طلحة بن عبيد اللة
أذا ذكر أحد ذاك يوم طلحة
طلحة الفياض
طلحة الخير
الشهيد الذى يمشى على ألأرض
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين،وبعد:
روى الإمام أحمد في السنن من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعلي في الجنة، وعثمان في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة».
اسمه:
طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي المكي المدني يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرة، وأمه الصعبة بنت الحضرمي أخت العلاء أسلمت رضي الله تعالى عنها. [سبل الهدى والرشاد في سير خير العباد]
من اسمائه:
قال طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه: «سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد طلحة الخير، وفي غزوة العشيرة طلحة الفياض، ويوم حنين طلحة الجواد» [رواه الحاكم في مستدركه].[اسناده ضعيف]
زوجاته وأولاده:
تزوج طلحة رضي الله عنه أربع نسوة، كل واحدة منهن أخت لزوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وهن:
• أم كلثوم بنت أبي بكر، أخت عائشة رضي الله عنهما ، وأولادها: زكريا، ويوسف، وعائشة.
• وحمنة بنت جحش، أخت زينب، وأولادها: محمد السجاد، وعمران.
• والفارعة بنت أبي سفيان، أخت أم حبيبة.
• ورقية بنت أبي أمية، أخت أم سلمة.
• خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة، وأولادها: موسى.
• الجرباء وهي أم الحارث بنت قسامة، وأولادها : أم إسحاق.
• أم إبان بنت عتبة بن ربيعة، وأولادها: إسحاق وإسماعيل ويعقوب.
• سعدى بنت عوف بن خارجة، وأولادها: عيسى ويحيى.
• الصعبة بنت طلحه وأمها أم ولد، ومريم بنت طلحه وأمها أم ولد، وصالح بن طلحة درج وأمه الفرعة بنت علي سبية من بني تغلب. (الطبقات الكبرى/نسب قريش).
اسلامه:
هو من السابقين الأولين إلى الإسلام دعاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى الإسلام فأخذه ودخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما أسلم أبو بكر وطلحة أخذهما نوفل بن خويلد بن العدوية "وكان يدعى أسد قريش" فشدهما في حبل واحد، ولم يمنعهما بنو تيم، فلذلك سمي أبو بكر وطلحة القرينين. (دلائل النبوة للبيهقي/ تاريخ دمشق).
وكان طلحة قد سافر إلى أرض بصرى بالشام في تجارة له «وبينما هو في السوق سمع راهبًا في صومعته يقول: «سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم؟ فذهب إليه طلحة، وقال له: نعم أنا. فقال الراهب: هل ظهر أحمد؟
قال طلحة: من أحمد؟ قال الراهب: ابن عبد الله بن عبد المطلب، هذا شهره الذي يخرج فيه، وهو آخر الأنبياء، ومخرجه من الحرم، ومهاجره إلى نخل وحرة ويباخ يقصد المدينة المنورة فإياك أن تسبق إليه.
فوقع كلام الراهب في قلب طلحة، ورجع سريعًا إلى مكة وسأل أهلها: هل كان من حدث؟
قالوا نعم، محمد الأمين تنبأ، وقد تبعه ابن أبي قحافة، فذهب طلحة إلى أبي بكر، وأسلم على يده، وأخبره بقصة الراهب». [أخرجه ابن سعد].
كرمه:
• وهو أعظم الطلحات السبعة المعدودين في الجود، فقد باع أرضا له من عثمان رضي الله عنه بسبعمائة ألف، فحملها إليه، فلما جاء بها، قال: إن رجلا ثبت هذه عنده، لا يدري ما يطرقه من أمر الله، لغرير بالله، فبات، ورسله تختلف في سكك المدينة حتى أسحر وما عنده منها درهم.
وقد تصدق يوما بثمانمائة ألف ثم حبسه عن الرواح إلى المسجد أن جمعت له بين طرفي ثوبه.
• عن الزبير بن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر في غزوة ذي قرد هذه على ماء يقال له بيسان فسأل عنه فقيل اسمه يا رسول الله بيسان وهو مالح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا بل اسمه نعمان وهو طيب».
فغير رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسم، وغير الله تعالى الماء فاشتراه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، ثم تصدق به وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنت يا طلحة إلا فياض».، فسمي طلحة الفياض [كتاب الاكتفاء بما تضمنه من مغازي الرسول والثلاثة الخلفاء].
• روى ابن عساكر عن محمد بن إبراهيم بن الحرث وأبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لطلحة: «ما أنت يا طلحة إلا فياض».، باع أرضا بسبعمائة ألف، فبات تلك الليلة كلها ورسله تختلف إلى فقراء أهل المدينة فما أصبح وعنده منها درهم.
وفي رواية:
فبات عنده ليلة، فبات أرقا من ذلك المال حتى أصبح ففرقه، وفدى عشرة من أسارى بدر بماله، جاءه أعرابي، وتقرب إليه برحم، فقال: إن هذه الرحم ما سألني بها أحد قبلك، ولي أرض قد أعطاني فيها عثمان بن عفان رضي الله عنه ثلاثمائة ألف، فإن شئت الأرض وإن شئت الثمن فقال: الثمن فأعطاه، وكان يكفي ضعفاء بني تميم، ويقضي ديونهم ، يرسل إلى عائشة كل سنة عشرة آلاف درهم.
من فضائله:
• أحد العشرة المبشرين بالجنة.
• وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام.
• وأحد الستة أصحاب الشورى.
• وأحد الذين ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد.
• وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
احاديث:
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيدالله» [أخرجه الحاكم وابن ماجة].اسناده ضعيف
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طلحة والزبير جاراي في الجنة» [أخرجه الترمذي/اسناده لين]
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طلحة خير شهيد يمشي على وجه الأرض» [أخرجه الحاكم وابن ماجه/اسناده غريب]
• قال علي رضي الله عنه أنه: "والله إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير" ممن قال الله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} [سورةالحجر: 47].
جهاده:
• شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بدرا، فإنه بعثه « إلى طريق الشام يتجسس الأخبار، فقدم بعد رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سهم له، فقال له صلى الله عليه وسلم : «لك سهمك، قال: وأجري يا رسول الله ؟ قال: وأجرك، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة الخير، وطلحة الجود، وطلحة الفياض، لكثرة جوده» [أخرجه الحاكم والطبراني في الكبير/اسناده ضعيف]
• حينما نزل قول الله تعالى {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [سورةالأحزابك: 23]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طلحة ممن قضى نحبه» [أخرجه الترمذي].
• عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لطلحة:«يا طلحة، هذا جبريل يقرؤك السلام، ويقول لك: أنا معك في أهوال القيامة حتى أنجيك منها » [أخرجه ابن عساكر].
• عن عباد بن الزبير عن أبيه عن جده رضي الله تعالى عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«أوجب طلحة حين صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع » [أخرجه أحمد والترمذي/حسن غريب]
• كان الصديق إذا ذكر يوم أحد قال: ذاك يوم كله لطلحة، وجعل يومئذ نفسه وقاية لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم شهد طلحة غزوة أحد وما بعدها من الغزوات، وكان يوم أحد يومًا مشهودًا، أبلى فيه طلحة بلاء حسنًا حتى قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: «طلحة شهيد يمشي على وجه الأرض» [أخرجه ابن عساكرا/اسناده ضعيف]
وحينما حدث اضطراب في صفوف المسلمين، وتجمع المشركون حول رسول الله صلى الله عليه وسلم كل منهم يريد قتله، وكل منهم يوجه السيوف والسهام والرماح تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم ، إذا بطلحة البطل الشجاع يشق صفوف المشركين حتى وصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجعل من نفسه حصنًا منيعًا للنبي صلى الله عليه وسلم،
وقد أحزنه ما حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كسر رباعيته "أي مقدمة أسنانه" وشج رأسه، فكان يتحمل بجسمه السهام عن رسول الله، ويتقي النبل عنه بيده حتى شلت يده، وشج رأسه، وحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره حتى صعد على صخرة، وأتاه أبو بكر وأبو عبيدة، فقال لهما الرسول: اليوم أوجب طلحة يا أبا بكر، ثم قال لهما: «عليكما صاحبكما، فأتيا إلى طلحة فوجداه في حفرة، وبه بضع وسبعون طعنة ورمية وضربة، وقد قطعت إصبعه» [أخرجه ابن سعد/اسناده ضعيف]
ما قيل عنه:
وما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد حتى قال لحسان رضي الله عنه: "قل في طلحة"
قال:
وطلحة يوم الشِّعب آسى محمداً عـلى سـاعــة ضاقت عليه وشقَّتِ
يـقـيه بكفَّيـه الـرمـــــاح وأسلـمـت أشـاجِعُـه تحـت السيـــوف فشُلَّتِ
وكــان أمــامَ الـنـــاس إلا محـمـداً أقام رحى الإِسلام حتى استقلَّتِ
صبره وتحمله:
قال مسعود بن حراش: بينا أنا أطوف بين الصفا والمروة فإذا أناس كثير يتبعون أناسا قال: فنظرت فإذا فتى شاب موثق يداه إلى عنقه فقلت: ما شأن هؤلاء؟ فقالو: هذا طلحة بن عبيد الله قد صبأ، وإذا وراءه امرأة تذمره وتسبه، قلت: من هذه المرأة؟ قالوا: هذه أمه الصعبة بنت الحضرمي قالو: وإن عثمان بن عبيد الله أخا طلحة قرن طلحة مع أبي بكر ليحبسه عن الصلاة، ويرده عن دينه، وخرز يده ويد أبي بكر في قد فلم يرعهم إلا وهو يصلي مع أبي بكر..
ولما أسلم طلحة والزبير آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما بمكة قبل الهجرة فلما هاجر المسلمون إلى المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين طلحة وبين أبي أيوب الأنصاري.
وقيل: لما قدم المدينة آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين كعاب بن مالك وكان قد آخى بمكة بينه وبين الزبير قبل الهجرة وكان لما آخى بين المهاجرين والأنصار يتوارثون دون ذوي الأرحام حتى نزلت آية الفرائض " أولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله"...
في سبب عدم شهوده بدر:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث قبل أن يخرج إلى بدر طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد إلى طريق الشام يتجسسان الأخبار ثم رجعا إلى المدينة فقدماها يوم الوقعة ببدر فضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمهما وأجرهما. وقال الزبير مثله.
طلحة رضي الله عنه يوم أحد
لما كان يوم أحد أبلى فيه طلحة بلاء حسناً وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت وحماه من الكفار واتقى عنه النبل بيده حتى شلت إصبعه ووقاه بنفسه...
عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: لما كان يوم أحد ارتجزت بهذا الشعر
نحن حماة غالب ومالك
نذبُّ عن رسولنا المبارك
نضرب عنه اليوم في المعارك
ضرب صفاح الكوم في المبارك
فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد قال لحسان: "قل في طلحة" فأنشأ حسان وقال:
طلحة يوم الشعب آسى محمدا
على سالك ضاقت عليه وشقت
يقيه بكفيه الرماح وأسلمت
أشاجعه تحت السيوف فشلت
وكان إمام الناس إلا محمدا
أقام رحى الإسلام حتى استقلت
يقي النبي صلى الله عليه وسلم بيده:
عن قيس بن أبي حازم قال رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم قد شلت
ممن قضى نحبه:
عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله قال دخلت على أم المؤمنين وعائشة بنت طلحة وهي تقول لأمها أسماء أنا خير منك وأبي خير من أبيك قال فجعلت أمها تشتمها وتقول أنت خير مني فقالت أم المؤمنين عائشة ألا أقضي بينكما قالت بلى قالت فإن أبا بكر رضي الله عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا بكر أنت عتيق الله من النار قالت فمن يومئذ سمي عتيقا ولم يكن سمي قبل ذلك عتيقا قالت ثم دخل طلحة بن عبيد الله فقال أنت يا طلحة ممن قضى نحبه. قال الحاكم في المستدرك: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم
يُعْلِم النبي صلى الله عليه وسلم بالسهو:
عن معاوية بن حديج قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسها فسلم في ركعتين ثم انصرف فقال له رجل يا رسول الله إنك سهوت فسلمت في ركعتين فأمر بلالا فأقام الصلاة ثم أتم تلك الركعة وسألت الناس عن الرجل الذي قال يا رسول الله إنك سهوت فقيل لي تعرفه قلت لا إلا أن أراه فمر بي رجل فقلت هو هذا قالوا هذا طلحة بن عبيد الله هذا حديث بندار قال أبو بكر هذه القصة غير قصة ذي اليدين لان المعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنه سها في هذه القصة طلحة بن عبيد الله ومخبر النبي صلى الله عليه وسلم في تلك القصة ذو اليدين والسهو من النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ذو اليدين إنما كان في الظهر أو العصر وفي هذه القصة إنما كان السهو في المغرب لا في الظهر ولا في العصر وقصة عمران بن حصين قصة الخرباق قصة ثالثة لأن التسليم في خبر عمران من الركعة الثالثة وفي قصة ذي اليدين من الركعتين وفي خبر عمران دخل النبي صلى الله عليه وسلم حجرته ثم خرج من الحجرة وفي خبر أبي هريرة قام النبي صلى الله عليه وسلم إلى خشبة معروضة في المسجد فكل هذه أدلة أن هذه القصص هي ثلاث قصص سها النبي صلى الله عليه وسلم مرة فسلم من الركعتين وسها مرة أخرى فسلم في ثلاث ركعات وسها مرة ثالثة فسلم في الركعتين من المغرب فتكلم في المرات الثلاث ثم أتم صلاته.
