آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
71.. وطنا العربى الجميل ... مدينة سواكن ... السودان Ooou110أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
71.. وطنا العربى الجميل ... مدينة سواكن ... السودان Ooou110أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد

» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
71.. وطنا العربى الجميل ... مدينة سواكن ... السودان Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» العبادة وأركانها
71.. وطنا العربى الجميل ... مدينة سواكن ... السودان Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد

» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
71.. وطنا العربى الجميل ... مدينة سواكن ... السودان Ooou110الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
71.. وطنا العربى الجميل ... مدينة سواكن ... السودان Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور

» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
71.. وطنا العربى الجميل ... مدينة سواكن ... السودان Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
71.. وطنا العربى الجميل ... مدينة سواكن ... السودان Ooou110السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد

» هيئات السجود المسنونة
71.. وطنا العربى الجميل ... مدينة سواكن ... السودان Ooou110الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» (( - 2 -)) خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
71.. وطنا العربى الجميل ... مدينة سواكن ... السودان Ooou110الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:28 pm من طرف صادق النور

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

71.. وطنا العربى الجميل ... مدينة سواكن ... السودان Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 101 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 101 زائر :: 3 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 10128 مساهمة في هذا المنتدى في 3405 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 311 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو Pathways فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    71.. وطنا العربى الجميل ... مدينة سواكن ... السودان

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود 71.. وطنا العربى الجميل ... مدينة سواكن ... السودان

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد يناير 27, 2013 11:27 pm

    هذة رحلتنا الواحدة بعد السبعون فى تجوالنا فى وطنا العربى الجميل

    وقد أخذتنا الرحلة ألى أحبابى فى السودان الشقيق والله بحبهم حب ألأحباب

    وقد رست بنا الرحلة فى مدينة جميلة جداً وهى مدينة سواكن


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    سَواكِنْ مدينة تقع في شمال شرق السودان، على الساحل الغربي للبحر الأحمر على ارتفاع 66 متر (216.6 قدم ) فوق سطح البحر وتبعد عن العاصمة الخرطوم حوالي 642 كيلومتر (398.9 ميلاً )غرباً وعن مدينة بورتسودان 54 كيلومتر (33.5 ميلا)، وتضم منطقة أثرية تاريخية وكانت سابقاً ميناء السودان الرئيسي. وقد بنيت المدينة القديمة فوق جزيرة مرجانية وتحولت منازلها إلى آثار وأطلال.

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    سبب التسمية

    سواكن لغة، هو لفظ أقرب إلى السكنى بمعنى الإقامة، سكن يسكن ساكن سواكن، أو بمعنى الهدوء السكون والسكينة، إلا أن هناك عدة افتراضات وروايات يتداولها الكتاب في معرفة معنى الاسم ومصدره وسبب تسمية المدينة به، ومنها ما ذهب إليه الكاتب المصري الشاطر البصيلى الذى ذكر بأن اللفظ سواكن من اصل مصري قديم وهو «شواخن» ويعنى محطة - شوا. وشوا Shewa هو اسم لمملكة اسلامية بالحبشة في سنة 1285 م، [1]وحسب رأيه فإن سبب تحول كلمة «شواخن» إلى شواكن أو سواكن، يعود إلى خلو لغات البجا من لفظ الخاء والذي غالباً ما يقلب إلى كاف أو هاء في بعض لهجاتها.

    وهناك من يعتقد بأن الإسم عربي الأصل ومشتق من كلمة «السوق» ويستدل على ذلك بوصول بعض العناصر العربية التي هاجرت من شبه الجزيرة العربية من الضفة المقابلة لموقع سواكن على البحر الأحمر واستقراوا فيه واختلطوا بسكانه المحليين. وتطور الموقع بفضل خدمة التجارة وعرف باسم «سواقٍ» أو أسواق والذي حرف فيما بعد الى سواكن، ويدعمون هذا الرأي بالإسم الذي يطلقه البجا على سواكن وهو (اوسوك) ومعناه باللغة البجاوية السوق .
    وثمة رواية أخرى تستند على أساطير قديمة تقول بأن سواكن مشتقة من لفظ «سجون» التي حرفت بمرور الزمن واصبحت سواجن ثم سواكن، وعرفت بهذا الإسم لأن الموقع كان سجناً يضم الخارجين عن القانون والمجرمين وان الملك سليمان كان يستخدمه لذلك الغرض حيث كان يرسل إليه كل جان عاص متمرد.
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    تقع سواكن على خط عرض 19,5 درجة شمال خط الاستواء وخط طول 37,5 درجة شرق. واشتهرت قديما وكانت تمر بها الرحلات بعد عبور الموانئ المجاورة له مثل ميناء جدة وميناء أملج وميناء ينبع في السعودية وميناء القصير وميناء سفاجا في مصر. وكانت في الأصل جزيرة ثم توسعت إلى الساحل وما جاوره فغدت مدينة سواكن تضم الجزيرة والساحل.

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    لا يعرف تاريخ محدد تأسست فيه سواكن , ولكن الكثير من الشواهد تدل على أن الجزيرة كانت

    مأهولة منذ تاريخ موغل في القدم , ولكن سواكن اشتهرت بعد ظهور الإسلام وازدادت شهرة بعد أن استطاعت أن تحل محل عيذاب

    كميناء أفريقيا الأول للحج , وكانت مستقلة عن السودان ولها نظامها الإداري الخاص

    وعلى رأسه أمير من البلو , ثم من الأرتيقة الذين لا يزالون يتوارثون عموديتها

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    سواكن أول مدينة سودانية عمرت بالمباني العالية والمباني الثابتة، فكانت قصورها الشامخة لا مثيل لها في المنطقة ، وكانت

    مدينة التجارة والمال علي البحر الأحمر والشرق العربي كله ، وكانت تمون بلاد الحجاز بالحبوب واللحوم والسمن


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    وهي مدينة تاريخية قديمة مبنية علي جزيرة مرجانية ويحيط بها سور فتحت به خمسة بوابات لمراقبة الداخلين

    والخارجين اشهرها بوابة كتشنر ( باب شرق السودان ) ويربط الجزيرة بالساحل

    جسر وعلي بعد ميلين فاكثر من الجزيرة توجد ثمانية أبراج للمراقبة .

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    مسدار سواكن



    شعر : صديق ضرار

    قالوا عليكى منسية

    وقالوا أميرة شرقية

    بتطلعى زى صباح الفل

    من الجزر المدارية

    بتشرقى متل شمس البحر

    لابسة غلالة وردية

    مطرزة بالعقيق والدر

    وبى أصداف محارية

    خلاصة المسك والعنبر

    مضمخة بيه مجلوة

    حلاتك وانت ست الحسن

    وانت مليكة محظية

    * *

    عشقتك والعشق كتال

    إذا ما ليك الفؤاد قد مال

    تهب الذكرى يصحو البال

    أغنيك والغناوى طوال

    سواكن فخر للأجيال

    * *

    طريتك فى الهوى والصيف

    وقدلة عذاراك بين المشيل والقيف

    طريت فى الشاطة كل ولوف

    ملازم خدره حشمة وخوف

    ذكرت اندارا حاضرة وريف

    وسالت منى عبرة خفيف

    حبست دموعى شان ما تقيف

    معاها أقيف حسب أمرك

    أطوق بالنجوم نحرك

    أخُتَّ وسام على صدرك

    أملِّى عيونى من سحرك

    وابدأ فيكى بالتوصيف

    وإنتى : ويا علو مجدك

    مقدمة فى المدن وحدك

    وشامخة قباب خرافية

    * *

    سواكن والهوى قتال

    سواكن والليالى طوال

    تهب الذكرى يصحو البال

    سواكن مفخرة أجيال

    * *

    غناوى البحر تمتدَّ ،

    ويمتدَّ صداها فى الساحل

    على مدَّ المدى الماهل

    على شط الجزيرة تنام

    مع الأحلام

    على سجف الضريح أعلام

    موشية ، من حرير الشام

    مزارالختم الحدانا إمام

    على دقنة الأمير القام

    يقبل جبهتك والهام

    على ماضيكى ألف سلام

    على البيفضل فيكى والراحل

    على الأطلال

    على الشوق البرانى هيام

    على قطر الندى النازل

    على الشرفات يحط حمام

    وفيه الساجع الهادل

    على دقنة الأمير القام

    يقبل . . ما بين عينيك والهام

    إليك وإليه ألف سلام

    * *

    محال الزمن يُنسيك

    مغانى اللهو والتطريب

    قصورك تحكى عن ماضيك

    وعن سر الجمال الفيك

    قصور مأهولة بالأسرار

    تصور روعة المعمار

    عليها من الحداثة سوار

    وشيىء من مسحة صوفية

    * *

    قريتك فى الزمن مشوار

    تحلق حولك الأقمار

    صبية فتية فى شبابك

    تصدى الغزو عن بابك

    ولا هزاك قط شنار

    ولا سهم الزمن صابك

    وكنت الكوكب السيار

    على المدن الحضارية

    * *

    بتطلعى يا سواكن نور

    تفجى الغيهب المستور

    وده المسطور فى علم الغيب

    حنانك فينا ينزل سيب

    يفيض من بحرك المسجور

    ويشرق وجهك الشهباء

    يشع من فوق علاه ضياء

    يعود سرب الظباء الحور

    تجاور نبعك المسحور

    وتسبح فى عيون الماء

    ودا الخالينى فيك بَسْتَنْ

    مرابعك فى حماها انْجَمْ

    لقاى يا الحلوة بيك لو تم

    أبادلك بالسلام ألفاً

    وأبحر بيكى عبر اليم

    على صهوة شراعية

    * *

    سواكن ليس باقى دمن

    سواكن خالدة جوَّ الدم

    سواكن فينا روح وقيم

    قبيلة من التراث والفن

    وقمة نهضة شرقية

    * *

    تدلت من مراقى الشعر

    وحلت فوق سقوف الدور

    نبوءة من الزمان الفات

    تبدت فى يقين وثبات

    بأنك رغم هذا الجور

    بتنهضى من سكون وبيات

    ومتلك أصلو ما بنضار

    و لا بتثنيه بعض أمور

    وحولك يا سواكن سور

    تحدى القاصديكى دهور

    منيعة وفيكى كل صفات

    حَرَانْ مُهر السباق الحر

    فشدى خطاكى فى المضمار

    بتلقى الدانى فيك محتار

    وتلقى القاصى بيك مبهور
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: 71.. وطنا العربى الجميل ... مدينة سواكن ... السودان

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد يناير 27, 2013 11:36 pm

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    سواكن : أسماء وألقاب أم روايات وأساطير ؟

    مدينة سواكن تحيط بها أغلبية عظمى من سكان البجا , وهم قوم لهم لغتهم الخاصة ( البداوييت ) بالدال المعطشة كما هو الحال في حرف الـ P الإنجليزي , وهي في مجملها تستخدم فقط أربعة عشر صوتاً من أصوات الحروف العربية , فدرجوا على تسميها أوسوك Osauk , والهمزة والواو اللذان في بداية الكلمة هما أداة تعريف للمذكر تقابلها في العربية ( الـ ) التعريفية . وتجدر الإشارة إلى أن أداة التعريف للمؤنث هي حرف ( التاء ) تماماً كما هو في اللغة العربية . وعليه كلمة ( أوسوك ) تعني السوق , وهو اسم على مسمى ؛ لأنها حاضرتهم وسوقهم الذي لا بديل له عندهم . وفيما عدا ذلك فاسم سواكن يطول الحديث عنه ؛ لأنه تكثر عنه الروايات والخرافات والأساطير التي تناقلتها الألسن كابراً عن كابر , وخلفاً عن سلف , وسنعمد هنا إلى اقتباس بعض هذه الرويات لكونها نماذج لما علق منها باسم المدينة على النحو الآتي :

    * تشير إحدى الروايات إلى أن أحد ملوك الحبشة أهدى سبعين جارية إلى سيدنا سليمان عليه السلام , فأبحرت بهن السفينة الشراعية من مصوع , وكانت أول المرافئ التي حطت بها طلباً للراحة والاستجمام , موقع ميناء سواكن الحالي . ثم أقلعت بهن السفينة ميممة إلى ميناء العقبة , ومن هنالك تواصلت الرحلة براً إلى بيت المقدس , وعند الوصول ألجمت الدهشة ألسن الجميع , إذ ظهرت آثار الحمل عليهن وعند سؤالهن أقررن بأنهن قد وطأهن الجن في سواكن . فأمر سيدنا سليمان بردهن إلى الموقع الذي حدثت فيه هذه الفعلة الشنعاء ؛ لتكون إقامتهن فيها أبدية كما أمر أن يكون ذلك الموقع سجناً لمردة الجن , فأصبح هذا الحدث تتناقله الألسن , وعندما يسأل السائل عن مرتكب هذه الجريمة المنكرة يأتيه الرد بقول : ( سواها الجن ) , أي: فعلها الجن . وبكثرة التكرار والترداد تحرفت العبارة وأصبحت ( سواجن ) حتى انتهت بها عملية التحريف والتزحيف إلى سواكن . ويذكر بعض المؤرخين أن قصة الجواري والجن لم تكن مع سيدنا سليمان عليه السلام , وإنما كانت مع خسرو ملك الفرس .


