آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» وجوب الدعوة إلى توحيد الله سبحانه
الفرق بين القرآن والفرقان والكتاب والذكر في القرآن المجيد Ooou110اليوم في 3:00 pm من طرف عبدالله الآحد

» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
الفرق بين القرآن والفرقان والكتاب والذكر في القرآن المجيد Ooou110أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
الفرق بين القرآن والفرقان والكتاب والذكر في القرآن المجيد Ooou110أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد

» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الفرق بين القرآن والفرقان والكتاب والذكر في القرآن المجيد Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» العبادة وأركانها
الفرق بين القرآن والفرقان والكتاب والذكر في القرآن المجيد Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد

» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الفرق بين القرآن والفرقان والكتاب والذكر في القرآن المجيد Ooou110الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الفرق بين القرآن والفرقان والكتاب والذكر في القرآن المجيد Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور

» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
الفرق بين القرآن والفرقان والكتاب والذكر في القرآن المجيد Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
الفرق بين القرآن والفرقان والكتاب والذكر في القرآن المجيد Ooou110السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد

» هيئات السجود المسنونة
الفرق بين القرآن والفرقان والكتاب والذكر في القرآن المجيد Ooou110الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

الفرق بين القرآن والفرقان والكتاب والذكر في القرآن المجيد Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 59 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 59 زائر :: 3 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 10129 مساهمة في هذا المنتدى في 3406 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 311 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو Pathways فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    الفرق بين القرآن والفرقان والكتاب والذكر في القرآن المجيد

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود الفرق بين القرآن والفرقان والكتاب والذكر في القرآن المجيد

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس فبراير 29, 2024 1:49 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام علي سيد المرسلين وإمام المحجلين وهادينا غلي الصراط المستقيم وشفعينا يوم الدين محمد بن عبد الله صل الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم


    الفرق بين القرآن والفرقان والكتاب والذكر


    الناظر في كتاب الله تعالى يجد توصيفات مختلفة لكتب الله تعالى التي أنزلها على رسله, توصيفات لها كلها أو بعضها.
    فنجد من بين هذه التوصيفات الكتاب والذكر والفرقان, وانفرد كتاب الله الأخير بالتوصيف “قرآن” .

    لذا نتوقف لنوضح ما هو مدلول هذه المفردات في اللغة وكيف استعمل الله عزوجل كل واحد من هذه المسميات ومن خلال تتبع هذا الاستعمال نكتشف الفارق بإذن الله تعالى:
    كتاب : مشتقة من “كتب” فإذا نحن نظرنا في المقاييس وجدنا ابن فارس يقول:
    “الكاف والتاء والباء أصلٌ صحيح واحد يدلُّ على جمع شيءٍ إلى شيءٍ. من ذلك الكِتَابُ والكتابة.
    يقال: كتبت الكتابَ أكْتبه كَتْباً. ……. ومن الباب الكِتَابُ وهو الفَرْضُ. قال الله تعالى: كُتِبَ علَيْكُمُ الصِّيَامُ [البقرة 183]،
    ويقال للحُكْم: الكتاب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أمَا لأَقْضِيَنَّ بينكما بكتاب الله تعالى”، أراد بحُكْمِه. وقال تعالى: يَتْلُو صُحُفاً مُطَهَّرَةً. فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ [البينة2، 3]، أي أحكامٌ مستقيمة. ” اهـ

    الذكر كما جاء في المقاييس : “الذال والكاف والراء أصلان، عنهما يتفرَّع كَلِمُ الباب …….. والأصل الآخر: ذَكَرْتُ الشيء، خلافُ نسِيتُه. ثم حمل عليه الذِّكْر باللِّسان. ويقولون: اجعلْه منك على ذُكْرٍ، بضم الذال، أي لا تَنْسَه.” اهـ
    الفرقان مشتقة من الفرق وهو كما جاء في المقاييس:

    ” الفاء والراء والقاف أُصَيلٌ صحيحٌ يدلُّ على تمييز وتزييلٍ بين شيئين. من ذلك الفَرْق: فرق الشعر. يقال: فرَقْتُه فَرَقاً.
    والفِرْق القطيع من الغَنَم. والفِرق الفِلْق من الشَّيء إذا انفَلَقَ، قال الله تعالى: فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطّودِ العَظِيم [الشعراء 63] .…… والفُرْقان الصُّبح، سمِّي بذلك لأنه به يُفْرق بين اللَّيل والنَّهار، ويقال لأنَّ الظُّلْمة تتفرَّق عنه.” اهـ
    فإذا نحن نظرنا في كتاب الله تعالى وجدنا أن الكتاب يأتي لتوصيفات مختلفة, مثل:
    جماع ما أنزل على الرسول الكريم, الكتب التي أنزلها الله تعالى على السابقين من الرسل, ما أوتيه سيدنا موسى عليه السلام, وكذلك يأتي بمعنى الكتاب المشتمل على الأحكام الشرعية من حل وحرمة بخلاف النبوة التي تحتوي علوما وعقائد والحكمة التي تحتوي الحكمة! ويأتي كذلك كوصف لكتاب الأعمال التي يوضع يوم القيامة!

    وعندما يستعمل الله عزوجل لفظة الكتاب ولا يستعمل الذكر فهو يريد الإشارة إلى المعنى المحتوى في لفظة “كتب” والتي لا تعبر عنها بحال لفظة ” ذكر” فهو يريد الإشارة إلى أن هذا الموصوف مكتوب “مجموع” محكم ملزم.
    وعندما يستعمل ” الذكر” فهو يريد الإشارة إلى الصيغة الكلامية التذكيرية لهذا الكتاب, فهو كتاب يُذكر وهو يُذكّر الناس بما غرسه الله في قلوبهم من الفطرة ويذكرهم بما أوتوه من قبل .

    إذا نخرج من هذا أن الإثنين يستعملان مع جميع الكتاب والآيات التي أنزلت على الرسول الكريم والتي وعاها المصحف,
    ولكن الكتاب يختص بأنه قد يراد منه جانب الأحكام الشرعية فقط.

    أما الفرقان فليس المراد منه كل الكتاب بل هو بعض الكتاب,
    وهو الجزء الذي يفرق به بين الحق والباطل فهو البينات والأدلة الدامغة على صدق الكتاب كله. فهو نور من الله عزوجل يهدي به الناس ويبدد به ظلمة الباطل.

    وهذا الجزء والله أعلم هو الجزء المخصوص بالجانب الطبيعي والعلمي والتاريخي في القرآن لأن هذا هو الخاضع للفحص والكشف والتصديق , أما الأحكام الشرعية (والواردة في الكتاب) فهي لا يتخضع لتصديق أو تكذيب ولا تفرق بين الحق والباطل لأنها كلها إنشائية فهي أمر بفعل أو ترك.

    والإنسان إما أن يفعل أو يترك, أما الآيات الأخرى (العلمية الطبيعية التاريخية) فهي نفسها فارقة مبينة.
    كما أن الفرقان قد يكون خارج الكتاب, فيأتي في وحي مستقل (بعض السنة)

    إذا فيكون الفرق هو أن الكتاب: هو مجموع ما أنزل وكُتب وحكم به وقد يطلق أحيانا على جزء الأحكام فقط وهو مصوغ صيغة كلامية من عند الله (ذكر).

    أما الذكر فهو الصياغة اللفظية للكتاب والدور التذكيري له بما غرسه الله وذكره في الكتب السابقة.
    وأما الفرقان فهو بعض الكتاب وهو الجزء التصديقي للكتاب والذي يخضع للفحص والكشف ويزيد ظهور بيناته كلما تقدم الزمن وازداد تطور الإنسان. وقد يكون خارج الكتاب.

