يقع في قلب المدينة القديمة. كان في العهد القديم سوقاً، ثم تحول في العهد الروماني إلى معبد أُنشئ في القرن الأول الميلادي.
ثم تحول مع الزمن إلى كنيسة. ولما دخل المسلمون إلى دمشق، دخل خالد بن الوليد عنوة، ودخل عبيدة بن الجراح صلحاً. فصار نصفه مسجد ونصفه كنيسة.
ثم قام الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك سنة 86هـ (الموافق ل 705م) بتحويل الكنيسة إلى مسجد، وأعاد بناءه من جديد، وكساه بالفسيفساء.
وله اليوم ثلاث مآذن و أربع أبواب و قبة كبيرة و ثلاث قباب في صحنه,استغرق بنائه حوالي عشر سنوات.
جامع بني أمية الكبير،
ويعرف اختصارًا بالجامع الأموي، هو المسجد الذي أمر الوليد بن عبد الملك بتشييده في دمشق، ويُعد رابع أشهر المساجد الإسلامية بعد حرمي مكة والمدينة والمسجد الأقصى، كما يُعد واحدًا من أفخم المساجد الإسلامية، وأحد عجائب الإسلام السبعة في العالم.
بدأ بناء الجامع الأموي في عام 705م على يد الوليد بن عبد الملك، وقد حشد له صنّاعاً من الفرس والهنود، وأوفد إمبراطور بيزنطة مئة فنان يوناني للمشاركة في التزيين،
ونال قسطًا وافرًا من المدح والوصف، لا سيَّما من الرحالة والمؤرخين والأدباء الذين مرّوا بدمشق عبر العصور وأطروا بشكل خاص على زينة سقف المسجد وجدرانه الفسيفسائية الملونة، والرخام المستعمل في البناء.
إلا أن أغلبها طُمس بناءً على فتاوى بعدم جوزاها حتى أُعيد اكتشافها وترميمها عام 1928. وقد وصفها المؤرخ فيليب حتي بأنها «تمثل الصناعة الأهلية السورية وليس الفن اليوناني أو البيزنطي.»
يتميز الجامع الأموي أيضًا بكونه أول مسجد ظهر فيه المحراب والحنية نتيجة طراز البناء الذي كان يشكل كنيسة يوحنا المعمدان سابقاً.
أما مئذنته الشمالية، وهي أقدم مآذنه الثلاث، فتعود لعهد الوليد بن عبد الملك.
كما استخدمت أيضاً منارةً لمدينة دمشق، وكانت ستعمل خلال القرون الوسطى للمنقطين للتأمل والصلاة، ومنها انتشر نموذج المئذنة المربعة إلى سائر أنحاء سوريا وشمال إفريقيا والأندلس.
يحتوي الجامع على مدفن جسد يوحنا المعمدان -النبي يحيى- نسيب المسيح عليه السلام،
ولم يبقَ من آثاره المسيحية سوى جرن العماد ونقش باليونانية في مدح المسيح على أحد الجدران.
كما يحوي المسجد أيضاً على الفتحة التي وضع فيها رأس الحسين بن علي رضي الله عنهما حين حُمل إلى دمشق. وأُلحق بالمسجد مقبرة تضم رفات صلاح الدين الأيوبي.
احترقت أجزاء من الجامع ثلاث مرات: الأولى عام 1069م، والثانية على يد تيمورلنك عام 1400م، والثالثة عام 1893م.
والرابعه علي يد بشار ألأسد الذي دمر أجزاء كثيره من المسجد ولم يتم ترميمها حتي آلآن .
وكانت آخر عمليات الترميم في العصر الحديث عام 1994م.
يقع الجامع الأموي في وسط مدينة دمشق القديمة، المنطقة المدرجة على لائحة التراث العالمي.
تاريخ الجامع قبل الإسلام
يعود تاريخ الجامع الأموي في سورية إلى 1200 سنة قبل الميلاد،
حيث كانت دمشق عاصمة لدولة آرام دمشق خلال العصر الحديدي. وقد كان آراميو غرب سوريا يعبدون «حدد الآرامي،» إله الخصب والرعد والمطر حسب معتقدهم،
لذلك أقاموا معبداً مخصصاً له في موقع «المسجد الأموي» المعاصر.
ولا يُعرف بالضبط كيف بدأ المعبد، لكن يعتقد أنه اتَّبع النموذج المعماري الكنعاني السامي التقليدي.
وهو يشبه معبد القدس، ويتألف من فناء مسور وغرفة صغيرة للعبادة. وقد بقي حجر واحد من المعبد الآرامي يعود لحكم الملك حازائيل، وهو حالياً يُعرض في متحف دمشق الوطني.
