آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
حجة الوداع  ... خُطبة الوداع Ooou110أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
حجة الوداع  ... خُطبة الوداع Ooou110أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد

» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
حجة الوداع  ... خُطبة الوداع Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» العبادة وأركانها
حجة الوداع  ... خُطبة الوداع Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد

» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
حجة الوداع  ... خُطبة الوداع Ooou110الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
حجة الوداع  ... خُطبة الوداع Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور

» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
حجة الوداع  ... خُطبة الوداع Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
حجة الوداع  ... خُطبة الوداع Ooou110السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد

» هيئات السجود المسنونة
حجة الوداع  ... خُطبة الوداع Ooou110الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» (( - 2 -)) خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
حجة الوداع  ... خُطبة الوداع Ooou110الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:28 pm من طرف صادق النور

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

حجة الوداع  ... خُطبة الوداع Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 60 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 60 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 10128 مساهمة في هذا المنتدى في 3405 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 311 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو Pathways فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    حجة الوداع ... خُطبة الوداع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود حجة الوداع ... خُطبة الوداع

    مُساهمة من طرف صادق النور الأربعاء يوليو 06, 2022 7:07 pm


    حجة الوداع
    حجّة الوداع آخر حجة حجّها الرسول تُعرَّف حجّة الوداع بأنّها:
    الحجّة التي ودّع فيها النبيُّ -عليه الصلاة والسلام- الصحابةَ -رضي الله عنهم-؛ إذ كان يقول لهم أثناء أدائه مناسك الحجّ:
    (يا أَيُّها الناسُ خُذُوا عَنِّي مناسكَكم، فإني لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بعد عامي هذا)،
    وكانت حجّة الوداع في العام العاشر للهجرة، وتُوفّي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في شهر ربيع الأوّل من العام الحادي عشر
    للهجرة.
    وقد تعددت الآراء في عدد المرّات التي حجّ فيها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فقِيل إنّه -عليه الصلاة والسلام- حجّ مرّةً واحدةً في الإسلام؛ وهي حجّة الوداع، ولم يرد ما يُثبت أنّه حجّ قبل الهجرة، أو لم يحجّ، بل ورد ما يدلّ على أنّه حجّ مرّةً واحدةً بعد
    الهجرة.
    وذلك بدليل ما ثبت في الصحيح عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّه قال: (إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مَكَثَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ، ثُمَّ أَذَّنَ في النَّاسِ في العَاشِرَةِ، أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حَاجٌّ، فَقَدِمَ المَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ، كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَيَعْمَلَ مِثْلَ عَمَلِهِ).

