آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                Ooou110أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                Ooou110أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد

» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» العبادة وأركانها
تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد

» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                Ooou110الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور

» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                Ooou110السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد

» هيئات السجود المسنونة
تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                Ooou110الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» (( - 2 -)) خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                Ooou110الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:28 pm من طرف صادق النور

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 61 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 61 زائر :: 3 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 10128 مساهمة في هذا المنتدى في 3405 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 311 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو Pathways فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    تاريخ الكعبه المشرفه -: بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                Empty تاريخ الكعبه المشرفه -: بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد يونيو 04, 2023 10:29 am


    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                2613

    تاريخ الكعبه المشرفه

    الكعبة في اللغة العربية
    الكعبة من الشيء المكعّب، وتسمى الكعبة بهذا الاسم لتكعيبها وهو تربيعها وقيل لعلوها ونتوئها، وتسمى بالبيت العتيق، والبيت الحرام.
    سُمِّيت الكعبة كعبةً لكونها بناءً مُربَّعاً ومكعباً تقريباً.

    وقد ذُكِرَت لفظة «الكعبة» في القرآن في موضعين:

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ
    (سورة المائدة، الآية 95).
    جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
     (سورة المائدة،

    أسماء الكعبة في القرآن
    للكعبة عدة أسماء تُعرَفُ بها، وهذه الأسماء وردت في القرآن، وهي:
       الكعبة:
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ
    (سورة المائدة، الآية 95).

       البيت:  
    وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ
    (سورة البقرة، الآية 125).
       البيت العتيق:  ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (سورة الحج، الآية 29).
       المسجد الحرام:
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
    (سورة المائدة، الآية 2).

       البيت المحرم:
    رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ
    (سورة إبراهيم، الآية 37).
       أول بيت:
    إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ
    (سورة آل عمران، الآية 96).

    أسماء أخرى
    للكعبة عدة أسماء اختلف عليها، وهي:
    بكة: ورد عن إبراهيم أن بكة موضع البيت (أي الأرض التي بنيت عليها الكعبة)، وما حول البيت مكة.
    البنية: بباء موحدة ونون وياء مثناة من تحت مشددة، ذكر هذا الاسم القاضي عياض في المشارق. وذكر ابن الأثير، حيث قال: وكانت تدعى بنية إبراهيم؛ لأنه بناها.

       قادس و نادر، القرية القديمة وهي أسماء مذكورة في تاريخ الأزرقي.
       الدُّوَّار، بضم الدال المهملة وفتحها وتشديد الواو، وبعدها ألف وراء مهملة، ذكر ذلك ياقوت الحموي في مختصره لمعجم البلدان


    عَن كَعْب الْأَحْبَار قَالَ: كَانَت الْكَعْبَة غثاء على المَاء قبل أَن يخلق الله السَّمَاوَات وَالْأَرْض بِأَرْبَعِينَ سنة، وَمِنْهَا دحيت الأَرْض.
    وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لما كَانَ الْعَرْش على المَاء قبل أَن يخلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض، بعث الله ريحًا هفافة فصفقت المَاء فأبرزت عَن خشفة. فِي مَوضِع الْبَيْت كَأَنَّهَا قبَّة، فدحى الله الأَرْض من تحتهَا فمادت ثمَّ مادت فأوتدها بالجبال، وَكَانَ أول جبل وضع فِيهَا أَبُو قبيس فَلذَلِك سميت مَكَّة أم الْقرى.
    وَفِي رِوَايَة: خلق الله مَوضِع الْبَيْت قبل أَن يخلق الأَرْض بألفي سنة، وَإِن قَوَاعِده لفي الأَرْض السَّابِعَة السُّفْلى.
    وَأجْمع الْعلمَاء على أَن الْكَعْبَة أول بَيت وضع للعباد، وَاخْتلفُوا هَل هُوَأول بَيت وضع لغَيْرهَا أم لَا؟
    فَقيل: كَانَت قبله بيُوت. وَجُمْهُور الْعلمَاء على أَنه أول بَيت وضع مُطلقًا.
    وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "
    الْبَيْت الْمَعْمُور الَّذِي فِي السَّمَاء يُقَال لَهُ: الضراح، وَهُوَ على الْبَيْت الْحَرَام لَو سقط سقط عَلَيْهِ يعمره كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك لم يروه قطّ، وَإِن فِي السَّمَاء السَّابِعَة حرما على قدر حرمه
    ". رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق

    وَفِي رِوَايَة "
    يدْخلهُ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف دحْيَة مَعَ كل دحْيَة سَبْعُونَ ألف ملك
    ". والدحية: رَئِيس الْجند، والضراح بالضاد الْمُعْجَمَة وَهُوَ الْمَشْهُور، وَقيل بِالْمُهْمَلَةِ مَضْمُومَة بعْدهَا رَاء ثمَّ ألف حاء ثمَّ حاء مُهْملَة، وَقَالَ مُجَاهِد: الْبَيْت الْمَعْمُور يَعْنِي بالضاد هُوَ الضريح بِالْمُعْجَمَةِ، والضريح فِي اللُّغَة الْبعيد.
    وَعَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "
    هذَا الْبَيْت خَامِس خَمْسَة عشر بَيْتا، سَبْعَة مِنْهَا فِي السَّمَاء إِلَى الْعَرْش، وَسَبْعَة مِنْهَا إِلَى تخوم الأَرْض، وأعلاها الَّذِي يَلِي الْعَرْش الْبَيْت الْمَعْمُور، لكل بَيت مِنْهَا حرم كحرم هَذَا الْبَيْت، لَو سقط مِنْهَا بَيت لسقط بَعْضهَا إِلَى تخوم الأَرْض السُّفْلى، وَلكُل بَيت من أهل السَّمَاء وَمن أهل الأَرْض من يعمره، كَمَا يعمر هَذَا الْبَيْت
    ".


    ذكر بِنَاء الْمَلَائِكَة الْكَعْبَة قبل آدم ومبتدأ الطّواف


    عَن عَليّ بن الْحُسَيْن رَضِي الله عَنْهُمَا وَقد سُئِلَ عَن بَدْء الطّواف بِالْبَيْتِ: إِن الله تَعَالَى قَالَ: "
    إِنِّي جَاعل فِي الأَرْض خَليفَة
    ".
    قَالَت الْمَلَائِكَة: أَي رب أخليفة من غَيرنَا مِمَّن يفْسد فِيهَا ويسفك الدِّمَاء، فَغَضب عَلَيْهِم فلاذوا بالعرش وَرفعُوا رؤوسهم وأشاروا بالأصابع يَتَضَرَّعُونَ ويبكون إشفاقاً لغضبه، فطافوا بالعرش ثَلَاث سَاعَات.

    وَفِي رِوَايَة: سَبْعَة أطواف يسترضون رَبهم فَرضِي عَنْهُم، وَقَالَ لَهُم:
    ابْنُوا لي فِي الأَرْض بَيْتا يعوذ بِهِ كل من سخطت عَلَيْهِ من خلقي فيطوف حوله كَمَا فَعلْتُمْ بعرشي فَأغْفِر لَهُ كَمَا غفرت لكم فبنوا الْبَيْت
    ".

    ويروى: أَن الله تَعَالَى بعث مَلَائِكَة، فَقَالَ:
    ابْنُوا لي بَيْتا على مِثَال الْبَيْت الْمَعْمُور وَقدره
    فَفَعَلُوا، وَأمر الله أَن يُطَاف بِهِ كَمَا يُطَاف بِالْبَيْتِ الْمَعْمُور.
    وَإِن هَذَا كَانَ قبل خلق آدم عَلَيْهِ السَّلَام، وَقبل خلق الأَرْض بألفي عَام، وَإِن الأَرْض دحيت من تَحْتَهُ، وَلذَلِك سميت مَكَّة أم الْقرى أَي أصل الْقرى.
    ويروى: أَنه كَانَ قبل هبوط آدم ياقوتة من يَوَاقِيت الْجنَّة، وَكَانَ لَهُ بَابَانِ من زمرد أَخْضَر شَرْقي وَغَرْبِيٌّ وَفِيه قناديل من قناديل الْجنَّة.
    ذكر هبوط آدم عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى الأَرْض وبنائه الْكَعْبَة وحجه وطوافه بِالْبَيْتِ

    عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لما أهبط آدم إِلَى الأَرْض كَانَ رَأسه فِي السَّمَاء وَرجلَاهُ فِي الأَرْض وَهُوَ مثل الْفلك من رعدته.
    قَالَ: فطأطأ الله عز وَجل مِنْهُ إِلَى سِتِّينَ ذِرَاعا، فَقَالَ:
    يَا رب مَا لي لَا أسمع أصوات الْمَلَائِكَة وَلَا حسهم
    قَالَ:
    خطيئتك يَا آدم
    ،
    وَلَكِن اذْهَبْ فَابْن لي بَيْتا فَطُفْ بِهِ، واذكرني حوله كنحو مَا رَأَيْت الْمَلَائِكَة تصنع حول عَرْشِي.

    قَالَ: فَأقبل آدم يتخطى فطويت لَهُ الأَرْض وَصَارَت كل مفازة يمر بهَا خطْوَة، وقيض لَهُ مَا كَانَ من مَخَاض أَو بَحر فَجعل لَهُ خطْوَة

    وَفِي رِوَايَة: أَن خطوه مسيرَة ثَلَاثَة أَيَّام وَلم تقع قدمه فِي شَيْء من الأَرْض إِلَّا صَار عمراناً وبركة حَتَّى انْتهى إِلَى مَكَّة فَبنى الْبَيْت الْحَرَام،
    وَأَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام ضرب بجناحه الأَرْض فأبرز عَن أس ثَابت فِي الأَرْض السُّفْلى فَقَذَفْتُ فِيهِ الْمَلَائِكَة الصخر " مَا يُطيق " الصَّخْرَة مِنْهَا ثَلَاثُونَ رجلا،
    وبناه من خَمْسَة أجبل من: لبنان وطور زيتاً وطور سيناء والجودي وحراء حَتَّى اسْتَوَى على وَجه الأَرْض.

    وَقَالَ ابْن عَبَّاس: فَكَانَ أول من أسس الْبَيْت وَصلى فِيهِ وَطَاف بِهِ أَدَم عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى بعث الله الطوفان، وَكَانَ غَضبا ورجساً فَحَيْثُ مَا انْتهى الطوفان ذهب ريح آدم، وَلم يقرب الطوفان أَرض السَّنَد والهند.
    قَالَ: فدرس مَوضِع الْبَيْت فِي الطوفان حَتَّى بعث الله تَعَالَى إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل فرفعا قَوَاعِده وأعلامه، وبنته قُرَيْش بعد ذَلِك.

    ويروى أَنه لما هَبَط إِلَى الأَرْض بِأَرْض الْهِنْد وَاشْتَدَّ بكاؤه وحزنه وَتَابَ الله عَلَيْهِ أَمر بالسير إِلَى مَكَّة حَتَّى انْتهى إِلَيْهَا، فَعَزاهُ الله بخيمة من خيام الْجنَّة ووضعها لَهُ مَوضِع الْكَعْبَة، وَتلك الْخَيْمَة ياقوتة حَمْرَاء من يَوَاقِيت الْجنَّة، فِيهَا ثَلَاث قناديل من ذهب من تبر الْجنَّة، فِيهَا نور يلتهب من نور الْجنَّة، وَنزل مَعَه الرُّكْن ياقوتة بَيْضَاء من ربض الْجنَّة وَكَانَ كرسياً لآدَم عَلَيْهِ السَّلَام يجلس عَلَيْهِ،  
       
    فَلَمَّا صَار آدم بِمَكَّة حرسه الله وحرس لَهُ تِلْكَ الْخَيْمَة بِالْمَلَائِكَةِ، كَانُوا يحرسونها ويذودون عَنْهَا سَاكِني الأَرْض، وسكانها يَوْمئِذٍ الْجِنّ وَالشَّيَاطِين، وَلَا يَنْبَغِي لَهُم أَن ينْظرُوا إِلَى شَيْء من الْجنَّة؛ لِأَنَّهُ من نظر إِلَى شَيْء من الْجنَّة وَجَبت لَهُ، وَالْأَرْض يَوْمئِذٍ طَاهِرَة نقية لم تنجس وَلم تسفك فِيهَا الدِّمَاء وَلم يعْمل فِيهَا الْخَطَايَا،
    فَلذَلِك جعلهَا الله مسكن الْمَلَائِكَة وجعلهم فِيهَا كَمَا كَانُوا فِي السَّمَاء يسبحون اللَّيْل وَالنَّهَار لَا يفترون،
    وَكَانَ وقوفهم فِي أَعْلَام الْحرم صفا وَاحِدًا مستديرين بِالْحرم كُله، الْحل من خَلفهم وَالْحرم كُله من أمامهم فَلَا يجوز بهم جني وَلَا شَيْطَان، فَمن أجل مقَام الْمَلَائِكَة حرم الْحرم حَتَّى الْيَوْم وَوضعت أَعْلَامه حَيْثُ كَانَ مقَام الْمَلَائِكَة،
    وَحرم الله على حَوَّاء دُخُول الْحرم وَالنَّظَر إِلَى خيمة آدم من أجل خطيئتها فَلم تنظر إِلَيْهَا حَتَّى قبضت، وَكَانَ آدم إِذا أَرَادَ أَن يلم بَقَاء للْوَلَد خرج من الْحرم كُله حَتَّى يلقاها، فَلم تزل خيمة آدم مَكَانهَا حَتَّى قَبضه الله ورفعها، وَبنى بَنو آدم من بعْدهَا مَكَانهَا بَيْتا بالطين وَالْحِجَارَة فَلم يزل معموراً يعمرونه وَمن بعدهمْ حَتَّى كَانَ زمن نوح فنسفه الْغَرق وخفى مَكَانَهُ،
    فَلَمَّا بعث الله إِبْرَاهِيم طلب الأساس فَلَمَّا وصل إِلَيْهِ ظلل الله مَكَان الْبَيْت بغمامة فَكَانَت حفاف الْبَيْت الأول،
    وَلم تزل راكدة على حفافه تظل إِبْرَاهِيم وتهديه مَكَان الْبَيْت حَتَّى رفع الْقَوَاعِد قامة ثمَّ انكشفت الغمامة.