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    * أما الرواية الثانية فتذكر أن جماعة من أهل اليمن في عهد ملكتهم الكبرى بلقيس أرسلوا سبعاً من الفتيات الجميلات هدية إلى سيدنا سليمان عليه السلام , فرست بهن السفينة المقلة لهن في موقع ميناء سواكن الحالي للراحة والاستجمام , ومن ثم واصلت مسيرتها إلى بيت المقدس و وعندما وصلت إلى الغاية المنشودة ظهرت عليهن بوادر الحمل فوضحن أن ذلك من فعل الجن فسمي الموقع ( سبعة الجن ) وبمرور الزمن تحولت العبارة إلى سواكن .

    * ومما ذكر أيضاً بهذا الصدد أن الدكتور بروس ذكر أن البطالسة الذين حكموا مصر خلال رحلتهم في البحر نزلوا في موقع سواكن , وأطلقوا عليه Dimen Evanglias وتعني في لغتهم ( ميناء الأخبار السعيدة ) , أو ميناء البشائر، ومن غرائب المصادفات أن يطلق اسم ميناء بشائر على موقع تصدير النفط السوداني , الذي أنشئ مؤخراً شمال سواكن , ويبدو أن الأوربيين تعودوا وصف الأماكن التي تأتيهم منها الخيرات بالسعيد ، كما كان حاصلاً في وصف اليمن ( باليمن السعيد ) وذلك تعبيراً عن فرحتهم وسعادتهم بما تأتيهم منها من خيرات لا وجود لها في بلادهم , مثل : البخور والبهارات , وغيرها . وعندها طاب لهم المقام في موقع سواكن , وتحقق لهم كثير من المصالح الاقتصادية لكثرة ما يرد إليها من السفن التجارية , ويخفف عنهم مكابدة التعب والأسفار , فكانوا يعودون بمتطلباتهم من سواكن إلى الغرب , حق لهم أن يسموها بميناء الأخبار السعيدة , أو ميناء البشائر .

    * في عهد الخديوي إسماعيل باشا ازدهرت سواكن كما لم تزدهر من قبل , حتى أصبحت تلقب بعروس البحر الأحمر , وذلك وفق ما ورد في كتاب " رحلة إفريقية " ويذكر داكسترو الذي مر بها عام 1541م أنها أغنى دول التجارة في الشرق , ولا يضارعها ـ في نظره ـ إلا ميناء لشبونة البرتقالي ، والفضل ما شهدت به الأعداء .

    * ومما ذكر أيضاً بهذا الصدد أن هناك من يذهب إلى أن كلمة سواكن في اللغة الهندية تعني "المدينة البيضاء" . وتلك حقيقة مشاهدة في وحدة لون مبانيها وشدة بياضها .

    وكما هو واضح مما سبق أن كل ما ذكر عبارة عن روايات و مزاعم لم تثبت بالدليل القاطع , والبرهان الناصع . ومازالت تجد عند العوام الاهتمام والتداول . فأصبحت جزءًا من التراث الثقافي للمدينة . وحتى يتحقق تفسير ذلك بالصورة العلمية عن طريق البحث الجاد , أحسب أننا لا نملك إلا أن نسوغ ذلك بالقول المأثور : ( إن الأسماء لا تفسر ) , وما أحسب ذلك إلا من قبيل خداع النفس للنفس . والإتيان بالتفاسير والمسوغات لما نعجز عن إدراك كنهه , ومعرفة حقيقته . فمهما يكن من أمر ففي ذلك مدعاة للمثابرة ومتابعة البحث الموصل إلى الحقيقة, وإزالة هذا الغموض الذي مازال يكتنف اسم ثغرنا الحبيب .

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    فالجزيرة كانت موطن الحكام وعِليه القوم ووجهائهم، وموقع مباني الشركات والجمارك، والفنادق والبنك الأهلي , أما القيف فهو موطن عامة الناس , ولذلك كانت الجزيرة ثغر الميناء الباسم والواجهة الجميلة التي تقابل القادمين إليها، وهذا ما أعطاهم انطباعاً جميلاً ، وترك في نفوسهم ذكريات لا تنسى , إذ زينت بالنوافير والفوانيس والحدائق والملاعب .

    ومن حيث تضاريس المدينة , يمر بها الخط الكنتوري الخامس ، بمعنى أنها ترتفع فوق مستوى سطح البحر بخمس أقدام0 وفي أقصى الغرب تمتد سلسة جبال البحر الأحمر شمالاً وجنوباً في توازٍ مع ساحله ، وهي بمنزلة خط لتقسيم المياه خصوصاً في منطقة سنكات،وأركويت،ومحطة صمد، وأودروس إذ تنساب مياه الأمطار على طول هذا الخط في إتجاهين متعاكسين تماماً ناحيتي الشرق والغرب0 فالمتجهة شرقاً تصب في سواحل البحر الأحمر،أما المتجهة غرباً تصب في شواطئ نهر عطيرة عبر خور عرب وغيره من الأودية0

    وهذه السلسلة فيها قمم يربو إرتفاعها على ثلاثة آلاف قدم0 وإذا أدركنا أن إرتفاع المدينة فوق مستوى سطح البحر لا يزيد على خمسة أقدام نستطيع أن نتخيل شدة إندفاع السيول نحو البحر، فهي سيول مدمرة تصيب الناس بالخراب متى ما ترك لها الحبل على الغارب0 والبوابة الرئيسية للمدينة تقع قبالة أحد الأودية الكبرى ، وهذا يعرضها لخطر داهم فتمت المسارعة ببناء جسر على هذا الوادي وسمي ( بجسر الشاطة ) فتمكنوا بذلك من إصطياد عصفورين بحجر واحد كما يقولون0

    أولاً: أصبحت المدينة في مأمن من مخاطر السيول التي نتج منها دمار شامل عام 1905م ، وتمكنوا من تخزين كمية كبيرة من مياه الأمطار تكفي لمدِ المدينة بمياه الشرب العذبة قرابة أربعة أشهر أو خمسة
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: 71.. وطنا العربى الجميل ... مدينة سواكن ... السودان

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد يناير 27, 2013 11:47 pm



    أصبحت الأطماء المحجوزة مصدراً للخصب والزراعة، وأصبحت توفر جزءاً لا يستهان به من الإكتفاء الذاتي للمدينة من الخضروات والفواكه والأعلاف0 فإن كانت مصر هبة النيل كما يقولون ، فلا غرو أن تصبح سواكن هبة جسر الشاطة0