    نوضح من خلال آيات القرآن من أين أتينا بهذا التقسيم:

    ونبدأ أولا بتتبع الآيات التي ورد فيها ذكر “الذكر”:
    ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ [آل عمران : 58]”
    بعد أن عرض الله تعالى للنبي الكريم قصة مريم وزكريا وعيسى والحواريين يأتي قوله تعالى في الآية السابقة فهو تذكير بما حدث وتخليد له في الكتاب لما فيه من الحكمة, وبذلك يُذكر إلى أبد الدهر.

    فإذا نحن نظرنا في المجموعة القادمة من الآيات:
    َ”وقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ [الحجر : 6]

    وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ [القلم : 51]

    أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ [ص: 8]”

    فالذين كفروا يسخرون من هذا الذي أتى ليذكرهم ويصفونه بالجنون لكي لا يقبل منه الدور التذكيري, فهل يُقبل التذكير من المجانين, فلو كان عاقلا لاتبعناه.

    أي أن الأمر ليس مسألة نقص أدلة أو اعتراض ولكنه تبرير لعدم اتباع الذكر! لذا نجد أنه ومن العجب أن الجنون ارتبط بالصياغة الكلامية, فنجدهم يصفون الرسول بقولهم: “وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ” فهو شاعر يصوغ الكلام صياغة حسنة ولكنه مجنون!!! (كيف يجتمع الضدان, الله أعلم!)
    لذا فيأمر الله تعالى النبي بقوله: “فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ [الطور:29]

    وعندما أراد الله تعالى التنبيه على حفظه تعالى للصياغة اللفظية لكل الكتاب استعمل الذكر ليوضح أن القرآن “حرفيا” سيظل ويبقى لأن الله تعهد بالحفاظ عليه: “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر : 9]”

    وعندما أراد الرد على المعترضين على نبوة البشر قال لهم:
    وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [النحل : 43], لأن هؤلاء سيذكرون لهم ويذكرونهم أن الأمر ليس جديدا بل أتى كذلك للسابقين.

    ِوالذكر أتى للرسول ليبين للناس ما نزل إليهم فيذكرهم به:
    بالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [النحل : 44]
    والله تعالى لم يعط سيدنا داود الكتاب وإنما أعطاه زبورا يحتوي ذكرا لله وتعريفا به ونبؤات فلقد كان ملكا أوتي الحكمة:
    فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ …..
    وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ [ص : 20]

    ورأس الحكمة عبادة الله ” وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ

    لذلك قال: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ [الأنبياء : 105]

    وخسران الناس بسبب نسيانهم للتذكير الذي أتاهم من الرحمن : “قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً [الفرقان : 18]

    َلقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً [الفرقان: 29]

    والرسول ينذر من اتبع الذكر الذي ذكره بفطرته أما من صم أذنه فليس له مكان “إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ [يس : 11]

    والقرآن له صياغة كلامية سلسة قابلة للذكر والوعي (الحفظ) : “ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ [ص : 1]”

    والناس يأتيهم الذكر ليذكرهم بما أنزل إليهم فيكفرون بلا حجة إلا اتباع الآباء : “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ [فصلت : 41]

    والكتاب كله غرضه التذكير: “وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ [القصص : 43]”

    فإذا نحن انتقلنا إلى الفرقان وجدناه يأتي بمعنى التفرقة والفصل, وهو أعطي للرسول الكريم ولغيره فهو ليس مختصا بالرسول محمد فقط :

    َوإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [البقرة : 53]
    فالله يؤتي سيدنا موسى الفرقان مع الكتاب, وليس هو فقط من يؤتى الفرقان بل كذلك أخاه هارون:

    وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ [الأنبياء : 48]

    ِنَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ من قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ [آل عمران :3, 4]

    بل ومن يتق الله يجعل له فرقانا:
    ِيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الأنفال : 29]

    شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
    ويوم بدر كان يوم فرقان لأن الله تعالى قد وعد النبي الكريم في خارج القرآن بإحدى الطائفتين (وهذا ينسف دعاوي القائلين بعدم وجود أي وحي بخلاف القرآن – “وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ [الأنفال : 7]”

    وتحقق الوعد وجاء ذكر هذا الوعد في الكتاب في الآية المذكورة. لذلك كان هذا يوم تفريق بين الحق والباطل بجند الله من الصحابة والملائكة.

    ِإن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الأنفال : 41]
    والفرقان كما قلنا الجزء العلمي الطبيعي التاريخي وبهذا الجزء يكون الإنذار : “تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً [الفرقان : 1]” أما افعل ولا تفعل فليس فيها أي إنذار.

    فإذا نحن انتقلنا إلى “الكتاب” وجدنا أنه متعدد الاستعمالات, فهو يأتي مثلا بمعنى اسم الجنس لمطلق الكتب التي أنزلت على الرسل :
    َلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ) البقره 177
    هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ ) آل عمران 119

    ونود أن نشير إلى ملاحظة قد يكون غفل عنها الكثيرون وهي أن الله تعالى لم يقل في كتابه أبدا أنه أتى موسى التوراة! وإنما يقول أنه آتاه الكتاب. وكذلك لم يؤت فرد الكتاب في القرآن إلا إثنانسيدنا الرسول صل الله عليه وسلم وسيدنا موسى!
    لذا فيمكننا القول باطمئنان تام أن ما كل ما سبق سيدنا موسى وكل ما جاء بعده كان عبارة عن صحف أو زبر أو كتب وليست الكتاب أما الكتاب الشامل الكامل الجامع المشتمل على العقائد والأحكام والتاريخ والطبيعة والنبؤات فكان لإثنين فقط وهما الرسول وسيدنا موسى عليهما الصلاة والسلام:

    ” ُثمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ [الأنعام : 154]” وذكر فيه نبؤات:
    وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً [الإسراء : 4]

    وقيل للرسول الكريم صل الله عليه وسلم:
    وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ [النحل : 89]
    الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا ) الكهف 1
    والكتاب لأنه كتاب شامل جامع كفاية وهداية:
    أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [العنكبوت : 51]”
    وهو لتمامه رافع للخلاف في الكتاب السابق:
    وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [النحل : 64]

    إذا فالكتاب أعطي مباشرة لإثنين هما موسى ومحمد عيهما الصلاة والسلام أما ما عداهما فكان بواسطة أو مكررا فسيدنا عيسى مثلا لم يُعط كتابا جديدا وإنما أعطى كتاب موسى:

    َولَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ [البقرة : 87]
    َوآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ [المائدة : 46]
    وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ [الزخرف : 63]
    َوإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ) المائده 110
    وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ,48 آل عمران
    فسيدنا عيسى أوتي الإنجيل وهو ليس كتابا شاملا جامعا يستحق وصف الكتاب لأنه خلا من الأحكام إلا الأمر باتباع ما ورد في الكتاب الذتي أوتي لموسى والذي علمه الله تعالى لسيدنا عيسى, وسيدنا عيسى ويحيي أوتيا الكتاب الذي أوتاه سيدنا موسى ليذكرا به:

    َ”يا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً”) مريم 12
    قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً”مريم 30 فالله آتاه كتاب موسى ليذكر قومه بما فيه.