    ويروى أَنه لما أهبطه الله إِلَى الأَرْض أهبطه إِلَى مَوضِع الْبَيْت الْحَرَام واشتاق إِلَى الْجنَّة فَأنْزل الله عَلَيْهِ الْحجر الْأسود وَهُوَ ياقوتة من يَوَاقِيت الْجنَّة فَأَخذه آدم فضمه إِلَيْهِ استئناساً بِهِ، فَقيل لَهُ: تخطى يَا آدم فتخطا فَإِذا هُوَ بِأَرْض الْهِنْد فَمَكثَ مَا شَاءَ الله ثمَّ استوحش إِلَى الرُّكْن، فَقيل لَهُ: احجج فحج فَلَقِيته الْمَلَائِكَة فَقَالُوا: بر حجك يَا آدم فقد حجَجنَا هَذَا الْبَيْت قبلك بألفي عَام.

    وَذكر الْأَزْرَقِيّ أَن الْمَلَائِكَة لَقيته بالمأزمين وَفِي رِوَايَة بالردم، وَفِي رِوَايَة أُخْرَى فِي الطّواف ويروى: أَنه أَقَامَ بِمَكَّة يعبد الله عِنْد الْبَيْت فَلم تزل دَاره حَتَّى قَبضه الله بهَا

    ويروى: أَن الله تَعَالَى أنزل الْبَيْت الْحَرَام ياقوتة مجوفة مَعَ آدم فَقيل لَهُ: إِن هَذَا بَيْتِي أنزلته مَعَك يُطَاف حوله كَمَا يُطَاف حول عَرْشِي، وَنزلت مَعَه الْمَلَائِكَة فَرفعُوا قَوَاعِده من حِجَارَة فَوضع الْبَيْت عَلَيْهِ فَلَمَّا أغرق الله قوم نوح رَفعه إِلَى السَّمَاء وَبقيت قَوَاعِده.
    وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ آدم أول من أسس الْبَيْت وَصلى فِيهِ. وَعنهُ قَالَ: حج آدم فَطَافَ بِالْبَيْتِ سبعا فَلَقِيته الْمَلَائِكَة فِي الطّواف، فَقَالُوا: بر حجك يَا آدم أما إِنَّا قد حجَجنَا قبلك هَذَا الْبَيْت بألفي عَام.
    قَالَ: فَمَا كُنْتُم تَقولُونَ فِي الطّواف؟ قَالُوا: كُنَّا نقُول:
    سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر.
    قَالَ آدم: فزيدوا فِيهَا وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. فزادت فِيهَا ذَلِك،
    ثمَّ حج إِبْرَاهِيم بعد بنائِهِ الْبَيْت فَلَقِيته الْمَلَائِكَة فِي الطّواف فَسَلمُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُم إِبْرَاهِيم: مَاذَا كُنْتُم تَقولُونَ فِي طوافكم؟ قَالُوا: كُنَّا نقُول قبل أَبِيك آدم: سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر. فَقَالَ آدم: زيدوا فِيهَا وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه.

    فَقَالَ إِبْرَاهِيم: زيدوا فِيهَا الْعلي الْعَظِيم فَفعلت الْمَلَائِكَة ذَلِك.
    وَعَن وهب بن مُنَبّه قَالَ: إِن آدم عَلَيْهِ السَّلَام لما أهبط إِلَى الأَرْض استوحش لما رأى من شعثها، وَلم ير فِيهَا أحدا غَيره،
    فَقَالَ: يَا رب أما لأرضك هَذِه عَامر يسبحك فِيهَا ويقدس لَك غَيْرِي. قَالَ: سأجعل فِيهَا من ذريتك من يسبح بحمدي ويقدس لي، وسأجعل فِيهَا بُيُوتًا ترفع لذكري ويسبحني فِيهَا خلقي، وسأبوئك فِيهَا بَيْتا أختاره لنَفْسي وأختصه بكرامتي وأوثره على بيُوت الأَرْض كلهَا، باسمي فأسميه بَيْتِي وأنطقه بعظمتي وأحوزه بحرماتي وأجعله أَحَق بيُوت الأَرْض كلهَا وأولاها بذكري، وأضعها فِي الْبقْعَة الَّتِي اخْتَرْت لنَفْسي فَإِنِّي اخْتَرْت مَكَانَهُ يَوْم خلقت السَّمَاوَات وَالْأَرْض، وَقبل ذَلِك قد كَانَ بغيتي، فَهُوَ صفوتي من الْبيُوت وَلست أسْكنهُ، وَلَيْسَ يَنْبَغِي لي أَن أسكن الْبيُوت وَلَا يَنْبَغِي لَهَا أَن تسعني، وَلَكِنِّي على كرْسِي الْكِبْرِيَاء والجبروت وَهُوَ الَّذِي يسْتَقلّ بعرشي وَعَلِيهِ وضعت عظمتي، ثمَّ هُوَ بعد ذَلِك ضَعِيف عني لَوْلَا قوتي، أجعَل ذَلِك الْبَيْت لَك وَلمن بعْدك حرما وَأمنا، أحرم بحرماته مَا فَوْقه وَمَا تَحْتَهُ، فَمن حرمه بحرماتي فقد عظم حرماتي، وَمن أحله فقد أَبَاحَ حرماتي، وَمن آمن أَهله فقد اسنوجب بذلك أماني وَمن أَخَافهُم فقد أخفرني فِي ذِمَّتِي وَمن عظم شَأْنه عظم فِي عَيْني، وَمن تهاون بِهِ صغر فِي عَيْني،
    وَلكُل ملك حِيَازَة مَا حواليه وبطن مَكَّة خيرتي وحيازتي وجيران بَيْتِي، وعمارها وفدي وأضيافي فِي كنفي ضامنون عليّ فِي ذِمَّتِي وجواري، فأجعله أول بَيت وضع للنَّاس وأعمره بِأَهْل السَّمَاء وَالْأَرْض، يأتونه أَفْوَاجًا شعثاً غبراً على كل ضامر يَأْتِين من كل فج عميق، يعجون بِالتَّكْبِيرِ عجيجاً، ويرجّون بِالتَّكْبِيرِ رجيجاً، وينتحبون بالبكاء نحيباً، فَمن اعتمره لَا يُرِيد غَيره فقد زارني ووفد إليّ وَنزل بِي، وَمن نزل بِي فحقيق على أَن أتحفه بكرامتي، وَحقّ على الْكَرِيم أَن يكرم وفده وأضيافه وَأَن يسعف كل وَاحِد مِنْهُم بحاجته، تعمره يَا آدم مَا كنت حيّاً ثمَّ تعمره من بعْدك الْأُمَم والقرون والأنبياء،
    أمة بعد أمة وَقرن بعد قرن وَنَبِي بعد نَبِي حَتَّى يَنْتَهِي ذَلِك إِلَى نَبِي من ولدك وَهُوَ خَاتم النَّبِيين فأجعله من عماره وسكانه وحماته وولاته وسقاته يكون أميني عَلَيْهِ مَا كَانَ حَيا،
    وَأَجْعَل اسْم ذَلِك الْبَيْت وَذكره وشرفه لنَبِيّ من ولدك قبل هَذَا النَّبِي وَهُوَ وَأَبوهُ يُقَال لَهُ: إِبْرَاهِيم، أرفع لَهُ قَوَاعِده وأقضي على يَدَيْهِ عِمَارَته وأنيط لَهُ سقايته، وأريه حلّه وَحرمه وأعلمه مَنَاسِكه ومشاعره وأجعله أمة وَاحِدَة قَانِتًا إليّ، بأَمْري أجتبيه وأهديه إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم، أستجيب لَهُ فِي وَلَده وَذريته من بعده وأشفعه فيهم فأجعلهم أهل ذَلِك الْبَيْت وولاته وحماته، وسقاته وخدّامه وخزانه وحجابه، حَتَّى يبتدعوا ويغيروا، فَإِذا فعلوا ذَلِك فَأَنا أقدر القادرين على أَن أستبدل من أَشَاء بِمن أَشَاء،
    أجعَل إِبْرَاهِيم أهل ذَلِك الْبَيْت وَأهل تِلْكَ الشَّرِيعَة يأتم بِهِ من حضر تِلْكَ المواطن من جَمِيع الْإِنْس وَالْجِنّ يطأون فِيهَا آثاره ويتبعون فِيهَا سنته ويقتدون فِيهَا بهديه، فَمن فعل ذَلِك مِنْهُم أوفى نَذره واستكمل نُسكه،
    وَمن لم يفعل ضيع نُسكه وَأَخْطَأ بغيته، فَمن سَأَلَ عني يَوْمئِذٍ فِي تِلْكَ المواطن أَيْن أَنا؟ فَأَنا مَعَ الشعث الغبر الْمُوفينَ بنذورهم المستكملين مناسكهم المستهدين إِلَى رَبهم، وَلَيْسَ هَذَا الْأَمر الَّذِي قصصت عَلَيْك يَا آدم شَأْنه يزايدني فِي ملكي وَلَا عظمتي وسلطاني، إِلَّا كَمَا زَادَت قَطْرَة من رشاش وَقعت فِي سَبْعَة أبحر تمدها من بعْدهَا سَبْعَة أبحر لَا تحصى بل القطرة أَزِيد فِي الْبَحْر من هَذَا الْأَمر فِي شَيْء مِمَّا عِنْدِي من الْغنى وَالسعَة. الحَدِيث رَوَاهُ الْأَزْرَقِيّ


    ويروى عَن عَطاء أَنه أهبط آدم عَلَيْهِ السَّلَام مَعَه بَيت وَكَانَ يطوف بِهِ والمؤمنون من وَلَده كَذَلِك إِلَى زمَان الْغَرق ثمَّ رَفعه الله فَصَارَ فِي السَّمَاء وَهُوَ الَّذِي يدعى الْبَيْت الْمَعْمُور
    ذكره الْحَلِيمِيّ فِي كتاب " منهاج الدّين " لَهُ، وَقَالَ: يجوز أَن يكون معنى مَا قَالَه قَتَادَة: من أَنه أهبط مَعَ آدم بَيت. أَي: أهبط مَعَه مِقْدَار الْبَيْت الْمَعْمُور طولا وعرضاً وسمطاً ثمَّ قيل لَهُ: ابْن بِقَدرِهِ وخياله فَكَانَ خياله مَوضِع الْكَعْبَة فبناها فِيهِ،
    وَأما الْخَيْمَة فقد يجوز أَن تكون أنزلت وَضربت فِي مَوضِع الْكَعْبَة فَلَمَّا أَمر ببنائها فبناها كَانَت حول الْكَعْبَة؛ طمأنينة لقلب آدم مَا عَاشَ ثمَّ رفعت. فتتفق هَذِه الْأَخْبَار.
    وَفِي رِوَايَة: لما فرغ آدم من بِنَاء الْبَيْت خرج بِهِ الْملك إِلَى عَرَفَات، فَأرَاهُ الْمَنَاسِك كلهَا الَّتِي يَفْعَلهَا النَّاس الْيَوْم،
    ثمَّ قدم بِهِ مَكَّة وَطَاف بِالْبَيْتِ أسبوعاً، ثمَّ رَجَعَ إِلَى أَرض الْهِنْد.فصل مَا جَاءَ فِي رفع الْبَيْت الْمَعْمُور من الْغَرق وَبِنَاء ولد آدم الْبَيْت بعده وَطواف سفينة نوح بِالْبَيْتِ، وَأثر الْكَعْبَة بَين نوح وَإِبْرَاهِيم وَاخْتِيَار إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام مَوضِع الْبَيْت

    عَن مُجَاهِد قَالَ: بَلغنِي أَنه لما خلق الله السَّمَاوَات وَالْأَرْض كَانَ أول شَيْء وَضعه فِيهَا الْبَيْت الْحَرَام، وَهُوَ يَوْمئِذٍ ياقوتة حَمْرَاء لَهَا بَابَانِ شَرْقي وَغَرْبِيٌّ، فَجعله مُسْتَقْبل الْبَيْت الْمَعْمُور، فَلَمَّا كَانَ زمن الْغَرق رفع فِي ديباجتين وَهُوَ فيهمَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة، واستودع الله الرُّكْن أَبَا قبيس.
    وَفِي رِوَايَة: بعث جِبْرِيل حَتَّى خبأه فِي أبي قبيس؛ وَفِي رِوَايَة: رفع إِلَى السَّمَاء؛
    وَقَالَ ابْن عَبَّاس: كَانَ ذَهَبا فَرفع زمَان الْغَرق،
    وَقَالَ ابْن جريج: كَانَ بِمَكَّة الْبَيْت الْمَعْمُور فَرفع زمَان الْغَرق فَهُوَ فِي السَّمَاء.
    ويروى: أَن آدم عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: أَي رب إِنِّي أعرف شقوتي إِنِّي لَا أرى شَيْئا من نورك بعد؛ فَأنْزل الله الْبَيْت الْمَعْمُور على عرض الْبَيْت فِي مَوْضِعه من ياقوتة حَمْرَاء، وَلَكِن طوله كَمَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وَأمره أَن يطوف بِهِ؛ فَأذْهب الله عَنهُ الْغم الَّذِي كَانَ يجد، ثمَّ رفع على عهد نوح.
    وَعَن وهب بن مُنَبّه قَالَ: لما رفعت الْخَيْمَة الَّتِي وضعت بِمَكَّة فِي مَوضِع الْبَيْت وَمَات آدم، بنى بَنو آدم من بعده مَكَانهَا بنياناً بالطين وَالْحِجَارَة، فَلم يزل معموراً يعمرونه هم وَمن بعدهمْ حَتَّى كَانَ زمن نوح فنسفه الْغَرق،
    وَفِي رِوَايَة: أول من بنى الْبَيْت بالطين وَالْحِجَارَة شِيث عَلَيْهِ السَّلَام
    وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ مَعَ نوح عَلَيْهِ السَّلَام فِي السَّفِينَة ثَمَانُون رجلا مَعَهم أهلوهم، وَكَانُوا فِي السَّفِينَة مائَة وَخمسين يَوْمًا،
    وَأَن الله تَعَالَى وَجه السَّفِينَة إِلَى مَكَّة فدارت بِالْبَيْتِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَجههَا إِلَى الجودي فاستقرت عَلَيْهِ
    فَبعث نوح الْغُرَاب؛ ليَأْتِيه بِخَبَر الأَرْض فَذهب وَلم يرجع فَوَقع فِي الْجِيَف وَأَبْطَأ عَنهُ، فَبعث بالحمامة فَأَتَت بورق الزَّيْتُون ولطخت رجلهَا بالطين، فَعرف نوح أَن المَاء قد نضب فهبط إِلَى أَسْفَل الجودي فابتنى قَرْيَة، فَأَصْبحُوا ذَات يَوْم قد تبلبلت ألسنتهم على ثَمَانِينَ لُغَة، أَحدهَا الْعَرَبِيّ وَكَانَ لَا يفقه بَعضهم كَلَام بعض، وَكَانَ نوح عَلَيْهِ السَّلَام يعبر عَنْهُم.

