آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
الرسول صل الله عليه وسلم والشباب Ooou110أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
الرسول صل الله عليه وسلم والشباب Ooou110أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد

» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الرسول صل الله عليه وسلم والشباب Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» العبادة وأركانها
الرسول صل الله عليه وسلم والشباب Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد

» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الرسول صل الله عليه وسلم والشباب Ooou110الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الرسول صل الله عليه وسلم والشباب Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور

» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
الرسول صل الله عليه وسلم والشباب Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
الرسول صل الله عليه وسلم والشباب Ooou110السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد

» هيئات السجود المسنونة
الرسول صل الله عليه وسلم والشباب Ooou110الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» (( - 2 -)) خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الرسول صل الله عليه وسلم والشباب Ooou110الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:28 pm من طرف صادق النور

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

الرسول صل الله عليه وسلم والشباب Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 56 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 56 زائر :: 3 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 10128 مساهمة في هذا المنتدى في 3405 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 311 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو Pathways فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    الرسول صل الله عليه وسلم والشباب

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود الرسول صل الله عليه وسلم والشباب

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين أكتوبر 18, 2021 8:38 am



    الرسول صل الله عليه وسلم والشباب



    الشباب في اللغة والاصطلاح:

    الشباب في اللغة: جمع شابٍّ، وكذلك الشُبَّان تقول: شب الغلام يشب بالكسر، شبابا وشبيبة،

    ومادة الكلمة (شَبَّ) تدُلُّ عَلَى نَمَاءِ الشَّيْءِ، وَقُوَّتِهِ فِي حَرَارَةٍ تَعْتَرِيهِ فَالْأَصْلُ هَذَا ثُمَّ اشْتُقَّ مِنْهُ الشَّبَابُ، الَّذِي هُوَ خِلَافُ الشَّيْبِ


    تعريف الشباب اصطلاحًا: "هي مرحلة عمرية تبدأ مع سن البلوغ، وتنتهي مع بداية الكهولة أو الشيخوخة، على خلاف بين العلماء في تحديد هذه السن"

    " وَقَالَ مُحَمَّد بنُ حَبيب: زَمَنُ الغُلُومِيَّة سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً مُنْذُ يُولَدُ إِلى أَن يَسْتَكْمِلَها، ثمَّ زَمَنُ} الشَّبَابِيَّة مِنْهَا إِلَى أَنْ يَسْتَكْمِلَ إِحْدَى وخَمْسِينَ سنة، ثمَّ هُوَ شَيُخٌ إِلَى أَنْ يَمُوتَ.

    وَقيل: {الشَّابُّ: البَالِغُ إِلَى أَنْ يُكَملِّ ثَلَاثِين. وَقيل: ابنُ سِتَّ عَشَرَةَ إِلى اثْنَتَيْن وثَلَاثِين، ثُمَّ هُوَ كَهْلٌ"

    والشاب " اسْمٌ لِمَنْ بَلَغَ إِلَى أَنْ يُكْمِلَ ثَلَاثِينَ هَكَذَا أَطْلَقَ الشَّافِعِيَّةُ وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ فِي الْمُفْهِمِ

    يُقَالُ لَهُ حَدَثَ إِلَى سِتَّةِ عَشَرَ سَنَةً ثُمَّ شَابٌّ إِلَى اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ثُمَّ كَهْلٌ وَكَذَا ذَكَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الشَّبَابِ أَنَّهُ مِنْ لَدُنِ الْبُلُوغِ إِلَى

    اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَقَالَ بن شَاسٍ الْمَالِكِيُّ فِي الْجَوَاهِرِ إِلَى أَرْبَعِينَ وَقَالَ النَّوَوِيُّ الْأَصَحُّ الْمُخْتَارُ أَنَّ الشَّابَّ مَنْ بَلَغَ وَلَمْ يُجَاوِزِ الثَّلَاثِينَ

    ثُمَّ هُوَ كَهْلٌ إِلَى أَنْ يُجَاوِزَ الْأَرْبَعِينَ ثُمَّ هُوَ شَيْخٌ وَقَالَ الرُّويَانِيُّ وَطَائِفَةٌ مَنْ جَاوَزَ الثَّلَاثِينَ سُمِّيَ شَيْخًا زَاد بن قُتَيْبَةَ إِلَى أَنْ يَبْلُغَ

    الْخَمْسِينَ وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الاسفرايني عَنِ الْأَصْحَابِ الْمَرْجِعُ فِي ذَلِكَ إِلَى اللُّغَةِ وَأَمَّا بَيَاضُ الشَّعْرِ فَيَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَمْزِجَةِ"

    ومن خلال التعريف اللُغوي والاصطلاحي لمرحلة الشباب يمكننا أن نبرز أهم الخصائص التي تتميز بها هذه المرحلة، ومن أهمها:

    1- القُوَّة: فمرحلة الشَّباب هي مرحلة القوة؛ فالإنسان يكون فيه أقوى ما يكون، وأكثر حماسا لاستخدام قوته.

    2- فترة تَفجر الطَّاقات: فيها تتفجر طاقات الإنسان وتظهر مواهبه واستعداداته لأداء أنشطة مختلفة.

    3- قلة العلم والوعي غالبا: فمرحلة الشَّباب هي التي تلي مرحلة الطفولة، لا تزال معلومات وخبرات الإنسان عن الحياة قليلة.

    4- فترة توهج الشهوة: فالغريزة الجنسية تبدأ في الظهور في بداية فترة الشَّباب وتكون في بدايتها شديدة الَتوهج.



    ومن خلال هذه الخصائص نستطيع أن نتعرف على حاجات الإنسان في مرحلة الشباب وهي:

    1- التربية والتوجيه: فالإنسان لا يزال في بداية حياته وخبراته قليلة، فيحتاج إلى التعليم والتوجيه والإرشاد، وهو يحتاج في كل الحالات إلى القدوة الحسنة والمثل الأعلى، اللذين يتعلم منهما السلوك والعادات. وبهذا تُصاغ شخصيتُه صياغةً صحيحةً وتنمو نموا طبيعيا.

    2- تَحمل المسئولية: وهي حاجة من حاجات الشَّباب أن يشعر بتحمل المسئولية، فلدى الشَّباب القوة والطاقات التي تجعله قادرا على تحمل المسئولية.

    3- ضبط الشهوة والسيطرة عليها حتى لا تودي بالشَّباب إلى المهالك

    عناية النبي صلى الله عليه وسلم بالشباب.

    الشباب مرحلة عمرية يمر بها الإنسان، هذه المرحلة من العمر هي أهم المراحل لما تتميز به عن غيرها
    ، لذا فقد عني النبي بهذه المرحلة من العمر عناية خاصة، ووجهها للبناء والخير، وجنبها الهدم والشر،
    ولا عجب فهوصل الله عليه وسلم يهدف إلى بناء أمة لا تعرف الوهن والكسل بل تحرص على الخير والعمل من أجل رفع راية الإسلام ورفعتها، وشباب المسلمين اليوم في أمس الحاجة إلى أن يتعرفوا علي مدي حرص حبيبهم صل الله عليه وسلم عليهم، ويعرفوا أن دينهم دين التجديد والتطور، وأنه صالح لكل زمان ومكان.

    والمتأمل في سيرة خير الناس صل الله عليه وسلم يجد العناية بالشباب من الأشياء العظيمة التي اعتني بها ويبدوا هذا الأمر واضحا جليا من خلال ما يلي:-

    1 - توجيهه صلى الله عليه وسلم الشباب إلى ميزان التوسط الحقيقي:

    ففي الحديث الشريف الذى رواه مجاهد أن عبد الله بن عمرو حدثه قال: " كنت مجتهدا في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم

    و أنا رجل شاب فزوجني أبي امرأة من المسلمين فجاء يوما يزورنا فقال كيف تجدين بعلك؟ قالت نعم الرجل لا ينام الليل و لا

    يفطر قال فوقع بي أبي و قال زوجتك امرأة من المسلمين فعضلت و فعلت قال: فجعلت لا التفت إلى قوله مما أجد من القوة إلى

    أن ذكر ذلك لرسول الله صل الله عليه و سلم فقال: لكني أنام و أصلي و أصوم و أفطر فصم من كل

    شهر ثلاثة أيام،
    قال: قلت إني أقوى من ذلك فلم يزل حتى قال: فصم صوم داود صم يوما

    و أفطر يوما و اقرأ القرآن في كل شهر
    قال: قلت إني أقوى أكثر من ذلك قال: إلى أن قال: خمسة عشر، قال:

    قلت: إني أقوى من ذلك، قال: اقرأه في كل سبع حتى انتهى إلى ثلاث، قال: قلت ثلاث...."

    وفي هذا الحديث الشريف نري عنايته صلى الله عليه وسلم بالشباب، وحرصه عليهم حيث بين لسيدنا عبدالله بن عمرو - رضي الله

    عنهما - أن الإسلام لم يقتصر اهتمامه على الجانب الروحي فقط بل وازن بين الجانبين موازنة دقيقة، وضبط العلاقة والنسبة بينهما؛ وبذلك يلتقي العمل للدين والدنيا معا.

    اختياره صل الله عليه وسلم الشباب ليكونوا قادة للجيوش:

    من أبرز ما يدل على عنايته صلى الله عليه وسلم بالشباب أن يختار منهم قادة للجيوش التي يكون فيها كبار الصحابة - رضي

    اللهم عنهم أجمعين - فمن الطبيعي أن يكون الجنود من الشباب لتوفر القوة والنشاط فيهم، كذلك من الطبيعي أن يكون قادة

    الجيوش ممن تجاوزوا سن الشباب، لأن القيادة تحتاج إلى الخبرة، والخبرة تأتي من كثرة الممارسة.

    لكن الناظر في السيرة النبوية يجده صلى الله عليه وسلم يوكل قيادة الجيوش في كثير من الأحيان إلى الشباب " وقد يكون في

    القوم من كبار السن وأصحاب الخبرة العديد، لكنه صلى الله عليه وسلم يرى شخصية صغيرة في السن، لكنه يروم فيها كبر

    المعاني ورجاحة العقل، فيعمل على تنميتها ورعايتها حتى تغدو ذات شأن، وتقوى وتعتد بإسلامها، وليعرف الآخرون أن الشخصية الإسلامية لا تقاس بالأعمار ولا بالأجسام بل بقوتها وعزتها بإيمانها وإسلامها"

    ومما يدلل على ذلك: اختيار الصحابي الجليل سيدنا أسامة بن زيد - رضي الله عنه - وهو دون العشرين علي رأس جيش فيه

    كبار الصحابة كسيدنا أبى بكر الصديق وعمر بن الخطاب وغيرهما - رضي الله عنهم جميعا - "عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: بَعَثَ

    النَّبِيُّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ

    تَطْعُنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعُنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَايْمُ اللهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ "


    غرس الإيمان في نفوس الشباب حتي لا ينحرفوا يمنة أو يسرة عن منهج الله - عز وجل-:

    فعن أبي هريرة -رضى الله عنه- عن النبي - صل الله عليه وسلم- قال: " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام

    عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل

    دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه "


    فنجده صل الله عليه وسلم " خَصَّ الشَّابَّ لِكَوْنِهِ مَظِنَّةَ غَلَبَةِ الشَّهْوَةِ لِمَا فِيهِ مِنْ قُوَّةِ الْبَاعِثِ عَلَى مُتَابَعَةِ الْهَوَى فَإِنَّ مُلَازَمَةَ الْعِبَادَةِ مَعَ ذَلِكَ أَشَدُّ وَأَدَلُّ عَلَى غَلَبَةِ التَّقْوَى"

    إن في الحديث حثٌّ للشباب للإقبال على الله عز وجل، والنشأة في عبادته سبحانه وتعالى من مقتبل عمرهم وريعان شبابهم،

    وبذلك يستحقون هذه المكانة الرفيعة، وخصهم بذلك؛ لأن سن الشباب قد يغري بمواقعة المعاصي واقتراف الذنوب، نظرا لما يغُلب على المرء من التسويف، وما قد يتاح له من الأسباب المؤدية إلى المعاصي أو المعينة عليها، كالصحة، والفراغ"

    غرس قيمة احترام الكبير في نفوس الشباب:

    "عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، قَالَ: انْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ، وَمُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ زَيْدٍ، إِلَى خَيْبَرَ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ صُلْحٌ، فَتَفَرَّقَا فَأَتَى

    مُحَيِّصَةُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلٍ وَهُوَ يَتَشَمَّطُ فِي دَمِهِ قَتِيلًا، فَدَفَنَهُ ثُمَّ قَدِمَ المَدِينَةَ، فَانْطَلَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ، وَمُحَيِّصَةُ، وَحُوَيِّصَةُ

    ابْنَا مَسْعُودٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَهَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ: «كَبِّرْ كَبِّرْ» وَهُوَ أَحْدَثُ القَوْمِ، فَسَكَتَ فَتَكَلَّمَا......."

    والشاهد من هذا الحديث الشريف: قول النبي صل الله عليه وسلم: «كَبِّرْ كَبِّرْ» والمراد: أَي: "قدم الأسن يتَكَلَّم، وَهُوَ أَمر من

    التَّكْبِير كَرَّرَه للْمُبَالَغَة" ،وفي هذا الحديث الشريف تعليم للشباب بأن يحترموا الكبير حتي في أصعب الظروف.

    ومما يوضح هذا المعني كذلك، الحديث الصحيح الذي رواه سيدنا عَبْدُ اللهِ بْنَ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

    قَالَ: " أَرَانِي فِي الْمَنَامِ أَتَسَوَّكُ بِسِوَاكٍ، فَجَذَبَنِي رَجُلَانِ، أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ، فَنَاوَلْتُ السِّوَاكَ الْأَصْغَرَ مِنْهُمَا، فَقِيلَ لِي: كَبِّرْ، فَدَفَعْتُهُ إِلَى الْأَكْبَرِ "

    5- كان صلى الله عليه وسلم يحث الشباب علي ممارسة الرياضة:

    كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعوا الشباب إلى ممارسة الرياضة ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل شارك النبي صل الله عليه

    وسلم بنفسه الشباب في ذلك، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ

    وَسَلَّمَ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا ارْمُوا، وَأَنَا مَعَ بَنِي

    فُلاَنٍ»
    قَالَ: فَأَمْسَكَ أَحَدُ الفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لَكُمْ لاَ تَرْمُونَ؟»،

    قَالُوا: كَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَهُمْ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ارْمُوا فَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ»

    رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن أساء إليه:

    عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدٌ مِنَ الْعَرَبِ فِيهِمْ شَابٌّ فَقَالَ الشَّابُّ لِلْكُهُولِ: " اذْهَبُوا فَبَايِعُوا

    رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَحْفَظُ لَكُمْ رِحَالَكُمْ فَذَهَبَ الْكُهُولِ فَبَايَعُوهُ ثُمَّ جَاءَ الشَّابُّ فَأَخَذَ بِحَقْوَيْ رَسُولِ اللهِ

    صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَسْتَجِيرُكَ مِنَ النَّارِ فَقَالَ الْقَوْمُ: دَعْهُ يَا غُلَامُ فَقَالَ وَالَّذِي بَعَثَهُ لَا أَتْرُكُهُ حَتَّى يُجِيرَنِي مِنَ

    النَّارِ فَأَتى جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَجِرْهُ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَجَارَهُ "



    7- حث الشباب علي الزواج عند الاستطاعة، وعند عدمها إلى الصوم:

    قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»

    يبين النبي صل الله عليه وسلم للشباب " الحل الأمثل لإطفاء جذوة هذه الغريزة وهو الزواج، فهو الحل الذي يتوافق مع طبيعة

    الإنسان رجلاً كان أو امرأةً، ولكن الزواج يحتاج لمؤُونة لا يقدر عليها الجميع، فبيَنت السنَّة العلاج في هذه الحالة وهو الصوم،

    ففي الصوم قربى لله وتقليل لطاقة الجسم ومن ثم تخفيف لحدة الشهوة، وعدم القدرة على الزواج لا يبيح للإنسان الوقوع في

    الفواحش، بل يجب تحصين الشباب بزاد وفير من التقوى والقيم الإنسانية التي تجعله صلبا قادرا على قهر شهوته والتغلب عليها"

    ولهذا لما أتي شاب إلى رسول الله صل الله عليه وسلم يسأله أن يرخص له في الزنا: فَعنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ

    صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا: مَهْ. مَهْ. فَقَالَ: " ادْنُهْ، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا

    ". قَالَ: فَجَلَسَ قَالَ: " أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟ " قَالَ: لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ:[color=#006600] " وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ ". قَالَ: " أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟ قَالَ: لَا.

    وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ قَالَ: " وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ ". قَالَ: " أَفَتُحِبُّهُ

    لِأُخْتِكَ؟
    " قَالَ: لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: " وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ ". قَالَ: " أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟ " قَالَ: لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: " وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ ". قَالَ: " أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟ " قَالَ: لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: " وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ ". قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ " فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ

    الناظر في هذا الحديث الشريف يجد الصحابة الكرام - رضى الله عنهم أجمعين - يتضجرون مما قاله هذا الشاب حيث قالوا له:

    " مَهْ. مَهْ". ولا عجب فقد جاء هذا الشاب إلى الرسول الخاتم صل الله عليه وسلم يستأذنه في الفاحشة، فلم يتحمل الصحابة ما قاله

    الشاب، ولكن المربي والمعلم صل الله عليه وسلم عالج القضية بطريقة رائعة، عالجها باللطف والإقناع " فقد وضع النبي صل

    الله عليه وسلم صورة كل محارِمه بينه وبين التفكير في الفاحشة، والإنسان السوي بطبيعته غَيور لا يرضى الفاحشة في أهله،

    فإذا فكر هذا الشاب في الفاحشة تراءت أمامه صورة أمه وأخته وباقي محارمه، مما يجعله بعد ذلك لا يفكر مجرد التفكير في هذا الموضوع"






    8 - كثرة الدعاء للشباب:

    كان من هدي رسول الله صل الله عليه وسلم كثرة الدعاء للشباب ومن ذلك: ما رواه الصحابي الجليل الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ

    السُّلَمِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صل الله عليه وسلم- يَقُولُ: " اللَّهُمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ، وَقِهِ الْعَذَابَ "

    9- حرصه صل الله عليه وسلم على تعليم الشباب حتي أصبح أكثر الناس رواية للحديث هم الشباب:

    بلغ من اهتمام النبي صل الله عليه وسلم بالشباب، وحرصه على تعليمهم أن صار الشباب هم أكثر الصحابة رواية للسنة النبوية،

    فمن حمل إلينا معظم هذا الدين، كانوا من الشباب، لم تتجاوز أعمار معظمهم الثلاثين من عمره عند وفاة رسول اللهصلى الله عليه وسلم.

    وفيهم قال القائل:
    سَبْعٌ مِن الصَّحبِ فَوقَ الأَلفِ قد نَقَلُوا
    مِن الحَدِيثِ عن المُختَارِ خَير مُضَر
    أَبُو هُرَيرَةَ سَعْدٌ جَابِرٌ أَنَسٌ
    صِدِّيقَةٌ وابْنُ عَبَّاسٍ كَذَا ابنُ عُمَر.


    10 - مراعاته صلى الله عليه وسلم مشاعر الشباب وعواطفهم:"

    عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ: أَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، فَظَنَّ أَنَّا

    اشْتَهَيْنَا أَهْلِينَا، فَسَأَلْنَا عَنْ مَنْ تَرَكْنَا فِي أَهْلِينَا؟ فَأَخْبَرْنَاهُ - وَكَانَ رَفِيقًا رَحِيمًا - فَقَالَ: «ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ فَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ،

    وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ "


    وفي هذا الحديث الشريف نجده صل الله عليه وسلم راعي مشاعر الشباب وأحاسيسهم، حيث أمرهم بالرجوع إلى أهليهم، لما رأي شوقهم إلى أهليهم.

    ومن خلال ما ذكرناه من التوجيهات النبوية للشباب، ما عليهم إلا أن يستجيبوا ويمتثلوا أوامر رسول الله صل الله عليه وسلم

    وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾

    [الأحزاب: 21] [26] وحينئذ تسعد البلاد بهم، ويجري الخير على أيديهم، في كل زمان ومكان، فهم عدة المستقبل، والأمل المنشود.

    سبل الاستفادة من الشباب في الواقع المعاصر:

    الشباب هم مصدر الانطلاقة للأمة، وصناعة الآمال، وعز الأوطان، فقد أعطاهم الله - عز وجل - طاقات هائلة لا يمكن وصفها، وبالسهو عنها يكون الارتقاء بهم بطيئا، وهناك بعض السبل التي يمكننا من خلالها، أن نرتقي بالشباب، في ظل هذا الظروف التي تعانيها الأمة في هذه الأيام.



    ومن سبل الارتقاء بالشباب ما يلي:

    1- تربية الشباب على العقيدة الإسلامية، و تعريفهم برسالتهم السامية، وبثّ تعاليم الإسلام في نفوسهم، وإبراز ما ينبغي أن يكون عليه الشباب من استقامة واعتدال،، لكي يؤدُّوا ما ينتظرهم من مهمَّات جسيمة، في خدمة دينهم، ووطنهم، وأُمَّتِهم.



    2- الإيمان بقيمة وقامة ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم وأنه ما جاء إلا لهداية البشرية وإخراج العالمين من الظلمات إلى النور، مع التأكيد على ضرورة تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الشباب حول سنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- والدعوة إلى التمسك بها بأسلوب بسيط واضح.



    4- تنظيم الدورات العلمية والمهنية النافعة للشباب، حتي يرتقوا في مجالهم العلمي والمهني، وحتي تجني الأمة ثمار عطائهم، وحتي يشعروا بقيمتهم ورسالتهم في الحياة، كذلك عمل ندوات دورية يكون القصد منها بث روح الإيجابية في نفوس الشباب، ونزع السلبية من نفوسهم.



    6- مناقشة الشباب والاستماع إلى آرائهم، وتنمية مهاراتهم، ليشاركوا في حلِّ مشكلات أمتهم، كذلك إقامة مسابقات للشباب نستطيع من خلالها معرفة مواهبهم وما يجيدوه.



    8 - توفير فرص للعمل والشغل للقضاء على مشكلة البطالـة الّتي باتت تنخر العمود الفقري للمجتمع وتهدّد أكثر أفراده بالضّياع والفقر والتشرّد.

    9- تيسير أمور الزواج للأولاد والبنات في سن مبكر ما أمكن، وتشجيعهم على ذلك، وتسهيل العوائق التي تمنع ذلك.

    10- استخدام أسلوب المناقشة العقلية الهادفة، مع الأبناء والبنات، للتعرف على المشكلات التي يعانون منها ومساعدتهم في حلها.

    11- تعويد الشباب على تحمل المسؤولية منذ الصغر، وتدريبهم على الأعمال المثمرة بدلا من تدليلهم.

    12- العمل علي تدعيم المقررات الدراسية بما يقوى الأخلاق ويثبت دعائم الدين في نفوس الشباب منذ الطفولة المبكرة.

    13- استيعاب الطاقات الشبابية في الأعمال الخيرية والتطوعية.

    14- تحذير الشباب من مخاطر التدخين والمخدرات، وتشديد العقوبة علي المتاجرين والمروجين لهذه المنكرات.

    15- غرس روح الوسطية الحقيقية في نفوس الشباب،حتي لا ينحرفوا عن المنهج الإسلامي فيقعون في براثن التطرف.

    16- دعوة وسائل الإعلام - بكافة أنواعها - إلى تقديم برامج مفيدة للشباب، وإلغاء البرامج الهابطة التي ما جني الشباب من خلالها إلا كل سوء.



    تلك بعض المقترحات التي يمكننا من خلالها أن نسهم في عملية النهوض والرقي بالشباب، في هذه الفترة العصيبة، والتي يعمل أعداء الإسلام فيها - بكل جهودهم - علي نزع القيم والمبادئ السامية من نفوس شباب المسلمين، لينحرفوا عن منهج الله - عز وجل - إما بالإفراط أو التفريط.

    ومن وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم للشباب

    1- الالتزام بطاعة الله وعبادته
    عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : \" كنت خلف النبي صل الله عليه وسلم يوما ،

    فقال : ( يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن

    بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك

    بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف )
    . رواه الترمذي وقال :\" حديث حسن صحيح \".

    وفي رواية الإمام أحمد : ( احفظ الله تجده أَمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك فـي الشدة ، واعلم أَن ما أَخطأَك لم يكن ليصيبك ، وما أَصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أَن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسرِ يسرا ) .
    قــال صل الله عليه وسلم : «خيـركم مــن يــرجى خيـره، ويؤمن شـره، وشـركم من لا يرجى خيره، ولا يؤمن شـره» رواه أحمد.
    وقال صل الله عليه وسلم : «المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب» رواه ابن ماجه.
    وقال صل الله عليه وسلم : «المجاهد من جاهد نفسه في الله» رواه الترمذي.
    وقال صل الله عليه وسلم : «المسلم من سلم المسلون من لسانه ويده» رواه الطبراني.
    وقال صل الله عليه وسلم : «ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار؟ كل هيّـن ليّـن قريب سهل». رواه الترمذي.
    قال صل الله عليه وسلم : «كن ورعاً تكن أعبد الناس، وكن قنعاً تكن أشكر الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلماً، وأقلَّ الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب». رواه البيهقي في شعب الإيمان.

    2- حفظ اللسان :

    وفي حديث معاذ أن النبي صل الله عليه وسلم قال له: ألا أخبرك بملاك ذلك كله ، قلت: بلى يا نبي الله ، فأخذ بلسانه ،

    قال : كف عليك هذا ، فقلت: يا نبي الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم .

    3- طهارة النفس وعفتها :

    عَنْ عَلْقَمَةَ ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ عَبْدِ الله بِمِنىً، فَلَقِيَهُ عُثْمَانُ، فَقَامَ مَعَهُ يُحَدِّثُهُ. فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمٰن أَلا نُزُوِّجُكَ

    جَارِيَةٌ شَابَّةً، لَعَلَّهَا تُذَكِّرُكَ بَعْضَ مَا مَضَىٰ مِنْ زَمَانِكَ. قَالَ فَقَالَ عَبْدُ الله: لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ، لَقَدْ قَالَ لَنَا رَسُولُ الله : «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ

    مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِيعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وَجَاءٌ
    ». رواه البخاري ومسلم .

    روى الشيخان و الترمذي و النسائي و مالك و أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِي صل الله عليه وسلم قَالَ : «‏ سَبْعَةٌ

    يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ ،‏ وَ شَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ،‏ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ ،‏ وَرَجُلاَنِ

    تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ،‏ وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ .‏ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ فأَخْفَى حَتَّى لاَ

    تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ،‏ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ »
    ‏روى البخاري و الترمذي وأحمد عَنِ عبد الله بنِ عَبَّاسٍ رضي

    الله عنهما قَالَ : قَالَ النَّبِي صل الله عليه وسلم : «‏ نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ،‏ الصِّحَّةُ وَ الْفَرَاغُ.

    قـال صل الله عليه وسلم : «البـر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس» رواه مسلم

    .قال صل الله عليه وسلم : «أما المنجيات: فالعدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وخشـية الله تعالى في السـر والعلن» رواه الطبراني.

    والناظر إلى الرجال الذين دخلوا الإسلام وتحملوا نشره يجدهم شبابا .
    أبو بكر الصديق كانت سنه حينما دخل الإسلام 37 سنة.
    عمر بن الخطاب كانت سنه حينما دخل الإسلام 26 سنة .
    عثمان بن عفان كانت سنه حينما دخل الإسلام 20 سنة .
    علي بن أبي طالب كانت سنه حينما دخل الإسلام 8 سنوات .
    عبد الرحمن بن عوف كانت سنه حينما دخل الإسلام في حدود الثلاثين .
    أبو عبيدة بن الجراح كانت سنه حينما دخل الإسلام 27 سنة .
    والزبير بن العوام كانت سنه حينما دخل الإسلام 18سنوات .
    طلحة بن عبيد الله كانت سنه حينما دخل الإسلام 11 عاما .
    سعد بن أبي وقاص كانت سنه حينما دخل الإسلام 17 سنة .
    عبد الله بن مسعود كانت سنه حينما دخل الإسلام 14 سنة .
    الأرقم بن أبي الأرقم كانت سنه حينما دخل الإسلام 12 سنة .
    سعيد بن زيد كانت سنه حينما دخل الإسلام 19 سنة .
    جعفر بن أبي طالب كانت سنه حينما دخل الإسلام 18 عاماً .
    صهيب الرومي كانت سنه حينما دخل الإسلام دون العشرين .
    زيد بن ثابت كانت سنه حينما دخل الإسلام دون العشرين .
    خباب بن الأرت كانت سنه حينما دخل الإسلام 20 سنة .
    عامر بن فهيرة كانت سنه حينما دخل الإسلام 3 2 عاما .
    مصعب بن عمير كانت سنه حينما دخل الإسلام 24 عاماً .
    المقداد بن الأسود كانت سنه حينما دخ الإسلام 24 سنة .
    بلال بن رباح كانت سنه حينما دخل الإسلام في حدود الثلاثين .
    عثمان بن عفان كانت سنه حينما دخل الإسلام في حدود الثلاثين .
    عمار بن ياسر كانت سنه حينما دخل الإسلام فيما بين الثلاثين والأربعين .
    حمزة بن عبد المطلب كانت سنه حينما دخل الإسلام 42 عاماً .

    __________________________________
    تابعونا جزاكم الله خيرا
    ولا تنسونا من صالح دعائكم











    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: الرسول صل الله عليه وسلم والشباب

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين أكتوبر 18, 2021 9:06 am



    رَبى النبي صل الله عليه وسلم جيلاً مؤمناً وملتزماً بمفاهيم وقيم الإسلام، وكان الغالب في هذا الجيل شريحةِ الشباب. فعادة ما يتفاعل الشباب مع كل جديد، وهم أكثر الناس تأثراً، وأسرعهم استجابة، وأشدهم تفاعلاً؛ بخلاف جيل الشيوخ الذين ـ في الغالب ـ ما يقفون حجر عثرة أمام أي تغيير أو إصلاح، وأشد الناس تمسكاً بالقديم، ورفضاً للحديث والجديد.

    وكان للشباب دور رئيس في الالتفاف حول الرسول صل الله عليه وسلم ودعم ما جاء به النبي صل الله عليه وسلموالدعوة إليه، والدفاع عنه. كما كان للنبي صل الله عليه وسلم اهتمام خاص برعاية الشباب وتربيتهم وإعدادهم لتحمل المسؤوليات الكبيرة.

    ـ التربية المتوازنة:

    إن النبي صل الله عليه وسلم رَبىَّ الشباب على التربية المتوازنة القائمة على الموازنة بين العاطفة والعقل، الروح والجسد، العلم والعمل. وهذا التوازن الدقيق هو المنهج السليم في التربية، بَيْدَ أن طغيان جانب على حساب الجانب الآخر، سيؤدي إلى خللٍ في بناء الذات، وانحراف عن منهج الإسلام.

    وقد كان النبي صل الله عليه وسلم يقف ضد كل توجه غير صحيح، أو تفكير خاطئ، أو ممارسة سلبية؛
    من ذلك ما روي أن النبي صل الله عليه وسلم جلس للناس ووصف يوم القيامة، ولم يزدهم على التخويف، فرق الناس وبكوا، فاجتمع عشرة من الصحابة في بيت عثمان بن مظعون، واتفقوا على أن يصوموا النهار ويقوموا الليل، ولا يقربوا النساء ولا الطيب، ويلبسوا المسوح ، ويرفضوا الدنيا، ويسيحوا في الأرض، ويترهبوا ويخصوا المذاكير، فبلغ ذلك النبي صل الله عليه وسلم فأتى منزل عثمان فلم يجده، فقال لامرأته: " أحق ما بلغني؟ " فكرهت أن يكذب رسول الله صل الله عليه وسلم وأن تبتدئ على زوجها فقالت: يا رسول الله، إن كان أخبرك عثمان فقد صدقك، فانصرف رسول الله صل الله عليه وسلم
    وأتى عثمان منزله فأخبرته زوجته بذلك، فأتى هو وأصحابه إلى النبي صل الله عليه وسلم فقال: " ألم أنبأ أنكم اتفقتم؟ " فقالوا: ما أردنا إلا الخير.
    فقال صل الله عليه وسلم: " إني لم أؤمر بذلك، ثم قال: إن لأنفسكم عليكم حقا، فصوموا وافطروا، وقوموا وناموا، فإني أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وآكل اللحم والدسم، وآتي النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني" ثم جمع الناس وخطبهم، وقال: "ما بال قوم حرموا النساء والطيب والنوم وشهوات الدنيا!
    وأما أنا فلست آمركم أن تكونوا قسسة ورهبانا، إنه ليس في ديني ترك النساء واللحم، واتخاذ الصوامع، إن سياحة أمتي في الصوم، ورهبانيتها الجهاد، واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وحجوا واعتمروا، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا شهر رمضان، واستقيموا يستقم لكم، فإنما هلك من قبلكم بالتشديد، شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، فأولئك بقاياهم في الديارات والصوامع"

    من خلال هذه الرواية نستنتج أن النبي صل الله عليه وسلم قد رفض بقوة التوجه الخاطئ نحو الرهبانية، وترك الطيبات، وأوضح بكل جلاء أنه ليس في الإسلام رهبانية، بمعنى الانعزال عن الدنيا، وترك الزواج، وعدم استخدام الطيب..... إلخ.
    وإنما الإسلام يدعو إلى التوازن بين متطلبات الجسم ولوازم الروح، والإنسان كما يحتاج لإشباع غرائزه وشهواته المادية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن ومنكح، يحتاج كذلك لإشباع ميوله ورغباته المعنوية؛ وأي طغيان لجانب على حساب الآخر سيؤدي إلى خلل في الشخصية، وانحراف عن منهج الإسلام.

    وهكذا ربَّى النبي صل الله عليه وسلم أصحابه على التوازن بين متطلبات الجسم، ومستلزمات الروح.

    وفي هذا العصر حيث طغت المادية فيه على كل شيء، وأصبح شعار الفلسفة المادية الحديثة هو التركيز على كل ما هو مادي، وتجاهل كل ما هو معنوي وروحي.... يحتاج كل شاب أن ينتبه إلى ذاته وأن يسعى لتحصيل الكمالات الروحية، وهذا يتطلب مجاهدة النفس، والتدرب على ممارسة الرياضة الروحية، وترويض الذات على سلوك طريق الحق والخير والصلاح.

    وليكن شعارنا قول الله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)

    2ـ الرفق بالشباب:

    تعامل الرسول صل الله عليه وسلم برفق مع الشباب، وهذا مما زاد في إعجاب الشباب بالنبي صل الله عليه وسلم والتفافهم حوله،

    وقد مدح القرآن الكريم تعامل النبي صل الله عليه وسلم مع الناس باللين والرفق، يقول تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ

    لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)


    وقد كان النبي صل الله عليه وسلم يحث على الرفق، فقد روي عنه صل الله عليه وسلم قوله: "إن الرفق لم يوضع على شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء

    إلا شانه " وعنه صل الله عليه وسلم "إياكم والتعمق في الدين، فإن الله قد جعله سهلاً، فخذوا منه ما تطيقون، فإن الله يحب ما دام من عمل صالح، وإن كان يسيراً "

    والمطلع على سيرة النبي صل الله عليه وسلم يجد الكثير من الأمثلة التي تدل على رفقهصل الله عليه وسلم بالشباب، نذكر من ذلك مايلي:

    1-عن أنس قال: كان رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم) إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائبا دعا له، وإن كان شاهدا زاره، وإن كان مريضا عاده

    2 - عن ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا حدث الحديث أو سئل عن الامر كرره ثلاثا ليفهم ويفهم عنه

    3 ـ روى عن زيد بن ثابت قال: كنا إذا جلسنا إليه (صل الله عليه وآله وسلم) إن أخذنا في حديث في ذكر الآخرة أخذ معنا، وإن أخذنا في ذكر الدنيا أخذ معنا، وإن أخذنا في ذكر الطعام والشراب أخذ معنا، فكل هذا اُحدثكم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

    4- عن أبي الحميساء قال: تابعت النبي (صل الله عليه وآله وسلم) قبل أن يبعث فواعدته مكانا فنسيته يومي والغد فأتيته اليوم الثالث، فقال (عليه السلام): يا فتى لقد شققت علي، أنا هاهنا منذ ثلاثة أيام

    5- عن جرير بن عبد الله أن النبي (صل الله عليه وآله وسلم) دخل بعض بيوته فامتلأ البيت، ودخل جرير فقعد خارج البيت، فأبصره النبي (صل الله عليه وآله وسلم) فأخذ ثوبه فلفه ورمى به إليه وقال: اجلس على هذا، فأخذه جرير فوضعه على وجهه وقبله

    6- عن سلمان الفارسي قال: دخلت على رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم) وهو متكئ على وسادة فألقاها إلي، ثم قال: يا سلمان ما من مسلم دخل على أخيه المسلم فيلقي له الوسادة إكراما له إلا غفر الله له

    من هذه النماذج من سيرة النبي صل الله عليه وسلم يتضح لنا رفق رسول الله صل الله عليه وسلم بالشباب، وتعامله معهم بكل لطف وليونة، وهذا من أسباب نجاح الدعوة، واستقطاب الشباب لرسالة الإسلام. وهذا مايجب أن يتصف به الدعاة والقادة والعلماء إذا ما أرادوا استقطاب الشباب، والتأثير فيهم، وكسبهم نحو التدين، ومنهج الإسلام.

    3ـ الثناء على الشباب:

    للثناء تأثير كبير على النفوس، وبالخصوص نفوس الشباب، ولذلك كان النبي صل الله عليه وسلم كثيراً ما يثني على الشباب المؤمن؛

    فقد روي عن النبيصل الله عليه وسلم قوله: " ما من شاب يدع لله الدنيا ولهوها، وأهرم شبابه في طاعة الله، إلا أعطاه الله أجر اثنين وسبعين صديقاً "

    وعنهصل الله عليه وسلماً أنه قال: " إن أحب الخلائق إلى الله عز وجل شاب حدث السن في صورة حسنة جعل شبابه وجماله لله وفي طاعته،

    ذلك الذي يباهي به الرحمن ملائكته، يقول: هذا عبدي حقاً "(وقال صل الله عليه وسلم: " فضل الشاب العابد الذي تعبد في صباه على الشيخ الذي تعبد بعدما كبرت سنه كفضل المرسلين على سائر الناس "

    وقد كان لثناء الرسول صل الله عليه وسلم على الشباب دور مهم ومؤثر في كسب المزيد منهم، والتفافهم حول قيادة النبي صل الله عليه وسلم

    وهذا ما جعل للشباب دور فاعل في تقدم الدعوة، ونشر رسالة الإسلام إلى مختلف المناطق. فالشباب هم عماد أي تقدم، وسر نهضة الأمم، وقوة أي مجتمع؛ لأنهم في مرحلة القوة، والقدرة على العطاء والإنتاج، والاستعداد للتضحية والفداء، وحب المغامرة، وتوكيد الشخصية.

    وهذا ما يجب أن يقوم به أي قائد أو مصلح أو زعيم يسعى نحو التغيير والإصلاح، إذ يجب كسب الشباب، والعمل على إقناعهم لخدمة الإسلام، والمساهمة في تقدم المجتمع والأمة.

    4ـ خلق الثقة في نفوس الشباب:

    إن من أهم القواعد في بناء الشخصية وصنع النجاح هو الثقة بالنفس، والقارئ لسيرة النبي صل الله عليه وسلم يلاحظ أنه صل الله عليه وسلم

    قد عمل على صنع ثقة الشباب بأنفسهم، فقد قام صل الله عليه وسلم بإعطاء الشباب الكثير من المسؤوليات الكبيرة والمهمة، مما أدى لزيادة الثقة بأنفسهم، وتنمية إرادتهم.

    والأمثلة على تولية الرسول صل الله عليه وسلم للشباب مسؤوليات كبيرة ومهمة، عديدة....

    نذكر منها:

    1ـ إن أول مبلغ بعثه النبي صل الله عليه وسلم لنشر الإسلام في المدينة المنورة كان مصعب بن عمير، وكان عندئذٍ في ريعان شبابه.

    وقد استطاع مصعب بالرغم من حداثة سنه أن يقنع الكثير من الناس في المدينة المنورة ـ وكانت المدينة يومها من أهم مدن الجزيرة العربية ـ بالإسلام.

    وقد عمل مصعب بكل جد وإخلاص من أجل التأثير في الناس، وإقناعهم برسالة الإسلام السمحة.

    2ـ بعد فتح مكة بفترة زمنية قليلة، اضطر الرسول صل الله عليه وسلم للخروج منها بجيشه، والتوجه نحو جبهة القتال، وكان لابد من تعيين قائد لمكة لإدارة

    شؤونها، وقد اختار النبي صل الله عليه وسلم من بين جميع المسلمين شاباً لم يتجاوز الواحد والعشرين عاماً، وهو (عتاب بن أسيد) كقائد لمكة المكرمة في ظل غياب النبي صل الله عليه وسلم

    وأمر النبي صل الله عليه وسلم (عتاب بن أسيد) أن يصلي بالناس وهو أول أمير صلى بمكة بعد الفتح جماعة.

    3ـ في أواخر حياة النبي صل الله عليه وسلم عبأ المسلمين لقتال الروم، وضم جيشه كبار الضباط وأمراء الجيش ورجال المهاجرين و الأنصار وشيوخ العرب والشخصيات البارزة آنذاك.

    لاشك في أن قائد هذا الجيش العظيم لابد وأن يكون ذا شأن ومنزلة يختاره الرسول صل الله عليه وسلم لهذا الأمر الخطير من بين نخبة العسكر، فمن يا ترى حمل هذا اللواء؟

    لقد استدعى الرسول صل الله عليه وسلم أسامة بن زيد، وعقد له لواء القيادة وخوّله إمارة الجيش. واستعمله النبي صل الله عليه وسلم وهو ابن ثماني عشر سنة.

    وبات على الجميع أن يمد يد الطاعة والولاء لهذا القائد الشاب الذي عينه الرسول صل الله عليه وسلم بالرغم من وجود كبار القوم في هذا الجيش المتجه لقتال الإمبراطورية الرومية.

    ولا يخفى أن الشرط الأساس لاختيار الشباب هو كفاءتهم وصلاحيتهم، ويتضح هذا الشرط جلياً في خطبه صل الله عليه وسلموأحاديثه.

    فالشباب الذين كان يقع عليهم اختيار النبي صل الله عليه وسلم لتقليدهم المناصب الحساسة في الدولة كانوا يتمتعون بالكفاءة واللياقة المطلوبة من حيث العقل والفكر والذكاء والإيمان والعلم والأخلاق والتدبير وبقية الجوانب

    ومن هذه النماذج التاريخية يتبين لنا كيف أن النبي صل الله عليه وسلم قد أجاد توظيف طاقات الشباب الخلاقة، واستطاع أن يزرع في نفوسهم الثقة بالنفس، والإرادة القوية، والعزيمة الفولاذية.. مما جعلهم يقومون بأدوار كبيرة، ويتحملون مسؤوليات خطيرة؛ كان لها الفضل الأكبر في نشر راية الإسلام خفاقة في بقاع الدنيا.


    من خلال تعامل النبي صل الله عليه وسلم الحكيم مع الشباب استطاع أن يربي جيلاً مؤمناً وملتزماً بتعاليم وقيم الإسلام، وكان لهذه الطليعة المؤمنة ـ فيما بعد ـ دور مهم ومؤثر في التبليغ للإسلام، ونشر مفاهيمه وقيمه ومثله.

    وهكذا، يجب على كل قائد ومصلح وزعيم أن يعمل على كسب الشباب، وتوظيف طاقاتهم الخلاقة فيما يخدم المجتمع والأمة، واستثمار مواهبهم الإبداعية في التطوير والتقدم؛ كما عمل الرسول محمد صل الله عليه وسلم مع الشباب، فرسول الله صل الله عليه وسلم هو القدوة والأسوة،

    كما قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)

    _______________________
    تابعونا
    ولا تنسونا من صالح دعائكم


    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: الرسول صل الله عليه وسلم والشباب

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين أكتوبر 18, 2021 9:30 am


    والمتأمل في سيرته r في تعامله مع الشبيبة ينتبه لأمر مهم, وهو أن رسول الله كان يرفق بالشباب, ويدرك طبيعة تفكيرهم, وفي الوقت نفسه يستخرج مواهبهم ويستفيد من طاقاتهم, ويرشدها فيما ينفعهم, وينفع أمتهم كما أنه يوجههم بصورة مباشرة, كل ذلك في تكامل رائع يكشف عن عظمة شخص النبي, وعظيم قدراته التربوية.

    فليست تربية الشباب كما يظنها البعض اليوم بأن على المربي أن يكتفي بالتوجيه غير المباشر دون تدخل أو توجيه ونصح مباشر, بل التوجيه المباشر للمستجيب من الشباب يوفر على الدعاة وقتًا طويلاً, وربما أعمارًا من انتظار التوجيه بالتلميح: فها هو يردف خلفه الفتى ابن عباس رضي الله عنهما, وفي هذا تربية عملية له على التواضع تجد تطبيقها في حياة ابن عباس رضي الله عنهما, وتواضعه, وإكباره بالعلماء كزيد بن ثابت حيث كان ينتظره على بابه في شدة الحر؛ ليطلب العلم.


    وللقرب فائدة نفسيَّة يستغلها النبي r في توصيل المعاني العظيمة المباشرة للفتى الذكي؛ فيستوعبها وينقلها لنا, ووالله فإنه أفاد الأمة بدرر تحتاج لمجلدات لشرحها؛ عن حنش الصنعاني عن عبد الله بن عباس أنه حدثه أنه ركب خلف رسول الله يومًا، فقال له رسول الله: "يَا غُلاَمُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ, احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ, إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ, وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ, وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ. رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ"

    فيوجهه هنا بشكل مباشر ويلفت نظره لما سيذكره بقوله: "أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ", ثم يشرع في التوجيه بعد التحفيز.

    وبمثل هذا كان موقفه r مع معاذ بن جبل رضي الله عنه؛ فعنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال له: "يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ, وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ" فَقَالَ: "أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لاَ تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ"

    . فسبحان الله العظيم يبدأ بتليين قلبه, ولفت نظره بقوله: "إِنِّي لأُحِبُّكَ"! وفي هذا تحفيز للعاطفة؛ فما بالك بفتى يخبره رسول الله أنه يحبه -فداه أبي وأمي-, ثم يشرع بعدها في التوجيه الذي تستقبله نفس شغوفة بتعرف ما يهديه إليها حبيبها.

    دعونا نذكر مواقف أخرى -غير المذكورة آنفًا- فيها الجمع بين التوجيه ومراعاة الحاجات النفسية للشباب؛ فعن مالك بن الحويرث -رضي الله عنه- قال: أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ r وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ, فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً, وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ r رَحِيمًا رَقِيقًا؛ فَظَنَّ أَنَّا قَدْ اشْتَقْنَا أَهْلَنَا, فَسَأَلَنَا عَنْ مَنْ تَرَكْنَا مِنْ أَهْلِنَا؟ فَأَخْبَرْنَاهُ. فَقَالَ: "ارْجِعُوا إلى أَهْلِيكُمْ فَأَقِيمُوا فِيهِمْ وَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ، فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ"[3].

    فانظر كيف أقام لهم تلك الدورة التوجيهية والتربوية لمدة عشرين يومًا ومن بعد ذلك يسألهم عن أحوالهم وعن أهليهم؟! وفي هذا مزيد تعرف عليهم, وفيه تقرب وإزالة حواجز, وإدراك من الداعية الحصيف لأهمية إظهار الاهتمام بالشئون الشخصية العامة لكل من يدعوهم؛ ليحل المشاكل, أو ليتعرف على المواهب؛ وليستخرج ما لدى كل واحد منهم من معارف وعلاقات.

    ثم بعد ذلك يوصيهم بما يجب عليهم من الدعوة والتعليم, وتطبيق ما تعلموه منه, وهذا توجيه مباشر ومجمل, ثم يوصيهم بأهم وصية يجب الاعتناء بها, وهي: الصلاة, يصلونها كما رأوه r يصليها, وبعدها يرشدهم إلى عدم إغفال من هم أكبر منهم حتى لا تأخذ الشباب فورة القوَّة, والفرح بما عندهم فيتنكرون للكبار.

    وانظر كيف يتفرس رسول الله في الشاب -بعد مثل تلك الجلسات-, ويطلع على قدراته ومواهبه؛ فيسند له مهامًا كبيرة؛ فيرسل مصعبًا إلى المدينة مبلغًا عنه دين الله تعالى, فما أخطأت فراسته فيه r؛ إذ فتح الله قلوب أهل المدينة وسادتها على يديه, وبحسن منطقه وكريم خلقه استطاع أن يكسب القلوب, ويمهد الطريق للدولة المسلمة, وبرأيي أن لمصعب -رضي الله عنه- منة على المسلمين جميعًا -حاشا رسول الله- بهذا العمل!

    وقلْ مثل ذلك في تقديره r لمواهب زيد بن ثابت رضي الله عنه, وإسناده مهمة في غاية الأهمية بالنسبة لأي حاكم,

    وهي: أن يترجم له ويفحص ما يكتب عنه فيما بينه وبين اليهود. وكما نعلم أن مثل هذه المهمة خطيرة بسبب ما كان بين المسلمين واليهود من حساسية في

    ذلك الوقت, وهذا ما حدث به زيد عن نفسه؛

    فعَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ أَبَاهُ زَيْدًا أَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صل الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ, قَالَ زَيْدٌ: ذُهِبَ بِي إلى النَّبِيِّ صل الله عليه وسلم فَأُعْجِبَ بِي.

    فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا غُلامٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ مَعَهُ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ بِضْعَ عَشْرَةَ سُورَةً. فَأَعْجَبَ ذَلِكَ النَّبِيَّ

    وَقَالَ: "يَا زَيْدُ تَعَلَّمْ لِي كِتَابَ يَهُودَ، فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي". قَالَ زَيْدٌ: فَتَعَلَّمْتُ كِتَابَهُمْ مَا مَرَّتْ بِي خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حَتَّى حَذَقْتُهُ, وَكُنْتُ أَقْرَأُ لَهُ كُتُبَهُمْ إِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ, وَأُجِيبُ عَنْهُ إِذَا كَتَبَ

    تعالَ الآن ننتقل إلى نقطة أخرى في رعاية النبي -عليه الصلاة والسلام- للشباب, وإدراكه لاختلافهم عن غيرهم.

    انظر كيف كان صل الله عليه وسلم يراعي اشتياق الشاب لأهله, ومن ذلك أيضًا: ما ورد في البخاري بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: سافرت معه صل الله عليه وسلم في بعض أسفاره, فلما أن أقبلنا, قال النبي صل الله عليه وسلم : "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَعَجَّلَ إلى أَهْلِهِ فَلْيُعَجِّلْ".

    وفي رواية أخرى: نلحظ أن النبي صل الله عليه وسلم يُراعي الشباب لا سيما في أمر شهوتهم؛ ففي الحديث عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَفَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صل

    الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةٍ فَتَعَجَّلْتُ عَلَى بَعِيرٍ لِي قَطُوفٍ -أي بطيء- فَلَحِقَنِي رَاكِبٌ مِنْ خَلْفِي فَنَخَسَ بَعِيرِي بِعَنَزَةٍ كَانَتْ مَعَهُ، فَانْطَلَقَ بَعِيرِي كَأَجْوَدِ مَا أَنْتَ

    رَاءٍ مِنْ الإِبِلِ؛ فَإِذَا النَّبِيُّ صل الله عليه وسلم-أي هو الراكب الذي نخس البعير وكانت بطيئة فأسرعت وهذا من معجزاته- فَقَالَ: "مَا يُعْجِلُكَ؟"

    قُلْتُ: كُنْتُ حَدِيثَ عَهْدٍ بِعُرُسٍ. قَالَ: "أَبِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟" قُلْتُ: ثَيِّبًا. قَالَ: "فَهَلا جَارِيَةً تُلاعِبُهَا وَتُلاعِبُكَ". قَالَ: فَلَمَّا ذَهَبْنَا لِنَدْخُلَ, قَالَ: "أَمْهِلُوا حَتَّى تَدْخُلُوا لَيْلاً -أَيْ عِشَاءً- لِكَيْ تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ وَتَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ"

    فيُراعي هنا حاجات الجميع: فيسأل أولاً جابرًا عن حاله وسبب استعجاله, ثم يبدي رأيه في زواجه أنه كان يفضل له أن يتزوج بكرًا بدلاً من ثيب؛ فإن البكر تخوض تجربتها الجديدة في الزواج فتعتني بزوجها وتحبه, ويراعي كذلك المرأة في بيتها فيترك لها فرصة التزين لتستقبل زوجها على أكمل حالاتها!

    بل إنه كان -عليه الصلاة والسلام- يأذن للشباب؛ ليذهبوا إلى بيوتهم في أثناء غزوة الخندق لا سيما من كان حديث عهد بعرس،

    فيقول أبو سعيد -رضي الله عنه- محدثًا عن شاب كان معهم في الغزوة, فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله, فاستأذنه يومًا فقال: "خُذْ عَلَيْكَ سِلاحَكَ؛ فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْكَ قُرَيْظَةَ"

    ولقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم شفوقًا كريمًا يسمع للشباب ويشعر بمشاكلهم, ويعاملهم معاملة كريمة حتى إن أحد الشباب غلبته شهوته, وتنازع في نفسه الطهارة والإيمان مع رجز الشهوة المحرمة والشيطان؛ فلم يجد له من مهرب إلا أن يأتي رسول الله يستأذنه فيما ظنه مخرجًا شرعيًّا له, فإن أذن له رسول الله في الزنا فقد أزاح عن نفسه همّ المخالفة, وانتفى عنه الشعور بالإثم. فانظر كيف عالجه النبي صل الله عليه وسلم بالحوار العقلي العاطفي, وبالدعاء له أيضًا من غير زجر, ولا قهر, ولا سخرية منه:

    دعونا نلتقط دراري متنوعة من معاملته صل الله عليه وسلم للشباب؛ تلك المعاملة التي كانت بمنزلة تربية عملية لهم تساهم في التوجيه من خلال المواقف

    المختلفة؛ فمن تربيته صل الله عليه وسلم للشباب أنه كان يحترم أحزانهم, فلا يثرب عليهم ما كان منهم في حزنهم؛ ما داموا لم يقعوا في محرم كتسخُّط القدر،

    بل ويسعى -عليه الصلاة والسلام- في مواساتهم في الأحزان.

    وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله قال: أُصِيبَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ فَجَعَلْتُ أَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ وَأَبْكِي, وَجَعَلُوا يَنْهَوْنَنِي وَرَسُولُ اللَّهِ لا يَنْهَانِي.

    قَالَ: وَجَعَلَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرٍو تَبْكِيهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "تَبْكِيهِ أَوْ لا تَبْكِيهِ مَا زَالَتْ الْمَلائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ".

    فبمثل هذا القول واساهم عليه الصلاة والسلام؛ ليخفف من حزنهم بينما تركهم قبل ذلك يفرغون مخزون الحزن من نفوسهم.

    ومن تربيته للشباب ما كان من معاملته لزوجته الشابة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها, وتخفيفه عنها لما حضرتها الحيضة في الحج؛ فشق ذلك عليها,

    وتوهمت أنها ستحرم من الثواب, فذكر لها ما يطيب نفسها؛ ففي الحديث عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ, وَلا نَرَى إِلا الْحَجَّ حَتَّى إِذَا

    كُنَّا بِسَرِفَ أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا حِضْتُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ وَأَنَا أَبْكِي فَقَالَ: "أَنَفِسْتِ" يَعْنِي: الْحَيْضَةَ. قَالَتْ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "إِنَّ هَذَا شَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ،

    فَاقْضِي مَا يَقْضِي الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَغْتَسِلِي"

    وفي تقديره لحاجة الفتاة حديثة السن إلى الترفيه: فقد نقل عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه كان يسابقها فتسبقه ويسبقها, ويقول لها: "هَذِهِ بِتِلْكَ السَّبْقَةِ"

    وتقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ, وَأَنَا أَنْظُرُ إلى الْحَبَشَةِ وَهُمْ يَلْعَبُونَ وَأَنَا جَارِيَةٌ؛ فَاقْدِرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْعَرِبَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ"

    وكان صل الله عليه وسلم يعتني بالشباب ويسعى في معاونتهم وحل مشاكلهم وتزويج فقرائهم, وفي الحديث أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ انْطَلَقَ يَخْطُبُ عَلَى فَتَاهُ زَيْدِ بْنِ

    حَارِثَةَ, فَدَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ الأَسَدِيَّةِ فَخَطَبَهَا, فَقَالَتْ: لَسْتُ بِنَاكِحَتِهِ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "فَانْكِحِيهِ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُؤَامِرُ فِي نَفْسِي. فَبَيْنَمَا هُمَا

    يَتَحَدَّثَانِ أَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ عَلَى رَسُولِهِ: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ} إلى قَوْلِهِ: {ضَلاَلاً مُبِينًا} [الأحزاب: 36]. قَالَتْ: قَدْ رَضِيتَهُ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ مُنْكِحًا؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَتْ: إِذَنْ لاَ أَعْصِي رَسُولَ اللَّهِ, قَدْ أَنْكَحْتُهُ نَفْسِي

    ومن هؤلاء جُليبيب -رضي الله عنه- الذي كان فقيرًا دميمًا لا يهتم أحد بشأنه فسعى -عليه الصلاة والسلام- في تزويجه؛

    فعن أنس -رضي الله عنه- قال: "خَطَبَ النَّبِيُّ صل الله عليه وسلم عَلَى جُلَيْبِيبٍ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ إلى أَبِيهَا, فَقَالَ: حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا.

    فَقَالَ النَّبِيُّ: "فَنَعَمْ إِذًا". قَالَ: فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إلى امْرَأَتِهِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا, فَقَالَتْ: لاهَا اللهُ إِذًا, مَا وَجَدَ رَسُولُ اللهِ صل الله عليه وسلم إِلا جُلَيْبِيبًا وَقَدْ مَنَعْنَاهَا

    مِنْ فُلانٍ وَفُلانٍ؟ قَالَ: وَالْجَارِيَةُ فِي سِتْرِهَا تَسْتَمِعُ. قَالَ: فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَ النَّبِيَّ بِذَلِكَ, فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَرُدُّوا عَلَى رَسُولِ اللهِ أَمْرَهُ؟ إِنْ كَانَ قَدْ رَضِيَهُ لَكُمْ, فَأَنْكِحُوهُ"

    ما أعظم تلك الشابة المؤمنة في ردها على أبويها, وتنبيهها لموطن الخير في هذا! وتم الزواج, ولم يلبث جليبيب أن استشهد فلم يفقده أحد إلا رسول الله صل

    الله عليه وسلم ففي الحديث عن أبي برزة رضي الله عنه: أنَّ النَّبِيَّ صل الله عليه وسلم كَانَ فِي مَغْزًى لَهُ فَأَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: "هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ

    أَحَدٍ؟" قَالُوا: نَعَمْ, فُلانًا وَفُلانًا, وَفُلانًا. ثُمَّ قَالَ: "هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟" قَالُوا: نَعَمْ فُلانًا وَفُلانًا, وَفُلانًا. ثُمَّ قَالَ: "هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟" قَالُوا: لا.

    قَالَ: "لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا فَاطْلُبُوهُ". فَطُلِبَ فِي الْقَتْلَى فَوَجَدُوهُ إلى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ؛ فَأَتَى النَّبِيُّ r فَوَقَفَ عَلَيْهِ, فَقَالَ: "قَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ، هَذَا مِنِّي

    وَأَنَا مِنْهُ، هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ". قَالَ: فَوَضَعَهُ عَلَى سَاعِدَيْهِ لَيْسَ لَهُ إِلا سَاعِدَا النَّبِيِّ r. قَالَ: فَحُفِرَ لَهُ وَوُضِعَ فِي قَبْرِهِ"

    ومن تربية النبي عليه الصلاة والسلام, ومن مظاهر عنايته بالشباب أنه كان يطمئنهم إلى جانب رزق الله تعالى, ويربيهم على محبة الله, وطلب ما عنده؛ فإن الشاب في مقتبل حياته يرى ما يستقبله من مهام مختلفة وكبيرة, فهو يرغب في الزواج ويحتاج إلى مال لحاجات مختلفة, ويحتاج إلى عمل وغير ذلك؛ فربما أصابه همّ من ذلك, فهنا يبرز دور المربي الحكيم الذي يقرب الناس إلى الله تعالى, وينقل إليهم ما خبره من لطف الله تعالى..

    وفي معاملته لمن هم تحت يده من الخدم الشباب وغيرهم قدوة.. أيما قدوة! فيعرف حاجتهم للعب ويتجاوز عن بعض تقصيرهم؛

    عن أنس بن مالك خادم رسول الله قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا, فَأَرْسَلَنِي يَوْمًا لِحَاجَةٍ, فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا أَذْهَبُ. وَفِي نَفْسِي

    أَنْ أَذْهَبَ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ نَبِيُّ اللَّهِ صل الله عليه وسلم فَخَرَجْتُ حَتَّى أَمُرَّ عَلَى صِبْيَانٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ؛ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي.

    قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَالَ: "يَا أُنَيْسُ، أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ؟" قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا أَذْهَبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ

    وقال أيضًا: "خدمت رسول الله صل الله عليه وسلم عشر سنين ما دريت شيئًا قط وافقه ولا شيئًا قط خالفه، رضي من الله بما كان،

    وإن كان بعض أزواجه ليقول: لو فعلت كذا وكذا، يقول: دعوه، فإنه لا يكون إلا ما أراد الله عز وجل. وما رأيت رسول الله صل الله عليه وسلم انتقم لنفسه من شيء إلا أن انتهكت لله حرمة، فإن انتهكت لله حرمة كان أشد الناس غضبًا لله، وما عُرض عليه أمران إلا اختار أيسرهما ما لم يكن فيه سخط لله، فإن كان فيه لله سخط كان أبعد الناس منه"

    وعن مهاجر مولى أم سلمة قال: "خدمت رسول الله r سنين فلم يقل لشيء صنعت لم صنعته, ولا لشيء تركته لم تركته"

    اللهم صل وسلم وزد وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم عدد ما وسعه علم الله
    _____________________
    أحبكم في الله
    لا تنسونا من صالح دعائكم


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 9:48 am