آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
 خُطْبَةُ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَبَلَاغَةِ الْبَيَانِ لِمَقَاصِدَ أَلِإِسْلَامٍ Ooou110أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
 خُطْبَةُ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَبَلَاغَةِ الْبَيَانِ لِمَقَاصِدَ أَلِإِسْلَامٍ Ooou110أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد

» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
 خُطْبَةُ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَبَلَاغَةِ الْبَيَانِ لِمَقَاصِدَ أَلِإِسْلَامٍ Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» العبادة وأركانها
 خُطْبَةُ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَبَلَاغَةِ الْبَيَانِ لِمَقَاصِدَ أَلِإِسْلَامٍ Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد

» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
 خُطْبَةُ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَبَلَاغَةِ الْبَيَانِ لِمَقَاصِدَ أَلِإِسْلَامٍ Ooou110الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
 خُطْبَةُ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَبَلَاغَةِ الْبَيَانِ لِمَقَاصِدَ أَلِإِسْلَامٍ Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور

» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
 خُطْبَةُ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَبَلَاغَةِ الْبَيَانِ لِمَقَاصِدَ أَلِإِسْلَامٍ Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
 خُطْبَةُ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَبَلَاغَةِ الْبَيَانِ لِمَقَاصِدَ أَلِإِسْلَامٍ Ooou110السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد

» هيئات السجود المسنونة
 خُطْبَةُ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَبَلَاغَةِ الْبَيَانِ لِمَقَاصِدَ أَلِإِسْلَامٍ Ooou110الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» (( - 2 -)) خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
 خُطْبَةُ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَبَلَاغَةِ الْبَيَانِ لِمَقَاصِدَ أَلِإِسْلَامٍ Ooou110الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:28 pm من طرف صادق النور

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

 خُطْبَةُ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَبَلَاغَةِ الْبَيَانِ لِمَقَاصِدَ أَلِإِسْلَامٍ Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 40 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 40 زائر :: 3 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 10128 مساهمة في هذا المنتدى في 3405 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 311 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو Pathways فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    خُطْبَةُ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَبَلَاغَةِ الْبَيَانِ لِمَقَاصِدَ أَلِإِسْلَامٍ

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود خُطْبَةُ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَبَلَاغَةِ الْبَيَانِ لِمَقَاصِدَ أَلِإِسْلَامٍ

    مُساهمة من طرف صادق النور السبت يونيو 15, 2024 11:22 am

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    الْحَمْدُ لله الَّذِي جَعَلَ الصَّلَاَةُ عَلَى نَبِيِّهِ سَبَبًا لِتَكْفيرَ الذُّنُوبِ،
    وَجَعَلَ الْوَاحِدَةُ بِعُشُرٍ كَمَا وَرَدٌّ عَنِ النَّبِيِّ الْمَحْبُوبِ،
    وَالصَّلَاَةَ وَالسُّلَّامَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدَ الَّذِي إِذَا أَحَبَّهُ الْعَاصِي يَتُوبُ.
    صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَأَصْحَابَهُ صَلَاَةً وَسَلَاَمًا دَائِمِينَ يُفَرِّجَانِّ عَنِ الْقَائِلِ بِهُمَا الْكُرُوبُ .


    خُطْبَةُ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَبَلَاغَةِ الْبَيَانِ لِمَقَاصِدَ أَلِإِسْلَامٍ


    كان تعليم مناسك الحج وأحكامه من آخر ما علمه صلى الله عليه وسلم أمته،
    بعد أن بلَّغ ما أُنزل إليه من ربه على أكمل وجه وأتمه؛ وقد فُرضت شعيرة الحج في السنة التاسعة من الهجرة، قُبيل مغادرة رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الدنيا لِيلحق بالرفيق الأعلى.

    وكان من مقاصد تشريع هذه الفريضة غسل ما عَلِقَ بها من أدران، وما خالطها من أوهام، لإعادتها نقية صافية تشع بنور التوحيد، ولتقوم على أساس العبودية للواحد القهار، ونبذ كل ما سواه من آلهة وأوثان.

    لقد كانت خطبة الوداع - التي تخللت شعائر الحج - لقاءً بين أمة ورسولها؛ كان لقاء توصية ووداع. توصيةَ رسول لأمته، لخص لهم فيه أحكام دينهم ومقاصده الأساسية في كلمة جامعة مانعة، خاطب بها صحابته والأجيال من بعدهم، بل خاطب البشرية عامة، بعد أن أدى الأمانة وبلَّغ الرسالة ونصح للأمة في أمر دينها ودنيها.

    وكانت الخطبة كذلك لقاءَ وداعِ رسول لأمته، وداعاً لهذه الدار الفانية إلى دار باقية، لا نَصَبَ فيها ولا تعب.

    ما أروعها من ساعة تلك التي اجتمع فيها من أرسله الله رحمة للعالمين مع الجموع المؤلفة خاشعين متضرعين، وكلهم آذان صاغية لكلمات الوداع وكلمات من لا ينطق عن الهوى { إن هو إلا وحي يوحى} (النجم:4) كلمات تجد صداها عند كل من يستمع لها، لأنها تخرج من القلب إلى القلب.

    لقد أنصتتِ الدنيا بأسرها - بلسان حالها ومقالها - لتسمع كلام أصدق القائلين وهو يقول: ( أيها الناس اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ) .

    لقد أنصتت الدنيا بأسرها - بلسان حالها ومقالها - لتسمع قوله صلى الله عليه وسلم وهو يُلخص لأمته - بل للبشرية جمعاء - مبادئ الرحمة والإنسانية، ويرسي لها دعائم السلم والسلام، ويقيم فيها أواصر المحبة والأخوة، ويغرس بأرضها روح التراحم والتعاون؛
    وكأنه صلى الله عليه وسلم كان يعلم - بما أطلعه الله عليه - أنه سيأتي على الناس حين من الدهر يودِّعون فيه هذه المبادئ، ويلقونها ورائهم ظهريًا، ويسيرون في عالم تسود فيه معايير القوة والظلم - ظلم الإنسان لأخيه الإنسان - ويُقدم فيه كل ما هو مادي على ما هو إنساني.

    تعتبر خطبة حجة الوداع التي ألقاها النبي صل الله عليه وسلم في حجته اليتيمة،
    من أعظم الوثائق التاريخية التي أرست ركائز المجتمع الإسلامي الوليد، وكانت نبراسا يستنير بتعاليمه المسلمون في سلمهم وحربهم ويسلهمون منها القيم الأخلاقية وأصول المعاملة المثالية، لاشتمالها على جوامع الكلم وأصول الأحكام في السياسة والاقتصاد والأسرة والأخلاق والعلاقات العامة والنظام الاجتماعي.

    أولا: ظروف الخطبة ومناسبتها

    الظرف الزماني: ألقيت الخطبة في التاسع من ذي الحجة في السنة العاشرة للهجرة، وهو اليوم الذي يسمى (يوم عرفة) ويستحب صيامه لغير الحاج.

    الظرف المكاني: ألقيت الخطبة في صعيد عرفات فوق هضبة صغيرة تدعى: جبل الرحمة، ويَبعُد عن مكة حوالي 22 كلم، وتُقام عنده أَهم مناسك الحج.

    مناسبة الخطبة: هي حجة النبي صل الله عليه وسلم بالمسلمين في السنة 10 من الهجرة بعد فتح مكة في 20 رمضان السنة 8 للهجرة، وقد توفي بعد هذه الحجة بثلاثة أشهر تقريبا، فكانت أول وآخر حجة للنبي صل الله عليه وسلم، ولهذا سميت بخطبة حجة الوداع.

    ملاحظة: حضر الخطبة آلاف الصحابة ،
    وكان الصحابي الذي يكرر كلام النبي صل الله عليه وسلم في الخطبة هو: ربيعة بن أمية بن خلف وكان سِمِّيعًا جهوريا الصوت.

    ثانيا: أهم بنود ومحاور الخطبة .

    شملت الخطبة أهم المعالم الحضارية للمجتمع الإسلامي، وأصول الإسلام ومقاصد الأنام،

    فكانت بحق بليغة المقال، جامعة لخَيْرَيْ الدنيا والمآل، فقد استفتحها النبي صل الله عليه وسلم بحمد الله والثناء عليه وأوصى أمته بتقوى الله وطاعته والاستكثار من فعل الخيرات، وأومأ إلى قرب أجله وفراقه لأحبته .
    فقال: "الحمدُ لله نحمدُهُ وَنَسْتَعِينُه، ونَسْتَغْفِرُهُ.. أَيُّها النَّاس، اسمعوا قولي، فَإنّيَ لاَ أَدْرِي، لعَليّ لاَ أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامي هَذَا،بهذا الموقف أبدا".

    ثم صَدَّرَ خطبته بالتأكيد على حرمة الدماء والأموال والأعراض ومبينا قدسيتها في الإسلام ومحذرا من الاعتداء عليها،
    فقال: "أيها الناس إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا (عرفة) فِي شَهْرِكُمْ (ذوالحجة) هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا (البلد الحرام) أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ".

    ثم ذكر المؤمنين باليوم الآخر ومحاسبة الله للخلائق أجمعين، وضرورة إعظام شأن الأمانة وأدائها لأصحابها والتحذير من تضييعها، ومن أداء الأمانة: الحفاظ على الفرائض والأحكام الشرعية، إتقان العمل، حفظ ممتلكات الناس وأعراضهم…الخ، فقال: "وإنكم سَتَلْقَوْنَ ربكم فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أعمالكم وقد بَلّغْتُ،فَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانةٌ فلْيُؤُدِّها إلى مَنْ ائْتمَنَهُ عَلَيها".

    بعدها انتقل صل الله عليه وسلم إلى تحذير المسلمين من العودة لعادات الجاهلية وأخلاقها السيئة، مذكرا بأبرزها: كالثأر والربا والعصبية والتلاعب بالأحكام واحتقار النساء…إلخ، وأعلن القطيعة البَاتَّةَ مع العهد الجاهلي قائلا: "ألا وإنَّ كلَّ شيْءٍ من أَمْرِ الجاهلية تحت قَدَمَيّ مَوْضوعٌ ودماء الجاهلية مَوْضُوَعةٌ.. وإنَّ رِبَا الجَاهِليّة مَوضوعٌ". وموضوع: بمعنى باطل وملغي. ثم عرج إلى التحذير من كيد الشيطان واتباع خطواته،
    ومن أخطرها احتقار الذنوب والإصرار عليها. فقال: "أيها الناس:إن الشيطان قد يَئِسَ مِن أَن يُعبَد بأرضكم هذه أبدا،ولكنَّه إن يُطَعْ فيما سِوَى ذلك فقد رَضِيَ به بما تَحْقِرُونَ من أعمالكم فاحْذَرُوهُ على دينكم". أي قد يئس من إعادة الشرك إلى مكة بعد فتحها ولكنه سَاعٍ بينكم بالنميمة والتحريش والعداوات.

    ثم تطرق صل الله عليه وسلم إلى ظاهرة النسيء التي كانت في الجاهلية، لينبه المسلمين إلى تحريم التلاعب بأحكام الله وتغيير معناها وأسمائها، لاستحلال ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله، كتسمية الربا بالفائدة والرشوة بالهدية تمهيدا لاستحلالها،
    فقال صل الله عليه وسلم : "أَيُّها النَّاس، إِنَّمَا النَّسيءُ زِيادةٌ في الكُفرِ، يُضَلُّ به الذينَ كَفَروا…"،

    ثم ذكر صل الله عيه وسلم بالأشهر الحرم وأحكامها الشرعية، وهي الأشهر التي كانت تعظمها العرب وتحرم فيها القتل والاعتداء، فقال صل الله عليه وسلم : "وإن عِدَّةَ الشُّهُور عند الله اثنا عَشَرَ شهرا،منها أربعة حُرُمٌ ثلاثة مُتَوَالِيَةٌ ورَجَبُ مُضَرَ،الذي بين جمادى وشعبان".

    كما حظيت المرأة بالنصيب الأوفر من خطة الوداع، فبين صل الله عليه وسلم منزلتها في الإسلام وطالب الرجال أن يتواصوا بها خيرا، وذَكَّر بحقوقها وواجباتها وعلى ضرورة الإحسان إليها باعتبارها شريكا في العشرة الزوجية، مبطلا بذلك النظرة الجاهلية للمرأة، ومؤكدا على دورها الأسري والمجتمعي،
    فقال صل لله عليه وسلم : "أَيُّها النَّاس، اتقوا الله في النساء، فإنّكم إنما أَخَذْتُمُوهُنَّ بأمانة الله واسْتَحْلَلْتُ فُرُوجَهُنَّ بِكَلَماتِ الله، واسْتَوْصُوا بالنساء خَيْرِا، فإنَّهُنَّ عِنْدَكُم عَوَانٌ لا يَمْلِكْنَ لِأَنْفُسِهِنَّ شيْئا".

    لينتقل بعدها إلى بيان أهمية ووجوب الإعتصام بكتاب الله وسنة نبيه والعمل بما فيهما من أحكام ومقاصد جليلة، لأنهما سبيل العصمة من الضلال.
    فقال صل الله عليه وسلم : "وقد تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فلن تَضِلُّوا أَبَدًا، أَمْرًا بَيِّنًا، كتاب الله وسنة نبيّه".
    ثم أكد صل الله عليه وسلم على مبدأ الأخوة بين المسلمين وحذر من انتهاك الحرمات وأكل أموال الناس بالباطل والعودة إلى العصبية والتقاتل ونكران نعم الله.
    فقال صل الله عليه وسلم : "أَيُّها النَّاس، اسمعوا قولي واعْقِلُوهُ، تَعْلَمُنَّ أَنَّ كل مسلم أخٌ للمسلمِ وأَنَّ المسلمين إخوةٌ، فَلاَ يَحِلُّ لامْرِىءٍ مَالُ أَخيهِ إلاّ عَنْ طِيبِ نفْسٍ منهُ، فلا تَظْلِمُنَّ أنفسكم اللّهمَّ هَلْ بَلّغْتُ؟ وسَتَلْقَوْنَ ربكم فلا تَرْجِعُنّ بَعْدِي كُفاراً يَضرِبُ بَعْضُكُمْ رقابَ بَعْض".

    بعدها ذكّر صل الله عليه وسلم المسلمين بعقيدة التوحيد وأصلهم الأول وأكد على "وحدة الجنس البشري"،
    وحذر من الموازين المجتمعية الظالمة كالتفاضل على أسس لغوية وطائفية وعرقية، فالتفاضل بين الناس يكون بالتقوى والعلم والعمل الصالح.
    فقال صل الله عليه وسلم : "أيها النّاسُ إن رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وإنّ أَبَاكُمْ واحِدٌ، كُلكُّمْ لآدمَ، وآدمُ من تُراب، أَكرمُكُمْ عندَ اللهِ أتْقَاكُمْ وليس لعربيّ فَضْلٌ على عجميّ إلاّ بالتّقْوىَ، أَلاَ هَلْ بلَّغْتُ،اللّهُمّ اشْهَدْ".

    وفي الختام أشارت الخطبة إلى بعض أحكام الميراث والوصية والنسب الشرعي وتحريم التبني،
    فقال صل الله عليه وسلم : "إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث، فلا وصية لوارث.. الولد للفراش وللعَاهِرِ الحَجَرُ،من ادَّعَى إلى غير أبيه أو تَوَلَّى غير مَوَالِيهِ فعليه لعنة الله…"

    تلكم كانت أهم محاور هذه الخطبة العظيمة.

    ثالثا: أهم الحقوق التي تضمنتها الخطبة
    حق الحياة:
    نصت الخطبة على حرمة الدماء وأبطلت عادة الثأر،فالأصل في الأنفس العصمة، ويحرم الاعتداء عليها بغير حق كالانتحار والإجهاض.
    حق الأمن:
    ويشمل الأمن على النفس والمال والعرض، والأمن الفردي والجماعي (فلا تَرْجِعُنّ بَعْدِي كُفاراً يَضرِبُ بَعْضُكُمْ رقابَ بَعْض) فالكل متساوٍ في حق الأمن بلا تمييز.

    الحقوق الزوجية:
    فالعلاقة الزوجية مبنية على الشراكة والمعاشرة بالمعروف والتكافل الأسري والمودة والرحمة.

    الحق في المساواة والعدالة:
    فلا يجوز التفريق بين الناس وظلمهم بسبب اختلاف الجنس أو العرق أو اللون أو الدين، سواء في الحقوق والواجبات المدنية والشرعية أو في التقاضي.

    رابعا: القيم الحضارية للخطبة .

    القيمة التاريخية:
    فالخطبة أشارت حقوق الإنسان قبل 14 قرنا، من وضع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948م.

    القيمة التشريعية:
    بينت الخطبة المصادر الأصلية للتشريع الإسلامي (القرآن والسنة) وفصلت أصول الحلال والحرام في المعاملات والعبادات والعقائد.

    القيمة الإنسانية:
    لقد أرست الخطبة حقوق الإنسان والمرأة وأكدت وحدة الجنس البشري والكرامة الإنسانية من خلال تحريم الدماء والأعراض.

    القيم القيادية:
    فقد جسد النبي صل الله عليه وسلم شخصية القائد الملهِم والقدوة، الذي يبدأ بإصلاح نفسه وأسرته وحاشيته أولا قبل إلزام رعيته، فعندما تحدث عن إبطال دماء الجاهلية (الثأر) بدأ بدماء بني عمومته فقال صل الله عليه وسلم : "وإنَّ أَوَّلَ دِمائِكم أَضَعُ دَمَ ابنِ ربيعةَ بنِ الحارث بنِ عبد المطلب، وكان مُسْتَرْضَعا في بني لَيْثِ فقتلته هذيل…"
    ولما تحدث عن إبطال الربا قال صل الله عليه وسلم : "وإنّ أَوّلَ رباً أَبْدأُ بِهِ رِبَا عَمّي العباسُ بن عبد المطلب". وكذلك يكون ولاة العدل.

    القيم الاقتصادية:
    نصت الخطبة على تحريم الربا كأبرز علل فساد العلاقات الاقتصادية والاجتماعية، وحرمت كل صور غصب المال وأخذه بغير طيب نفس، ويشمل ذلك كل صور الغش والتدليس والاحتكار .
    -------------------------------------------------------------
    وما زلنا أحبابنا تابعونا
    جزاكم الله خيرا

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: خُطْبَةُ حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَبَلَاغَةِ الْبَيَانِ لِمَقَاصِدَ أَلِإِسْلَامٍ

    مُساهمة من طرف صادق النور السبت يونيو 15, 2024 11:28 am

    من مبادئ وتوصيات خطبة حجة الوداع .


    المبدأ الأول :
    حرمة سفك الدماء بغير حق، وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام: ( أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، وحرمة شهركم هذا..)
    فأين أمة الإسلام اليوم من تطبيق هذا المبدأ، وقد أخذ بعضها برقاب بعض، وتسلط القوي فيها على الضعيف، وآل أمرها إلى ما هو غير خاف على أحد، حتى أضحت في موقع لا تحسد عليه.

    وقد كرر عليه الصلاة والسلام هذه الوصية في خاتمة خطبته - كما ذكر ابن هشام في سيرته -
    مؤكدًا ضرورة الاهتمام بها بقوله: ( تعلَمُنَّ أن كل مسلم أخ للمسلم، وأن المسلمين أخوة، فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب منه، فلا تظلمن أنفسكم..) .

    المبدأ الثاني :
    قوله صلى الله عليه وسلم: ( ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، دماء الجاهلية موضوعة...وربا الجاهلية موضوع..)
    وهذا نص واضح، وتصريح صارخ أن كل ما كان عليه أمر الجاهلية قد بَطَل، ولم يبقَ له أي اعتبار، بل هو جيفة منتة، لا يمكن أن ينهض بأمة، بَلْهَ أن يبني حضارة تكون هدى للبشرية، بل هو إلى الهدم والخراب أقرب.

    وثالث المبادئ :
    في خطبته صلى الله عليه وسلم وصيته بالنساء خيرًا ( واستوصوا بالنساء خيرًا ) ما أروعها من وصية، وما أحرى بالإنسانية اليوم أن تلتزم بها وتهتدي بهديها، بعد أن أذاقت المرأة أشد العذاب - تحت مسمى حرية المرأة - ودفعت بها إلى مهاوي الذل والرذيلة، وجردتها من كل معاني الكرامة والشرف، تحت شعارات مزيفة، لا تمت إلى الحقيقة في شيء.

    لقد جهل أصحاب تلك الشعارات بل تجاهلوا الفرق بين كرامة المرأة وحقوقها الطبيعية التي كفلها لها شرع الله، وما نادوا به من شعارات تطالب بحرية المرأة، وهي عند التحقيق والتدقيق دعوة لاستباحة الوسائل المختلفة للتمتع بالمرأة والتلهي بها.

    إن المرأة اليوم - كما لا يخفى على كل ذي بصر وبصيرة - تنجرف مع تيار كاسح يكاد يختزل المرأة وقيمتها ووظيفتها في الجسد المزوَّق، والمظهر المنمَّق، المعروض في كل مكان، والمبذول لكل راغب ومريد!!

    أما المبدأ الرابع :
    فكان وصيته عليه الصلاة والسلام لأمته التمسك بكتاب ربها والاعتصام به، مبينًا أنه سبيل العزة والنجاح
    ( وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله ) صدقت يا رسول لقد ضمنتَ لأمتك الأمان من كل شقاء وضلال إذا هي تمسكت بهدي هذا الكتاب.
    وهل وصلت أمة الإسلام إلى ما وصلت إليه إلا بهجر كتاب ربها وترك منهج نبيها، ولا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

    كم هي البشرية اليوم بحاجة ماسَّة - بعد أن وصلت إلى ما وصلت إليه - إلى مراجعة نفسها وتدارك أمرها والاهتداء بهدي من أرسله الله رحمة للعالمين، فهل تفيء البشرية إلى رشدها أم تبقى في غيِّها لا تلوي على أحد، ولا تُقيم وزنًا لدين أو خلق.
    ------------------------------------------------------
    لا تنسونا من صالح دعائكم

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 9:37 am