    وَعَن مُجَاهِد: أَنه كَانَ مَوضِع الْبَيْت قد خَفِي ودرس من الْغَرق بَين نوح وَإِبْرَاهِيم عَلَيْهِمَا السَّلَام قَالَ: فَكَانَ مَوْضِعه أكمة حَمْرَاء مَدَرَة لَا يعلوها السُّيُول، وَكَانَ يَأْتِيهِ الْمَظْلُوم من أقطار الأَرْض وَيَدْعُو عِنْده المكروب فقلّ من دَعَا هُنَالك إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ، وَكَانَ النَّاس يحجون إِلَى مَوضِع الْبَيْت حَتَّى بوأ الله مَكَانَهُ لإِبْرَاهِيم.

    وَعَن عُثْمَان بن سَاج قَالَ: بلغنَا أَن إِبْرَاهِيم عرج بِهِ إِلَى السَّمَاء فَنظر إِلَى الأَرْض مشارقها وَمَغَارِبهَا فَاخْتَارَ مَوضِع الْكَعْبَة، فَقَالَت لَهُ الْمَلَائِكَة: يَا خَلِيل الله اخْتَرْت حرم الله فِي الأَرْض، فبناه من حِجَارَة وَسَبْعَة أجبل، وَقيل: خَمْسَة، وَكَانَت الْمَلَائِكَة تَأتي بِالْحِجَارَةِ إِلَى إِبْرَاهِيم من تِلْكَ الْجبَال.فصل مَا جَاءَ فِي إسكان إِبْرَاهِيم ابْنه إِسْمَاعِيل وَأمه فِي بَدْء أمره عِنْد الْبَيْت

    عَن مُجَاهِد: أَن الله تَعَالَى لما بوأ لإِبْرَاهِيم مَكَان الْبَيْت خرج إِلَيْهِ من الشَّام وَخرج مَعَه بِابْنِهِ إِسْمَاعِيل وَأمه هَاجر، وَإِسْمَاعِيل طِفْل مرضع وحملوا على الْبراق وَمَعَهُ جِبْرِيل يدله على مَوضِع الْبَيْت ومعالم الْحرم، وَجعل إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام لَا يمر بقرية من الْقرى إِلَّا قَالَ إِبْرَاهِيم: أَبِهَذَا أمرت؟ فَيَقُول لَهُ جِبْرِيل: امْضِ حَتَّى قدم مَكَّة، وَهِي إِذْ ذَاك عضاه من سلم وَسمر، وَبهَا العماليق خَارِجا عَن مَكَّة فِيمَا حولهَا، وَالْبَيْت يَوْمئِذٍ ربوة حَمْرَاء مَدَرَة، فَقَالَ إِبْرَاهِيم لجبريل: أها هُنَا أمرت أَن أضعهما؟ قَالَ: نعم. فَعمد بهما إِلَى مَوضِع الْحجر فأنزلهما فِيهِ، وَأمر هَاجر أم إِسْمَاعِيل تتَّخذ فِيهَا عَرِيشًا،

    ثمَّ قَالَ: "
    رَبنَا إِنِّي أسكنت من ذريتي بواد غير ذِي زرع عِنْد بَيْتك الْمحرم
    " الْآيَة. ثمَّ انْصَرف إِلَى الشَّام وتركهما عِنْد الْبَيْت.

    قَالَ ابْن جريج: وَبَلغنِي أَن جِبْرِيل قَالَ لأم إِسْمَاعِيل فَأَشَارَ بهَا إِلَى مَوضِع الْبَيْت هَذَا أول بَيت وضع للنَّاس، وَهُوَ بَيت الله الْعَتِيق، واعلمي أَن إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل يرفعانه للنَّاس ويعمرانه، فَلَا يزَال معموراً محرما مكرماً إِلَى يَوْم الْقِيَامَة،
    فَمَاتَتْ أم إِسْمَاعِيل قبل أَن يرفعهُ إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل، فدفنت فِي مَوضِع الْحجر.

    فصل مَا جَاءَ فِي بِنَاء إِبْرَاهِيم الْكَعْبَة


    قَالَ الله تَعَالَى: "
    وَإِذ يرفع إِبْرَاهِيم الْقَوَاعِد من الْبَيْت
    " أَي: يَبْنِي الْقَوَاعِد وَهِي الأساس جمع قَاعِدَة.
    عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لبث إِبْرَاهِيم مَا شَاءَ الله أَن يلبث، ثمَّ جَاءَ الثَّالِثَة فَوجدَ إِسْمَاعِيل قَاعِدا تَحت الدوحة الَّتِي إِلَى نَاحيَة السّتْر يبري نبْلًا لَهُ فَسلم عَلَيْهِ وَنزل عَلَيْهِ فَقعدَ مَعَه، فَقَالَ إِبْرَاهِيم: يَا إِسْمَاعِيل إِن الله قد أَمرنِي بِأَمْر. فَقَالَ إِسْمَاعِيل: أطع رَبك فِيمَا أَمرك ويروى: أَنه قَالَ: وتعينني. قَالَ: وأعينك فَقَالَ إِبْرَاهِيم: أَمرنِي رَبِّي أَن أبني لَهُ بَيْتا. قَالَ لَهُ إِسْمَاعِيل: وَأَيْنَ هُوَ؟
    فَأَشَارَ لَهُ إِلَى أكمة مُرْتَفعَة على مَا حولهَا عَلَيْهَا رَضْرَاض من حَصْبَاء يَأْتِيهَا السَّيْل من نَوَاحِيهَا وَلَا يركبهَا، فقاما يحفران عَن الْقَوَاعِد ويقولان:
    رَبنَا تقبل منا إِنَّك أَنْت السَّمِيع الْعَلِيم
    ،
    رَبنَا تقبل منا إِنَّك سميع الدُّعَاء
    . وَيحمل لَهُ إِسْمَاعِيل الْحِجَارَة على رقبته وَيَبْنِي إِبْرَاهِيم،
    فَلَمَّا ارْتَفع الْبُنيان وشق على إِبْرَاهِيم تنَاوله قرب لَهُ هَذَا الْحجر يَعْنِي الْمقَام فَكَانَ يقوم عَلَيْهِ وَيَبْنِي ويحوله فِي نواحي الْبَيْت،
    حَتَّى انْتهى إِلَى وَجه الْبَيْت فَلذَلِك سمي مقَام إِبْرَاهِيم لقِيَامه عَلَيْهِ.

    وَفِي رِوَايَة لِابْنِ عَبَّاس: أَنه لما جَاءَ إِبْرَاهِيم إِلَى إِسْمَاعِيل وَرَآهُ قَامَ إِلَيْهِ فصنعا كَمَا يصنع الْوَلَد بالوالد وَالْوَالِد بِالْوَلَدِ، وبكيا حَتَّى أبكيا أَو أجابتهما الطير.
    وَقَالَ مُجَاهِد: أقبل إِبْرَاهِيم وَمَعَهُ السكينَة والصّرد وَالْملك من الشَّام دَلِيلا، حَتَّى تبوءا الْبَيْت الْحَرَام، كَمَا تبوأ العنكبوت بَيْتا، وَكَانَ للسكينة رَأس كرأس الْهِرَّة وجناحان. وَفِي رِوَايَة: كَأَنَّهَا غمامة أَو ضَبَابَة فِي وَسطهَا كَهَيئَةِ الرَّأْس يتَكَلَّم،
    وَفِي رِوَايَة: هِيَ ريح خجوج لَهَا رَأس، وَفِي رِوَايَة: لَهَا رأسان، وَفِي رِوَايَة: لَهَا وَجه يتَكَلَّم وَهُوَ بعد ريح هفافة،
    وَفِي رِوَايَة: لَهَا رَأس كرأس الْإِنْسَان، وَقيل: السكينَة الرَّحْمَة. قَالَ السُّهيْلي: والسكينة من شَأْن الصَّلَاة.
    قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "
    وأتوها وَعَلَيْكُم السكينَة
    ". فَجعلت علما على قبلتها حِكْمَة من الله سُبْحَانَهُ.
    فَقَالَت السكينَة: يَا إِبْرَاهِيم ربّض على الْبَيْت، فَلذَلِك لَا يطوف بِالْبَيْتِ ملك من هَذِه الْمُلُوك وَلَا أَعْرَابِي نافر وَلَا جَبَّار إِلَّا رَأَيْت عَلَيْهِ السكينَة.
    وَفِي رِوَايَة: قَالَت السكينَة ورأيتها تَتَكَلَّم يَا إِبْرَاهِيم: خُذ قدري من الأَرْض لَا يزِيد وَلَا ينقص، فَخط فَذَلِك بكة وَمَا حواليها مَكَّة.
    وَفِي رِوَايَة: قَالَت لَهُ: يَا إِبْرَاهِيم إِن رَبك يَأْمُرك أَن تخط قدر هَذِه السحابة، فَجعل ينظر إِلَيْهَا وَيَأْخُذ قدرهَا،
    فَقَالَ لَهُ رَأس السكينَة: قد فعلت. قَالَ: نعم،، فارتفعت السحابة، وَفِي رِوَايَة: أَن الغمامة لم تزل راكدة تظل إِبْرَاهِيم وتهديه مَكَان الْقَوَاعِد حَتَّى رفع الْقَوَاعِد قامة، ثمَّ انكشفت الغمامة فأبرز عَن أس " يانت " من الأَرْض فبناه إِبْرَاهِيم،
    وَفِي رِوَايَة: فحفر فأبرز عَن ربض أَمْثَال حلف الْإِبِل، لَا يُحَرك الصَّخْرَة إِلَّا ثَلَاثُونَ رجلا،
    وَفِي رِوَايَة: لما بعث الله إِبْرَاهِيم ليبني الْبَيْت، طلب الأساس الأول الَّذِي وَضعه بَنو آدم فِي مَوضِع الْخَيْمَة الَّتِي عزى الله بهَا آدم من خيام الْجنَّة، حِين وضعت لَهُ بِمَكَّة فِي مَوضِع الْبَيْت، فَلم يزل إِبْرَاهِيم يحْفر حَتَّى وصل إِلَى الْقَوَاعِد الَّتِي أسس بَنو آدم فِي زمانهم فِي مَوضِع الْخَيْمَة، فَلَمَّا وصل إِلَيْهَا ظلل الله لَهُ مَكَان الْبَيْت بغمامة، وَلم تزل راكدة تظل إِبْرَاهِيم وتهديه مَكَان الْقَوَاعِد حَتَّى رفع الْقَوَاعِد قامة، ثمَّ انكشفت الغمامة، وَكَانَ إِبْرَاهِيم يَبْنِي فِي كل يَوْم سافاً، وَمَكَّة يَوْمئِذٍ شَدِيدَة الْحر، وَإِسْمَاعِيل يناوله الْحِجَارَة.
    قَالَ ابْن عَبَّاس: أما وَالله مَا بنياه بِقصَّة وَلَا مدر وَلَا كَانَ مَعَهُمَا من الأعوان وَالْأَمْوَال مَا يسقفانه، ولكنهما أعلماه وطافا بِهِ، وَفِي رِوَايَة: ورضماه رضماً فَوق الْقَامَة وَلم يسقفاه. والرضم: أَن ينضد الْحِجَارَة بَعْضهَا على بعض من غير ملاط، فَلَمَّا ارْتَفع الْبُنيان قرب إِسْمَاعِيل لإِبْرَاهِيم الْمقَام، فَكَانَ إِبْرَاهِيم يُقيم عَلَيْهِ وَيَبْنِي ويحوله إِسْمَاعِيل فِي نواحي الْبَيْت.

    قَالَ السُّهيْلي: بناه من خَمْسَة أجبل، كَانَت الْمَلَائِكَة تَأتيه بِالْحِجَارَةِ مِنْهَا، وَهِي: طور سيناء وطور زيتا اللَّذين بِالشَّام، والجودي وَهُوَ بالجزيرة ولبنان وحراء هَكَذَا ذكر السُّهيْلي أَن لبنان بِالْحرم، وهما بِالْحرم قَالَ: وانتبه لحكمة الله كَيفَ جعل بناءهما من خَمْسَة أجبل، فشاكل ذَلِك مَعْنَاهَا إِذْ هِيَ قبْلَة للصلوات الْخمس وعمود الْإِسْلَام وَقد بني على خَمْسَة. .

