آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
الْهِجْرَةَ: فِي ضَوْءِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ Ooou110أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
الْهِجْرَةَ: فِي ضَوْءِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ Ooou110أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد

» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الْهِجْرَةَ: فِي ضَوْءِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» العبادة وأركانها
الْهِجْرَةَ: فِي ضَوْءِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد

» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الْهِجْرَةَ: فِي ضَوْءِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ Ooou110الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الْهِجْرَةَ: فِي ضَوْءِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور

» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
الْهِجْرَةَ: فِي ضَوْءِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
الْهِجْرَةَ: فِي ضَوْءِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ Ooou110السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد

» هيئات السجود المسنونة
الْهِجْرَةَ: فِي ضَوْءِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ Ooou110الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» (( - 2 -)) خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الْهِجْرَةَ: فِي ضَوْءِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ Ooou110الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:28 pm من طرف صادق النور

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

الْهِجْرَةَ: فِي ضَوْءِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 41 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 41 زائر :: 3 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 10128 مساهمة في هذا المنتدى في 3405 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 311 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو Pathways فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    الْهِجْرَةَ: فِي ضَوْءِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود الْهِجْرَةَ: فِي ضَوْءِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين يوليو 08, 2024 5:54 am



    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَالصَّلَاَةَ وَالسُّلَّامَ عَلَى خَيْرِ الْمُهَاجِرِينَ مُحَمَّدَ بْن عَبْدِ اللهِ، وَعَلَى آله وَصَحِبَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ،
    وَعَلَى التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

    الْهِجْرَةَ: فِي ضَوْءِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ


    الهَجرُ في اللغة
    : ضد الوصل. يقال هَجَرَهُ هَجراً وهِجراناَ.

    والاسم: الهِجرَةُ.

    والهِجرَتان: هجرةٌ الى الحبشة، وهجرةٌ الى المدينة.

    والمهاجَرةُ من أرضٍ الى أرضٍ: تركُ الوطن.

    ومع ان القرآن الكريم تعرض الى موضوع الهجرة في مواطن عديدة، الا انه لم يعرّفها، بل ترك تحديدها تعرفها الى العرف الاجتماعي. فما يعرفه العرف من الهجرة ينطبق على منطوق الآية الشريفة،
    كما هو الحال في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: 1]، فترك تعريف معنى العقد الى العرف الاجتماعي. وكذلك ترك تحديد معنى الهجرة الى العرف.

    والملاحظ ان الآيات القرآنية التي تناولت الهجرة انما قصدت الهجرة الى المدينة، ولم تشر الى هجرة الحبشة.
    ولذلك فاننا نميل الى اعتبار اطلاق لفظ «الهجرة» على «الخروج الى الحبشة» اطلاقاً مجازياً. والا فلم تكن تلك هجرة دائمية. بل كانت هجرة مؤقتة باذن من الله ورسوله من اجل الامن والراحة من أذى مشركي مكة وعذابهم وفتنتهم. ولذلك يطلق على الهجرة الاولى الى ارض الحبشة الخروج الى الحبشة. ولا يطلق على الهجرة الثانية الى المدينة الخروج الى المدينة.

    وقد خرج جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه وكان مجموع الذين ذهبوا الى الحبشة ثلاثة وثمانين رجلاً.

    ولكن الهجرة الى المدينة كانت هجرة حقيقية، لان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عازماً على تأسيس دولته الدينية هناك. وكان مصمماً على التعامل مع الاحداث تعاملاً عالمياً لا ينحصر بأم القرى او قريش او العرب،
    بل الدنيا كلها. فكانت الهجرة الى المدينة دائمية ولم تكن عملية مؤقتة.

    آيات الهجرة في القرآن الكريم:

    ويمكننا تصنيف الآيات القرآنية التي وردت في الهجرة الى اربع طوائف هي:
    في صفة المهاجرين المؤمنين، وادانة الذين لم يهاجروا من دار الشرك او حرمانهم من بعض حقوقهم، وتقييد الهجرة بكونها في سبيل الله، وضرورة مساعدة المهاجرين.

