الاستعاذة بغير الله
الاستعاذة بغير الله سبحانه وتعالى شرك أكبر؛ لأنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله سبحانه وتعالى؛ كمن يقول: أعذني يا قناوي، أو غيره من الأموات.
والاستعاذة: لغة: طلب العوذ؛ يقال: عذت به، أي لجأت إليه، واعتصمت به[1].
واصطلاحا: الاستعاذة هي الالتجاء إلى الله والالتصاق بجنابه من شر كل ذي شر، والعياذة تكون لدفع الشر، واللياذ يكون لطلب جلب الخير[2].
والاستعاذة نوعان:
النوع الأول: استعاذة تتضمن التعظيم والخضوع للمستعاذ به، وهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله جل جلاله، ومن صرفها لغير الله أشرك شركاً أكبر.
لقول الله تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ [الإسراء: 23].
أي أمر ربك سبحانه وتعالى أن تصرف العبادة إليه وحده جل جلاله، والاستعاذة عبادة.
ولقول الله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء: 36].
ولقول الله تعالى: ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ [الجن: 6]. أي إثماً، وازدادت الجن عليهم بذلك جراءة، وازداد الإنس بذلك إثماً، وقيل: بل عني بذلك أن الكفار زادوا بذلك طغياناً[3].
قال ابن كثير في تفسير الآية: «أي كنا نرى أن لنا فضلاً على الإنس؛ لأنهم كانوا يعوذون بنا، أي: إذا نزلوا وادياً أو مكاناً موحِشاً من البراري وغيرها كما كان عادة العرب في جاهليتها يعوذون بعظيم ذلك المكان من الجان، أن يصيبهم بشيء يسوءهم، كما كان أحدهم يدخل بلاد أعدائه في جوار رجل كبير وذمامه وخفارته، فلما رأت الجن أن الإنس يعوذون بهم من خوفهم منهم، ﴿ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ أي: خوفاً وذعراً، حتى تبقوا أشد منهم مخافة، وأكثر تعوذاً بهم»[4].
النوع الثاني: استعاذة لا يقارنها اعتقاد، كالاستعاذة بالمكان، أو برجل حي حاضر قادر، فهذه جائزة، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ»[5].
وعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «سَتَكُونُ فِتَنٌ القَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائِمِ، وَالقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ المَاشِي، وَالمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، وَمَنْ يُشْرِفْ[6]لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ[7]، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً[8]، أَوْ مَعَاذًا[9]، فَلْيَعُذْ بِهِ»[10].
[1] انظر: القاموس المحيط، وتاج العروس، مادة «عوذ».
[2] انظر: تفسير ابن كثير (1 /114).
[3] انظر: تفسير الطبري (23 /655-657).
[4] انظر: تفسير ابن كثير (8 /239).
[5] صحيح: رواه أبو داود (1672)، والنسائي (2567)، وأحمد (5365)، وصححه الألباني.
[6] من يشرف: من: الإشراف، وهو الانتصاب للشيء والتطلع إليه والتعرض له. [انظر: عمدة القاري (16 /138)].
[7] تستشرفه: أي تغلبه وتصرعه. [انظر: عمدة القاري (16 /138)].
[8] ملجأ: أي موضعاً يلتجئ إليه. [انظر: عمدة القاري (16 /138)].
[9] أو معاذاً: شك من الراوي، وهو بمعنى ملجأ أيضاً. [انظر: عمدة القاري (16 /138)].
[10] متفق عليه: رواه البخاري (3601)، ومسلم (2886).
موقع الالوكة
الاستعاذة بغير الله سبحانه وتعالى شرك أكبر؛ لأنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله سبحانه وتعالى؛ كمن يقول: أعذني يا قناوي، أو غيره من الأموات.
والاستعاذة: لغة: طلب العوذ؛ يقال: عذت به، أي لجأت إليه، واعتصمت به[1].
واصطلاحا: الاستعاذة هي الالتجاء إلى الله والالتصاق بجنابه من شر كل ذي شر، والعياذة تكون لدفع الشر، واللياذ يكون لطلب جلب الخير[2].
والاستعاذة نوعان:
النوع الأول: استعاذة تتضمن التعظيم والخضوع للمستعاذ به، وهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله جل جلاله، ومن صرفها لغير الله أشرك شركاً أكبر.
لقول الله تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ [الإسراء: 23].
أي أمر ربك سبحانه وتعالى أن تصرف العبادة إليه وحده جل جلاله، والاستعاذة عبادة.
ولقول الله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء: 36].
ولقول الله تعالى: ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ [الجن: 6]. أي إثماً، وازدادت الجن عليهم بذلك جراءة، وازداد الإنس بذلك إثماً، وقيل: بل عني بذلك أن الكفار زادوا بذلك طغياناً[3].
قال ابن كثير في تفسير الآية: «أي كنا نرى أن لنا فضلاً على الإنس؛ لأنهم كانوا يعوذون بنا، أي: إذا نزلوا وادياً أو مكاناً موحِشاً من البراري وغيرها كما كان عادة العرب في جاهليتها يعوذون بعظيم ذلك المكان من الجان، أن يصيبهم بشيء يسوءهم، كما كان أحدهم يدخل بلاد أعدائه في جوار رجل كبير وذمامه وخفارته، فلما رأت الجن أن الإنس يعوذون بهم من خوفهم منهم، ﴿ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ أي: خوفاً وذعراً، حتى تبقوا أشد منهم مخافة، وأكثر تعوذاً بهم»[4].
النوع الثاني: استعاذة لا يقارنها اعتقاد، كالاستعاذة بالمكان، أو برجل حي حاضر قادر، فهذه جائزة، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ»[5].
وعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «سَتَكُونُ فِتَنٌ القَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائِمِ، وَالقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ المَاشِي، وَالمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، وَمَنْ يُشْرِفْ[6]لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ[7]، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً[8]، أَوْ مَعَاذًا[9]، فَلْيَعُذْ بِهِ»[10].
[1] انظر: القاموس المحيط، وتاج العروس، مادة «عوذ».
[2] انظر: تفسير ابن كثير (1 /114).
[3] انظر: تفسير الطبري (23 /655-657).
[4] انظر: تفسير ابن كثير (8 /239).
[5] صحيح: رواه أبو داود (1672)، والنسائي (2567)، وأحمد (5365)، وصححه الألباني.
[6] من يشرف: من: الإشراف، وهو الانتصاب للشيء والتطلع إليه والتعرض له. [انظر: عمدة القاري (16 /138)].
[7] تستشرفه: أي تغلبه وتصرعه. [انظر: عمدة القاري (16 /138)].
[8] ملجأ: أي موضعاً يلتجئ إليه. [انظر: عمدة القاري (16 /138)].
[9] أو معاذاً: شك من الراوي، وهو بمعنى ملجأ أيضاً. [انظر: عمدة القاري (16 /138)].
[10] متفق عليه: رواه البخاري (3601)، ومسلم (2886).
موقع الالوكة
أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد
» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» العبادة وأركانها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور
» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد
» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد
» هيئات السجود المسنونة
الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» (( - 2 -)) خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:28 pm من طرف صادق النور