    وَقيل إِن قَوَاعِده من حراء. وَفِي رِوَايَة: أسس الْبَيْت من خَمْسَة، وَفِي رِوَايَة: وَكَانَ ربضه من حراء.
    قَالَ الْخَلِيل: والربض هَهُنَا الأساس المستدير بِالْبَيْتِ من الصخر، ويروى: أَن ذَا القرنين قدم مَكَّة وهما يبنيان، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَا: نَحن عَبْدَانِ مأموران أمرنَا بِالْبِنَاءِ. فَقَالَ: فهاتا البنية على مَا تدعيان فَقَامَتْ خَمْسَة أكبش، فَقُلْنَ: نشْهد أَن إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل عَبْدَانِ مأموران بِالْبِنَاءِ. فَقَالَ: قد رضيت وسلمت وَمضى. فَلَمَّا انْتهى إِبْرَاهِيم فِي الْبناء إِلَى مَوضِع الْحجر الْأسود قَالَ إِسْمَاعِيل: اذْهَبْ فائتني بِحجر أَضَعهُ هُنَا؛ ليَكُون علما للنَّاس يبتدئون مِنْهُ الطّواف وَفِي رِوَايَة: ليقتدي النَّاس بِهِ فَذهب إِسْمَاعِيل إِلَى الْوَادي يطْلب حجرا، فَأَتَاهُ بِحجر فَلم يرضه، فَذهب فَطلب حجرا آخر، فجَاء جِبْرِيل بِالْحجرِ الْأسود
    وَفِي رِوَايَة: نزل بِهِ من الْجنَّة وَفِي رِوَايَة: جَاءَ بِهِ من أبي قبيس؛ لِأَنَّهُ كَانَ استودع أَبُو قبيس الرُّكْن زمَان الْغَرق على مَا قيل
    وَفِي رِوَايَة: لما غرقت الأَرْض استودع الله أَبَا قبيس الْحجر الْأسود، وَقَالَ: إِذا رَأَيْت خليلي يَبْنِي لي بَيْتا فأعطه إِيَّاه.
    فَلَمَّا ابْتغى إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام الْحجر الْأسود ناداه من أبي قبيس أَلا أَنا هَذَا فرقي إِلَيْهِ إِبْرَاهِيم فَأَخذه فَوضع بالموضع الَّذِي هُوَ فِيهِ الْيَوْم
    وَفِي رِوَايَة: صَاح أَبُو قبيس يَا إِبْرَاهِيم يَا خَلِيل الرَّحْمَن إِن لَك عِنْدِي وَدِيعَة فَخذهَا، فَإِذا هُوَ بِحجر أَبيض من ياقوت الْجنَّة،
    فجَاء إِسْمَاعِيل فَوجدَ إِبْرَاهِيم قد وضع الْحجر فِي مَكَانَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَت من أَيْن لَك هَذَا الْحجر؟ قَالَ: جائني بِهِ من لم يكلني إِلَيْك وَلَا إِلَى حجرك
    وَفِي رِوَايَة: من عِنْد من لم يتكل على بنائي وبنائك وَفِي رِوَايَة: وضع جِبْرِيل الْحجر فِي مَكَانَهُ وَبنى عَلَيْهِ وَهُوَ حِينَئِذٍ يتلألأ تلألؤا من شدَّة بياضه، فأضاء نوره شرقاً وغرباً ويمناً وشاماً، فَكَانَ نوره يضيء إِلَى مُنْتَهى أنصاب الْحرم من كل نَاحيَة من نواحي الْحرم، وَقيل: إِنَّمَا شدَّة سوَاده؛ لِأَنَّهُ أَصَابَهُ الْحَرِيق مرّة بعد مرّة فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام؛ فَأَما حريقه فِي الْجَاهِلِيَّة فَإِنَّهُ ذهبت امْرَأَة فِي زمن قُرَيْش تجمر الْكَعْبَة، فطارت شرارة من أستاء الْكَعْبَة، فأحرقت الْكَعْبَة فَاحْتَرَقَ الرُّكْن الْأسود واسود وتوهنت الْكَعْبَة،
    وَكَانَ هُوَ الَّذِي هاج قُريْشًا على هدمها وبنائها.
    وَأما حريقه فِي الْإِسْلَام فَفِي عصر ابْن الزبير أَيَّام حاصره الْحصين بن نمير الْكِنْدِيّ، احترقت الْكَعْبَة وَاحْتَرَقَ الرُّكْن فتفلق ثَلَاث فلق حَتَّى شعبه ابْن الزبير بِالْفِضَّةِ،
    وَقيل: سوَاده لِمَعْنى آخر وَتقدم فِي بَاب الْفَضَائِل. وَجعل إِبْرَاهِيم طول الْبَيْت فِي السَّمَاء تِسْعَة أَذْرع، وَعرضه فِي الأَرْض اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ ذِرَاعا من الرُّكْن الْأسود إِلَى الرُّكْن الشَّامي الَّذِي هُوَ عِنْد الْحجر من وَجهه، وَجعل عرض مَا بَين الرُّكْن الشَّامي إِلَى الرُّكْن الغربي الَّذِي فِيهِ الْحجر اثْنَيْنِ وَعشْرين ذِرَاعا، وَجعل عرض ظهرهَا من الرُّكْن الغربي إِلَى الرُّكْن الْيَمَانِيّ أحدا وَثَلَاثِينَ ذِرَاعا، وَجعل عرض شقها الْيَمَانِيّ من الرُّكْن الْأسود إِلَى الرُّكْن الْيَمَانِيّ عشْرين ذِرَاعا، فَلذَلِك سميت الْكَعْبَة؛ لِأَنَّهَا على خلقَة الكعب،

    وَكَذَلِكَ بُنيان أساس آدم عَلَيْهِ السَّلَام وَجعل بَابهَا بِالْأَرْضِ غير مبوب، حَتَّى كَانَ تبع أسود الْحِمْيَرِي هُوَ الَّذِي جعل لَهَا بَابا وغلقاً فارسياً وَكَسَاهَا كسْوَة تَامَّة وَنحر عِنْدهَا.
    وَجعل إِبْرَاهِيم الْحجر إِلَى جنب الْبَيْت عريّاً من أَرَاك يقتحمه الْغَيْر فَكَانَ زرباً لغنم إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلَام
    وحفر إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام جبا فِي بطن الْكَعْبَة على يَمِين من دخله يكون خزانَة الْبَيْت، يلقى فِيهِ مَا يهدي للكعبة، وَهُوَ الْجب الَّذِي نصب عَلَيْهِ عَمْرو بن لحي هُبل الصَّنَم الَّتِي كَانَت قُرَيْش تعبده وتستقسم عِنْده بالأزلام حِين جَاءَ بِهِ من هيت من أَرض الجزيرة.
    -------------------------------------------------------------------------------------
    تابعونا أحبابنا ولا تنسونا من صالح دعائكم


    عدل سابقا من قبل sadekalnour في الإثنين يونيو 05, 2023 9:17 am عدل 1 مرات

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                Empty رد: تاريخ الكعبه المشرفه -: بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد يونيو 04, 2023 2:42 pm

    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                2711
    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                3111

    تقع مكة المكرمة في الجهة الغربية من جزيرة العرب، في واد من أودية تخوم جبال السراة، تحفه الجبال من كل جانب. عند تقاطع خط العرض 21 درجة و25 دقيقة شمالاً، وخط الطول 39 درجة و49 دقيقة شرقاً. ويصل ارتفاعها عن سطح البحر إلى أكثر من ثلاث مئة متر.
     القرآن الكريم لا يتضمن نصًا ولا دلالةً أو إشارةً ظاهرة بأن مكة المكرمة أو الكعبة المشرفة تقع في مركز الأرض ووسطها، لكن بعضاً من المفسرين يعتقد أن في القرآن الكريم إشارات تدل على وقوع الكعبة في منتصف العالم، وفي السنة النبوية تصريح بهذا.

    فقال الراغب الأصفهاني في المفردات في غريب القرآن عن مكة: «سميت بذلك لأنها وسط الأرض، كالمخ الذي هو أصل ما في العظم».
     ويقول القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن: «وكما أن الكعبة وسط الأرض، كذلك جعلناكم أمة وسطا».
    وقال البغوي في تفسيره لآية 92 من سورة الأنعام ﴿
    وَهَـَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مّصَدّقُ الّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمّ الْقُرَىَ وَمَنْ حَوْلَهَا
    [color]﴾}[/color] 11 قائلاً: «إنما سميت مكة «أم القرى» لأنها أصل قرى الأرض كلها، ومنها دحيت الأرض، فهي لذلك وسط الأرض»
     وتفيد الروايات التاريخية أن الكعبة بنيت 12 مرة عبر التاريخ؛
    وفيما يلي أسماء البناة:
    الملائكة وآدم وشيث بن آدم وإبراهيم وإسماعيل والعمالقة وجرهم وقصي بن كلاب وقريش وعبد الله بن الزبير عام 65 هـ، والحجاج بن يوسف عام 74 هـ، والسلطان مراد الرابع عام 1040 هـ.

    ويبدأ تاريخ المسجد الحرام بتاريخ بناء الكعبة المشرفة، وقد بناها -كما تقدم- أول مرة الملائكة قبل آدم،، لكنها هدمت بفعل طوفان نبي الله نوح. بعد الطوفان قام سيدنا إبراهيم مع سيدنا إسماعيل بإعادة بناء الكعبة، بعد أن أوحى الله إلى سيدنا إبراهيم بمكان البيت، قال تعالى:
    وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ
      

    وهـكذا أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا إبراهيم ببناء البيت الحرام وذكر القرآن الكريم بناء سيدنا إبراهيم وابنه سيدنا  إسماعيل للكعبة وتطهير المساحة المحيطة به، ولقد جاءه (أي إبراهيم) جبريل بالحجر الأسود، ولم يكن في بادئ الأمر أسود بل كان أبيضاً يتلألأ من شدة البياض، وذلك لقول الرسول صل الله عليه وسلم «
    الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضاً من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك
    [color]».[/color]

    بناء قريش للكعبة قبيل الإسلام

    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                3311
    بقيت الكعبة على حالها إلى أن أعيد بناؤها على يد قريش في الجاهلية، وذلك بعد عام الفيل بحوالي ثلاثين عاماً، إذ حدث حريق كبير بالكعبة، نتج عن محاولة امرأة من قريش تبخير الكعبة فاشتعلت النار وضعف البناء، ثم جاء سيل حطم أجزاء الكعبة، فأعادت قريش بناءها، واتفقوا أن لا يُدخلوا في بنائها إلا مالاً طيباً فقصرت بهم النفقة فأخرجوا من جهة الحجر ثلاثة أمتار؛ 
    ومن مميزات بنائهم أنهم رفعوا الباب من مستوى المطاف ليدخل الكعبة من أرادوه وسدوا الباب الخلفي المقابل لهذا الباب وسقفوا الكعبة وجعلوا لها ميزاباً يسكب مياه الأمطار في الحطيم،
     ورفعوا بناء الكعبة 8.64 متر بعد أن كان 4.32 متر، وقد حضره الحبيب صل الله عليه وسلم محمد، وكان يبلغ من العمر حينها 35 سنة وشارك بنفسه الشريفة أعمامه في العمل، ولما أرادت قريش في هذا البناء أن ترفع الحجر الأسود لتضعه في مكانه اختصمت بطون قريش فيما بينها، حتى كادت تقع بينهم الحرب،
     ثم اصطلحوا على أن يحكم بينهم أول رجل يخرج عليهم من هذه السكة، فكان رسول الله صل الله عليه وسلم أول من خرج فقضى بينهم أن يجعلوا الحجر الأسود في مرط (أي كساء) ثم يرفعه زعماء القبائل فرفعوه ثم ارتقى صل الله عليه وسلم  فوضعه بيده الشريفة مكانه، فحل بذلك المشكلة التي كادت تسبب حروباً بين قبائل قريش. 
    ويجب أن نشير أيضا أن قصي بن كلاب وهو أحد أجداد الرسول صل الله عليه وسلم أول من سقف الكعبة، حيث قام بسقفها بخشب الدوم وجريد النخيل، وذلك قبل بناء قريش للكعبة بزمن طويل.

    بناء عبد الله بن الزبير
    وفي عهد عبد الله بن الزبير أعيد بناء الكعبة بعدما أصابها من الحريق الذي شب في الكعبة بعدما رميت بالمنجنيق، أثناء حصار يزيد بن معاوية لمكة في نزاعه مع عبد الله بن الزبير،
     وسبب الحصار هو أن عبد الله بن الزبير رفض مبايعة يزيد بن معاوية وثار الزبيريون معه في المدينة فأرسل يزيد جيشاً إلى المدينة بقيادة مسلم بن عقبة، ودخلها ثم اتجه إلى مكة ولكنه توفي قبل أن يصل إليها، فخلفه في قيادة الجيش الحصين بن النمير الذي حاصر مكة لفترة، وبالفعل استطاع الحصين أن يسيطر على جبل أبي قبيس وجبل قعيقعان، ثم أخذ يرمي الزبير وأتباعه الذين كانوا متحصنين داخل المسجد بالمنجنيق فأصيب المسجد، ولم يكتف الحصين بذلك بل رمى المسجد بالنار فاحترقت الكعبة، وضعف بنائها، ولكن الحصين عاد إلى الشام بعد أن توفي يزيد.

    بعد مبايعة عبد الله بن الزبير خليفة على المسلمين سنة 64 هـ كان أمامه أمران: إما أن يرمم الكعبة أو أن يهدمها ثم يعيد بنائها، فقرر هدم الكعبة وإعادة بنائها على قواعد النبي إبراهيم،، لما كان قد سمع من خالته عائشة أم المؤمنين حديثاً يقول فيه النبي صل الله عليه وسلم أن قريش نقصوا من بناء الكعبة لأن أموالهم قصرت بهم وأنه لولا حداثة قريش بالإسلام لأعاد بنائها وجعل لها بابين ليدخل الناس من أحدهما ويخرجوا من الآخر. فأعاد عبد الله بناء الكعبة على هذا النحو وزاد في بنائها لتكون على قواعد البناء القديم في عهد إبراهيم وجعل لها بابين على مستوى الأرض. وكان ارتفاعها سبعة وعشرون ذراعاً وعرض جدرانها ذراعين كما جعل لها بابين (شرقي للدخول وغربي للخروج)، كما قام ابن الزبير بتوسعة المسجد الحرام، وقد تمت هذه التوسعة في السنة الخامسة والستين هجرية، وضاعفت من مساحة المسجد وبلغت مساحته عشرة آلاف متر مربع

    بناء الحجاج بن يوسف في العهد الأموي

    قرر عبد الملك بن مروان التخلص من عدوه ومنافسه عبد الله بن الزبير إلى الأبد، فجهز جيشاً ضخماً لمنازلة ابن الزبير في مكة، وأمر عليه الحجاج بن يوسف وأمره بالسير إلى مكة للقضاء على ابن الزبير. فخرج بجيشه إلى الطائف، وانتظر الخليفة ليزوده بمزيد من الجيوش، فتوالت الجيوش إليه حتى تقوى تماماً،
     ثم زحف (أي الحجاج) إلى مكة في موسم الحج ونصب المـجانيق على جبل أبي قبيس وعلى جبل قعيقعان ونواحي مكة كلها، فتحصن ابن الزبير في المسجد وأخذت أحجار المنجنيق تتساقط على المسجد، وبسبب هذا القصف احترقت الكعبة، 
    فأضطر ابن الزبير إلى الخروج للقتال مع جماعة من أتباعه حتى قتل جميع أتباعه وانتهى الأمر بقتل ابن الزبير، 
    وبعد أن سيطر الحجاج على مكة كتب إلى الخليفة عبد الملك بن مروان أن ابن الزبير قد زاد في البيت ما ليس فيه وقد أحدث فيه باباً آخر، فكتب إليه عبد الملك: «أن سد بابها الغربي وأهدم ما زاد فيها من الحجر»،
     فهدم الحجاج منها ستة أذرع وبناها على أساس قريش وسد الباب الغربي وسد ما تحت عتبة الباب الشرقي لارتفاع أربعة اذرع ووضع مصراعان يغلقان الباب. فأمر عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف أن يعيد بناء الكعبة إلى ما كانت عليه في عهد قريش وذلك لعدم علمه بحديث عائشة رضى الله عنها،

    وفي عهد الوليد بن عبد الملك كانت عمارة التوسعة الرابعة للمسجد وذلك في سنة 91 هجرية، وذلك بعد سيل جارف أصابها، 
    وقد زاد من مساحة المسجد، وأجمع الكثير من المؤرخين على أن الوليد بن عبد الملك كان أول من استعمل الأعمدة التي جلبت من مصر والشام في بناء المسجد الحرام، وكان عمل الوليد عملاً محكماً بأساطين الرخام، وقد سقفه بالساج، وجعل على رؤوس الأساطين الذهب وأزّر المسجد من داخله بالرخام، وجعل على وجوه الطيقـان الفُسَيْفساء، وشيد الشرفات ليستظل بها المصلون من حرارة الشمس، وقدرت زيادته بـ (2805) متراً.

    بناء السلطان مراد الرابع في العهد العثماني

    وفي عهد السلطان أحمد الأول، حدث تصدع في جدران الكعبة وكذلك في جدار الحجر، وكان من رأي السلطان أحمد هدم بناء الكعبة وإعادة بنائها من جديد لكن عُلماء العثمانيين منعوه من ذلك، أما المهندسين فأشاروا عليه بدلا من ذلك بعمل نطاقين من النحاس الأصفر المطلي بالذهب واحد علوي وآخر سفلي، ورغم ذلك لم تصمد الكعبة طويلا وتهدمت جدرانها عقب أمطار غزيرة التي شهدتها مكة المكرمة يوم الأربعاء 19 شعبان 1039 هـ الموافق أبريل 1630م، 
    وتحول هذا المطر إلى سيل عظيم، داخل المسجد الحرام والكعبة، وبلغ منتصفها من الداخل وحمل جميع ما في المسجد من خزائن الكتب والقناديل والبسط وغيرها، وخرب الدور واستخرج الأثاث منها، ومات بسببه خلق كثير. وسقط جدارها الشامي وجزء من الجدارين الشرقي والغربي، وسقطت درجة السطح، لذلك أمر السلطان مراد الرابع بسرعة عمارتها.

    فأمر السلطان العثماني مراد الرابع بتجديدها على أيدي مهندسين مصريين في سنة 1040 هـ/1630مـ، وهو البناء الأخير والحالي للكعبة، حيث تم إصلاح وترميم المسجد بأكمله وفرشت أرضه بالحصى، وبدأ العمل في عمارتها يوم الأحد الموافق 23 جمادى الآخرة لسنة 1040 هـ/1630م، وتم الانتهاء من البناء في غرة شهر رمضان من السنة نفسها. 
    وهو البناء الحالي الماثل أمامنا وكل ما حدث بعد ذلك كان عبارة عن ترميمات وإصلاح فقط.

    في عهد الدولة السعودية
    في عهد الملك خالد بن عبد العزيز، تمت صناعة باب جديد للكعبة المشرفة، صممه المهندس السوري منير الجندي،
     وصُنع الباب من الذهب الخالص بوزن إجمالي بلغ 280 كجم تقريباً عيار 99.99. 
    وفي عهد الملك فهد بن عبد العزيز، تم استبدال أعمدة الكعبة الخشبية التي يعود تاريخها لأكثر من 1200 عام بأخرى جديدة من خشب «التيك» الصلب جلبت من بورما (ميانمار)، ويتميز هذا النوع من الأخشاب بثبات شكله بعد الاستخدام ومقاومته الشديدة للعوامل الجوية مثل الحرارة والرطوبة والماء، وذلك ضمن عملية ترميم شاملة أزيل خلالها سقف الكعبة وأعيد بناؤه ورممت الأحجار المتآكلة ودعمت الأرضية بالرخام.
    -----------------------------------------------------------------------
    وما زلنا أحبابنا تابعونا جزاكم الله خيرا
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                Empty وصف الكعبة - مكونات الكعبه

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد يونيو 04, 2023 6:44 pm



    وصف الكعبة
    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                3413
    تُوصف الكعبة أنها بناء مكعب الشكل، يبلغ ارتفاعها 15 متراً، ويبلغ طول ضلعها الذي به بابها 12 متراً،
    وكذلك يكون الذي يقابله، وأما الضلع الذي به الميزاب والذي يقابله، فطولهما 10 أمتار.
    ولم تكن كذلك في عهد إسماعيل، بل كان ارتفاعها تسع أذرع من عهد إسماعيل، ولم يكن لها سقف، فلما بنتها قريش قبل الإسلام، زادوا فيها تسع أذرع، فكانت ثمان عشرة ذراعا، ورفعوا بابها عن الأَرض، فكان لا يصعد إليها إلَا في درج أو سلم.
    ثم لما بناها عبد الله ابن الزبير، زاد فيها تسع أذرع، فكانت سبعا وعشرين ذراعا، وعلى هذا هي إلى الآن.

    ومن المعروف أن أركان الكعبة أربعة وهي: الركن الأسود والركن الشامي والركن اليماني والركن العراقي، وفي أعلى الجدار الشمالي يوجد الميزاب وهو مصنوع من الذهب الخالص ومطل على حجر إسماعيل.

    كان ارتفاعها تسعة أذرع، حتى جاء تبع فصنع لها سقفاً، ثم جاء من بعده عبد المطلب وصنع لها باباً من حديد وحلاّه بالذهب،
    وقد كان بذلك أول من حلىّ الكعبة بالذهب.
    وللكعبة منفذ واحد وهو باب يفتح ثلاث مرات سنويا لغسل داخلها بماء زمزم.
    السقف مدعم من ثلاثة أعمدة خشبية من أفضل الأنواع محلاة بالذهب، في زاوية نجد أدراجا ضيقة تسمح بالصعود للأعلى حيث يصعد فيه مرة في السنة لتبديل كسوة الكعبة.

    1- الحجر الأسود:
    هو حجر بيضوي الشكل، أسود اللون ضارب إلى الحمرة موجود في الركن الجنوبي الشرقي من الكعبة.
    2 - باب الكعبة:
    مصنوع من الفضة يعود إلى الفترة العثمانية، تم استبداله بعد عمليات الترميم. يزين الباب كتابات عربية قرآنية.
    3 -ميزاب (مزراب):
    هو الجزء المثبت على سطح الكعبة في الجهة الشمالية، وهو مصرف للمياه المتجمعة على سطح الكعبة.
    4 - الشاذروان:
    وهو ما ترك من حجر أساس البيت الحرام خارجا ويسمى تأزريرا لأنه كالإزار.
    5 - حجر إسماعيل:
    يسمى الحطيم، هو حائط مستدير على شكل نصف دائرة يقع شمال الكعبة المشرفة.
    6 - ملتزم:
    وهو ما بين الحجر الأسود وباب الكعبة ومقداره نحو مترين. وهو موضع إجابة الدعاء
    7 - مقام إبراهيم:
    هو ذلك الحجر الأثري الذي قام عليه إبراهيم عند بناء الكعبة المشرفة لما ارتفع البناء.
    8 - الركن الشرقي:
    هو الركن وهو الذي يكون بجوار باب الكعبة ويُقابلُ بئر زمزم تقريباً، مُثَبَّتٌ فيه الحجر الأسود.
    9 - الركن اليماني:
    هو ركن يلي الركن الغربي حسب جهة الحركة في الطواف، وهو الركن الموازي لركن الحجر الأسود.
    10- الركن الشامي:
    هو ركن يلي الركن الشمالي حسب جهة الحركة في الطواف، يقع على الجانب الغربي من حجر إسماعيل.
    11 - الركن العراقي:
    هو ركن يلي الركن الشرقي حسب جهة الحركة في الطواف، يقع على الجانب الشرقي من حجر إسماعيل.
    12 - كسوة الكعبة: هي قطعة من الحرير المنقوش عليه آيات من القرآن تكسى بها الكعبة.
    13 - شريط من الرخام:
    وقد تمت إزالته الآن منعا لتدافع الناس والازدحام.

    مكونات الكعبة

    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                3511

    باب الكعبه

    يقع باب الكعبة المشرفة في الجهة الشرقية منها، ويرتفع عن الأرض من الشاذروان (222سم)، وطول الباب نفسه (318سم)، وعرضه (171سم)، وبعمق ما يقارب نصف متر. لقد كان للكعبة المشرفة فتحة للدخول إليها، ومن ثم صنع لها باب،
    لكن لا يعلم على وجه الدقة، متى ومن أول من عمل باباً للكعبة، إذ اختلف الرواة في ذلك على عدة أقوال،
    أرجحها أن تُبَّعًا الثالث أحد ملوك اليمن المتقدمين على البعثة النبوية بزمن بعيد هو أول من جعل للكعبة المشرفة بابًا.
    فقد روى ابن هشام في سيرته عن ابن إسحاق قال: «وكان تبع فيما زعموا أول من كسا البيت، وأوصى به ولاته من جرهم، وأمرهم بتطهيره، وجعل له بابًا ومفتاحًا».
    وذكر الأزرقي في أخبار مكة عن ابن جرير قال: «كان تبع أول من كسا الكعبة كسوة كاملة، وجعل لها بابًا يغلق، ولم يكن يغلق قبل ذلك، وقال تبع شعرًا منه هذا البيت: وأقمنا به من الشهر عشرًا وجعلنا لبابه إقليـدا».
    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                3610
    وفي عهد عبد الله ابن الزبير كان باب الكعبة يبلغ من الطول أحد عشر ذراعًا، وفي زمن الحجاج بن يوسف الثقفي أصبح طوله ستة أذرع وشبر،
    قال ابن جريج: وكان الباب الذي عمله ابن الزبير أحد عشر ذراعًا، فلما كان الحجاج عمل لها بابًا طوله ستة أذرع وشبر».
    وفي سنة 1045هـ غير الباب، وجعل فيه من الحلية الفضية ما زنته 166 رطلاً، وطلي بالذهب البندقي بما قيمته ألف دينار،
    وكان ذلك زمن السلطان مراد الرابع. وبقي هذا الباب على الكعبة إلى عهد (ت1356هـ)، حيث ذكر في تاريخ الكعبة

    قال: «وهذا الباب الأخير الذي عمله السلطان مراد خان هو الباب الموجود على الكعبة المشرفة إلى العصر الحاضر».
    وفي العهد السعودي تم تركيب بابين، الأول في عهد الملك عبد العزيز آل سعود عام 1363هـ، والثاني وهو الموجود حاليًا، وكان قد أمر بصنعه الملك خالد بن عبد العزيز وقد تم صنعه من الذهب حيث بلغ مقدار الذهب المستخدم فيه للبابين حوالي 280 كيلو جرام عيار 99.99 بتكلفة إجمالية بلغت 13 مليونا و420 ألف ريال عدا كمية الذهب. واستغرق العمل منذ بدء العمل التنفيذي فيه في غرة ذي الحجة عام 1398هـ اثني عشر شهرًا.

    أما مفتاح الكعبة فيودع عند بني شيبة من قبيلة قريش الذين لهم سدانة الكعبة كما هي وصية النبي.

    الميزاب

    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                3710

    ميزاب الكعبة هو الجزء المثبت على سطح الكعبة في الجهة الشمالية والممتد نحو حجر إسماعيل والمصرف للمياه المتجمعة على سطح الكعبة المشرفة عند غسل السطح أو سقوط الأمطار.
    وأول من وضع ميزابا للكعبة المشرفة قريش حين بنتها سنة 35 من ولادة النبي صل الله عليه وسلم، حيث كانت قبل ذلك بلا سقف،
    فقد ذكر ابن هشام عن ابن إسحاق قال: «فلما بلغ رسول الله صل الله عليه وسلم خمسًا وثلاثين سنة، اجتمعت قريش لبنيان الكعبة، وكانوا يهمون بذلك ليسقفوها ويهابون هدمها، وإنما كانت رضمًا فوق القامة، فأرادوا رفعها وتسقيفها، وذلك أن نفرًا سرقوا كنزًا للكعبة».

    والميزاب الموجود في الكعبة المشرفة إلى العصر الحاضر هو الميزاب الذي عمله السلطان عبد المجيد في الآستانة ثم جيء به وركب سنة 1276 هـ، وهذا الميزاب مصفح بالذهب. وقد أدخلت عليه ترميمات جزئية في المسامير العلوية المانعة لوقوف الحَمَامَ عليه وذلك في عهد الملك سعود بن عبد العزيز حين رمم سطح الكعبة المشرفة.

    الملتزم

    الملتزم هو مكان بين الحجر الأسود وباب الكعبة وطوله أربعة أذرع (متران تقريبا)،
    فعن ابن عباس أنه قال: «الملتزم ما بين الركن والباب». وهو موضع إجابة الدعاء ويسن به الدعاء مع إلصاق الخدين والصدر والذراعين والكفين،
    وكان ابن عباس يفعله ويقول: «لا يلتزم ما بينهما أحد يسأل الله شيئاً إلا أعطاه الله إياه»،

    كما ورد أن عبد الله بن عمرو بن العاص طاف وصلى ثم استلم الركن ثم قام بين الحجر والباب فالصق صدره ويديه وخده إليه ثم قال: «هكذا رأيت رسول الله يفعل».
    وقال أبو الزبير رأيت عبد الله بن عمر وابن عباس وعبد الله بن الزبير ما يلتزمونه. وقال ابن عباس: «أن ما بين الحجر والباب لا يقوم فيه إنسان فيدعو الله بشئ إلا رأى في حاجته بعض الذي يحب»

    الشاذروان

    الشاذروان بفتح الذال وتسكين الراء، وهو ما ترك من عرض أساس البيت الحرام خارجا ويسمى تأزريرا لأنه كالإزار،
    وهو مأخوذ من كلمة شوذر الفارسية ومعناها الإزار. فهو الوزرة المحيطة بأسفل جدار الكعبة المشرفة من مستوى الطواف،
    وهو مسنم الشكل ومبني من الرخام في الجهات الثلاث، ما عدا جهة الحِجْر، ومثبت فيه 41 حلقة يربط فيها حبال ثوب الكعبة المشرفة ولا يوجد أسفل جدار باب الكعبة المشرفة شاذروان.

    والشاذروان بني أصلاً لتقوية جدار الكعبة المشرفة التي كانت بحاجة إلى هذه التقوية؛ لتعرضها للسيول الكثيرة، وعليه فإن الشاذروان ليس من البيت، وقد أشار ابن تيمية بقوله: «وليس الشاذروان من البيت، بل جعل عمادًا للبيت».