واصل معبد حدد الآرامي القيام بدوره المركزي في المدينة حتى غزا الرومان دمشق في عام 64م فأقاموا فيه معبداً للإله جوبيتر، فقاموا بإعادة تكوين وتوسيع المعبد تحت إشراف مهندس معماري وُلد في دمشق يدعى أبولودوروس، وهو من صمم ونفذ التصميم الجديد.
وقد أُعجب السكان المحليين بتماثُل وأبعاد «معبد جوبيتر اليوناني الروماني.» وباستثناء زيادة حجم المبنى، حافظ الرومانيون على معظم تصميمه الأصلي، وتُرِك الفناء المسور سليماً إلى حد كبير.
وأقيمت في وسط الفناء غرفة داخلية، وكان هناك برج واحد في كل من الزوايا الأربع للفناء. كما استخدمت الأبراج للطقوس تمشياً مع التقاليد الدينية السامية القديمة حيث قُدِّمت الأضاحي في الأماكن المرتفعة.
أصبح المعبد الروماني الجديد السلطة التشريعية الدينية في مدينة دمشق بسبب حجمه الكبير، وكان الغرض من تشييده (وقد أصبح فيما بعد المركز الرئيسي للعبادة في الإمبراطورية الرومانية) أن يكون منافساً للمعبد العبري في القدس.
وقد أضيف لـ«معبد جوبيتر» المزيد من الإضافات خلال الفترة الأولى من الحكم الروماني للمدينة، وأصبح أغلب كهنة المعبد أثرياء بسبب التبرعات التي كانوا يجمعونها من المواطنين الأثرياء في دمشق.
وقد وُسِّعت البوابة الشرقية لفناء المعبد في عهد سيبتيموس سيفيروس (حكم 193-211 م).
بحلول القرن الرابع للميلاد أصبح المعبد مشهوراً بسبب حجمه وجماله وفُصل عن المدينة بمجموعتين من الجدران.
وكان الجدار الأول، الذي يعتبر الأكبر، يمتد على مساحة واسعة شملت السوق.
أما الجدار الثاني فيحيط بحرم معبد جوبيتر الأصلي. وكان هذا المعبد الأكبر في سوريا الرومانية.
وفي نهاية القرن الرابع للميلاد، تحديداً في عام 391، حُوِّل معبد جوبيتر إلى كاتدرائية القديس يوحنا بأمر من الإمبراطور ثيودوسيوس الأول (حكم بين 379 و395 للميلاد).
|
لكن هذه الكاتدرائية المسيحية لم تكن مكرسة مباشرة ليوحنا المعمدان -النبي يحيى، وكُرِّست لاحقًا من القرن السادس للميلاد، إذ تشير الأسطورة المحلية أن رأس يوحنا المعمدان -النبي يحيى - دُفن هناك. وكانت الكاتدرائية بمثابة مقر أسقف دمشق، الذي يحتل المرتبة الثانية ضمن بطريركية أنطاكية بعد البطريرك نفسه.
ولا تزال أطلال المعبد باقية في منطقة سوق الحريم وحتى منطقة القيمرية.
الفتح الإسلامي وقيام المسجد
في عام 634، تمت محاصرة دمشق من طرف الجيوش الإسلامية بقيادة خالد بن الوليد، ونجح خالد بضمها للأراضي الإسلامية صلحا.
بعد عقود من فتح دمشق، أصبحت الخلافة الإسلامية تحت حكم السلالة الأموية، الذين اختاروا دمشق لتكون العاصمة الإدارية للعالم الإسلامي.
وقد كلف الخليفة الأموي السادس، الوليد بن عبد الملك (705–715م) الصناع والمهندسين، ببناء المسجد في موقع الكاتدرائية البيزنطية في عام 706 م.
قبل هذا، كانت الكاتدرائية لا تزال قيد الاستخدام من طرف المسيحيين المحليين، ولكن قد شُيِّدت غرفة صلاة (المصلي) للمسلمين في الجزء الجنوبي الشرقي من المبنى.
الوليد، الذي أشرف شخصياً على المشروع، أمر بهدم معظم الكاتدرائية، بما في ذلك المصلى، وغُيِّر تخطيط المبنى تماما، ليستخدم بصفته مسجداً كبيراً لصلاة الجماعة لمواطني دمشق ومعلماً دينياً لمدينة دمشق.
احتج المسيحيون على هذه الخطوة، وردا على هذا الاحتجاج أمر الوليد باسترجاع جميع الكنائس المصادرة الأخرى في المدينة إلى المسيحيين كتعويض.