    فجسر الشاطة يبعد نحو كيلين من البوابة الرئيسية0 والشخص الذي تسنح له فرصة تسنم ظهره ، وهو متجه نحو الشرق ، يرى العجب العجاب من المناظر الطبيعية الخلابة0 فهو يرى المدينة بأسرها أمام ناظرية ، كأنه يطل عليها من علِ، ويستطيع أن يتبين معظم معالمها الرئيسية 0 والجاذب لنظر المتأمل زرقة البحر الدكناء في إمتدادها شمالاً وجنوباً خلف مباني المدينة الشديدة البياض ، ناطحات سحاب زمانها0 فهو منظر بديع يرى من خلاله زرقة البحر التي تنداح شرقاً لتلتقي في الأفق البعيد مع زرقة السماء ويرى السحب أقرب ما تكون إلى البحر، بل وبعضها يلامسه ملامسة خيالية ، فيزداد المنظر روعة وحسناً0 وهذا المنظر يصل إلى ذروة روعته قي الصباح الباكر عند بزوغ فجر كل يوم جديد، إذ يبدد ضوء الشمس ظلمة الليل ، وتبدأ معالم الأشياء في الظهور رويداً رويداً0 ومن ثم يطل قرص الشمس الذهبي من وراء الأفق تدريجياً وكأنه حسناء تطل من وراء خدرها على إستحياء، وسرعان ما يرتفع قرصها ، ويستوي فوق الأفق وتسقط أشعتها على سطح البحر فتنعكس منه لآلئ بيضاء متلاحقة ، تتحرك مع تحركات الأمواج الهادئةوالمتالية التي يحدثها نسيم البحر العليل، فيجد المتأمل نفسه أمام منظر رائع يبعث الراحة والسرور في النفس وكانه أمام لوحة إلكترونية تتغير بين الفينة والأخرى ، فتبارك الله أحسن الخالقين0 وفي ليلة الرابع عشر من كل شهر عربي ، وبعد مغيب الشمس مباشرة يحل قرص القمر محل قرص الشمس باعثاً نوره الهادئ الذي يبعث في النفس المشاعر والعواطف الفياضة، ولا شك إنها ليالِ يحلو فيها الأنس والسمر0

    وأما إذا إلتفتَ من هذا المقع يمنة أو يسرة فإنك ترى أحياء المدينة خرج السور الأثري فتشاهد حركة الناس المنتشرين في كل الإتجاهات ، سعياً لكسب قوتهم اليومي0 فسكان تلك الأحياء هم في واقع الأمر في منزلة بين المنزلتين من الناحية الإجتماعية 0 فهم لا حيلة لهم لمواكبة الحياة الحضرية التي يمارسها أهل الأحياء الموجودة داخل السور ؛ لأنهم لا يتحملون زيادة الرطوبة المجودة عندهم لقربهم من البحر والتي تصيبهم ( بالكتمة ) بين الحين والآخر0 ويكرهون شم رائحة الأسماك المقلية، وفيهم من لايقدم على أكلها البتة إعتقاداً منهم أنها ميتة ، فقصرت ثقافتهم الدينية عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله : ( أحلت لنا ميتتان ودمان ) والسمك إحدى الميتتين0 وبما أن الشئ بالشئ يذكر ، تجدر الإشارة أننا رأيتا الشركات التي تكتب على الأسماك المعلبة ( ذبح على الطريقة الإسلامية ) ويضاف إلى ذلك ، الحرج الذي يمكن أن تسببه لهم الكثافة السكانية من إختلاط نسائهم بالأجانب ، فهم لهذه الأسباب مجتمعة آثروا أن يستمتعوا بالنسمات العليلة بعيداً عن الرطوبة ويبيس الماء 0

    والأهم من ذلك توافر مساحات كافية لإنشاء زرائب الأغنام ، التي تدر عليهم الغذاء و الكساء , إذ يقومون بغزل الصوف والشعر لصناعة مستلزماتهم الأثاثية من شمائل و أبسطة. ولذا فالمتأمل لهذه الأحياء يمتع ناظريه بمروج خضراء لا نهائية الإمتداد , و يجذب انتباهه في الصباح الباكر أسراب متلاحقة من الأغنام المتسارعة إلى المراعي و السارحه وراء الكلأ حتى سفوح الجبال , لتعود في المساء و هي ممتلئة الضروع بالخير الكثير سعيا إلى الحصول على العلف و الماء اللذين تعودت أن تفوز بهما عند عودتها . و هذا النشاط الأخير يعكس سمة من سمات المجتمع البدوي الذي لم تطاوعه نفسه بالعودة إليه للسياحة في أرض الله الواسعة بحثا عن الماء و الكلأ. وكما أسلفنا , فهم يكونون مجتمعا بين الحضر و البدو, و لا شك أن قربهم من المجتمع الحضري يعينهم على اقتباس عاداته و تقاليده بمرور الزمن , فيخرج الله من أصلابهم أمة متحضرة : لأنهم لا حيلة لهم للإمتناع عن إرسال أبنائهم إلى الكتاتيب و المدارس .

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    عانت مدينة سواكن ما عانت من الشح في توافر مياه الشرب . و قد بذلت السلطات المتعاقبة قصارى جهدها لتوفير الماء , و أقدم من تعرض لذكر هذه المشكلة الرحالة العربي ابن بطوطة 0 (1303م-1377م) و عندما سنحت له زيارتها عام 1352م أبدي ملاحظته بقوله Sad 000 وصلت جزيرة سواكن , التي لا ماء بها , و لا زرع و لا شجر , فالماء يجلب إليها في القوارب من القيف , و فيها صهاريج ماء يجتمع فيها ماء المطر 000)

    و فيما يأتي نستعرض الجهود المبذولة لحل هذه المشكلة :

    * عهد دولة الفونج (السلطنة الزرقاء ) 1508م – 1820م: زارها الشيخ عجيب المانجلك بن عبدالله جماع سنة 970هـ = 1560م , فأمر بتجهيز حفير لتجميع مياه السيول , كما أمر بحفر آبار في منطقة الغولة جنوب المدينة , و هي المنطقة التي يشغلها الآن مستشفى المدينة .