يبرك تحت الرسول صلى الله عليه وسلم ليصعد عليه:
عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعدين في أحد فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره لينهض على صخرة فلم يستطع فبرك طلحة بن عبيد الله تحته فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره حتى جلس على الصخرة قال الزبير فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أوجب طلحة ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأتى المهراس وأتاه بماء في درقته فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشرب منه فوجد له ريحا فعافه فغسل به الدم الذي في وجهه وهو يقول اشتد غضب الله على من دمى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
دونكم أخوكم فقد أوجب:
عن عائشة قالت قال أبو بكر رضي الله عنه لما صرف الناس يوم أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت أول من جاء النبي صلى الله عليه وسلم قال فجعلت أنظر إلى رجل بين يديه يقاتل عنه ويحميه فجعلت أقول كن طلحة فداك أبي وأمي مرتين قال ثم نظرت إلى رجل خلفي كأنه طائر فلم أنشب أن أدركني فإذا أبو عبيدة بن الجراح فدفعنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإذا طلحة بين يديه صريع فقال صلى الله عليه وسلم دونكم أخوكم فقد أوجب قال وقد رمي في جبهته ووجنته فأهويت إلى السهم الذي في جبهته لأنزعه فقال لي أبو عبيدة نشدتك بالله يا أبا بكر إلا تركتني قال فتركته فأخذ أبو عبيدة السهم بفيه فجعل ينضنضه ويكره أن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ثم استله بفيه ثم أهويت إلى السهم الذي في وجنته لأنزعه فقال أبو عبيدة نشدتك بالله يا أبا بكر إلا تركتني فأخذ السهم بفيه وجعل ينضنضه ويكره أن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ثم استله وكان طلحة أشد نهكة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم أشد منه وكان قد أصاب طلحة بضعة وثلاثون بين طعنة وضربة ورمية.
أنا لها يا رسول الله:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَوَلَّى النَّاسُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَاحِيَةٍ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ وَفِيهِمْ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَأَدْرَكَهُمْ الْمُشْرِكُونَ فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ مَنْ لِلْقَوْمِ فَقَالَ طَلْحَةُ أَنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا أَنْتَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَنْتَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا الْمُشْرِكُونَ فَقَالَ مَنْ لِلْقَوْمِ فَقَالَ طَلْحَةُ أَنَا قَالَ كَمَا أَنْتَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أَنَا فَقَالَ أَنْتَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ وَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَيُقَاتِلُ قِتَالَ مَنْ قَبْلَهُ حَتَّى يُقْتَلَ حَتَّى بَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ لِلْقَوْمِ فَقَالَ طَلْحَةُ أَنَا فَقَاتَلَ طَلْحَةُ قِتَالَ الْأَحَدَ عَشَرَ حَتَّى ضُرِبَتْ يَدُهُ فَقُطِعَتْ أَصَابِعُهُ فَقَالَ حَسِّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ قُلْتَ بِسْمِ اللَّهِ لَرَفَعَتْكَ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ ثُمَّ رَدَّ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ.
بشارته بالشهادة:
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهده فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد.
بعض المواقف من حياته مع الصحابة
مع عمر رضي الله عنه:
عن مالك بن أوس بن الحدثان أنه قال أقبلت أقول من يصطرف الدراهم فقال طلحة بن عبيد الله وهو عند عمر بن الخطاب أرنا ذهبك ثم ائتنا إذا جاء خادمنا نعطك ورقك فقال عمر بن الخطاب كلا والله لتعطيه ورقه أو لتردن إليه ذهبه فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الورق بالذهب ربا إلا هاء وهاء والبر بالبر ربا إلا هاء وهاء والشعير بالشعير ربا إلا هاء وهاء والتمر بالتمر ربا إلا هاء وهاء
وعن مالك عن نافع أنه سمع أسلم مولى عمر بن الخطاب يحدث عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب رأى على طلحة بن عبيد الله ثوبا مصبوغا وهو محرم فقال عمر ما هذا الثوب المصبوغ يا طلحة فقال طلحة يا أمير المؤمنين إنما هو مدر فقال عمر إنكم أيها الرهط أئمة يقتدي بكم الناس فلو أن رجلا جاهلا رأى هذا الثوب لقال إن طلحة بن عبيد الله كان يلبس الثياب المصبغة في الإحرام فلا تلبسوا أيها الرهط شيئا من هذه الثياب المصبغة.