    وقِيل إنّه -عليه الصلاة والسلام- حجّ قبل البعثة وبعدها، إلّا أنّه لم يرد ما يُؤكّد عدد مرّات حجّه،
    ويمكن القول إنّ الثابت والصحيح أنّه -عليه الصلاة والسلام- حجّ مرّةً واحدةً بعد الهجرة؛ وهي حجّة الوداع.
    صفة حجّة الوداع فرض الله -سبحانه وتعالى- الحجّ في أواخر العام التاسع للهجرة،
    وأَذِن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالخروج إلى الحجّ في العام العاشر للهجرة،
    خرج -عليه الصلاة والسلام- في الخامس والعشرين من ذي القعدة من المدينة المُنوَّرة باتّجاه مكّة،
    ولمّا وصل ميقات ذي الحُليفة اغتسلَ للإحرام، وتطيَّب، ولَبِس الرداء والإزار، ثمّ صلّى في المسجد، وأهلَّ بالحجّ والعُمرة،
    وأخذ يُلبّي قائلاً: (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ، لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ، وَالْمُلْكَ لا شَرِيكَ لكَ).
    إلى أن وصل إلى ذي طوى بالقُرب من مكّة المُكرَّمة، فنزل وبات فيه ليلة الرابع من ذي الحِجّة،
    ثمّ صلّى بالمسلمين صلاة الفجر، واغتسل، ودخل مكّة نهاراً، وتوجّه إلى الكعبة المُشرَّفة؛ فمَسح الحجر الأسود،
    وقبّله. ثمّ شرع بالطواف، وكان قد أسرع بالمَشي مع تقارُب خُطاه في الأشواط الثلاثة الأولى، وأتمّ سبعةً بالمَشي دون إسراعٍ،
    ثمّ توجّه إلى مقام إبراهيم -عليه السلام-، وقرأ قَوْل الله -تعالى-: (وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى).
    لمّا وصل رسول الله -عليه الصلاة والسلام- إلى الصفا، قرأ قَوْل الله -سبحانه وتعالى-: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّـهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ).
    ثم ارتقى على جبل الصفا حتى رأى الكعبة، فاستقبل القِبلة، ثمّ كبّر الله، ووحَّدَه، وقال: (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ).
    ثمّ دعا الله -سبحانه وتعالى-، وأعاد الذِّكر والدعاء ثلاث مرّاتٍ، ثمّ نزل باتِّجاه المروة، ولمّا بلغ بطن الوادي أسرع المَشي،
    ولمّا وصل إلى المروة، قال ما قاله عند الصفا.
    أعاد الكَرَّة إلى أن انتهى من السَّعي بين الصفا والمروة سبعة أشواطٍ، إلّا أنّه لم يتحلّل من إحرامه؛ لأنّه كان قارناً بين الحجّ والعُمرة، وكان قد ساق الهَدْي معه. أمرَ مَن لم يَسُقِ الهَدْي من الصحابة -رضي الله عنهم- أن يجعلوا إحرامهم عمرةً؛ فيتحلّلوا من إحرامهم بعد الطواف والسَّعي؛ لقَوْله -عليه الصلاة والسلام-: (لو أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِن أَمْرِي ما اسْتَدْبَرْتُ لَمْ أَسُقِ الهَدْيَ، وَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً، فمَن كانَ مِنكُم ليسَ معهُ هَدْيٌ فَلْيَحِلَّ، وَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً)،
    وأقام النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في مكّة أربعة أيّامٍ. التروية وعرفة
    : توجّه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ومَن معه من المسلمين إلى مِنى في ضُحى يوم الخميس؛ الثامن من ذي الحِجّة،
    وصلّى بها الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر، وأمر بأن تُقام له قبّةُ في نَمِرة بالقُرب من عرفاتٍ.
    ثمّ سار -عليه الصلاة والسلام- حتى نزل في تلك القبّة، وبقي فيها إلى وقت صلاة الظهر، ثمّ توجّه نحو وادي عُرنة،
    وخطب في الناس خُطبةً شاملةً، وضَّحَ فيها أصول الإسلام، وقواعد الدِّين، وسيأتي ذكر شيء مما قاله النبي الكريم في الخطبة.
    ثمّ أذّن المُؤذّن، وأقام الصلاة، وصلّى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالناس الظُّهر والعصر جَمْعاً،
    وتوجّه بعدها تلقاء جبل عرفاتٍ، والمسلمون يسيرون خلفه، وعن يمينه، ويساره، فوقف في جبل الرحمة؛ وهو جبلٌ في وسط عرفات، ثمّ استقبل القِبلة. بقي واقفاً في عرفاتٍ إلى غروب الشمس،
    وفي تلك اللحظات المباركة نزل الوحي على قلب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بقَوْل الله -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
    ثم خرج النبيّ عند غروب الشمس باتِّجاه مزدلفة، وأردف أسامة بن زيد -رضي الله عنه- خلفه، وكان يأمر الناس بالسكينة قائلاً: (أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ).

    صلّى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالمسلمين المغرب والعشاء جَمْعاً في مُزدلفة ثمّ نام،
    وصّلى الفجر، ثمّ توجهّ إلى المَشعر الحرام، فاستقبل القِبلة، ودعا الله -تعالى-، وكبَّره، وحَمِدَه، وبقي واقفاً حتى طلعَ الصبح، وانتشر الضوء، ثمّ توجّه إلى مِنى مُلبّياً، وأمر عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- في الطريق بالتقاط سبع حَصَياتٍ.
    ولَمّا وصل إلى مِنى رَجم جمرة العقبة راكباً بسبع حَصَياتٍ، وكان يُكبّر الله مع كلّ حصاةٍ،
    ثمّ توجّه إلى المَنحر، ونَحر الهَدْي بِيَده الشريفة، ثمّ حَلَق شَعره، ثمّ أفاض إلى مكّة، وأدّى طواف الإفاضة، وصلّى الظهر،
    ثمّ رجع إلى مِنى، وبات فيها، وتوجّه إلى الجَمَرات في اليوم التالي عند الظهيرة، وبدأ برَجم الجمرة الصُّغرى، ثمّ الوُسطى،
    ثمّ جمرة العقبة، وأقام في مِنى أيّام التشريق، وكان يرمي الجمرات فيها.
    ثمّ خرج من مِنى في اليوم الثالث عشر، ونزل بخيف بني كنانة من الأبطح، وأقام هناك بقيّة يومه وليلته، فصلّى الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، واستراح قليلاً، ثمّ توجّه إلى البيت الحرام، وطاف طواف الوداع،
    ثمّ قفل عائداً إلى المدينة المُنوَّرة، وقد أدّى مناسك الحجّ، وبذلك يكون النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قد بيّن للأمّة الإسلاميّة مناسك الحجّ، وما فرضه الله -سبحانه وتعالى- عليهم، وما حَرَّمه.