    إذا فالرسول صل الله عليه وسلم وسيدنا موسى هما من أعطيا الكتاب الكامل الذي يحتوي الأحكام والعقائد مجتمعة على هيئة كتاب, لذا نجد أحيانا يأتي الكتاب كتوصيف لجزء الأحكام فقط في مقابل باقي الأجزاء العقيدية والطبيعية العلمية لأن هذا الجزء مما تفرد بمجيئه معهم في الكتاب بخلاف ياقي الأصناف والتي قد توحى بلا أحكام جديدة. ونجد هذا في مثل قوله تعالى:

    “كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ
    ) البقره 169
    أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ)آل عمران 23
    مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ)79 آل عمران
    إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ105 النساء
    وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ) 127 النساء
    َوقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) 140 النساء
    وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ) 140 النساء
    وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ) 122 ألأنعام

    وكذلك كان هذا التقسيم مع الأنبياء السابقين:
    وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ) 127 العنكبوت
    لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ) 25 الحديد

    والكتاب الذي أوتيه محمد صل الله عليه وسلم كتاب شامل جمع الكتاب والحكمة والتي كانت قد تؤتى الأنبياء قبل ذلك مستقلة ,
    أما عندنا فالحكمة في داخل القرآن نفسه:
    “َوأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً [النساء : 113] ” ( قارن بين تعليم الرسول وتعليم عيسى عليه السلام)

    وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُواً وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [البقرة : 231]

    َلقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) 164 آل عمران
    هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) 2 الجمعه
    وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً [الأحزاب : 34].

    الفرق بين القرآن و الفرقان ؟
    للفرقان معانٍ متعددة في القرآن الكريم و الأحاديث الشريفة نذكر أهمها :
    المعنى الأول : مجموع القرآن الكريم ، كما في قول الله جَلَّ جَلاله : ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾ 1 الفرقان .
    سبب تسمية القرآن الكريم بالفرقان :
    سُمِّيَ القرآن الكريم بالفرقان لسببين :
    السبب الأول : لنزول آياته و سوره بصورة متفرقة ، و بشكل مغاير لغيره من الكتب السماوية التي أنزلها الله عَزَّ و جَلَّ على أنبيائه ( عليهم السلام ) ، و ذلك لأن الكتب السماوية الأخرى أنزلت كل واحدة منها دفعة واحدة مكتوبة في الألواح و الأوراق ،
    أما القرآن الكريم فلم يُنزَل كذلك و إنما تم تنزيله خلال عشرين عاماً على قلب الرسول المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) وحياً ، و لم ينزل مكتوباً و مجموعاً كغيره من الكتب السماوية ، فعَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلَّامٍ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ،
    : لِمَ سُمِّيَ الْفُرْقَانُ فُرْقَاناً ؟
    : " لِأَنَّهُ مُتَفَرِّقُ الْآيَاتِ وَ السُّوَرِ ، أُنْزِلَتْ فِي غَيْرِ الْأَلْوَاحِ ، وَ غَيْرُهُ مِنَ الصُّحُفِ وَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الزَّبُورِ أُنْزِلَتْ كُلُّهَا جُمْلَةً فِي الْأَلْوَاحِ وَ الْوَرَقِ " .

    السبب الثاني : لأنه كتاب يميِّز بين الحق و الباطل ، قال العلامة الطبرسي ( رحمه الله ) : " سُمِيَ بذلك لأنه يُفَرِّقُ بين الحق و الباطل بأدلته الدَّالة على صحة الحق و بطلان الباطل " .
    و قال العلامة المجلسي ( رحمه الله ) : " الْفُرْقانَ : أي الكتاب الجامع لكونه فارقاً بين الحق و الباطل ، و ضياءً يُستضاء به في ظلمات الحيرة و الجهالة ، و ذِكرا يتَّعظ به المتقون " .
    و قال العلامة الطريحي ( رحمه الله ) : " الفرقان : القرآن ، و كل ما فُرِّقَ به بين الحق و الباطل فهو فرقان " ،
    كما في قول الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ 53 البقره ، و كذلك في قوله جَلَّ جَلالُه : ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ ﴾ 48 ألأنبياء .
    المعنى الثاني : المراد بالفرقان الآيات المحكمات ، و هو معنى أخص من المعنى الأول ، فقد سُئلَ الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) عَنِ الْقُرْآنِ وَ الْفُرْقَانِ أَ هُمَا شَيْئَانِ أَوْ شَيْ‏ءٌ وَاحِدٌ ؟
    فَقَالَ ( عليه السَّلام ) : " الْقُرْآنُ جُمْلَةُ الْكِتَابِ ، وَ الْفُرْقَانُ الْمُحْكَمُ الْوَاجِبُ الْعَمَلِ بِهِ "
    ------------------------------------------------------------------------------
    تابعونا جزاكم الله خيراً

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: الفرق بين القرآن والفرقان والكتاب والذكر في القرآن المجيد

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس فبراير 29, 2024 6:33 pm


    الفرق بين القرآن والفرقان


    القرآن اسم لجميع الكتاب المجيد ، والفرقان اسم لمحكماته التي يجب العمل به.

    سؤئل  سسيدنا علي كرم الله وجه عن القرآن والفرقان ، أهما شيئان ، أو شي‏ء واحد ؟ قال :
    فقال عليه السلام : القرآن جملة الكتاب والفرقان : المحكم الواجب العمل به».

    قال : «سألته عن قول اللّه تبارك وتعالى : الم اللّه لا إله إلّا هو الحي القيوم. نزّل عليك الكتاب بالحق مصدّقا لما بين يديه ، وأنزل التورية والانجيل من قبل ، هدى للناس وأنزل الفرقان ، قال عليه السلام : الفرقان :

    هو كل أمر محكم ، والكتاب هو جملة القرآن الذي يصدّقه من كان قبله من الأنبياء» .

    وأما الكتاب ، فهو في أصل اللغة بمعنى الجمع ، فأطلق على المكتوب المجموع من الوحي.

    وأما الذكر ، فقد سمّي به القرآن المجيد؛ لأنّه ذكر من اللّه لعباده ، ولأنّه شرف لمن آمن وصدّق به. ولفظ الذكر جاء في الأصل بمعنى التلفّظ بشي‏ء وجريه على اللسان ، وبمعنى الشرف ، كما قال الخليل في العين.

    تطبيقات قرآنية

    وقد جاءت الأسامي الأربعة المذكورة في كثير من الآيات القرآنية نكتفي هاهنا بذكر نماذج منها.

    قال تعالى : {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ} [الأعراف : 204]... ،
    {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} : 77
    {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ } [البروج : 21] ,
    {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [يوسف : 2].

    وقال تعالى : {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان : 1],
    {وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} [آل عمران : 3] *
    {مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} [آل عمران : 4]
    وقال تعالى : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة : 185].

    قال تعالى : {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} [آل عمران : 3]
    {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة : 2].
    {كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا} [الأحقاف : 12] ،
    {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} [ص : 29].

    و قال تعالى : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر : 9]
    {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل : 44]
    وقال تعالى : {وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [ص : 1]
    {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر : 17].

    وتسميته بالقرآن تحتمل أمرين :
    أحدهما : ما روي عن ابن عبّاس ، أنّه قال : هو مصدر قرأت قرآنا ، أي تلوته.
    مثل غفرت غفرانا وكفرت كفرانا.
    والثاني : ما حكي عن قتادة ، أنّه قال : هو مصدر قرأت الشي‏ء إذا جمعت بعضه إلى بعض ...

    وتسميته بأنّه فرقان ، لأنّه يفرق بين الحق والباطل.
    والفرقان هو الفرق بين الشيئين وإنّما يقع الفرق بين الحق والباطل بأدلته الدالة على صحة الحق ، وبطلان الباطل.

    وتسميته بالكتاب؛ لأنّه مصدر من قولك : كتبت كتابا ، كما تقول قمت قياما.
    وسمى كتابا وإنّما هو مكتوب ... والكتابة مأخوذة من الجمع ...

    و تسميته بالذكر يحتمل أمرين :
    أحدهما : أنّه ذكر من اللّه تعالى ذكر به عباده ، فعرّفهم فيه فرائضه وحدوده.
    والآخر : أنّه ذكر وشرف لمن آمن به وصدق بما فيه.
    كقوله تعالى : {وإنّه لذكر لك ولقومك}».44 الزخرف

    ومن أسمائه الكتاب أيضا وهو مأخوذ من الجمع أيضا يقال كتبت السقاء إذا جمعته بالخرز. ومن اسمائه الفرقان سمي بذلك ؛ لأنّه يفرق بين الحق والباطل بأدلته الدالة على صحة الحق فبطلان الباطل ،
    عن ابن عبّاس. وقيل : وسمي بذلك؛ لأنّه يؤدي إلى النجاة والمخرج ، كقوله سبحانه؛ ويجعل لكم فرقانا ) 29 الفرقان،
    ومن اسمائه الذكر. قال سبحانه وتعالى : {إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون} )9 الحجر
    . وهو يحتمل امرين أحدهما : أن يريد به أنّه ذكر من اللّه لعباده بالفرائض والأحكام.

    والآخر : أنّه شرف لمن آمن به وصدق بما فيه كقوله سبحانه : وإنّه لذكر لك ولقومك



    ما الفرق بين دلالة كلمة الكتاب والقرآن؟

    وما دلالة إستخدام ذلك الكتاب في الآية (الم  ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) البقرة) ولم تأت هذا الكتاب أو هذا القرآن أو ذلك القرآن؟
    د.فاضل السامرائى :
    كلمة قرآن هي في الأصل في اللغة مصدر الفعل قرأ مثل غفران وعدوان: (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ {18} القيامة)
    ثم استعملت علماً للكتاب الذي أُنزل على الرسول (صلى الله عليه وسلم) (القرآن).

    أما الكتاب فهي من الكتابة، وأحياناً يسمى كتاباً؛ لأن الكتاب متعلق بالخط، وأحياناً يطلق عليه الكتاب وإن لم يُخطّ (أنزل الكتاب) لم يُنزّل مكتوباً، وإنما أُنزل مقروءاً، ولكنه كان مكتوباً في اللوح المحفوظ قبل أن ينزّل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
    هذا من ناحية اللغة، أما من ناحية الإستعمال، فيلاحظ أنه عندما يبدأ بالكتاب يتردد في السورة ذكر الكتاب أكثر بكثير مما يتردد ذكر القرآن، أو قد لا تذكر كلمة القرآن مطلقاً في السورة.
    أما عندما يبدأ بالقرآن فيتردد في السورة ذكر كلمة القرآن أكثر الكتاب، أو قد لا يرد ذكر الكتاب مطلقاً في السورة، وإذا اجتمع القرآن والكتاب يترددان في السورة بشكل متساو تقريباً
    ونأخذ بعض الأمثلة:
    في سورة البقرة بدأ بالكتاب (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ {2})
    وذكر الكتاب في السورة 47 مرة، والقرآن مرة واحدة في آية الصيام (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ).
    في سورة آل عمران بدأ السورة بالكتاب (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ {3}) وورد الكتاب 33 مرة في السورة، ولم ترد كلمة القرآن مطلقا في السورة كلها.
    في سورة طه: بدأ السورة بالقرآن (مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى {2}) وورد القرآن فيها ثلاث مرات، والكتاب مرة واحدة.
    في سورة ق بدأ بالقرآن (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ {1}) وورد القرآن ثلاث مرات في السورة بينما ورد الكتاب مرة واحدة.
    في سورة ص تساوى ذكر القرآن والكتاب.
    في سورة الحجر بدأ (الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ {1}) وورد ذكر القرآن ثلاث مرات والكتاب مرتين.
    في سورة النمل بدأ (طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ {1}) وورد ذكر القرآن ثلاث مرات والكتاب أربع مرات.

    * ما دلالة استخدام اسم الإشارة (ذلك) في الآية (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) بدل اسم الإشارة هذا؟
    إسم الإشارة أحياناً يستعمل في التعظيم وأحياناً يستعمل في الذم، والذي يبين الفرق بينهما هو السياق.
    كلمة (هذا) تستعمل في المدح والثناء “هذا الذي للمتقين إمام” ويستعمل في الذم (أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41) الفرقان)،
    و(أولئك) تستعمل في المدح “أولئك آبائي فجئني بمثلهم” أولئك جمع ذلك، وهؤلاء جمع هذا، وتستخدم أيضا في الذم، (ذلك) و(تلك) من أسماء الإشارة (قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ (32) يوسف) تعظيم، وأحياناً تكون في الذم فتقول: ذلك البعيد، لا تريد أن تذكره، فالسياق هوالذي يميز دلالة الاستعمال.
    (ذلك الكتاب لا ريب فيه) هنا إشارة إلى علوه وبعد رتبته، وبعده عن الريب، وأنه بعيد المنال لا يستطيع أن يؤتى بمثله، (ذلك) دلالة على البعيد،
    والله تعالى قال في نفس السورة (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ (24)) هذا الأمر بعيد عن المنال أن يؤتى بمثله، إذًا ذلك الكتاب إشارة إلى بعده وعلو مرتبته.

    والقرآن يستعمل (هذا) لكن في مواطن، مثل: (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (9) الإسراء)، فعندما قال يهدي للتي هي أقوم يجب أن يكون قريباً حتى نهتدي به، لكن حين قال ذلك الكتاب أراد أنه عالٍ بعيد لا يستطاع أن يؤتى بمثله.
    ثم إنه حين يذكر القرآن لا يشيرإليه إلا بـ (هذا)، ولا يقول (ذلك)؛ لأن القرآن من القراءة، وهو مصدر الفعل قرأ،
    وكلمة قرآن أصلاً مصدر، قرأ قراءة وقرآناً، وأنت إذا قرأت تقرأ القريب، فهذا هو القرآن،
    أما الكتاب فهو بعيد، لأنه قد يكون في مكان آخر، فهو في اللوح المحفوظ يسمى كتاباً،
    أما القرآن فيكون قريباً حتى يُقرأ.
    وفي سورة الأنعام أشار إلى الكتاب فقال: (وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ (92) الأنعام). بينما لم يقل في آية البقرة “هذا الكتاب لا ريب فيه” لكونه بعيدا،
    لا يستطاع أن يؤتى بمثله،
    وقد قال في السورة نفسها: (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا) يعني أنه بعيد عليكم، فاسم الإشارة (ذلك) دل على علوِّ منزلته.
    *مقارنة بين بداية سورة لقمان وبداية سورة البقرة ؟

    • في سورة لقمان أشار إلى الآيات (تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ)، ولم يشر إلى الكتاب كما في البقرة (ذلك الكتاب)، ولو لاحظنا في سورة لقمان تتردد كثير من الآيات السمعية والكونية، مثلاً قال (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا (7))،
    وذكر الآيات الكونية كخلق السموات بغير عمد، وإلقاء الرواسي، وإخراج النبات، وسمّاها آيات (وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32)).

    • استخدمت كلمة الكتاب ومشتقات الكتابة في البقرة أكثر من استخدام كلمة الآيات، بينما في لقمان كلمة الآيات أكثر من الكتابة.
    في البقرة مشتقات الكتاب والكتابة ذكرت 47 مرة وذكرت الآيات 21 مرة، وفي لقمان ذكر الكتاب مرتين، والآيات خمس مرات، هذه سمة تعبيرية السور التي بدأت بالكتاب ذكر فيها الكتاب أكثر، والتي بدأ فيها بالآيات ذكرت فيها الآيات أكثر.
    • وصف الله الكتاب في لقمان فقال: (الْكِتَابِ الْحَكِيمِ
    بينما في البقرة لم يصف الكتاب. ما معنى الحكيم؟ الحكيم قد يكون من الحكمة أو من الحكم، أو استواؤه وعدم وجود الخلل فيه، وهذا من باب التوسع في المعنى،
    فلو أراد تعالى معنى محدداً لخصّص، في سورة البقرة لم يصف الكتاب لأن السورة فيها اتجاه آخر.
    وفي لقمان قال: (الحكيم)، ثم قال: (هدى ورحمة)، وفي البقرة قال: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) البقرة).
    ووصفه بالحكيم في لقمان مناسب لما ورد في لقمان من الحكمة والحِكَم: (آتينا لقمان الحكمة) ،
    وقوله في البقرة : (لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) متناسب مع (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ (23) البقرة) وربنا وصف نفسه بأنه عزيز حكيم في سورة لقمان أكثر من مرة، فكلمة حكيم مناسبة لجو السورة التي تبدأ (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ (12)).
    • في البقرة قال (هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) ثم قال (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ (24)) اتقوا النار مقابل المتقين،
    فهناك مناسبة بين هدى والمتقين، وكلمة التقوى ترددت كثيراً في البقرة، فإذًا (لاَ رَيْبَ فِيهِ) متناسب مع قوله (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ) والمتقين واتقوا الله. وفي لقمان
    بينما في البقرة قال فقط (هدى للمتقين
    فما الفرق بين المتقي والمحسن؟ المتقي هو الذي يحفظ نفسه ويتقي الأشياء، والمُحسِن هو الذي يحسن إلى نفسه وإلى غيره (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً (83) البقرة)، الإحسان يتعداه إلى نفسه وإلى غيره، أما التقوى فتقتصر على النفس، والإحسان إلى الآخرين من الرحمة، فلما تعدى إحسانهم إلى غيرهم فرحموهم استخدمت كلمة رحمة(هدى ورحمة للمحسنين) ، حتى في الآخرة زاد لهم الجزاء، قال تعالى في الآخرة (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ (26) يونس) وهذه رحمة، فكما زاد الجزاء لهم في الآخرة زاد لهم في الدنيا، (هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) و(هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ).
    ونلاحظ أن هذه الأوصاف هدى ورحمة للمحسنين مناسبة لما ورد في عموم السورة، وما شاع في جو السورة، الهدى والرحمة والإحسان،
    فمن مظاهر الهدى المذكورة في سورة لقمان قال: (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ (15)) فالذي يسلك السبيل يبتغي الهداية،
    ومن مظاهرالرحمة قوله تعالى: (أن تميد بكم) فهذا من الرحمة، ولما ذكر تسخير ما في السموات والأرض : (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ (20)) هل هناك أعظم من هذه الرحمة؟ ومن مظاهر الإحسان إيتاء الزكاة والوصية بالوالدين والإحسان إليهما، فجو السورة كلها شائع فيه الهدى والرحمة والإحسان، وهذا ليس في البقرة.
    وإنما سورة البقرة ذكرت أموراً أخرى: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)) (والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)) أوصاف كثيرة انتهت بقوله: (أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5))،
    أما في لقمان فاختصر (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ). وفي لقمان كرر كلمة (هم)
    وفي البقرة لم يكررها (وبالآخرة هم يوقنون).
    والإيمان أعمّ من الإحسان، ولا يمكن للإنسان أن يكون متقياً حتى يكون مؤمناً، وورود كلمة المتقين، المؤمنين، المحسنين، المسلمين يعود إلى سياق الآيات في كل سورة.
    في البقرة قال (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) ولم يقلها في لقمان، وقال في البقرة (والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ) ولم يقلها في لقمان،
    وقال في لقمان (وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة
    وفي البقرة قال (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) وهذه أعم من الزكاة، فالزكاة من الإنفاق.
    في سورة البقرة، قال (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)
    وبعدها قال (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ وهذا من الغيب، لم يؤمنوا لا بالله ولا باليوم الآخر،
    وقال على لسان بني إسرائيل (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً (55)) هم لا يؤمنون بالغيب، وطلبهم عكس الغيب، لذلك قال في البداية (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)، لا مثل هؤلاء الذين يقولون آمنا وما هم بمؤمنين، ولا مثل هؤلاء الذين طلبوا أن يروا الله جهرة.
    بينما في لقمان قال (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ (25)) فهم مؤمنون بالغيب وقال (وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ (32) هم دعوا الله،
    الطابع العام في سورة البقرة : الإنكار على عدم الإيمان بالغيب،
    بينما في لقمان: الإيمان بالغيب حتى الذين كفروا قال: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) فهم يؤمنون بجزء من الغيب،
    بينما أولئك في سورة البقرة ينكرون (لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً) .
    ونلاحظ أنه في لقمان قال: (وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ
    وفي البقرة قال(وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) لأنه تكرر في البقرة ذكر الإنفاق 17 مرة، وذكرت الزكاة في عدة مواطن، ذكر الإنفاق (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ (261)) (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى (262)) (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً (274)) 17 مرة تكرر الإنفاق، فهذا أعم.
    في لقمان لم يذكر الإنفاق فطابع السورة يختلف.
    قال في البقرة (والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ
    ولم يقل هذا في لقمان؛ لأن هذا جرى في البقرة، وطلب من أهل الكتاب أن يؤمنوا بما أُنزل إليه وما أنزل من قبلك في آيات كثيرة جداً (وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ (41) البقرة) فالمتقون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وهؤلاء لم يؤمنوا (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ (75)) (وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا (76)) (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ (91)) وفي آخر البقرة قال (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ (285)) هذا هو طابع سورة البقرة، وهو مختلف عما في لقمان.
    • قال تعالى فى سورة لقمان(الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)،
    وفي آية البقرة قال(وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ) أي أنه كرر هم قبل (بالآخرة) في لقمان، ذلك أنه تردد في سورة لقمان ذكر الآخرة وأهوالها، والتوعد بها في زهاء نصف عدد آيات السورة وفي أولها وآخرها (لهم عذاب مهين، فبشره بعذاب أليم، لهم جنات النعيم، عذاب غليظ، إليه المصير، مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ، وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِه) ثم إنها بدأت بالآخرة(وَبِالآخِرَةِ هُمْ يوقنون) وانتهت بالآخرة بقوله تعالى(إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ (34))، فناسب ذلك زيادة (هم) توكيداً على طابع السورة.
    إضافة إلى ما جاء في السورة من ذكر أنهم محسنون، والمحسنون كما علمنا يحسنون إلى أنفسهم وإلى غيرهم، وليس كما في البقرة من ذكرالمتقين، والمتقي الذي يحفظ نفسه فحسب، فزاد في وصف هؤلاء الذين يعبدون الله كأنهم يرونه،
    وهذا من الإحسان “أن تعبد الله كأنك تراه”- زاد في ذكر إيقانهم ويقينهم لما كانوا أعلى مرتبة وزاد لهم في الرحمة، وزاد لهم في الآخرة (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ (26) يونس). زاد في ذكر إيمانهم فقال: (وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)، هم أعلى في اليقين؛
    لأن اليقين درجات، والإيمان درجات، والمحسنون يعبدون الله كأنهم يرونه، فدرجة يقينهم عالية، فأكد هذا الأمر فقال: (وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) بينما اكتفى في سورة البقرة بقوله: (وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) .
    لكن الملاحظ أنه في البقرة وفي لقمان قدم الجار والمجرور على الفعل: (وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) فلم يقل وهم يوقنون بالآخرة، والأصل في اللغة العربية أن يتقدم الفعل، ثم تأتي المعمولات الفاعل والمفعول به والمتعلق من جار ومجرور، والتقديم لا بد أن يكون لسبب، وهنا قدم (وبالآخرة) (وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)؛ لأن الإيقان بالآخرة صعب، ومقتضاه شاق، أما الإيمان بالله فكثير من الناس يؤمنون بالله، لكن قسما منهم مع إيمانه بالله لا يؤمن بالآخرة مثل كفار قريش (وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ (32) الجاثية)، وهم مؤمنون بالله (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ (25) لقمان)، هم مؤمنون بالله لكن غير مؤمنين بالآخرة، ولذلك هنا قدم الآخرة لأهميتها فقال (وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) والتقديم هنا للإهتمام والقصر.
    • النهاية واحدة (أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، هؤلاء المذكورون بهذه الصفات (أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ)، واقتران لفظ الرب مع الهداية اقتران في غاية اللطف والدقة؛ لأن الرب هو المربي والموجه والمرشد والمعلم، لم يقل على هدى من الله، وإنما قال على هدى من ربهم،
    وفيها أمران: كان يمكن أن يقال هدى من الله؛ لأن لفظ الجلالة الله، الاسم العلم يصح أن تُنسب إليه كل الأمور، ولكن هناك أشياء من الجميل أن تنسب إلى صفاته سبحانه وتعالى بما يناسب المقام مثل أرحم الراحمين، الرحمن الرحيم، فهنا قال على هدى من ربهم، والرب في اللغة هو أصلاً المربي والموجه والمرشد، فيتناسب اللفظ مع الهداية، واختيار لفظ الرب مع الهداية كثير في القرآن، وهو مناسب من حيث الترتيب اللغوي (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) طه) (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) الشعراء) (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (161) الأنعام) فكثيراً ما تقترن الهداية بالرب، وهو اقتران مناسب لوظيفة المربي، إضافة إلى أن كلمة: (ربهم) تفيد الإخلاص بالنصح والتوجيه والإرشاد (أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ) فلا شك أن ربهم فيه إخلاص الهداية وإخلاص التوجيه، ورب الإنسان يعني: مربيه أخلص له من غيره.
    وهناك دلالة لطيفة بين الرب والهدى، وبين إضافة رب إلى هم ، فلو استعمل الاسم العلم فلن تكون هناك إضافة لهم، لكن على هدى من ربهم، لا شك أن ربهم هو أرحم بهم وأرأف بهم؛ لذا فاختيار كلمة رب مناسبة مع الهداية، ثم إضافته إليهم أمر آخر يفيد أنه أرأف بهم وأرحم بهم، يحبهم ويقربهم إليه، وفيه من الحنو والنصح والإرشاد والتوجيه .
    وهناك أمر التفت إليه الأقدمون: قال تعالى (أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ)، (عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (4) يس) (إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) النمل) يستعمل القرآن مع الهداية لفظ (على)، بعكس الضلال فإنه يستعمل له لفظ (في ) (لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ يوسف)، (إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (47) يس) وليس فقط في الضلال وإنما ما يؤدي إلى الضلال (فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45) التوبة) (فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11) يونس) كأن المهتدي مستعلٍ، يبصر ما حوله، ويتمكن مما هو فيه، ثابت يعلم ما حوله،ويعلم ما أمامه، أما الساقط في اللجة أو في الغمرة أو في الضلال فلا يتبين ما حوله بصورة صحيحة سليمة .لذا يستعمل ربنا تعالى مع الهداية (على ) ومع الضلال (في).
    • ثم ختم الآية بقوله (وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) أولاً: جاء بضمير الفصل (هم)، وجاء بالتعريف (المفلحون)، لم يقل أولئك مفلحون، ولم يقل هم مفلحون، وإنما أخبر أن هؤلاء هم المفلحون حصراً، ليس هنالك مفلح آخر.
    وأولئك: الأصل أنه اسم إشارة من الناحية المحسوسة – إذا لم نرد المجاز- للبعيد وهؤلاء للقريب، هذا الأصل، مثل هذا وذلك. ثم تأتي أمور أخرى مجازية، كأن يكون هؤلاء أصحاب مرتبة عليا فيشار إليهم لعلو مرتبتهم وفلاحهم بأولئك، إشارة إلى علو منزلتهم، وعلو ما هم فيه، فالذي على هدى هو مستعلٍ أصلاً فيشار إليه بما هو بعيد، وبما هو مرتفع، وبما هو عالٍ، ثم حصر الفلاح فيهم، فقال(وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) فمن أراد الفلاح – ولا شك أن كل إنسان يريد الفلاح – فليكن منهم.
    • والذي يؤمن بالآخرة يؤمن بكل شيء، وهي ليست كلمة تقال. ولذلك ذكر ركنين أساسيين واحدة في إصلاح النفس، وواحدة في الإحسان إلى الآخرين: إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، فإقامة الصلاة هي أول ما يسأل عنه المرء، ولذلك قال: (وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) حصراً، لا فلاح في غير هؤلاء، ومن أراد الفلاح فليسلك هذا السبيل، وليس وراء ذلك فلاح.
    -------------------------------------------------------------------------------------
    وما زلنا أحبابنا تابعونا جزاكم الله خيرا

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: الفرق بين القرآن والفرقان والكتاب والذكر في القرآن المجيد

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس فبراير 29, 2024 9:16 pm

    تابع ماقبله :

    {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [سورة البقرة: 53].

    الكتاب من كَتَبَ، والكتاب في اللسان العربي يعني جمع أشياء بعضها مع بعض لإخراج معنى مفيد، أو لإخراج موضوع ذي معنى متكامل، وعندما نجمع أحاديث سيّدنا الرسول صلّى الله تعالى وسلّم عليه وآله وأصحابه الثقات العدول، حسب المواضيع، كأنْ نجمع مواضيع الصلاة ونسمّيه كتاباً فنقول: كتاب الصلاة، وإذا جمعنا مواضيع الصوم نقول: كتاب الصوم.

    وإذا قلنا كلمة كتاب ولم نعطها إضافة لتوضيح الموضوع يصبح المعنى ناقصاً، وعلينا أنْ نقول: كتاب اللغة العربية للصف الثالث متوسط مثلاً. أي هذا الكتاب يجمع مواضيع اللغة العربية بعضها إلى بعض وهي صالحة لطلاب الثالث متوسط.

    وبما أنّه أوحي إلى سيّدنا محمّد صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم مواضيع عدّة في القرآن الكريم، سمّي كتابا، قال سبحانه:-

    {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} [سورة البينة: 2 – 3].

    فمن هذه الكتب القيمة: كتاب الخلق، كتاب الساعة، كتاب الصلاة، كتاب الصوم، كتاب الحج، كتاب المعاملات… إلخ. فكلّ هذه المواضيع هي كتب.

    وعلى هذا فالكتاب هو:-

    مجموعة المواضيع التي أوحيت إلى سيّدنا محمّد صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم من الله جلّ في علاه في النصّ والمحتوى، والتي تؤلّف في مجموعها كلّ آيات المصحف الشريف من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس.

    والقرآن لغة: (‏قَرأَ‏)‏ الكتاب ‏(‏قِراءَةً‏)‏ و‏(‏قُرُآنا‏)‏ بالضم‏.‏ و‏(‏قَرَأَ‏)‏ الشيء ‏(‏قُرْآنا‏)‏ بالضمّ أيضا جمعه وضمّه ومنه سمّي القرآن لأنّه يجمع السور ويضمّها‏.‏

    وقوله تعالى‏:‏-

    {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} [سورة القيامة: 18].

    أي قراءته‏.‏ وفلان ‏(‏قَرَأ‏)‏ عليك السلام و‏(‏أقْرَأك‏)‏ السلام بمعنى.‏

    وجمع ‏(‏القارِئِ قَرَأَةٌ‏)‏ مثل كَافِر وَكَفَرَة‏.‏ و‏(‏القُرَّاءُ‏)‏ بالضمّ والمدّ المتنسّك وقد يكون جمع قارئ.‏ ‏كتاب مختار الصحاح.

    ويُعرَّف القرآن الكريم في الاصطلاح الشرعيّ بأنَّه:-

    كلام الله تعالى المُعجَز، المُوحَى به إلى النّبيّ محمّد -عليه الصّلاة والسّلام وآله وصحبه الكرام- بواسطة المَلَك سيّدنا جبريل -عليه السّلام-، المنقول بالتّواتر، المَكتوب بين دفَّتَي المُصحف، المتعبَّد بتلاوته، المَبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة النّاس.

    وللقرآن الكريم أسماءٌ أُخرى جاء ذكرها في عدّة آيات كريمات، منها:-

    * الكتاب: {حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} [سورة الزخرف: 1 – 2].

    * الفرقان: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [سورة الفرقان: 1].

    * الذّكر: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} [سورة الأنبياء عليهم السلام: 50].

    * النّور: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} [سورة النساء: 174].

    * التّنزيل: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة الشعراء: 192].

    فمن خلال التعريف الذي مرَّ بنا للكتاب والقرآن يتبيّن لنا أنّ الكلمتين مترادفتان، تقول: ذلك القرآن، وذلك الكتاب، والفرقان، والذكر، والنور، والتنزيل، كلّها تعطيك معنى واحدا وهو الكتاب الذي أنزل على الحبيب المصطفى صلّى الله تعالى وسلّم عليه وآله وأصحابه أهل الصدق والوفا.

    أمّا عن قول الله سبحانه:-

    {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [سورة البقرة: 53].

    فقد جاء في تفسير الطبري رحمه الله عزّ وجلّ:-

    (ما روي عن ابن عباس وأبي العالية ومجاهد رضي الله تعالى عنهم جميعاً: من أنّ الفرقان الذي ذكر الله جل في علاهُ أنّه آتاه موسى عليه الصلاة والسلام في هذا الموضع، هو الكتاب الذي فرّق به بين الحق والباطل، وهو نعت للتوراة وصفة لها.
    فيكون تأويل الآية حينئذ: {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى —} التوراة التي كتبناها له في الألواح وفرّقنا بها بين الحق والباطل).

    والفرق كبير بين القرآن الكريم والتوراة التي أنزلت على سيّدنا موسى عليه الصلاة والسلام، فلقد كان المقصود من التوراة بيان المنهج فقط،
    أمّا القرآن الكريم فقصد به أكثر من ذلك، فهو: بيان المنهج من ناحية، وبقاؤه معجزة خالدة دالة على صدق النبيّ الأكرم صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم من ناحية أخرى.

    إذًا: فالقرآن الكريم منهج ومعجزة في آن واحد،
    أمّا التوراة فلقد كانت منهجا فقط وكانت المعجزة العصا وغيرها من المعجزات التي جاء بها سيّدنا موسى عليه الصلاة والسلام، ولولا ذكرها في القرآن الكريم والسنّة الصحيحة لَمَا ثبت ذلك.

    : هل يجوز إطلاق اسم القرآن على التوراة؟

    يجوز، فقد تسمّى الكتب المقدّسة المنزلة على الأنبياء الكرام عليهم السلام قرآنًا من حيث اللغة، لقول حضرة النبيّ الأكرم صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم:-

    (خُفِّفَ عَلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ القُرْآنُ، فَكَانَ يَأْمُرُ بِدَوَابِّهِ فَتُسْرَجُ، فَيَقْرَأُ القُرْآنَ قَبْلَ أَنْ تُسْرَجَ دَوَابُّهُ، وَلاَ يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ) الإمام البخاري رحمه الباري سبحانه.

    أمّا من جهة الاصطلاح فلا يجوز للأسباب التالية:-

    1- للتمييز بين ما أنزل على سيّدنا رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وآله وصحبه، وما أوتي سيّدنا موسى عليه السلام.

    2- القرآن الكريم معجزة ومنهج، بينما التوراة منهج فقط.

    3- القرآن الكريم تعهّد الله سبحانه بحفظه، بخلاف التوراة، قال جلّ وعلا:-

    {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [سورة الحجر: 9].

    (القرآن) ليس هو (الفرقان)!!

    * قال تعالى (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) الفرقان

    * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ ۗ (آل عمران)

    * بداية لا يمكن أن يكون ( القرآن) هو (الفرقان) كما زعمت وكما ذهبت القراءة القديمة للمصحف وكل التفاسير القديمة  لأن (الفرقان) نزل على موسى وعلى هارون فهل نزل القرآن على موسى وهارون؟!

    *قال تعالى ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ) ﴿٤٨ الأنبياء﴾

    *وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿٥٣ البقرة﴾

    * بدايه كتاب الله( المصحف) مكوناته 4  ويتكون من:-

    * آيات النبوه (القرآن) لإثبات ألوهية  الرسالة

    * آيات الرسالة (ام الكتاب)

    *آيات قصة النبى محمد وقومه

    *الآيات السبع المثانى

    * والكتاب جاء لسيدنا محمد مختلفا يحوي كل شئ مع بعضه  كل المكونات السابقه فى كتاب واحد اسمه القرآن وهو أكبر مكونات الكتاب وبرهان ألوهية الرسالة الخاتمة، (الرحمة المهداة)

    * وهذا على خلاف ما جاء لسيدنا موسى مثلا الذى جاءت له الشريعة فى كتاب وجاءت له الوصايا منفصلة فى الألواح ثم جاءت التوراة منفصلة
    *  او كما جاء لسيدنا عيسى الذى جاءت له الاشياء منفصله ايضا قال تعالى وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (48) آل عمران

    * والكتاب فى حاله سيدنا عيسى هو الشريعه فقط  والحكمه هى (الوصايا العشر) هى الفرقان والتوراه هى ايات نبوه موسى والانجيل هو ايات نبوه عيسى

    *لكن اين يقع الفرقان فى المصحف (؟!) وداخل اى من المكونات الاربعه(؟!) وهل هو داخل القرآن ام ضمن الرساله؟!

    وهل هو ضمن النبوه (القرآن)، ام ضمن الرساله(الشريعه)

    * لقد اخبرنا الله ان الفرقان نزل ضمن القرآن وان القرآن تضمن واحتوى  (هدى وبينات وفرقان) قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ) البقره 185

    * بدايه أخرى: القرآن لمن لايعلم هو اكبر مكونات الكتاب(المصحف)

    الاربعه فى الحجم ويمثل 85٪ من اجمالى ايات الكتاب، مايزيد على 5000 أيه من 6236 هى اجمالى ايات الكتاب ولقد سمى الكتاب كله  به فسمى الكتاب( القرآن)

    * بدايه اخيرة، القرآن هو عباره عن ايات النبوه ايات الغيبيات البصائر التى كانت مخزنه فى مخزنين ربانيبن هما ( اللوح المحفوظ) و( الامام المبين) وهى غير ايات الرساله ايات الشريعه المحمديه الخاتمه وهى ايات امارة ألوهية الرسالة المحمدية

    * وآيات القرآن جاء ضمنها وجزءا صغيرا منها ( الفرقان) وهو عباره عن 3 ايات فقط وحصرا فى سورة الانعام

    *والقرآن هو مجموع الايات التى اتى بها الله كبرهان حصرى على ألوهيه (الرساله) التى بين يدي الرسول وانها رساله إلهيه، كما احتوى القرآن ايضا ايات لتفصيل كل ماورد  بالكتاب من احكام قال تعالى واصفا القرآن

    مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)يوسف

    *اى ان القرآن يتكون من تصديق الرساله + تفصيل كل شئ

    * و الله لم يتحدى   الانس والجن (بالكتاب كله)، لكن تحداهم حصرا (بالقرآن) فقط، بمجموعة الايات الغيبيات التى كانت مخزنه فى اللوح المحفوظ والامام المبين فقط ولم يتحدى الله  احد بآيات ( الرساله) لانه ليس فيها اعجاز ويسهل ان يأتى بمثلها البشر فهى مجموعه احكام بسيطه ومجموعه ممنوعات محرمات ومجتنبات  محدده ومجموعه اوامر  و4 شعائر