وعن الشعبي عن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه أن عمر رآه كئيبا فقال له ما لك لعله ساءتك إمرة ابن عمك قال لا وأثنى على أبي بكر ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا فرج الله عنه كربته وأشرق لونه فما منعني أن أسأله عنها إلا القدرة عليها حتى مات فقال عمر إني لأعرفها فقال له طلحة وما هي فقال له عمر هل تعلم كلمة هي أعظم من كلمة أمر بها عمه لا إله إلا الله فقال له طلحة هي والله هي. قال الحاكم في المستدرك: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وعن محمد بن طلحة قال: قال طلحة بن عبيد الله: خرجت مع عمر رضي الله عنه في بعض أسفاره فإذا براكب على الطريق فقال: ما وراءك قال: أمر جليل
قال: ويحك! ما هو قال: مات خالد بن الوليد
فاسترجع عمر رضي الله عنه استرجاعاً طويلاً
فقلت له: يا أمير المؤمنين:
( أَلا أَرَاكَ بُعِيْدَ المَوْتِ تَنْدُبُني... وَفي حَيَاتيَ ما زَوَّدْتَني زادي )
فقال: يا طلحة لا تؤنبني
مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
عن رفاعة بن إياس الضبي عن أبيه عن جده قال كنا مع علي يوم الجمل فبعث إلى طلحة بن عبيد الله أن القني فأتاه طلحة فقال نشدتك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه، قال: نعم، قال: فلم تقاتلني؟ قال: لم أذكر. قال: فانصرف طلحة. رواه الحاكم.
مع عثمان بن عفان رضي الله عنه:
عن زيد بن أسلم عن أبيه قال شهدت عثمان رضي الله عنه يوم حوصر في موضع الجنائز ولو ألقي حجر لم يقع إلا على رأس رجل فرأيت عثمان رضي الله عنه أشرف من الخوخة التي تلي مقام جبريل عليه السلام فقال أيها الناس أفيكم طلحة فسكتوا ثم قال أيها الناس أفيكم طلحة فسكتوا ثم قال يا أيها الناس أفيكم طلحة فقام طلحة بن عبيد الله فقال له عثمان رضي الله عنه ألا أراك هاهنا ما كنت أرى أنك تكون في جماعة تسمع ندائي آخر ثلاث مرات ثم لا تجيبني أنشدك الله يا طلحة تذكر يوم كنت أنا وأنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضع كذا وكذا ليس معه أحد من أصحابه غيري وغيرك قال نعم فقال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يا طلحة إنه ليس من نبي إلا ومعه من أصحابه رفيق من أمته معه في الجنة وإن عثمان بن عفان رضي الله عنه هذا يعنيني رفيقي معي في الجنة قال طلحة اللهم نعم ثم انصرف.
مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
دخل على أبي بكر طلحةُ بن عبيد الله. فقال: استخلفت على الناس عمر وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه فكيف إذا خلا بهم وأنت لاق ربك فسائلك عن رعيتك؟ فقال أبو بكر - وكان مضطجعا - : أجلسوني. فأجلسوه. فقال لطلحة: أبالله تفرقني أو بالله تخوفني إذا لقيت الله ربي فساءلني قلت: استخلفت على أهلك خير أهلك.
أثره في الآخرين
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عنه بنوه يحيى وموسى وعيسى بنو طلحة وقيس بن أبي حازم وأبو سلمة بن عبد الرحمن ومالك ابن أبي عامر الأصبحي والأحنف بن قيس..
المعلم والقدوة:
عن معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي عن أبيه قال كنا مع طلحة بن عبيد الله ونحن حرم فأهدي له طير وطلحة راقد فمنا من أكل ومنا من تورع فلما استيقظ طلحة وفق من أكله وقال أكلناه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن مالك أنه بلغه أن طلحة بن عبيد الله كان يقدم نساءه وصبيانه من المزدلفة إلى منى وأنه سمع بعض أهل العلم يكره رمي الجمرة حتى يطلع الفجر من يوم النحر ومن رمى فقد حل له النحر.
وعن موسى بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه قال كنا نصلي والدواب تمر بين أيدينا فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مثل مؤخرة الرحل يكون بين يدي أحدكم ثم لا يضره ما مر بين يديه.
بعض كلماته:
من خطبته يوم البيعة:
وقام طلحة بن عبيد الله وكان من خطباء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتشهد ثم قال:
أما بعد يا أمير المؤمنين فقد أحكمتك الأمور وعجمتك البلايا واحتنكتك التجارب وأنت وشأنك وأنت ورأيك لا ننبو في يديك ولا نكل عليك إليك هذا الأمر فمرنا نطع وادعنا نجب واحملنا نركب ووفدنا نفد وقدنا ننقد فإنك ولي هذا الأمر وقد بلوت وجربت واختبرت فلم ينكشف شيء من عواقب قضاء الله لك إلا عن خيار ثم جلس.
وعن طلحة بن عبيد الله قال: لقد أعطي ابن عباس فهما لقنا وعلما وما كنت أرى عمر يقدم عليه أحدا
وقال رضي الله عنه إنا لنجد بأموالنا ما يجد البخلاء لكننا نتصبر.
وقال طلحة بن عبيد الله أقل لِعَيْبِ الرجل لزومه بيته.
وعن طلحة بن عبيد الله قال: ما كان عمر بن الخطاب بأولنا إسلاما ولا أقدمنا هجرة ولكنه كان أزهدنا في الدنيا أرغبنا في الآخرة.
وقال طلحة: الكسوة تظهر النعمة، والدهن يذهب البؤس، والإحسان إلى الخادم يكبت الأعداء.
موقف الوفاة
صحب طلحة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن صحبته حتى توفي وهو عنه راض وكذلك أبو بكر وعمر فلما كان قضية عثمان اعتزل عنه فنسبه بعض الناس إلى تحامل فيه فلهذا لما حضر يوم الجمل واجتمع به علي فوعظه تأخر فوقف في بعض الصفوف فجاءه سهم غرب فوقع في ركبته وقيل في رقبته والأول اشهر وانتظم السهم مع ساقه خاصرة الفرس فجمح به حتى كاد يلقيه وجعل يقول إلى عباد الله فأدركه مولى له فركب وراءه وأدخله البصرة فمات بدار فيها ويقال إنه مات بالمعركة وإن عليا لما دار بين القتلى رآه فجعل يمسح عن وجهه التراب وقال رحمة الله عليك أبا محمد يعز علي أن أراك مجدولا تحت نجوم السماء ثم قال إلى الله أشكو عجزي ويجري والله لوددت أني كنت مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة..
المراجع:
الوافي في الوفيات - عمدة القاري - صفة الصفوة - عظماء الإسلام - مختصر تاريخ دمشق - أسد الغابة - جمهرة خطب العرب
لاتنسونا من صالح دعائكم
لاتقراء وترحل أترك بصمتك شارك برائك
أذا ذكر أحد ذاك يوم طلحة
طلحة الفياض
طلحة الخير
الشهيد الذى يمشى على ألأرض
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين،وبعد:
روى الإمام أحمد في السنن من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعلي في الجنة، وعثمان في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة».
اسمه:
طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي المكي المدني يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرة، وأمه الصعبة بنت الحضرمي أخت العلاء أسلمت رضي الله تعالى عنها. [سبل الهدى والرشاد في سير خير العباد]
من اسمائه:
قال طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه: «سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد طلحة الخير، وفي غزوة العشيرة طلحة الفياض، ويوم حنين طلحة الجواد» [رواه الحاكم في مستدركه].[اسناده ضعيف]
زوجاته وأولاده:
تزوج طلحة رضي الله عنه أربع نسوة، كل واحدة منهن أخت لزوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وهن:
• أم كلثوم بنت أبي بكر، أخت عائشة رضي الله عنهما ، وأولادها: زكريا، ويوسف، وعائشة.
• وحمنة بنت جحش، أخت زينب، وأولادها: محمد السجاد، وعمران.
• والفارعة بنت أبي سفيان، أخت أم حبيبة.
• ورقية بنت أبي أمية، أخت أم سلمة.
• خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة، وأولادها: موسى.
• الجرباء وهي أم الحارث بنت قسامة، وأولادها : أم إسحاق.
• أم إبان بنت عتبة بن ربيعة، وأولادها: إسحاق وإسماعيل ويعقوب.
• سعدى بنت عوف بن خارجة، وأولادها: عيسى ويحيى.
• الصعبة بنت طلحه وأمها أم ولد، ومريم بنت طلحه وأمها أم ولد، وصالح بن طلحة درج وأمه الفرعة بنت علي سبية من بني تغلب. (الطبقات الكبرى/نسب قريش).
اسلامه:
هو من السابقين الأولين إلى الإسلام دعاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى الإسلام فأخذه ودخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما أسلم أبو بكر وطلحة أخذهما نوفل بن خويلد بن العدوية "وكان يدعى أسد قريش" فشدهما في حبل واحد، ولم يمنعهما بنو تيم، فلذلك سمي أبو بكر وطلحة القرينين. (دلائل النبوة للبيهقي/ تاريخ دمشق).
وكان طلحة قد سافر إلى أرض بصرى بالشام في تجارة له «وبينما هو في السوق سمع راهبًا في صومعته يقول: «سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم؟ فذهب إليه طلحة، وقال له: نعم أنا. فقال الراهب: هل ظهر أحمد؟
قال طلحة: من أحمد؟ قال الراهب: ابن عبد الله بن عبد المطلب، هذا شهره الذي يخرج فيه، وهو آخر الأنبياء، ومخرجه من الحرم، ومهاجره إلى نخل وحرة ويباخ يقصد المدينة المنورة فإياك أن تسبق إليه.
فوقع كلام الراهب في قلب طلحة، ورجع سريعًا إلى مكة وسأل أهلها: هل كان من حدث؟
قالوا نعم، محمد الأمين تنبأ، وقد تبعه ابن أبي قحافة، فذهب طلحة إلى أبي بكر، وأسلم على يده، وأخبره بقصة الراهب». [أخرجه ابن سعد].
كرمه:
• وهو أعظم الطلحات السبعة المعدودين في الجود، فقد باع أرضا له من عثمان رضي الله عنه بسبعمائة ألف، فحملها إليه، فلما جاء بها، قال: إن رجلا ثبت هذه عنده، لا يدري ما يطرقه من أمر الله، لغرير بالله، فبات، ورسله تختلف في سكك المدينة حتى أسحر وما عنده منها درهم.
وقد تصدق يوما بثمانمائة ألف ثم حبسه عن الرواح إلى المسجد أن جمعت له بين طرفي ثوبه.
• عن الزبير بن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر في غزوة ذي قرد هذه على ماء يقال له بيسان فسأل عنه فقيل اسمه يا رسول الله بيسان وهو مالح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا بل اسمه نعمان وهو طيب».
فغير رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسم، وغير الله تعالى الماء فاشتراه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، ثم تصدق به وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنت يا طلحة إلا فياض».، فسمي طلحة الفياض [كتاب الاكتفاء بما تضمنه من مغازي الرسول والثلاثة الخلفاء].
• روى ابن عساكر عن محمد بن إبراهيم بن الحرث وأبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لطلحة: «ما أنت يا طلحة إلا فياض».، باع أرضا بسبعمائة ألف، فبات تلك الليلة كلها ورسله تختلف إلى فقراء أهل المدينة فما أصبح وعنده منها درهم.
وفي رواية:
فبات عنده ليلة، فبات أرقا من ذلك المال حتى أصبح ففرقه، وفدى عشرة من أسارى بدر بماله، جاءه أعرابي، وتقرب إليه برحم، فقال: إن هذه الرحم ما سألني بها أحد قبلك، ولي أرض قد أعطاني فيها عثمان بن عفان رضي الله عنه ثلاثمائة ألف، فإن شئت الأرض وإن شئت الثمن فقال: الثمن فأعطاه، وكان يكفي ضعفاء بني تميم، ويقضي ديونهم ، يرسل إلى عائشة كل سنة عشرة آلاف درهم.
من فضائله:
• أحد العشرة المبشرين بالجنة.
• وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام.
• وأحد الستة أصحاب الشورى.
• وأحد الذين ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد.
• وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
احاديث:
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيدالله» [أخرجه الحاكم وابن ماجة].اسناده ضعيف
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طلحة والزبير جاراي في الجنة» [أخرجه الترمذي/اسناده لين]
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طلحة خير شهيد يمشي على وجه الأرض» [أخرجه الحاكم وابن ماجه/اسناده غريب]
• قال علي رضي الله عنه أنه: "والله إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير" ممن قال الله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} [سورةالحجر: 47].
جهاده:
• شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بدرا، فإنه بعثه « إلى طريق الشام يتجسس الأخبار، فقدم بعد رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سهم له، فقال له صلى الله عليه وسلم : «لك سهمك، قال: وأجري يا رسول الله ؟ قال: وأجرك، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة الخير، وطلحة الجود، وطلحة الفياض، لكثرة جوده» [أخرجه الحاكم والطبراني في الكبير/اسناده ضعيف]
• حينما نزل قول الله تعالى {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [سورةالأحزابك: 23]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طلحة ممن قضى نحبه» [أخرجه الترمذي].
• عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لطلحة:«يا طلحة، هذا جبريل يقرؤك السلام، ويقول لك: أنا معك في أهوال القيامة حتى أنجيك منها » [أخرجه ابن عساكر].
• عن عباد بن الزبير عن أبيه عن جده رضي الله تعالى عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«أوجب طلحة حين صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع » [أخرجه أحمد والترمذي/حسن غريب]
• كان الصديق إذا ذكر يوم أحد قال: ذاك يوم كله لطلحة، وجعل يومئذ نفسه وقاية لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم شهد طلحة غزوة أحد وما بعدها من الغزوات، وكان يوم أحد يومًا مشهودًا، أبلى فيه طلحة بلاء حسنًا حتى قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: «طلحة شهيد يمشي على وجه الأرض» [أخرجه ابن عساكرا/اسناده ضعيف]
وحينما حدث اضطراب في صفوف المسلمين، وتجمع المشركون حول رسول الله صلى الله عليه وسلم كل منهم يريد قتله، وكل منهم يوجه السيوف والسهام والرماح تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم ، إذا بطلحة البطل الشجاع يشق صفوف المشركين حتى وصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجعل من نفسه حصنًا منيعًا للنبي صلى الله عليه وسلم،
وقد أحزنه ما حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كسر رباعيته "أي مقدمة أسنانه" وشج رأسه، فكان يتحمل بجسمه السهام عن رسول الله، ويتقي النبل عنه بيده حتى شلت يده، وشج رأسه، وحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره حتى صعد على صخرة، وأتاه أبو بكر وأبو عبيدة، فقال لهما الرسول: اليوم أوجب طلحة يا أبا بكر، ثم قال لهما: «عليكما صاحبكما، فأتيا إلى طلحة فوجداه في حفرة، وبه بضع وسبعون طعنة ورمية وضربة، وقد قطعت إصبعه» [أخرجه ابن سعد/اسناده ضعيف]
ما قيل عنه:
وما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد حتى قال لحسان رضي الله عنه: "قل في طلحة"
قال:
وطلحة يوم الشِّعب آسى محمداً عـلى سـاعــة ضاقت عليه وشقَّتِ
يـقـيه بكفَّيـه الـرمـــــاح وأسلـمـت أشـاجِعُـه تحـت السيـــوف فشُلَّتِ
وكــان أمــامَ الـنـــاس إلا محـمـداً أقام رحى الإِسلام حتى استقلَّتِ
صبره وتحمله:
قال مسعود بن حراش: بينا أنا أطوف بين الصفا والمروة فإذا أناس كثير يتبعون أناسا قال: فنظرت فإذا فتى شاب موثق يداه إلى عنقه فقلت: ما شأن هؤلاء؟ فقالو: هذا طلحة بن عبيد الله قد صبأ، وإذا وراءه امرأة تذمره وتسبه، قلت: من هذه المرأة؟ قالوا: هذه أمه الصعبة بنت الحضرمي قالو: وإن عثمان بن عبيد الله أخا طلحة قرن طلحة مع أبي بكر ليحبسه عن الصلاة، ويرده عن دينه، وخرز يده ويد أبي بكر في قد فلم يرعهم إلا وهو يصلي مع أبي بكر..
ولما أسلم طلحة والزبير آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما بمكة قبل الهجرة فلما هاجر المسلمون إلى المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين طلحة وبين أبي أيوب الأنصاري.
وقيل: لما قدم المدينة آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين كعاب بن مالك وكان قد آخى بمكة بينه وبين الزبير قبل الهجرة وكان لما آخى بين المهاجرين والأنصار يتوارثون دون ذوي الأرحام حتى نزلت آية الفرائض " أولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله"...
في سبب عدم شهوده بدر:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث قبل أن يخرج إلى بدر طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد إلى طريق الشام يتجسسان الأخبار ثم رجعا إلى المدينة فقدماها يوم الوقعة ببدر فضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمهما وأجرهما. وقال الزبير مثله.
طلحة رضي الله عنه يوم أحد
لما كان يوم أحد أبلى فيه طلحة بلاء حسناً وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت وحماه من الكفار واتقى عنه النبل بيده حتى شلت إصبعه ووقاه بنفسه...
عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: لما كان يوم أحد ارتجزت بهذا الشعر
نحن حماة غالب ومالك
نذبُّ عن رسولنا المبارك
نضرب عنه اليوم في المعارك
ضرب صفاح الكوم في المبارك
فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد قال لحسان: "قل في طلحة" فأنشأ حسان وقال:
طلحة يوم الشعب آسى محمدا
على سالك ضاقت عليه وشقت
يقيه بكفيه الرماح وأسلمت
أشاجعه تحت السيوف فشلت
وكان إمام الناس إلا محمدا
أقام رحى الإسلام حتى استقلت
يقي النبي صلى الله عليه وسلم بيده:
عن قيس بن أبي حازم قال رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم قد شلت
ممن قضى نحبه:
عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله قال دخلت على أم المؤمنين وعائشة بنت طلحة وهي تقول لأمها أسماء أنا خير منك وأبي خير من أبيك قال فجعلت أمها تشتمها وتقول أنت خير مني فقالت أم المؤمنين عائشة ألا أقضي بينكما قالت بلى قالت فإن أبا بكر رضي الله عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا بكر أنت عتيق الله من النار قالت فمن يومئذ سمي عتيقا ولم يكن سمي قبل ذلك عتيقا قالت ثم دخل طلحة بن عبيد الله فقال أنت يا طلحة ممن قضى نحبه. قال الحاكم في المستدرك: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم
يُعْلِم النبي صلى الله عليه وسلم بالسهو:
عن معاوية بن حديج قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسها فسلم في ركعتين ثم انصرف فقال له رجل يا رسول الله إنك سهوت فسلمت في ركعتين فأمر بلالا فأقام الصلاة ثم أتم تلك الركعة وسألت الناس عن الرجل الذي قال يا رسول الله إنك سهوت فقيل لي تعرفه قلت لا إلا أن أراه فمر بي رجل فقلت هو هذا قالوا هذا طلحة بن عبيد الله هذا حديث بندار قال أبو بكر هذه القصة غير قصة ذي اليدين لان المعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنه سها في هذه القصة طلحة بن عبيد الله ومخبر النبي صلى الله عليه وسلم في تلك القصة ذو اليدين والسهو من النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ذو اليدين إنما كان في الظهر أو العصر وفي هذه القصة إنما كان السهو في المغرب لا في الظهر ولا في العصر وقصة عمران بن حصين قصة الخرباق قصة ثالثة لأن التسليم في خبر عمران من الركعة الثالثة وفي قصة ذي اليدين من الركعتين وفي خبر عمران دخل النبي صلى الله عليه وسلم حجرته ثم خرج من الحجرة وفي خبر أبي هريرة قام النبي صلى الله عليه وسلم إلى خشبة معروضة في المسجد فكل هذه أدلة أن هذه القصص هي ثلاث قصص سها النبي صلى الله عليه وسلم مرة فسلم من الركعتين وسها مرة أخرى فسلم في ثلاث ركعات وسها مرة ثالثة فسلم في الركعتين من المغرب فتكلم في المرات الثلاث ثم أتم صلاته.
يبرك تحت الرسول صلى الله عليه وسلم ليصعد عليه:
عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعدين في أحد فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره لينهض على صخرة فلم يستطع فبرك طلحة بن عبيد الله تحته فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره حتى جلس على الصخرة قال الزبير فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أوجب طلحة ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأتى المهراس وأتاه بماء في درقته فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشرب منه فوجد له ريحا فعافه فغسل به الدم الذي في وجهه وهو يقول اشتد غضب الله على من دمى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
دونكم أخوكم فقد أوجب:
عن عائشة قالت قال أبو بكر رضي الله عنه لما صرف الناس يوم أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت أول من جاء النبي صلى الله عليه وسلم قال فجعلت أنظر إلى رجل بين يديه يقاتل عنه ويحميه فجعلت أقول كن طلحة فداك أبي وأمي مرتين قال ثم نظرت إلى رجل خلفي كأنه طائر فلم أنشب أن أدركني فإذا أبو عبيدة بن الجراح فدفعنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإذا طلحة بين يديه صريع فقال صلى الله عليه وسلم دونكم أخوكم فقد أوجب قال وقد رمي في جبهته ووجنته فأهويت إلى السهم الذي في جبهته لأنزعه فقال لي أبو عبيدة نشدتك بالله يا أبا بكر إلا تركتني قال فتركته فأخذ أبو عبيدة السهم بفيه فجعل ينضنضه ويكره أن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ثم استله بفيه ثم أهويت إلى السهم الذي في وجنته لأنزعه فقال أبو عبيدة نشدتك بالله يا أبا بكر إلا تركتني فأخذ السهم بفيه وجعل ينضنضه ويكره أن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ثم استله وكان طلحة أشد نهكة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم أشد منه وكان قد أصاب طلحة بضعة وثلاثون بين طعنة وضربة ورمية.
أنا لها يا رسول الله:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَوَلَّى النَّاسُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَاحِيَةٍ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ وَفِيهِمْ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَأَدْرَكَهُمْ الْمُشْرِكُونَ فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ مَنْ لِلْقَوْمِ فَقَالَ طَلْحَةُ أَنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا أَنْتَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَنْتَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا الْمُشْرِكُونَ فَقَالَ مَنْ لِلْقَوْمِ فَقَالَ طَلْحَةُ أَنَا قَالَ كَمَا أَنْتَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أَنَا فَقَالَ أَنْتَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ وَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَيُقَاتِلُ قِتَالَ مَنْ قَبْلَهُ حَتَّى يُقْتَلَ حَتَّى بَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ لِلْقَوْمِ فَقَالَ طَلْحَةُ أَنَا فَقَاتَلَ طَلْحَةُ قِتَالَ الْأَحَدَ عَشَرَ حَتَّى ضُرِبَتْ يَدُهُ فَقُطِعَتْ أَصَابِعُهُ فَقَالَ حَسِّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ قُلْتَ بِسْمِ اللَّهِ لَرَفَعَتْكَ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ ثُمَّ رَدَّ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ.
بشارته بالشهادة:
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهده فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد.
بعض المواقف من حياته مع الصحابة
مع عمر رضي الله عنه:
عن مالك بن أوس بن الحدثان أنه قال أقبلت أقول من يصطرف الدراهم فقال طلحة بن عبيد الله وهو عند عمر بن الخطاب أرنا ذهبك ثم ائتنا إذا جاء خادمنا نعطك ورقك فقال عمر بن الخطاب كلا والله لتعطيه ورقه أو لتردن إليه ذهبه فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الورق بالذهب ربا إلا هاء وهاء والبر بالبر ربا إلا هاء وهاء والشعير بالشعير ربا إلا هاء وهاء والتمر بالتمر ربا إلا هاء وهاء
وعن مالك عن نافع أنه سمع أسلم مولى عمر بن الخطاب يحدث عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب رأى على طلحة بن عبيد الله ثوبا مصبوغا وهو محرم فقال عمر ما هذا الثوب المصبوغ يا طلحة فقال طلحة يا أمير المؤمنين إنما هو مدر فقال عمر إنكم أيها الرهط أئمة يقتدي بكم الناس فلو أن رجلا جاهلا رأى هذا الثوب لقال إن طلحة بن عبيد الله كان يلبس الثياب المصبغة في الإحرام فلا تلبسوا أيها الرهط شيئا من هذه الثياب المصبغة.
وعن الشعبي عن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه أن عمر رآه كئيبا فقال له ما لك لعله ساءتك إمرة ابن عمك قال لا وأثنى على أبي بكر ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا فرج الله عنه كربته وأشرق لونه فما منعني أن أسأله عنها إلا القدرة عليها حتى مات فقال عمر إني لأعرفها فقال له طلحة وما هي فقال له عمر هل تعلم كلمة هي أعظم من كلمة أمر بها عمه لا إله إلا الله فقال له طلحة هي والله هي. قال الحاكم في المستدرك: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وعن محمد بن طلحة قال: قال طلحة بن عبيد الله: خرجت مع عمر رضي الله عنه في بعض أسفاره فإذا براكب على الطريق فقال: ما وراءك قال: أمر جليل
قال: ويحك! ما هو قال: مات خالد بن الوليد
فاسترجع عمر رضي الله عنه استرجاعاً طويلاً
فقلت له: يا أمير المؤمنين:
( أَلا أَرَاكَ بُعِيْدَ المَوْتِ تَنْدُبُني... وَفي حَيَاتيَ ما زَوَّدْتَني زادي )
فقال: يا طلحة لا تؤنبني
مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
عن رفاعة بن إياس الضبي عن أبيه عن جده قال كنا مع علي يوم الجمل فبعث إلى طلحة بن عبيد الله أن القني فأتاه طلحة فقال نشدتك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه، قال: نعم، قال: فلم تقاتلني؟ قال: لم أذكر. قال: فانصرف طلحة. رواه الحاكم.
مع عثمان بن عفان رضي الله عنه:
عن زيد بن أسلم عن أبيه قال شهدت عثمان رضي الله عنه يوم حوصر في موضع الجنائز ولو ألقي حجر لم يقع إلا على رأس رجل فرأيت عثمان رضي الله عنه أشرف من الخوخة التي تلي مقام جبريل عليه السلام فقال أيها الناس أفيكم طلحة فسكتوا ثم قال أيها الناس أفيكم طلحة فسكتوا ثم قال يا أيها الناس أفيكم طلحة فقام طلحة بن عبيد الله فقال له عثمان رضي الله عنه ألا أراك هاهنا ما كنت أرى أنك تكون في جماعة تسمع ندائي آخر ثلاث مرات ثم لا تجيبني أنشدك الله يا طلحة تذكر يوم كنت أنا وأنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضع كذا وكذا ليس معه أحد من أصحابه غيري وغيرك قال نعم فقال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يا طلحة إنه ليس من نبي إلا ومعه من أصحابه رفيق من أمته معه في الجنة وإن عثمان بن عفان رضي الله عنه هذا يعنيني رفيقي معي في الجنة قال طلحة اللهم نعم ثم انصرف.
مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
دخل على أبي بكر طلحةُ بن عبيد الله. فقال: استخلفت على الناس عمر وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه فكيف إذا خلا بهم وأنت لاق ربك فسائلك عن رعيتك؟ فقال أبو بكر - وكان مضطجعا - : أجلسوني. فأجلسوه. فقال لطلحة: أبالله تفرقني أو بالله تخوفني إذا لقيت الله ربي فساءلني قلت: استخلفت على أهلك خير أهلك.
أثره في الآخرين
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عنه بنوه يحيى وموسى وعيسى بنو طلحة وقيس بن أبي حازم وأبو سلمة بن عبد الرحمن ومالك ابن أبي عامر الأصبحي والأحنف بن قيس..
المعلم والقدوة:
عن معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي عن أبيه قال كنا مع طلحة بن عبيد الله ونحن حرم فأهدي له طير وطلحة راقد فمنا من أكل ومنا من تورع فلما استيقظ طلحة وفق من أكله وقال أكلناه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن مالك أنه بلغه أن طلحة بن عبيد الله كان يقدم نساءه وصبيانه من المزدلفة إلى منى وأنه سمع بعض أهل العلم يكره رمي الجمرة حتى يطلع الفجر من يوم النحر ومن رمى فقد حل له النحر.
وعن موسى بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه قال كنا نصلي والدواب تمر بين أيدينا فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مثل مؤخرة الرحل يكون بين يدي أحدكم ثم لا يضره ما مر بين يديه.
بعض كلماته:
من خطبته يوم البيعة:
وقام طلحة بن عبيد الله وكان من خطباء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتشهد ثم قال:
أما بعد يا أمير المؤمنين فقد أحكمتك الأمور وعجمتك البلايا واحتنكتك التجارب وأنت وشأنك وأنت ورأيك لا ننبو في يديك ولا نكل عليك إليك هذا الأمر فمرنا نطع وادعنا نجب واحملنا نركب ووفدنا نفد وقدنا ننقد فإنك ولي هذا الأمر وقد بلوت وجربت واختبرت فلم ينكشف شيء من عواقب قضاء الله لك إلا عن خيار ثم جلس.
وعن طلحة بن عبيد الله قال: لقد أعطي ابن عباس فهما لقنا وعلما وما كنت أرى عمر يقدم عليه أحدا
وقال رضي الله عنه إنا لنجد بأموالنا ما يجد البخلاء لكننا نتصبر.
وقال طلحة بن عبيد الله أقل لِعَيْبِ الرجل لزومه بيته.
وعن طلحة بن عبيد الله قال: ما كان عمر بن الخطاب بأولنا إسلاما ولا أقدمنا هجرة ولكنه كان أزهدنا في الدنيا أرغبنا في الآخرة.
وقال طلحة: الكسوة تظهر النعمة، والدهن يذهب البؤس، والإحسان إلى الخادم يكبت الأعداء.
موقف الوفاة
صحب طلحة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن صحبته حتى توفي وهو عنه راض وكذلك أبو بكر وعمر فلما كان قضية عثمان اعتزل عنه فنسبه بعض الناس إلى تحامل فيه فلهذا لما حضر يوم الجمل واجتمع به علي فوعظه تأخر فوقف في بعض الصفوف فجاءه سهم غرب فوقع في ركبته وقيل في رقبته والأول اشهر وانتظم السهم مع ساقه خاصرة الفرس فجمح به حتى كاد يلقيه وجعل يقول إلى عباد الله فأدركه مولى له فركب وراءه وأدخله البصرة فمات بدار فيها ويقال إنه مات بالمعركة وإن عليا لما دار بين القتلى رآه فجعل يمسح عن وجهه التراب وقال رحمة الله عليك أبا محمد يعز علي أن أراك مجدولا تحت نجوم السماء ثم قال إلى الله أشكو عجزي ويجري والله لوددت أني كنت مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة..
المراجع:
الوافي في الوفيات - عمدة القاري - صفة الصفوة - عظماء الإسلام - مختصر تاريخ دمشق - أسد الغابة - جمهرة خطب العرب
لاتنسونا من صالح دعائكم
لاتقراء وترحل أترك بصمتك شارك برائك
أمس في 2:19 pm من طرف عبدالله الآحد
» فضل توحيد الله سبحانه
الجمعة نوفمبر 22, 2024 3:20 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب الدعوة إلى توحيد الله سبحانه
الخميس نوفمبر 21, 2024 3:00 pm من طرف عبدالله الآحد
» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد
» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» العبادة وأركانها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور
» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد