آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» (( - 2 -)) خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
خُلُقَ  التَّسَامُحِ  فِي  أَلِإِسْلَامٍ Ooou110اليوم في 8:50 pm من طرف صادق النور

» السنة في السجود التفريج بين الفخذين وضم القدمين
خُلُقَ  التَّسَامُحِ  فِي  أَلِإِسْلَامٍ Ooou110اليوم في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد

» مراد الإمام الشافعي بالبدعة الحسنة
خُلُقَ  التَّسَامُحِ  فِي  أَلِإِسْلَامٍ Ooou110أمس في 2:43 pm من طرف عبدالله الآحد

» لا تجوز قراءة القرآن العظيم في الحمام
خُلُقَ  التَّسَامُحِ  فِي  أَلِإِسْلَامٍ Ooou110الأحد نوفمبر 10, 2024 2:25 pm من طرف عبدالله الآحد

» تغميض العينين أثناء الصلاة جائز إذا كان أنفع للمصلي وأجمع لقلبه
خُلُقَ  التَّسَامُحِ  فِي  أَلِإِسْلَامٍ Ooou110السبت نوفمبر 09, 2024 2:17 pm من طرف عبدالله الآحد

» فضل مسامحة الناس والتحذير من ارتكاب المعاصي
خُلُقَ  التَّسَامُحِ  فِي  أَلِإِسْلَامٍ Ooou110الخميس نوفمبر 07, 2024 2:58 pm من طرف عبدالله الآحد

» كتاب شرح السنة للبربهاري
خُلُقَ  التَّسَامُحِ  فِي  أَلِإِسْلَامٍ Ooou110الأربعاء نوفمبر 06, 2024 8:08 pm من طرف عبدالله الآحد

» حكم تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة
خُلُقَ  التَّسَامُحِ  فِي  أَلِإِسْلَامٍ Ooou110الأربعاء نوفمبر 06, 2024 7:22 pm من طرف عبدالله الآحد

» ((- 1 - )) خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
خُلُقَ  التَّسَامُحِ  فِي  أَلِإِسْلَامٍ Ooou110الأربعاء نوفمبر 06, 2024 7:16 pm من طرف صادق النور

» ملخص أحكام قضاء الحاجة وسنن الفطرة
خُلُقَ  التَّسَامُحِ  فِي  أَلِإِسْلَامٍ Ooou110الأربعاء نوفمبر 06, 2024 3:21 pm من طرف عبدالله الآحد

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

خُلُقَ  التَّسَامُحِ  فِي  أَلِإِسْلَامٍ Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 22 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 22 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 10109 مساهمة في هذا المنتدى في 3395 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 310 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو باثويز للتدريب فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    خُلُقَ التَّسَامُحِ فِي أَلِإِسْلَامٍ

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5380
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود خُلُقَ التَّسَامُحِ فِي أَلِإِسْلَامٍ

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين سبتمبر 09, 2024 5:16 pm

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    الْحَمْدَ لله الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيُكَوِّنُ لِلْعَالِمِينَ نَذِيرًا...
    الَّذِي لَهُ مَلِكُ السُّمُوَّاتِ وَالْأرْضِ وَخَلْقٍ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْديرًا...
    خَلْقُ الْإِنْسَانِ مِنْ نُطْفَةِ أَمْشَاجِ يَبْتَلِيهِ فَجُعَلُهُ سَمِيعًا بَصيرًا...
    ثُمَّ هَدَاهُ السَّبِيلُ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا...
    فَمِنْ شُكْرٍ كَانَ جَزَاؤُهُ جَنَّةً وَحَرِيرًا وَنَعِيمًا وَمَلِكًا كَبِيرًا...
    وَمَنْ كَفْرٍ لَمْ يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونَ اللهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا..


    وَأَصْلِيٌّ وَأَسْلَمَ عَلِيُّ سَيِّدِنَا مُحَمَّدًا عَبْدَهُ وَرَسُولَهُ كَامِلُ النُّورِ...
    الْمَرْفُوعُ ذَكَرَهُ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجيلِ وَكَذَلِكَ فِي الزَّبورِ...
    الْمُزَّمِّلُ بِالْفَضِيلَةِ، وَالْمُدَّثِّرَ بِالطُّهْرِ وَالْعَفَافِ، وَالْمُبْرَأِ مِنَ الشُّرُورِ...
    مَا كَانَ سَبَّابًا، وَمَا كَانَ صَخَّابًا، وَلَا دَعَا بِالْوَيْلِ أَوِ الثُّبُورُ..
    اللَّهُمُّ صِلِّ وَسَلِّمْ وِبَارَكَ عَلَى نَبِيِّنَا بِدُرِّ الْبُدورِ...
    وَعَلَى الصَّحْبِ والآل وَمَنْ تَبِعَ، وَقِنًّا بِحُبِّهِمْ كُلَّ الشُّرُورِ


    خُلُقَ  التَّسَامُحِ  فِي  أَلِإِسْلَامٍ

    التسامح ..

    التسامح لغةً من المسامحة، وهي المساهلة والتسامح هو التساهل.
    أما في الاصطلاح فالتسامح هو: الصفح والعفو والإحسان، والذي يقابله التعصب والتطرف والغلو، والتسامح خلق إسلامي أصيل، رغَّب به الشرع وحبب المكلفين فيه، وجعله منهاجًا لتعامل المسلم مع إخوانه، وورد في الشريعة بعشرات النصوص المرغِّبة به.

    السماحة والتسامح  ..
    خلق إنساني نبيل، ومبدأ إسلامي جليل، والإسلام دين السماحة في كل جوانبه: أحكامه، وأخلاقه، وتعاملاته، وتشريعاته..
    قال صلى الله عليه وسلم: (بُعثتُ بالحنيفيةِ السمحةِ)[أخرجه أحمد]،
    وقال: (رحِم اللهُ عبدًا سَمحًا إذا باع، سَمحًا إذا اشترى، سَمحًا إذا اقتَضى)[أخرجه البخاري].
    فالتسامح يعني اصطلاحًا القدرة عن العفو عن الآخرين، وعدم مقابلة الإساءة بإساءة مثلها، والحرص على التمسك بالأخلاق الراقية التي حث عليها جميع الرسل، الأنبياء والأديان، مما يعود على المجتمع بالخير عن طريق تحقيق التضامن والوحدة بين أفراده، وتحقيق المساواة والعدل والحرية خلال احترام العقائد والثقافات المختلفة.

    يعرف التسامح في الإسلام بأنه المبدأ الإنساني الذي يحث الإنسان على نسيان ما مضى من الأحداث المؤلمة. ونسيان الأذى الناتج عن بعض المواقف بإرادته والعزوف عن فكرة الانتقام، بالإضافة إلى التفكير الإيجابي تجاه الآخرين، والحرص على عدم إصدار أحكام عليهم أو إلقاء التهم، وأخيرًا الإيمان بأن البشر عُرضة للخطأ وعلينا التماس الأعذار والشعور بالرحمة والعطف.

    التسامح هو التماس العذر للمخطئ، والبحث عن أسباب هذا الخطأ وإعانته على تصحيح المسار والنهوض من كبوته لما فيه خير له
    التسامح لغة السعادة، وطوق النجاة من الغرق في طوفان المشاكل والأحقاد والعداوات.
    لتّسامح قيمة عظيمة، وأحد المبادئ الإنسانية، التي حولها الإسلام إلى واقع يتعامل به المسلم في حياته اليومية العملية، بنسيان الماضي المؤلم بكامل إرادته، والتنازل عن حقه فيما يلحقه من الآخرين من إيذاء، تنازل نابع من قوة إيمان، ورغبة صادقة في طيب العيش والمقام في الآخرة، فهمته عالية، وهدفه شامخ راقي، وهو الجنة.

    التسامح ليس تنازل عن الحقوق بالذل والمهانة، بل هو نابع من صفاء القلوب، وما غلب عليها من الحب والعطف والرحمة والتعاطف والحنان.
    التسامح ليس تنازل من ضعف أو خوف وقلة حيلة؛ بل هو صادر عن قوة إرادة وعزيمة صادقة في الانتصار على النفس والذات بكل إيجابية، بعيدًا عن السلبيات وما يصاحبها من الغضب والقسوة والعدوانية للغير.

    التسامح صفة العظماء والأقوياء الذين يتملكون مشاعرهم ويضبطون أنفسهم في المواقف الصعبة التي تستوجب التحلي بالصبر والحكمة والتسامح، لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وفي الاتجاه المناسب.

    التسامح يعني العفو عند المقدرة شكرًا لله على هذا التمكين، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : (إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه).

    التّسامح يعني عدم ردّ الإساءة بالإساءة، يقول إبراهيم الفقي: (إن الذات السلبية في الإنسان هي التي تغضب وتأخذ بالثأر وتعاقب بينما الطبيعة الحقيقية للإنسان هي النقاء وسماحة النفس والصفاء والتسامح مع الآخرين).

    فالنفس النقية الصافية هي النفس التي تترفع عن صغائر الأمور وتسمو بها إلى المعالي، ولا يتأتى لها ذلك إلا عندما تكون متسامحة.

    التسامح خُلق الرسل والأنبياء عليهم الصلاة و السلام والمصلحين في الأمم على مر التاريخ، لأن التسامح بوابة لتحقيق ما أرسلوا به وما يدعون إليه، ولما له من دور فاعل في تحقيق الهدف المنشود، وتماسك المجتمعات والشعوب، واصطفافهم في وجه الشر والفساد، ونبذ الفرقة والخلافات والصراعات بين جميع أفراد المجتمع، لما يفضي إليه من روح الإخاء والعدل والتراحم بين الناس.

    التسامح بالأصل هو من أجل الفرد نفسه، وليس من أجل غيره، فمتى كان متسامحًا، عاش بسعادة وراحة بال، وابتعد عن مواطن الزلل والخلافات والنزاعات، التي تدخله في دوامة الأخطاء والمصادمات وما هو أبعد من ذلك من ولوج عالم الجريمة وطريق المهالك.

    التسامح ليس ضعفًا ولا انكسارًا ولا هزيمة، بل هو قوة ومروءة وسعادة؛ لا يعرفها إلا المتسامحين، يقول/ أحمد شوقي:

    فالمتسامح يعيش حياة مختلفة عن غير المتسامحين، فهو في راحة وسعادة وطمأنينة، يستمتع في كل لحظات حياته،
    دون ملل أو ضجر، سعيد في علاقاته، سعيد في وقته، سعيد في بيته سعيد في أسرته، سعيد في مجتمعه، سعيد في عبادته، سعيد في طريقه الذي يسير عليه وهو طريق التسامح الذي أوصله للمحبة والرضى والسعادة وصفاء القلب وطيب النفس وحسن العلاقات مع الجميع.

    النفوس المتسامحة، هي تلك النفوس التي صدقت مع الله، ثم مع ذاتها، ومن ثم مع الجميع، فالصدق هو أول خطوات التسامح.

    في التسامح حل لكثير من مشكلاتنا إن لم يكن لها جميعها، فلنربي أنفسنا على التسامح، ونجعله مبدأ لنا.

    التسامح والعفو عن بعض الحق من صفة الكرام، ومن أخلاق الأفاضل والكرماء والأدباء، والراغبين فيما عند الله عز وجل.
    ولا يجوز التهاجر لقول النبي صل الله عليه وسلم-( لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا تناجشوا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يكذبه ولا يخذله )

    التسامح في القرآن الكريم

    إن من أكبر الأمثلة عن التسامح في الإسلام هو الله عز و جل، إذ يتلخص هذا التسامح في العديد من الآيات الموجودة في القران، فعلى الرغم من الأفعال التي تصدر من الإنسان من مخالفة شعائر الدين و غيرها نجد أن الله غفور رحيم يسامح و يعفو و يصفح، بالإضافة إلى أنه حض الإنسان على التسامح و المغفرة لمن قام بأذيته

    إذ يقول عز و جل في كتابه الكريم:

    قال تعالى: {قُل يا عباديَ الذينَ أَسرَفوا على أَنفُسِهم لا تَقنَطوا مِن رَحمةِ الله إنَّ الله يَغفرُ الذُّنوبَ جَميعًا إنَّه هوَ الغَفورُ الرَّحيم} [الزمر: 53].

    وقد امتدَحَ الله العافِين عن الناس فقال في صفات أهل الجنةِ: "الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" [آل عمران: 134].

    "وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" [التغابن: 14].

    "فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ … وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ" [الشورى: 40 – 43].

    "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ" [فصلت: 34، 35].

    "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" [النور: 22].

    "وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" (الشُّورى:40)

    "فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ" (الحجر:85)

    "فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ" (المائدة:13)

    التسامح في السنة النبوية

    أما ما ذكر في السنة عن أحاديث الرسول صل الله عليه وسلم في التسامح فهي عديدة و كثيرة، من بعض هذه الأحاديث:

    يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قتل معاهَدًا لم يَرِح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عامًا" رواه البخاري.

    وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ ظلم معاهدًا، أو انتقصه، أو كلَّفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس؛ فأنا حجيجه – أي : أنا الذي أخاصمه وأحاجُّه – يوم القيامة" رواه أبو داود

    عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "يا عُقبة! صِلْ مَن قطعك، وأعطِ مَن حرمَك، واعفُ عمَّنْ ظلمَك"

    كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم في من أذوه و أخرجوه من بلده : "يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً أخ كريم، وابن أخ كريم، قال: فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُم اذْهَبُوا فَأنْتم الطُّلَقَاءُ".

    عن أنس رضي الله عنه قال: (كنت أمشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجذبه بردائه جذبة شديدة، نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جذبته، ثم قال: يا محمد مُرْ لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك ثم أمر له بعطاء) رواه مسلم،
    وقال النووي: "فيه احتمال الجاهلين والإعراض عن مقابلتهم، ودفع السيئة بالحسنة وفيه كمال خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلمه وصفحه".

    تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الكافرين ـ الذين كانوا يقيمون بين المسلمين ولا يعتدون عليهم ولا يقاتلونهم ـ كان تعاملاً قائماً على التسامح والعدل، فكان يعدل معهم، ويزور مريضهم، ويحسن إلى جاره منهم،
    عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال: ذُبِحتْ شاة لابن عمرو في أهله، فقال: أهديتم لجارنا اليهوديّ؟ قالوا: لا، قال: ابعثوا إليه منها، فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورِّثه) رواه البخاري.

    التسامح مع الخدم:

    يقول أنس رضي الله عنه خادم النبي صلى الله عليه وسلم عن تسامحه وعفوه صلى الله عليه وسلم معه: (خدمتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما سبَّني سبة قط، ولا قال لي أف قط، ولا قال لي لشيء فعلته: لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلته) رواه أحمد.

    وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قطُّ بيده، ولا امرأة، ولا خادماً، إلَّا أن يجاهد في سبيل الله. وما نِيل منه شيء قطُّ، فينتقم مِن صاحبه، إلا أن يُنْتَهك شيء مِن محارم الله، فينتقم لله عزَّ وجلَّ) ولا يخلو الخادم من خطأ أو تقصير في خدمته وعمله، ومع ذلك كان صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بالتسامح والعفو عنه،
    فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كم نعفو عن الخادم؟ فصمت، ثم أعاد عليه الكلام فصمت، فلما كان في الثالثة قال: اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة).

    التسامح في البيع والشراء :

    البيع والشراء صورة من صور المعاملات اليومية التي تقتضي قدْراً كبيراً من السماحة، ولذلك دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحمة للرجل السَمْح في بيعه وشرائه،
    فقال صلى الله عليه وسلم: (رحم الله عبداً سمحاً )سهلا ( إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا اقتضى) طلب قضاء حقه بسهولة) رواه البخاري
    وقد كان التسامح والعفو النبوي مع استطاعته صلى الله عليه وسلم البطش والإنتقام ممن أساء إليه،
    لكنه كان كما قال الله تعالى له (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ (المائدة:13
    صلوات ربى وتسليماته عليك يا سيدى يا رسول الله صلو عليه وسلموا تسليما ..
    (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ).-56 - ألأحزاب .
    ============================
    التالي :-
    تأثير قيمة التسامح على حياة الفرد
    وما زلنا أحبابنا -- تابعونا جزاكم الله خيرا
    ولا تنسونا من صالح دعائكم


    عدل سابقا من قبل صادق النور في الإثنين سبتمبر 09, 2024 7:23 pm عدل 1 مرات

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5380
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: خُلُقَ التَّسَامُحِ فِي أَلِإِسْلَامٍ

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين سبتمبر 09, 2024 5:19 pm

    ما قبله : -

    تأثير قيمة التسامح على حياة الفرد

    - أنّ للتسامح آثارًا تعود على الشخص المتسامح، ومن هذه الآثار ما يلمسه في الدنيا، ومنها:

    - شعور المتسامح بالسعادة، حيث يجد في نفسه هناء وطيب عيش لأنه لا يقلق من تبدل الأحوال والأوضاع، فهو يشعر دائمًا بالرضا.
    - كسب محبة الناس وثقتهم، حيث إن المتسامح يحبه الناس ويجدون فيه الشخص اللّين، فهو يعامل الناس بلطف وإحسان.
    - استقرار وضع أسرته، حيث تشعر زوجته بالأمان والمحبة بجواره، ويطمئن له أولاده، فهم لا يخافون منه، بل يحبونه ويحترمونه، ويكتسب محبة جميع الأقارب له ويستشيرونه في أمورهم.
    - يعامل الناس بالسماحة في الأمور المادية فإذا باع أو اشترى كان سمحًا، وإذا أخذ أو أعطى كان سمحًا، وإذا قضى ما عليه أو اقتضى ما له كان سمحًا.
    - يجلب المتسامح لنفسه الخير الدنيوي بتسامحه لأن الناس يحبون المتسامح الهين اللين، فيميلون إلى التعامل معه.
    - يستقبل المقادير بالرضى والتسليم مهما كانت مكروهة للنفوس.

    جزاء التسامح في الآخرة

    للتسامح أيضًا آثار في الآخرة تعود على المتسامح، ومنها:

    - اكتساب رضا الله تعالى عن الشخص المتسامح ومحبته، فمن أحب الناس ورضي لهم الخير أحبه الله. دخول الجنة، فالشخص المتسامح لا يعتدي على الآخرين ولا يقوم بأذية الغير، بل هو دائم الإحسان إلى الآخرة
    - التسامح فضيلة يحبّها الله ورسوله والملائكة المقرّبون.
    - يضفيها الله على وجوه المؤمنين لتكون لهم علامة مميّزة في الدّنيا والآخرة.

    آثار التسامح على المجتمع


    دعا الإسلام إلى العفو والتسامح، وهو فضيلة أخلاقية مهمة في الحياة؛ إذ إن التسامح يؤدي إلى إزالة الأضغان والأحقاد وينقذ حياة الناس؛
    ولهذا حبب الإسلام الناس إلى التسامح والصفح حتى في القصاص، وهو أصعب حالات التسامح لارتباطه بفقدان عزيز،
    قال تعالى: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).- 40- الشوري

    - ولم يدع الإسلام إلى التسامح فحسب بل دعا أيضًا إلى مقابلة السيئة بالحسنة؛ لأنها أكبر عامل لزيادة المودة بين الناس؛ ذلك أن الإنسان المسيء عندما يرى الإحسان ممن أساء إليه يقدره.

    - وفي التسامح توثيق للروابط الاجتماعية التي تتعرض إلى الوهن والانفصام بسبب إساءة بعض الناس إلى بعضهم الآخر، وجناية بعضهم على بعض،
    - وهو سبب لنيل مرضات الله سبحانه وتعالى، وهو سبب للتقوى، قال تعالى: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ).- 237- البقره

    وقد ربط النبيُّ صلى الله عليه وسلم بين السماحة وبين أصل الدِّين الإسلامي، إذْ جعلها في العديد من أحاديثه وَصْفاً مُلازماً؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم قال: «بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ».
    فرسالة النبي صلى الله عليه وسلم رسالة حنيفيَّة أي: مائلة عن الباطل إلى الحق،
    ورسالة سمحة أي: سهلة يسيرة؛ فكل حياته صلى الله عليه وسلم وتشريعاته وإرشاداته قائمة على اليُسر والسماحة والتخفيف على أُمَّته.
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الدِّينِ إلى اللَّهِ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ»
    ومن أبرز مظاهر التسامح بين الناس:
    طلاقَةُ الوجه، واستقبالُ الناس بالبِشر، ومبادرتهم بالتحية والسلام والمصافحة، وحُسن المحادثة، وحُسن الصُّحبة والمعاشرة، والتغاضي عن الهفوات والزلات.
    ومن أبرز صور التسامح في حياة الناس:
    التنازل عن الحق، ورفع الحرج عن الناس. فالرجل السَّمْح السَّهْل لا تَطِيبُ نفسُه بأنْ يُحَصِّل حقًّا لم تَطبْ به نفسُ الطرف الآخَر، فيُؤثر لذلك التنازل عنه، والسماحة به، وإنْ كان له.

    ومن سماحة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أنه اشْتَرَى مِنْ رَجُلٍ أَرْضًا فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ، فَلَقِيَهُ فَقَالَ لَهُ: مَا مَنَعَكَ مِنْ قَبْضِ مَالِكَ؟ قَالَ: إِنَّكَ غَبَنْتَنِي؛ فَمَا أَلْقَى مِنْ النَّاسِ أَحَدًا إِلاَّ وَهُوَ يَلُومُنِي، قَالَ: أَوَذَلِكَ يَمْنَعُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ،
    قَالَ: فَاخْتَرْ بَيْنَ أَرْضِكَ وَمَالِكَ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « أَدْخَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ رَجُلاً كَانَ سَهْلاً مُشْتَرِيًا وَبَائِعًا وَقَاضِيًا وَمُقْتَضِيًا» حسن - رواه أحمد في (المسند). وفي حديث آخَر: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى» رواه البخاري.

    ومن أعظم التسامح:
    التسامح مع مَنْ أساء، ومن أبرز موافق الرِّجال في ذلك موقف أبي بكرٍ الصديق - رضي الله عنه - حين كان يُنفِق على ابنِ عَمِّه مِسْطَحِ بنِ أُثَاثَةَ - رضي الله عنه - وكان من فقراء الصحابة، فلمَّا أثار المنافقون على عائشة - رضي الله عنها - ما أثَاروه من قضية الإفكِ، واتَّهموها بما هي منه بريئة؛ كان مِسْطَحٌ ممَّن تورَّطَ في حديث الإِفك، فَحلَف أبو بكرٍ - رضي الله عنه - أن لا يُنفقَ عليه بعد ذلك، فلمَّا أمَرَ الله تعالى بالعَفْوِ والصَّفْح بادر أبو بكر - رضي الله عنه - وكفَّرَ عن يَمينه، وعفا وصَفَحَ، وعاد يُنفِقُ على مِسْطَحٍ، فرضيَ اللهُ عنه ما أسمَحَه وأنبَلَه! فقد كان ممَّن قال الله فيهم: ﴿ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴾ [الشورى: 37].

    ومن ذك: التسامح في الحوار، فقد حثَّت الشريعة الغرَّاء على التسامح في الحوار، ورغَّبت في التَّنازل عند الاختلاف، وحذَّرت من الوقوع في مغبَّة الجدل،
    فتعهَّد النبي صلى الله عليه وسلم - وهو لا ينطق عن الهوى - ببيتٍ في الجنة لمَنْ تنازل، وتركَ المِراءَ والجِدال، فقال: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ، وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا» حسن - رواه أبو داود.

    يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا قَالَ لِفِتْيَانِهِ: تَجَاوَزُوا عَنْهُ؛ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ» رواه البخاري.
    وقال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ؛ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ» رواه مسلم.
    وقال أيضاً: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ، أَوْ يَضَعْ عَنْهُ» رواه مسلم.
    فالمسلم الحق لا يُلجئ أخاه إلى ما لا يُطيق، ولْيُخاطبْه بالقول الحَسَن، وحتى في المُرافعات يكون عدلاً سمحاً في أخلاقه، فحَلُّ المشاكل بالطرق المُيسَّرة السمحة خيراً من حلِّها بالأمور التي تُقسِّي القلوب، وتُعظم الفجْوَة بين الأصحاب والأصدقاء.

    ومن السماحة:
    السماحةُ في الإجارة، فعلى المُسلم أن يكون سمحاً في قضاء حقِّ الأجير، فلا يُماطل بالأجير ولا يظلِمه، وليكن سمحاً مُتسامحاً في دفع الأُجرة إلى صاحبها من غير ضررٍ وأذىً يلحقه.

    والتسامح مطلوب في جميع المعاملات العامة بين الناس، وفي التعامل الاجتماعي مع المسلمين، بالعفوِ عمَّن أساء، وصِلَةِ مَنْ قَطَع، وإعطاءِ مَنْ مَنَع،
    قال الله تعالى: ﴿ وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34، 35].

    إنَّ الحِلمَ عن الجاهل، والعفوَ عن السَّفيه، وتحمُّل الأذى؛ يُكسبك خُلُقاً كريماً، ومكانةً ساميةً في المجتمع،
    يقول الله تعالى: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا ﴾ [الفرقان: 63].
    فالسماحة والتسامح مطلوب في التعامل مع الأهل والأصحاب، فلا يُعاتِب على كلِّ خطأ؛ بل يعفو ويتناسَى ويتجاهَل كثيراً من الأشياء لتدومَ المودَّةُ والإخاء.

    و من سماحة النبي صلى الله عليه وسلم وتسامحه مع أعدائه في مواقِفَ شتَّى؛ فقد دَفَعَ دياتِ مَنْ قُتِل منهم خطأً، وعفا عن كلُّ مُعتدٍ مسيءٍ منهم جاء تائباً، وكان يُشيِّع جنائزهم، ويحضر ولائمهم، ويأكل من أطعمتهم،
    ويتعامل معهم في التجارة، ويقترض منهم، حتى تُوفِّي صلى الله عليه وسلم ودرعُه مرهونة عند بعض اليهود في المدينة، وقد فَعَل ذلك صلى الله عليه وسلم تعليماً وإرشاداً للمسلمين؛ مع أنه كان في الصحابة مَنْ يُقرِضه بل ويؤثره على نفسه.

    ومن أهم وسائل اكتساب خُلُق التسامح:
    التأمُّل في فيما ورد من فضائل لمن يتحلَّى بهذا الخُلُق الحسن، وكذا التأمُّل في الفوائد التي يجنيها سَمْحُ النفس في العاجل والآجل.
    ولا تقتصر الفوائد التي يجنيها الإنسان من التسامح على علاقته بالآخرين؛ بل ينعكس ذلك بصفة إيجابية على صحته،
    وهناك "دراسات طِبِّية" تُثبت أن الشخص المُتسامح يجني ثِمارَ تسامحه مع الآخرين، وينعكس ذلك على صحته النفسية والبدنية.
    ومما يُكسب خُلُق التسامح:
    أنْ يقتنع المسلمُ ويرضى بقضاء الله تعالى وقدره، وأنَّ الأمور كلَّها تجري وِفْقاً لحكمة الله تعالى وقضائه وتدبيره لخلقه، فعند ذلك تغشاه الطمأنينة، ويسكن قلبه، ويرتاح باله.

    ومن الأهمية بمكان الحذر من اعتبار السماحة والتسامح عجزاً وضعفاً، فهذا من تلبيس إبليس وأعوانه ووسوستهم، فإنهم قد يَصِفون المُتَسامحَ بالعاجز عن أخذ حقِّه! ويرمونه بالضَّعف عن تحصيله، ويتَّهمونه بالخوف من الناس وخشية شرهم، مما يحمل ضعيفَ الإيمان والإرادة على الفجور.

    وأمَّا المؤمن القوي الصابر الواثق بأنَّ ما عند الله تعالى خيرٌ وأبقى؛ فإنه يختار ما عند الله سبحانه، ويتسامح مع عباد الله، قال الله تعالى: ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنْ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ﴾ [الشورى: 40-43].

    أنواع التسامح

    على الرغم من أن مفهوم ومعنى التسامح واحد مهما تعددت المواقف؛ إلا أنه يوجد مجموعة مختلفة من أنواع التسامح، وهي تتمثل في :

    · التسامح الديني:
    وهو يُعتبر أهم أنواع التسامح التي تؤكد على ضرورة أن يكون هناك تسامح وتعايش بين الأشخاص المنتمين إلى ديانات مختلفة خصوصًا من أبناء الوطن الواحد، مع ضرورة نبذ العنف والإرهاب تجاه أي شخص منتمي إلى ديانة أخرى.

    · التسامح السياسي:
    وهو يقتضي تطبيق الديمقراطية بمعناها الصحيح والذي يضمن حرية التعبير عن الرأي سواء للأفراد أو الجماعات ما دامت تلك الآراء لا تؤدي إلى أي أضرار على الأفراد أو على المجتمع.

    · التسامح الفكري:
    من المؤسف أن اختلاف الأفكار اليوم أصبح أحد أسباب العداء القائم بين عدد كبير من الأشخاص، مما يؤكد أهمية نشر ثقافة التسامح الفكري.
    - التسامح العرقي:
    من الأفكار التي كانت منتشرة فيما سابق ولا زال لها صدى في العصر الحاضر هو التفرقة العنصرية بين الأشخاص وفقًا للون والعرق، أما التسامح العرقي فإن الهدف منه هو القضاء على هذا الشكل من التفرقة العنصرية.

    أسباب ترك السماحة

    وأما أسباب ترك السماحة فهي كثيرة على المستوى العام والخاص.. فمن ذلك:

    أولا: التعصب :

    وهو عدو هذه الفضيلة الإنسانية، سواء كان للرأي، أو للجماعة، أو للعنصر.. حتى التعصب للعقيدة ضبطه الله بين حدي الإفراط والتفريط، فمنع من التعدي على عقائد الآخرين، ونهى عن ظلمهم، ما لم يقاتلونا ولم يحاربونا
    فقال سبحانه {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}[الممتحنة:8]، كما نهى عن الإفراط الذي يوصل إلى حد الذوبان أو التخلي عن أصول الإيمان وقواعد الشريعة فقال سبحانه {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[الممتحنة:9].
    فمهما بلغ الخلاف العقدي مع الآخرين يبقى المسلم مطالبا بإقامة العدل، والحكم بالقسط، وممنوعا من الاعتداء والظلم قال سبحانه {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ}[المائدة:8].

    ثانيا: التمييز العنصري :

    ضد عرق، أو لون، أو فكر، أو ثقافة.. وقد عانت أوروبا من العنصرية الأمرّين، وكان التمييز الفج ضد أصحاب البشرة السمراء إلى عهد قريب معمولا به في الغرب، وما تزال آثاره موجودة وحوادثه متكاثرة، وبين الفينة والفينة تقع حوادث من مثل هذا النوع بشكل مفزع، وإن كانت دول الغرب تحاول أن تتخطى هذه العقبة بسن القوانين التي تخفف من غلواء هذا الأمر.
    والإسلام قد وقف موقف الحسم من هذه المشكلة وبين أن الناس كلهم سواسية،
    قال صلى الله عليه وسلم: (لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ، ولا لأبيضَ على أسودَ، ولا لأسودَ على أبيضَ إلَّا بالتَّقوَى، النَّاسُ من آدمَ، وآدمُ من ترابٍ)[رواه أحمد والبيهقي].

    ثالثا: شيوع الجهل :

    التسامح كقيمة مقرون بمستوى التعليم والمعرفة التي تمكن الفرد من الاطلاع والقدرة على المقارنة بين الآراء المختلفة واتخاذ الموقف العقلاني تجاه هذه المسألة أو تلك، ففي كثير من الأحيان يكون رد الرأي الآخر ومحاربته ليس لخطئه وفساده، وإنما لعدم فهمه، وانعدام القدرة على استيعابه، فيهاجمه الجاهل لمجرد ظن مخالفته لرأيه، وكلما زاد الجهل وانتشر كلما زادت هذه الهوة واتسعت.

    رابعا: دعوى احتكار الحقائق:
    وهو اعتقاد الإنسان صحة وجهة نظره وامتلاك ناصية الحقيقة المطلقة، وبالتالي فهو غير قابل للنقاش أصلا، بل إنه يكون مستعدا للقتال والموت في سبيل قناعاته.
    وهذا الاعتقاد يرفع الحد بين الرأي والحقيقة، فهو لا يرى الفارق بين الحقائق القطعية الشرعية، وبين الآراء الظنية الإنسانية، فيتعامل مع رأيه ويدافع عنه على أنه الحقيقة التي لا تقبل النقاش وكل ما سواها باطل. وغالبا ما ينظر إلى مخالفيه على أنهم أعداء، وربما زاد الغلو فيرى جواز تهميشهم أو حتى إيذائهم وقتلهم، كما هو في كل الجماعات المتطرفة في جميع الأديان.

    خامسا: تدني مستوى الحريات :

    خصوصا في البلاد المتخلفة التي تقودها أنظمة قمعية استبدادية، حيث لا قيمة للإنسان، ولا مكان للحريات، ولا عدالة للقانون، وإنما هو حكم الفرد وفرض الرأي، وحيث الطبقية المفرطة، فحقوق الناس مستباحة، ورأي الناس وفكرهم مصادر، فليس هناك إلا رأي واحد لمن بيده زمام الأمور والبقية تبع لا يحق لهم المخالفة ولا المعارضة ولا إبداء الرأي، وإلا فالعقوبة لهم بالمرصاد.

    سادسا:الكبر والاستعلاء :

    وهذا غالبا يكون ممن يملك أسبابها من المناصب السياسية أو القوة المالية والبشرية، فتكون القوة هي معيار الحقيقة، والرأي لمن يمتلكها.

    أسباب شخصية

    وهناك أسباب أخرى لعدم التسامح يمكن وصفها بأنها شخصية فردية:

    كالانتقام للنفس: عند الشعور بالإهانة والتنقص ردا للاعتبار، وعدم الظهور بمظهر الضعف والذلة.
    ومنها ضعف الحجة والافتقار لأدب الحوار.
    ومنها أيضا الجهل بفضيلة التسامح وترغيب الدين فيه ودعوته إليه.
    ومنها الجهل بأثر التسامح على الفرد والمجتمع.

    وخلاصة الأمر
    أن التسامح هو قبول الآخر، واحترام حقوقه وحرياته الأساسية، دون أي تمييز قائم علي العنصر أو الجنس أو اللغة أو الدين أو بسبب عجز أو إعاقة.. وهو بهذا مطلب أخلاقي إنساني، ومبدأ إسلامي، وواجب سياسي وقانوني ضروري لإحلال السلام وللتقدم الاقتصادي والاجتماعي لكل الشعوب.

    إن التسامح لا يعني التنازل عن المبادئ، أو التغاضي عن الحقوق، أو الذوبان في ثقافة الآخر، ولا يعني إطلاقا التخلي عن العقائد وثوابت الدين، وإنما هو العدل والإنصاف مع الآخرين.
    ===========================

    التالي :-
    [center]أجمل ما قيل في التسامح[/center]

    وما زلنا أحبابناا --- تابعونا جزاكم الله خيرا --- ولا تنسونا من صالح دعائكم

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5380
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود أجمل ما قيل في التسامح

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين سبتمبر 09, 2024 7:04 pm

    ما قبله : -

    أجمل ما قيل في التسامح

    أجمل ما قيل في التسامح والعفو فيما يأتي:

    من عاشر الناس بالمسامحة، زاد استمتاعه بهم. التسامح جزء من العدالة.

    إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه، فالتمس له العذر، فإن لم تجد له عذرًا، فقل: لعل له عذرًا لا أعلمه.

    لا يُمكن لشيء أن يجعل الظلم عادلًا إلّا التسامح.

    إذا سمعت كلمة تُؤذيك، فطأطيء لها حتى تتخطاك.

    التسامح هو الشك بأنّ الآخر قد يكون على حقّ.

    الحياة أقصر من أن نقضيها في تسجيل الأخطاء التي يرتكبها غيرنا في حقنا، أو في تغذية روح العداء بين الناس.

    أشرف الثأر العفو. في سعيك للانتقام احفر قبرين، أحدهم لنفسك.

    التسامح زينة الفضائل.

    سامح دائمًا أعداءك، فلا شيء يُضايقهم أكثر من ذلك.

    المسامحة هي عملية تتشافى بها روحك، هي عملية فيها خطوات،وربما مطبّات فشل وتردّد، وهي عملية تحدث في قلبك وروحك من الداخل، إنّ أول إحساس يُصيبك هو الإحساس بالحرية وقبول القضاء والقدر،

    قبول ضعفك وضعف الآخرين وتقبّل أنّك بشر وقبول أنّك قادر على محاولة الإحساس الجديد وكأنه أعظم شيء وليس ضعفًا.

    اكتب الإساءة على الرمال عسى ريح التسامح تمحيها،

    وانحت المعروف على الصخر حيث لا يُمكن لأشد ريح أن تمحيه.

    أعقل الناس أعذرهم للناس.

    أن تسامح عدوّاً أسهل من مسامحة صديق.

    أجمل ما قيل في التسامح والمحبة فيما يأتي:

    احذر من رجل ضربته، ولم يرد لك الضربة، فهو لن يُسامحك ولن يدعك تُسامح نفسك.

    التسامح هو أن ترى نور الله في كل من حولك، مهما يكن سلوكهم معك، وهو أقوى علاج على الإطلاق.

    المسامحة هي القدرة على إطلاق مشاعر متوترة مرتبطة بأمر حصل في الماضي القريب والبعيد.

    العفو عند المقدرة .

    إنّ الذات السلبية في الإنسان هي التي تغضب وتأخذ بالثأر وتعاقب، بينما الطبيعة الحقيقية للإنسان هي النقاء وسماحة النفس والصفاء والتسامح مع الآخرين.

    إن عرفنا الحقائق سيكون بإمكاننا غفران معظم الأشياء.

    إذا قابلت الإساءة بالإساءة فمتى تنتهي الإساءة.

    التسامح طريق للجنة. قد يرى البعض أنّ التسامح انكسار، وأنّ الصمت هزيمة، لكنهم لا يعرفون أنّ التسامح يحتاج قوةً أكبر من الانتقام، وأنّ الصمت أقوى من أيّ كلام

    . التسامح هو طلب السماح من نفسك والآخرين.

    القرار بعدم التسامح هو قرار المعاناة، كما أنّ قوة الحبّ والتسامح في حياتنا يُمكن أن تصنع المعجزات.

    التسامح قد يكون أحياناً صعبًا، لكن من يصل إليه يسعد.

    النفوس الكبيرة وحدها تعرف كيف تُسامح.

    التسامح أمر مهم، فهو يثلج الصدور ويُخفف الآلام.

    أجمل ما قيل في التسامح والإحسان فيما يأتي:

    التسامح الحق لا يستلزم نسيان الماضي بالكامل.

    الرحمة أعمق من الحب وأصفى وأطهر، فيها الحب وفيها التضحية، وفيها إنكار الذات، وفيها التسامح وفيها العطف، وفيها العفو والكرم، وكلنا قادرون على الحب بحكم الجبلة البشرية، وقليل منا هم القادرون على الرحمة.

    هناك أناس بخصوص بعض المشاكل يظهرون تسامحًا عظيمًا، وهذا في كثير من الأحيان؛ لأنّهم لا يهتمون.

    الشجعان لا يخشون التسامح من أجل السلام.

    التعاطف الإنساني يربطنا ببعضنا ليس بالشفقة أو بالتسامح، ولكن كبشر تعلموا كيفية تحويل المعاناة المشتركة إلى أمل للمستقبل. التسامح مع الذئب يعني ظلامة نحو الخروف.

    مسؤولية التسامح تقع على من لديهم أُفق أوسع. إمّا أن تُسامح تمامًا، أو لا تُسامح على الإطلاق.

    قليل من الإدراك السليم، وقليل من التسامح، وقليل من المرح، وسوف تندهش عندما ترى كيف استطعت أن تريح نفسك على سطح هذا الكوكب.

    قيل: عين بعين وسن بسن، وأمّا أنا فأقول لكم: لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيسر فحول له الآخر أيضًا.

    الضعيف لا يُمكن أن يُسامح، فالتسامح من صفات الأقوياء. أفضل نتيجة من التربية هو التسامح. الاحترام المتبادل هو الذي يُؤكد أنّ الأخطاء قابلة للتسامح مهما كانت بدون الاحترام لا يُمكن التسامح. الكرم أثناء الحياة مختلف جدًا عن الكرم في ساعة الموت، ينشأ واحد من التسامح الأصيل والخير، بينما ينشأ الآخر من الغرور أو الخوف.

    من عفا ساد، ومن حلم عظم.

    أجمل ما قيل في التسامح والصفح فيما يأتي:

    الغفران كالإيمان، عليك أن تُنعشه باستمرار.

    من يعف عن الشرير دائمًا يضر بالصالح أحيانًا.

    التسامح اقتصاد القلب، التسامح يُوفر نفقات الغضب وتكاليف الكراهية وإزهاق الأرواح.

    عاشرْ بمعروفٍ، وسامحْ من اعتدى، ودافعْ ولكن بالتي هي أَحْسَنُ. لأن أندم على العفو خير من أن أندم على العقوبة.

    اغفر يا بني، فالإنسان يبقى إنسانًا، لا بُد أن يُخطئ. في العفو لذة لا نجدها في الانتقام.

    التسامح هو العبير الذي يصبه البنفسج على القدم التي سحقته.

    سامح صديقك إن زلت به قدم، فلا يسلم إنسان من الزلل.

    التسامح هو مفتاح الفعل والحرية.

    إِذا قيستِ الفضائلُ، فاقتْ كرمَ العفوِ جرأةُ الإِقرارِ.

    لا يُمكن لشيء أن يجعل الظلم عادلًا إلّا التسامح.

    إذا قدرت على عدوك، فاجعل العفو عنه شكرًا للقدرة عليه.

    الغفران هو محو الخطايا، كما لو تم العثور على ما ضاع، وحُفظ من الضياع مجددًا.

    الأصل في التسامح أن تستطيع الحياة مع قوم تعرف يقينًا أنّهم خاطئون.

    لن تَستطيع أن تُعطي بدون الحُب، ولن تستطيع أن تحِب بدون التسامح.

    الغفران الحقيقي لا ينكر الغضب، لكن يُواجهه.

    التسامح محبة أصابها التعالي.

    إن كنت تُريد أمورًا تسع الجميع، فهي التسامح والحرية ومنطق الحوار.

    مهما تُعلم الناس من فنون، فلن يتعلموا شيئًا يُشبه فن التسامح،

    إنّها القلوب النقية التي تُسبح الله الغفور الرحيم صباحًا مساءً.

    التسامح هو الذي يُعطي للصواب قوته وقدراته على الامتداد وتحقيق النصر.

    إنّ الكره ليرتجف أمام الحبّ، وإنّ الحقد ليهتز أمام التسامح، وإنّ القسوة لترتعش أمام الرقة واللّين.


    كن لطيفاً ولا تكن عنيفاً .

    لا للعنف نعم للسلام والوئام .

    لا للخصام والشتام ... بل للتفاهم والاحترام وحفظ اللسان .

    العنف شوك والصداقة ورد .

    يداً بيد أوصى الجد .

    متى دخل العنف خرَجَ التسامح .

    لا للتعصب نعم للمحبة والتآخي

    العنف نقمة والمحبة نعمة

    التسامح زينة الفضائل.

    أعقل الناس أعذرهم للناس.

    لئن أندم على العفو خير من أن أندم على العقوبة.

    إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرًا للقدرة عليه.

    أفضل نتيجة من التربية هو التسامح.

    في العفو لذة لا نجدها في الانتقام.

    التسامح هو العبير الذي يصبه البنفسج على القدم التي سحقته.

    التسامح هو إعطاء كل إنسان آخر كل الحقوق التي تطالب بها لنفسك.

    التسامح لا يعني عدم الالتزام بمعتقدات المرء الخاصة. بل إنه يدين قمع أو اضطهاد الآخرين

    وعن أيُّوبَ قال: (لا يَنبُلُ الرَّجُلُ حتَّى يكونَ فيه خَصلتانِ: العِفَّةُ عمَّا في أيدي النَّاسِ، والتَّجاوُزُ عنهم)

    وقال أكثَمُ بنُ صَيفيٍّ: (خَيرُ السَّخاءِ ما وافَق الحاجةَ، ومَن عَرَف قَدْرَه لم يَهلِكْ، ومن صَبَر ظَفِر، وأكرَمُ أخلاقِ الرِّجالِ العَفْوُ)

    الحب هو أطهر عاطفة خلقها الله على هذه الأرض والإنسان الكامل في عقله هو مَن لا يضيع مثل تلك العاطفة بالضغائن وصغائر الأمور، بل يجعل من الحب قبسًا يهتدي به في ظلمات الليالي والأيام.

    ليس هناك أعلى من الإنسان الذي يترفع بنفسه عن الأحقاد والمكائد خاصة في العلاقات العاطفية التي تفرض على الناس أن يتخلوا عن جزء من شخصياتهم ويذوبوا في الآخر، والمسامحة هي من أجمل اللآلئ التي تزين عقد المحبة. الحب تاج لؤلؤته المسامحة، ويجب على كل قلبين عاشقين ألا يقفا عند صغائر الأمور بل يكونا جبلين راسخين متحدين لا تفرق بينهما الحصى الصغيرة.

    لما يسامح الإنسان حبيبًا له ويعفو غنه فإنه يهديه درسًا بالأخلاق على طبق من الذهب، حينما يظن الحبيب أن العلاقة انتهت مع شريكه الآخر بسبب خطأ ما أو سوء في التفاهم فإن العفو يأتي مثل كأس الماء المثلج الذي يطفئ نيران الحقد والعتاب.

    إن من أعظم ما يمكن أن يهديه المرء لحبيبه هو مسامحته على أخطائه والعفو عنه وأن تعود المياه إلى قلوبهما بعد أن انقطعت فترات الغضب والحزن، فتورق الأزهار من جديد بعد مضي العاصفة التي كادت تقتلع المحبة من القلوب.

    العفو كفيل بفتح الأبواب الموصدة بين قلوب العاشقين، والمسامحة تجدد الزهور التي ذبلت في العلاقات البشرية بين المتحابين، العفو هو التاج الذي يزين العلاقات بين الأحباب وكأنه الآية الأولى التي قامت عليها البشرية بأكملها.

    خذ العفو وأمر بالمعروف هي آية قرآنية أمر الله بها نبيه ومن بعده الناس أجمعين، وحري بمن بدأ علاقة محبة مع الآخرين أن يأخذ تلك العلاقة بالعفو ولا يدع للجفاء موضع قدم فيها.

    الحب قائم على قدمين اثنتين الأولى هي الصدق والثانية هي المسامحة، وكل إنسان يريد أن يبقى حبه ثابتًا قويًا لا بد له أن يراعي السلامة في القدمين فلا هو يأخذ بكل ذنب ولا هو يكذب في كلامه.

    الحب الذي لا يبني على التسامح يكون فاشلًا ضعيفًا تستطيع أن ترميه ظروف الحياة في قاعها في لا يتذكره ولا يفطن إليه أحد، لذلك لا بد أن يكون العفو هو سيد الموقف في العلاقات بين المتحابين.

    سامح شريكك حتى تهنأ روحك بتلك المسامحة وابتعد عن الجدال والعتاب اللذان يقتلان العاطفة ويتربعان على عرش موتها، فكل إنسان يعلم بينه وبين ذاته كمية الأخطاء التي ارتكبها ولكنه يطمح دائمًا بعفو شريكه عنه.

    سامح حتى تكون الإنسان الذي لا يترقب زلات الآخرين، سامح حتى لا تكون يدك ملطخة بالأحقاد والأضغان والكره وغيره من الأمور التي تلوث الطبائع الحسنة النقية.

    المسامحة خير باب يفتحه الناس المقبلون على الحياة والذين يرغبون بعيشها بشكل أفضل بعيدًا عن الأحقاد والنفوس المريضة.

    العائلة هي اللفظة التي لا يمكن للإنسان أن يحيا سويًا من دونها ولا يمكنه أن يعيش إلا في أحضانها مهما تظاهر بغير ذلك،

    لهذا فإن خير ما يفعله الإنسان مع عائلته هو أن يسامحهم ويعفو عنهم ويصفح عن أخطائهم، فالعتاب لا يجر معه سوى الضغائن والأحقاد.

    سامح أفراد عائلتك واعف عن زلاتهم وابتعد عن الشماتة وترفع بنفسك بالخلق الحسن وكن خير الناس الذين يحسنون دون النظر إلى صغائر الأمور، وكما أن سيد قومه من تغافل فإن سيد عائلته من عفا عن غيره.

    المسامحة تشفي الصدور وهي حسنة لفاعلها قبل أن تكون حسنة لغيره، وصاحب الفهم هو من يبادر لمسامحة غيره لأنه يخلص نفسه من أغلال الحقد ويتحرر من براثن الكراهية والانتقام،

    ففي المسامحة يسمو الإنسان بنفسه ليخالط الصالحين والأنبياء.

    المسامحة هي كوب الماء الذي يستعين به الإنسان على من آذاه في أيام الحقد الحارة، فلما يسامح الإنسان غيره فإنه يهديه ذنوبه على طبق من الذهب ويريه عيوبه ونقائصه فيخجل ذاك من نفسه ويعلم بالذي فعله فيعود إلى رشده.

    ترفع بنفسك عن وحل الانتقام والكره وابتعد عن الآفات فإنك لم تخلق لهذا، وليكن تعاملك مع الناس مبني على العفو فلا يرون منك إلا طيبًا ويطمحون دائمًا أن يحظون بالقرب منك.

    العفو عند المقدرة هذا ما حض عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما يجب على الإنسان فعله مع عائلته التي مهما أخطأت، إلا أنها تبقى ذاك الجسر الذي يحميه من السقوط.

    سامح عائلتك وأفراد قبيلتك وكن مثل الياسمين الذي يفوح عطرًا كلما اقترب الناس منه.

    لقد قرن الله تعالى ما بين العفو والغفران ووعد المسامح بفضل عظيم منه فكيف بحال من عفا عن عائلته أو بعض الأفراد منهم فيكون قد جمع ما بين العفو الذي أمر الله تعالى به وبين الإحسان للأقارب ومراعاة حق الرحم الذي حض الله على وصله.

    المسامحة هي مثل الشمس التي تسطع بعد ظلمة طويلة، فلما تشرق على العالم فإنها تحرره من كوابيس الليل التي كانت تحيط به، إذ الشمس تجلو الهموم والأسقام.

    اعف عن غيرك وخالق الناس بخلق حسن وليكن قدوتك في ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي عفا عن أهله وقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء، لقد قال ذلك بعد أن عذبوه وآذوه ورموا الأذى في طريقه.

    =======================================
    لا تنسونا من صالح دعائكم

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع


      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء نوفمبر 12, 2024 11:38 pm