    وقد جدد بناء الشاذروان في سنوات عديدة منها في سنة (542 هـ) وسنة (636 هـ) وسنة (660 هـ) وسنة (670 هـ) وسنة (1010 هـ) وبين ذلك وقبله وبعده. وآخر تجديد للشاذروان كان في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود الترميم الثاني والكبير للكعبة المشرفة في عام 1417هـ.
    --------------------------------------------------
    وما زلنا أحبابنا تابعونا جزاكم الله خيرا

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                Empty أركان الكعبة

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد يونيو 04, 2023 7:13 pm


    أركان الكعبة

    جاء تسمية الأركان باعتبار اتجاهاتها الأربع تارةً، وجاءت باعتبار خصوصية أخرى فيها تارة أخرى.

    1 - الرُكن الشرقي:
    وهو الركن وهو الذي يكون بجوار باب الكعبة ويُقابلُ بئر زمزم تقريباً، يُسمى بالركن الشرقي لكونه باتجاه المشرق تقريباً، ويُسمَّى أيضاً بالركن الأسود لأن الحجر الأسود مُثَبَّتٌ فيه ومنه يبدأ الطواف حول الكعبة.
    2 - الرُكن العراقي:
    وهو الركن الذي يلي الركن الشرقي حسب جهة الحركة في الطواف، ويُسمَّى بالركن الشمالي لمواجهته للشمال تقريباً، وهو الركن الذي يكون على الجانب الشرقي من حجر إسماعيل، ويُسمَّى أيضا بالركن العراقي لكونه باتجاه العراق.
    3 -الرُكن الشامي:
    وهو الركن الذي يلي الركن الشمالي حسب جهة الحركة في الطواف، ويُسمَّى بالركن الغربي لمواجهته للمغرب تقريباً، ويُسمَّى أيضاً بالركن الشامي لكونه باتجاه الشام، وهو الرُكن الذي يكون على الجانب الغربي من حجر إسماعيل.
    4 -الرُكن اليماني:
    وهو الركن الذي يلي الركن الغربي حسب جهة الحركة في الطواف، ويُسمَّى بالركن الجنوبي لمواجهته للجنوب تقريباً، ويُسمَّى أيضا الركن اليماني لكونه باتجاه اليمن، ويُسمَّى أيضاً بالمُستجار. وهو الركن الموازي لركن الحجر الأسود.


    [size=24]الحجر الأسود
    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                813

    الحجر الأسود هو حجر ثقيل بيضاوي الشكل أسود اللون مائل إلى الحمرة وقطره 30 سم، ويوجد في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة من الخارج، وهو مبدأ الطواف ومنتهاه، ويرتفع عن الأرض مترًا ونصفًا، وهو محاط بإطار من الفضة الخالصة صونًا له،
    ويظهر مكان الحجر بيضاويًا. وبحسب الآثار الإسلامية، فإن سواد الحجر يرجع إلى ذنوب التي ارتكبها البشر.
    حيث روى ابن عباس عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: «
    نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض من الثلج فسودته خطايا بني آدم
    »
    .
    أما عن سواد الحجر فإنه في ظاهر الحجر، أما بقية جرمه فهو على ما هو عليه من البياض حيث وصفه محمد بن نافع الخزاعي حين رد القرامطة الحجر سنة 339هـ وعاينه قبل وضعه وقال: «تأملت الحجر الأسود وهو مقلوع، فإذا السواد في رأسه فقط، وسائره أبيض، وطوله قدر ذراع»
    ويعتبر الحجر الأسود من حجارة الجنة، حيث قال النبي صل الله عليه وسلم : «
    الحجر الأسود من حجارة الجنة
    »
    ، فهو ياقوتة من ياقوت الجنة
    حيث قال الحبيب صل الله عليه وسلم : «
    إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب
    ».

    فقد وصفه محمد بن نافع الخزاعي حين رد القرامطة الحجر سنة 339هـ وعاينه قبل وضعه وقال: «تأملت الحجر الأسود وهو مقلوع، فإذا السواد في رأسه فقط، وسائره أبيض، وطوله قدر ذراع».

    وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه كان يقبل الحجر الأسود ويقول: «إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صل الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك». وروى الحافظ ابن حجر عن الطبري أنه قال: «إنما قال ذلك عمر، لأن الناس كانوا حديثي عهد بعبادة الأصنام، فخشي عمر أن يظن الجهال أن استلام الحجر تعظيم بعض الأحجار، كما كانت العرب تفعل في الجاهلية، فأراد عمر أن يعلم الناس أن استلامه اتباع لفعل رسول الله، لا لأن الحجر يضر وينفع بذاته، كما كانت تعتقده في الأوثان.»

    وقد جاء في كتب السيرة أن رسول الله صل الله عليه وسلم، حين كان في الخامسة والثلاثين من عمره (أي قبل البعثة)،
    أرادت قريش إعادة بناء الكعبة، فحصل خلاف أيُّهم يكون له فخر وضع الحجر الأسود في مكانه، حتى كادت الحرب تنشب بينهم بسبب من ذلك. وأخيراً جاء الاتفاق على أن يحكّموا في ما بينهم أول من يدخل من باب الصَّفا، فلما رأوا محمداً أول من دخل قالوا: «هذا الأمين رضينا بحكمه». ثم إنهم قصّوا عليه قصَّتهم فقال: «
    هلمَّ إليّ ثوباً
    »
    فأُتي به، فنشره، وأخذ الحجر فوضعه بيده فيه ثم قال: «
    ليأخذ كبير كل قبيلة بطرف من أطراف هذا الثوب
    »
    ، ففعلوا وحملوه جميعاً إلى ما يحاذي موضع الحجر من البناء، ثم تناول رسول الله صل الله عليه وسلم الحجرَ ووضعه في موضعه، وبذلك انحسم الخلاف.

    وقد تعرض الحجر الأسود لحوادث سرقة عديدة ولعل أهمها حادثة القرامطة الذين أخذوا الحجر وغيبوه 22 سنة، وردّ إلى موضعه سنة 339هـ. ففي سنة 317 هـ وتحديدا يوم يوم التروية، قام أبو طاهر القرمطي، ملك البحرين وزعيم القرامطة، بغارة على مكة والناس محرمون، واقتلع الحجر الأسود، وأرسله إلى هجر وقتل عدد كبير من الحجاج. وفي 318هـ تقريبا سن حجهم إلى الجش بالأحساء بعدما وضع الحجر الأسود في بيت كبير، وأمر القرامطة سكان منطقة القطيف بالحج إلى ذلك المكان، ولكن الأهالي رفظوا تلك الأوامر، فقتل القرامطة أناساً كثيرين من أهل القطيف، قيل: بلغ قتلاه في مكة ثلاثين ألفاً


    ويقول ابن كثير عن استرجاع الحجر إلى مكانه الأصلي:

    «وفي سنة تسع وثلاثين وثلاثمئة في هذه السنة المباركة في ذي القعدة منها رد الحجر الأسود المكي إلى مكانه في البيت،
    وقد بذل لهم (أي القرامطة) الأمير بجكم التركي خمسين ألف دينار على أن يردوه إلى موضعه فلم يفعلوا، ثم أرسلوه إلى مكة بغير شيء على قعود فوصل في ذي القعدة من هذه السنة ولله الحمد والمنة وكان مدة مغايبته عندهم ثنتين وعشرين سنة ففرح المسلمون لذلك فرحا شديدا.)»
    ويعتبر عبد الله بن الزبير أول من ربط الحجر الأسود بالفضة تصدع من الأحداث التي جرت عام 64 هـ، حيث احترقت الكعبة بسبب الحرب بين ابن الزبير الذي تحصَّن داخلها وجيش يزيد بن معاوية،
    وتكررت الفعلة سنة 73 هـ على يد الحجاج بن يوسف الثقفي،
    ثم أضاف إليه الخليفة العباسي هارون الرشيد تنقيبه بالماس وأفرغ عليه الفضة،،
    وفي سنة 1331هـ أهدى السلطان محمد رشاد خان إطاراً من الفضة الخالصة للحجر الأسود،
    وفي شعبان 1375 هـ وضع الملك سعود بن عبد العزيز طوقاً جديداً من الفضة وقد تم ترميمه في عهد الملك فهد بن عبد العزيز في 1422 هـ.

    مقام إبراهيم
    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                3810

    مقام إبراهيم هو ذلك الحجر الأثري الذي قام عليه إبراهيم عند بناء الكعبة المشرفة لما ارتفع البناء، وشق عليه تنو الحجارة
    فكان يقوم عليه ويبني.
    وهو الحجر الذي قام عليه بالأذان والنداء للحج بين الناس، وفي هذا الحجر أثر قدمي إبراهيم، بعدما غاصت فيه قدماه،
    وهو الحجر التي تعرفه الناس اليوم عند الكعبة المشرفة، ويصلون خلفه ركعتي الطواف.
    فعند البخاري عن ابن عباس قال: (فجعل إبراهيم يبني وإسماعيل يناوله الحجارة ويقولان ﴿
    وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ
    ﴾.


    وكما قال أبي طالب في لاميته المشهورة:
    وَمَوْطِئِ إِبْراهيمَ في الصَّخْرِ رَطْبَةً عَلى قَدَمَيْه ِحافِياً غَيْرَ ناعِلِ

    قال ابن كثير: " وكانت آثار قدميه ظاهرة فيه ولم يزل هذا معروفا تعرفه العرب في جاهليتها،
    وقد أدرك المسلمون ذلك فيه أيضا، كما قال أنس بن مالك: " رأيت المقام فيه أصابعه وأخمص قدميه. غير أنه أذهبه مسح الناس بأيديهم.
    وروى ابن جرير عن قتادة أنه قال: (
    واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى
    )
    إنما أمروا أن يصلوا عنده، ولم يؤمروا بمسحه، وقد تكلفت هذه الأمة شيئا ما تكلفته الأمم قبلها. ولقد ذَكَرَ لنا من رأى أثر عقبه وأصابعه فيه فما زالت هذه الأمة يمسحونه حتى انمحى

    وبحسب المنظور الإسلامي، فإن لمقام إبراهيم فضائل عديدة، فهو من من يواقيت الجنة فقد اخرج الحاكم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:
    قال رسول الله: «
    الركن والمقام ياقوتتان من الجنة طمس الله نورهما ولولا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب
    »
    .
    وأن الله تعالى نوه بذكره من جملة آياته البينات في سورة آل عمران بقوله ﴿
    فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ
    .13
    وقد فسرها ابن جرير بقوله «إن أول بيت وضع للناس مباركاً وهدى للعالمين للذي ببكة، فيه علامات بينات من قدر الله وآثار خليله إبراهيم، منهن أثر قدم خليله إبراهيم - - في الحَجَر الذي قام عليه».

    ومن فضائله أن إبراهيم وقف عليه كما أمره الله عز وجل وأذن في الناس بحجهم، ففي كتاب أخبار مكة، روي عن ابن عباس عن رسول الله أنه قال: «لما فرغ إبراهيم من بناء البيت أمره الله عز وجل أن ينادي في الحج، فقام على المقام، فقال: يا أيها الناس إن ربكم قد بنى بيتًا فحجوه، وأجيبوا الله عز وجل، فأجابوه في أصلاب الرجال وأرحام النساء: أجبناك، أجبناك، أجبناك، اللهم لبيك، قال: فكل من حج اليوم فهو ممن أجاب إبراهيم على قدر ما لبى».

    وقد أمر الله تعالى المسلمين باتخاذه مصلى في الحج والعمرة وذلك في قوله ﴿
    وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًى
    .14،
    فكان اتخاذ مقام إبراهيم مصلى موافقاً لقول عمر بن الخطاب، فعن أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب
    قال: «وافقت ربي في ثلاث، فقلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت ﴿
    فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ
    ،
    وآية الحجاب قلت يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن فإنه يكلمهن البر والفاجر، فنزلت آية الحجاب
    ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ
    ،
    واجتمع نساء النبي في الغيرة عليه فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت ﴿
    عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ
    ».

    ويعتبر الخليفة المهدي العباسي؛ أول من حلَّى المقام لما خشي عليه أن يتفتت فهو من حجر رخو، فبعث بألف دينار، فضببوا بها المقام من أسفله إلى أعلاه،
    وفي خلافة المتوكل زيد في تحليته بالذهب، وجعل ذلك فوق الحلية الأولى، وذلك في سنة 236هـ،
    ولم تزل حلية المهدي على المقام حتى قلعت عنه في سنة 256هـ لأجل إصلاحه فجدد وصب عليه حتى يشتد، وزيد في الذهب والفضة على حليته الأولى،
    وكان الذي شده بيده في هذه السنة بشر الخادم في عهد الخليفة المعتمد العباسي، وحمل المقام بعد اشتداده، وتركيب الحلية إلى موضعه وذلك عام 256هـ.

    وفي 25 من ذي الحجة 1384هـ أمرت هيئة رابطة العالم الإسلامي بإزالة جميع الزوائد الموجـودة حول المقام، وإبقـاء المقام في مكانه على أن يُجعل عليه صندوق من بلوري سميك قوي على قدر الحاجة وبارتفاع مناسب يمنع تعثر الطائفين ويتسنى معه رؤية المقام، ووافق فيصل بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية وأصدر أمره بتنفيذ ذلك، فعمل له غطاء من البلور الممتاز، وأحيط هذا الغطاء بحاجز حديدي، وعملت له قاعدة من الرخام نصبت حول المقام لا تزيد مساحتها عن 180 في 130 سنتمترا بارتفاع 75 سنتمترا، وتم ذلك في رجب 1387هـ؛ حيث جرى رفع الستار عن الغطاء البلوري في حفل إسلامي، واتسعت رقعة المطاف وتسنى للطائفين أن يؤدوا مناسك الطواف في راحة ويسر، وخفت وطأة الزحام كثيرا.
    -----------------------------------------------------------------------------
    وما زلنا أحبابنا تابعونا جزاكم الله خيرا
    [/size]

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                Empty حِجْر إسماعيل

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد يونيو 04, 2023 7:33 pm


    حِجْر إسماعيل

    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                3910
    يعتبر حجر إسماعيل (بكسر الحاء وسكون الجيم)، أو ما يسمى بـ «الحطيم» جزءا أساسيا من الكعبة،
    حتى جاء عهد قريش حيث سمي بالحجر لأن قريش في بنائها تركت من أساس إبراهيم جزءا لقلة المال الحلال الخالص لديهم، وحجرت على الموضع ليعلم الناس أنه من الكعبة المشرفة، وتذكر الكتب التاريخية أنه في عصر الجاهلية كانت تطرح في موضع الحجر ما طافت به من الثياب فيبقى حتى يتحطم بطول الزمان، فسمي الحجر بالحطيم، وكانوا يتحالفون ويحلفون عنده.

