مـعـنـي الـخـيـانـه فـي الـقـران الـكـريـم
معنى الخيانة لغةً:
الخيانة نقيض الأمانة، من خانه خَوْنًا وخيانة ومَخَانة، واختانه، فهو خائن وخائنة وخؤون وخَوَّان والجمع خانة وخَوَنَةً وخُوَّان،
ويقال: خُنْتُ فلانًا، وخنت أمانة فلان
معنى الخيانة اصطلاحًا:
قال الراغب: (الخيانة مخالفة الحق بنقض العهد في السر) (والأظهر أنها شاملة لجميع التكاليف الشرعية)
وقيل: هي (الاستبداد بما يؤتمن الإنسان عليه من الأموال والأعراض والحرم، وتملك ما يستودع، ومجاحدة مودعه)
وقال ابن عاشور: (وحقيقة الخيانة عمل من اؤتمن على شيء بضد ما اؤتمن لأجله، بدون علم صاحب الأمانة)
الخيانة نقيض الأمانة، من خانه خَوْنًا وخيانة ومَخَانة، واختانه، فهو خائن وخائنة وخؤون وخَوَّان والجمع خانة وخَوَنَةً وخُوَّان،
ويقال: خُنْتُ فلانًا، وخنت أمانة فلان
معنى الخيانة اصطلاحًا:
قال الراغب: (الخيانة مخالفة الحق بنقض العهد في السر) (والأظهر أنها شاملة لجميع التكاليف الشرعية)
وقيل: هي (الاستبداد بما يؤتمن الإنسان عليه من الأموال والأعراض والحرم، وتملك ما يستودع، ومجاحدة مودعه)
وقال ابن عاشور: (وحقيقة الخيانة عمل من اؤتمن على شيء بضد ما اؤتمن لأجله، بدون علم صاحب الأمانة)
الخيانة تعني التفريط في الأمانة .
الخيانة من صفات المنافقين البارزة، فالمنافق إذا سنحت له فرصة الخيانة لم يضيعها أو يدعها تفوت؛ جريًا وراء المغنم،
وأصل الخون النقص، كما أنَّ أصل الوفاء التمام، واستعماله ضد الأمانة؛ لأنَّ الخون النقص والضياع،
وما أبشع الخيانة بقدر ما يعظم قدر الأمانة، يقول الله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً [الأحزاب: 72] ، وقد نهى الله تعالى عن الخيانة بأصنافها، وأنواعها
وردت كلمة الخيانة وصيغها في القرآن الكريم ١٦مرة.
قال الله تعالى:﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ ﴾الأنفال:٧١
قال الله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾الأنفال:٢٧
قال الله تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾الأنفال:٥٨
قال الله تعالى:﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ﴾الأنفال:٥٨
قال الله تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾الحج:٣٨
وقد وردت الخيانة في خمسة معانٍ في القرآن:
1 - في الدين :
قال الله تعالى: ( وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ )ألأنفال: 27
ولا تفرطوا فيما ائتمنكم الله عليه من الدين وغيره .
2 - في المال
قال الله عز وجل ( وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا ) النساء: 105
3- في الشرع :
قال الله تعالى: ( وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ ) الأنفال: 71
وإن يرد الذين أَطْلَقْتَ سراحهم -أيها النبي- من الأسرى الغدر بك مرة أخرى فلا تَيْئسْ، فقد خانوا الله من قبل وحاربوك،
4- في الزِّنى :
قال الله تعالى:( وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ )يوسف: 52
5- في نَقْض العهد :
قال الله تعالى:( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً )الأنفال: 58
في الألفاظ ذات الصلة
1- المكر :
إيصال المكروه إلى الإنسان من حيث لا يشعر .
قال الله تعالى: بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ ﴾ الرعد 33
2- الكيد :
تدبير خطة عملية (مكيدة) للإيقاع بالهدف في مصيدة تصيبه بالضرر المباشر .
قال الله تعالى:﴿ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ﴾يوسف 142
3- النفاق :
هو إظهار المرء خلاف ما يبطن، وإيهام الغير بغير الواقع
قال الله تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾النساء 142
4- النهى عن الخيانة :
وقد نهى الله عنها في مواضع كثيرة، منها:
قال الله تعالى:( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) الحج 38
لا يحب كل خوَّان لأمانة ربه، جحود لنعمته.
قال الله تعالى:( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ) الأنفال 58
إن الله لا يحب الخائنين في عهودهم الناقضين للعهد والميثاق.
قال الله تعالى: ( وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا )النساء 105
فلا تكن للذين يخونون أنفسهم – بكتمان الحق- مدافعًا عنهم بما أيدوه لك من القول المخالف للحقيقة.
قال الله تعالى:( وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ) يوسف 52
فإنَّ كلَّ خائن، لا بدَّ أن تعود خيانته ومكره على نفسه، ولا بد أن يتبين أمره.
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾ النساء 107
إن الله تعالى لا يحب من كان كثير الخيانة ، وكثر ذنبه.
5- أنواع الخيانة في القرآن
الراصد لآيات القرآن الكريم يجد أنه بين أنواعًا للخيانة متعددة، تحدثت عنها الآيات بوضوح وجلاء،
1- خيانة الله ورسوله
قال الله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ )الأنفال 27
يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله ورسوله بترك ما أوجبه الله عليكم وفِعْل ما نهاكم عنه، ولا تفرطوا فيما ائتمنكم الله عليه، وأنتم تعلمون أنه أمانة يجب الوفاء بها.
قال الله تعالى: وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ الأنفال: ٧١
أن المقصود بخيانة الله تعالى هي كفرهم به وعدم إيمانهم بما بعث به رسوله ، وعدم توحيدهم إياه ، أ ما خيانتهم للرسول ، هي الغدر به والمكر والخداع له بإظهارهم له بالقول خلاف ما في أنفسهم .
2- خيانة الدين
قد رصد القرآن الكريم صورة من أشد صور الخيانة للدين؛ لأنها كانت في بيئة يفترض أن تكون هي الناصر والمعين لنشر الدين ورفع رايته والدعوة إليه، وتلك الصورة كانت في شخص امرأة نبي الله نوح وامرأة نبي الله لوط .
قال الله تعالى:﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾التحريم: ١٠
ضرب الله مثلا لحال الكفرة – في مخالطتهم المسلمين وقربهم منهم ومعاشرتهم لهم، وأن ذلك لا ينفعهم لكفرهم بالله-
بحال زوجة نبي الله نوح، وزوجة نبي الله لوط: حيث كانتا في عصمة عبدَين من عبادنا صالحين، فوقعت منهما الخيانة لهما في الدين، فقد كانتا كافرتين، فلم يدفع هذان الرسولان عن زوجتيهما من عذاب الله شيئًا،
وقيل للزوجتين: ادخلا النار مع الداخلين فيها. وفي ضرب هذا المثل دليل على أن القرب من الأنبياء، والصالحين، لا يفيد شيئا مع العمل السيِّئ.
3- خيانة العرض
جاء الإسلام ليضع منهاجًا سليمًا لصيانة الإنسان، يحفظه من خيانة العرض واختلاس ما ليس له بحق، بداية من الدعوة إلى غض البصر، ومرورًا بالنهي عن الاقتراب من الفاحشة، ووصولًا إلى بيان بشاعة الوقوع فيها، ووصفها بأنها فاحشة ومقت وساءت سبيلًا
فقال الله تعالى:﴿ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ . ذَٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ﴾ يوسف: ٥1- 52
قال الملك للنسوة اللاتي جرحن أيديهن: ما شأنكن حين راودتنَّ يوسف عن نفسه يوم الضيافة؟ فهل رأيتن منه ما يريب؟
قلن: معاذ الله ما علمنا عليه أدنى شيء يَشينه، عند ذلك قالت امراة العزيز: الآن ظهر الحق بعد خفائه، فأنا التي حاولت فتنته بإغرائه فامتنع، وإنه لمن الصادقين في كل ما قاله. ذلك القول الذي قلته في تنزيهه والإقرار على نفسي ليعلم زوجي أني لم أخنه بالكذب عليه، ولم تقع مني الفاحشة، وأنني راودته، واعترفت بذلك لإظهار براءتي وبراءته، وأن الله لا يوفق أهل الخيانة، ولا يرشدهم في خيانتهم.
4- خيانة النفس والجوارح وهي فعل الذنوب بالخفاء.
قال الله تعالى : ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ )غافر 19
يعلم الله سبحانه ما تختلسه العيون من نظرات محرَّمة ، وما يضمره الإنسان في نفسه من خير أو شر.
قال الله تعالى:﴿ وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾ النساء:١٠٧
نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الدفاع عن الذين يختانون أنفسهم بالسرقة واتهام الغير ظلمًا وعدوانًا .
قال الله تعالى:﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ ﴾ البقرة:١٨٧
أباح الله لكم في ليالي شهر رمضان جماعَ نسائكم، هنَّ ستر وحفظ لكم، وأنتم ستر وحفظ لهن. علم الله أنكم كنتم تخونون أنفسكم؛ بمخالفة ما حرَّمه الله عليكم من مجامعة النساء بعد العشاء في ليالي الصيام -وكان ذلك في أول الإسلام-، فتاب الله عليكم ووسَّع لكم في الأمر، فالآن جامعوهن
5- خيانة العهدوصي القرآن الكريم على الوفاء بالعهد والبعد عن خيانته،
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾ الإسراء: ٣٤
وأتموا الوفاء بكل عهد التزمتم به. إن العهد يسأل الله عنه صاحبه يوم القيامة، فيثيبه إذا أتمه ووفَّاه، ويعاقبه إذا خان فيه.
قال الله تعالى: ﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾الأنفال: ٥٨
وإن خفت – أيها الرسول- من قومٍ خيانة ظهرت بوادرها فألق إليهم عهدهم، كي يكون الطرفان مستويين في العلم بأنه لا عهد بعد اليوم. إن الله لا يحب الخائنين في عهودهم الناقضين للعهد والميثاق.
قال الله تعالي :﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾المائدة: ١٣
فبسبب نقض هؤلاء اليهود لعهودهم المؤكَّدة طردناهم من رحمتنا، وجعلنا قلوبهم غليظة لا تلين للإيمان، يبدلون كلام الله الذي أنزله على موسى، وهو التوراة، وتركوا نصيبًا مما ذُكِّروا به، فلم يعملوا به. ولا تزال -أيها الرسول- تجد من اليهود خيانةً وغَدرًا، فهم على منهاج أسلافهم إلا قليلا منهم، فاعف عن سوء معاملتهم لك، واصفح عنهم، فإن الله يحب مَن أحسن العفو والصفح إلى من أساء إليه.
6- عاقبة الخائنين
لله عز وجل في الخائنين سنن ثابتة لا تتحوّل ولا تتبدّل، نصّت عليها آيات القرآن الكريم،
1- حرمان محبة الله تعالى
من أقسى عقوبات الله تعالى للخائنين أنه يحرمهم محبته، ويمنعهم مودته، تلك المحبة التي هي سبب كل خير، وعدمها سبب كل بلاء وضر.
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾ الأنفال: ٥٨
﴿ إإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾ الحج: ٣٨
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾ النساء: ١٠٧
2- إبطال كيدهم
ومن عقوبات القرآن الكريم للخائنين أن الله تعالى يبطل كيدهم، ولا ينيلهم مبتغاهم، حتى وإن بدا للناظر المتعجل أنهم وصلوا إلى غايتهم، وظفروا بمنيتهم، ونالوا ما يصبون إليه .
قال الله تعالى: ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ﴾ يوسف: ٥٢
فكل خائن بهذه الصورة لا يصل إلى مبتغاه، ويبطل الله كيده، وتلك سنة الله الماضية، وقانونه الدائم في الخلق.
3- الإهلاك
ومن عقوبات الله تعالى للخائنين أنه يعاجلهم بالهلكة، ويمكّن منهم من نقضوا عهده وخانوه .
قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ﴾الأنفال: ٧١
وإن يرد الذين أَطْلَقْتَ سراحهم -أيها النبي- من الأسرى الغدر بك مرة أخرى فلا تَيْئسْ، فقد خانوا الله من قبل وحاربوك، فنصرك الله عليهم. والله عليم بما تنطوي عليه الصدور، حكيم في تدبير شؤون عباده.
7 – صفات وأفعال الخائنين في القرآن الكريم
1- الكفر أو النِّفاق
قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ الأنفال: ٧١
وإن يرد الذين أَطْلَقْتَ سراحهم -أيها النبي- من الأسرى الغدر بك مرة أخرى فلا تَيْئسْ، فقد خانوا الله من قبل بكفرهم ومكرهم بك وقتالهم لك وحاربوك، فأمكن منهم المؤمنين ببدر حتى قتلوهم وأسروهم. والله عليم بما تنطوي عليه الصدور، حكيم في تدبير شؤون عباده.
قال الله تعالى:
﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾
التحريم: ١٠
وخيانتهما كانت في الكفر وعدم الإيمان، فلم يوافقاهما على الإيمان، ولا صدقاهما في الرسالة، فلم يُجْد ذلك كلَّه شيئًا، ولا دفع عنهما محذورًا؛ وذلك لكفرهما.
2- المعصية
قال الله تعالى:
﴿ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ﴾
البقرة: ١٨٧
أي: تظلمونها بتعريضها للعقاب وتنقيص حظِّها من الثواب، وقد كانت اختيانهم لأنفسهم جماعَهم للنِّساء والأكلَ والشربَ بعد النوم في ليالي الصيام من شهر رمضان، والاختيان أبلغ من الخيانة .
قال الله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾
الأنفال: ٢٧
وهو خطاب من الله تعالى للمؤمنين يحذّرهم فيه من العصيان الخفي، بعد أن أمرهم بالطاعة والاستجابة لله ولرسوله – صلى الله عليه وسلم -، حذَّرهم من أن يُظهروا الطاعة والاستجابة في ظاهر أمرهم، ويبطنوا المعصية والخلاف في باطنه .
3- نقض العهد
قال الله تعالى:
﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ﴾
المائدة: ١٣
أي: أن الخيانة والغدر من عادتهم وعادة أسلافهم، وهم على مكان أسلافهم من خيانة الرسل وقتل الأنبياء، فهم لا يزالون يخونونك وينكثون عهودك، ويظاهرون عليك أعداءك ، ويهمون بقتلك .
قال الله تعالى:
﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾
الأنفال: ٥٨
أي: إذا كان بينك وبين قوم معاهدة ولاحت لك أمارات نقضهم للعهود والمواثيق التي بينك وبينهم، فاطرح إليهم عهدهم، وأعلمهم بأنك قد نقضت عهدهم، حتى يبقى علمك وعلمهم بأنك حرب لهم، وهم حرب لك، وأنه لا عهد بينك وبينهم على السواء، ولا تناجزهم الحرب فإنه يكون خيانة منك، وما دامت الخيانة قد لاحت منهم فلا تستمرَّ على عهدهم فتكون معاهداً لمن لا يحبّهم الله ولا يرضى فعلهم.
4- عدم الأمانة
سواء كان ذلك بالسرقة، أو جحد الحقوق، أو الخيانة، أو غير ذلك،
قال الله تعالى:﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ﴾النساء: ١٠٥
إنا أنزلنا إليك -أيها الرسول- القرآن مشتملا على الحق؛ لتفصل بين الناس جميعًا بما أوحى الله إليك، وبَصَّرك به، فلا تكن للذين يخونون أنفسهم -بكتمان الحق- مدافعًا عنهم بما أيدوه لك من القول المخالف للحقيقة.
قال الله تعالى:﴿ وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾النساء: ١٠٧
ولا تدافع عن الذين يخونون أنفسهم بمعصية الله. إن الله -سبحانه- لا يحب مَن عَظُمَتْ خيانته، وكثر ذنبه.
5- الكذب
قال الله تعالى:﴿ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ﴾يوسف: ٥٢
أي: أقررت بالصدق واعترفت به ليعلم يوسف أني لم أخنه في غيبته بالكذب عليه، ولم أذكره بسوء وهو غائب، بل صدقتُ وحِدت عن الخيانة
وأما خيانة الأمانات فكل أحد مؤتمن على ما كلفه الله به، فهو سبحانه مُوقفه بين يديه، ليس بينه وبينه ترجمان، وسائله عن ذلك هل حفظ أمانة الله فيه أو ضيعها؟ فليستعد الإنسان بماذا يجيب الله تعالى به إذا سأله عن ذلك، فإنه لا مساغ للجحد ولا للإنكار في ذلك اليوم، وليتأمل قوله تعالى: وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ [يوسف: 52] أي: لا يرشد كيد من خان أمانته، بل يحرمه هدايته في الدنيا، ويفضحه على رءوس الأشهاد في العقبى، فالخيانة قبيحة في كلِّ شيء)
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [الأنفال: 28]
قال ابن حجر الهيتمي: (وقوله عزَّ وجلَّ: وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ عطف على النهي، أي: ولا تخونوا أماناتكم.
قال ابن عباس: الأمانات: الأعمال التي ائتمن الله تعالى عليها العباد
أما خيانة الله ورسوله فمعصيتهما.
وأما خيانة الأمانات فكل أحد مؤتمن على ما كلفه الله به، فهو سبحانه مُوقفه بين يديه، ليس بينه وبينه ترجمان، وسائله عن ذلك هل حفظ أمانة الله فيه أو ضيعها؟ فليستعد الإنسان بماذا يجيب الله تعالى به إذا سأله عن ذلك،
فإنه لا مساغ للجحد ولا للإنكار في ذلك اليوم، وليتأمل قوله تعالى: وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ [يوسف: 52] أي: لا يرشد كيد من خان أمانته، بل يحرمه هدايته في الدنيا، ويفضحه على رءوس الأشهاد في العقبى، فالخيانة قبيحة في كلِّ شيء)
2- خيانة النفس:
وهي أن يفعل المرء من الذنوب ما لا يطلع عليه إلا الله، ويخون به أمر الله تعالى بألا يفعل، مثلما وقع من بعض المسلمين من الرفث إلى النساء ليلة الصيام،
فعن ابن عباس قال: كان المسلمون في شهر رمضان إذا صلوا العشاء حرم عليهم النساء والطعام في شهر رمضان بعد العشاء منهم عمر بن الخطاب، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأنزل الله تعالى: عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ [البقرة: 187] وقوله تعالى: تختانون من الاختيان، وهو أبلغ من الخيانة كالاكتساب من الكسب
3- خيانة الناس وهي أنواع:
- الخيانة في الأموال:
وتتمثل في أكل المال الذي يؤتمن عليه الإنسان، ومن ذلك مال الوديعة، قال ابن عثيمين في قوله صلى الله عليه وسلم:
((إذا اؤتمن خان)) قال: (إذا ائتمنه إنسان على شيء خانه، فمثلًا إذا أعطي وديعة،
وقيل له: خذها احفظها، دراهم أو ساعة أو قلم أو متاع أو غير ذلك، يكون فيها يستعملها لنفسه، أو يتركها فلا يحفظها في مكانها، أو يُظْفِرُ بها من يتسلَّط عليه ويأخذها، المهم أنه لا يؤدي الأمانة فيها))
- إفشاء السر:
وقد تكون خيانة الناس بإفشاء السر الذي يُؤتمن عليه الإنسان، إلا إذا كان في ذلك الإفشاء مصلحة أقوى، مثل: إظهار الحق، ونصرة المظلوم، وإعانة أهل العدل، وصيانة مصلحة الأمة.
ولكن أكثر ما تكون الخيانة في إفشاء الأسرار الخاصة التي لا تهمُّ غير صاحبها، مثل عورات البيوت، وأسرار العائلات، والأزواج.. فليتقِ الله من يطَّلع على شيء من ذلك إذا ائتمنه عليه أصحاب الشأن؛ لاستشارة أو لقيام بينهم بصلح.
كما يكون ذلك الإفشاء وخيانة الأمانة ممن يطلعون بحكم علمهم على أسرار الناس، كالأطباء والممرضات فهؤلاء يعلمون من أسرار المرضى ما لا ينبغي أن يُذاع، وكذلك من يقومون بغسل الموتى، وتكفينهم، ودفنهم، فقد وجب عليهم ألا يخونوا أماناتهم، وأن يحفظوا ما علموا سرًّا
(وقال الحسن: إنَّ مِن الخيانة أن تحدث بسرِّ أخيك.
ويُروى أنَّ معاوية رضي الله عنه أسرَّ إلى الوليد بن عتبة حديثًا، فقال لأبيه: يا أبت، إنَّ أمير المؤمنين أسرَّ إليَّ حديثًا،
وما أراه يطوي عنك ما بسطه إلى غيرك. قال: فلا تحدثني به؛ فإنَّ من كتم سرَّه كان الخيار إليه، ومن أفشاه كان الخيار عليه.
قال: فقلت: يا أبت، وإنَّ هذا ليدخل بين الرجل وبين ابنه؟! فقال: لا والله يا بني، ولكن أحب أن لا تذلل لسانك بأحاديث السرِّ،
قال: فأتيت معاوية فأخبرته. فقال: يا وليد، أعتقك أبوك من رقِّ الخطأ)
- الخيانة في النصيحة: ومن صور خيانة الناس كذلك الخيانة في النصيحة، كمن يزكِّي فاسقًا، أو يخفي مالًا مسروقًا، أو يؤوي مجرمًا، أو يعين قاطع طريق. أو من ينصح غيره بما يؤذيه في الدنيا أو الآخرة من الإفساد وقطيعة الرحم
- الخيانة الزوجية: وهي من أبشع صور الخيانة: خيانة الزوجة لزوجها في ماله وعرضه، بالسرقة والزنا، وخيانة الرجل لزوجته بالسرقة والزنا كذلك..
- الخيانة في الولايات:
كأن يكون الإنسان وليًّا على يتيم؛ على ماله وحضانته وتربيته، فيهمل ماله، ولا يقوم بالواجب، أو يأكل ماله
وقد قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا [النساء: 10]
- ومن صور الخيانة أيضًا:
عدم القيام بواجب التربية في الأهل والأولاد، وقد ائتمنه الله عليهم قال جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ )
---------------------------------------الخيانة من صفات المنافقين البارزة، فالمنافق إذا سنحت له فرصة الخيانة لم يضيعها أو يدعها تفوت؛ جريًا وراء المغنم،
وأصل الخون النقص، كما أنَّ أصل الوفاء التمام، واستعماله ضد الأمانة؛ لأنَّ الخون النقص والضياع،
وما أبشع الخيانة بقدر ما يعظم قدر الأمانة، يقول الله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً [الأحزاب: 72] ، وقد نهى الله تعالى عن الخيانة بأصنافها، وأنواعها
وردت كلمة الخيانة وصيغها في القرآن الكريم ١٦مرة.
قال الله تعالى:﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ ﴾الأنفال:٧١
قال الله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾الأنفال:٢٧
قال الله تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾الأنفال:٥٨
قال الله تعالى:﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ﴾الأنفال:٥٨
قال الله تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾الحج:٣٨
وقد وردت الخيانة في خمسة معانٍ في القرآن:
1 - في الدين :
قال الله تعالى: ( وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ )ألأنفال: 27
ولا تفرطوا فيما ائتمنكم الله عليه من الدين وغيره .
2 - في المال
قال الله عز وجل ( وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا ) النساء: 105
3- في الشرع :
قال الله تعالى: ( وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ ) الأنفال: 71
وإن يرد الذين أَطْلَقْتَ سراحهم -أيها النبي- من الأسرى الغدر بك مرة أخرى فلا تَيْئسْ، فقد خانوا الله من قبل وحاربوك،
4- في الزِّنى :
قال الله تعالى:( وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ )يوسف: 52
5- في نَقْض العهد :
قال الله تعالى:( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً )الأنفال: 58
في الألفاظ ذات الصلة
1- المكر :
إيصال المكروه إلى الإنسان من حيث لا يشعر .
قال الله تعالى: بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ ﴾ الرعد 33
2- الكيد :
تدبير خطة عملية (مكيدة) للإيقاع بالهدف في مصيدة تصيبه بالضرر المباشر .
قال الله تعالى:﴿ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ﴾يوسف 142
3- النفاق :
هو إظهار المرء خلاف ما يبطن، وإيهام الغير بغير الواقع
قال الله تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾النساء 142
4- النهى عن الخيانة :
وقد نهى الله عنها في مواضع كثيرة، منها:
قال الله تعالى:( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) الحج 38
لا يحب كل خوَّان لأمانة ربه، جحود لنعمته.
قال الله تعالى:( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ) الأنفال 58
إن الله لا يحب الخائنين في عهودهم الناقضين للعهد والميثاق.
قال الله تعالى: ( وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا )النساء 105
فلا تكن للذين يخونون أنفسهم – بكتمان الحق- مدافعًا عنهم بما أيدوه لك من القول المخالف للحقيقة.
قال الله تعالى:( وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ) يوسف 52
فإنَّ كلَّ خائن، لا بدَّ أن تعود خيانته ومكره على نفسه، ولا بد أن يتبين أمره.
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾ النساء 107
إن الله تعالى لا يحب من كان كثير الخيانة ، وكثر ذنبه.
5- أنواع الخيانة في القرآن
الراصد لآيات القرآن الكريم يجد أنه بين أنواعًا للخيانة متعددة، تحدثت عنها الآيات بوضوح وجلاء،
1- خيانة الله ورسوله
قال الله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ )الأنفال 27
يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله ورسوله بترك ما أوجبه الله عليكم وفِعْل ما نهاكم عنه، ولا تفرطوا فيما ائتمنكم الله عليه، وأنتم تعلمون أنه أمانة يجب الوفاء بها.
قال الله تعالى: وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ الأنفال: ٧١
أن المقصود بخيانة الله تعالى هي كفرهم به وعدم إيمانهم بما بعث به رسوله ، وعدم توحيدهم إياه ، أ ما خيانتهم للرسول ، هي الغدر به والمكر والخداع له بإظهارهم له بالقول خلاف ما في أنفسهم .
2- خيانة الدين
قد رصد القرآن الكريم صورة من أشد صور الخيانة للدين؛ لأنها كانت في بيئة يفترض أن تكون هي الناصر والمعين لنشر الدين ورفع رايته والدعوة إليه، وتلك الصورة كانت في شخص امرأة نبي الله نوح وامرأة نبي الله لوط .
قال الله تعالى:﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾التحريم: ١٠
ضرب الله مثلا لحال الكفرة – في مخالطتهم المسلمين وقربهم منهم ومعاشرتهم لهم، وأن ذلك لا ينفعهم لكفرهم بالله-
بحال زوجة نبي الله نوح، وزوجة نبي الله لوط: حيث كانتا في عصمة عبدَين من عبادنا صالحين، فوقعت منهما الخيانة لهما في الدين، فقد كانتا كافرتين، فلم يدفع هذان الرسولان عن زوجتيهما من عذاب الله شيئًا،
وقيل للزوجتين: ادخلا النار مع الداخلين فيها. وفي ضرب هذا المثل دليل على أن القرب من الأنبياء، والصالحين، لا يفيد شيئا مع العمل السيِّئ.
3- خيانة العرض
جاء الإسلام ليضع منهاجًا سليمًا لصيانة الإنسان، يحفظه من خيانة العرض واختلاس ما ليس له بحق، بداية من الدعوة إلى غض البصر، ومرورًا بالنهي عن الاقتراب من الفاحشة، ووصولًا إلى بيان بشاعة الوقوع فيها، ووصفها بأنها فاحشة ومقت وساءت سبيلًا
فقال الله تعالى:﴿ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ . ذَٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ﴾ يوسف: ٥1- 52
قال الملك للنسوة اللاتي جرحن أيديهن: ما شأنكن حين راودتنَّ يوسف عن نفسه يوم الضيافة؟ فهل رأيتن منه ما يريب؟
قلن: معاذ الله ما علمنا عليه أدنى شيء يَشينه، عند ذلك قالت امراة العزيز: الآن ظهر الحق بعد خفائه، فأنا التي حاولت فتنته بإغرائه فامتنع، وإنه لمن الصادقين في كل ما قاله. ذلك القول الذي قلته في تنزيهه والإقرار على نفسي ليعلم زوجي أني لم أخنه بالكذب عليه، ولم تقع مني الفاحشة، وأنني راودته، واعترفت بذلك لإظهار براءتي وبراءته، وأن الله لا يوفق أهل الخيانة، ولا يرشدهم في خيانتهم.
4- خيانة النفس والجوارح وهي فعل الذنوب بالخفاء.
قال الله تعالى : ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ )غافر 19
يعلم الله سبحانه ما تختلسه العيون من نظرات محرَّمة ، وما يضمره الإنسان في نفسه من خير أو شر.
قال الله تعالى:﴿ وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾ النساء:١٠٧
نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الدفاع عن الذين يختانون أنفسهم بالسرقة واتهام الغير ظلمًا وعدوانًا .
قال الله تعالى:﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ ﴾ البقرة:١٨٧
أباح الله لكم في ليالي شهر رمضان جماعَ نسائكم، هنَّ ستر وحفظ لكم، وأنتم ستر وحفظ لهن. علم الله أنكم كنتم تخونون أنفسكم؛ بمخالفة ما حرَّمه الله عليكم من مجامعة النساء بعد العشاء في ليالي الصيام -وكان ذلك في أول الإسلام-، فتاب الله عليكم ووسَّع لكم في الأمر، فالآن جامعوهن
5- خيانة العهدوصي القرآن الكريم على الوفاء بالعهد والبعد عن خيانته،
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾ الإسراء: ٣٤
وأتموا الوفاء بكل عهد التزمتم به. إن العهد يسأل الله عنه صاحبه يوم القيامة، فيثيبه إذا أتمه ووفَّاه، ويعاقبه إذا خان فيه.
قال الله تعالى: ﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾الأنفال: ٥٨
وإن خفت – أيها الرسول- من قومٍ خيانة ظهرت بوادرها فألق إليهم عهدهم، كي يكون الطرفان مستويين في العلم بأنه لا عهد بعد اليوم. إن الله لا يحب الخائنين في عهودهم الناقضين للعهد والميثاق.
قال الله تعالي :﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾المائدة: ١٣
فبسبب نقض هؤلاء اليهود لعهودهم المؤكَّدة طردناهم من رحمتنا، وجعلنا قلوبهم غليظة لا تلين للإيمان، يبدلون كلام الله الذي أنزله على موسى، وهو التوراة، وتركوا نصيبًا مما ذُكِّروا به، فلم يعملوا به. ولا تزال -أيها الرسول- تجد من اليهود خيانةً وغَدرًا، فهم على منهاج أسلافهم إلا قليلا منهم، فاعف عن سوء معاملتهم لك، واصفح عنهم، فإن الله يحب مَن أحسن العفو والصفح إلى من أساء إليه.
6- عاقبة الخائنين
لله عز وجل في الخائنين سنن ثابتة لا تتحوّل ولا تتبدّل، نصّت عليها آيات القرآن الكريم،
1- حرمان محبة الله تعالى
من أقسى عقوبات الله تعالى للخائنين أنه يحرمهم محبته، ويمنعهم مودته، تلك المحبة التي هي سبب كل خير، وعدمها سبب كل بلاء وضر.
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾ الأنفال: ٥٨
﴿ إإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾ الحج: ٣٨
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾ النساء: ١٠٧
2- إبطال كيدهم
ومن عقوبات القرآن الكريم للخائنين أن الله تعالى يبطل كيدهم، ولا ينيلهم مبتغاهم، حتى وإن بدا للناظر المتعجل أنهم وصلوا إلى غايتهم، وظفروا بمنيتهم، ونالوا ما يصبون إليه .
قال الله تعالى: ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ﴾ يوسف: ٥٢
فكل خائن بهذه الصورة لا يصل إلى مبتغاه، ويبطل الله كيده، وتلك سنة الله الماضية، وقانونه الدائم في الخلق.
3- الإهلاك
ومن عقوبات الله تعالى للخائنين أنه يعاجلهم بالهلكة، ويمكّن منهم من نقضوا عهده وخانوه .
قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ﴾الأنفال: ٧١
وإن يرد الذين أَطْلَقْتَ سراحهم -أيها النبي- من الأسرى الغدر بك مرة أخرى فلا تَيْئسْ، فقد خانوا الله من قبل وحاربوك، فنصرك الله عليهم. والله عليم بما تنطوي عليه الصدور، حكيم في تدبير شؤون عباده.
7 – صفات وأفعال الخائنين في القرآن الكريم
1- الكفر أو النِّفاق
قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ الأنفال: ٧١
وإن يرد الذين أَطْلَقْتَ سراحهم -أيها النبي- من الأسرى الغدر بك مرة أخرى فلا تَيْئسْ، فقد خانوا الله من قبل بكفرهم ومكرهم بك وقتالهم لك وحاربوك، فأمكن منهم المؤمنين ببدر حتى قتلوهم وأسروهم. والله عليم بما تنطوي عليه الصدور، حكيم في تدبير شؤون عباده.
قال الله تعالى:
﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾
التحريم: ١٠
وخيانتهما كانت في الكفر وعدم الإيمان، فلم يوافقاهما على الإيمان، ولا صدقاهما في الرسالة، فلم يُجْد ذلك كلَّه شيئًا، ولا دفع عنهما محذورًا؛ وذلك لكفرهما.
2- المعصية
قال الله تعالى:
﴿ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ﴾
البقرة: ١٨٧
أي: تظلمونها بتعريضها للعقاب وتنقيص حظِّها من الثواب، وقد كانت اختيانهم لأنفسهم جماعَهم للنِّساء والأكلَ والشربَ بعد النوم في ليالي الصيام من شهر رمضان، والاختيان أبلغ من الخيانة .
قال الله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾
الأنفال: ٢٧
وهو خطاب من الله تعالى للمؤمنين يحذّرهم فيه من العصيان الخفي، بعد أن أمرهم بالطاعة والاستجابة لله ولرسوله – صلى الله عليه وسلم -، حذَّرهم من أن يُظهروا الطاعة والاستجابة في ظاهر أمرهم، ويبطنوا المعصية والخلاف في باطنه .
3- نقض العهد
قال الله تعالى:
﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ﴾
المائدة: ١٣
أي: أن الخيانة والغدر من عادتهم وعادة أسلافهم، وهم على مكان أسلافهم من خيانة الرسل وقتل الأنبياء، فهم لا يزالون يخونونك وينكثون عهودك، ويظاهرون عليك أعداءك ، ويهمون بقتلك .
قال الله تعالى:
﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾
الأنفال: ٥٨
أي: إذا كان بينك وبين قوم معاهدة ولاحت لك أمارات نقضهم للعهود والمواثيق التي بينك وبينهم، فاطرح إليهم عهدهم، وأعلمهم بأنك قد نقضت عهدهم، حتى يبقى علمك وعلمهم بأنك حرب لهم، وهم حرب لك، وأنه لا عهد بينك وبينهم على السواء، ولا تناجزهم الحرب فإنه يكون خيانة منك، وما دامت الخيانة قد لاحت منهم فلا تستمرَّ على عهدهم فتكون معاهداً لمن لا يحبّهم الله ولا يرضى فعلهم.
4- عدم الأمانة
سواء كان ذلك بالسرقة، أو جحد الحقوق، أو الخيانة، أو غير ذلك،
قال الله تعالى:﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ﴾النساء: ١٠٥
إنا أنزلنا إليك -أيها الرسول- القرآن مشتملا على الحق؛ لتفصل بين الناس جميعًا بما أوحى الله إليك، وبَصَّرك به، فلا تكن للذين يخونون أنفسهم -بكتمان الحق- مدافعًا عنهم بما أيدوه لك من القول المخالف للحقيقة.
قال الله تعالى:﴿ وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾النساء: ١٠٧
ولا تدافع عن الذين يخونون أنفسهم بمعصية الله. إن الله -سبحانه- لا يحب مَن عَظُمَتْ خيانته، وكثر ذنبه.
5- الكذب
قال الله تعالى:﴿ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ﴾يوسف: ٥٢
أي: أقررت بالصدق واعترفت به ليعلم يوسف أني لم أخنه في غيبته بالكذب عليه، ولم أذكره بسوء وهو غائب، بل صدقتُ وحِدت عن الخيانة
وأما خيانة الأمانات فكل أحد مؤتمن على ما كلفه الله به، فهو سبحانه مُوقفه بين يديه، ليس بينه وبينه ترجمان، وسائله عن ذلك هل حفظ أمانة الله فيه أو ضيعها؟ فليستعد الإنسان بماذا يجيب الله تعالى به إذا سأله عن ذلك، فإنه لا مساغ للجحد ولا للإنكار في ذلك اليوم، وليتأمل قوله تعالى: وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ [يوسف: 52] أي: لا يرشد كيد من خان أمانته، بل يحرمه هدايته في الدنيا، ويفضحه على رءوس الأشهاد في العقبى، فالخيانة قبيحة في كلِّ شيء)
ومن صور الخيانه :
1- خيانة الله ورسوله:قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [الأنفال: 28]
قال ابن حجر الهيتمي: (وقوله عزَّ وجلَّ: وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ عطف على النهي، أي: ولا تخونوا أماناتكم.
قال ابن عباس: الأمانات: الأعمال التي ائتمن الله تعالى عليها العباد
أما خيانة الله ورسوله فمعصيتهما.
وأما خيانة الأمانات فكل أحد مؤتمن على ما كلفه الله به، فهو سبحانه مُوقفه بين يديه، ليس بينه وبينه ترجمان، وسائله عن ذلك هل حفظ أمانة الله فيه أو ضيعها؟ فليستعد الإنسان بماذا يجيب الله تعالى به إذا سأله عن ذلك،
فإنه لا مساغ للجحد ولا للإنكار في ذلك اليوم، وليتأمل قوله تعالى: وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ [يوسف: 52] أي: لا يرشد كيد من خان أمانته، بل يحرمه هدايته في الدنيا، ويفضحه على رءوس الأشهاد في العقبى، فالخيانة قبيحة في كلِّ شيء)
2- خيانة النفس:
وهي أن يفعل المرء من الذنوب ما لا يطلع عليه إلا الله، ويخون به أمر الله تعالى بألا يفعل، مثلما وقع من بعض المسلمين من الرفث إلى النساء ليلة الصيام،
فعن ابن عباس قال: كان المسلمون في شهر رمضان إذا صلوا العشاء حرم عليهم النساء والطعام في شهر رمضان بعد العشاء منهم عمر بن الخطاب، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأنزل الله تعالى: عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ [البقرة: 187] وقوله تعالى: تختانون من الاختيان، وهو أبلغ من الخيانة كالاكتساب من الكسب
3- خيانة الناس وهي أنواع:
- الخيانة في الأموال:
وتتمثل في أكل المال الذي يؤتمن عليه الإنسان، ومن ذلك مال الوديعة، قال ابن عثيمين في قوله صلى الله عليه وسلم:
((إذا اؤتمن خان)) قال: (إذا ائتمنه إنسان على شيء خانه، فمثلًا إذا أعطي وديعة،
وقيل له: خذها احفظها، دراهم أو ساعة أو قلم أو متاع أو غير ذلك، يكون فيها يستعملها لنفسه، أو يتركها فلا يحفظها في مكانها، أو يُظْفِرُ بها من يتسلَّط عليه ويأخذها، المهم أنه لا يؤدي الأمانة فيها))
- إفشاء السر:
وقد تكون خيانة الناس بإفشاء السر الذي يُؤتمن عليه الإنسان، إلا إذا كان في ذلك الإفشاء مصلحة أقوى، مثل: إظهار الحق، ونصرة المظلوم، وإعانة أهل العدل، وصيانة مصلحة الأمة.
ولكن أكثر ما تكون الخيانة في إفشاء الأسرار الخاصة التي لا تهمُّ غير صاحبها، مثل عورات البيوت، وأسرار العائلات، والأزواج.. فليتقِ الله من يطَّلع على شيء من ذلك إذا ائتمنه عليه أصحاب الشأن؛ لاستشارة أو لقيام بينهم بصلح.
كما يكون ذلك الإفشاء وخيانة الأمانة ممن يطلعون بحكم علمهم على أسرار الناس، كالأطباء والممرضات فهؤلاء يعلمون من أسرار المرضى ما لا ينبغي أن يُذاع، وكذلك من يقومون بغسل الموتى، وتكفينهم، ودفنهم، فقد وجب عليهم ألا يخونوا أماناتهم، وأن يحفظوا ما علموا سرًّا
(وقال الحسن: إنَّ مِن الخيانة أن تحدث بسرِّ أخيك.
ويُروى أنَّ معاوية رضي الله عنه أسرَّ إلى الوليد بن عتبة حديثًا، فقال لأبيه: يا أبت، إنَّ أمير المؤمنين أسرَّ إليَّ حديثًا،
وما أراه يطوي عنك ما بسطه إلى غيرك. قال: فلا تحدثني به؛ فإنَّ من كتم سرَّه كان الخيار إليه، ومن أفشاه كان الخيار عليه.
قال: فقلت: يا أبت، وإنَّ هذا ليدخل بين الرجل وبين ابنه؟! فقال: لا والله يا بني، ولكن أحب أن لا تذلل لسانك بأحاديث السرِّ،
قال: فأتيت معاوية فأخبرته. فقال: يا وليد، أعتقك أبوك من رقِّ الخطأ)
- الخيانة في النصيحة: ومن صور خيانة الناس كذلك الخيانة في النصيحة، كمن يزكِّي فاسقًا، أو يخفي مالًا مسروقًا، أو يؤوي مجرمًا، أو يعين قاطع طريق. أو من ينصح غيره بما يؤذيه في الدنيا أو الآخرة من الإفساد وقطيعة الرحم
- الخيانة الزوجية: وهي من أبشع صور الخيانة: خيانة الزوجة لزوجها في ماله وعرضه، بالسرقة والزنا، وخيانة الرجل لزوجته بالسرقة والزنا كذلك..
- الخيانة في الولايات:
كأن يكون الإنسان وليًّا على يتيم؛ على ماله وحضانته وتربيته، فيهمل ماله، ولا يقوم بالواجب، أو يأكل ماله
وقد قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا [النساء: 10]
- ومن صور الخيانة أيضًا:
عدم القيام بواجب التربية في الأهل والأولاد، وقد ائتمنه الله عليهم قال جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ )
تابعونا ـ أحبابنا ---- جزاكم الله خيرا
ولا تنسونا من صالح دعائكم
اليوم في 3:00 pm من طرف عبدالله الآحد
» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد
» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» العبادة وأركانها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور
» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد
» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد
» هيئات السجود المسنونة
الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد