحج حسين بن حسن قال : اكترينا حمارا، ركبه الإمام أبو المظفر إلى خرق،

    وبينها وبين مرو ثلاثة فراسخ، فنزلنا وقلت : ما معنا إلا إبريق خزف، فلو اشترينا آخر ؟ فأخرج خمسة دراهم،

    وقال : يا حسين، ليس معي إلا هذه، خـذ واشتر، ولا تطلب بعدها مني شيئا. قال : فخرجنا على التجريد،

    وفتح الله لنا

    قواطع الأدلة.
    البرهان في الخلاف.
    الأوسط في الخلاف.
    الاصطلام.
    تفسير القرآن.
    منهاج أهل السنة.
    الانتصار لأصحاب الحديث.
    الرد على القدرية.
    الرسالة القوامية.

    وفاته
    توفي يوم الجمعة ثالث عشر ربيع الأول سنة 489 في مرو، وعاش 63 سنة.



    ----------------------------

    تابعونا جزاكم الله خيرا

    ولا تنسونا من صالح دعائكم

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود عقبة بن عامر الجهني

    مُساهمة من طرف صادق النور الثلاثاء مارس 15, 2022 8:39 pm



    عقبة بن عامر الجهني

    عقبة بن عامر بن عبس بن مالك الجهني ( نحو 15 ق. هـ - 58 هـ / 608 - 678م):

    أمير، صحابي، كان كاتبًا وشاعرًا وفقيهًا. شهد فتوح الشام، ثم فتوح مصر مع عمرو بن العاص،

    ثم لحق بمعاوية بن أبي سفيان في صفين.


    نشأته وإسلامه

    كان عقبة بن عامر من أول من بايع النبي محمد عند هجرته إلى المدينة المنورة في السنة الأولى للهجرة؛

    وكان عقبة آنذاك شابًا صغير السن يرعى غنمًا لأسرته، فلما سمع بقدوم رسول الله انطلق إليه ليبايعه،

    وقد سجلت كتب الأحاديث النبوية وتراجم الصحابة نبأ دلك ،

    قال ابن حجر: «وفي صحيح مسلم من طريق قيس بن أبي حازم عن عقبة بن عامر قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم

    المدينة وأنا في غنم لي أرعاها فتركتها ثم ذهبت إليه فقلت بايعني فبايعني على الهجرة».

    ومنذ ذلك اليوم في مطلع السنة الأولى للهجرة أخد عقبة بن عامر مكانه بين أصحاب رسول الله،

    وقد أتاح له كونه شابًا يافعًا أن يتقن الكتابة وأن يحفظ ما نزل من القرآن ويستوعب الأحاديث النبوية ويتفقه في الفرائض والفقه والعلوم،

    وأن يبلغ في ذلك كله ما لم يبلغه أكثر الصحابة، فأصبح عقبة بن عامر من أشهر وأعلم الصحابة،

    قال ابن يونس المصري: «: كان قارئًا عالمًا بالفرائض والفِقْه، فصيح اللسان، شاعرًا كاتبًا،

    وهو أحد مَنْ جمع القرآن؛ ومصحفه بمصر إلى الآن بخطه، عند "على بن الحسن بن قديد" على غير التأليفِ الذي في مصحف عثمان».

    وجاء في ترجمته في سير أعلام النبلاء:«عقبة بن عامر الجهني: الإمام، المقرئ، صاحب النبي. وَكَانَ عَالِمًا مُقْرِئًا فَصِيحًا فَقِيهًا فَرَضِيًا شَاعِرًا كَبِيرَ الشَّأْنِ»


    جهاده:

    وهو كان البريد إلى عمر بفتح دمشق،

    وشهد فتح مصر مع عمرو بن العاص، واختط بها،

    وكان عقبة من الرماة المذكورين، وقيل: رحل إلى مصر بعد الفتح واستقرَّ بها،

    وذكرت بعض المصادر أنه لم يكن في جيش عمرو بن العاص عندما تحرك لغزو مصر،

    ولكنه كان رسولَ عمر بن الخطاب إلى عمرو عندما فكر عمر في سحب الجيش وتأجيل فتح مصر،

    فأرسل عقبة إلى عمرو يأمره أن يعود بالجيش إلى الشام،

    ويروى أن عمروًا استقبل رسالة عمر من عقبة ولم يفتحها حتى تيقن أنه في داخل أرض مصر،

    ولما فتحها وجد فيها عمر يطلب منه العودة إن كان لم يدخل أرض مصر،

    فلما سأل الأدلاء أين نحن الآن قالوا: في أرض مصر. فقال: سيروا إذن على بركة الله، وبذلك شهد عقبة فتح مصر، واستقر بها.


    كان لعقبة بن عامر إسهامًا وافراً في الفتح العربي الإسلامي لمصر بمعية عمرو بن العاص.

    وقد كان له دور بارز في فتوح البهنسا في صعيد مصر وجنوبها،

    قال الواقدي: « كان في القلب - قلب الجيش - عمرو وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وعبد الله بن عمر بن الخطاب

    وعقبة بن عامر الجهني وبقية الصحابة من الأمراء أصحاب الرايات ممن شهد الوقائع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم».

    وكان عقبة من أمراء وقادة الجيش العربي الإسلامي في محاربة البطريرك بطليموس ومن معه من الروم في دهشور

    ومدينة البهنسا،

    قال الواقدي: «حدثنا عبد الله بن عون قال: حدثنا جابر بن سنان عن عقبة بن عامر، قال: كان الروم والنصارى من أعلى

    السور يرمون بالحجارة والسهام ولقيت المسلمون من عدو الله البطليوس أمرا عظيما لم يروا قبله مثله وكان أول من وصل إليهم البطليوس لعنه الله فصبرت له المسلمون صبر الكرام».

    وكان عقبة بن عامر على رأس القوة الإسلامية في باب القندس بمدينة البهنسا،

    ومن اقتحام باب القندس بدء الفتح الذي تتوج بفتح تلك المدينة وسقوط آخر معقل روماني، ورفرفت راية الإسلام في صعيد مصر، وكان ذلك في آخر خلافة عمر بن الخطاب.

    وكان عقبة مع عمرو بن العاص لما افتتح الفسطاط، ثم وجه عمرو بن العاص عقبة بن عامر إلى سائر قرى أسفل الأرض، فغلب على أرضها وصالح أهل قراها على مثل صلح الفسطاط.



    ولايته على مصر:


    ولما حدثت الفتنة في آخر خلافة عثمان بن عفان، وكان والي مصر عبد الله بن سعد بن أبي السرح أحد أسباب تلك الفتنة،

    فقد خرج عبد الله إلى المدينة لمقابلة الخليفة عثمان، واستخلف على مصر عقبة بن عامر،

    وقتل عثمان أثناء ذلك، وتولى الخلافة علي بن أبي طالب؛ فعزل عبد الله بن سعد وعقبة بن عامر عن ولاية مصر، وولاها قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما.


    ثم استولى على مصر جماعة من قبل علي بن أبي طالب، وقاتلوا عقبة بن عامر، فخرج عقبة إلى الشام وانضم إلى معسكر

    معاوية، وشهد معركة صفين مع معاوية بن أبي سفيان، ثم عينه معاوية واليًا على مصر بعد موت أخيه عتبة بن أبي سفيان في سنة أربع وأربعين.


    ولما أراد معاوية عزله أمره بغزو جزيرة رودس في البحر المتوسط -بحر الروم- وعيَّن مكانه مسلمة بن مخلد،

    فبلغ ذلك عقبة فقال: "أَخُلْعانًا وغُرْبة!". وكان ذلك لعشرٍ بقين من ربيع الأول سنة سبع وأربعين، وكانت ولايته على مصر سنتين وثلاثة أشهر.


    عِلْمُه وما رُوي عنه من الأحاديث:

    كان عقبة بن عامر راويةً للحديث النبوي الشريف، ويروى أن له في مسند بقي خمسةً وخمسين حديثًا. قال ابن عبد الحكم في كتابة "فتوح مصر وأخبارها": إن أهل مصر يروون عنه نحو مائة حديث، وذكر منها عددًا كبيرًا،

    وهاك بعض ما رُوي عنه من الأحاديث

    رُوي عن عقبة أنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((مَنْ كان له ثلاث بنات فصبر عليهن، فأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته، كُنَّ له حجابًا من النار)).


    رُوي عن عقبة أنه قال: بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الهجرة، وأقمتُ معه.


    وعن أبي عبد الرحمن الحبلي: أن عقبة كان من أحسن الناس صوتًا بالقرآن، فقال له عمر: اعرض علَيَّ، فقرأ، فبكى عمر.


    وعنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((مَنْ توضأ فجمع عليه ثيابه ثم خرج إلى المسجد كتب له كاتباه بكل خطوة

    عشر حسنات، ولم يزل في صلاة ما دام ينتظر الصلاة، ويكتب من المصلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه)).

    وعَدَّدَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لعقبة فضل المعوذتين، وحثَّه على قراءتهما،

    وهو من ضمن الأحاديث التي عددها له ابن عبد الحكم.

    قال: قال عقبة‏: ((كنت آخذًا بزمام بغلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض غاب المدينة،

    فقال لي‏:‏ يا عقبة ألا تركب؟ فأشفقت أن تكون معصية، فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وركبت هنيهة، ثم ركب

    فقال‏:‏ ألا أعلمك سورتين؟ فقلت‏:‏ بلى يارسول الله، قال‏:‏ فأقرأني: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾، و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾،

    ثم أقيمت الصلاة، فتقدم وصلى بهما، وقال‏:‏ اقرأهما كلما نمت وقمت)).

    وذكر له أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء"

    بعض الأحاديث، منها: قول عقبة: ((خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن في الصفة، وكنت من أصحاب الصفة،

    فقال: أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان، فيأتي كل يوم بناقتين كوماوين زهراوين فيأخذهما؟

    قلنا: كلنا يا رسول الله يحب ذلك. قال: فلأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خيرٌ له من ناقتين،

    وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع، وأعدادهن من الإبل)


    تلاميذه ورواته:

    وقد روى عنه بعضُ الصحابة وعددٌ كبيرٌ من التابعين.

    قال الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر في "الإصابة":‏ "روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا، وروى عنه جماعةٌ من

    الصحابة والتابعين، منهم : ابن عباس، وأبو أمامة، وجبير بن نفير، وبعجة بن عبد الله الجهني، وأبو إدريس الخولاني، وخلق من أهل مصر"‏.

    وأضافت بعض المصادر: أبو الخير مرثد اليزني، وسعيد بن المسيب، وعلي بن رباح، وأبو عمران أسلم التجيبي، وعبد الرحمن بن شماسة، ومشرح بن هاعان، وأبو عشانة حي بن يؤمن، وأبو قبيل المعافري، وسعيد المقبري.


    عمله بالإفتاء:

    قال أبو سعيد بن يونس‏:‏ كان عقبة قارئًا، عالِمًا بالفرائض والفقه، صحيحَ اللسان، شاعرًا، كاتبًا،

    وهو آخِرُ مَن جمع القرآن. قال‏:‏ ورأيت مصحفه بمصر على غير تأليف مصحف عثمان، وفي آخره‏:‏ كتبه عقبة بن عامر بيده‏.‏

    ولم يذكر ابنُ حزم ولا ابنُ قيم الجوزية عقبةَ بن عامر في المفتين من الصحابة، لا المكثرين منهم ولا المقلين،

    ولكنه كان مع ذلك -حسب إجماع كل المصادر التي تحدثت عنه- عالِمًا مقرئًا فصيحًا فقيهًا فرضيًّا شاعرًا كبيرَ الشأن،

    وذكر الذهبي وابن خلكان وابن تغري بردي أن الصحابة كانوا يستفتونه في أمور دينهم، ويكفي أن كلَّ المفتين المصريين من جيل التابعين قد تتلمذوا على يديه.


    نماذج من فتاواه:

    ومن أشهر الفتاوى التي تنسب إلى عقبة، والتي أُخذ بها في معاملة المصريين على الدوام: فتواه بأن مصر فُتحت صلحًا،

    وهو الرأي الذي أخذ به المفتون من بعده، منهم: يزيد بن أبي حبيب، والليث بن سعد، وغيرهما.


    وفاته:

    وتوفي عقبة في سنة ثمان وخمسين بمصر، وقبره يزار بالقرافة‏، وفي القاهرة "مسجد عقبة بن عامر" بجوار قبره،

    وللشهاب أحمد بن أبي حجلة التلمساني كتاب "جوار الأخيار في دار القرار" في مناقبه في مائة وعشرين ورقة،
    وهو مخطوط بمكتبة الأزهر الشريف.

    قال‏ ابن عبد الحكم:‏ "وليس في الجبَّانة قبرُ صحابي مقطوعٌ به؛ إلا قبر عقبة، فإنه زاره الخلف عن السلف".

    قال‏:‏ "ولأهل مصر فيه اعتقاد عظيم، ولهم عنه نحو مائة حديث".

    ----------------------------------
    وتابعونا جزاكم الله خيرا
    ولا تنسونا من صالح دعائكم


    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري

    مُساهمة من طرف صادق النور الثلاثاء مارس 15, 2022 9:04 pm



    الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري

    الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (224هـ/839 - 28 شوال 310هـ/923)

    إمام المفسرين. صاحب أكبر كتابين في التفسير والتاريخ.

    قال عنه أحمد بن خلكان صاحب وفيات الأعيان:"العلم المجتهد عالم العصر صاحب التصانيف البديعة

    كان ثقة صادقا حافظا رأسا في التفسير إماما في الفقه والإجماع والاختلاف علامة في التاريخ وأيام الناس

    عارفا بالقراءات وباللغة وغير ذلك".

    أثنى العلماء على الطبري كثيرًا، فقالوا: إنه ثقة عالم، أحد أئمة أهل السنة الكبار، يؤخذ بأقواله، ويُرجع إليه لسعة علمه، وسلامة منهجه.

    ترك عدة مؤلفات نافعة أبرزها تفسيره الكبير جامع البيان عن تأويل آي القرآن المشهور بين الجمهور بتفسير الطبري.

    وهو أول تفسير كامل وصل إلينا، أفاد منه كل من جاء بعده، ولهذا عدّ العلماء الطبري أبا التفسير،

    كما عدوه أبا التاريخ؛ لأن له كتابًا كبيرًا في التاريخ لم يؤلَّف مثله، إلا أنه لم يلتزم فيه بالتوثيق.

    وسماه تاريخ الأمم والملوك، وله أيضًا: تهذيب الآثار وغير ذلك


    نسبه ومولده ونشأته

    أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري ، وُلِد في طبَرِستان في مدينة آمل ،

    وهناك مدينتين تحمل أسم آمل وهناك خلاف حول أي المدينتين التي ينتمي لها الطبري

    ويرجح بعض الباحثين ان المقصودة التي في تركمانستان عام 224 هـ،

    ونسبه بعض العلماء الى قبيلة الأزد اليمنية والتي أستوطن قسم منها في المشرق الأسلامي وهو الأرجح ،

    وكان ينأى بنفسه عن الخوض في الأنساب ،وزعم المستشرق بروكلمان أنه من عنصر أعجمي

    نشأ الطبري بآمل، وتربى في أحضان والده وغمره برعايته، وتفرس فيه النباهة والذكاء والرغبة في العلم فتولى العناية به

    ووجَّهه منذ الطفولة إلى حفظ القرآن الكريم، كما هي عادة المسلمين في مناهج التربية الإسلامية، وخاصةً أن والده رأى رؤيا

    تفاءل بها خيرًا عند تأويلها. فقد رأى أبوه رؤيا في منامه أن ابنه واقف بين يدي الرسول ومعه مخلاة مملوءة بالأحجار،

    وهو يرمي بين يدي رسول الله، وقصَّ الأب على مُعَبِّرٍ رؤياه فقال له: "إن ابنك إن كبر نصح في دينه، وذبَّ عن شريعة ربه".

    ويظهر أن الوالد أخبر ولده بهذه الرؤيا وقصها عليه عدة مرات؛ فكانت حافزًا له على طلب العلم والجد والاجتهاد فيه والاستزادة

    من معينه، والانكباب على تحصيله ثم العمل به، والتأليف فيه؛ ليدافع عن الحق والدين.

    وظهرت على الطبري في طفولته سمات النبوغ الفكري، وبدت عليه مخايل التفتح الحاد والذكاء الخارق والعقل المتقد، والملكات الممتازة،

    وأدرك والده ذلك فعمل على تنميتها وحرص على الإفادة والاستفادة منها؛ فوجَّهه إلى العلماء ومعاهد الدراسة،

    وساعده على استغلال كل هذه الطاقات دون أن يشغله بشيء من شؤون الحياة ومطالبها، وخصص له المال للإنفاق على العلم والتعلم،

    وسرعان ما حقق الطبري أحلام والده، وزاد له في آماله وطموحه. وقد حرص والده على إعانته على طلب العلم منذ صباه،

    ودفعه إلى تحصيله، فما كاد الصبي الصغير يبلغ السن التي تؤهله للتعليم، حتى قدمه والده إلى علماء آمل،

    وشاهدته دروب المدينة ذاهبًا آيبًا يتأبط دواته وقرطاسه. وسرعان ما تفتح عقله، وبدت عليه مخايل النبوغ والاجتهاد،

    حتى قال عن نفسه: "حفظت القرآن ولي سبع سنين، وصليت بالناس وأنا ابن ثماني سنين، وكتبت الحديث وأنا في التاسعة".


    النبوغ والذكاء


    كان الطبري موهوب الغرائز، وقد كان ذو ذكاء خارق، وعقل متقد، وذهن حاد، وحافظة نادرة،

    وهذا ما لاحظه فيه والده، فحرص على توجيهه إلى طلب العلم وهو صبي صغير، وخصص له موارد أرضه لينفقها على

    دراسته وسفره وتفرغه للعلم. ومما يدل على هذا الذكاء أنه رحمه الله حفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وصلى بالناس وهو ابن ثماني سنين، وكتب الحديث وهو ابن تسع سنين.


    حفظ الطبري

    كان الطبري يتمتع بحافظة نادرة، ويجمع عدة علوم، ويحفظ موضوعاتها وأدلتها وشواهدها،

    وإن كُتُبه التي وصلتنا لأكبر دليل على ذلك، حتى قال عنه أبو الحسن سري بن المغلس: "والله إني لأظن أبا جعفر الطبري قد نسي مما حفظ إلى أن مات ما حفظه فلان طول عمره.


    ورع الطبري وزهده

    كان الطبري على جانبٍ كبير من الورع والزهد والحذر من الحرام، والبُعد عن مواطن الشُّبَه، واجتناب محارم الله تعالى،

    والخوف منه، والاقتصار في المعيشة على ما يَرِدُهُ من ريع أرضه وبستانه الذي خلَّفه له والده.

    قال ابن كثير: "وكان من العبادة والزهادة والورع والقيام في الحق لا تأخذه في ذلك لومة لائم،...

    وكان من كبار الصالحين". وكان الطبري زاهدًا في الدنيا، غير مكترث بمتاعها ومفاتنها، وكان يكتفي بقليل القليل أثناء طلبه للعلم، وبما يقوم به أوده، ويمتنع عن قبول عطايا الملوك والحكام والأمراء.


    عفة الطبري وإباؤه

    كان الطبري عفيف اللسان، يحفظه عن كل إيذاء، وكان متوقفًا عن الأخلاق التي لا تليق بأهل العلم ولا يؤثرها إلى أن مات،

    ولما كان يناظر مرة داود بن علي الظاهري في مسألة، فوقف الكلام على داود، فشق ذلك على أصحابه،

    فقام رجل منهم، وتكلم بكلمة مَضَّة وموجعة لأبي جعفر، فأعرض عنه، ولم يرد عليه، وترفَّع عن جوابه، وقام من المجلس،

    وصنَّف كتابًا في هذه المسألة والمناظرة. وكان الطبري عفيف النفس أكثر من ذلك، فهو مع زهده لا يسأل أحدًا، مهما ضاقت به النوائب، ويعفُّ عن أموال الناس، ويترفع عن العطايا.


    تواضع الطبري وعفوه

    كان الطبري شديد التواضع لأصحابه وزواره وطلابه، دون أن يتكبر بمكانته، أو يتعالى بعلمه، أو يتعاظم على غيره،

    فكان يُدعى إلى الدعوة فيمضي إليها، ويُسأل في الوليمة فيجيب إليها.

    وكان لا يحمل الحقد والضغينة لأحد، وله نفس راضية، يتجاوز عمن أخطأ في حقه، ويعفو عمن أساء إليه.

    وكان محمد بن داود الظاهري قد اتهم الطبري بالأباطيل، وشنَّع عليه، وأخذ بالرد عليه؛ لأن الطبري ناظر والده، وفنَّد حججه

    ، وردَّ آراءه، فلما التقى الطبري مع محمد بن داود تجاوز عن كل ذلك، وأثنى على علم أبيه، حتى وقف الولد عن تجاوز الحد

    ، وإشاعة التهم على الطبري.

    ومع كل هذا التواضع، وسماحة النفس، والعفو والصفح، كان الطبري لا يسكت على باطل، ولا يمالئ في حق،

    ولا يساوم في عقيدة أو مبدأ؛ فكان يقول الحق، ولا تأخذه في الله لومة لائم، ثابت الجنان، شجاع القلب، جريئًا في إعلان الصواب مهما لحق به من أذى الجهال، ومضايقة الحساد، وتخرصات الحاقدين.

    محنته

    تعرض الطبري لمحنة شديدة في أواخر حياته بسبب التعصب المذهبي، فلقد وقعت ضغائن ومشاحنات بين ابن جرير الطبري ورأس الحنابلة في بغداد أبي بكر بن داود أفضت إلى اضطهاد الحنابلة لابن جرير، وكان المذهب الحنبلي في هذه الفترة هو المسيطر على العراق عامةً وبغدادَ خاصةً، وتعصب العوامّ على ابن جرير ورموه بالتشيّع وغالوا في ذلك. حتى منعوا الناس من الاجتماع به، وظل ابن جرير محاصرًا في بيته حتى تُوفّي.
    تلامذته

    كان الطبري أحد أبرز العلّامات في عصره، وقد حضر مجالسه العديد من أبرز علماء عصره وتتلمذوا على يده، ومن هؤلاء أحمد بن كامل القاضي، ومحمد بن عبد الله الشافعي، ومخلد بن جعفر، وأحمد بن عبد الله بن الحسين الجُبْني الكبائي، وأحمد بن موسى بن العباس التميمي، وعبد الله بن أحمد الفرغاني، وعبد الواحد بن عمر بن محمد أبو طاهر البغدادي البزاز، ومحمد بن أحمد بن عمر أبو بكر الضرير الرملي، ومحمد بن محمد بن فيروز، وخلق كثير غيرهم.[26]
    مؤلفاته

    كان الطبري من أكثر علماء عصره نشاطا في التأليف،

    أشهر مؤلفاته تفسيره المعروف بتفسير الطبريٍ،

    وكتاب " تاريخ الأمم والملوك " تسمي تاريخ الطبري

    قال أبو محمد الفرغاني تم من كتب محمد بن جرير كتاب التفسير الذي لو ادعى عالم أن يصنف منه عشرة كتب

    كل كتاب يحتوي على علم مفرد مستقصى لفعل وتم من كتبه كتاب التاريخ إلى عصره

    وتم أيضا كتاب تاريخ الرجال من الصحابة والتابعين وإلى شيوخه الذين لقيهم

    وتم له كتاب لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام وهو مذهبه الذي اختاره وجوده واحتج له وهو ثلاثة وثمانون كتابا

    وتم له كتاب القراءات والتنزيل والعدد

    وتم له كتاب اختلاف علماء الأمصار

    وتم له كتاب الخفيف في أحكام شرائع الإسلام وهو مختصر لطيف

    وتم له كتاب التبصير وهو رسالة إلى أهل طبرستان يشرح فيها ما تقلده من أصول الدين وابتدأ بتصنيف كتاب تهذيب الآثار

    وهو من عجائب كتبه ابتداء بما أسنده الصديق مما صح عنده سنده وتكلم على كل حديث منه بعلله وطرقه ثم فقهه واختلاف

    العلماء وحججهم وما فيه من المعاني والغريب والرد على الملحدين

    فتم منه مسند العشرة وأهل البيت والموالي وبعض مسند ابن عباس فمات قبل تمامه،

    قلت هذا لو تم لكان يجيء في مائة مجلد،

    قال وابتدأ بكتابه البسيط فخرج منه كتاب الطهارة فجاء في نحو من ألف وخمسمائة ورقة لأنه ذكر في كل باب منه اختلاف

    الصحابة والتابعين وحجة كل قول

    وخرج منه أيضا أكثر كتاب الصلاة

    وخرج منه آداب الحكام

    وكتاب المحاضر والسجلات

    وكتاب ترتيب العلماء وهو من كتبه النفيسة ابتدأه بآداب النفوس

    وأقوال الصوفية ولم يتمه

    وكتاب المناسك

    وكتاب شرح السنة وهو لطيف بين فيه مذهبه واعتقاده

    وكتابه المسند المخرج يأتي فيه على جميع ما رواه الصحابي من صحيح وسقيم ولم يتمه

    ولما بلغه أن أبا بكر بن أبي داود تكلم في حديث غدير خم عمل كتاب الفضائل فبدأ بفضل أبي بكر ثم عمر وتكلم على تصحيح حديث غدير خم واحتج لتصحيحه ولم يتم الكتاب.


    ثناء العلماء عليه

    قال أبو سعيد بن يونس: محمد بن جرير من أهل آمل كتب بمصر ورجع إلى بغداد وصنف تصانيف حسنة تدل على سعة علمه.

    وقال الخطيب البغدادي: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب كان أحد أئمة العلماء يُحكم بقوله ويُرجع إلى رأيه لمعرفته

    وفضله وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره

    فكان حافظا لكتاب الله عارفا بالقراءات بصيرا بالمعاني فقيها في أحكام القرآن عالما بالسنن وطرقها صحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها

    عارفا بأقوال الصحابة والتابعين عارفا بأيام الناس وأخبارهم. وكان من أفراد الدهر علما وذكاء وكثرة تصانيف قل أن ترى العيون مثله.

    مواقف من حياته

    قيل إن المكتفي أراد أن يحبس وقفا تجتمع عليه أقاويل العلماء فأحضر له ابن جرير فأملى عليهم كتابا لذلك فأخرجت له جائزة

    فامتنع من قبولها فقيل له لا بد من قضاء حاجة قال اسأل أمير المؤمنين أن يمنع السؤال يوم الجمعة ففعل ذلك

    وكذا التمس منه الوزير أن يعمل له كتابا في الفقه فألف له كتاب الخفيف فوجه إليه بألف دينار فردها.

    وروي عن محمد بن أحمد الصحاف السجستاني سمعت أبا العباس البكري يقول جمعت الرحلة بين ابن جرير وابن خزيمة ومحمد

    بن نصر المروزي ومحمد بن هارون الروياني بمصر فأرملوا ولم يبق عندهم ما يقوتهم وأضر بهم الجوع فاجتمعوا ليلة في منزل

    كانوا يأوون إليه فاتفق رأيهم على أن يستهموا ويضربوا القرعة فمن خرجت عليه القرعة سأل لأصحابه الطعام فخرجت القرعة

    على ابن خزيمة فقال لأصحابه أمهلوني حتى أصلي صلاة الخيرة قال فاندفع في الصلاة فإذا هم بالشموع ورجل من قبل والي

    مصر يدق الباب ففتحوا فقال أيكم محمد بن نصر فقيل هو ذا فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه

    ثم قال وأيكم محمد ابن جرير فأعطاه خمسين دينارا وكذلك للروياني وابن خزيمة

    ثم قال إن الأمير كان قائلا بالأمس فرأى في المنام أن المحامد جياع قد طووا كشحهم فأنفذ إليكم هذه الصرر وأقسم عليكم إذا نفذت فابعثوا إلي أحدكم.

    وقال أبو محمد الفرغاني في ذيل تاريخه على تاريخ الطبري

    قال حدثني أبو علي هارون بن عبد العزيز أن أبا جعفر لما دخل بغداد وكانت معه بضاعة يتقوت منها فسرقت فأفضى به الحال

    إلى بيع ثيابه وكمي قميصه فقال له بعض أصدقائه تنشط لتأديب بعض ولد الوزير أبي الحسن عبيد الله بن يحيى بن خاقان

    قال نعم فمضى الرجل فأحكم له أمره وعاد فأوصله إلى الوزير بعد أن أعاره ما يلبسه فقربه الوزير ورفع مجلسه وأجرى عليه

    عشرة دنانير في الشهر فاشترط عليه أوقات طلبه للعلم والصلوات والراحة وسأل استلافه رزق شهر ففعل وأدخل في حجرة

    التأديب وخرج إليه الصبي وهو أبو يحيى فلما كتبه أخذ الخادم اللوح ودخلوا مستبشرين فلم تبق جارية إلا أهدت إليه صينية فيها

    دراهم ودنانير فرد الجميع وقال قد شرطت على شيء فلا آخذ سواه فدرى الوزير ذلك فأدخله إليه وسأله فقال هؤلاء عبيد وهم لا يملكون فعظم ذلك في نفسه.

    قال أبو القاسم بن عقيل الوراق: إن أبا جعفر الطبري قال لأصحابه هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا قالوا كم قدره

    فذكر نحو ثلاثين ألف ورقة فقالوا هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه فقال إنا لله ماتت الهمم فاختصر ذلك في نحو ثلاثة آلاف ورقة

    ولما أن أراد أن يملي التفسير قال لهم نحوا من ذلك ثم أملاه على نحو من قدر التاريخ.

    وكان الطبري لا يقبل المناصب خوفا أن تشغله عن العلم من ناحية ولأن من عادة العلماء البعد عن السلطان من ناحية أخري،

    فقد روى المراغي قال لما تقلد الخاقاني الوزارة وجه إلى أبي جعفر الطبري بمال كثير فامتنع من قبوله فعرض عليه القضاء

    فامتنع فعرض عليه المظالم فأبى فعاتبه أصحابه وقالوا لك في هذا ثواب وتحيي سنة قد درست وطمعوا في قبوله المظالم فذهبوا

    إليه ليركب معهم لقبول ذلك فانتهرهم وقال قد كنت أظن أني لو رغبت في ذلك لنهيتموني عنه قال فانصرفنا خجلين.


    وفاته

    توفي ابن جرير الطبري من يوم الاثنين في وقت صلاة الظهر طلب ماءً ليجدد وضوءه فقيل له تؤخر الظهر تجمع بينها وبين

    العصر فأبى وصلى الظهر مفردة والعصر في وقتها أتم صلاة وأحسنها،

    وحضر وقت موته جماعة منهم أبو بكر بن كامل فقيل له قبل خروج روحه يا أبا جعفر أنت الحجة فيما بيننا وبين الله فيما ندين به

    فهل من شيء توصينا به من أمر ديننا وبينة لنا نرجو بها السلامة في معادنا فقال الذي أدين الله به وأوصيكم هو ما ثبت في كتبي

    فاعملوا به وعليه وكلاما هذا معناه وأكثر من التشهد وذكر الله عز وجل ومسح يده على وجهه وغمض بصره بيده وبسطها وقد فارقت روحه الدنيا.


    قال أحمد بن كامل توفي ابن جرير عشية الأحد ليومين بقيا من شوال 113هـ ودفن في داره برحبة يعقوب يعني ببغداد

    قال ولم يغير شيبة وكان السواد فيه كثيرا وكان أسمر أقرب إلى الأدمة (السواد) أعين نحيف الجسم طويلا فصيحا

    وشيعه من لا يحصيهم إلا الله تعالى.
    ------------------------------

    تابعونا جزاكم الله خيرا
    ولا تنسونا من صالح دعائكم
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي

    مُساهمة من طرف صادق النور الثلاثاء مارس 15, 2022 9:17 pm


    الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي

    هو الشيخ أبو عبد الله عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر السعدي الناصري التميمي

    ويعرف اختصاراً ابن سعدي (1889-1956)

    ولد في بلدة عنيزة في القصيم يوم 12 محرم عام ألف وثلاثمائة وسبع من الهجرة النبوية،

    وتوفيت أمه وله من العمر أربع سنوات وتوفي والده وهو في السابعة، فتربى يتيماً

    ولكنه نشأ نشأة حسنة، وكان قد استرعى الأنظار منذ حداثة سنه بذكائه ورغبته الشديدة في التعلم،

    وكان قد استرعى الأنظار منذ جداثة سنه بذكائه ورغبته الشديدة في العلوم

    ، وقد قرأ القرآن بعد وفاة والده ثم حفظه عن ظهر قلب ، وأتقنه وعمره أحد عشر سنة ،

    ثم اشتغل في التعلم على علماء بلده وعلى من قدم بلده من العلماء ،

    فاجتهد وجد حتى نال الحظ الأوفر من كل فن من فنون العلم ،

    ولما بلغ من العمر ثلاثاً وعشرين سنة جلس للتدريس فكان يتعلم ويعلم ،

    ويقضي جميع أوقاته في ذلك حتى أنه في عام ألف وثلاثمائة وخمسين صار التدريس ببلده راجعاً إليه ،

    ومعول جميع الطلبة في التعلم عليه .

    وهو مصنف وكاتب كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.

    أسرته

    تزوج الشيخ من حصة العبد العزيز السعدي في عام 1330هـ وتوفيت في مدينة الخبر 25 شوال من عام 1391هـ،

    ولهُ من الأبناء والبنات:
    عبد الله توفي عام 1405هـ،
    أحمد توفي عام 1422هـ،
    محمد، توفي عام 1443هـ
    لولوة زوجة صالح عبد الله الشبل توفيت في صفر من عام 1420هـ،
    نورة زوجة عبد الله السليمان السعدي.


    بعض مشايخ الشيخ

    أخذ عن الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر ، وهو أول من قرأ عليه وكان المؤلف يصف شيخه بحفظه للحديث ،

    ويتحدث عن روعه ومحبته للفقراء مع حاجته ومواساتهم ، وكثيراً ما يأتيه الفقير في اليوم الشاتي فيخلع أحد ثوبيه ويلبسه الفقير

    مع حاجته إليه ، وقلة ذات يده رحمه الله ، ومن مشايخ المؤلف الشيخ محمد بن عبد الكريم الشبل ، قرأ عليه في الفقه وعلوم العربية وغيرهما
    ، ومنهم الشيخ صالح بن عثمان القاضي (قاضي عنيزة) قرأ عليه في التوحيد والتفسير والفقه أصوله وقروعه وعلوم العربية ،

    وهو أكثر من قرأ عليه المؤلف ولازمه ملازمة تامة حتى توفي رحمه الله ،

    ومنهم الشيخ عبد الله بن عايض ،

    ومنهم الشيخ صعب القويجري ،

    ومنهم الشيخ على السناني

    ومنهم الشيخ على الناصر أبو وادي ، قرأ عليه في الحديث ، وأخذ عنه الأمهات الست وغيرها وأجازه في ذلك

    ، ومنهم الشيخ محمد بن الشيخ عبد العزيز المحمد المانع (مدير المعارف في المملكة العربية السعودية) في ذلك الوقت ،

    وقد قرأ عليه المؤلف في عنيزة

    ، ومن مشائخه الشيخ محمد الشنقطي (نزير الحجاز قديماً ثم الزبير) لما قدم عنيزه وجلس فيها للتدريس قرأ عليه المؤلف في التفسير والحديث وعلوم العربية ، كالنحو والصرف ونحوهما .

    نبذة من أخلاقه

    كان على جانب كبير من الأخلاق الفاضلة ، متواضعاً للصغير والكبير والغني والفقير ،

    وكان يقضي بعض وقته في الإجتماع بمن يرغب حضوره فيكون مجلسهم نادياً علمياً

    ، حيث أنه يحرص أن يحتوي على البحوث العلمية والاجتماعية ويحصل لأهل المجلس

    فوائد عظمى من هذه البحوث النافعة التي يشغل وقتهم فيها ، فتنقلب مجالسهم العادية عبادة ومجالس علمية ،

    ويتكلم مع كل فرد بما يناسبه ، ويبحث معه في المواضيع النافعة له دنيا وأخرى ،

    وكثيراً ما يحل المشاكل برضاء الطرفين في الصلح العادل ،

    وكان ذا شفقة على الفقراء والمساكين والغرباء ماداً يد المساعدة لهم بحسب قدرته ويتسعطف لهم المحسنين ممن يعرف عنهم حب الخير في المناسبات ،

    وكان على جانب كبير من الأدب والعفة والنزاهة والحزم في كل أعماله ،

    وكان من أحسن الناس تعليماً وأبلغهم تفهيماً ، مرتباً لأوقات التعليم

    ويعمل المناظرات بين تلاميذه المحصلين لشخذ أفكارهم ، ويجعل الجعل لمن يحفظ بعض المتون ،

    وكل من خفظه أعطى الجعل ولا يحرم منه أحد .

    ويتشاور مع تلاميذه في اختيار الأنفع من كتب الدراسة ،

    ويجرع ما عليه رغبة أكثرهم ومع التساوي يكون هو الحكم ،

    ولا يمل التلاميذ منطول وقت الدراسة إذا طال لأنهم يتلذذون من مجالسته

    ، ولذا حصل له من التلاميذ المحصلين عدد كثير ولا يزال كذلك

    ، متع الله بحياته ، وبارك الله لنا وله في الأوقات ورزقنا وإياه التزود من الباقيات الصالحات .



    مكانة المؤلف بالمعلومات

    كان ذا معرفة تامة في الفقه ، أصوله وفروعه . وفي أول أمره متمسكاً بالمذهب الحنبلي تبعاً لمشائخه ،

    وحفظ بعض المتون من ذلك ،وكان له مصنف في أول أمره في الفقه ،

    نظم رجز نحو أربعمائة بيت وشرحه شرحاً مختصراً ، ولكنه لم يرغب ظهوره لأنه على ما يعتقده أولاً .

    وكان أعظم اشتغاله وانتفاعه بكتب شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم ،

    وحصل له خير كثير بسببهما في علم الأصول والتوحيد والتفسير والفقه وغيرها من العلوم النافعة ،

    وبسبب استنارته بكتب الشيخين المذكورين صار لا يتقيد بالمذهب الحنبلي ،

    بل يرجح ما ترجح عنده بالدليل الشرعي . ولا يطعن في علماء المذاهب كبعض المتهوسين ، هدانا الله وإياهم للصواب

    والصراط المستبين .

    وله اليد الطولى في التفسير ، إذ قرأ عدة تفاسير وبرع فيه ، وألف تفسيراً جليلاً في عدة مجلدات ،

    فسره بالبديهة من غير أن يكون عنده وقت التصنيف كتاب تفسير ولا غيره ،

    ودائماً يقرأ والتلاميذ في القرآن الكريم ويفسره ارتجالاً ، ويستطرد ويبين من معاني القرآن وفوائده ،

    ويستنبط منه الفوائد البديعة والمعاني الجليلة ، حتى أن سامعه يود أن لا يسكت لفصاحته وجزالة لفظه وتوسعه في سياق الأدلة والقصص ،

    ومن اجتمع به وقرأ عليه وبحث معه عرف مكانته في المعلومات ، كذلك من قرأ مصنفاته وفتاويه .


    طلابه

    الشيخ محمد بن صالح العثيمين : أشهر تلاميذ السعدي وأكثرهم تأثراً بشيخه في طريقة التدريس وعرض العلم وتقريبه للطلبة بالأمثلة والمعاني.

    الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام : من تلاميذ السعدي، تولى منصب القضاء بمحكمة الطائف، وفي عام 1390هـ تم تعيينه عضواً في هيئة تمييز الأحكام الشرعية بالمنطقة الغربية بمكة المكرمة.

    وغيرهم من التلاميذ.


    مصنفات الشيخ

    تفسير القرآن الكريم المسمى "تيسير الكريم المنان" في ثماني مجلدات أكمله في عام 1344 ولم يطبع .

    حاشية على افقه استدراكاً على جميع الكتب المستعمله في المذهب الحنبلي ولم تطبع .

    إرشاد أولي البصائر والألباب لمعرفة الفقه بأقرب الطرق وأيسر الأسباب ، رتبه على السؤال والجواب ، طبع بمطبعة الترقي في دمشق عام 1365 على نفقة المؤلف ووزعه مجاناً .

    الدرة المختصرة في محاسن الإسلام ، طبع في مطبعة أنصار السنة عام 1366هـ

    الخطب العصرية القيمة ، لما آل إليه أمر الخطابة في بلده اجتهد أن يخطب في كل عيد وجمعة بما يناسب الوقت في المواضيع المهمة التي يحتاج الناس إليها ، ثم جمعها وطبعها مع الدرة المختصرة في مطبعة أنصار السنة على نفقته ووزعها مجاناً .

    القواعد الحسان لتفسير القرآن ، طبعها في مطبعة أنصار السنة عام 1366 ، ووزع مجاناً .

    تنزيه الدين وحملته ورجاله ، مما افتراه القصيمي في أغلاله ، طبع في مطبعة دار إحياء الكتب العربية على نفقه وجيه الحجاز "الشيخ محمد افندي نصيف" عام 1366هـ .

    الحق الواضح المبين ، في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين .

    توضيح الكافية الشافية ، وهو كالشرح لنونية الشيخ ابن القيم

    وجوب التعاون بين المسلمين ، وموضوع الجهاد الديني ، وهذه الثلاثة الأخيرة طبعت بالقاهرة السلفية على نفقة المؤلف ووزعها مجاناً .

    القول السديد في مقاصد التوحيد ، طبع في مصر "بمطبعة الإمام" على نفقة عبد المحسن أبا بطين عام 1367

    مختصر في أصول الفقه ، لم يطبع

    تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن ، طبع على نفقة المؤلف وجماعة من المحسنين ، وزرع مجاناً ، طبع بمطبعة الإمام

    الرياض الناضرة ، وهو هذا ـ طبع بمطبعة الإمام (الطبعة الأولى)

    وله فوائد منثورة وفتاوى كثيرة في أسئلة شتى ترد إليه من بلده وغيره ويجيب عليها ،

    وله تعليقات شتى على كثير مما يمر عليه من الكتب ، وكانت الكتابة سهلة يسيرة عليه جداً ،

    حتى أنه كتب من الفتاوى وغيرها شيئاً كثيراً .

    ومما كتب نظم انب عبد القوي المشهور ، وأراد أن يشرحه شرحاً مستقلاً فرآه شاقاُ عليه ، فجمع بينه وبين الانصاف بخط يده ليساعد على فهمه فكان كالشرح له ، ولهذا لم نعده من مصنفاته .


    غايته من التصنيف :

    وكان غاية قصده من التصنيف هو نشر العلم والدعوة إلى الحق ، ولهذا يؤلف ويكتب ويطبع ما يقدر عليه من مؤلفاته ،

    لا ينال منها عرضاً زائلاً ، أو يستفيد منها عرض الدنيا ، بل يوزعها مجاناً ليعم النفع بها ، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً ، ووفقنا الله إلى ما فيه رضاه .


    وفاته :

    وبعد عمر مبارك دام قرابة 69 عاماً في خدمة العلم انتقل إلى جوار ربه في عام 1376هـ في مدينة عنيزة من بلاد القصيم رحمه الله رحمة واسعة .


    --------------------------

    جزاكم الله خير الجزاء وزادكم نفعاً وعلماً
    ::
    ولا تنسونا من صالح دعائكم


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 1:37 pm