اللهم أجعلنا من زوار بيتك الحرام العام القادم
تعد أيام التشريق ذات مكانة خاصة لدى حجاج بيت الله، إذ أنها تلك الأيام التي يتم بها رمي الجمرات بمنى والتكبير لله مع كل حصاة، مستقبلين القبلة، رافعين أيديهم للدعاء بما يشاءون.
رمي الجمرات
الحكمة من رمي الجمرات في الحج ..
اتفق الفقهاء على أن رمي الجمرات واجب من واجبات الحج، دل على ذلك الوجوب السنة والإجماع،
وكيفية رمي الجمرات في الحج يكون بقذف الحصاة في مواضع معينة، والرمي الواجب لكل جمرة «أي موضع الرمي» هو سبع حصيات بالإجماع أيضًا.
ويؤدي الحجاج رمي الجمرات بمنى، وهذا الرمى له أيام محددة فيبدأ في يوم عيد الأضحى برمي 7 حصيات في جمرة العقبة الكبرى فقط،
ثم يواصل الحجاج رمي الجمرات في أيام التشريق الثلاثة -الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة.
وإذا كان الحاج متعجلًا يجوز له أن يكتفى في رمي الجمرات في يومين فقط من أيام التشريق، وهما: الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة، وعليه أن يغادر منى قبل غروب الشمس،
لأن هناك مذهبًا فقهيًا يلزمه بالمبيت بمنى إن غربت عليه الشمس وهو لا يزال في منى، فعليه أن يمكث في منى للرمي في اليوم الثالث من أيام التشريق -الثالث عشر من ذي الحجة-.
الحكمة من رمي الجمرات
الحكمة من رمي الجمرات أنه أولًا:
اقتداء بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي قال في حديثه: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ»، حيث رمى النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع.
الحكمة من رمي الجمرات ثانيًا:
في ذلك طاعة لأمره -صلى الله عليه وسلم-، مصداقًا فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ».
الحكمة من رمي الجمرات ثالثًا :
أنه في رمي الجمرات التذكر لما حدث لسيدنا إبراهيم -عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام،
وذلك أنه لما أمره الله -عز وجل- بذبح ولده وسعى لتنفيذ ذلك اعتراضه الشيطان وسوس له بأن لا يذبح ولده،
فرماه بسبع حصيات، ثم انطلق فاعترضه أخرى فرماه بسبع ، ثم انطلق فاعترضه ثالثة فرماه، ووضع ابنه على جبينه وأجرى السكين على عنقه فلم ينقطع،
ونادر الله بقوله: «فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)» (سورة الصافات)، أي: أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد تتمثل لأمر ربه وعصى الشيطان.
الحكمة من رمي الجمرات رابعًا :
إنه في رمي الجمرات إحياء لهذا النسك ويعد شعيرة من أعظم شعائر الإسلام وترغيمًا للشيطان وإذلالًا له، فإنه يغتاظ حينما يري الناس يرجمون المكان الذي اعترض فيه خليل الله إبراهيم، ففيه إهانة للشيطان وإظهار.
«ذكر الإمام أحمد في مسنده، بسنده عن أبي الطفيل، قال: قلت لابن عباس: يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رمل بالبيت، وأن ذلك سنة،
فقال: صدقوا وكذبوا.. ويزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سعى بين الصفا والمروة، وأن ذلك سنة؟ فقال: صدقوا، إن إبراهيم لما أمر بالمناسك، عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه، فسبقه إبراهيم، ثم ذهب به جبريل إلى جمرة العقبة، فعرض له شيطان، - فرماه بسبع حصيات، حتى ذهب، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات، قال: ثم ذهب به جبريل إلى الجمرة القصوى، فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب».
ونوه الأزهر الشريف إلى أن ذلك يعني أن إبليس عرض للنبي إبراهيم عليه السلام عند الجمرات الثلاث فرماه بالحصى، ولكن الشيطان لا يعرض للحجاج،
مضيفا أنه: «ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما من قوله: الشيطان ترجمون، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون،
فإنما يعني به الرجم المعنوي، لا الحسي».
ويقول الحاج عند رمي الجمرات«اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا، الله أكبر الله أكبر الله أكبر،
بسم الله والله أكبر رجمًا للشيطان ورضا للرحمن، اللهم اجعله حجًا مبرورًا، وسعيًا مشكورًا، وذنبًا مغفورًا، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله ولا نعبدإلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون،
لا إله إلا الله وحده صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله والله أكبر وإن قال: اللهم اجعله حجًا مبرورًا، وذنبًا مغفورًا، وعملًا مشكورًا».
كيفية رمي الجمرات
ويجب أن تكون الجمرات من الحصى ورميها في الحوض الدائري، وأن تكون الواحدة تلو الأخرى تبدأ من رمي الصغرى، يليها الوسطى، ثم العقبة.
أخطاء في رمي الجمار
من الأخطاء التي تقع في أثناء رمي الجمار ما يلي:
1- قيام البعض بغسل الحَصَى قبل الرمي بها، وهذا غير وارد في السُنَّة، بل هو من البدع.
2- رمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق قبل الزوال، وهذا لا يجوز؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرم إلا بعد الزوال، ولو كان الرمي قبل الزوال جائزاً لفعله صلى الله عليه وسلم أو دلَّ عليه؛ لأنه أسهل على المُكَلَّف، ومن شقَّ عليه الرمي بعد الزوال، فليؤخره إلى العصر أو المساء.
3- اعتقاد البعض أنهم برميهم الجِمَار يرمون الشيطان، وهذا اعتقاد خاطئ، فالرمي إنما شُرِعَ لإقامة شعائر الله وذكره سبحانه، ففي مسند الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها، قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما جُعل الطواف بالكعبة، وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار؛ لإقامة ذكر الله عز وجل).
4- رمي حصى الجمارجميعاً مرة واحدة، والواجب أن يرمي الحصيات السبع، واحدة بعد واحدة، فإذا رماها الحاج رمية واحدة لم تجزيء عنه، وكانت كرمي حصاة واحدة.
5- عدم التأكد من سقوط الحصى في المرمى، بل يرمي كيفما اتفق، وهذا لا يصح.
6- التحرج من الرمي بحصاة قد رُميَ بها سابقاً، والصواب أن لا حرج في ذلك.
7- اعتقاد البعض أنه لا بد من إصابة الشاخص أو العمود وسط المرمى، والصواب أن ذلك ليس بشرط.
8- وضع الحصى في الحوض من غير رمي، وهذا خلاف السنة، ولا يُسمى ذلك رمياً.
9- الرمي بأكثر من سبع حصيات عند كل جمرة.
10- السب والشتم والصياح عند الرمي، وهذا خلاف هديه صلى الله عليه وسلم في كل وقت، فكيف في هذا النُسُك العظيم، فعن قدامة بن عبد الله بن عمار قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر يرمي جمرة العقبة على ناقة له صهباء، لا ضرب، ولا طرد، ولا إليك إليك) رواه أحمد والترمذي، وقال: حسن صحيح.
11- الرمي بغير الحصى، كالأحذية أو الأخشاب أو العبوات الفارغة، أو غيرها، وهذا خطأ كبير، مخالف لما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته بفعله وأمره، حيث رمى صلى الله عليه وسلم بمثل حصا الخذف، وأمر أمته أن يرموا بمثله، وحذرهم من الغلو في الدين. وسبب هذا الخطأ الكبير ما سبق من اعتقادهم أنهم يرمون الشيطان.
12- رمي الجمرة الصغرى والوُسْطى يوم العيد، والواجب رمي جمرة العقبة الكبرى فقط في ذلك اليوم.
13- التزاحم والتدافع عند الرمي، والواجب أن يرفق المسلم بإخوانه، ولا سيما في هذا الموْطن.
14- توكيل البعض غيره ليرمي عنه، مع قدرته على الرمي. وهذا مخالف لما أمر الله تعالى به من إتمام الحج،
حيث يقول سبحانه: {وأَتموا الحج والعمرة لله} (البقرة:196)، فالواجب على من قدر على الرمي، أن يباشره بنفسه، ويصبر على المشقة والتعب، فإن الحج نوع من الجهاد، لا بد فيه من الكُلفة والمشقة.
15- اعتقاد البعض أن حصَى الجمار لابد أن تكون من مزدلفة، ولذلك يقوم بجمعها كلها ليلة مبيته في مزدلفة، والصواب أنه يجوز له جمعها من أي مكان.
16- الرمي بحجارة صغيرة جداً أو كبيرة جداً، والصواب أن تكون تلك الحجارة متوسطة الحجم، فوق حبة الحمص، ودون حبة البندق.
17- ترك التكبير عند الرمي، والتكبير سُنة لا ينبغي تفويتها.
18- الاستمرار في التلبية بعد رمي جمرة العقبة، والصحيح أن يقطع الحاج التلبية بعد رمي الجمرة يوم العيد؛ لحديث الفضل بن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة.
19- إصرار البعض على الرمي في أول الوقت بعد الزوال مع وجود سعة في الوقت، فيعرض نفسه وغيره للخطر، والمطلوب أن يتحرى الوقت الذي يقل الازدحام فيه قدر المستطاع، وليرفق بإخوانه من المسلمين.
لا تنسونا من صالح دعائكم
عدل سابقا من قبل صادق النور في الإثنين يونيو 26, 2023 4:55 pm عدل 2 مرات
أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد
» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» العبادة وأركانها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور
» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد
» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد
» هيئات السجود المسنونة
الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» (( - 2 -)) خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:28 pm من طرف صادق النور