    وحجر إسماعيل هو بناء مستدير على شكل نصف دائرة، أحد طرفيه محاذ للركن الشمالي والآخر محاذ للركن الغربي، ويقع شمال الكعبة المشرفة ويبلغ ارتفاعه قرابة 1,30 متر،

    ويبدو من القراءات التاريخية أن الحجر كان محل اهتمام من الخلفاء والملوك والأمراء سواء كانوا على تهامة ومكة، أو على الدول العربية والإسلامية؛
    ونذكر على سبيل المثال ما حدث في عهد أبو جعفر المنصور حيث أن الحجر كانت حجارته بادية،
    وكان أبو جعفر يحج فرآها، فقال: «لا أصبحن حتى يُستَر جدار الحجر بالرخام».
    فدعا العمال فعملوه على السرج قبل أن يصبح، وجدد رخامه الخليفة العباسي المهدي، وكان تبطين البلاط بالرخام عام 161هـ، وكان رخامًا أبيضا وأخضرا وأحمرا وكان مداخلاً بعضه في بعض أحسن من هذا العمل،
    ثم لما تكسر جدده أبو العباس عبد الله بن داود بن عيسى أمير مكة 241هـ، ثم جدد بعد ذلك في خلافة المتوكل سنة 283هـ،
    كما قام بتجديده وتعميره الخليفة الناصر العباسي سنة 576هـ، وجدد مرة أخرى في خلافة المستنصر العباسي سنة 631هـ، والملك المظفر صاحب اليمن سنة 659هـ، والملك محمد بن قلاوون سنة 720هـ، والملك علي بن الأشرف شعبان سنة 781هـ، والملك الظاهر برقوق سنة 801هـ، ثم جرت إصلاحات مختلفة فيه سنة 822هـ، والسلطان قايتباي سنة 888هـ،
    وعمّره الملك قانصوه الغوري 916هـ، والسلطان عبد المجيد خان 1260هـ/1844 م.

    في عام 1346هـ أمر الملك عبد العزيز بستة شمعدانات على جدار حجر إسماعيل من النحاس الأصفر، وكل واحد منها له ثلاثة رؤوس على كل رأس منها مصباح كهربائي واحد، ولا زالت فكرتها باقية إلى يومنا هذا، في صورة ثلاثة مصابيح موزعة على نصف الدائرة، الأول عند الطرف المحاذي للركن الشمالي والثاني عند الطرف المحاذي للركن الغربي والثالث على رأس الحطيم.

    كسوة الكعبة
    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                710
    كسوة الكعبة هي قطعة من الحرير المنقوش عليه آيات من القرآن تكسى بها الكعبة.
    كُسيت الكعبة في الجاهلية، وكان أول من كساها كسوة كاملة هو أسعد أبو كرب بن ملكيكرب الحميري المعروف ب تبع، ملك حمير في العام 220 قبل الهجرة.

    وتقول رواية أن أول من كسا الكعبة جزئيا فهو إسماعيل،
    وفي عهد قصي بن كلاب فرض على قبائل قريش رفادة كسوة الكعبة سنويا بجمع المال من كل قبيلة كل حسب مقدرتها، حتى جاء أبو ربيعة بن المغيرة المخزومي القرشي وكان من أثرياء قريش فقال: أنا أكسو الكعبة وحدي سنة، وجميع قريش سنة، وظل يكسو الكعبة إلى أن مات،
    وكانت الكعبة تُكسى قبل الإسلام في يوم عاشوراء، ثم صارت تُكسى في يوم النحر. وأول أمرأة كست الكعبة هي نبيلة بنت حباب أم العباس بن عبد المطلب إيفاء لنذر نذرته

    وبعد فتح مكة في العام التاسع الهجري كسا الرسول صل الله عليه وسلم في حجة الوداع الكعبة بالثياب اليمانية وكانت نفقاتها من بيت مال المسلمين.
    وفي عهد الخلفاء الراشدين كساها أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب بالقماش المصري المعروف بالقباطي وهي أثواب بيضاء رقيقة كانت تصنع في مصر، بينما كساها عثمان بن عفان بالثياب اليمانية والثياب القباطي، وهو أول من كسى الكعبة مرتين.

    وفي عهد معاوية بن أبي سفيان كسيت الكعبة كسوتين في العام كسوة في يوم عاشوراء والأخرى في آخر شهر رمضان أستعدادا لعيد الفطر. حيث كانت ترسل كسوة الكعبة من دمشق،
    كما أن معاوية هو أيضا أول من طيب الكعبة في موسم الحج وفي شهر رجب. وكان أول من جرد الكعبة وكشفها ورفع عنها كسوه الجاهلية، وكانت قبل ذلك لا تجرد بل يخفف بعض كسوتها، هو شيبة بن عثمان الأوقص وقيل معاوية بن أبي سفيان.

    في الدولة العباسية كانت تكسى في بعض السنوات ثلاث مرات في السنة، وكانت الكسوة تصنع من أجود أنواع الحرير والديباج الأحمر والأبيض. وفي عهد الخليفة المأمون كانت الكعبة تكسى ثلاث مرات في السنة ففى يوم التروية كانت تكسى بالديباج الأحمر، وفي أول شهر رجب كانت تكسى بالقباطي، وفي عيد الفطر تكسى بالديباج الأبيض وأستمر اهتمام العباسيون بكسوة الكعبة إلى أن بدأت الدولة العباسية في الضعف فكانت الكسوة تأتى من بعض ملوك الهند وفارس واليمن ومصر.

    في عهد الدولة الفاطمية والدولة المملوكية وفي عهد السلطان الظاهر بيبرس أصبحت الكسوة ترسل من مصر، حيث كان المماليك. واستمرت مصر في نيل شرف كسوة الكعبة بعد سقوط دولة المماليك وخضوعها للدولة العثمانية،
    فقد أهتم السلطان سليم الأول بتصنيع كسوة الكعبة وزركشتها وكذلك كسوة الحجرة النبوية، وكسوة مقام إبراهيم الخليل.

    وفي عهد السلطان سليمان القانوني أضاف إلى الوقف المخصص لكسوة الكعبة سبع قري أخرى لتصبح عدد القرى الموقوفة لكسوة الكعبة تسعة قرى وذلك للوفاء بالتزامات الكسوة، وظلت كسوة الكعبة ترسل بانتظام من مصر بصورة سنوية يحملها أمير الحج معه في قافلة الحج المصري.
    لكن عام 1962م، توقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة لما تولت المملكة العربية السعودية شرف صناعتها.

    وفي العهد السعودي، أمر الملك عبد العزيز آل سعود في سنة 1346هـ بإنشاء دار خاصة لعمل كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة. وفي عام 1392هـ 1972 م، أمر الملك فيصل بن عبد العزيز بتجديد مصنع الكسوة بأم الجود بمكة المكرمة،
    وتم افتتاحه تحت رعاية الملك فهد بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد وذلك في ربيع الآخر 1397هـ 1977م.

    سدانة الكعبة
    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                4010

    سدانة الكعبة هي مهنة قديمة، وتعني العناية بالكعبة المشرفة والقيام بشؤونها من فتحها وإغلاقها وتنظيفها وغسلها وكسوتها وإصلاح هذه الكسوة إذا تمزقت واستقبال زوّارها وكل ما يتعلق بذلك.
    ومنذ أكثر من 16 قرناً، أي قبل بدء الإسلام، اختص أحفاد عبد الدار بن قصي بن كلاب من قريش بسدانة الكعبة المشرفة،
    ومنهم بنو شيبة سدنة الكعبة الحاليين.
    منذ بناء إبراهيم الكعبة المشرفة، كانت السدانة بيد ابنه إسماعيل، الذي تولى رفع القواعد من البيت مع والده إبراهيم، كما قال تعالى:
    وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
    .
    ثم كانت في اثنين من أولاد إسماعيل، ثم انتقلت السدانة إلى أخوالهما قبيلة جرهم الذين كانوا في مكة، ثم قاتلتهم قبيلة خزاعة وبنو بكر بن عبد مناة من قبيلة كنانة فطردوا جرهم من مكة،
    فانتقلت السدانة إلى قبيلة خزاعة، ثم قاتلها قصي بن كلاب ومن معه من قومه من قريش وكنانة وهم من ذرية النبي إسماعيل، فانتقلت السدانة إلى قصي بن كلاب وهو الجد الرابع للنبي صل الله عليه وسلم ،
    ثم صارت من بعده في ولده الأكبر عبد الدار، ثم صارت في بني عبد الدار جاهلية وإسلامًا، ولم تزل السدانة في ذريته حتى انتقلت إلى عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، منذ أن أعاد لهم الرسولصل الله عليه وسلم مفاتيح الكعبة، وقال: «
    خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم
    ».


    كان عثمان بن طلحة سادن الكعبة، فلما دخل النبيُّ مكة يوم الفتح، طلب رسول الله المفتاح، فجيئ بالمفتاح فتنحى ناحية المسجد فجلس رسول الله وقد قبض السقاية وسدانة الكعبة من العباس وأخذ المفتاح من عثمان،
    فدخل رسول الله البيت وصلى فيه ركعتين، فلما خرج سأله العباس أن يعطيه المفتاح ليجمع له بين السقاية وسدانة الكعبة،

    فأنزل الله هذه الآية من القران الكريم:
    إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا
    .

    فلما جلس رسول الله قال: «
    ادعوا إلي عثمان
    »
    فدعي له عثمان بن طلحة، وقيل أن رسول الله قال لعثمان وهو يدعوه إلى الإسلام ومع عثمان المفتاح فقال:
    لعلك سترى هذا المفتاح بيدي أضعه حيث شئت
    »
    ، فقال عثمان: «لقد هلكت إذا قريش وذلت». فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : «
    بل عمرت وعزت يومئذ
    »
    . فلما دعاني بعد أخذه المفتاح ذكرت قولة ما كان قال. فأقبلت فاستقبلته ببشر واستقبلني ببشر.
    ثم قال: «
    خذوها يا بني أبي طلحة تالدة خالدة لا ينزعها إلا ظالم يا عثمان إن الله استأمنكم على بيته. فكلوا بالمعروف
    »
    .
    قال عثمان: «فلما وليت ناداني فرجعت إليه. فقال: «ألم يكن الذي قلت لك؟» فذكرت قوله لي بمكة فقلت: بلى، أشهد أنك رسول الله " فأعطاه المفتاح.

    وجرت العادة أن يوضع مفتاح باب الكعبة المشرفة لدى أكبر السدنة سناً، ويسمى السادن الأول، وعند فتح الكعبة يشعر السادن الأول جميع السدنة الكبار منهم، بوقت كاف ليتمكنوا من الحضور جميعاً إن أمكن ذلك أو بعضهم ليقوموا بغسلها بمعية ولي الأمر
    -----------------------------------------------------------------------------
    وما زلنا أحبابنا تابعونا جزاكم الله خيرا
    ولا تنسونا من صالح دعائكم

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                Empty فضائل الكعبة

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين يونيو 05, 2023 8:43 am


    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                4110

    [size=24]فضائل الكعبة


    أنه أول بيت وضع للناس، كما مذكور في سورة آل عمران: ﴿
    إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ
    .17

    هو مقصد المسلمين في حجهم، فقد أمر الله المسلمين بحج بيته، ففي سورة آل عمران
    قال تعالى: ﴿
    وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً
    .18
    إن الكعبة هي قبلة المسلمين في صلاتهم،
    فقد روى البراء بن عازب أنه قال: «لما قَدِمَ النَّبيُ صل الله عليه وسلم المدينةَ صلِّى نَحوَ بيتِ المقدسِ سِتةَ عَشرَ شهراً أو سبعةَ عَشرَ شهراً، وكان يحبُ أنْ يُوَجِّهِ إلى الكَعبةِ،
    فأنزل اللّه تعالى: ﴿
    قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ
    19».

    أول مسجد وضع في الأرض. فعن أبي ذر أنه قال: «
    قلت: يا رسول الله! أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة
    ».

    من قصد البيت حاجاً أو معتمراً رجع طاهراً من الذنوب والخطايا. فعن أبي هريرة، عن الحبيب المصطفي صل الله عليه وسلم أنه قال: «
    من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه
    ».