    قال تعالى ( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) (88) الاسراء

    * وقال تعالى

    (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا  لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (3)الزخرف

    *وفهمنا من الايه  ان ايات القرآن كانت مخزنه فى (اللوح المحفوظ والامام المبين) بلغه غير عربيه طبعا" ،
    *والجعل يتطلب الوجود المسبق للشئ الذى ستجعله، فالجعل تالى  لوجود الشئ اصلا

    *  وفهمنا ان هذا( الجعل) لآيات القرآن فقط وحصر ا" وليس لكل ايات كتاب الله، ليس لكل ايات المصحف

    *وفهمنا ان (الرساله) ليس لها (جعل) ولم تكن مخزنه اصلا

    *وفهمنا ايضا ان قصه النبى وقومه لم تكن مخزنه ايضا وانما كانت وليده لحظتها وعليه فهمنا ان لها وحدها (مناسبات نزول ) او كما يقولون اسباب نزول

    * وهذا الجعل (للقرآن) فقط هو (الانزال) اى تحويله من لغه غير مدركه  الى لغه يمكن ادراكها تمهيدا لعمليه (التنزيل) بعد ذلك  على النبى مرتلا (مقسما) على مدار 23 عاما كامله

    * وفهمنا ان ( الانزال) هو تحويل غير المدرك الى مدرك

    * وفهمنا ان (الرساله) ليس لها (انزال) بل( تنزيل) فقط مباشر من رب العالمين مباشره على النبى عبر الامين جبريل

    *وهذا هو الفرق بين( الانزال) الذى تطلب جعلا اى تغييرا فى الصيروره، ثم بعده حدث ( التنزيل) مرتلا اى مقسما الى ارتال والرتل قد يكون احادى او ثنائى او اكثر

    * وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) الفرقان

    * ولقد نزل القرآن مخزنا ونزل ضمنه  (الفرقان) وهو جزء من القرآن صغير للغايه  
    وهو عباره عن 3 ايات حصريه فقط من القرآن  الذي يتجاوز حجمه 5000 ايه وهى 3 ايات وردت بسوره الانعام 153/152/151

    *والفرقان هو محرمات الاسلام( التسعه) التى  جاءت لكل اهل الكتاب وفرقت بين المسلم وغير المسلم، بعيدا عن الملل والشرائع هى محرمات الدين لكل اهل الكتاب جميعا ولكل اهل الارض

    *وهذا الفرقان حرمت محرماته على اجزاء بدايه من سيدنا  نوح الى ماقبل سيدنا موسى  واكتملت محرماته التسعه ونزل اول مانزل كاملا على سيدنا  موسى بإسم  الوصايا العشر حيث قال تعالى وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) البقره

    والكتاب عند موسى غير الكتاب عند سيدنا محمد حيث المقصود بالكتاب عند سيدنا موسي هو الرسالة هو الشريعه فقط

    و الفرقان  نزل منفصلا على سيدنا موسي خارج كتاب الشريعه حيث نزل  فى الالواح، اما الفرقان فقد نزل على سيدنا محمد ضمن محتويات الكتاب نفسه ونزل كجزء من القرآن الذى هو اصلا احد مكونات الكتاب احد مكونات المصحف

    *والفرقان نزل على موسى بإسم (الوصايا العشر) وعلى عيسى بإسم (الحكمه) وعلى محمد بإسم (الصراط المستقيم)

    وانت عندما تتحدث عن يهود تقول الوصايا العشر وعندما تتحدث عن المسيحيين تقول الحكمة وعندما تتحدث عن المحمديين تقول الصراط المستقيم وعندما تتحدث عن كل اهل الكتاب عن المسلمين تقول الفرقان

    * الفرقان

    ۞ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۖ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) الانعام

    معنى الفرقان
    لو تأملنا الآيات (151-152-153) من سورة الأنعام
    وهي:
    {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً.وبالوالدين إحساناً.ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم.
    ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن.ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون
    } (الأنعام 151).
    {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده.وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفساً إلا وسعها.وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى.ويعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون} (الأنعام 152).
    {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} (الأنعام 153).
    أقول: لو تأملنا هذه الآيات لم يكن من الصعوبة أن نستنتج أن نستنتج أنها هي الوصايا العشر.
    ولنلاحظ الآية التي تلت هذه الآيات الثلاث وهي الآية 154 الأنعام:
    {ثم آتينا موسى الكتاب تماماً على الذي أحسن وتفصيلاً لكل شيء وهدىً ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون}.
    هنا نلاحظ بشكل جلي كيف أن هذه الوصايا جاءت لموسى مفصولة عن الكتاب،
    وأن الكتاب بالنسبة لموسى وعيسى هو التشريع فقط، وليس التوراة والإنجيل،وذلك واضح تماماً في قوله تعالى عن عيسى: {
    ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل} (آل عمران 48).
    لنقارن هذه الوصايا العشر والتي أتى بعدها {ثم آتينا موسى الكتاب} (الأنعام 154)
    وقوله تعالى: {وإذا آتينا موسى الكتاب والفرقان} (البقرة 53) بقوله {من قبل هدىً للناس وأنزل الفرقان} (آل عمران 4).
    أي أنها أنزلت قبل محمد صلى الله عليه وسلم،
    وبقوله: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده.. الآية}
    (الفرقان 1)-
    أي أنها أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم أيضاً..
    نستنتج أن الفرقان هو الوصايا العشر التي جاءت إلى موسى وثبتت إلى عيسى عليهما السلام ثم جاءت إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
    وهي رأس الأديان السماوية الثلاثة وسنامها، لأنها القاسم المشترك بين الأديان الثلاثة. وفيها التقوى الاجتماعية وهي ما يسمى بالأخلاق، وليست العبادات، وهي تحمل الطابع الإنساني العام.
    ولقد أنزلت هذه الآيات على النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان، وبما أنها من أم الكتاب فإنها أنزلت ونزلت معاً،
    ولذا قال {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده} (الفرقان 1).
    ونحن نعلم أن معركة بدر حصلت في رمضان، وأن آيات الفرقان في سورة الأنعام ليست مكيةً،
    فهنا أخبرنا أن الفرقان أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في معركة بدر “في رمضان
    لذا سمي بيوم الفرقان بقوله {وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان} (الأنفال 41).
    د.محمد شحرور .كتاب (الكتاب والقرآن )

    والله جلّ وعلا أعلم بالصواب والهادي إلى سبيل الرشاد.

    اللهمّ صلِّ وسلّم على صاحب الخُلق الكريم، والقدر العظيم، مَنْ أرسلته رحمة للعالمين، سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وألحقنا بخُلقه وأدّبنا بأدبه، وأحيي فينا وفيّ أُمّته هذه المعاني يا أرحم الراحمين.
    ---------------------------------------------------------------------------------
    لا تنسونا من صالح دعائكم

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: الفرق بين القرآن والفرقان والكتاب والذكر في القرآن المجيد

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس فبراير 29, 2024 9:24 pm

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: الفرق بين القرآن والفرقان والكتاب والذكر في القرآن المجيد

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس فبراير 29, 2024 9:27 pm

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: الفرق بين القرآن والفرقان والكتاب والذكر في القرآن المجيد

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس فبراير 29, 2024 9:38 pm


    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: الفرق بين القرآن والفرقان والكتاب والذكر في القرآن المجيد

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس فبراير 29, 2024 9:42 pm

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: الفرق بين القرآن والفرقان والكتاب والذكر في القرآن المجيد

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس فبراير 29, 2024 9:44 pm


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 5:41 pm