واكتمل بناء المسجد في عام 715 م، بعد وقت قصير من وفاة الوليد، وخلفه سليمان بن عبد الملك (715–717م) في الحكم.
ووفقا لمؤرخ القرن العاشر ابن الفقيه، أُنفق ما بين 600 ألف و 1,000,000 دينار على المشروع،
وقد اشتغل به حرفيون أقباط، فضلا عن عمال فارسيين وهنديين ويونانيين الذين يشكلون الجزء الأكبر من القوة العاملة التي تتألف من 12 ألف شخص.
ويذكر ابن الفقيه أيضا أن العمال وجدوا مغارة تعود للكنيسة البيزنطية أثناء بناء المسجد، وكانت هذه المغارة تحتوي على صندوق يوجد به رأس القديس يوحنا المعمدان حسب المعتقد المسيحي، أو النبي يحيى بن زكريا في الإسلام. فأمر الوليد بتركه على حاله، وجعل عمودا قائما على المغارة كعلامة مميزة ثم وضع فوقه تابوت عليه اسم النبي يحيى.
في أعقاب الانتفاضة التي أنهت حكم الأمويين عام 750م على يد العباسيين،
وأصبحت الخلافة الإسلامية تحت حكم السلالة العباسية الذين قاموا نقل عاصمة الخلافة من دمشق إلى بغداد.
وبصرف النظر عن موقع دمشق الإستراتيجي والتجاري، لم يكن للعباسيون مصالح في دمشق.
وبالتالي، فإن المسجد الأموي قد عانى في بداية حكمهم، مع القليل من نشاط البناء المسجل بين القرنين 8 و 10 .
ومع ذلك، فإن العباسيين نظروا للمسجد ليكون رمزا رئيسيا لانتصار الإسلام، وبالتالي نجا المسجد من منهجية القضاء على تركة الأمويين في مدينة دمشق. .
وقام الفضل بن صالح بن علي الحاكم العباسي في دمشق، ببناء قبة في القسم الشرقي من المسجد في 780م.
|
وقد أمر المأمون بإزالة واستبدال النقوش الأموية في المسجد. بحلول القرن 10م،
رُكِّبت ساعة ضخمة عند المدخل في الجزء الغربي من الجدار الجنوبي للمسجد (باب زيادة) ويبدو أن هذه الساعة قد توقفت عن عملها بحلول منتصف القرن 12م
أصبح الحكم العباسي على بلاد الشام متداعيا خلال القرن 10، وفي العقود التي تلت ذلك، أصبحت بلاد الشام خاضعة لحكم الأمراء المحليين، وكانت تابعة للخلافة العباسية اسميا فقط. وفي عام 970م، قام الفاطميون من مصر، بغزوا دمشق، وأجرى الفاطميون بعض التحسينات المسجلة للمسجد. وسمح لسكان دمشق بممارسة مذهبهم السني داخل الجامع الأموي في سكان، وتمكينهم من الحفاظ على الاستقلال النسبي من السلطة الدينية الفاطمية الشيعية. وفي 1069، دُمِّرت أجزاء كبيرة من المسجد، خاصة الجدار الشمالي، في حريق نتيجة لانتفاضة سكان مدينة دمشق ضد الجيش الفاطمي بسبب الاعتداءات من طرف الثكنات الفاطمية في حق سكان دمشق.
عصر السلاجقة والأيوبيين
في سنة 1078م، استعاد سلاجقة الأتراك مدينة دمشق من أيدي الفاطميين،
وأصبحت دمشق تابعة للخلافة العباسية اسميا فقط. وشرع الملك السلجوقي تتش بن ألب أرسلان (حكم 1079-1095) لإصلاح الأضرار الناجمة عن الحريق الذي أصاب المسجد سنة 1069،
وفي عام 1082م، قام أبو نصر أحمد بن الفضل وزير تتش السلجوقي، بإعادة تشييد القبة المركزية في شكل أكثر إثارة؛ وقام أيضا بترميم اثنين من الأرصفة دعم وتجديد الفسيفساء الأموية الأصلية من الواجهة الداخلية الشمالية للمسجد.
وأعيد بناء الرواق الشمالي في عام 1089م. وفي عام 1110م، قام ظاهر الدين طغتكين (حكم 1104-1128)
وهو أحد أتابكة السلاجقة في دمشق، بإصلاح الجدار الشمالي وخُصص نقشان له أدرجا فوق مدخل.
وفي عام 1113، اُغتيل شرف الدين مودود (حكم 1109-1113) أحد أتابكة السلاجقة في الموصل في الجامع الأموي.
