آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
رابعاً :.التنصير .: أسباب انتشار التنصير .: وسائل الدعاية التنصيرية .: استقراء واقع التنصير .: التنصير في الدول العربيه :. Ooou110أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
رابعاً :.التنصير .: أسباب انتشار التنصير .: وسائل الدعاية التنصيرية .: استقراء واقع التنصير .: التنصير في الدول العربيه :. Ooou110أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد

» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
رابعاً :.التنصير .: أسباب انتشار التنصير .: وسائل الدعاية التنصيرية .: استقراء واقع التنصير .: التنصير في الدول العربيه :. Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» العبادة وأركانها
رابعاً :.التنصير .: أسباب انتشار التنصير .: وسائل الدعاية التنصيرية .: استقراء واقع التنصير .: التنصير في الدول العربيه :. Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد

» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
رابعاً :.التنصير .: أسباب انتشار التنصير .: وسائل الدعاية التنصيرية .: استقراء واقع التنصير .: التنصير في الدول العربيه :. Ooou110الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
رابعاً :.التنصير .: أسباب انتشار التنصير .: وسائل الدعاية التنصيرية .: استقراء واقع التنصير .: التنصير في الدول العربيه :. Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور

» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
رابعاً :.التنصير .: أسباب انتشار التنصير .: وسائل الدعاية التنصيرية .: استقراء واقع التنصير .: التنصير في الدول العربيه :. Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
رابعاً :.التنصير .: أسباب انتشار التنصير .: وسائل الدعاية التنصيرية .: استقراء واقع التنصير .: التنصير في الدول العربيه :. Ooou110السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد

» هيئات السجود المسنونة
رابعاً :.التنصير .: أسباب انتشار التنصير .: وسائل الدعاية التنصيرية .: استقراء واقع التنصير .: التنصير في الدول العربيه :. Ooou110الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» (( - 2 -)) خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
رابعاً :.التنصير .: أسباب انتشار التنصير .: وسائل الدعاية التنصيرية .: استقراء واقع التنصير .: التنصير في الدول العربيه :. Ooou110الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:28 pm من طرف صادق النور

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

رابعاً :.التنصير .: أسباب انتشار التنصير .: وسائل الدعاية التنصيرية .: استقراء واقع التنصير .: التنصير في الدول العربيه :. Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 63 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 63 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 10128 مساهمة في هذا المنتدى في 3405 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 311 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو Pathways فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    رابعاً :.التنصير .: أسباب انتشار التنصير .: وسائل الدعاية التنصيرية .: استقراء واقع التنصير .: التنصير في الدول العربيه :.

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    رابعاً :.التنصير .: أسباب انتشار التنصير .: وسائل الدعاية التنصيرية .: استقراء واقع التنصير .: التنصير في الدول العربيه :. Empty رابعاً :.التنصير .: أسباب انتشار التنصير .: وسائل الدعاية التنصيرية .: استقراء واقع التنصير .: التنصير في الدول العربيه :.

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين أغسطس 28, 2023 7:10 pm


    الجزء السادس :

    التنصير:

    المقصود بالإرساليات ما دأب غزاة الأفكار على القيام به، وتمويل أعضائه من المنصِّرين والمستشرقين، وبثِّهم في العالم الإسلامي؛ لإدخال المسلمين ضمن نفوذ الصليبيين.
    يقول المستشرق الميسو( ل. شاتليه) رئيس تحرير مجلة ( العالم الإسلامي) التي كانت تصدرها جمعية ( الإرسالية العمالية المغربية)
    قال بعد مقدمة بيَّن فيها أن من واجب فرنسا أن يكون عملها في الشرق مبنيًّا قبل كل شيء على قواعد التربية العقلية،
    حيث قال ( ومن هذا يتبين لنا أن إرساليات التبشير الدينية التي لديها أموال جسيمة، وتدار أعمالها بتدبير وحكمة، تأتي بالنفع الكثير في البلاد الإسلامية، من حيث إنها تبثُّ الأفكار الأوروبية، إلا أن لإرساليات التبشير مطامع أخرى، كما يتبيَّن من الجملة الآتية التي استخرجتها من رسالة أرسلها القسيس المحترم ) صموئيل زويمر( منشئ مجلة ) العالم الإسلامي ( الإنجليزية ) وهو يبني فيها صروح شامخة على أعمال المبشرين البروتستانت،
    قال: ( إن لنتيجة إرساليات التبشير في البلاد الإسلامية مزيتين: مزية تشييد، ومزية هدم، أو بالأحرى مزية تحليل وتركيب) ويقصد بهذا الكلام الغزو الثقافي والمدِّ السياسي.

    وهذه شهادة صارخة على ما يبيِّتونه للإسلام والمسلمين، وقد أتبع الغزاة أقوالهم بالأفعال، فأسَّسوا مئات الجمعيات التبشيرية، ومئات المعاهد والجمعيات في مختلف بقاع الأرض من آسيا وأفريقيا وبقية قارات العالم وبلدانه، وأقاموا مئات المؤتمرات؛ لبحث كيفية انتشار التنصير، وأنجح الوسائل التي يجب أن يستخدموها في ذلك، وأنشؤوا أعدادا غفيرة من المدارس والمستشفيات ودور الحضانة وبيوت الشباب.
    وفي سباق حثيث أنشؤوا مئات الكنائس في ديار المسلمين وفي غيرها، ولم يألوا جهدا في افتتاح مئات الإذاعات التنصيرية التي تُبَثُّ إلى العالم بمختلف اللغات في برامج منظمة معدة إعدادا متقنا؛ لتجد لها طريقا إلى قلوب السامعين،
    ثم أغرقوا المكتبات بتوزيع كتب التنصير، وعلى رأسها ما يسمَّى بـ (الكتاب المقدس) إما توزيعا بالمجان، وإما بثمن رمزي، وذلك عن طريق ستار، إما الطلب أو التدريس أو الفن أو غير ذلك، بل حتى مصادقة من فيه النباهة، أو يتردد إليه الناس حتى وإن كان ثرثارا يحسن اجتذاب الناس إليه، المهم عندهم لفت أنظار المسلمين إلى النصرانية تحت أي مستند كان، على طريقتهم المشهورة ( الغاية تبرر الوسيلة)
    ومما لا ريب فيه أن المنصرين والمستشرقين كلهم من المصائب والفتن التي ابتلي بها العالم الإسلامي.

    التعريف بالتنصير:

    التنصير حركة دينية سياسية استعمارية، بدأت بالظهور إثر فشل الحروب الصليبية بغية نشر النصرانية بين الأمم المختلفة في دول العالم الثالث بعامة، وبين المسلمين بخاصة، بهدف إحكام السيطرة على هذه الشعوب.
    وهو دعوة جادة لتنصير المسلمين وغيرهم، وإدخالهم في عداد الأمم النصرانية، وضمن نفوذهم السياسي بل والجغرافي.

    أسماؤه:
    أطلقت على هذا النوع من النشاط التسميات الآتية:
    التنصير، التبشير (كما يسمونه كذبا وزورا) الاستشراق، التكريز.
    وقد جاء في الكتاب الذي يقدسه النصارى إطلاق تسمية عملهم بالتكريز وبالبشارة.
    شعارهم:
    يتظاهر المنصِّرون بالدعوة إلى إنقاذ الأمم من الهلاك والشقاء على يد المسيح الفادي عليه السلام، ومع أن الديانة التي جاء بها نبي الله عيسى عليه السلام لم تكن عالمية- كما سيأتي إيضاحه - إلا أن المنتسبين إلى المسيح - وخصوصا ذلك العدو اللدود للمسيحية الحقة، وهو بولس ومن سار على طريقته - خالفوا هذا المبدأ، ونادوا بها عالمية، ويقصدون بذلك السيطرة على العالم، وإعلاء الوثنية، وحين أخفقوا في تحقيق ما كانوا يحلمون به من السيطرة على العالم، الذي يُراد به في الظاهر إنقاذ البشر، والخلاص على يد المسيح- كما يزعمون
    - ولكن يراد به في الباطن تحقيق ما عجزوا عنه بالوسائل الحربية، فاهتموا بالتبشير اهتماما بالغا، وأنشؤوا المدارس على اختلافها؛ لتخريج جحافل التنصير في مختلف بلدان العالم، وأتبعوا ذلك بطباعة كتبهم المملوءة بالدسِّ والغزو، كما اهتمُّوا بالمساعدات المادية، تدعمهم في كل جهودهم الدول الطامعة مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا وغيرهم من دول الغرب،
    وقد وجَّهوا جلَّ اهتمامهم إلى الدول الإسلامية ذات الكثافة السكانية، مثل مصر وإندونيسيا وغيرها من البلدان التي توجد بها أعداد من النصارى، كانوا قلة فأصبحوا كثرة، يشكِّلون رأس الحربة ضد المسلمين، والعيون الساهرة لتدعيم قواعد النصرانية، وبثِّها بين عوام المسلمين تحت عدة أقنعة.
    ومما يُذكر أن أول من اخترع فكرة التنصير هو الملك لويس التاسع، الذي اعتقل في مدينة المنصورة أثناء هزيمته في الحملة الصليبية السابقة، وخلوته هذه في معتقله بالمنصورة أتاحت له فرصة هادئة ليفرك بعمق في السياسة التي كان أجدر بالغرب أن يتبعها إزاء المسلمين،
    وقد أنهى به التفكير إلى تلك الآراء والمآخذ التي أفضى بها إلى إخوانه المخلصين أثناء رحلته إلى عكا مقلعا إليها من دمياط وقد نجحت هذه الخطة، ولم يفطن إليها المسلمون إلا متأخرين، ولم يعد غرض المنصِّرين أو المبشِّرين- ومن يقف وراءهم من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية- خافيا على أحد، فلقد أصبح الغزو الفكري لبلاد المسلمين موضع مؤتمرات غربية علنية وسرية، ومحل مفاوضات، يدرسون أقرب الآراء إلى إنجاح الحملات التنصيرية، ويخطِّطون لاقتحام البلدان التي يريدونها مسرحا لنشر نشاطهم ونفوذهم دون أي خوف من جهة المسلمين، وقد أعلنها صراحة في مئات النصوص.

     التأسيس وأبرز الشخصيات:


    ريمون لول: أول نصراني تولَّى التبشير بعد فشل الحروب الصليبية في مهمتها؛ إذ إنه قد تعلم اللغة العربية بكل مشقة، وأخذ يجول في بلاد الشام مناقشاً علماء المسلمين.
    - منذ القرن الخامس عشر وأثناء الاكتشافات البرتغالية دخل المبشِّرون الكاثوليك إلى أفريقيا، وبعد ذلك بكثير أخذت ترد الإرساليات التبشيرية البروتستانتية إنجليزية وألمانية وفرنسية.
    - بيتر هلينغ: احتكَّ بمسلمي سواحل أفريقيا منذ وقت مبكر.
    - البارون دوبيتز: حرَّك ضمائر النصارى منذ عام (1664) م, إلى تأسيس كلية تكون قاعدة لتعليم التبشير المسيحي.
    - المستر كاري: فاق أسلافه في مهنة التبشير، وقد ظهر إبَّان القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر.
    - كان للمبشر هنري مارتن ت (1812) م, يد طولى في إرسال المبشرين إلى بلاد آسيا الغربية، وقد ترجم التوراة إلى الهندية والفارسية والأرمنية.
    - في عام (1795) م, تأسَّست جمعية لندن التبشيرية، وتبعتها أخريات في إسكوتلانده ونيويورك.
    - في سنة (1819) م, اتفقت جمعية الكنيسة البروتستانتية مع النصارى في مصر، وكوَّنت هناك إرسالية عهد إليها نشر الإنجيل في أفريقيا.
    - دافيد ليفنستون ( 1813-1873 ) م: رحَّالة بريطاني، اخترق أواسط أفريقيا، وقد كان مبشِّراً قبل أن يكون مستكشفاً.
    - في سنة (1849) م, أخذت ترد إرساليات التبشير إلى بلاد الشام، وقد قامت بتقسيم المناطق بينها.
    - وفي سنة (1855) م تأسَّست جمعية الشبان المسيحية من الإنجليز والأمريكان، وقد انحصرت مهمتها في إدخال ملكوت المسيح بين الشبان كما يزعمون.
    - في سنة (1895) م تأسَّست جمعية اتحاد الطلبة المسيحيين في العالم، وهي تهتمُّ بدراسة أحوال التلاميذ في كل البلاد، مع العمل على بثِّ روح المحبة بينهم (المحبة تعني التبشير بالنصرانية).
    - صموئيل زويمر Zweimer: رئيس إرسالية التبشير العربية في البحرين، ورئيس جمعيات التنصير في الشرق الأوسط، كان يتولَّى إدارة مجلة العالم الإسلامي الإنجليزية التي أنشأها سنة (1911) م،
    وما تزال تصدر إلى الآن من هارتيفورد. دخل البحرين عام (1890) م، ومنذ عام (1894) م,
    قدَّمت له الكنيسة الإصلاحية الأمريكية دعمها الكامل. وأبرز مظاهر عمل البعثة التي أسَّسها زويمر كان في حقل التطبيب في منطقة الخليج، وتبعاً لذلك فقد افتتحت مستوصفات لها في البحرين والكويت ومسقط وعمان. ويُعدُّ زويمر من أكبر أعمدة التنصير في العصر الحديث، وقد أسس معهداً باسمه في أمريكا لأبحاث تنصير المسلمين.
    - كنيث كراج K.Cragg: خلف صموئيل زويمر على رئاسة مجلة العالم الإسلامي، وقام بالتدريس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة لفترة من الوقت، وهو رئيس قسم اللاهوت المسيحي في هارتيفورد بأمريكا، وهو معهد للمبشِّرين، ومن كتبه: (دعوة المئذنة) صدر عام (1956) م.
    - لويس ماسينيون: قام على رعاية التبشير والتنصير في مصر، وهو عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، كما أنه مستشار وزارة المستعمرات الفرنسية في شؤون شمال أفريقيا.
    - دانيال بلس: يقول: (إن كلية روبرت في إسطانبول (الجامعة الأمريكة حالياً) كلية مسيحية غير مستترة لا في تعليمها ولا في الجو الذي تهيئه لطلابها؛ لأن الذي أنشأها مبشِّر، ولاتزال إلى اليوم لا يتولَّى رئاستها إلا مبشِّر.
    - الأب  شانتور: رَأَسَ الكلية اليسوعية في بيروت زمناً طويلاً أيام الانتداب الفرنسي.
    - مستر نبروز: ترأَّس جامعة بيروت الأمريكية عام (1948) م, يقول: (لقد أدَّى البرهان إلى أن التعليم أثمن وسيلة استغلها المبشرون الأمريكيون في سعيهم لتنصير سوريا ولبنان).
    - دون هك كري: كان أكبر شخصية في مؤتمر لوزان التبشيري عام (1974) م،
    وهو بروتستانتي، عمل مبشراً في الباكستان لمدة عشرين سنة، وهو أحد طلبة مدرسة فلر للتبشير العالمي. وبعد مؤتمر كولورادو التبشيري عام (1978) م, أصبح مديراً لمعهد صموئيل زيمر الذي يضمُّ إلى جانبه داراً للنشر ولإصدار الدراسات المختصة بقضايا تنصير المسلمين، ومقرها في كاليفورنيا، وهو يقوم بإعداد دورات تدريبية لإعداد المبشرين وتأهيلهم.
    - يرى بابا الفاتيكان بعد سقوط الشيوعية أن من مصلحة الكنيسة ومصلحة رجال السياسة توجيه عموم الشعب المسيحي نحو خصم جديد يخيفه به، وتجنِّده ضدَّه، والإسلام هو الذي يمكن أن يقوم بهذا الدور في المقام الأول. ويقوم البابا بمغادرة مقرِّه بمعدل أربع رحلات دولية؛ لكسب الصراع مع الأيديولوجيات العالمية، وعلى رأسها الإسلام. وتوجد بلايين الدولارات تحت تصرفه للإنفاق منها على إرسال المنصِّرين، وإجراء البحوث، وعقد المؤتمرات، والتخطيط لتنصير أبناء العالم الثالث، وتنظيم وتنفيذ ومتابعة النشاط التنصيري في كل أنحاء العالم، وتقويم نتائجه أولاً بأول.

    الأفكار والمعتقدات:

    - محاربة الوحدة الإسلامية:
    يقول القس سيمون(إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإسلامية، وتساعد على التخلُّص من السيطرة الأوروبية، والتبشير عامل مهمٌّ في كسر شوكة هذه الحركة، من أجل ذلك يجب أن نحوِّل بالتبشير اتجاه المسلمين عن الوحدة الإسلامية).

    - يقول لورنس براون Lawrance Brawn (إذا اتَّحد المسلمون في إمبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطراً، أو أمكن أن يصبحوا أيضاً نعمة له، أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير).
    - يقول مستر بلس (إن الدين الإسلامي هو العقبة القائمة في طريق تقدم التبشير بالنصرانية في أفريقيا).
    - لقد دأب المنصرون على بثِّ الأكاذيب والأباطيل بين أتباعهم؛ ليمنعوهم من دخول الإسلام، وليشوِّهوا جمال هذا الدين.
    - يقول المبشر نلسون: (وأخضع سيف الإسلام شعوب أفريقيا وآسيا شعباً بعد شعب).
    - يقول هنري جسب: Henry Jesups المبشر الأمريكي (المسلمون لا يفهمون الأديان، ولا يقدِّرونها قدرها، إنهم لصوص وقتلة ومتأخرون، وإن التبشير سيعمل على تمدينهم).
    - لطفي ليفونيان وهو أرمني ألَّف بضعة كتب للنيل من الإسلام يقول (إن تاريخ الإسلام كان سلسلة مخيفة من سفك الدماء والحروب والمذابح).
    - أديسون Addison الذي يقول عن محمد صلى الله عليه وسلم: (محمد لم يستطع فهم النصرانية، ولذلك لم يكن في خياله إلا صورة مشوهة بنى عليها دينه الذي جاء به العرب).
    - المبشِّر نلسن يزعم بأن الإسلام مقلِّد، وأن أحسن ما فيه إنما هو مأخوذ من النصرانية، وسائر ما فيه أُخذ من الوثنية، كما هو أو مع شيء من التبديل.
    - المبشِّر ف.ج هاربر يقول (إن محمداً كان في الحقيقة عابد أصنام ذلك لأن إدراكه لله في الواقع كاريكاتور).
    - المبشر جسب يقول: (إن الإسلام مبنيٌّ على الأحاديث أكثر مما هو مبني على القرآن، ولكننا إذا حذفنا الأحاديث الكاذبة لم يبق من الإسلام شيء).
    - ويقول كذلك (الإسلام ناقص والمرأة فيه مستعبدة).
    - المبشِّر جون تاكلي يقول (يجب أن نُريَ هؤلاء الناس أن الصحيح في القرآن ليس جديداً، وأن الجديد فيه ليس صحيحاً).
    - أما القس صموئيل زويمر فيقول في كتابه العالم الإسلامي اليوم:
    ( يجب إقناع المسلمين بأن النصارى ليسوا أعداء لهم).
    ( يجب نشر الكتاب المقدس بلغات المسلمين؛ لأنه أهم عمل مسيحي).
    (تبشير المسلمين يجب أن يكون بواسطة رسول من أنفسهم ومن بين صفوفهم؛ لأن الشجرة يجب أن يقطعها أحد أعضائها).
    (ينبغي للمبشِّرين أن لا يقنطوا إذا رأوا نتيجة تبشيرهم للمسلمين ضعيفة؛ إذ إن من المحقق أن المسلمين قد نما في قلوبهم الميل الشديد إلى علوم الأوروبيين وتحرير النساء).
    - وقال صموئيل زويمر كذلك في مؤتمر القدس التنصيري عام (1935) م:
    (… لكن مهمة التبشير التي ندبتكم لها الدول المسيحية في البلاد الإسلامية ليست في إدخال المسلمين في المسيحية، فإن في هذا هداية لهم وتكريماً، وإنما مهمتكم هي أن تخرجوا المسلم من الإسلام؛ ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله، وبالتالي لا صلة له بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها).
    (… إنكم أعددتم نَشْئاً لا يعرف الصلة بالله ولا يريد أن يعرفها، وأخرجتم المسلم من الإسلام، ولم تدخلوه في المسيحية، وبالتالي فقد جاء النشء طبقاً لما أراده الاستعمار لا يهتمُّ بعظائم الأمور، ويحب الراحة والكسل، فإذا تعلم فللشهرة، وإذا تبوَّأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهرة يجود بكل شيء).
    - وقد كتب أحد المبشِّرين في بداية هذا القرن الميلادي يقول (
    سيظلُّ الإسلام صخرة عاتية تتحطَّم عليها كل محاولات التبشير ما دام للمسلمين هذه الدعائم الأربع: القرآن، والأزهر، واجتماع الجمعة الأسبوعي، ومؤتمر الحج السنوي العام
    ).

     هل جاء المسيح بديانة عالمية ؟

    الجواب:
    إن نشاط الغرب النصراني، ودعم المنصرين بسخاء؛ لنشر دين المسيح- بزعمهم- أمر لا مبرِّر له، ولا يستند على حقٍّ فهل جاء المسيح بديانة عالمية ؟الجواب بداهة بالنفي، فلم يأت المسيح بديانة عالمية،
    وإنما أرسله الله إلى بني إسرائيل بخصوصهم، ولم يرسل الله قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بديانة عالمية أي رسول،
    قال صلى الله عليه وسلم ((... وكان النبي يُبعث إلى قومه خاصة، وبُعثت إلى الناس عامة))

    أما بالنسبة للمسيح عليه السلام فقد صرَّح في أكثر من نصٍّ في الأناجيل بأنه جاء لهداية خراف بني إسرائيل الضالة ليس إلا،
    وهذا هو ما تفيده نصوص الأناجيل (العهد الجديد) فقد جاء فيه قول المسيح لتلاميذه الاثني عشر الذين أرسلهم للدعوة قائلا لهم ( إلى طريق أمم لا تمضوا، وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا، بل اذهبوا بالحري إلى خراف بني إسرائيل الضالة)
    بل هناك ما هو أوضح من هذا النص في تحديد رسالته إلى بني إسرائيل حيث جاءت امرأة كنعانية تصيح به أن يشفي ابنتها،
    فامتنع بحجة أنه لم يرسل إلا إلى بني إسرائيل، ولكن بعد أن ألحَّت عليه وحاجته لبَّى طلبها،
    كما في النص الآتي: ( ثم خرج يسوع من هناك، وانصرف إلى نواحي صور وصيدا، وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة: ارحمني يا سيدي يا ابن داود، ابنتي مجنونة جدا. فلم يجبها بكلمة، فتقدَّم تلاميذه وطلبوا إليه قائلين: اصرفها؛ لأنها تصيح وراءنا. فأجاب وقال : لم أرسل إلا إلى خراف بني إسرائيل الضالة.
    فأتت وسجدت له قائلة : يا سيدي أعنّي. فأجاب وقال: ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. فقالت: نعم يا سيدي والكلاب أيضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها.
    حينئذ أجاب يسوع وقال لها:  يا امرأة عظيم إيمانك ليكن لك كما تريدين. فشفيت ابنتها من تلك الساعة

    تعقيب:
    تلك النصوص وغيرها مما جاء في معناها في كتابهم الذي يقدِّسونه واضحة الدلالة على أن المسيحية التي جاء بها المسيح ليست ديانة عالمية، وإنما هي خاصة باليهود لم تتعدَّ ديارهم طول فترة وجود المسيح بينهم باعتراف الأناجيل التي يدعون قداستها،
    فإما أن يؤمنوا بكل ما دُوِّن في الأناجيل، فيعترفوا بأن ديانة المسيح ليست ديانة عامة، وإما أن يكذِّبوا أناجيلهم في تقريرها، ولهم أن يدعوا ما يشاؤون، أما أن يجمعوا بين المتناقضات فهو مرفوض في بدائه العقول، وهذا الجواب يوجَّه للمنصِّرين والمستشرقين الذين يجوبون الأرض؛ للدعوة إلى نصرانيتهم المحرفة الوثنية البولسيَّة باسم المسيح، والمسيح عليه السلام براء منهم، ومن اعتقاداتهم الوثنية التي أنشأها بولس؛ لتحويل النصرانية إلى الوثنية، ثم تغطية الوثنية بالنصرانية التي انتشرت باسم المسيح عليه السلام، فاتَّضح أن الديانة التي تحوَّلت إلى عالمية هي النصرانية التي يزعمون انتسابها إلى المسيح، وإنما هي الوثنية التي قررها بولس والحكام الوثنيون في وقته ومن بعده إلى اليوم؛ لميل كثير من الناس إلى عبادة الأوثان.

    أسباب انتشار التنصير في البلاد الإسلامية:

    لانتشار التنصير في البلاد الإسلامية أسباب كثيرة، بعضها واضح وبعضها خفي، يسير خلف خطط مدروسة،
    وعلى كواهل كثير ممن لا يشار إليهم بالبنان، كالمبشِّرة التي تمسى ( الأم تريزا) حيث لم يسمع عنها أحد إلا في رثائها من إذاعات التنصير حيث ماتت السنة الماضية، فقد نصَّرت عددا كثيرا في الهند، وخصوصا الأطفال.
    والذي يتَّضح... من الأسباب الظاهرة لانتشار التنصير في بلدان المسلمين أنه يرجع إلى أمور كثيرة،
    لعل من أهمها:
    1ـ جهل المسلمين بدينهم.
    2ـ  جهلهم بحقيقة التنصير.
    3ـ  نشاط المنصرين في مختلف المجالات..
    4ـ فقر بعض البلدان الإسلامية، حيث يدخلون عليهم عن طريق مختلف المساعدات المادية من بناء مدارس ومستشفيات ودور حضانة وبيوت للشباب وحفر آبار وبناء مراكز تثقيفية - كما يسمونها- والإسهام في كثير من المشاريع الأهلية والحكومية والقروض المالية.. إلخ.
    5ـ قوة نفوذ الدول الغربية الصليبية في الأصل، مثل أمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وهولندا، وغيرها، وقوة تغلغلهم في بلدان المسلمين للحاجة إليهم، وعدم استطاعة كثير من الدول الإسلامية - بل كلها - الاستغناء عنهم، خصوصا فيما يتصل بالحياة العصرية واكتشافاتها المختلفة وصيانة أجهزتها الحديثة.
    6ـ انبهار المسلمين ببريق الحضارة الغربية، وربطها المنصِّرون باتباعهم تعاليم المسيح، كما يفترون.
    7ـ الذلُّ الذي أصاب القائمين على مصالح الشعوب الإسلامية من أصحاب السلطة والكلمة والجاه، وتوددهم إلى النصارى خوفا وطمعا، وتيسير أمر المنصِّرين؛ للوصول إلى أماكن المسلمين القريبة والنائية تحت ضغط أو تشجيع الدول النصرانية الحاقدة.
    8 ـ وصول بعض الشخصيات النصرانية إلى موقع التأثير في المسلمين إما ظاهرا وإما في الخفاء، وقد منع أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه من الاستعانة بغير المسلمين.
    9ـ الدعوة إلى تقارب الأديان، وهي حيلة لجرِّ المسلمين للخروج من دينهم؛ إذ إنه بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم لا يوجد إلا دين واحد فقط ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإسلام [ آل عمران ): 19]
    10ـ اختلاط الأقليات الإسلامية بالنصارى، مع عدم وجود التوعية اللازمة للمسلمين، فتأثَّروا بهم.
    -----------------------------------------------------
    وما زلنا أحبابنا  ------ تابعونا جزاكم الله خيرا

    التالي ::
    الأساليب التي يتبعها أعداء الإسلام في حربهم له واتفاقهم على ذلك



    عدل سابقا من قبل صادق النور في الثلاثاء سبتمبر 05, 2023 4:43 pm عدل 1 مرات

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    رابعاً :.التنصير .: أسباب انتشار التنصير .: وسائل الدعاية التنصيرية .: استقراء واقع التنصير .: التنصير في الدول العربيه :. Empty الأساليب التي يتبعها أعداء الإسلام في حربهم له واتفاقهم على ذلك

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين أغسطس 28, 2023 7:11 pm



    الأساليب التي يتبعها أعداء الإسلام في حربهم له واتفاقهم على ذلك

    بيان أنواع الوسائل والطرق إجمالا:

    1- عن طريق المؤتمرات التنصيرية:

    مؤتمر القاهرة عام (1324هـ/1906) م, وقد دعا إليه (زويمر) بهدف عقد مؤتمر يجمع الإرساليات التبشيرية البروتستانتية؛ للتفكير في مسألة نشر الإنجيل بين المسلمين، وقد بلغ عدد المؤتمرين (62) شخصا بين رجال ونساء، وكان ( زويمر) رئيسا لهم.
    المؤتمر التبشيري العالمي في ( أدنبره) باسكوتلندا عام (1328هـ/1910) م, وقد حضره مندوبون عن (159) جمعية تبشيرية في العالم.
    مؤتمر التبشير في ( لكنو) بالهند عام(1339هـ/ 1911) م, حضره ( صموئيل زويمر ) وبعد انقضاء المؤتمر وُزِّعت على الأعضاء رقع مكتوب على أحد وجهيها (تذكار لكنو سنة (1911) م, وعلى الوجه الآخر (اللهم يا من يسجد له العالم الإسلامي خمس مرات في اليوم بخشوع انظر بشفقة إلى الشعوب الإسلامية وألهمها الخلاص بيسوع المسيح)...!!!
    مؤتمر ( بيروت) عام (1911) م.
    مؤتمرات التبشير في القدس:
    في عام (1343هـ/ 1924) م.
    في عام (1928) م، مؤتمر تبشير دولي.
    في عام ( 1354هـ / 1935) م, وقد كان يضم (1200) مندوب.
    في عام ( 1380هـ / 1961) م.
    مؤتمر الكنائس البروتستانتية عام (1974) م, في ( لوزان ) بسويسرا.
    وأخطر المؤتمرات، مؤتمر (كلورادوا) في أكتوبر (1978) م, تحت اسم (مؤتمر أمريكا الشمالية لتنصير المسلمين) حضره (150) مشتركا، كانوا يمثلون أنشط العناصر التنصيرية في العالم، استمرَّ لمدة أسبوعين بشكل مغلق، وانتهى بوضع استراتيجية بقيت سرية لخطورتها، مع وضع ميزانية لهذه الخطة مقدارها ألف مليون دولار، وقد جمع هذا المبلغ فعلا، وتمَّ إيداعه في أحد البنوك الأمريكية الكبرى.
    المؤتمر العالمي الذي عقد في ( السويد) في شهر أكتوبر (1981) م, تحت إشراف المجلس الفيدرالي اللوثراني الذي نوقشت فيه نتائج مؤتمري ( لوزان ) و( كلورادوا ) وخرج بدراسة مستفيضة عن التنصير لما وراء البحار، بهدف التركيز على دول العالم الثالث.

    ومن مؤتمراتهم كذلك:
    مؤتمر إستانبول.
    مؤتمر حلوان بمصر.
    مؤتمر لبنان التبشيري.
    مؤتمر بغداد التبشيري.
    مؤتمر قسطنطينة التبشيري في الجزائر، وذلك قبل الاستقلال
    مؤتمر شيكاغو.
    مؤتمر مدراس التبشيري في بلاد الهند، وكان ينعقد هذا المؤتمر كل عشر سنوات.
    مؤتمر بلتيمور بالولايات المتحدة الأمريكية عام (1942) م، وهو مؤتمر خطير جدا، وقد حضره من اليهود (بن جوريون).
    بعد الحرب العالمية الثانية اتخذت النصرانية نظاما جديدا، إذ ينعقد مؤتمر للكنائس مرة كل ست أو سبع سنوات متنقلا من بلد إلى آخر.
    مؤتمر أمستردام (1954) م ـ هولندا.
    مؤتمر إيفانستون(1954) م ـ أمريكا.
    مؤتمر نيودلهي(1961) م ـ الهند.
    مؤتمر أوفتالا (1967) م ـ أوفتالا بأوربا.
    مؤتمر جاكرتا (1975) م ـ إندونيسيا، وقد اشترك فيه (3000) مبشر نصراني.
    وكل تلك المؤتمرات وغيرها تهدف إلى تحقيق مآرب كثيرة تدرس كيفية نشر الديانة النصرانية خصوصا بين المسلمين.
    ومن تلك الجمعيات:
    1- جمعية لندن التنصيرية، وتأسست سنة ( 1179هـ / 1765) م، وهي موجهة إلى أفريقيا.
    2- جمعيات بعثات التنصير الكنسية، وتأسست في لندن سنة (1214هـ / 1799) م، وهي موجهة إلى الهند ومنطقة الخليج العربي.
    3- جمعية تبشير الكنيسة الإنجليكانية البريطانية وتأسست سنة ( 1214هـ / 1799) م وتدعم من الأسرة المالكة في بريطانيا.
    4- جمعية طبع الإنجيل البريطانية، وتأسست سنة (1219هـ /1804 ) م، وتهتم بالطبع والترجمة والتوزيع.
    5- جمعية طبع الإنجيل الأمريكية، وتأسست سنة (1231هـ1861 ) م، ولها مطابع ومكتبات تجارية في البلاد العربية كمطبعة النيل ومكتبة الخرطوم.
    6- مجلس الكنيسة المسيحية الأمريكية، ونشأت سنة (1253هـ/ 1883) م، وهي موجهة إلى العالم العربي.
    7- جمعية الكنيسة التنصيرية، ونشأت سنة (1260هـ/1844) م، وتركز على التعليم والخدمات العلاجية، ويسهم الألمان فيها بجهود.
    8- جمعية الشبان النصارى ونشأت سنة ( 1271هـ / 1855) م.
    9- جمعية الشبان القوطيين للتنصير في البلاد الأجنبية.
    10- الكنيسة الإصلاحية الأمريكية، وتأسست سنة (1273هـ /1857 ) م، وهي موجهة إلى منطقة الخليج العربي.
    11- جمعية الروح القدس في ( زنجبار)، وتأسست سنة (1280هـ / 1863) م، وهي كاثوليكية وتهتمُّ بالعلاج والتعليم الصناعي.
    12- أنشأ البابا ( ليو الثالث عشر) سنة (1295هـ/ 1878) م أسقفيتين لمباشرة التنصير الكاثوليكي في شرق أفريقيا، واحدة منها في منطقة فكتوريا، والأخرى في منطقة تنجانيقا.
    13- اتحاد البعثة التنصيرية الإنجيلية وتأسست سنة (1307هـ/ 1890) م، في الولايات المتحدة الأمريكية.
    14- الإرساليات العربية الأمريكية، ونشأت سنة (1311هـ / 1894) م، في الولايات المتحدة الأمريكية، وتهتم بمنطقة الخليج العربي.
    15- جمعية اتحاد الطلبة النصارى، وتأسست سنة (1331هـ / 1895) م.
    16- حملة التنصير العالمية، وتأسست سنة (1331هـ / 1913) م، في الولايات المتحدة الأمريكية، وتهتمُّ بالطب والتعليم والأدب والترجمة.
    17- زمالة الإيمان مع المسلمين، وأنشئت سنة (1334هـ / 1915) م, في بريطانيا وكندا، وتهتمُّ بالمطبوعات.
    18- عمودية التعبئة، وتأسست سنة (1377هـ /1958 ) م، وهي موزعة، وتعتني بتدريب الشباب على التنصير.
    19- جمعية تنصير الشباب، ونشأت سنة (1372هـ / 1952) م.
    20- الامتداد النصراني في الشرق الأوسط، ونشأ سنة (1396هـ / 1976) م، وهو موزع، ويهتمُّ بالمطبوعات.
    21- الإرسالية الجامعية لوسط أفريقيا، وقد قامت تلبية لنداءات المكتشفين الجغرافيين الإنجليز في الجامعات والجمعيات البريطانية.
    22- إرسال الكنيسة الحرة الأسكتلندية، وتهتمُّ بالصناعات اليدوية.
    23- جمعية التنصير في أرض التوراة العثمانية.
    24- جمعية تنصير شمال أفريقيا.
    25- لجنة التنصير الأمريكية.
    26- إرسالية كنيسة أسكوتلنده الرسمية، وقامت تلبية لنداء المستكشف الإنجليزي ( ليفينجستون).27- هذا بالإضافة إلى الجمعيات المحلية في العواصم والمدن الإسلامية

    2- عن طريق الإعلام:

    وهذا الجزء يتمثل في البثِّ الإعلامي على اختلافه من مرئي ومسموع، وحيلهم في جذب المستمعين إليهم، وعرضهم لعقيدتهم في صورة سهلة محببة، مع التشجيع السخي بالهدايا والجوائز المختلفة لكل من يطلب التعامل معهم، ولكي تقف على حقيقة كثرة الإذاعات التنصيرية في العالم، ونشاطهم القوي في تلك الإذاعات، والفائدة الكبيرة التي يحصلون عليها من وراء ذلك البثِّ الهائل، أحب أن تقف على الأمور الآتية:
    الرابطة الكاثوليكية للراديو والتلفزيون ومقرها سويسرا، وتضمُّ مائة محطة إذاعية كاثوليكية.
    الرابطة العالمية للإذاعة المسيحية، ومقرها جنيف.
    الاتحاد العالمي للاتصالات المسيحية أنشئ في لندن سنة (1968) م.
    الرابطة الدولية للإذاعيين المسيحيين، ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية.
    جمعية التنصير العالمية بالراديو، ومقرها نيوجرسي بالولايات المتحدة الأمريكية، وتتبعها إذاعة حول العالم من إذاعة مونت كارلو.
    الهيئة التنصيرية العالمية في هونج كونج.
    الاتحاد الفلبيني للإذاعيين الكاثوليك، ومقره تايلند.
    وقد بلغ عدد الإذاعات التنصيرية في عام (1980) م، أكثر من (35) هيئة ومؤسسة إذاعية دولية، وقد بلغ عدد المحطات التي تمتلكها أو تستأجرها الطائفة المعمدانية وحدها أكثر من (100) محطة تنصيرية في أكثر من (80) بلداً، وقد عقدت عدة مؤتمرات لبحث أفضل الوسائل وأنجحها لكيفية إيصال الإذاعات التنصيرية إلى كل المستمعين في العالم، فعقدوا مؤتمرا في زامبيا سنة (1961) م، حضره مندوبون من أمريكا وأوربا وأفريقيا، وخرجوا بقرارات بهذا الشأن.
    ثم عقدوا مؤتمرا في روما عام (1965) م.
    ثم عقدوا مؤتمرا في سويزلندا عام (1980) م.
    ثم عقدوا مؤتمرا في تنزانيا (9999) عام (1981) م، وكل تلك المؤتمرات تهدف إلى بحث أنجح الوسائل في البثِّ الإذاعي، وتطوير برامجه، واستحواذها على المستمعين، وتعمل الآن عدة محطات إذاعية من أمثلتها:
    1- إذاعة راديو الفاتيكان، وهي إذاعة دولية مسيحية تمتلك أقوى أجهزة بثٍّ على مستوى العالم، تأسَّست عام (1931) م، تذيع بأكثر من (47) لغة من بينها اللغة العربية، تهتمُّ بأخبار العالم المسيحي وأخبار البابا والأمور الدينية بصفة خاصة، وهم يدسون في نشراتهم بالعربية الوعظ والمصطلحات المسيحية دون أن يشعر المستمع بتعمدهم ذلك.
    إذاعة حول العالم (موناكو( تهتمُّ بالتنصير، وتقدم برامجها بخمسة وسبعين لغة لم ترتبط بأية طائفة دينية مسيحية، بل فضلت أن تعمل تحت اسم الهيئة التي تنتمي إليها، وقد اشتملت على برامج متنوعة لجذب المستمع، وفيها دسٌّ على الإسلام، وتعريض بتعاليمه، ومدح للنصرانية والمنصِّرين، وتحبيبهم إلى المستمع.
    إذاعة ( صوت الأمل).
    إذاعة ( صوت الغفران).
    إذاعة ( صوت الشبيبة).
    إذاعة (صوت المحبة والوفاء).
    إذاعة (المركز المعمداني).
    إذاعة ( مقدم الحق).
    إذاعة (مركز النهضة).
    إذاعة (صوت الإصلاح).
    إذاعة ( نور على نور) مرسيليا.
    إذاعة (المدرسة الإنجيلية).
    إذاعة ( صوت كلمة الحياة) إسبانيا.
    إذاعة (نداء الرجاء).
    إذاعة (دار الهداية) سويسرا.
    إذاعة (ميجانوسا) إندونيسيا.
    إذاعة (إدفنت) إندونيسيا.
    (الإذاعة الإنجيلية) إندونيسيا.
    إذاعة (زيون ) إندونيسيا.
    إذاعة ( تليستار) زائير.
    إذاعة (صوت الإنجيل) إثيوبيا.
    إذاعة ( صوت الحق) لبنان.وهناك إذاعات كثيرة تحت أسماء مختلفة، ولا يزالون يعملون بجِدٍّ في إنشاء الإذاعات في كل منطقة يصطادونها في سباق حثيث
    ومن ذلك قولهم:
    المسيح هو الرب.
    المسيح هو الله والإنسان معا.
    المسيح هو المخلِّص المبارك.
    المسيح هو مخلِّص الإنسانية من خطاياها.
    المسيح هو الذي صلب من أجلنا.
    المسيح هو الذي صلب من أجل سعادتنا.
    المسيح هو الذي رفض وصلب من قبل اليهود.
    المسيح هو الذي تألم ليحمل خطايا البشر جميعا في جسده عندما مات على الصليب.
    المسيح هو الذي قدَّم جسده ذبيحة على الصليب.
    اختار أن يموت بديلا عنا آخذا عقاب دينونة ذنوبنا.
    المسيح هو سيد العذاب والألم.
    المسيح هو الذي قدَّم جسده ضحية وفداء على خشبة الصليب.
    المسيح هو الذي مات طوعا واختيارا؛ لكي يدفع عقاب خطاياك.
    المسيح هو آدم الثاني.
    المسيح هو القادر أن يغير نظرتك وفكرك.
    المسيح هو الذي يضمن لك الحاضر والمستقبل.
    المسيح هو الذي ينقلك من الفكر الجسدي الشهواني إلى الفكر الروحي.
    المسيح هو السلام.
    المسيح هو مفتاح بيت الفرج.
    المسيح هو حامل بشارة السلام.
    المسيح هو زهرة الفرح والحرية للبشرية كلها.
    المسيح هو الذي تحمَّل الآلام والعار والعذاب والاحتقار من أجل أن يعطينا سلامتنا مع الله الأب في السماء.
    المسيح هو الوحيد الذي يمكن أن تعتمد عليه وتثق به.
    المسيح هو الطريق الذي تسلم له الحياة.
    المسيح هو الطريق الوحيد إلى الله.
    المسيح هو الذي مات من أجل أن نجد الطريق إلى الله.
    المسيح هو محبة، والمحبة هي صليب المسيح الذي عُلِّق فوقه.
    المسيح هو الطريق إلى الحياة الروحية.
    المسيح هو الذي فتح أبواب الحياة على مصراعيها.
    المسيح هو الحياة الأبدية وبدونه يكون الموت والعذاب الأبدي.
    قيامة المسيح هي قهر الموت عدو الإنسان اللدود.
    الإيمان بالمسيح الذي ييسر مشاكل الحياة.
    الإيمان بالمسيح هو الخط الفاصل بين السماء وبين الجحيم.
    الإيمان بالمسيح هو الطريق الوحيد لتحقيق السعادة.
    الإيمان بالمسيح وعمله الكامل على الصليب هو طريق الحياة الأبدية كما رسمه الله.
    -عن طريق الدعايات لكتابهم الذي يقدسونه:
    حينما أحسَّ النصارى بضعف كتابهم الذي يطلقون عليه ( الكتاب المقدس) اخترعوا له أيضا أوصافا ليكملوا ما شعروا به من النقص، وقد أحببت أن تطَّلع عليها أخي القارئ فيما يلي:
    الإنجيل هو الكتاب الذي رسم الله فيه طريق الحياة الأبدية.
    الإنجيل هو الإيمان.الإنجيل هو كلمة الله
    الإنجيل هو الطريق الوحيد للحصول على راحة وسلامة القلب، وصحة النفس.
    الإنجيل من أسهل وأوضح الكتب.الإنجيل كتاب نحبه. يعترفون بضياع إنجيل عيسى، الذين لا يؤمنون بالإنجيل، هم أصحاب القلوب والعقول المظلمة
    الإنحراف والفساد والرشوة والانحلال الأخلاقي تأتي بسبب ترك الإنجيل.
    -عن طريق مدحهم لدينهم:
    وصدق من قال: (القرد في عين أمه غزال). إن النصارى يدركون أكثر من غيرهم خواء عقيدتهم وهزالها، فذهبوا يمتدحونها، يعظِّمون من قدرها؛ لعلها ترتفع في أعين الناس،
    ومن ذلك قولهم :
    المسيحية هي طريق القداسة والمحبة والإيمان العميق.
    المسيحية هي الكمال الأخلاقي، والكمال الأدبي، والتطابق بين المعرفة العقلية والتطبيق الحياتي.
    المسيحية هي لقب الحياة كاملة، وليست لقبا لدولة أو مجموعة دول.
    المسيحي هو الذي يعيش حسب قدوة المسيح ومثله.

    - عن طريق التعليم:

    يقول نفر من المبشرين: ( إن أهداف المدارس والكليات التي تشرف عليه الإرساليات في جميع البلاد كانت دائما متشابهة، إن المدارس والكليات كانت تعتبر في الدرجة الأولى وسيلة تعلم من كتب غربية، وعلى أيدي مدرسين غربيين تحمل معها الآراء التبشيرية)
    ويقول المبشر ( هنري هريس جسب ) ( إن التعليم في الإرساليات التبشيرية إنما هو وسيلة إلى غاية فقط، هذه الغاية هي قيادة الناس، وتعليمهم حتى يصبحوا أفرادا مسيحيين وشعوبا مسيحية).
    ويقول أيضا (إن المدارس شرط أساسي لنجاح التبشير، وهي بعد هذا وسيلة إلى غاية في نفسها، لقد كانت المدارس تسمَّى بالإضافة إلى التبشير ( دق الإسفين) وكانت على الحقيقة كذلك في إدخال الإنجيل إلى مناطق كثيرة لم يكن بالإمكان أن يصل إليها الإنجيل أو المبشرون من طريق آخر).
    ويقول بعض المبشِّرين ( إن المدارس قوى لجعل الناشئين تحت تأثير التعليم أكثر من كل قوة أخرى،
    ثم إن هذا التأثير يستمر حتى يشمل أولئك الذين سيصبحون في يوم ما قادة في أوطانهم
    ).

    ويقول المبشر (تكلى) ( يجب أن نشجع إنشاء المدارس على النمط الغربي العلماني؛ لأن المسلمين قد زعزع اعتقادهم بالإسلام والقرآن حينما درسوا الكتب المدرسية الغربية، وتعلموا اللغات الأجنبية).
    ويقول ( صموئيل زويمر ) ( ما دام المسلمون ينفرون من المدارس المسيحية، فلا بد أن ننشئ لهم المدارس العلمانية، ونسهل التحاقهم بها، وهذه المدارس التي تساعدنا على القضاء على الروح الإسلامية عند الطلاب).
    فيم يجيب العلمانيون عن هذا المخطط الواضح ؟!! وهل تنفعهم المراوغة والاحتيال لصرف الناس عن التصديق به  ؟! !

    وتقول المبشِّرة ( آنا ميلي غان) ( لقد استطعنا أن نجمع في صفوف كلية البنات في القاهرة بنات آباؤهن باشوات وبكوات، ولا يوجد مكان يمكن أن يجتمع فيه مثل هذا العدد من البنات المسلمات تحت النفوذ المسيحي، وبالتالي ليس هناك من طريق أقرب إلى تقويض حصن الإسلام من هذه المدرسة).
    ويقول المبشِّر( بزوز) الذي جاء عام (1948) م, ليتسلم زمام الرئاسة في جامعة بيروت الأمريكية (لقد أدَّى البرهان إلى أن التعليم أثمن وسيلة استغلها المبشرون الأمريكيون في سعيهم لتنصير سوريا ولبنان، ومن أجل ذلك تقرر أن يختار رئيس الكلية البروتستانتية الإنجيلية  من مبشري الإرسالية السورية
    وقد أصبح التعليم كله على مختلف فنونه يهدف إلى تحقيق غاية واحدة، هي إعلاء الفكر المضاد للإسلام: الفن والشعر والعلوم والتاريخ والرياضة والتمثيليات والمسرحيات الطلابية والمسابقات الثقافية، وسائر الفنون الأخرى كلها لا بد فيها من تحقيق الطموح الغربي، والتنفيس عن الحقد الصليبي، وأن تشتمل كلها على تحقيق هذا الهدف.
    وهناك حيل أخرى يستعملها المفكرون الغربيون ضد المدارس التي لم يتوصلوا إلى التدخل المباشر فيها:
    وذلك بإشاعة أن السنة الدراسية وحضور الطالب فيها يكفي لنجاحه إلى السنة التي تليها، بغضِّ النظر عن مستواه التعليمي؛ لكي ينتشر التعليم بسرعة، ويقضي على الأمية، إلى غير ذلك من المبررات التي أقنعوا بها المسئولين، وكانت نتيجة هذه المكيدة التي يحملها أمثال هؤلاء الذين نالوا الشهادة دون مقابل من التعليم يستحقه، والغرض الخفي وراء هذه المكيدة تدنِّي المعرفة في العالم الإسلامي، وتخريج متعلمين جهالا، لا يثقون بأنفسهم، ولا تثق بهم مجتمعاتهم،
    وبالتالي إيجاد الحيرة والاضطراب في الجميع.
    وهناك حيلة أخرى أيضا تؤدِّي إلى نفس الغرض السابق، وإن كان يبدو أنها تشدِّد على المتخرِّجين، حيث يوهمون المسئولين بأنه يكفي لنجاح الطالب أن يشترط عليه الحصول على نسبة مئوية تؤهله للنجاح، والانتقال في المرحلة التعليمية، ولتكن تلك النسبة متدنية إلى حد ما؛ إذ المطلوب تسهيل نجاح الطالب، ومتابعته الدراسية، وتمَّ هذا، ولكن النتيجة لم تختلف عن الطريقة السابقة.
    ثم اخترع الغزاة للأفكار حيلة أخرى، وهي دمج المواد المتشابهة وإعطاؤها درجة واحدة، مع أن كل مادة تستحق أن تفرد بالدراسة الكاملة، وبالدرجة المستقلة، وكان غرضهم من هذا أن يجد الطالب الكسول الفرصة الملائمة له لدراسة أي جزء تميل إليه نفسه؛ ليأخذ الدرجة كاملة عن كل المواد الأخرى الواردة تحت تلك التسمية، فتتدنَّى المعرفة، ويزداد الكسل والخمول والأمية.
    مثلا (مادة الدين) تشمل العقيدة الإسلامية والفقه والتفسير والحديث والمصطلح وعلوم التجويد والسيرة النبوية، والتاريخ إلى غير ذلك مما يتعلَّق بمواد الدين، هذه كلها أصبحت مادة واحدة ودرجتها واحدة، فأي نفع سيحصل عليه الطالب من هذا الوضع ؟
    وكذلك مواد اللغة العربية من نحو وصرف وبلاغة وأدب وإملاء وخط وقراءة وتعبير ونصوص وعروض هي مادة واحدة كذلك! !
    وهناك حيلة رابعة تسمَّى بنظام الساعات، حيث يتمُّ فيها تجزئة المادة العلمية إلى وحدات دراسة صغيرة، تنتهي دراستها في مدة وجيزة، يتركها الدارس متى نجح فيها، ليأخذ بعدها وحدة أخرى، وهكذا إلى أن تنتهي المراحل الدراسية يأخذ المعلومات على عجل، ثم يتركها على عجل كذلك، فلا تثبت المعلومات في ذهنه، بل ينساها تباعا، أو لا يحصل له فيها اهتمام بالقدر الذي يجب
    وهي دسائس لا بد أن تؤثر سلبا على الدارس عاجلا أم آجلا.

    ومن أخطر أنواع الغزو الفكري عن طريق التعليم ما يسمَّى بوسائل التفريغ والملء، وهي وسائل خبيثة يراد من ورائها أن يبقى المسلمون بعيدين عن أي اتصال بدينهم، بسبب ما يضعونه أمامهم من العراقيل والمفاهيم والشبهات الباطلة، فتفسد بذلك مفاهيمهم عن الإسلام، ويتمثل هذا السلوك في أمور كثيرة،
    من أهمها:
    فصل العلوم الدينية عن العلوم الدنيوية، وبالتالي الفصل بين من يريد تعلم الأمور الدينية، وبين من يريد العلوم الدنيوية، وهي خطة غاية في المكر.....
    إثارة العصبية البغيضة بين أتباع كل علم، بحيث يتعصَّب صاحب كل علم لمبدئه، فتحصل الفرقة والتباغض بينهم، وهو المراد من تلك الخطة.
    إقصاء أصحاب العلوم الدينية كي يضطروا إذا أرادوا أن يكون لهم ذكر في المجتمع أو تأثير، أو أن يعيشوا عيشة كريمة- كي يضطروا إلى نبذ دراساتهم الدينية، والالتحاق بدراسة تلك العلوم الدنيوية التي يزعمون أنها لا تتوافق مع التعاليم الدينية.
    تشجيع كل صاحب هدف ما على أن يلفق عن الإسلام وعن نبيه العظيم وعن سلف أمة الإسلام، لكي ينشأ جيل يعتقدها صحيحة، فيفضلها ويقدمها على أنها هي التعاليم الإسلامية جهلا بحقيقتها، وتكوّن تلك المفتريات بغض الإسلام الصحيح وبغض علمائه السلفيين.
    ومن جهة أخرى يستفيد أعداء الإسلام منها الحيلولة دون معرفة حقيقة تلك الأغاليط والأكاذيب المفتراة؛ لضمان عدم رجوع من سلك سبيلهم عنها.
    ومنها اضطهادهم طلاب العلوم الدينية ودعاته، وإثارة بعضهم على بعض، وغمزهم بكل النقائص وإدخال عناصر بينهم؛ للتجسس عليهم، ولتفريق كلمتهم.
    الهجوم على الإسلام، وإثارة الشبهات والشكوك حول صلاحيته، وأنه مصدر تخلف المسلمين، بينما الحضارة الغربية بزعمهم كانت هي مصدر التقدم الأوربي حينما تركت تعاليم الكنيسة، وهؤلاء قد يكونون مغاليط معتمدين مع اقتناعهم بصلاحية تعاليم الكنيسة وتعصبهم لها، ويقولون ذلك من باب تشجيع المسلمين على ترك دينهم نفاقا لهم، وإما أن يكونوا جادين في ذلك بسبب ما رأوه في تعاليم الكنيسة من اضطهاد للعلم والعلماء، وهم يقولون ذلك لتشجيع الإلحاد، ونبذ الأديان كلها، سواء ما كان وضعيا كالنصرانية،
    أو إلهيا صحيحا كالإسلام، دون أن يلتفتوا إلى الفوارق الهائلة بين الدين الإلهي والدين الوضعي البشري.

    السخرية والتهكم بعلماء الإسلام، وبالأحكام الإسلامية، والعبادات في الإسلام، ووصفهم بكل صفات النقص، وتشويه صورهم الناصعة، إلى حد أن جعل بعض ضعاف النفوس يستحي أو يخاف أن ينسب نفسه إلى الإسلام في بعض الأماكن والبلدان؛ لئلا يكون محل سخرية وتهكم من المحيطين به من شياطين الإنس.
    وإذا كانت تلك الوسائل كلها المقصود بها تفريغ عقل المسلم من دينه، فهناك أيضا وسائل أخرى متممة لها يستعملها الغزاة لملء ذلك الفراغ الذي تحدثه الوسائل السابقة، ويتمُّ هذا عن طريق هيمنتهم على التعليم والمناهج الدراسية وعلى طريقتهم.
    الغضُّ من جدوى التعليم الإسلامي.
    التشجيع المادي والمعنوي لكل من انضمَّ إليهم من المسلمين، وإغداق الأموال والهدايا عليهم، وتمكينهم من الوصول إلى مواقع السيطرة، والنفوذ في بلدانهم، وتهيئة الرأي العام لهم إذا كانوا يصلحون للقيادة ليملؤوا الفراغ الذي رتَّبوه.
    إهمال مُدَرِّسي الدين الإسلامي وازدراؤهم، وإحلال مُدَرِّسي المواد الأخرى في حال أحسن من حال أولئك.
    تسخير كل شيء لصالح الغزاة من المواد الدراسية إلى لعبة كرة القدم والمسارح والسينما والتمثيليات والنزهات والاختلاط، ووسائل ما يسمُّونه بالفن والكتب والمجلات والصحف والإذاعة والتلفزيون... إلى آخر تلك الأمور التي لا تحصر إلا بالكلفة، كلها تهدف في النهاية إلى خدمة الغزاة، بملء الفراغ في كل مكان يتطلَّبه الأمر، أو يخرج منه الإسلام، والأنكى في كل ذلك أن يقوم بعض من ينتسب إلى الإسلام في الأساس ممن باعوا دينهم وضمائرهم وعقولهم لغزاة الأفكار أن يقوم هؤلاء بتنفيذ ما يريده الغزاة بكل دقة وجرأة تامة دون أي اكتراث بالمصير المشؤوم الذي يتهدَّد أمتهم الإسلامية.

    -عن طريق المعاهد التنصيرية:
    أما معاهد الدراسة ومراكز البحوث فقد اهتمَّ المنصِّرون بإنشاء معاهد للدراسة النصرانية في مختلف البقاع ومنها:
    معهد (بونتيفيكو) للدارسات العربية، ومقره روما في إيطاليا، تشرف عليه الكنيسة الكاثوليكية.
    معهد الآداب العربية، ومقره تونس، وتشرف عليه أيضا الكنيسة الكاثوليكية.
    المركز النصراني لدراسات شمال أفريقيا، كان مقره في الجزائر، وقد أغلقته الحكومة الجزائرية عام (1969) م.
    مركز دراسات العالم العربي الحديث، ومقرُّه بيروت، وتشرف عليه الكنيسة الكاثوليكية والجمعية اليسوعية.
    معهد الشرق الأدنى للاهوت، ومقرُّه بيروت في لبنان أيضا، وتشرف عليه طوائف نصرانية.
    مركز دراسات الإسلام في أفريقيا، ومقرُّه نيروبي في كينيا، وتشرف عليه عدة طوائف نصرانية.
    المركز النصراني للدارسات، ومقرُّه راولبندي في باكستان، وتشرف عليه طوائف مسيحية.
    معهد هنري مارتن للدراسات الإسلامية، ومقرُّه حيدر آباد في الهند، وتشرف عليه عدة طوائف نصرانية.
    مركز أبحاث دانسلان، ومقرُّه مدينة أليجان في الفلبين، وتشرف عليه كلية دانسلان التابعة للكنيسة المسيحية الموحدة.
    مركز دانكان ماكدونالد لدراسة الإسلام والعلاقات النصرانية الإسلامية، وتشرف عليه مؤسسة هارتفورد النصرانية في الولايات المتحدة الأمريكية.
    معهد زويمر للدراسات الإسلامية، ومقرُّه كاليفورينا بأمريكا.الوكالات الدينية التنصيرية، وتوجد عدة وكالات في أمريكا وكندا وأستراليا على غرار معهد زويمر
    وقد نجح هؤلاء الشياطين في استجلاب كثير من المسلمين إلى صفوفهم في أفريقيا وفي آسيا،......
    والله تعالى غالب على أمره.

    4- عن طريق الطب:

    في بناء المستشفيات التي ظاهرها الرحمة، وباطنها من قبلها العذاب، وقد لجؤوا إلى نشر النصرانية عن طريق الطب بعد أن فشلوا في نشرها بالوعظ والدعوة المباشرة، وقد استغلوا حاجة المرضى أسوأ استغلال، وبطرق شيطانية ماكرة يطول شرحها، إذ يقدِّمون للمريض
    - كما يذكر عنهم- الدواء الفاسد باسم محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يقدِّمون له الدواء الجيد باسم المسيح عليه السلام، ثم يسألون المريض عن المقارنة بين الحالتين مذكِّرين المريض بأن شفاء المرضى وإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص...
    وغير ذلك كان جزءا من قدرة المسيح عليه السلام على الشفاء، وغير ذلك من الأساليب والخدع الماكرة.
    ومن أقوال كبارهم:
    قال ( بول هاريسون ) في كتابه ( الطب في بلاد العرب) ( لقد وُجدنا نحن في بلاد العرب لنجعل رجالها ونساءها نصارى).وتقول المبشرة (إيد هاريس) (يجب على الطبيب أن ينتهز الفرصة ليصل إلى آذان المسلمين وقلوبهم)
    وغير ذلك من أقوالهم في الحث على نشر التنصير عن طريق الطب والأطباء.

    5- عن طريق حاجة المسلمين إلى الأيدي العاملة من النصارى:

    كذلك استغلوا حاجة المسلمين إلى الأيدي العاملة من النصارى في مجالات التقنيات الحديثة، في مجال النقل- كالطيران- أو الاقتصاد، كالبترول... وغير ذلك.

    6- عن طريق استغلال المرأة:

    حيث استغلوا المرأة أقبح استغلال بالتركيز على أنها مظلومة جاهلة، ويجب أن تتحرَّر من استعباد الرجل الشرقي، وأن النصرانية توفِّر لها كل شيء.
    7- عن طريق الصناعات:
    حيث وصلوا إلى أبعد حدٍّ ممكن حتى حلي النساء، فتجد بعضه يصنع على شكل الصليب، وكذا بقية الأدوات من لباس وفرش وغير ذلك من أنواع الأثاث.
    8- عن طريق التجارة:
    حيث يفعلون ذلك عن طريق مبادلة المنافع والسلع بزعمهم، حيث يحتوي ذلك على كثير من الدس التنصيري في الاتفاقيات والصيغ التي تكتب بها.
    9- عن طريق المناداة بوجوب تحديد النسل:

    وذلك بتشجيعه بين المسلمين، وكذلك الدعوة إلى الزواج المتأخر، وفي المقابل الدعوة الجادة للمسيحيين بالإكثار من النسل، والزواج المبكر، وتشجيعهم على ذلك بعدة وسائل ومغريات.
    وهناك أوجه كثيرة ووسائل متعددة يستخدمها المنصِّرون للتأثير على البسطاء من المسلمين يستجلبونهم بها من حيث يشعرون أو لا يشعرون.فقد ملؤوا الدنيا ضجيجا بأن أصحاب الديانات كلهم على خط واحد في محاربة الشيوعية، وبالتالي فوحدة الأديان هي المطلب المشترك في مجابهة الإلحاد
    وقد أثرت هذه الدعاية في الكثير من المسلمين ظانين أنه كلام صحيح واتجاه سليم، ولم يعلموا أنه فكر باطل لا يجوز أن ينخدع به المسلم ذلك أن كل ما سوى الإسلام من الديانات فهي باطلة منسوخة، سواء كانت اليهودية أو النصرانية أو الشيوعية...
    أو غير ذلك ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإسلام ) [آل عمران: 19] ...
    وأن الشيوعية أقل ضررا من النصرانية فهي منبوذة بطبيعة الحال، ولها تلك الأوجه التي للنصرانية من الحيل والمسالك المقنعة بالدعوة إلى الله تعالى، وإلى الرجوع إليه، والرغبة فيما عنده، ونحو ذلك من الطرق المشبعة بالنفاق والمكر.
    وكذلك خطر الوثنية، فإنه لا يصل إلى الخطر الكامن في التنصير؛ إذ الوثنية أمرها معلوم وكفرها واضح، وليس فيها كذلك تلك الأوجه المتعددة للنصرانية من استعمال العبارات المألوفة، مثل (غفران الذنوب، التوجه إلى الله، البعد عن الخطايا...) ونحو ذلك من الكلمات التي لا وجود لها في الوثنية والشيوعية.
    10- عن طريق محاصرة الإسلام:

    لقد عمل المنصِّرون كلَّ ما في وسعهم وطاقتهم على محاصرة الإسلام، وعدم وصول نوره إلى النصارى من ناحية، ومن ناحية أخرى إلى غير النصارى من أصحاب الديانات الباطلة، بل المنصِّرون يتمنَّون أن تبقى الشعوب على أي عقيدة كانت إلا العقيدة الإسلامية، وأن يبقوا على جهلهم؛ ليحوزوا السبق إليهم قبل أن يصلهم الإسلام الذي هو العدو الأول لهم، والذي تتمثل محاربتهم له في مجالات كثيرة منها:
    1ـ الحفاظ على من دخل النصرانية كي لا يتركها، بحيث لا يتركون له المجال للتفكير أو الاتصال بالمسلمين.
    2ـ إخراج المسلمين عن دينهم ما وجدوا إلى ذلك سبيلا.
    3ـ التشكيك في التعاليم الإسلامية وصلاحيتها لإسعاد البشرية بزعمهم الكاذب.
    4ـ إرغام المسلمين على النطق بألفاظ التنصير في المعاملات وفي أسماء صناعاتهم، وفي التحايا بينهم، مثل (أوكي، مرسي، والرب معكم...) إلخ.
    5ـ نشر الدعايات الكاذبة أن النصرانية هي التي أوصلت الأوربيين إلى ما وصلوا إليه من التقدم، وأن الإسلام هو الذي جعل أتباعه بهذه المنزلة من التخلف والضعف.
    11- عن طريق تحبيب النصرانية والصليب إلى الأطفال
    12- عن طريق أعياد الميلاد:
    ومن أشد وسائل التنصير شيوعا هو الاحتفال بأعياد الميلاد المسيحية، وتبادل التهاني بينهم وبين غيرهم من المسلمين ! !
    13- عن طريق تأليب الحكام على المصلحين:
    لقد توجَّه اهتمام المبشرين إلى الإيعاز للحكام أن يستولوا على كل وسيلة كسب لعلماء المسلمين كي لا يعتزوا بأنفسهم عن الذل لغيرهم، وخصوصا الأوقاف التي كانت في الزمن القديم من الصدقات الجارية للمؤسسات الخيرية، فسلبت تلك الأوقاف، وجعلت من أملاك الدولة في بعض بلدان المسلمين؛ نكاية بالمسلمين وبدينهم الحنيف.
    14- عن طريق السخرية بعلماء المسلمين:
    ثم وجَّهوا اهتمامهم إلى السخرية بعلماء الإسلام، وتصويرهم بصور شتى؛ لكي يسقطوا من أعين الناس، وبالتالي فلا يلتفتون إلى تعاليمهم، ولا يقدرونهم حقَّ قدرهم.
    وبالتالي ينفذون إلى التشكيك في الإسلام، وزعزعته من قلوب أتباعه، وبل وإلى ما هو أبعد من ذلك، وهو تفريق كلمة المسلمين، وإثارة العصبيات والبغي بينهم، وتعالي بعضهم على بعض، وقد صوَّرت إحدى الصحف في دولة عربية إسلامية، الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجاته في صورة تدل على استهزائهم بهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وبتعاليمه، وبصورة لا يمكن أن تصدر عن مسلم.
    15- عن طريق إثارة الهزائم النفسية:
    كما أنهم لم يألوا جهدا في إلحاق الهزائم النفسية، وإثارة الشعور بالخوف والقلق، وإيجاد عدم الثقة في قلوب المسلمين بدينهم ولا بقوتهم ولا بأرضهم، حيث تصبح الأرض في نهاية التبشير ملكا لهم تحت غطاء الخلاص في الكتاب المقدس.
    ----------------------------------------------------------------------------------------
    وما زلنا أحبابنا تابعونا
    التالي :
    بعض الكتب ووسائل الدعاية التنصيرية:


    عدل سابقا من قبل صادق النور في الثلاثاء أغسطس 29, 2023 8:41 pm عدل 1 مرات
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    رابعاً :.التنصير .: أسباب انتشار التنصير .: وسائل الدعاية التنصيرية .: استقراء واقع التنصير .: التنصير في الدول العربيه :. Empty بعض الكتب ووسائل الدعاية التنصيرية: . التنصير في مصر :.

    مُساهمة من طرف صادق النور الثلاثاء أغسطس 29, 2023 6:16 pm


    يتبع ما قبله
    بعض الكتب ووسائل الدعاية التنصيرية

    - جمعت موضوعات مؤتمر القاهرة (1906) م, في كتاب كبير اسمه وسائل التبشير بالنصرانية بين المسلمين.
    - صنَّف زويمر كتاباً جمع فيه بعض التقارير عن التبشير، أسماه (العالم الإسلامي اليوم) تحدَّث فيه عن الوسائل المؤدية للاحتكاك بالشعوب غير المسيحية، وجلبها إلى حظيرة المسيح مع بيان الخطط التي يجب على المبشر اتِّباعها.
    - (تاريخ التبشير): للمبشر أدوين بلس البروتستانتي.
    - كتاب المستر فاردنر: ركَّز فيه حديثه عن أفريقيا، وسبل نشر النصرانية فيها، وعوائق ذلك ومعالجاته.
    - مجلة إرساليات التبشير البروتستانتية التي تصدر في مدينة بال بسويسرا، والتي تحدثت عن مؤتمر أدنبره سنة (1910) م.
    - مجلة الشرق المسيحي الألمانية تصدرها جمعية التبشير الألمانية منذ سنة (1910) م.
    - (دائرة المعارف الإسلامية) التي صدرت بعدة لغات حية.
    - (موجز دائرة المعارف الإسلامية).
    - طبع الإنجيل بشكل أنيق وبأعداد هائلة وتوزيعه مجاناً، وإرساله بالبريد لمن يطلبه، وأحياناً لمن لا يطلبه أيضاً.
    - توزيع أشرطة الفيديو والكاسيت المسجل عليها ما يصرف المسلم عن دينه، واستخدام الموجات الإذاعية والتليفزيونية التي تبثُّ سمومها، وتصل إلى المسلمين في مخادعهم، وتعتمد على التمثيليات والبرامج الترفيهية والثقافية والرياضية من أجل خدمة أهدافهم الخبيثة.

    الجذور الفكرية والعقائدية:

    يبلغ عدد المبشِّرين في أنحاء العالم ما يزيد على (220) ألف منهم (138000) كاثوليكي، والباقي وعددهم (62000) من البروتستانت.
    - لقد بدأ التنصير، وتوسَّع إثر الانهزامات التي مُني بها الصليبيون طوال قرنين من الزمان ( 1099-1254 ) م, أنفقوهما في محاولة الاستيلاء على بيت المقدس، وانتزاعه من أيدي المسلمين.
    - الأب اليسوعي ميبز يقول: (إن الحروب الصليبية الهادئة التي بدأها مبشرونا في القرن السابع عشر لا تزال مستمرة إلى أيامنا، إن الرهبان الفرنسيين والراهبات الفرنسيات لايزالون كثيرين في الشرق).
    - يرى المستشرق الألماني بيكر Becker بأن (هناك عداء من النصرانية ضد الإسلام، بسبب أن الإسلام عندما أنتشر في العصور الوسطى أقام سدًّا منيعاً في وجه انتشار النصرانية، ثم إن الإسلام قد امتدَّ إلى البلاد التي كانت خاضعة لصولجانها).
    - التنصير في أساسه يهدف إلى تمكين الغرب النصراني من البلاد الإسلامية، وهو مقدِّمة أساسية للاستعمار، وسبب مباشر لتوهين قوة المسلمين وإضعافها.

    الانتشار ومواقع النفوذ:

    لقد انتشر التنصير، وامتدَّ إلى كل دول العالم الثالث.
    - إنه يتلَّقى الدعم الدولي الهائل من أوروبا وأمريكا ومن مختلف الكنائس والهيئات والجامعات والمؤسسات العالمية.
    - إنه يلقي بثقله بشكل كثيف حول العالم الإسلامي عن طريق فتح المدارس الأجنبية، وتصدير البعوث والإرساليات التبشيرية، وتشجيع انتشار المجلات الخليعة، والكتب العابثة، والبرامج التلفزيونية الفاسدة، والسخرية من علماء الدين، والترويج لفكرة تحديد النسل، والعمل على إفساد المرأة المسلمة، ومحاربة اللغة العربية، وتشجيع النعرات القومية.
    - إنه يتمركز في إندونيسيا وماليزيا وبنجلاديش والباكستان وفي أفريقيا بعامة.
    - يزداد تيار التنصير نتيجة لسياسة التساهل من قبل الحكام في بعض البلدان الإسلامية، فبعضهم يحضر القدَّاس بنفسه، وبعضهم يتبرَّع بماله لبناء الكنائس، وبعضهم يتغافل عن دخول المسيحيين بصورة غير مشروعة. والمطلوب اتخاذ سياسة حازمة لإيقاف تيار التنصير قبل فوات الأوان.

    التنصير في مصر:

    تعتبر مصر الآن هي مركز النشاط التنصيري في الشرق، وذلك لعدة أسباب هامة منها:
    - قوة الكنيسة المصرية السياسية والدينية والاقتصادية؛ فالكنيسة القبطية مثلاً تعتبر ثاني أكبر الكنائس في التاريخ المسيحي بعد الكنيسة الرومانية, وقد تمكَّنت هذه الكنيسة من ترؤس كنائس الشرق جميعًا، حتى بدأ النشاط البروتستانتي في إضعاف دورها، لكنها ما لبثت أن عادت إلى قوتها بعد سيطرة تنظيم الأمة القبطية الذي يتزعمه (البابا شنودة ومن بعده تواضرس) ومجموعة رهبان الستينات والسبعينات لها،
    ووصولها إلى قمة هرم السلطة فيها، والكنيسة الإنجيلية تعمل بنشاط وقوة منذ نشأتها أيام الاحتلال الأجنبي في القرن ال(19)، وهي المسؤولة عن النشاط التنصيري في جميع دول الشرق الأوسط وأفريقيا.
    -تشجيع الدولة للتيارات العلمانية واللبرالية المعادية للإسلام، والغريب أن تتوطَّد علاقة الكنيسة مع هذه التيارات،
    ويستفيد كل منهم من الآخر في دعم ومساندة موقفه في الحرب على الإسلام.
    -انتشار الجهل بين المسلمين بصورة لم تحدث من قبل في تاريخ الأمة.
    -حملة شهوانية مسعورة تملأ على المسلمين حياتهم، تقعد لهم بكل صراط وسبيل، تصدُّهم عن سبيل الله، وتزرع في نفوسهم الدياثة وحب الفواحش، حتى صار العامة لا يبالون إلا ببطونهم وفروجهم، وهذه الحملة تستخدم كل وسائل الاتصال البشري المسموعة والمرئية والمكتوبة.
    -حالة الفقر المدقع والغلاء الفاحش والبطالة التي تخنق المسلمين في مصر، والتي وصلت إلى ذروتها؛ مما دفع البعض إلى الانتحار أو قتل الأطفال؛ لعدم القدرة على إطعامهم، أو شيوع البغاء والسرقة، وما يسمى أخلاقيات الفقر والعنوسة، وأصبح لا همَّ للعامة سوى الحصول على المال للبقاء على قيد الحياة بكل وسيلة ممكنة، دون النظر إلى شرعية الوسيلة أو عواقبها.
    كل هذه الأسباب سواء كانت تمَّ التخطيط لها من قبل أعداء الأمة الإسلامية، أو وقعت لجهل المسلمين وبُعدهم عن دينهم أو لكليهما معًا ، فإن المتيقن منه الآن أن مصر تجهزت تمامًا لتأخذ نصيبها من مخطط الشرق الأوسط الكبير، وأن التنصير أحد أهم الوسائل المخصصة لذلك.

    استقراء واقع التنصير:

    من خلال استقرائنا لواقع التنصير نلاحظ أنه تمَّ توزيع الأدوار على الكنائس المختلفة، وهذا التوزيع استغل الخصائص المختلفة للكنائس؛ ليوظفها كعناصر قوة دافعة في برنامج واحد بمنظومة واحدة؛ هدفها تشويه الإسلام، وزعزعة اليقين في قلوب المسلمين، وتسخين الوضع الطائفي عن طريق شحن الأقباط بعقدة التفوق والاضطهاد؛ مما يضمن تمسكهم، وانعزالهم، وبث الثقة واليقين فيهم، وإثارة جرأتهم على الإسلام.
    ولذلك تمَّ تقسيم الحملة التنصيرية إلى قسمين:
    القسم الأول:
    السياسي:
    وتتولاه الكنيسة الأرثوذكسية باعتبارها أقلية أصلية، وليست وافدة، وهي الأكثر عددًا والأكفأ تنظيمًا وإعداداً، وقد تجهزت الكنيسة الأرثوذكسية لهذا الدور عبر إعداد جيل كامل من الرهبان والكهنة المشبعين بالتعصب، والموالين لتنظيم الأمة القبطية الذي يتزعمه البابا نفسه..
    وكذلك إنشاء التنظيم الدولي المساعد الذي يمثله أقباط المهجر، وهي ظاهرة صنعها البابا شنودة بنفسه، وهو يفخر بهذا، وقد استطاع هذا التنظيم إنشاء لوبي قوي في أمريكا وكندا واستراليا, وتمكَّن هذا التنظيم من الوصول إلى دوائر صنع القرار في أمريكا وأوربا مستغلًّا العون اليهودي المقدم لإضعاف الدولة المصرية.
    ويهدف هذا القسم إلى:
    - تدويل قضية نصارى مصر سياسيًّا على المستوى الدولي، وتهيئتهم للانفصال عن الدولة.
    - انتزاع أكبر قدر ممكن من المكاسب والامتيازات من الحكومة.
    - الوقيعة المستمرة بين المسلمين والأقباط ؛ ليصبح الانفصال حلًّا مريحًا للجميع.
    - استقطاب الشخصيات العامة عن طريق الرشوة، والمصالح المتبادلة، أو إرهابها وتحيديها. - تحييد المؤسسات الدينية الرسمية (الأزهر ـ الأوقاف)، عن طريق الترهيب والترغيب، والتنادي بمسمَّيات الوحدة الوطنية، ووأد الفتنة الطائفية، ونزع أسباب التوتر.
    ويتزعم هذه الحملة السياسية داخليًّا القمص (مرقس عزيز) كاهن الكنيسة المعلقة والمستشار (نجيب جبرائيل) المستشار القانوني للبابا شنودة وخارجيًا تنظيم (عدلي أبادير).
    القسم الثاني: هو القسم العلمي:
    وتتزعمه بالأساس الكنيسة البروتستانتية باعتبارها الأكثر تعلماً وثقافة وقدرة على الجدل مع المسلمين، وكذلك لارتباطها مع المؤسسات التنصيرية العالمية، وهي في أغلبها مؤسسات بروتستانتية تتمتع بسند أمريكي وبريطاني باعتبار رابط المذهب الديني.
    ويهدف هذا القسم إلى:
    - تشويه صورة الإسلام؛ لإقامة حائط صدٍّ يمنع المسيحيين من اعتناقه أو حتى التفكير فيه.
    - تشكيك المسلمين في دينهم وهزيمتهم نفسيًّا.
    - استفزاز المسلمين للقيام بأحداث ثأرية تصبُّ في صالح الشق السياسي، وتزيد الضغوط على الدولة، وتتزعم هذا القسم داخليًّا كنيسة (قصر الدوبارة) برئاسة القس (منيس عبد النور) والدكتور (داود رياض) وجمعية خلاص النفوس الإنجيلية والقس (عبد المسيح بسيط)، وهو كاهن كنيسة العذراء الأرثوذكسية، ويتزعمه خارجيًّا القمص (زكريا بطرس) وتنظيمه.
    وعتاد هذا القسم هو:
    عدد من القنوات الفضائية مثل: (الحياة) , (سات7), (النور) , (السريانية)، (أغابي)، (المعجزة)، (الكرامة) المسيح للجميع ((CTV.
    وأكثر من خمسمائة موقع إلكتروني مثل: (صوت المسيحي الحر)، (الكلمة) , (النور والظلمة),(فازر زكريا), (فازر بسيط ), (الأقباط متحدون) , مسيحيو الشرق الأوسط...
    أكثر من عشر مجلات متخصصة مثل (الكتيبة الطيبية), (الطريق) ,الأخبار السارة , أخبار المشاهير... أكثر من مائتي غرفة حوارية على برامج المحادثة الإلكترونية مثل (البالتوك) و(الماسنجر) و(الياهو) و(سكاي بي).
    بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المنصرين والمتنصرين الذين يقودون الحرب على الإسلام باعتبارهم أصحاب تجربة، وهؤلاء ينشطون داخل شبكات تنصير منظمة وممولة.
    ومن هذه الشبكات التنصيرية:
    1-شبكة قمح مصر، وهي تنشط في أكثر من محافظة، لاسيما القاهرة والمنيا وبني سويف، ويقودها شاب متنصر كان اسمه( محمد عبد المنعم) وأصبح (بيتر عبده) من محافظة المنصورة، ويساعده شاب متنصر أيضًا كان اسمه ( مصطفى)، وأصبح (جون) وكلاهما تنصَّر على يد دكتور أمريكي اسمه (بوب) , وقد تفوق (محمد عبد المنعم) أو (بيتر) فحصل على منحة لدراسة اللاهوت بالأردن، وهو يتقاضى راتبًا شهريًّا يصل إلى عشرة آلاف دولار.
    2-جمعية أرض الكتاب المقدس، ومقرها الرسمي (بكينجهام شاير) ويرأسها شخص اسمه (موبير نلي) وتنشط في الريف المصري، ويقوم عليها مجموعة من المنصرين العرب الأجانب، وتقوم هذه الجمعية بزيارة المناطق الفقيرة والمعدمة، وتقوم ببناء البيوت، ودفع اشتراكات التلفونات ومصاريف المدارس، وتشارك هذه الجمعية في مشروع بناء مصر العليا، وهو مشروع تنصيري ممول من جمعيات تنصيرية أوربية، وفي آخر رصد لنشاط جمعية أرض الكتاب المقدس خرج فريق من منصري هذه الجمعية إلى قرية الكوم الأخضر أحد قرى الجيزة، وظلوا لمدة عشرة أيام كاملة يساعدون العائلات في بناء بيوتهم وتجديدها وإعمارها، حيث إنفق الفريق أكثر من مائة ألف جنية إسترليني هناك.
    3-الجمعية الإنجيلية للخدمات الإنسانية، وهي جمعية تقوم بإقامة مشروعات صغيرة لفقراء المسلمين عن طريق القروض الميسرة، وتنشط في القاهرة الكبرى بوجه خاص، لاسيما المناطق العشوائية، وهي خاضعة لكنيسة (قصر الدوبارة البروتستانتية)، وقد تنصر بسببها عدد كبير من المتنصرين، ويمولها عدد من الشركات المسيحية التجارية.
    4- الجمعية الصحية المسيحية، وهي جمعية ممولة من السفارة الأمريكية، وتدير عدة مدارس ومستشفيات، وتقدم الخدمات المجانية لعدد كبير من المسلمين.
    5- مؤسسة (دير مريم) وهي مؤسسة قديمة تقدم الدعم المادي والقروض الحسنة، وتعرض خدمات الهجرة والسفر للمتنصرين.
    6- مؤسسة (بيلان) وهي أيضًا مؤسسة عريقة في التنصير، وبجانب ما توفره من دعم مادي تقوم بإقامة حفلات عامة يوم الأحد، وتدير شبكة مراسلة وتعارف بين الشباب من سن الحادية عشرة إلى الخامسة عشرة سنة بين مصر والبلاد الأوربية.
    7- مؤسسة حماية البيئة، ومقرُّها الأساسي في منشية ناصر أحد أفقر أحياء القاهرة، ولها فروع في العديد من المناطق الشعبية، وتقوم بتدريب الشباب والفتيات من كل الأعمار على الأشغال اليدوية، وإقامة المشروعات الصغيرة، وتقوم بالتعاون مع السفارة الأمريكية بإعداد معارض لمنتجات المتدربين فيها، وتضمُّ كذلك دور حضانة ومدارس بأجور رمزية، يقوم فيها المسيحيون بالتدريس لصغار المسلمين.
    8- جمعية (الكورسات) بالإسكندرية، وهي جمعية إنجيلية تقوم برعاية أطفال الشوارع، حيث توفر لهم ثلاث وجبات يومية، ومدرسة لمحو الأمية، وورش لتعلم الحرف،...... ويقدر تقرير أمريكي نشرته صحيفة (المصريون) بتاريخ ( 15/8/2007( م, أعداد الجمعيات والمنظمات التنصيرية بقرابة ألفي منظمة وجمعية، منها قرابة ثلاثمائة تقيم في مصر بشكل رسمي ودائم، ويعمل بها ما لا يقل عن خمسة آلاف مصري وألف وخمسمائة أجنبي.
    وجميعها تتلقَّى الدعم مالي من المؤسسات التنصيرية العالمية مثل:
    مؤسسة (ماري تسوري)
    ومؤسسة ( كريتاس) التابعة (لمجلس الكنائس العالمي)
    ومؤسسة (الكريستيان أيد)
    ومؤسسة ( ما وراء البحار)
    ومؤسسة (الطفولة الأمريكية)
    وهيئة (سدبا)
    ومؤسسة (كاتليست).
    ومن الملاحظات التي رصدناها في الفترة الأخيرة، هو انتشار النشاط التنصيري إلى أماكن التوتر العرقي في مصر، فقد رصدنا عمليات تنصير تجري في النوبة، وهي تقوم بالأساس على استغلال مشاكل النوبة الاقتصادية والسياسة، وتقوم جمعيات تنصيرية أمريكية بمشروع يسمى (الوعي القومي) في هذه المناطق، وهو يهدف إلى عزلهم كمجموعة مستقلة لغة وثقافة وعرقًا، وقد نجحت هذه المجموعات التنصيرية في تنصير الكثير من هؤلاء مطبقة بذلك نموذج (أمازيغ) الجزائر، ويساعدهم في ذلك أحد كبار مثقفيهم وهو (حجاج أدول)، وقد حصل على عدة جوائز أدبية، وشارك في العديد من المؤتمرات الخاصة بالأقباط في أمريكا.
    كذلك رصدنا مجموعة من المنصرين تنتشر بين بدو سيناء مستغلة مشاكلهم الاقتصادية والأمنية مع الدولة، وتدير هذه المجموعة نشاطها من بعض الفنادق والأديرة، ويشاركها مجموعة من جمعية المعونة الأمريكية، وقد حققت نجاحات على مستوى الأطفال والنساء، وإقامة علاقات وثيقة مع شيوخ بعض القبائل.
    كذلك انتشر التنصير في صعيد مصر الذي يعاني من التهميش والإهمال والفقر، وبينما توفر الكنيسة للنصارى فيه الدعم والسند المالي الكبير؛ والذي جعلهم أقلية منعمة ومرفهة

    استقراء الواقع من خلال نماذج من المتنصرين:

    تم تدريب فرق من الشباب المسيحي للعمل في مجال التنصير، وهؤلاء الشباب يتلقون تدريبات مكثفة على كيفية إدارة الحوار مع المسلمين، وكسب مودتهم وثقتهم، واكتشاف نقاط الضعف في شخصيتهم واستثمارها، ويتركز النشاط التنصيري على عدة جبهات أساسية وهي:
    المراكز التعليمية:
    الجامعات والمدارس والمدن الطلابية.
    المراكز الاجتماعية:
    النوادي والتجمعات الليلية، وأماكن تجمع الشباب بصفة خاصة.
    المراكز الطبية:
    مستشفيات وجمعيات مرضى الكلى والسرطان، فهناك رحلات تنظمها الكنائس إلى هذه الأماكن، وتقوم بتوزيع الهدايا والأموال والتعرف على احتياجات المرضى، وقيام صداقات بينهم وبين المنصرين.
    التجمعات الفقيرة: مثل منطقة (الكيلو أربعة ونصف) و(منشية ناصر) و(عزبة الهجانة) و(الدويقة) و(البساتين) و(مصر القديمة) و(المقطم) و (جزيرة الدهب) بين (المعادي) ومنطقة (البحر الأعظم) جزيرة الوراق (إمبابة).
    مراكز الإيداع الخاص: السجون وملاجئ الأطفال ودور المسنين، ومع حساسية هذه الأماكن وظروفها الخاصة.

    التنصير في الجزيرة العربية:

    إن بناء الكنائس في ديار الإسلام جريمة شنعاء، وعاراً مخزياً أن يكون للوثنية موقع قدم في ديار أعزَّها الله بالإسلام,
    ورفع عنها الجاهلية رحمة منه, وإقامة للحجة على عباده،
    فما الذي سيجنيه العالم الإسلامي من وجود هذه الكنائس بين ظهرانيهم ؟
    ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة: 50] ,
    وأكرر أنه إذا كان وجود الكنائس في ديار المسلمين أمراً مخزيا، فإن وجودها في جزيرة العرب يعتبر أشد خزياً, بل ومن أشد المنكرات التي يجب إزالتها والأخذ على أيدي المنتسبين إليها, فقد حرَّم الإسلام تحريما مؤبدا أن يجتمع فيها دينان إلى يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع فيها إلا مسلماً))
    وقد جاء في معناه أحاديث كثيرة كلها تحرِّم أن يجتمع بجزيرة العرب دينان, فأين المسلمون من تصميم النصارى على غزو بلاد العرب وإقامة الكنائس لو تيسر لهم - لا سمح الله - على أنقاض المساجد, وإعادة السيطرة الصليبية على كل أراضي العرب في الجزيرة، ليكون مصيرهم مصير إخوانهم من المسلمين في أفريقيا وفي شرق آسيا...
    وغيرها من البلدان التي وطئتها أقدام المنصرين النجسة, يغمرهم الحقد على الإسلام وعلى نبيه العظيم, وعلى كل مسلم غيور على دينه, ولقد تجرأ النصارى على المسلمين، فصاروا يهاجمون الإسلام وأهله علانية غير مكترثين بمشاعر المسلمين، ولا بمشاعر أهل البلد الذي آواهم، وسمح لهم بإظهار كفرهم؛ رعاية لمصالح المواطنين بزعمهم.
    لقد أصبح الخليج العربي بين فكي الكماشة, التنصير من جانب, والنفوذ الرافضي من جانب آخر, وكل هذا يراد به حصار الإسلام والعقيدة السلفية والقضاء عليها.
    وقد جاءت نصوص مستفيضة عن الصحابة على منع بناء الكنائس في ديار المسلمين, وفي كتب الحديث ما يشفي ويكفي،
    وكذلك من جاء بعد الصحابة كلهم على تحريم بناء الكنائس, وفي كتب الفقه في بيان حقوق أهل الذمة وأهل الملل الأخرى ما لا يحصى من الأقوال عن علماء المسلمين في تحريم بناء الكنائس بين ظهراني المسلمين,
    وأن من فعل ذلك فإنه يعزَّر وتهدم الكنيسة، خصوصا بناء الكنائس المستحدثة, ولم يتوانَ المسلمون في هدم كنائس الكفار إلا ما كان قبل قدوم المسلمين أراضيهم ودخول أولئك الكفار في الذمة بالصلح فلهم ذلك, ما لم ينقضوا عهدهم, فإذا نقضوه فللمسلمين حينئذ هدم كل كنائسهم، وعلى المنخدعين بزخارف القول بتقارب الأديان السماوية, أو رعاية المصالح الوطنية, أو ترديد شعار المؤاخاة بين الإسلام واليهود والنصرانية, عليهم إن كانوا غيورين على دينهم أن يراجعوا كلام علماء الإسلام وفقهائهم؛ ليتأكدوا من حقيقة موقف الإسلام من التعاليم الباطلة الجاهلية, ومن موقفه من رفع الكنائس وسائر الشعائر النصرانية في ديار المسلمين, فما أحرى بالمسلمين أن يروا الله خيرا من أنفسهم، وأن يمنعوا - حكاماً ومحكومين - كل ما يضادُّ الإسلام، ويرفع شأن الديانات الباطلة في ديارهم, فإنه ما غزي قوم في عقر ديارهم إلا ذلوا.
    وعسى أن يأتي اليوم الذي يستفيق فيه المسلمون قريبا، ويكون شعارهم (لا دينان في جزيرة العرب) بل ولا في أي بلد إسلامي, وأن يطهروا بلدانهم عن نجس النصرانية البولسية الوثنية
    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ [التوبة: 28] , عسى أن يأتي ذلك اليوم، وليس ذلك على الله بعزيز.....
    وعلى من انخدع بزخارف دعايات النصرانية أن يرجع إلى دينه الحنيف الذي جاء به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي لا يقبل الله دينا سواه.
    وفيما يلي أشير بتصرف واختصار على حركة التنصير في الخليج من كتاب: (التبشير المسيحي في منطقة الخليج).

    التنصير في البحرين:

    إن أول ما بدأ التنصير في الخليج كان من البحرين حين زار (زويمر) هذا البلد عام (1890) م،
    وجاءته الأموال من الكنيسة الإصلاحية الأمريكية, وقد دخل المنصِّرون عن طريق الأعمال الطبية، حيث أنشؤوا مستشفى البعثة الأمريكية الذي أسس عام (1902) م، ثم بنيت مدرستين, إحداهما للبنين، والأخرى للبنات في هذا البلد, ووصل عدد الطلاب إلى (500) طالب, بالإضافة إلى المكتبة المسيحية هناك التي تسمَّى مكتبة العائلة لبيع كتب التنصير, وعلى رأسها الأناجيل
    ويبلغ عدد أتباع الكنائس العالمية في دولة البحرين من الجنسيات المختلفة كما يلي:
    أتباع الكنيسة السورية الأرثوذوكسية في (مالابار)، ويتبعها حوالي (200) عضو, معظمهم من الهنود.
    أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية, ويتبعها حوالي (2700) عضو, معظمهم من الهنود, وتقام الصلوات لديهم بالإنكليزية.
    أتباع الكنيسة الإنكليكانية, وعدد أعضائها (500) عضو.
    أتباع الكنيسة الوطنية الإنجيلية, وهي الكنيسة الوحيدة في البحرين التي تضمُّ عددا أكثر من المواطنين بين أعضائها (150) عضوا, بينهم 60 بحرانيا.
    كما أن هناك طائفة إنجيلية تتحدث بالإنجليزية, وتضم (180) عضوا تقريبا, وأتباعها من اليهود والباكستانيين.
    أتباع كنيسة الرب, وتضمُّ هذه الطائفة الآن حوالي (40) عضوا نظاميا, ويشرف عليها قسيس من الولايات المتحدة الأمريكية، وكل أعضائها من المهاجرين.(والمبشرون يشعرون أن السلطات في البحرين تودُّ أن تكون الكنائس للأجانب, ولا تسمح بالتبشير بين المسلمين, كما تمنع في نفس الوقت اضطهاد المسيحيين)
    ويلاحظ في هذه الأعداد كثرة المتنصرين من الهنود والباكستانيين, وقد بلغ أتباع تلك الكنائس أكثر من (3770) شخصا, وهو عبارة عن عدد كبير في دولة صغيرة هي البحرين, كما أن هذا التقرير قد كتب في وقت متقدم.

    التنصير في الكويت:

    الكاثوليك يشكلون حوالي (50%) من المسيحيين, ويقدر عدد المسيحيين هناك بـ (19500) شخصا, معظمهم من الهنود والأرمن والسوريين والأقباط, كما توجد في الكويت سبع طوائف بروتستانتية، أكبرها أتباع كنيسة (مارتوما) الهندية.
    ويوجد أيضاً أكثر من (25000) مسيحي تابعين للمذهب الأرثوذوكسي لطوائف مختلفة من الأرمن والأقباط والمالابار السوريين, ولا توجد في الكويت كنائس وطنية, والكويت هي البلد الوحيد في الخليج الذي أسس فيه المسيحيون (المؤتمر الكنسي الكويتي) كمركز للتشاور والتنسيق)
    ويلاحظ أن القول بعدم وجود كنائس في الكويت غير مسلَّم به، ولعلَّ الذي يذكر هذا كان صحيحا في وقته, أما وجود الكنائس في الكويت فهي موجودة.

    التنصير في عمان:

    وأما التنصير في عمان فقد بدأ منذ وصول القس (زويمر) وزميله (جيمس)، وحصلوا على المساعدات الضخمة من الكنيسة الإصلاحية الأمريكية, وتوجد بعمان مكتبة مسيحية لبيع الكتب التنصيرية.
    أما أتباع الكنائس العالمية في عمان فهي:-
    الكنيسة الإصلاحية الأمريكية, وقد بدأت في عام (1890) م, ويوجد الآن لها ثلاث كنائس ذات بنايات ضخمة, ويوجد منهم حوالي (500) شخص بروتستانتي.
    الكنيسة الكاثوليكية, أنشئت في عمان (1971) م, ويوجد منهم حوالي (700) من الكاثوليك.
    الكنيسة الأرثوذوكسية, ومعظم أتباعها من الهنود.ويلاحظ أن تلك الكنائس هي لأجانب من طوائف وبلدان شتى في العالم, وأكثر الإمدادات المالية تأتيهم من الكنيسة الإصلاحية الأمريكية.

    التنصير في قطر:

    أما قطر فإنها لا تختلف عن غيرها من دول الخليج في انتهاز الكنيسة الإصلاحية الأمريكية للتنصير فيه.
    وأتباع الكنائس في قطر:
    الكنيسة الكاثوليكية وأتباعها حوالي (2500) عضو مختلفي الأجناس, معظمهم هنود, والبقية أوربيون, وقد رفضت الحكومة فيها اقتراحاً للجالية الكاثوليكية ببناء كنيسة, وتقام طقوسهم في منازل وأبنية خاصة لشركات النفط
    الكنيسة البروتستانتية, ومعظم أتباعها من الأوربيين.الكنيسة الأرثوذوكسية, وأتباعها قليلون, ومعظمهم من الهنود الملاباريون.

    التنصير في الإمارات:

    وأما الإمارات العربية المتحدة ففيها خمسون ألف مسيحي, ويبدو أن التنصير فيها أنشط منه في سائر دول الخليج, وقد دعمت بناء الكنائس والمستشفيات والمدارس لهم, ويتمثل النشاط التنصيري في (البعثة المتحدة الإنجيلية) التي أقامت مستشفى يتسع لأربعين سريرا في (العين) بتعاون مع (أبو ظبي) في تكوين مركز للنشاطات التبشيرية، وتوزِّع هذه المستشفيات المطبوعات التبشيرية للمرضى الخارجيين, وللمرضى المقيمين, وللمنصِّرين هناك مكتبات وقاعات اجتماعات ومستوصفات تدار من قبل المنصرين في (الفجيرة) وفي (الشارقة)- وقد أغلق- وفي (البريمي) ومدرسة (أبو ظبي).
    ولديهم حالياً أكثر من (800) طالب يتعلمون العربية والإنجليزية, منهم حوالي (30) قدموا من الهند وباكستان, وفي ( أبو ظبي) مكتبة مسيحية وغير ذلك من النشاطات.
    أما أتباع الكنائس في الإمارات العربية المتحدة فهي:-
    كنيستان بروتستانتيان, إحداهما: في (أبو ظبي) والثانية في (دبي) ولهم مجموعات متفرقة تدار من قبل بعض القساوسة, وقد تنصَّر بعض المسلمين هناك فيما قيل.
    ثلاث كنائس حديثة البناء تابعة للكنائس الكاثوليكية, وعدد أتباعها يبلغ (16000) تقريباً.طائفتان من أتباع الكنيسة السورية الأرثوذوكسية, كنيسة كبرى في (أبو ظبي), وصغرى في (دبي).
    ومن تلك الأعداد الضخمة للكنائس وأتباعها يتبين مدى النشاط الذي يبذله المنصِّرون في ديار الإسلام مع التنبه إلى عدد السكان في الخليج, ويبدو لي أن تلك النسب السابقة كانت في فترة متقدمة على الأقل قبل حرب الخليج, وأما بعد حرب الخليج فلا تسأل عن تكالب المنصِّرين وتسابقهم إلى سدِّ كلِّ ثغرة في دول الخليج؛ لملئها بدعاياتهم وتبشيرهم البغيض على المذاهب الغربية الضالة, وإقبال بعض الفتيان والفتيات للعمل معهم, وقد فرح النصارى بهم، ليجعلوا منهم دعاية مغرية لغيرهم.
    --------------------------------------------------------------------------------
    وما زلنا أحبابنا ----- تابعونا ----- جزاكم الله خيرا
    التالي ::
    حسرات المنصرين:

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    رابعاً :.التنصير .: أسباب انتشار التنصير .: وسائل الدعاية التنصيرية .: استقراء واقع التنصير .: التنصير في الدول العربيه :. Empty حسرات المنصرين:

    مُساهمة من طرف صادق النور الثلاثاء أغسطس 29, 2023 7:38 pm

    يتبع ما يلي :
    حسرات المنصرين:

    الحسرة الأولى: هوان النصرانية:

    ارتبطت النصرانية في ذهن المسلم بالكفر، قال تعالى ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ )  [المائدة: 73]  
    وارتبطت النصرانية- أيضا- في وجدان المؤمن بالتطاول على الله تطاولا كادت السماوات أن تتفطر منه، وأن تنشق الأرض،
    وتخر الجبال هدا، قال تعالى( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا  [ مريم: 88- 93]  وهانوا على أنفسهم؛ ليقينهم بفساد عقيدتهم،
    وعجز ملتهم أن تقدِّم لهم نظاما يحقِّق الرقي الإنساني للإنسان، ويكفل لهم سمو الأخلاق.