    1- الطائفة الاولى: في صفة المهاجرين

    لقد انحصر المسلمون في تلك الفترة بالخصوص بطائفتين، هم: المهاجرون الذين هاجروا من مكة الى المدينة،
    والانصار وهم الذين آووا النبي صلى الله عليه وسلم واحتفوا بالمؤمنين المهاجرين ونصروا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
    وعدا ذلك، كان هناك قليل ممن آمن بمكة ولم يهاجر.

    فجعل الله بين المهاجرن والانصار ولاية شرعية: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [الأنفال: 72].

    ووصف أعمالهم بأنها اثر من آثار الايمان الحق: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: 74]،

    ثم وصف الذين هاجروا لاحقاً بالقول: {وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ} [الأنفال: 75].

    وفضّل الله عزّ وجلّ المهاجرين ورفع درجتهم: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [التوبة: 20].

    فمن صفات الذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله، والذين آووهم ونصروهم:

    1- ولاية بعضهم على بعض، أي التولي بين المهاجرين والانصار، عدا ولاية الارث لانها مختصة بالارحام والقرابة.

    2- انهم مؤمنون حقاً. فقد اثبتوا في اعمالهم وافعالهم انهم اتصفوا بالصفات الحقيقية للايمان. فوعدهم الله بالمغفرة والرزق الكريم.

    3- ان الهجرة كانت من لوازم الايمان، فكان يسبق الكلام عن الهجرة كلام عن الايمان بصيغة: الذين آمنوا وهاجروا... فنستفيد مفهوماً ان الاعمال من غير ايمان بالله عزّ وجلّ _ وبضمنها الهجرة _ لا فضل لها ولا درجة لصاحبها عند الله.

    4- اظهار صفة التفاضل بين المهاجرين وغير المهاجرين من المؤمنين. فالمؤمن المهاجر اعظم درجة عند الله، لانه بذل ما استطاع في سبيله عزّ وجلّ، من الايمان والهجرة والجهاد.

    2 - الطائفة الثانية: نفي ولاية غير المهاجرين وادانتهم

    وهي على قسمين:

    الاول: نفت فيه الولاية بين المؤمنين المهاجرين والانصار من جهة وبين المؤمنين غير المهاجرين الباقين في مكة من جهة اُخرى، الا ولاية النصرة اذا استنصروهم بشرط ان يكون الاستنصار على قوم ليس بينهم وبين المؤمنين ميثاق.

    وفي ذلك قال تعالى{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} [الأنفال: 72].
    وما نزل في قوم من المشركين اظهروا الايمان للمؤمنين ثم عادوا الى مقرهم وشاركوا المشركين في شركهم:
    {فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء: 89] فنهاهم عن ولايتهم الا ان يهاجروا في سبيل الله، فان تولوا فليس عليهم فيهم الا اخذهم وقتلهم. فكان على المؤمنين ان يكلّفوا هؤلاء المعنيين بالآية بالمهاجرة، فان اجابوا فليوالوهم. وان تولوا فليقتلوهم.

    والثاني: ادانت الذين ظلموا انفسهم بالاعراض عن دين الله وترك اقامة شعائره من جهة وجودهم في بلاد الشرك ولم يهاجروا الى بلاد الله الواسعة التي يُعبد فيها الله سبحانه دون خوف.

    فقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 97].
    وفي الآية استثناء منقطع بالمستضعفين الذين لا يتمكنون من الهجرة: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا} [النساء: 98].

    ونستلهم مما ذكر من آيات هذه الطائفة مما يلي:

    1- حرمان المؤمن غير المهاجر من حق الولاية على المؤمن المهاجر. ذلك لان المؤمن في مجتمع الشرك لا يستطيع ان يمارس امور الدين بوحي ارادته، بل ان الاكراه والضغط من قبلهم يستوجب التقية احياناً.

    2- ان امتحان المشركين الذين اظهروا الايمان في البداية وعادوا الى شركهم، كان عن طريق تكليفهم بالمهاجرة الى دار الاسلام. فإن أجابوا كان على المؤمنين موالاتهم. وإن لم يستجيبوا كان على المؤمنين قتلهم. ولكنهم لم يستجيبوا الى ذلك، ففشلوا في الامتحان، وحقّ عليهم القتل لانهم مشركون.

    3- ان الهجرة من دار الشرك الى دار الاسلام حيث يعبد الله هي الطريق الوحيد للتخلص من عذاب الله.
    ففي دار الاسلام يكمن المجال الحقيقي للايمان والعمل والقدرة على نشر الاسلام وتطبيق مصاديق الدين في العدالة بين الناس.

    3- الطائفة الثالثة: الهجرة الى الله ورسوله

    وهي كناية عن المهاجرة الى ارض الاسلام حيث يتمكن فيها المهاجر من العلم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعمل بهما.

    قال تعالى: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 100]،

    {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [النحل: 41، 42] ،

    {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [الحج: 58]،

    {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [العنكبوت: 26].
    والمراد بالمهاجرة الى الله هنا هو هجرة الوطن والخروج الى بلد ليس للمشركين فيه دخل فيمنعونه من عبادة الله.
    والمهاجرة الى الله من المجازات العقلية.

    وقد قيد تلك الآيات: الهجرة، بكونها في الله أو في سبيل الله، لان المثوبة تترتب على صالح العمل. ولا يكون العمل صالحاً ما لم يثبت خلوص النية لله سبحانه، وما لم تنتفِ المقاصد الدنيوية والمصالح الشخصية.

    ونفهم من آيات هذه الطائفة:

    1- وقوع الاجر على الله للمهاجر إذا ادركه الموت من وفاة أو قتل، وهو استعارة لفظية بالكناية عن لزوم الاجر والثواب له تعالى واخذه ذلك في عهدته. والرزق الحسن هو الاجر العظيم.

    2- ان الهدف من الهجرة الى دار الايمان وترك دار الشرك هو طلب مرضاة الله وتقوية المجتمع الاسلامي عبر الانسجام والاتحاد والتعاون على البر والتقوى، واعلاء كلمة التوحيد، ونشر العدل بين الناس.
    بينما كانت الطائفة التي لم تهاجر في سبيل الله تنصر الشرك. ولو أخذنا الآيات على اطلاقها لاستنتجنا بان على المسلم ان يقيم اقامة دائمية في دار الايمان حيث يتمكن فيها من تعلم احكام الدين، ويقدر على اقامة شعائره والعمل باحكامه.

    3- قُيدت الهجرة في الله بقيد الظلم الذي تعرض له المسلمون في مكة. ويفهم من تقدير آية {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } [النحل: 41]:
    الذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا فيه. أي ان المبرر الذي دعى المؤمنين للهجرة هو: ظلم الظالم في دار الشرك، وحاجة الاسلام الى المسلمين المهاجرين في دار الاسلام.

    4- ان اقامة احكام الدين في دار الاسلام تساعد بشكل حاسم على اقامة المجتمع الذي يُعبد فيه الله سبحانه، ولا يحكم فيه الا بالعدل والاحسان. ولذلك ذيّلت الهجرة بالقول: (لَنُبوّئنَّهُم في الدنيا حَسَنَةً...) وهو الوعد الجميلبالمجتمع الديني الصالح المستقر.

    5- الملازمة بين الهجرة والمحن التي تلازم المهاجر، ولذلك نلحظ توصيف المهاجرين بانهم اناس يتحلون بالصبر والتوكل:
    {الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [النحل: 42].

    4- الطائفة الرابعة: مساعدة المهاجرين في سبيل الله

    فقد حثّت الآيات الكريمة الاثرياء على عدم التقصير في ايتاء اولي القرابة والمساكين والمهاجرين في سبيل الله من مالهم:
    {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النور: 22].
    وهذه الآية وردت في معرض حديث الافك، وحثت أولئك الذين أرادوا قطع الايتاء ان يستمروا على ادامة المساعدة.