وبما أن الصراع بين دمشق والصليبيين زاد في منتصف القرن 12م،
كان المسجد الأموي بمثابة نقطة التجمع الرئيسية لدعوة المسلمين للدفاع عن المدينة واستعادة القدس إلى أيدي المسلمين.
ويُعتبر ابن عساكر أحد الأئمة البارزين الذي بشروا بالجهاد، وعندما تقدم الصليبيون نحو دمشق سنة 1148، استجاب سكان المدينة لدعوات المطالبة بالجهاد؛ وعلى إثر هذا انسحب الجيش الصليبي نتيجة المقاومة البطولية لسكان دمشق.
وفي عام 1154 م، خلال عهد نور الدين زنكي، بنيت ساعة أثرية ثانية، وساعة جيرون المائية، بأوامر شخصية من نور الدين.
=
|
وشيدت الساعة من خارج المدخل الشرقي للمسجد (باب جيرون) من قبل وأعاد بناؤها المعماري محمد الساعاتي، بعد حريق أصاب المسجد في عام 1167، كما رُمِّمت في نهاية المطاف على يد ابنه، رضوان، في أوائل القرن 13. وقد نجت من حريق في القرن 14.
وقد زار الجغرافي العربي الإدريسي المسجد الأموي عام 1154.
وفي العهد الأيوبي شهدت دمشق إنشاء العديد من المؤسسات الدينية، وأُبقي على الجامع الأموي في مكانه كمركز للحياة الدينية في المدينة.
ووصف الرحالة الأندلسي ابن جبير أهمية المسجد كمركز شامل للعلوم الدينية، نظرا لاحتوائه العديد من الزوايا المختلفة للدراسات الدينية والقرآنية.
وفي عام 1173، تعرض الجدار الشمالي للمسجد مرة أخرى لأضرار بسبب اندلاع حريق، وأعيد بناؤه من قبل السلطان الأيوبي صلاح الدين (حكم 1174-1193)، جنبا إلى جنب مع مئذنة العروس، التي كانت قد دمرت في الحريق الذي وقع سنة 1069م،
وخلال النزاعات الداخلية بين الأمراء الأيوبيين لاحقًا، تعرضت مدينة دمشق بسب هذه النزاعات لأضرار كبيرة، وفي عام 1245م، دُمِّرت المئذنة الشرقية للمسجد المعروفة بمئذنة عيسى على يد الصالح أيوب سابع خلافاء بني أيوب بمصر،
في أثناء محاصرته لدمشق في عهد الصالح إسماعيل الأمير الأيوبي لدمشق.
وقد أعيد بناء المئذنة لاحقًا مع إضافة زخرفة قليلة لها.
دولة المماليك
وفي عام 1260م. تحالف المغول، بقيادة كتبغا مع القوات الصليبية، واستولوا على دمشق من الأيوبيين، وقد أمر بوهيموند السادس أمير إمارة أنطاكية، بإقامة القداس الكاثوليكي في «المسجد الأموي».
ومع ذلك، استطاع المماليك بقيادة قطز وبيبرس، استرجاع مدينة دمشق لاحقًا في نفس العام. وفي عام 1270، أمر بيبرس بترميمات واسعة النطاق للمسجد، لا سيما الرخام والفسيفساء والايرمينيه.
ووفقا لكاتب سيرة بيبرس، ابن شداد، أن تكلفة ترميمات التي أقيمت في عهد بيبرس بلغت 20,000 ديناراً.
وكان من بين أكبر الشظايا التي أضيفت للمسجد هي قطعة فسيفساء يبلغ طولها 34.5 متر وعرضها 7.3 متر، وقد أقيمت هذه الفسيفساء في الرواق الغربي وتسمى لوحة بردى. وكانت هذه القطعة من الفسيفساء التي زينت المسجد جزء من مشروع الترميم الذي شمل المسجد، وكان لها تأثير كبير في عمارة المماليك في مصر والشام.
في عام 1285م، بدأ العالم ابن تيمية بتدريس تفسير القرآن في المسجد.
وفي عام 1300م، قام إلخانية المغول بقيادة محمود غازان بغزو مدينة دمشق، فقام ابن تيمية بحثّ مواطني دمشق على الجهاد ومقاومة الاحتلال.
واستطاع المماليك بقيادة قلاوون بطرد المغول لاحقًا من تلك السنة.
وعندما دخلت قوات قلاوون إلى المدينة، حاول المغول إقامة عدة مجانيق في «المسجد الأموي» لكن محاولتهم باءت بالفشل. وشرع المماليك بحرق المجانيق قبل أن توضع في المسجد.
وفي الأعوام الممتدة مابين 1326-1328م، قام الوالي المملوكي في الشام، تانكيز، بأعمال ترميم في المسجد، وأمر بإعادة تجميع لوحات الفسيفساء على جدار القبلة واستبدال كل البلاط في قاعة الصلاة بالرخام.
كما قام السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون بأعمال ترميم رئيسية للمسجد في عام 1328.
وقد هدمت قبلة الجدار غير المستقرة وأُعيد بناؤها ونُقلت بوابة باب زيادة إلى الجهة الشرقية من المسجد. وقد تضرر جزء كبير من هذه الأعمال خلال الحريق الذي أحرق المسجد في عام 1339.
وقد وصف خبير الفن الإسلامي، فينبار ب.فلوود. دور المماليك البحرية في إعادة ترميم المسجد الأموي بالهوس، وجهودهم في صيانة وإصلاح واستعادة المسجد كانت لا مثيل لها في أي فترة أخرى من حكم الإسلامي لدمشق.
وقد قضى عالم الفلك العربي ابن الشاطر معظم حياته في وظيفة التوقيت ورئاسة المؤذنين في الجامع الأموي من عام 1332 حتى وفاته في عام 1376.
وقد قيل أنه قام بتنصيب مزولة كبيرة على المئذنة الشمالية للمسجد في عام 1371. وفي عام 1392م احترقت مئذنة عيسى خلال حريق أصاب المسجد عام 1392م .
وفي عام 1400، غزا تيمور دمشق. وأصدر أوامره بإحراق المدينة يوم 17 آذار/مارس، وقد دمر الحريق أجزاء كبيرة من المسجد الأموي. وانهارت المئذنة الشرقية والقبة المركزية. ورُمِّمت لاحقًا، وأضيفت مئذنة في جهة الجنوب الغربي من المسجد خلال عهد السلطان المملوكي قايتباي في عام 1488م.
الدولة العثمانية
في عام 1516م، سيطر العثمانيون على دمشق بقيادة سليم الأول بعد انتصارهم على المماليك في معركة مرج دابق.
وحضر سليم الأول لتأدية صلاة الجمعة في الجامع الأموي . واستخدم العثمانيون نظام الوقف للمواقع الدينية كوسيلة لربط السكان المحليين مع السلطة المركزية.
وكان وقف الجامع الأموي هو الأكبر في المدينة، ووظِّف 596 شخص.
وخُصصت أغلب الوظائف الإشرافية والكتابية للمسؤولين العثمانيين في حين خُصصت المكاتب الدينية في الغالب للعلماء المحليين. على الرغم من أن الأوقاف تخضع للضريبة، فقدأُعفي الجامع الأموي منها.
وفي عام 1518، قام جانبيردي الغزالي الوالي العثماني لدمشق والمشرف العام لوقف المسجد، بعمليات إصلاح وتزيين المسجد كجزء من برنامجه بإعادة إعمار مدينة دمشق.
وفي عام 1661م عُيِّن الباحث الصوفي البارز عبد الغني النابلسي للتدريس في المسجد الأموي.
وفي عام 1893م شب حريق أدى إلى تدمير معظم الفسيفساء والألواح الرخامية،
ولكن أُعيدا في وقت لاحق. وقد دمر الحريق أيضا النسيج الداخلي لقاعة الصلاة وتسبب في انهيار القبة الوسطى للمسجد.
والسبب الرئيسي لهذا الحريق هو أحد العمال الذين كانوا يقومون بأعمال ترميم للمسجد، وقد كان هذا العامل يقوم بطريق الخطأ بتدخين النارجيلة. وقد قام العثمانيون بإعادة تشييد كامل المسجد، ولكن اُحتفظ بالهيكل الأصيل احتفاظاً كبيراً.
وفي عام 1899م، أعطيت معظم محتويات قبة الخزنة إلى الإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني واُحتفظ بعدد قليل من القطع في الأرشيف الوطني في دمشق"
سوريا الحديثة
------------------------------------
عدل سابقا من قبل صادق النور في السبت يوليو 06, 2024 8:52 pm عدل 1 مرات
اليوم في 3:17 pm من طرف عبدالله الآحد
» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
اليوم في 12:53 pm من طرف صادق النور
» إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأن الشرك سيظهر في هذه الأمة بعد إخفائه واندحاره
أمس في 2:19 pm من طرف عبدالله الآحد
» فضل توحيد الله سبحانه
الجمعة نوفمبر 22, 2024 3:20 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب الدعوة إلى توحيد الله سبحانه
الخميس نوفمبر 21, 2024 3:00 pm من طرف عبدالله الآحد
» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد
» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» العبادة وأركانها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد