بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي سيد المرسلين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم
ربما يتساءل كثير من المسلمين عن حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان،
كيف كان يصوم؟
كيف كان يتسحر؟
كيف كان يفطر؟
كيف كان يقضي يومه فيه؟
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينوي الصيام كل يوم، وكان يتسحر مع إحدى زوجاته،
يأكل قليلا من الطعام، ربما كان يتسحر على تمرات أو شيئا قليلا من الطعام، مع شرب الماء،
وكان أحيانا يتسحر مع بعض الصحابة، ففي الصحيح أنه تسحر هو وزيد بن حارثة – رضي الله عنه-
ثم بعدما ينتهي من السحور قام إلى صلاة الفجر، ولم يكن بين سحوره وصلاته إلا قدر ما يقرأ الإنسان خمسين آية من القرآن.
ولعله تسحر النبي صلى الله عليه وسلم ثم صلى سنة الصبح ركعتين خفيفتين، وينتظر في بيته، حتى يستأذنه بلال في إقامة الصلاة،
ثم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من حجرات نسائه، لأنها لصيقة بالمسجد، فيصلي بالناس صلاة الصبح.
وكان يجلس في المسجد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، فينتظر قرابة الثلث ساعة أو يزيد ثم يصلي ركعتين،
وأخبر أن من فعل هذا كمن حج واعتمر وله الثواب كاملا. وكان – صلى الله عليه وسلم- في بيته مع زوجاته في خدمتهم،
بل كان يلاطفهن ويداعبهن حتى في رمضان، بل إنه ربما كان يقبل زوجاته وهو صائم، وهذا شيء خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم..
ثم إذا كان قبل المغرب كان يقول أذكار المساء وبعض الأدعية،
فإذا أذن للمغرب طلب من زوجاته أن يأتوا له بالفطور، فكان يفطر قبل أن يصلي المغرب،
وكان يفطر على رطبات، فإن لم يجد فتمرات، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء،
فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: ” كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يفطر على رطبات قبل أن يصلي
فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات فإن لم تكن حسا حسوات من ماء”.
ثم كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بعد إفطاره فريضة المغرب في المسجد، ثم يعود إلى بيته، فيصلي سنة المغرب البعدية،
ويجلس مع زوجاته، حتى إذا أذن للعشاء يصلي السنة القبلية في بيته، ثم يخرج يؤم الناس في صلاة العشاء،
وقد صلى التراويح بالصحابة في المسجد ثلاث مرات، ثم لم يخرج إليهم خشية أن تفرض عليهم، فكان يرجع إلى بيته، ويصلي من
الليل ما شاء الله تعالى له، فكان يطيل الصلاة،
وقد سئلت السيدة عائشة – رضي الله عنها – كيف كانت صلاة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في رمضان؟
فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي
أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثاً.. ثم إذا انتهى من الصلاة نام صلى الله عليه وسلم قبل أن يصلي الوتر،
فتسأله عائشة – رضي الله عنه: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ قال: يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي.
وذلك أن من السنة أن لا ينام الإنسان حتى يصلي الوتر قبل نومه، لكن هذه خصوصية للرسول عليه الصلاة والسلام.
وكان من عادته صلى الله عليه وسلم أنه ربما جامع زوجته في ليل رمضان، ثم ينام ولا يستيقظ حتى يؤذن للفجر، فيقوم وهو
جنب، فيغتسل ثم يذهب لصلاة الفجر. وهو هنا صلى الله عليه وسلم يعلم الأمة، أن الصيام إنما هو في نهار رمضان،
وليس الليل وقت صيام، أو امتناع عن المباحات، إنما الامتناع يكون بالنهار دون الليل.
وكان صلى الله عليه وسلم يشغل نفسه في رمضان بقراءة القرآن والصلاة والذكر والصدقة والصيام، ولا يأكل إلا قليلا،
وربما كان يواصل الصيام يومين وثلاثة، ويقول:” إنما أبيت عند ربي يطعمني ويسقين”.
ومن بين الأمور التي تميز حياة الرسول في رمضان، أنه كان صلى الله عليه وسلم يضرب المثل في الصبر على الجوع،
ويعلم أمته أن رمضان ليس شهر أكل وشرب ولهو كما هو الحال في كثير من بيوت المسلمين،
وإنما يعلمهم – صلى الله عليه وسلم- أنه شهر عبادة وطاعة لله تعالى.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قيام الليل في بيته بعد أن ترك صلاة القيام في المسجد خشية أن تفرض،
ولما كان آخر أيام من رمضان، عاد فجمع بناته ونساءه والمؤمنين للصلاة مرة أخرى جماعة.
فكان يصلي من الليل، ثم يكون مع أهله، ثم يتسحر، ثم ينتظر صلاة الفجر، فيصلي سنة الصبح في البيت، ثم يخرج لصلاة الفريضة جماعة في المسجد.
كما كان صلى الله عليه وسلم يكثر من الصدقة في رمضان على الفقراء والمساكين، ويزيد صدقاتهم في رمضان عن غيرها،
حتى وصفه الصحابة رضوان الله عليهم في صدقته في رمضان، كأنه الريح المرسلة، من كثرة نفقته، ومسارعته بمواساة الفقراء
والمساكين في هذا الشهر الفضيل.
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في المسجد في العشر الأواخر في رمضان،
ولما كان آخر عام في حياته – صلى الله عليه وسلم- اعتكف عشرين يوما، وكان يجتهد في هذه العشر ابتغاء إصابة ليلة القدر،
كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم قوله:” تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان”،
وكان يقول لأصحابه: ” أرى رؤياكم قد تواطأت في العشر الأواخر، فمن كان متحريا، فليتحرها في العشر الأواخر”.
ولعل أبرز ميزات حياة الرسول في رمضان، أنه كان يحب كثرة الدعاء فيها،
كما في سنن الترمذي عن عائشة – رضي الله عنها -: قالت: «قلت: يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر، ما أدعو به؟
قال: قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني”.
وكان يوقظ أهله في العشر الأواخر للاجتهاد في العبادة لا يتركهم ينامون،
كما أخرج الترمذي بسنده عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -: «أن النبي – صلى الله عليه وسلم- كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان”.
ويضرب النبي صلى الله عليه وسلم القدوة للزوج أن يكون حريصا على طاعة أهله لله تعالى، لا أن يكون حريصا على طعامهم
وشرابهم ومنامهم وجميع شؤون دنياهم، ثم يتركهم ودينهم،
وقد قال ربنا سبحانه وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6]
::::::::::::::::::::::
قال الله تعالى”وسبح بحمدربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها”وقال أيضا”واذكروا الله ذكرا كثيرا”
, وهذه بعض الأذكار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يعرف بـ أذكار الصباح والمساء
: – أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال أراه قال فيهن له الملك وله الحمد وهو على كل
شيء قدير
،رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها ،رب أعوذ بك من الكسل
وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر ”
وإذا أصبح قال ذلك أيضا ” أصبحنا وأصبح الملك لله [مسلم ]. –
” اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت ، وإليك النشور ” . وإذا أمسى فليقل ” اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير
– “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ،أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك
بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت “قال ومن قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن
يمسي فهو من أهل الجنة ،ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة” [البخاري] . –
“اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمدًا عبدك ورسولك
أعتق الله ربعه من النار ،فمن قالها مرتين أعتق الله نصفه، ومن قالها ثلاثًا أعتق الله ثلاثة أرباعه فإن قالها أربعًا أعتقه الله من النار” [ أحمد وأبوداود والبخاري في الأدب المفرد]. –
“اللهم ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك” الشكر فقد أدى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي
فقد أدى شكر ليلته “[أبوداودوالنسائي في عمل اليوم والليلة]. –
” اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي ،اللهم عافني في بصري ،لا إله إلا أنت ” تعيدها ثلاثًا حين تصبح، وثلاثًا حين
تمسي، وتقول ” اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت ” تعيدها حين تصبح ثلاثًا
وثلاثًا حين تمسي ”. –
“حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ” سبع مرات حين يصبح وحين يمسي ” . – ”
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ” ثلاث مرات
. – “اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ،اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي
،اللهم استر عوراتي ،وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ
بعظمتك أن أغتال من تحتي”
. – “اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة ،أنت رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك ،وأن محمدًا عبدك ورسولك ،أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه ،وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم
– “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ” . ثلاث مرات
– “رضيت بالله ربًا ،وبالإسلام دينًا ،وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا”
. – “سبحان الله وبحمده؛ عدد خلقه، ورضا نفسه ،وزنة عرشه، ومداد كلماته ” . ثلاث مرات
. – ” سبحان الله وبحمده ” . مائة مرة. –
” يا حي ياقيوم برحمتك استغيث ، أصلح لي شأني كله ،ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ”
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ” . مائة مرة .
. أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شر
ما فيه ،وشر ما بعده ” .
ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك” . “من قال حين يصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
قدير، كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل ،وحط عنه عشر خطيئات ،ورفع له عشر درجات ،وكان في حرز من الشيطان حتى
يمسي،
وإذا أمسى فيقل ذلك حين يصبح “أصبحنا على فطرة الإسلام، وعلى كلمة الإخلاص ،وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
،وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا ،وما كان من المشركين”
. عن عبد الله بن خبيب قال :خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا
،قال :فأدركته فقال قل: فلم أقل شيئًا ثم قال: قل فلم أقل شيئًا ،قال قل فقلت ما أقول؟
قال قل: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء
. قال صلى الله عليه وسلم : ” من صلى عليَّ حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً، أدركته شفاعتي يوم القيامة “.
والصلاة والسلام عليك يل سيدي يا رسول الله صلاة تعانقنا بها عند حوضك الكوثر
------------------------
مازلنا تابعونا جزاكم الله خيرا
:
ولا تنسونا من صالح دعائكم في هذه ألإيام المباركه
الحمد لله والصلاة والسلام علي سيد المرسلين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم
ربما يتساءل كثير من المسلمين عن حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان،
كيف كان يصوم؟
كيف كان يتسحر؟
كيف كان يفطر؟
كيف كان يقضي يومه فيه؟
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينوي الصيام كل يوم، وكان يتسحر مع إحدى زوجاته،
يأكل قليلا من الطعام، ربما كان يتسحر على تمرات أو شيئا قليلا من الطعام، مع شرب الماء،
وكان أحيانا يتسحر مع بعض الصحابة، ففي الصحيح أنه تسحر هو وزيد بن حارثة – رضي الله عنه-
ثم بعدما ينتهي من السحور قام إلى صلاة الفجر، ولم يكن بين سحوره وصلاته إلا قدر ما يقرأ الإنسان خمسين آية من القرآن.
ولعله تسحر النبي صلى الله عليه وسلم ثم صلى سنة الصبح ركعتين خفيفتين، وينتظر في بيته، حتى يستأذنه بلال في إقامة الصلاة،
ثم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من حجرات نسائه، لأنها لصيقة بالمسجد، فيصلي بالناس صلاة الصبح.
وكان يجلس في المسجد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، فينتظر قرابة الثلث ساعة أو يزيد ثم يصلي ركعتين،
وأخبر أن من فعل هذا كمن حج واعتمر وله الثواب كاملا. وكان – صلى الله عليه وسلم- في بيته مع زوجاته في خدمتهم،
بل كان يلاطفهن ويداعبهن حتى في رمضان، بل إنه ربما كان يقبل زوجاته وهو صائم، وهذا شيء خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم..
ثم إذا كان قبل المغرب كان يقول أذكار المساء وبعض الأدعية،
فإذا أذن للمغرب طلب من زوجاته أن يأتوا له بالفطور، فكان يفطر قبل أن يصلي المغرب،
وكان يفطر على رطبات، فإن لم يجد فتمرات، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء،
فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: ” كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يفطر على رطبات قبل أن يصلي
فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات فإن لم تكن حسا حسوات من ماء”.
ثم كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بعد إفطاره فريضة المغرب في المسجد، ثم يعود إلى بيته، فيصلي سنة المغرب البعدية،
ويجلس مع زوجاته، حتى إذا أذن للعشاء يصلي السنة القبلية في بيته، ثم يخرج يؤم الناس في صلاة العشاء،
وقد صلى التراويح بالصحابة في المسجد ثلاث مرات، ثم لم يخرج إليهم خشية أن تفرض عليهم، فكان يرجع إلى بيته، ويصلي من
الليل ما شاء الله تعالى له، فكان يطيل الصلاة،
وقد سئلت السيدة عائشة – رضي الله عنها – كيف كانت صلاة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في رمضان؟
فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي
أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثاً.. ثم إذا انتهى من الصلاة نام صلى الله عليه وسلم قبل أن يصلي الوتر،
فتسأله عائشة – رضي الله عنه: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ قال: يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي.
وذلك أن من السنة أن لا ينام الإنسان حتى يصلي الوتر قبل نومه، لكن هذه خصوصية للرسول عليه الصلاة والسلام.
وكان من عادته صلى الله عليه وسلم أنه ربما جامع زوجته في ليل رمضان، ثم ينام ولا يستيقظ حتى يؤذن للفجر، فيقوم وهو
جنب، فيغتسل ثم يذهب لصلاة الفجر. وهو هنا صلى الله عليه وسلم يعلم الأمة، أن الصيام إنما هو في نهار رمضان،
وليس الليل وقت صيام، أو امتناع عن المباحات، إنما الامتناع يكون بالنهار دون الليل.
وكان صلى الله عليه وسلم يشغل نفسه في رمضان بقراءة القرآن والصلاة والذكر والصدقة والصيام، ولا يأكل إلا قليلا،
وربما كان يواصل الصيام يومين وثلاثة، ويقول:” إنما أبيت عند ربي يطعمني ويسقين”.
ومن بين الأمور التي تميز حياة الرسول في رمضان، أنه كان صلى الله عليه وسلم يضرب المثل في الصبر على الجوع،
ويعلم أمته أن رمضان ليس شهر أكل وشرب ولهو كما هو الحال في كثير من بيوت المسلمين،
وإنما يعلمهم – صلى الله عليه وسلم- أنه شهر عبادة وطاعة لله تعالى.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قيام الليل في بيته بعد أن ترك صلاة القيام في المسجد خشية أن تفرض،
ولما كان آخر أيام من رمضان، عاد فجمع بناته ونساءه والمؤمنين للصلاة مرة أخرى جماعة.
فكان يصلي من الليل، ثم يكون مع أهله، ثم يتسحر، ثم ينتظر صلاة الفجر، فيصلي سنة الصبح في البيت، ثم يخرج لصلاة الفريضة جماعة في المسجد.
كما كان صلى الله عليه وسلم يكثر من الصدقة في رمضان على الفقراء والمساكين، ويزيد صدقاتهم في رمضان عن غيرها،
حتى وصفه الصحابة رضوان الله عليهم في صدقته في رمضان، كأنه الريح المرسلة، من كثرة نفقته، ومسارعته بمواساة الفقراء
والمساكين في هذا الشهر الفضيل.
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في المسجد في العشر الأواخر في رمضان،
ولما كان آخر عام في حياته – صلى الله عليه وسلم- اعتكف عشرين يوما، وكان يجتهد في هذه العشر ابتغاء إصابة ليلة القدر،
كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم قوله:” تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان”،
وكان يقول لأصحابه: ” أرى رؤياكم قد تواطأت في العشر الأواخر، فمن كان متحريا، فليتحرها في العشر الأواخر”.
ولعل أبرز ميزات حياة الرسول في رمضان، أنه كان يحب كثرة الدعاء فيها،
كما في سنن الترمذي عن عائشة – رضي الله عنها -: قالت: «قلت: يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر، ما أدعو به؟
قال: قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني”.
وكان يوقظ أهله في العشر الأواخر للاجتهاد في العبادة لا يتركهم ينامون،
كما أخرج الترمذي بسنده عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -: «أن النبي – صلى الله عليه وسلم- كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان”.
ويضرب النبي صلى الله عليه وسلم القدوة للزوج أن يكون حريصا على طاعة أهله لله تعالى، لا أن يكون حريصا على طعامهم
وشرابهم ومنامهم وجميع شؤون دنياهم، ثم يتركهم ودينهم،
وقد قال ربنا سبحانه وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6]
::::::::::::::::::::::
أذكار الصباح والمساء
قال الله تعالى”وسبح بحمدربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها”وقال أيضا”واذكروا الله ذكرا كثيرا”
, وهذه بعض الأذكار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يعرف بـ أذكار الصباح والمساء
: – أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال أراه قال فيهن له الملك وله الحمد وهو على كل
شيء قدير
،رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها ،رب أعوذ بك من الكسل
وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر ”
وإذا أصبح قال ذلك أيضا ” أصبحنا وأصبح الملك لله [مسلم ]. –
” اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت ، وإليك النشور ” . وإذا أمسى فليقل ” اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير
– “اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ،أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك
بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت “قال ومن قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن
يمسي فهو من أهل الجنة ،ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة” [البخاري] . –
“اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمدًا عبدك ورسولك
أعتق الله ربعه من النار ،فمن قالها مرتين أعتق الله نصفه، ومن قالها ثلاثًا أعتق الله ثلاثة أرباعه فإن قالها أربعًا أعتقه الله من النار” [ أحمد وأبوداود والبخاري في الأدب المفرد]. –
“اللهم ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك” الشكر فقد أدى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسي
فقد أدى شكر ليلته “[أبوداودوالنسائي في عمل اليوم والليلة]. –
” اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي ،اللهم عافني في بصري ،لا إله إلا أنت ” تعيدها ثلاثًا حين تصبح، وثلاثًا حين
تمسي، وتقول ” اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت ” تعيدها حين تصبح ثلاثًا
وثلاثًا حين تمسي ”. –
“حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ” سبع مرات حين يصبح وحين يمسي ” . – ”
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ” ثلاث مرات
. – “اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ،اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي
،اللهم استر عوراتي ،وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ
بعظمتك أن أغتال من تحتي”
. – “اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة ،أنت رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك ،وأن محمدًا عبدك ورسولك ،أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه ،وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم
– “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ” . ثلاث مرات
– “رضيت بالله ربًا ،وبالإسلام دينًا ،وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا”
. – “سبحان الله وبحمده؛ عدد خلقه، ورضا نفسه ،وزنة عرشه، ومداد كلماته ” . ثلاث مرات
. – ” سبحان الله وبحمده ” . مائة مرة. –
” يا حي ياقيوم برحمتك استغيث ، أصلح لي شأني كله ،ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ”
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ” . مائة مرة .
. أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شر
ما فيه ،وشر ما بعده ” .
ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك” . “من قال حين يصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
قدير، كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل ،وحط عنه عشر خطيئات ،ورفع له عشر درجات ،وكان في حرز من الشيطان حتى
يمسي،
وإذا أمسى فيقل ذلك حين يصبح “أصبحنا على فطرة الإسلام، وعلى كلمة الإخلاص ،وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
،وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا ،وما كان من المشركين”
. عن عبد الله بن خبيب قال :خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا
،قال :فأدركته فقال قل: فلم أقل شيئًا ثم قال: قل فلم أقل شيئًا ،قال قل فقلت ما أقول؟
قال قل: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء
. قال صلى الله عليه وسلم : ” من صلى عليَّ حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً، أدركته شفاعتي يوم القيامة “.
والصلاة والسلام عليك يل سيدي يا رسول الله صلاة تعانقنا بها عند حوضك الكوثر
------------------------
مازلنا تابعونا جزاكم الله خيرا
:
ولا تنسونا من صالح دعائكم في هذه ألإيام المباركه
أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد
» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» العبادة وأركانها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور
» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد
» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد
» هيئات السجود المسنونة
الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» (( - 2 -)) خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:28 pm من طرف صادق النور