    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    * العهد التركي (العثماني ): تم الغزو التركي لمصر عام 1517م بقيادة السلطان سليم الأول . و لأهمية مدينة سواكن لتأمين الطريق التجاري إلى جنوب شرق آسيا , أخذ زمام المبادرة لزيارتها عام 1520م, وأمر بأخذ التدابير اللازمة لحل مشكلة المياه . ففي عهد أحمد ممتاز باشا , الذي أصبح محافظاً عليها في مايو عام 1865م تم بناء سدود منها جسر الشاطة الذي يبعد عن البوابة الرئيسية قرابة كيلومترين . وفي عام 1870م أقام سدا في منطقة أركويت التي تبعد ثمانية عشر كيلومترا , و حفر ترعة ينقل بها الماء إلى المدينة , و ذلك وفق ما نشر من أخبار في جريدة الوقائع المصرية . و تواصلت جهود الأتراك بهذا الصدد , فتم حفر الآبار خلف جسر الشاطة , كما تم بناء خزانات أسمنتية أسطوانية الشكل بارتفاع ثلاثة أمتار تجمع فيها المياه و تنساب في مواسير تحت الأرض إلى خزانات خلف باب شرق السودان , و من هناك تنقل بالدواب إلى المنازل .

    * الحكم المصري البريطاني ( الحكم الثنائي 1889م-1955م) بدأت جهودهم من حيث انتهى الآخرون , فزادو عدد الآبار الكائنة خلف الجسر , و أدخلوا خدمة جديدة عبر الطاقة الهوائية , فأقاموا مروحة حديدية فارهة الارتفاع بأعلى منطقة الجسر , و أقاموا (خزانا ) لرفع المياه , يعمل بفعالية حركة المروحة التي تحركها الرياح أنى كان اتجاهها . و أقيم خزان علوي تجمع فيه المياه لتنساب عبر المواسير إلى الخزانات خلف البوابة . و بعد احتدام الصراع بين القوات البريطانية و القوات المهدية بقيادة الأمير عثمان دقنة , و احتلاله منطقة الشاطة , لجؤوا إلى إقامة محطة لتحلية البحر على إحدى الجزر القريبة من الكرنتينة , التي كانت تعرف (بالكنداسة) , و مازالت آثارها باقية حتى الآن .




    موقعها الإستراتيجي على الطريق التجاري الموصل بين الغرب والهند و الشرق الأقصى جعلها عرضة لأطماع مختلف الإمبراطوريات , التي لا حيلة لديها لتأمين هذا الطريق إلا بتكديس العدة و العتاد , و تجييش الجيوش الجرارة , ليس هذا فحسب , بل ما من إمبراطورية أحكمت سيطرتها على سواكن إلا و جعلتها قاعدة لأساطيلها الحربية , و الفترة الممتدة بين القرنين الحادي عشر و الثالث عشر عرفت عند المؤرخين بكثرة استخدام القلاع, لدرجة أنهم سموها ( بعصر القلاع الذهبي ) , فكانت القلعة مدينة داخل مدينة , وأصبحت تبنى بحجارة ضخمة , و صارت تشتمل على جميع المرافق التي تتطلبها المدينة الحربية من مساكن لإيواء القادة و الجند و العاملين فيها إضافة إلى المطابخ , و دور العبادة , و اسطبلات الخيول , و مخازن المؤن و العتاد و العدة و صهاريج المياه , إلى غير ذلك مما كان يحتاج إليه المقاتلون المحاصرون لمدد طويلة . و من لا يأخذ بهذه الاحتياطات تدور عليه الدائرة عند مواجهة العدو . و لله در الشاعر الجاهلي المعمر زهير بن أبي سلمى الذي عجمت عيدانه الحروب و التجارب حيث يقول :

    و من لم يذد عن حوضه بسلاحه *** يهدم و من لا يظلم الناس يظلم

    و في التاريخ الحديث أقرب مثل لاستعدادات الحرب , و اقتناء أحدث تقنياتها جيش الإمبراطورية البريطانية التي لقبت بالإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس , كناية عن سعة انتشارها , و هيمنتها على كثير من الأقطار في شتى أنحاء العالم . و هذه الإمبراطورية , على الرغم مما كانت عليه من القوة و اليأس و الجبروت , و المقدرة على إخضاع الآخرين , عثرت بها قدمها في سواكن , التي مرغت كرامتها في التراب بما لم يكن في الحسبان , من قبل مجاهدي الثورة المهدية الأشاوس
    , بقيادة قائدهم المغوار الأمير عثمان دقنة . و قد درجت على تسميتهم بالدراويش استخفافا بهم و بأسلحتهم التقليدية , و اعتدادا بإمكاناتها و استعدادتها الحربية , التي كانت على أحدث طراز من تقنيات ذلك الوقت , و غاب عنها قوة الإيمان , التي تغمر النفوس , و تتقد في قلوب المجاهدين , لتجعلهم أبطالا أفذاذا لا يهابون الردى في سبيل الفوز بالجنة . غفلوا عن تلك المعاني الإيمانية , فكسرت ثنايا جيشهم الجرار المتمثلة في مربع الجيش البريطاني , الذي اشتهر بهذا التكتيك . و يا لهول ما لحق بها من عار بتدمير جيشهم على علو مكانته القتالية , و حداثة أسلحته من قبل , من كانوا يعتقدون أنهم شرذمة الدراويش . و ذلك ما اعترف به شاعر إمبراطوريتهم روديارد كبلنج في قصيدته التي أسماها " الفظي وظي " fuzzy wazzy أي : " المحارب ذي الشعر الأشعث , الذي لم يكن له عندهم أي وزن في سلم درحات الرقي و التقدم , فمرغ أنوفهم في التراب , و غصت حلوقهم بالمرارات , ودارت عليهم الدوائر , فالأيام دول بين الناس , و من سره زمن ساءته أزمان , و ليس لنا إلا أن نؤمن على القول المأثور : ( و الفضل ما شهدت به الأعداء ) .

    ومما جاء في هذه القصيدة التي ترجمها المؤرخ محمد صالح ضرار : ( لأنك و إن كنت قد خسرت أعدادا أكثر منا إلا أنك هشمت المربع ) , فالاستعلاء و الجبروت و العزم الإنجليزي الأكيد على دحر فلول دراويش المهدية , - على حد زعمهم – جعلهم يتخذون من سواكن قاعدة حربية , و بنوا حولها الأسوار و الخنادق , و استدعوا الجيوش من مختلف مستعمراتهم , كالهنود و السيخ و غيرهم , حتى ضاقت بهم المدينة فاضطروا إلى إقامة معسكراتهم خارج المدينة .

    و يبقى السؤال , إذا كان العدو الذي يواجهونه شراذم من الدراويش على حد زعمهم , فلم كان كل هذا الجهد ؟ و لعلها التجربة العملية في اللقاء , التي أثبتت لهم عكس ما كانوا يعتقدون , فأدخلت في قلوبهم الرعب , فانعكس ذلك على تحصيناتهم الكثيفة , فأصبحت المدينة محصنة بأسوار من وراء أسوار , و بقلاع من وراء قلاع . فعلوا كل ذلك تفاخرا و انتصارا للأسد الذي اتخذوه رمزا لإمبراطوريتهم , و فات عليهم أن يتذكروا قول القائل :

    لا تحقرن صغيرا في مقاتلة *** إن الذبابة تدمي مقلة الأسد

    و تحقيقا لنصر كان يدغدغ أحلامهم تركوا بصمات واضحة من تحصينات المدينة , التي ما زالت آثارها وأطلالها باقية حتى اليوم .

    و تقوية لتحصيناتهم أقام الإنجليز عام 1866 م في سواكن سورا طويلا و مدعوما بخندق يحيط بها إحاطة السوار بالمعصم . كان طوله ثلاثة أميال تقريبا , و إرتفاعه قرابة أربعة أمتار تقريبا , و بسمك يقارب ثلاثة أمتار , و فتحت فيه خمس بوابات لمراقبة الداخلين و الخارجين حتى لا يندس الثوار وسط المواطنين , كما أقاموا عددا من الطوابي التي يؤمها نفر من الجند حفاظا على الأمن , و بسطا لهيمنة السلطة القائمة .

    و أسماء تلك البوابات على التوالي من الشمال إلى الجنوب هي : البوابة الشمالية , و بوابة الأنصاري , و بوابة كتشنر ( سميت بإسمه تخليدا لذكراه , لأنه تولى بناء السور , و عرفت فيما بعد بباب شرق السودان ) , و بوابة أندارا , و بوابة الأمير محمود بك أرتيقة , و بوابة المحلج .
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    أما القلاع والطوابي فتنقسم إلى قسمين :

    القسم الأول : منها كان ملازما للسور , و هي على التوالي من الشمال إلى الجنوب قلعة اليمين , و قلعة الأنصاري , و قلعة سوداني , و قلعة طوكر , و قلعة العرب , و قلعة إسفنكس ( أبو الهول ) و قلعة المحجر .

    أما القسم الآخر: فقلاعه تبعد نحو ميلين , أو ثلاثة أميال خارج المدينة , و هي مدعومة بالعدة و العتاد و فرق من الجنود ؛ لمجابهة العدو قبل وصوله إلى المدينة , و ترتيبها على التوالي من الشمال إلى الجنوب قلعة هندوب , وقلعة الهشيم ، وقلعة المشيل ، وقلعة الشاطة ، وقلعة الجميزة ، و قلعة تاماي , و قلعة الفولة ؛ إضافة إلى ذلك كان أسطولها الحربي على أهبة الاستعداد , يبعث بالأنوار الكاشفة على الامتدادات المحيطة بسواكن , استجلاءً للموقف , و حذرا من الهجمات المباغته التي أرقهم بها ثوار المهدية .

    وازدهار سواكن و شهرتها ليس مبعثهما تلك التحصينات والجيوش، وإنما كان مبعثها الازدهار التجاري , و ثراء سكانها , و عيشهم الرغيد , الذي كانت توفره تلك الحراسات , فبلغت شأوا بعيدا في الشهرة , كما ذكرنا آنفا .
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: 71.. وطنا العربى الجميل ... مدينة سواكن ... السودان

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين يناير 28, 2013 12:01 am

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    سواكن : معالم و آثار

    مرت على سواكن معظم الحضارات , و تنافست على إعمارها , فانعكست تلك المنافسات على طراز البناء الذي اتسم بكثير من الفنون المعمارية , و أبرزها الطراز الإسلامي , الذي يزين معظم معالمها بالرسومات و النقوش , و خطوط الآيات القرآنية البارزة , و نقتبس بعض تلك المعالم على النحو الآتي :

    *وكالة الشناوي : وهي أهم معالم المدينة قاطبة، لأنها مركز الحركة التجارية، و,محور أنشطته الأساسية0 وتجدر الإشارة إلى أن هنالك إلتباساً واضحاً في التفريق بين مبنى الوكالة ومبنى القصر وكلاهما للشناوي0 فالمبنى الأول يقع في القيف خارج الجزيرة ، أما الآخر فموقعه داخل الجزيرة ، وقد إتخذه صاحبه مأوىً لإسرته ، وداراً لإكرام الضيوف0 أما الوكالة التي أطبقت شهرتها الآفاق ، فبناها الشناوي الذي كان وكيلاً للخديوي المصري في سواكن0

    ومن المعلوم أنً الإدارة المصرية كانت وثيقة الصلة بسواكن ، إذ تولت إدارتها والإشراف على تجارتها وجباية جماركها لمدد ليست بالقصيرة0 وبما إنه ( على قدر أهل العزم تأتي العزائم ) كان لابد أن يكون مبنى ممثل الخديوي المصري ( أد المقام )على حد قول الإخوة المصريين، فكان ذلك ما حدث بالفعل0 فأصيح المبنى رزنامة تقويمية تألفت من أربعة طوابق وشغلت مساحة لا تدانيها مساحة أي مبنى من المباني الموجودة بالمدينة حينذاك0 فلا غرو أن تكون الوكالة مكونة من 365غرفة0 فهو مبنىَ تمركزت فيه تجارة الوارد والصادر0 وكان مستوعباً لكل الأنشطة التجارية للمدينة ، من مكاتب إدارية ومخازن وسكن العاملين0 فكان واسطة العقد حيث تحفظ وارداتها التي تجلبها مختلف أنواع السفن ن فترسل إلى الداخل بواسطة قوافل سفن الصحراء0 فكانت الوكالة مناخاً لتلك القوافل ، ومرفأً للسفن لتفريغ حمولتها الواردة وشحنها بحمولات الصادر0 فأدت خدماتها على أكمل وجه ، فوافق شن طبقة0

    وعوداً على رحاب سعادة الشناوي الذي تشير الروايات إلى أنه كان يبيت ليلة في كل غرفة من غرف الوكالة فينتهي العام بمبيته في آخر غرفة ليعاود الكرة مرة أخرى مع بداية العام الجديد 0 فتلك رواية لابد من تحكيم العقل والمنطق إزاءها0 فهي مرفوضة ، وخصوصاً إذا علمنا أن للرجل قصراً داخل الجزيرة مع بقية قصور الذوات ، فلا حاجة له إلى أن يستنكف عن جيرة الوجهاء وعلية القوم ليجاور العوام ، وبقلق مضجعه بالضجيج والجلبة الناتجين من حركة البضائع الدائبة في مختلف جنبات مبنى الوكالة0

    فذلك منول نسج عليه الرواة والحكواتية ، فأحكموا حبكته لتحلوا الرواية وتجد القبول عند العوام0 وأخشى ما نخشى أن يكون من بينهم من يعتقد أنه كانت له زوجات بعدد غرف المبنى ، ولله في خلقه شؤون0 فمبعث تلك الرواية أنَ أهل سواكن انفتحت عليهم الدنيا فعاشوا في رغد من العيش بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، فاورثهم ذلك حب زينة الحياة الدنيا من المال والبنين والقناطير المقنطرة نت الذهب والفضة ، فانفتحت عليهم فتنافسوا فيها كل يريد أن يكون لة الفضل على الآخرين0

    وأزيد القارئ الكريم بيتاً من شعر منول الرواة الذين سمعناهم يقولون إن تجار سواكن من ثرائهم الفاحش وغناهم المطغي كان لا وقت لديهم لعد العملة المعدنية ، ولذا كانوا يكيلونها كيلاً كما تكا ل الغلال0 وذلك زعم مردود عليهم إذا علمنا أنَ التجار الهنود وغيرهم كانت لهم عصا السبق في إختراع العداد الأول (الأباكس ) لإجراء العمليات الحسابية ، فتبقى الحقيقة ناصعة من دون لبس أو غموض ، وما الروايات التي سمعناها عن الإسم منا ببعيد0
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    *مدرسة سواكن الأميرية : هذا معلم من معالم النور ، وفي أثناء البحث عن بياناته عثرت مصادفة على مرجع غاية في الأهمية وهو كتاب (ملامح وذكريات من مجتمع البحر الأحمر ) وهي ذكريات جميلة تعود بالقارئ إلى ثلاثينيات القرن الماضي ، وأن المؤلف معلم مخضرم0 كان ميلاده في سواكن فشب وترعرع في حاراتها ووسط فصورها ، وتلقى يدايات تعليمه في مدرستها العريقة0 والأهم من كل ذلك أنه شاهد عيان على هذا الصرح التعليمي الذي نحن بصدد الحديث عنه 0 فهو في واقع الأمر قد تتلمذ لأساتذة هذه المدرسة ثم عاد إليها معلماً ودرس فيها بعد أن تلقى تدريباته التربوية بمعهد بخت الرضا ، ثم عاد إايعا تارة أخرى مشرفاَ تربوياً وموجهاً لمعلميها وذلك قبيل إحالته على المعاش في عام 1989م ، ألا وهو الأستاذ الجليل علي أبو محمد منيناي – أطال الله في عمره – وليت الآخرين يحذون حذوه0

    أسست هذه المدرسة الإدارة المصرية سنة 1313هـ / عام 1895م , وذلك التأريخ كان مكتوبا على واجهتها بالخط العريض , و مدرسة سواكن الأميرية هي من أول المدارس السودانية , و أول مدرسة في الشرق , تقع على بعد خطوات من ساحل البحر الأحمر بعيدا من أماكن الجلبة و الضوضاء , كالأسواق , فتتغشى روادها نسمات عليلة من تلقاء البحر , و يسمعون الصوت الرتيب لتكسر أمواج البحر على الساحل , وترتفع أصوات التلاميذ المتناغمة فيتجلجل صدى أصواتهم داخل الجدران المدرسية المغلقة , و كأنهم في سفينة , ولكنها ليست ككل السفن , بل هي سفينة النور و الرشاد تمخر بهم عباب بحر العلم .

    فإن كان في مبنى وكالة الشناوي إضافة جديدة على المباني التجارية , ففكرة مبنى المدرسة نالت نصيبها من الروعة , فهي تتكون من طابقين , و كل مساحة المدرسة ضمت تحت مظلة سقف واحد , و مكاتب المدرسين , و فصول الدراسة محصورة في الجانب الشرقي , و جميع نوافذها تطل على البحر فتستمتع الأبصار بالمناظر الجميلة , و تطيب النفوس بالنسمات العليلة , فموقعها رائع و فكرة بنيانها و طرازها أروع .. كانت المدرسة تضم المرحلتين الابتدائية و المتوسطة , وجلبت إليها المناهج و المعلمين من مصر , أمثال : ماضي أبو العزائم , و علي الجارم , و آخرين . و الذين يكملون دراستهم فيها , كانوا يذهبون إلى أسوان للامتحان لنيل الشهادة الابتدائية المصرية .

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    معالم مدينة سواكن كثيرة , و لا مجال لحصرها في هذه العجالة , لقد اشتهرت بقصورها الشامخة , ومبانيها الضخمة , التي بنيت وفق الطراز العربي الإسلامي , و تم بناء بيوتها في أواخر القرن الثامن عشر و أوائل القرن التاسع عشر , و قد استخدم في بنائها الصخور المرجانية المستخرجة من عمق البحر بوصفها مواد للبناء , إذ لم تبن مدينة غيرها في العالم بهذه المادة , لصعوبة الحصول عليها , فأضاف ذلك إليها خصوصية و تميزا من هذا الجانب, كانت مبانيها فخمة وباسقة يراوح ارتفاعها بين ثلاثة و أربعة طوابق , و كانت تزينها من الداخل المشربيات و الرواشين , والأبواب الخشبية متقنة الصنع , و الزخارف و النقوش , و الرسومات , و خطوط الآيات القرآنية البارزة , وكأنها متاحف لا مساكن . و خير نموذج لذلك قصر خورشيد باشا الذي بني عام 1770م . و بدأت وزارة الثقافة و الآثار السودانية في ترميمه ؛ تمهيدا لتحويله إلى متحف دائم , و عن القصور نذكر منها – على سبيل التمثيل لا الحصر – قصر الشناوي , و قصر عمر عبيد , و عمارة السيد علي الميرغني , و عمارة محمد بك أحمد , وآل باكاش محمد كيل , و آل الكابلي , وآل صيام , و آل جيلاني رجب , وآل باحيدر , وآل العمودي , وآل الصافي , و آل البربري , و كثيرين غيرهم .

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    و قد أثثت هذه القصور بأثاثات مستجلبة من الهند , و بورما , وسيلان , التي تتميز أخشابها بالجمال و المتانة , إضافة إلى التحف النادرة , و السجاد الفاخر , الذي استرعى انتباه زوارها من السياح الأجانب , الذين أعربوا عن إعجابهم بما لم يشاهدوا مثله من قبل , إضافة إلى القصور كانت توجد دور للعبادة منها المسجد الحنفي , و المسجد الشافعي الذي أمرت بتشييده الملكة شجرة الدر , و ذلك علاوة على الكنيسة التي بنيت ليؤدي فيها الجند المسيحيون عباداتهم , إضافة إلى المرافق الخدمية الأخرى , مثل البنك الأهلي المصري , و مبنى المحافظة , و مبنى الجمارك وبوابته الصامدة التي يربض على قمتها الأسد ، و بوابة غردون المدخل الرئيس إلى الجزيرة .

    *و من الآثار الصامدة في القيف خارج الجزيرة المحلج , و السجن المركزي الذي كان سجنا حربيا بناه الأتراك , ثم اشتراه في الثلاثنيات محمد السيد البربري , الذي سبق أن قدم من السويس لتنفيذ خط السكة الحديد . فاشترى السجن , و حوله إلى مدبغة لصبغ الثياب بعد أن جلب له العمال من مصر . وفي مطلع الخمسينيات باعه ابنه عباس إلى الحكومة الوطنية حينذاك ليتحول إلى سجن مركزي ليسجن فيه الأفراد الذين ثبتت إدانتهم في أحداث عام 1955م .

    و هناك مركز ( أبو هداب ) للتراث الشعبي , وهو قرية سياحية و بوتقة شاملة , جمع فيها تراث المنطقة بجهد شخصي مقدر من السيد محمد نور هداب – ابن المنطقة و رجل الأعمال , و أحد خريجي مدرسة سواكن الأميرية , و المشارك في إدارة خدمات المدينة على مدى الحكومات السابقة – فأنشأ هذا المتحف , و أتخذ نموذج باب شرق السودان مدخلا له , و نأمل أن يجد العون المادي من مواصلة مشواره لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا التراث الذي كاد أن يندثر .

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    أما عن التركيبة السكانية و تعدادها , فالأغلبية العظمى من سكان الشرق من البجا الذين يبلغ تعدادهم الآن 7% من مجمل سكان السودان , أي قرابة ثلاثة مليين نسمة وفق آخر إحصاء , فكان لهم حضور مستديم في سواكن عبر مختلف العصور السابقة . أما التركيبة السكانية في مدينة سواكن فتشتمل من هم من أصول هندية , و فارسية و مغربية , و عربية , و تركية , و شنقيطية , و بخارية , و إغريقية , و حضرمية , و مصريه , و حجازية , و غيرهم . و الكثافة السكانية للمدينة تزداد مع فترات ازدهارها , و تنخفض في فترات الضعف و الاضمحلال التجاري وفق الظروف السائدة , و لا توجد إحصاءات منتظمة , و لكن هناك إشارات عرضية إلى ذلك .



    صب دمعي وأنا قلبي ساكن *** حـار فراقك نار يـا سواكن

    الجبـابرة الهـبت تـثور*** بقيادة دقنة الجسور يا سواكن

    آثارك في كل حين يا سواكن *** ذكرى دايمة للخالدين يا سواكن

    لما أصابك جور السنين يا سواكن *** هجرنا العش الأمين يا سواكن

    هذه بعض أبيات من أغنية شعبية يترنم بها أهل سواكن , ممن تراكمت على نفوسهم الأحزان, و ما من شاعر موهوب مرهف الحس حباه الله ملكة قرض الشعرإلا و تغنى بجمالها , و تشبب بطيب معشر أهلها , و هم كثر نتقي منهم الدكتور الطبيب محمد عثمان الجرتلي , و الشاعر الملهم مبارك المغربي طيب الله ثراهما .

    والشاعر مبارك المغربي لا يمكن أن يجهله أرباب الاهتمام بالشعر السوداني ؛ لأنه من المبدعين . و قد عمل ضابطا في مصلحة السجون حينا من الدهر , فساقته خطا الوظيفة إلى السجن العمومي بسواكن , فمتع ناظريه بحسن مناظرها , و سعد بطيب معشر أهلها , وطاب له المقام ، وفجأة ينصرم حبل الوصال الذي ربطه بتلك الغانية التي كان يكن لها الحب والمودة ، على أثر جناية من جنايات العمل الوظيفي، وهو قرار نقل شهادة أخر صرفية التي لاحيلة له معها سوى تنفيذ النقل0 فغادرها إلى بلد لم يكن بالغه إلاَ بشق الأنفس0 فيدور الزمان وتمر الأيام سراعاً ليعود إليها تارةً أخرى زائرا ، فهاله منظر البؤس الذي طغى على ملامحها وملامح آثارها الباليةً0 فانقبضت نفسه ، ولامس الحزن العميق نياط القلب ، فما كان من شيطان شعره إلاً أن يخرج من قمقمه ليطير محلقاً إلى عنان السماء ، ميمماً وجهه شطر وادي عبقر ويعود إليه بقصيدة أسماها (ذكرى سواكن ) نقتطف منها الأبيات الآتية :

    حي الطلول البالية *** واسكب دموعك غالية

    هذي سواكن قد بدت *** مثل العروس الباكية

    إني وقفت على البِلى *** أرثي الذرا المتداعية

    هل من جديد مشرق *** يحيي الرفات الفانية؟

    ويعيد مجداً قد مضى *** إذا العزائم ماضية

    فاذكر على مـر الزما *** ن شعور نفس وافية

    لـو يفتـدى ذاك الترا *** ث فـد يته بحيـاتيه

    قد شفني وجد بـــها *** ولها بـذلت فـؤاديـه

    فسرعان ما تناقلتها الألسن واصبحت تنشد في المدارس وعلى وجه الخصوص مدرسة سواكن الأميرية0 فكان وقعها طيباً على نفوس أهلها المكلومين0 وأنا أندب حظي العاثرة إذ كان سماعي لبعض ابياتعا سماعاً عارضاً إذ شا ءالله ألاَ أكون من ضمن من تلقوا تعليمهم في تلك المدرسة0

    ومنذ تلك اللحظة بدأت مشوار البحث عن القصيدة الكاملة ، واسم شاعرها المبدع حتى أتحفني بعقدها النضيد – مشكوراً مأجوراً ربيب سواكن الأخ الشاعر إبراهيم شلية فله مني الشكر والتقدير0 وبقي أن أذكر أن هذه القصيدة سيقوم بنحتها على لوح من الرخام فنان بورتسودان المبدع أبو الحسن مدني لتودع قي مركز أبوهداب للتراث البجاوي

    ---------------------------------------------------------------------

    نسألكم الدعاء أين ما كنتم فنحن نحب كل عربى
    أحبكم فى الله

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: 71.. وطنا العربى الجميل ... مدينة سواكن ... السودان

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين يناير 28, 2013 12:03 am

    لما صابك جورالسنين ياسواكن
    وهجرناالعش الأمين ياسواكن
    وريث ديارك أصبح حزين ياسواكن
    يبكى بالدمع السخين ياسواكن
    أثارك فى كل حين ياسواكن
    ذكرى دايما للخالدين ياسواكن
    الشناوى قصرو المتين ياسواكن
    يبدو عظمة للناظرين ياسواكن

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 10:18 am