    أن الله حمى المسجد الحرام والكعبة من هجوم جيش أصحاب الفيل بقيادة أبرهة الحبشي كما مذكور في القرآن:
    ﴿
    أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ
    .
    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                1712

    قول الله تعالى:
    جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
    (المائدة: آية 97)

    الكعبة المشرفة نور التوحيد، ومنطلق شهادة الإخلاص، وهما إطار العقيدة الحقة وأصل المنهج الذي تقوم على أساسه الأمة الوارثة لما بقي من الرسالات الإلهية الأولى من فضائل وكمالات،
    عرفها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من قومه، وكانت بموضع الاعتبار وهو يقول:
    إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
    ، من خلال الدين الذي أكمله الله، وأتم به علينا نعمه، ورضيه لنا دينًا.
    يقول الشيخ رشيد رضا في تقسير المنار
    : جعل الله الكعبة المشرفة قيامًا للناس الذين يقيمون حولها، ويحجون إليها؛ فكانت سببًا لقيام مصالحهم ومنافعهم بإبداع تعظيمها في قلوبهم، وجذب الأفئدة إليها، وصرف الناس عن الاعتداء عليها وعلى مجاوريها وحجاجها، وإعانتهم على توفير الأرزاق فيها،
    ويؤيده دعاء إبراهيم عليه السلام لما حكاه الله تعالى:
    رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ
    (إبراهيم: آية 37)، [right]

    عن ابن عباس، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال‏:‏
    إني لعلم أحب بقعة في الأرض إلى الله تعالى، وهي البيت وما حوله‏
    .‏

    قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
    إن الله عز وجل اختار الكلام، فاختار القرآن، واختار البلاد فاختار الحرم، واختار الحرم فاختار المسجد، واختار المسجد فاختار موضع البيت
    ‏.‏

    من أسماء : الكعبة البيت وقادِس وتعني الطاهر لأنها تطهرمن الذنوب وناذر لأنه يُنذر إليها الهدي ونادر لأنها نادرة من حيث شكلها وبنيانها ومكانتها

    ومن أسماء : الكعبة كذلك البنيَّة إذهي أشرف مبني والدَّوار وسبب التسمية يعود إلى الدوران حول الكعبة ومن أسماء الكعبة القِبلة لوروده في سورة البقرة

    قالصل الله عليه وسلم "
    من لم يستقبل القبلة ولم يستدبرها في الغائط كُتب له حسنة ومُحي عنه سيئة
    "
    صححه الألباني
    قال صل الله عليه وسلم "
    من تفل تُجاه القبلة جاء يوم القيامة تفله بين عينيه"وقال"يُبعث صاحب النخامة في القبلة يوم القيامة وهي في وجهه
    "

    دلَّ الحديث "على تحريم البصاق إلى القبلة مطلقآ سواء ذلك في المسجد أو غيره وعلى المصلي وغيره" الألباني رحمه الله

    أن خير المجالس وأفضلها وأشرفها وسيدها الجلوس تجاه القبلة
    قال صل الله عليه وسلم"إن لكل شيئ سيدآ وإن سيّد المجالس قُبالة القبلة"حديث حسن

    من فضائل الخروج إلى#الكعبة للحج أو العمرة" أو الزيارة والصلاة فيه وهو قائم بذاته أو متضمن في الحالتين الأوليين"
    هذا الفضل
    قال صل الله عليه وسلم "أما خروجك من بيتك تؤُم البيت الحرام فإن لك بكل وطأةٍ تطأُها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة ويمحو عنك بها سيئة.." حسنه الألباني

    قالصل الله عليه وسلم"
    من طاف بالبيت لم يرفع قدمآ ولم يضع إلا كَتَبَ الله له حسنة ويحط عنه خطيئة وكتب له درجة
    "
    صححه الألباني

    ومن الأحاديث في فضل الطواف ب الكعبة
    قال صل الله عليه وسلم "
    من طاف بالبيت وصلى ركعتين كان كعتق رقبة
    "
    صححه الألباني

    قيل:
    ليس في العالم بناءٌ أشرف من الكعبة فالآمر هو الملِكُ الجليل والمهندس هو جبريل والباني هو الخليل والتلميذ إسماعيل عليه السلام
    ذكره الرازي

    لا يَرجِعُ الطرفُ عنها حين ينظُرُها - حتى يعود إليها الطرفُ مشتاقآ

    الكعبة مطاف المؤمنين لتجرّد أرواحهم ، كالملائكة الطائفين حول البيت المعمور في السماء الرابعه ، أو حول العرش في السماء السابعه .

    والانسان ذو بعدين : روحي كالملائكة ، وجسدي كالحيوان ، وقد أفلح من تزكى (
    قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا
    )

    فبقالبه الجسدي يطوف حول الكعبة والأحجار، ولكن بقلبه الروحي يطوف حول كعبة الأطهار.

    الكعبة محور الطهارة ورمز العبادة (
    أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَآلْعَاكِفِينَ وَآلرُّكَّعِ آلسُّجُودِ
    )


    الكعبة قبلة المسلمين ، والمسجد الحرام اُمّ المساجد، وأنّ قبلة المساجد كلّها نحو الكعبة ،
    ومكّة اُمّ القرى فكلّها تأمّها في الصلاة نحوها، وفي المساجد التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها إسمه (
    رجال يحبّون أن يتطهّروا
    )

    ومن يتطهّر كان محبوباً لله (
    إن الله يحبّ المتطهّرين
    )
    ، والبيت الطاهر يطوف حوله من كان طاهراً بجسده وروحه ، ومن طهر كان محبوباً عند ربّه ،
    ومن كان محبوباً كان مرآة لأسماء الله الحسنى ومجلىً لصفاته العليا، فعينه عين الله، وسمعه سمع الله، وان الطاهر حقاً يمسّ معاني وأسرار الكعبة ، كما يمس معاني القرآن وبواطنه
    اَ يَمَسُّهُ إِلاَّ آلْمُطَهَّرُونَ
    )
    فمن كان جاهلاً وغير طاهر (
    وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ آلْبَيْتِ إِلاَّمُكَاءً وَتَصْدِيَةً
    )
    أي يصفّر ويصفّق ، يكون كالأنعام بل أضلّ .

    الكعبة محور النهضة والثورة والقيام الفردي والجماعي (
    إِنَّمَاأَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا للهِِ مَثْنَى وَفُرَادَى
    )
    وقد (
    جَعَلَ آللهُ آلْكَعْبَةَ آلْبَيْتَ آلْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ
    ) فلابدّ من المقاومة أمام شهوات النفس أولاً، فان أعدى عدوّک نفسک التي بين جنبيک ، ثمّ مقاومة أعداء الدين والشياطين وأعداء الفضائل والمكارم (
    ليقوم الناس بالقسط
    )
    (ل
    ا يزال هذا الدين قائماً ما قامت الكعبة
    ) فحياة الكعبة حياة الدين ، وحياة الناس بحياة الدين .
    قال أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه : «
    الله الله في بيت ربّكم ، لا تخلوه ما بقيتم فانّه إن ترک لم تناظروا
    »
    . أي لم يُنتظر بكم الاعداء، فلا يمهلوكم في هجومهم المباغت لمحو الدين ومحو معالمه .

    قال رسول الله صل الله عليه وسلم : «
    من أراد دنيا وآخرة فليؤم هذا البيت
    »
    أي فليقصد وليحج هذا البيت المبارک ،

    ـ الكعبة منطلق الحريّة ومحورها: (
    وليطوّفوا بالبيت العتيق
    )
    فانّه تحرّر وعتق من أن يكون تحت سلطة أحد، كما عتق عن فيضان نوح كما انّه أوّل بيت وضع للناس ، فهو أقدم بيت .
    «هو بيت حرّ عتيق من الناس لم يملكه أحد» هو بيت الله جلّ الله (
    طهر بيتي
    )
    (
    عند بيتک المحرّم
    )
    وبهذا يطوف الحاج حول الكعبة ، لتخلّص عن عبوديّة ما سوى الله سبحانه .
    فكيف لمن كان عبد بطنه وفرجه أو اتّبع هواه ، أو ملكه المال والجاه ، أو استرقته الدنيا وزبرجها، أو نهج خطوات الشيطان ،
    أو أضلّه أعوانه من الانس والجان أن يطوف حقاً حول بيت الله العتيق الحرّ.

    قال سيدنا علي رضي الله عنه : «
    لا تكن عبد غيرک وقد جعلک الله حُرّاً
    ».


    ـ الكعبة محور المساواة والعدالة : فالجميع البعيد والقريب والرجل والمرأة والغني والفقير والعالم والجاهل والعربي والأعجمي والاحزاب والعشائر وغيرها لكثير، الّا أنّ الكل أمام الكعبة سواء (
    سواء العاكف فيه والباد
    )
    (
    إن أكرمكم عند الله أتقاكم
    )
    .

    ـ الكعبة محور المرجعيّة لعامّة الناس (
    وَإِذْ جَعَلْنَا آلْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً)ومن معاني المثابة المرجعيّة ، فان ثاب بمعنى رجع والتاء في المثابة للمبالغة كالعلّامة ، فهذا البيت المقدّس المرجع المكرّر للناس جميعاً، فالكعبة مرجع الاُمم والشعوب في كل لحظاتهم وشؤونهم .
    ـ الكعبة أقدم المعابد على مرّ العصور (
    إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ
    )

    إنّما سمّي البيت العتيق لأنّه أعتق من الغرق ، وأُعتق الحرم معه ، وكف عنه الماء في طوفان نوح
    ـ الكعبة صفوة الله ومختاره من الأرض ، كما إختار واصطفى من عباده الأنبياء.

    إن الله اختار من كلّ شيء شيئاً وإختار من الأرض موضع الكعبة .: ما خلق الله عزّوجلّ بقعة في الأرض أحب إليه منها، ولا أكرم على الله منها.
    ـ الكعبة منشأ البركات الالهيّة ، والبركة بمعنى الغير المستقرّ والمستمرّ (
    إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ

    ـ الكعبة محور الهداية (
    هدى للعالمين
    )
    فيه آيات بيّنات تهدي الخلق للتي هي أقوم ، وإلى ما هو الأفضل والأتم .
    ـ الكعبة محور التوبة في قصّة آدم ، كما سيكون من بعده كذلک : (ثمّ جعل الله البيت الحرام حذو الضّراح ـ البيت المعمور ـ توبة لمن أذنب من بني آدم ، وطهوراً لهم ).
    ـ وجب حجّ البيت وزيارته بقوله تعالى : (
    وَللهِِ عَلَى آلنَّاسِ حِجُّ آلْبَيْتِ مَنِ آسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً
    )
    --------------------------------------------------------------
    وما زلنا أحبابنا تابعونا هدانا وهداكم الله

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                Empty فضائل الكعبه

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين يونيو 05, 2023 9:10 am


    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                4310

    ـ زوّار الكعبة من شعائر الله فلا يجوز إحلال ما حرّمه الله (
    يَا أَيُّهَا آلَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُحِلُّوا شَعَائِرَ آللهِ وَلاَ آلشَّهْرَ آلْحَرَامَ وَلاَ آلْهَدْىَ وَلاَ آلْقَلاَئِدَ وَلاَ آمِّينَ آلْبَيْتَ آلْحَرَامَ
    )
    .
    ـ الكعبة بيت الله، وضعه للناس جميعاً، إلّا انّه لا يتولّاها إلّا من كان متقياً (
    أَوْلِياؤُهُ إِلاَّ آلْمُتَّقُونَ
    )
    كالأنبياء والأوصياء والعلماء والصلحاء والمؤمنين
    ـ الكعبة قبلة (والكعبة قبلتي ) من تخوم الأرض إلى عنان السماء، ويختلف حكمها عن مساجد الله الاُخرى ، فلا يمرّ عليها من كان جنباً أو حائضاً، حتّى لو خربت الكعبة ، وهذا بخلاف المساجد، فعند خرابها لا يراعى فضائها وما فوقه .
    ـ إنّ حرمة الكعبة كانت قبل ، إبراهيم عليه السلام لقوله تعالى : (
    عِنْدَ بَيْتِکَ آلمُحَرَّم
    )
    وقد تولّى الله شؤون الكعبة (
    فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا آلْبَيْتِ
    )
    وللبيت ربّ يحميه .
    : إنّ الله عزّوجلّ دحى الأرض من تحت الكعبة إلى منى ، ثمّ دحاها من منى إلى عرفات ، ثمّ دحاها من عرفات إلى منى ، فالأرض من عرفات ، وعرفات من منى ، ومنى من الكعبة .
    : كان موضع الكعبة ربوة من الأرض ـ الربوة ما إرتفع من الأرض ـ بيضاء تضيء كضوء الشمس والقمر حتّى قتل إبنا آدم أحدهما صاحبه ، فإسودت ، فلمّا نزل آدم رفع الله له الأرض كلّها حتّى رآها، ثمّ قال هذه لک كلها، قال : يا رب ما هذه الأرض البيضاء المنيرة (قال : هي في أرض وقد جعلت عليک ان تطوف بها كل يوم سبعمأة طواف .
    ـ زوجة إسماعيل من حِمير كست الكعبة ، وسقّفها إسماعيل الذبيح ، وكان له بابان للدخول والخروج ، وأهدى له من الأنعام فكان الهدي من سنن الحجّ .
    : إن لله عزّوجلّ حرمات ثلاث ليس مثلهنّ شيء: كتابه وهو حُكمه ، ونوره ، وبيته الذي جعله قبلة للناس لا يقبل من أحد توجهاً إلى غيره ، وعترة نبيّكم :.

    ـ ذكر الله بيته الحرام في كتابه الكريم في ستّة عشر موضعاً، في موضعين نسب البيت إلى نفسه (
    طهّر بيتي
    )
    (
    طهرا بيتي
    )
    أي فرداً أو جماعة ، وفي مورد قال إبراهيم عليه السلام: (
    عند بيتک المحرّم
    )
    وفي ثلاثة مواضع نُسب إلى الناس (
    أول بيت وضع للناس
    )
    (
    قياماً للناس
    )
    (
    مثابة للناس
    )
    .
    ـ جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فسألوه عن أشياء منها: لم سمّيت الكعبة كعبة ؟ فقال :
    لأنّها وسط الدنيا
    .

    عن سيدنا علي رضي الله عنه قال :
    اذا خرجتم حجاجاً إلى بيت الله عزّوجلّ ، فاكثروا النظر إلى بيت الله، فان لله عزّوجلّ مأة وعشرين رحمة عند بيته الحرام ، ستون منها للطائفين ، وأربعون للمصلّين ، وعشرون للناظرين
    .

    ـ عن رسول الله صل الله عليه وسلم:
    النظر إلى الكعبة حيالها (حبّاً لها) يهدم الخطايا هدماً
    .
    : من أيسر ما ينظر إلى الكعبة أن يعطيه الله بكلّ نظرة حسنة ، ويمحي عنه سيئة ، ويرفع له درجة .

    قال :
    إن الله عزّوجلّ دحى الأرض من تحت الكعبة إلى منى ، ثمّ دحاها من منى إلى عرفات ، ثمّ دحاها من عرفات إلى منى ، فالأرض من عرفات وعرفات من منى ومنى من الكعبة
    .

    : من أتى الكعبة فعرف من حقّنا وحرمتنا مثل الذي عرف من حقّها وحرمتها لم يخرج من مكّة ، إلّا وقد غفر له ذنوبه ، وكفاه الله ما يهمّه من أمر دنياه وآخرته .

    ـ لقد طهّر إبراهيم الخليل وإسماعيل البيت كما طهّر الرسول الأعظم صل الله عليه وسلم البيت من الأصنام ، وصعد سيدنا علي رضي الله عنه على كتف رسول الله وأسقط الأصنام التي كانت على سطح الكعبة
    وقال : (
    فوالذي فلق الحبّة وبرء النسمة لو أردت أن أمسک السماء لمسكتها
    )
    .

    ـ سمّي بيت الله الحرام ؟ : لأنّه حرم على المشركين أن يدخلوه
    -------------------------------------------------------------------------
    بارك الله فيكم أحبابنا
    وجزاكم الله خيرا
    ولا تنسونا من صالح دعائك
    م

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    تاريخ الكعبه المشرفه -:  بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة                                Empty رد: تاريخ الكعبه المشرفه -: بِنَاء الْكَعْبَة -:وصف الكعبة - : أركان الكعبة - : حجر أسماعيل - : الحجر ألأسود - :فضائل الكعبة

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس يونيو 22, 2023 1:56 pm


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 9:50 am