    وآية اُخرى تقول: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر: 8].
    وهذه الآية بيّنت وجه صرف الخمس في هؤلاء الفقراء المهاجرين ؛ وإعطائهم ايّاه يعدُّ صرفاً له في سبيل الله.

    قيل ان النبي صلى الله عليه وسلم قسّم فيء بني النضير بين المهاجرين ولم يعط منه الانصار شيئاً الا رجلين من فقراءهم أو ثلاثة.
    والمراد من المهاجرين هم من هاجر من المسلمين من مكة الى المدينة قبل الفتح وهم الذين اخرجهم كفار مكة بالاكراه فتركوا ديارهم وأموالهم وهاجروا الى دار الاسلام.

    ونستفيد من ظواهر آيات هذه الطائفة:

    1- ان المهاجرين اصبحوا من الفقراء، وامسوا مصداقاً من مصاديق صرف الخمس في سبيل الله. ذلك لانهم اضطروا للهجرة من دار الشرك الى دار الاسلام وهي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتركوا أموالهم ومساكنهم، تضحيةً منهم في سبيل الله.

    2- الحثّ على مساعدة المهاجرين في سبيل الله _ على سبيل الاستحباب _ لانهم فقراء ضحوا بأموالهم ومتعلقاتهم الاجتماعية من اجل الدين. وورود الآية في معرض حديث الافك لا يخصص المورد، بل يمكن أخذ الآية على اطلاقها.
    ==================================
    وما زلنا أحبابنا --- تابعونا --- جزاكم الله خيرا

    التالي :
    الهجره بدايه لِتَارِيخٍ أَلِإِسْلَامٍ

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود الهجره بدايه لِتَارِيخٍ أَلِإِسْلَامٍ

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين يوليو 08, 2024 6:34 am

    ما قبله :

    الهجره بدايه لِتَارِيخٍ أَلِإِسْلَامٍ

    فقد اتفق صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- على اتخاذ العام الذي هاجر فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة بداية لتاريخ الإسلام؛ لأهمية هذا الحدث الكبير.

    ومعلوم أن مِن سنة الله -تعالى- في رسله وأنبيائه:
    أنهم يعانون مِن عداء مَن خالفهم ولم يؤمن بما جاءوا به من عند الله -تعالى-؛ فيصبرون -هم ومن آمن بهم على قلتهم وضعفهم- على الاضطهاد والأذى، بل ويجبرون على هجرة أوطانهم إلى غيرها فرارًا بدينهم، حتى يأتيهم هم وأتباعهم نصر الله -تعالى-.

    وهذه من الأمور التي يدركها كلُّ مَن درس سيرة الرسل والأنبياء وتأمل فيها؛ فهذا ورقة بن نوفل لما أخبره النبي -صلى الله عليه وسلم- بنزول الوحي عليه وهو في غار حراء -
    وكان ورقة ابن عم لخديجة بنت خويلد زوج النبي -رضي الله عنها- قد تنصر في الجاهلية، وكان على علم بالإنجيل-،

    فقال ورقة للنبي -صلى الله عليه وسلم-: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللهُ عَلَى مُوسَى، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا -إذ كان هو وقتها شيخًا كبيرًا قد عمي-، لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (‌أَوَمُخْرِجِيَّ ‌هُمْ؟!)، قَالَ: نَعَمْ. لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا. ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ، وَفَتَرَ الْوَحْيُ" (متفق عليه).

    وهذا إبراهيم خليل الرحمن وأبو الأنبياء -عليه السلام-
    يتعرض للاضطهاد من أبيه وقومه، إذ قال له أبوه كما قال -تعالى- حاكيًا عنه: (‌قَالَ ‌أَرَاغِبٌ ‌أَنْتَ ‌عَنْ ‌آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا) (مريم:46)،

    فاعتزل إبراهيم -عليه السلام- قومه، قائلاً: (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا) (مريم 48)،

    وقال -تعالى- عنه: (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا) (مريم: 49)، ولهذا هجر  وطنه،
    قال -تعالى- عنه: (‌فَآمَنَ ‌لَهُ ‌لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (العنكبوت: 26).

    هجرة الأنبياء بإذن من ربهم:

    وهذه الهجرة من الرسول أو النبي إنما تكون بعد إذن الله -تعالى- له بذلك، لا من تلقاء نفسه؛ فليس له أن يترك مَن أرسله الله -تعالى- إليهم إلا إذا اضطر لذلك وخشي على نفسه وعلى مَن آمن معه، وبعد أن يأذن الله -تعالى- له بذلك؛

    ولهذا كان العتاب لنبي الله يونس -عليه السلام- لما ترك قومه قبل أن يؤذن له بذلك،
    بعد أن عانده قومه وأغضبوه، كما قال -تعالى-: (‌وَذَا ‌النُّونِ ‌إِذْ ‌ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (الأنبياء: 87 - 88)،

    وقال -تعالى- في شأنه أيضًا: (‌فَاصْبِرْ ‌لِحُكْمِ ‌رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ . لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ . فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) (القلم: 48 - 50).

    وهذا ما كان من أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- مع كفار قريش؛ إذ عاش بين أظهرهم سنين طوال يدعوهم إلى الله -تعالى-، ويصبر هو ومَن آمن معه على آذاهم،
    حتى وَجَّه النبي -صلى الله عليه وسلم- أتباعه بالهجرة مرة إلى الحبشة، وأخرى إلى المدينة (يثرب)، ولم يهاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا بعد أن بلغ الأمر منتهاه بتآمر قريش على قتله،
    قال -تعالى-: (‌وَإِذْ ‌يَمْكُرُ ‌بِكَ ‌الَّذِينَ ‌كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال: 30).

    ولما تم اتخاذ القرار الغاشم بقتل النبي -صلى الله عليه وسلم- نزل إليه جبريل بوحي ربه -تبارك وتعالى-، فأخبره بمؤامرة قريش، وأن الله قد أذن له في الخروج،
    وحدد له وقت الهجرة قائلًا: لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت فيه)

    دأب الرسل وأهل الإيمان الفرار بدينهم:

    - قد أخبر القرآن الكريم أن مَن دأب أعداء الرسل والأنبياء ومَن آمن بهم وبما جاءوا به؛ إجبارهم على مغادرة أرضهم و ديارهم،

    قال -تعالى- (وَقَالَ ‌الَّذِينَ ‌كَفَرُوا ‌لِرُسُلِهِمْ ‌لَنُخْرِجَنَّكُمْ ‌مِنْ ‌أَرْضِنَا ‌أَوْ ‌لَتَعُودُنَّ ‌فِي ‌مِلَّتِنَا) (إبراهيم: 13)،

    وقال -تعالى-: (وَلُوطًا ‌إِذْ ‌قَالَ ‌لِقَوْمِهِ ‌أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ . أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ . فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) (النمل: 54-56)،

    وقال -تعالى- فيهم: (‌وَمَا ‌كَانَ ‌جَوَابَ ‌قَوْمِهِ ‌إِلَّا ‌أَنْ ‌قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) (الأعراف: 82)،

    وقال -تعالى- في قصة شعيب -عليه السلام-: (‌قَالَ ‌الْمَلَأُ ‌الَّذِينَ ‌اسْتَكْبَرُوا ‌مِنْ ‌قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَاشُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ) (الأعراف: 88).

    - بل هو دأب الكفار مع أهل الإيمان في كلِّ عصر؛ اضطهادهم وتعذيبهم أو إكراههم على الهجرة والفرار بدينهم، كما في قصة صاحب سورة يس،

    قال -تعالى-: ( وَاضْرِبْ ‌لَهُمْ ‌مَثَلًا ‌أَصْحَابَ ‌الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ . إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ . قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ . قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ .
    وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ . قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ . قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ
    ) (يس: 13- 19).

    وكما في قصة أهل الكهف الذين أخبر الله -تعالى- عنهم أنهم قالوا فيما بينهم لما اشتد عليهم الأمر، وضاق بهم الحال:
    (‌وَإِذِ ‌اعْتَزَلْتُمُوهُمْ ‌وَمَا ‌يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا) (الكهف: 16)،

    وقولهم: (إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا) (الكهف: 20).

    وورد حثُّ أهل الإيمان على الفرار بدينهم وهجر الأوطان إن لم يتمكَّنوا من القيام بأمور دينهم، وتوعد الله -تعالى- مَن لم يفر بدينه منهم،
    قال الله -تعالى-: (‌إِنَّ ‌الَّذِينَ ‌تَوَفَّاهُمُ ‌الْمَلَائِكَةُ ‌ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا . إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا . فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا) (النساء:97-99).

    - وفي المقابل وَعَد الله -تعالى- المهاجرين في سبيله -تعالى- بالخير الكثير في الدنيا، والأجر الجزيل في الآخرة:

    قال -تعالى-: (‌وَمَنْ ‌يُهَاجِرْ ‌فِي ‌سَبِيلِ ‌اللَّهِ ‌يَجِدْ ‌فِي ‌الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) (النساء: 100)،

    وقال -تعالى-: (‌فَالَّذِينَ ‌هَاجَرُوا ‌وَأُخْرِجُوا ‌مِنْ ‌دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ) (آل عمران :195)،

    وقال -تعالى-: (‌إِنَّ ‌الَّذِينَ ‌آمَنُوا ‌وَالَّذِينَ ‌هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة: 218).

    الإذن للمهاجرين المظلومين بالقتال:

    - وأذن الله -تعالى- لمن هاجروا إن قدروا على القتال أن يقاتلوا مَن أخرجوهم من أرضهم، واستولوا على ديارهم وأموالهم ظلمًا وعدوانًا، ويتربصون بأهل الإيمان ودعوتهم إلى دين الله -تعالى-،

    قال -تعالى-: (‌وَاقْتُلُوهُمْ ‌حَيْثُ ‌ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) (البقرة:191)،

    وقال -تعالى-: (‌إِنَّ ‌اللَّهَ ‌يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ . أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ . الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ) (الحج: 38-40)،

    وقال -تعالى-: (‌يَسْأَلُونَكَ ‌عَنِ ‌الشَّهْرِ ‌الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ) (البقرة:217).

    - وأخبر القرآن الكريم أن كفار قريش هم الذين أكرهوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وألجأوه إلى الهجرة إلى المدينة؛ نجاة بنفسه منهم،

    قال -تعالى-: (‌وَإِذْ ‌يَمْكُرُ ‌بِكَ ‌الَّذِينَ ‌كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال: 30)،

    وقال -تعالى-: (‌وَكَأَيِّنْ ‌مِنْ ‌قَرْيَةٍ ‌هِيَ ‌أَشَدُّ ‌قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ) (محمد:13)،

    وقال -تعالى-: (‌إِلَّا ‌تَنْصُرُوهُ ‌فَقَدْ ‌نَصَرَهُ ‌اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ) (التوبة: 40).

    - وأخبر القرآن الكريم أن كفار قريش أجبروا الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومَن آمن معه مِن الصحابة -رضي الله عنهم- على الخروج مهاجرين من مكة إلى المدينة؛

    قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ ‌بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ) (الممتحنة:1)،

    وقال -تعالى-: (‌لِلْفُقَرَاءِ ‌الْمُهَاجِرِينَ ‌الَّذِينَ ‌أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (الحشر: Cool،

    وقال الله -تعالى-: (‌إِنَّمَا ‌يَنْهَاكُمُ ‌اللَّهُ ‌عَنِ ‌الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الممتحنة:9).

    - ولهذا كان من دعاء المؤمنين المستضعفين إذا اضطهدهم قومهم وعجزوا عن الهجرة، الطلب من الله أن ييسر لهم الهجرة والفرار بالدِّين، وأن ينصرهم على عدوهم؛

    قال -تعالى-: (‌وَمَا ‌لَكُمْ ‌لَا ‌تُقَاتِلُونَ ‌فِي ‌سَبِيلِ ‌اللَّهِ ‌وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا) (النساء: 75).  

    - ذكر طرف من أحداث الهجرة مفصلة:

    ‌قال تعالي --( إِلَّا ‌تَنْصُرُوهُ ‌فَقَدْ ‌نَصَرَهُ ‌اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:40).

    قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي في تفسير هذه الآية الكريمة من سورة التوبة

    : (‌إِلَّا ‌تَنْصُرُوهُ ‌فَقَدْ ‌نَصَرَهُ ‌اللَّهُ) "أي: إلا تنصروا رسوله محمدًا -صلى الله عليه وسلم-؛ فالله غني عنكم لا تضرونه شيئًا، فقد نصره في أقل ما يكون .

    (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) من مكة، لما هَمُّوا بقتله وسعوا في ذلك، وحرصوا أشد الحرص، فألجأوه على أن يخرج،

    (ثَانِيَ اثْنَيْنِ) أي: هو وأبو بكر -رضي الله عنه

    (إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ) أي: لما خرج مِن مكة لجأ إلى غار ثور في أسفل مكة، فمكثا فيه ليبرد عنهما الطلب، فهما في تلك الحالة الحرجة الشديدة المشقة، حين انتشر الأعداء من كلِّ جانب يطلبونهما ليقتلوهما؛
    فأنزل الله عليهما من نصره ما لا يخطر على بال (إِذْ يَقُولُ) النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لِصَاحِبِهِ) أبي بكر لما حزن واشتد قلقه، (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) بعونه ونصره وتأييده، (فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ) أي: الثبات والطمأنينة والسكون المثبتة للفؤاد.

    ولهذا لما قلق صاحبه سكَّنه، وقال: (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا).

    (وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا) وهي: الملائكة الكرام الذين جعلهم الله حرسًا له،

    (وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى) أي: الساقطة المخذولة، فإن الذين كفروا قد كانوا على حردٍ قادرين في ظنهم على قتل الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأخذه، حانقين عليه، فعملوا غاية مجهودهم في ذلك، فخذلهم الله، ولم يتم لهم مقصودهم، بل ولا أدركوا شيئًا منه، ونصر الله رسوله بدفعه عنه، وهذا هو النصر المذكور في هذا الموضع؛

    فإن النصر على قسمين: نصر المسلمين إذا طمعوا في عدوهم بأن يتم الله لهم ما طلبوا وقصدوا، ويستولوا على عدوهم ويظهروا عليهم.

    والثاني: نصر المستضعف الذي يطمع فيه عدوه القادر، فنصر الله إياه أن يرد عنه عدوه، ويدافع عنه، ولعل هذا النصر أنفع النصرين. ونصر الله رسوله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين من هذا النوع.

    وقوله (وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا) أي: كلماته القدرية وكلماته الدينية هي العالية على كلمة غيره،

    التي مِن جملتها قوله: (‌وَكَانَ ‌حَقًّا ‌عَلَيْنَا ‌نَصْرُ ‌الْمُؤْمِنِينَ) (الروم: 47)،

    (‌إِنَّا ‌لَنَنْصُرُ ‌رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) (غافر: 51)،

    (‌وَإِنَّ ‌جُنْدَنَا ‌لَهُمُ ‌الْغَالِبُونَ) (الصافات: 173)، فدين الله هو الظاهر العالي على سائر الأديان بالحجج الواضحة والآيات الباهرة والسلطان الناصر،

    (وَاللَّهُ عَزِيزٌ) لا يغالبه مغالب ولا يفوته هارب، (حَكِيمٌ): يضع الأشياء مواضعها، وقد يؤخِّر نصر حزبه إلى وقتٍ آخر اقتضته الحكمة الإلهية)



    ====================================
    لا تنسونا من صالح دعائكم

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 11:40 am