    أسماء حجّة الوداع

    لحجّة الوداع عدّة أسماءٍ؛ إذ أُطلِق عليها اسم (حجّة الإسلام)؛ ويرجع السبب في هذه التسمية إلى أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لم يحجّ غيرها بعد هجرته إلى المدينة، وفرض الحجّ على المسلمين،
    ومن أسمائها أيضاً: حجّة البلاغ والتمام؛ لأنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أتمّ الرسالة، وأدّى الأمانة. وبعد إتمامه تبليغ الناس بكيفيّة أداء شعيرة الحجّ، اكتمل التشريع الإسلاميّ،
    فأنزل الله -تعالى- قَوْله: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)،
    أمّا سبب تسمية هذه الحجّة المباركة بحجّة الوداع؛ فيرجع إلى أنّها كانت آخر حجّة لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.حيث ودّع النبي فيها أصحابه -رضي الله عنهم-؛
    فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: (وَقَف النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يومَ النَّحرِ بينَ الجَمَراتِ في الحَجَّةِ التي حَجَّ بهذا،
    وقال: (هذا يومُ الحَجِّ الأكبَرِ)،
    فطَفِقَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: (اللَّهمَّ اشهَدْ). ووَدَّع النَّاسَ، فقالوا: هذه حَجَّةُ الوَداعِ)

    خُطبة الوداع

    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير. أما بعد أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.

    أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا – ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.
    وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وقضى الله أنه لا ربا.
    وإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبد المطلب. وإن دماء الجاهلية موضوعة،
    وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية –
    ألا هل بلغت اللهم فاشهد. أما بعد أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحرقون من أعمالكم فاحذروه على دينكم، أيها الناس إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليوطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله. وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض، منها أربعة حرم ثلاثة متواليات وواحد فرد: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.

    أما بعد أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقاً ولكم عليهن حق. لكم أن لا يواطئن فرشهم غيركم، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرح،
    فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً – ألا هل بلغت....اللهم فاشهد.

    أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.

    فلا ترجعن بعدى كافراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنة نبيه، ألا هل بلغت ... اللهم فاشهد.

    أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى – ألا هل بلغت....
    اللهم فاشهد قالوا نعم – قال فليبلغ الشاهد الغائب. أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية، ولا يجوز وصية في أكثر من ثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر. من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل. والسلام عليكم

    خطبة الوداع و إرساء دعائم الإصلاح


    أولاً : وحدانية الله أُسُّ الإصلاح :
    و ذلك بقوله : ( أيها الناس إن ربكم واحد ) فلا إصلاح بلا تجذير لمعاني العقيدة و التوحيد ، و ذكر وحدانية الرب لأن مقتضاها و مطلوبها هو توحيد الإلهية و إفراد الرب سبحانه ، و هي دعوة الرسل ، و هدف الخلق ،
    و أعظم مأمور ، و عليها يكون مدار قبول العمل الصالح و أهمية التوحيد فوق كل أهمية و مراده أعظم مراد .

    ثانياً : تحديد مصادر التلقي :

    و ذلك لقوله صلى الله عليه و سلم :
    ( قد تركتُ فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا ً، أمراً بَيِّناً كتاب الله و سنة نبيه ) .

    فما من مشروع حضاري ، أو إصلاحي إلا و لابد له أن تنطلق معالمه من تحديد مصادر تلقي أخذ هذه الهدايات و تحديد معالم طريقها .
    فالكتاب و السنة هما مرجعية الأمة ، و تزداد أهميتهما في أيامنا هذه حيث تتصارع الأفكار و المذاهب ، و التي يحاول كل واحد منها الكسب و الإستقطاب على حساب غيره حتى صار العالم كله معتركاً لهذا الصراع .

    و إذا كان هذا هو المنطلق الأول فإن مرجعية الكتاب و السنة للمجتمع المسلم من مقتضيات الإيمان و مستلزمات الخضوع لرب العالمين التي لا خيار لمسلم فيها ، قال تعالى :
    ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) النساء : ٦٥ .

    و قال : ( وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُون َ) النور : ٤٧ - ٥٠ .

    و قد أكده الرسول صلى الله عليه و سلم بقوله : ( إن اعتصمتم به فلن تضلوا ... ) فمتى اعتصمتم هديتم .

    ثالثاً : صياغة و بناء الفرد :

    و الفرد يمثل اللبنة الأولى في أي دعوة للإصلاح ، و تمثَّل الإشارة إلى هذا في فقرتين من خطبة الوداع و هما قوله صلى الله عليه و سلم :
    ( أيها الناس إن ربكم واحد ، و إن أباكم واحد ، كلكم لآدم و آدم من تراب ، أكرمكم عند الله أتقاكم ، ليس لعربي فضل على عجمي إلا بالتقوى ) ،
    و قوله : ( فإن الشيطان قد يئس من أن يُعْبد بأرضكم هذه أبداً ، و لكنه إن يطع فيما سوى ذلك فقد رضي به مما تحقرون من أعمالكم فاحذروه على دينكم ) .

    إن صياغة الإسلام لمن آمن به تعتمد على تربيته على تقوى الله و حفظ الديانة لإيجاد الرقابة الذاتية بحيث لا يحتاج إلى الوازع الخارجي ، ولا إلى القوانين المنظمة لضبط سلوكه و توجيهه .

    و سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم منذ البدايات الأولى لدعوته تبين بجلاء مدى اهتمامه ببناء هذا الفرد النموذج و تربيته على تقوى الله ، مما يقطع بأن هذا البناء و تلك التربية هما اللبنة الأولى في أي نهضة أو دعوة إصلاح ؛
    كيف لا وقد جاء في قوله : ( وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) ، فما أحوجنا إلى إقامة هذه التربية و التزكية في حياتنا .

    رابعاً : بناء الأسرة الصالحة :
    و التي تتألف من تلك اللبنات الصالحة ، و تنبع أهمية بناء الأسرة المسلمة من كونها اللبنة التالية لبناء الفرد المسلم ، بعد تحديد مرجعيته ، و صياغة الفرد على التقوى ، و ذلك قوله صلى الله عليه و سلم :
    ( أيها الناس ، فإن لكم على نسائكم حقاً ، و لهن عليكم حقا ً، لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه ، و عليهن ألا يأتين بفاحشة مبينة ، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع ، و تضربوهن ضرباً غير مبرح ، فإن انتهين فلهن رزقهن و كسوتهن بالمعروف ، و استوصوا بالنساء خيراً فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً ، و إنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله ،
    و استحللتم فروجهن بكلمات الله ) .


    إن بناء هذه الأسرة المسلمة يقوم على تحديد الحقوق و الواجبات الجسيمة الموكلة إلى أطرافها في بناء صرح الإسلام
    و هذا من أشد ما تحتاجه المجتمعات المسلمة الآن ، إذ أن المؤامرات لا تزال تستهدفها بطرح النموذج الغربي للعلاقة بين الأفراد تلك العلاقة القائمة على الحرية المطلقة لكل منهما ليتسنى لهم القضاء على الأسرة المسلمة ؛ التي احتفظت بشخصيتها و أخلاقياتها الإسلامية و حضانتها للأمة على مدار القرون و ظلت عصية على الإنكسار ، و التنبيه لهذه الركيزة مما يقوي الأمة و يعضدها .

    خامساً : إقامة المجتمع القوي المتماسك :
    و بإرساء تلك الدعائم ينشأ المجتمع المسلم القوي ، فقد شملت الخطبة الإشارة إلى علاقة أفراد المجتمع بعضهم ببعض و علاقة الحاكم بالمحكوم .

    قال صلى الله عليه و سلم :
    ( و اعلموا أن كل مسلم أخ للمسلم و أن المسلمين إخوة ) ،
    و قوله : ( إن ربكم واحد ، كلكم لآدم و آدم من تراب ) ،
    و قوله : ( فلا ترجعوا بعدي كفاراً - و في رواية : "ضُلّالاً " - يضرب بعضكم رقاب بعض ) ،
    و قوله : ( إن دماءكم و أموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ) ،
    و ليتنبه المسلمون للتأكيد بتوطيد هذه المعاني إذ أن إهمال أي جانب منها ضار .

    و حذرت الخطبة من إقامة الإثنيات و القوميات و النعرات الطائفية بديلاً عن ذلك : ( فالناس لآدم و آدم من تراب ) ؛
    لأن مؤدى ذلك في نهاية المطاف إلى ما نلمس مقدماته الآن من تفكك و تشرذم في المجتمعات المسلمة ، بل تعدى الأمر هذا المنحدر الخطير إلى استخدام المسلمين في ضرب بعضهم بعضاً .

    و أما في مجال العلاقة بين الحاكم و المحكوم فقد أقامته الخطبة بالتنبيه لطاعة أولي الأمر بالمعروف بقوله صلى الله عليه و سلم :
    ( يا أيها الناس ، أسمعوا و أطيعوا ، و إن أُمِّر عليكم عبدٌ حبشي مجدع ما أقام فيكم كتاب الله ) .

    و الأمر التالي تقديم القدوة و النموذج من قِبَل الحاكم لرعيته حتى تكمل طاعتهم له ، و قد ضرب الرسول القائد المثل في خطبته بأمرين عظيمين إذ وضع رِبَا عمه العباس و دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب و ذلك قوله :
    ( و إن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، و رِبَا الجاهلية موضوع و أول رِباً أضع من رِبَانا رِبَا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله ) .
    و متى ما اتسمت القيادة بالقدوة و الإلتزام تبعتها الرعية ، و قد قيل لعمر تعليقاً على إحضار جنوده كنوز كسرى و قيصر بين يديه دون طمع فيها : ( عَفَفْتُ فَعَفُّوا ، و لو رَتَعْتُ لَرَتَعُوا ) فالقدوة الصالحة مؤشر مهم للإصلاح .

    سادساً : الإصلاح الإقتصادي :
    و قد نبهت الخطبة إلى ذلك بتحريم الرِّبَا المهدِّد للمجتمع حينها مبتدئاً فيه بِرِبَا عمه للدلالة على انتظام الأوامر للأمة دون محاباة .

    و الإصلاح الإقتصادي إنما يقوم على معايير المساواة بين الجميع فى سائر الأحوال ، و إن مجتمعات اليوم لا تزال تئن تحت الأنظمة الربوية من صناديق مانحة و معاملات امتلأت بها السجون مما أضعف للإقتصاد و أقعد بالإنتاج و عَمَّق من الأنشطة الطفيلية التي تهدد نسيج و تماسك المجتمع .
    كما نبهت الخطبة إلى حرمة المال بقوله :
    ( إنَّ دِماءَكُم ، وأمْوالَكم ، وأعْراضَكُم ؛ حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا ، في شهرِكُمْ هَذَا ، في بلَدِكُم هَذَ ا، ألا هَلْ بلَّغْت ) متفق عليه ، و أقرت الخطبة المِلْكِيَّة و حمايتها و غيرها مما يقوى به الإقتصاد .

    سابعاً : ترسيخ المنظومة الإجتماعية :
    فلا إصلاح إلا بإكمال المنظومة الإجتماعية المؤسَّسَة على عدم التمييز بين منسوبيه فلا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ،
    و إنما يتميز الناس بكسبهم لا بما وُهِبَ لهم .

    و يتبع ذلك صيانة المرأة و المحافظة على قيمتها و كرامتها و غيره مما اشتملت عليه الخطبة في هذا المجال ، و رعاية حقوق الميراث و التأكيد عليه ، و التنبيه على حرمة الدماء و تعلية أمرها ، الأمر الذي يتأكد أكثر في مجتمعات اليوم التي هانت فيها الدماء و كثر القتل .

    كما دلت الخطبة على أهمية الصلح و إقراره حتى فى الدماء و غيرها مما تؤكده المنظومة الإجتماعية التي اشتملت عليه هذه الخطبة العظيمة .

    و بعد :
    فهذه بعض الدعائم المهمة التي ركزت عليها خطبة الوداع للنهضة بالأمة و إصلاح أحوالها ، و أن أمتنا في مسيس احتياج لتنزيل هذه المفاهيم للخروج من أزماتها و ما يحيط بها من أخطار .. و الحمدلله رب العالمين .
    ---------------------------------------------------
    أحبكم في الله
    جزاكم الله خيرا
    ولا تنسونا ن صالح دعائمم

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 12:35 pm