    يقول المنصِّر فاليري هوفمان (لا يزال معظم الناس في جميع أنحاء العالم يقرون التفوق التقني للحضارة الغربية، فإن هذا التفوق على المستوى الأخلاقي مشكوك فيه ومحل تساؤل، واليوم وعلى ضوء الواقع الحالي في تفكك الأسرة في مجتمعنا الغربي، وارتفاع معدلات الجرائم وحالات الطلاق، والزيادة المستمرة في الانحرافات الجنسية، لم يتبق لنا إلا القليل الذي نفخر به)
    وجاء في كتاب صدر عن الفاتيكان عام (1969) م, بعنوان: ( توجيهات من أجل حوار بين المسيحيين والمسلمين ) ما يؤكد يقينهم بفساد عقيدتهم، وعجزها عن مواجهة الحق
    حيث جاء فيه (في أي حوار يجب على المسيحي أن يقنع المسلم بأن المسيحية قائمة على التوحيد، وألا يناقش أية تفاصيل، فأي كلام سيقوله المسيحي تبريرا للعقيدة لن يمكنه أن يقنع به المسلم الذي لا يرى الثالوث إلا المساس بالتوحيد)
    وأختم هذه الفقرة بحسرة (جون فان إس) على ضياع الجهود التعليمية في طلاب يتعلمون في مدارسهم التنصيرية، ثم يذيعون خزيهم وينظرون عيوبهم،
    إذ يقول متحدثا عن التطبيب والتدريس: (فهذا الهدف عائق وليس مساعدا؛ لأن الأعمال المجيدة هي الأساس في محاربة الإسلام، ولا نتحمل ثمن دعم هذه الفكرة، فالمدرسة مهما كانت مجهزة في بلد مثل هذا، فهي أسوأ من أن تكون غير ذات قيمة إذا كانت تثقف العقل؛ لأنها تنتج متعلمين أوغادا يأخذون عيوبنا ويشوهون فضائلنا)
    فهل كنت تعلم الرذيلة ؟ أم كنت تشيع الفاحشة ؟ ولكن ( وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا [الأعراف: 58 ]
    وقد اعترف أرباب النصرانية أنها عاجزة في نفسها، عاجزة أن تقدم لأهلها ما يسعدهم، بل من تدرِّسهم في مدارسها يصبحون أوغادا؛ لأنهم عرفوا عيوبها وهجروها، فهل يرجو المنصر ممن منَّ الله عليه بالعقيدة الصافية، والمنهج الكامل، والشريعة الشاملة أن يهجر التوحيد ليعتنق التثليث  ؟ ويهجر الطهر والعفاف ليرتكس في حمأة الرذيلة والفجور  ؟ ويتخلَّى عن اليقين ليعيش الحيرة والشك والاضطراب  ؟.

    الحسرة الثانية: جرائم النصارى السابقة في حق الأمة الإسلامية:

    منذ أن تخلَّت هذه الأمة عن الجهاد في سبيل الله؛ - لإعلاء كلمة الله ونشر دين الله، والدفاع عن حرمات المسلمين وأعراضهم ودمائهم - تجرأت على الأمة الإسلامية أيد كانت صاغرة، تدفع الجزية وهي ذليلة... فاستباحت الديار، وسفكت الدماء، وهتكت الأعراض، وسلبت الأموال، واحتلَّت الأوطان، ولا تزال هذه اليد النصرانية الآثمة الغاشمة في ساحات الأمة الإسلامية، فهذه سيوفهم تقطر من دمائنا في كلِّ واد في البوسنة والهرسك وكوسوفو وبورما والفلبين والصومال وفلسطين،
    ولا تزال تسمع دوي الانفجارات وأزيز الطائرات فوق رؤوس الضعفاء والمساكين. وهذا الأمر- رغم شدته لم يكن شرًّا محضا- بل كان فيه خير للأمة الإسلامية؛ إذ أورثها بغض النصارى ومنافرتهم وعدم قبولهم دينهم، حيث ارتبطت النصرانية في ذهن المسلم بالحروب الصليبية وبالاستعمار، وارتبطت في العصر الحاضر بالاستحواذ الاستعماري على خيرات الأمة، والاستبداد السياسي، والتطفيف في الوزن في القرارات الدولية، وفي الإخلال بجودة الصادرات إلى المسلمين...
    فأنتج كل ذلك شعورا بمقت النصارى مقتا لمسه النصارى أثناء دعوتهم للمسلمين إلى النصرانية،

    فقد كتب (نورمان دانيال): (لقد كان أكثر ما أصيب بالضرر هو الاتصال وإمكانية التخاطب مع هؤلاء الناس؛ نتيجة للعلاقة الاستبدادية غير المحتملة من قبل الغزاة تجاه المغلوبين، والتي يستحيل التخفيف من آلامها... وقد بدأ التشويش على الاتصال عندما رفض الأوربيون أن يقتنعوا بأن العالم مثله كمثل أوربا له الحق في أن تكون له ثقافته الخاصة، لقد كانت مأساة الكنيسة النصرانية هي الخلط بين حقائق الدين والثقافة
    ومما يوجه إليه المحاور النصراني في حواره مع المسلمين ( ضرورة القيام بفصل المسيحية في حدِّ ذاتها عن العالم الغربي ومواقفه المادية ومواقفه الاستعمارية، فالمسلم لم ينس ذلك بعد

    وفي تحليل لشارلي عن البيئة الإسلامية ومدى قبولها للنصرانية قال: (إن تاريخ العلاقة بين الإسلام والنصرانية تاريخ حافل بالحروب التي لم تنقطع، فهنالك فتوحات المسلمين في شمال أفريقيا وإسبانيا، والحروب الصليبية والحروب التي دارت بين الطرفين في العصور الوسطى، وفي عصر النهضة، وفي وسط وشرق أوربا، والتوسع الاستعماري للقوى النصرانية الغربية داخل أراضي المسلمين، هذا بالإضافة إلى المواجهات الراهنة حول الصهيونية ولبنان والنفط، وعبر هذا التاريخ الطويل تصرف النصارى بصورة لا تمت إلى تعاليم النصرانية بصلة، وكان لتلك التصرفات أثرها في تشويه رسالة الإنجيل وإحباط مراميها)
    يريد النصارى أن ينسى المسلمون الحروب الصليبية حتى تزول الحواجز النفسية التي يظنون أنها هي التي تحول بينهم وبين النصرانية،
    ومن أجل ذلك انطلقت من أوربا. ( مسيرة مصالحة ) نصرانية؛ للاعتذار للمسلمين عن الحملات الصليبية، وقد بدأت هذه المسيرة عام( 1996) م, في فرنسا، ثم تبعها في ألمانيا حوالي (1000) شخص عام (1997) معظمهم من سلالة الصليبين،
    وقد زارت هذه المسيرة تركيا ولبنان، والتقت ببعض المسؤولين وببعض المارة، وقدموا لهم بعض الهدايا مع اعتذار شفهي عن جرائم أجدادهم الصليبين الذين غزوا المنطقة قبل تسعمائة سنة، وارتكبوا فيها المجازر، وألحقوا بالبلاد الدمار
    فهل يظن النصارى السذَّج أن المسلمين ينسون ذلك التاريخ بهدية تافهة، واعتذار بارد  ؟...
    فهلَّا أقاموا مدنا في بلاد المسلمين عما دمَّروه ، وهلَّا قدَّموا إعانات مالية لأبناء المسلمين، وهلَّا قدَّموا تدريبا تعليميا وتقنيا،
    وهلَّا قدَّموا رعاية مالية للمعوزين والأيتام.. كما يقدمون اليوم لليهود ضريبة لما ارتكبوه في حقهم، كما افترى ذلك عليهم اليهود  ؟.
    ولكن هل نسيت تلك المسيرات النصرانية أن دماءنا لا زالت راعفة في البوسنة والهرسك، وأن جراحنا لا زالت دامية في كوسوفو، وأن إخواننا المسلمين في تلك البلاد يسكنون الخيام بعد أن دمَّرت النصرانية بيوتهم  ؟.. فمتى ستتجوَّل مسيرة مصالحة أخرى عن هذه الجرائم  ؟ ؟

    الحسرة الثالثة: الوسائل الفاشلة:

    كثير من وسائل النصارى لنشر نصرانيتهم وسائل فاشلة، فهي وإن أبرقت وأرعدت زبد لا ينفع الناس، فضلا عن أن يغريهم بهجر الحق، وذلك لأنها من عمل مفسد كافر، وتحمل في طيَّاتها باطلا، وتدعو إلى كفر، وتواجه حقًّا، وتدعو مؤمنين...
    مثلها مثل سحرة فرعون الذين قال لهم موسى عليه السلام، كما أخبر الله عن ذلك في محكم تنزيله ( مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) [يونس:81- 82]
    إن الذي حكم على كثير من وسائلهم بالفشل منصِّرون جرَّبوا كثيرا من الوسائل في تنصير المسلمين، فكانت نتيجتها هباء وخسارة وحسرة في قلوبهم، يقول أحد المبرمجين: (إن الحاجة الماسة هي إلى برمجة فعالة مؤثرة، إن حوالي ( 95% ) من البرامج النصرانية الموجهة إلى المسلمين لا تجد قبولا لدى أغلبية المستمعين في هذه البلدان

    فالحمد لله الذي ردَّ كيد الفجار، وحفظ الأمة من أن تؤثر فيها ألاعيب أولياء الشيطان.كما أكَّد دونالدر في بحثه المعنون بـ ( تطوير وسائل جديدة لتساعد في تنصير المسلمين )
    أن الجمعيات التنصيرية لم تشهد تحولا نحو النصرانية إذ يقول - (إن جمعيات التنصير التي عبَّرت عن هذا الهدف (أي: كسب المسلمين إلى النصرانية) لم تشهد تحولا كبيرا نحو النصرانية من قبل المسلمين، ولم تستطع إنشاء كنيسة محلية قوية، ولم تنعم كذلك بتكاثر المؤمنين.. إلى أن قال- ولكن مثل هذه الجمعيات لم تر أبدا عظمة الرب في كسب المسلمين
    ) وهذا منصِّر آخر قال بعد أن سرد الحواجز التي تحول بين المسلمين وبين النصرانية: (إن نموا هاما للكنيسة على حساب المجتمع المسلم غير محتمل حتى يمكن استنباط بعض الوسائل لكسب أجزاء متجاوبة منه)، وهذا منصِّر آخر قال بعد أن أمضى أربعين سنة يزرع اليأس، ويحصد الهم والغم في محاولة تعيسة لتنصير المسلمين: (وبعد خبرة أربعين عاما كانت بعضها تجربة قاسية وحزينة في بذر البذور فوق الصخور، ومشاهدة الطيور تلتقطها عن آخرها)
    ونحن نقول لهذا المنصِّر وغيره جرِّب ما شئت من الوسائل، وأجلب بخيلك ورجلك، وأبشر بالفشل الذريع، وبسوء العاقبة؛ فإن الله كتب النصر والتمكين لهذا الدين، فأنت وأمثالك ممن قال الله فيهم(  يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ  ) [التوبة:32 ]

    ومما يؤكِّد فشل أساليبهم ما ورد في الخطاب الرئيس الذي قدمه و. ستانلي مونيهام إلى المؤتمر التنصيري المنعقد في أمريكا عام (1978) م, إذ جاء فيه (إن مطبوعات الإرساليات التنصيرية التي تعمل في صفوف المسلمين مليئة بإشارات وعبارت مثل (عدم الاستجابة) أو (منطقة صعبة) أو (نمو بطيء) أو (أرض وعرة).
    أما السعادة التي يدعون إليها ويبشرون بها فقد ظهرت آثارها في تايلاند، كما في الخطاب السابق، حيث جاء فيه ( كنا منذ شهور في حملة تنصير في أرجاء مدينة ( شينك ماي ) وكانت الحملة جزءا من احتفال يشمل البلاد برمتها بذكرى مرور (150) عاما على بدء التنصير فيها ، وتعتبر هذه المدينة المركز النصراني في شمال تايلاند ، وقد وصلها الكتاب المقدس منذ (110) أعوام، ومع ذلك فإن النصارى في هذه المدينة لازالوا أقلية صغيرة مكتئبة)

    الحسرة الرابعة: محاولات يائسة:

    يقوم المنصِّرون بين آونة وأخرى بتجارب جديدة لدعوة المسلمين إلى النصرانية، ثم ما يلبثون أن يكتشفوا أن هذه التجارب محاولات يائسة، ومن ذلك ما قام به أحد القساوسة في منطقة الشرق الأوسط من تغيير لطريقة دعوته ومظهره وأسلوب خطابه ونوع أدلته؛ ليحاكي بذلك الداعية المسلم إذ وعظهم بأسلوب حماسي ولبس ملابس مشابهة لملابس الداعية المسلم، وطلب من الحضور رفع أيديهم أثناء الصلاة كما يفعل المسلمون، كما طلب منهم الوقوف لأداء الصلاة..
    ثم قدَّم هذه التجربة في بحث إلى المؤتمر التنصيري في أمريكا- كلورادوا- زاعما أنه بهذه الطريقة يؤثِّر على المسلمين، وينقلهم إلى النصرانية.. ومما استقبلت به هذه التجربة في ذلك المؤتمر قول أحدهم: (إذا كانت طريقة القس إبراهيم مؤثرة إلى مثل هذه الدرجة فأين هؤلاء الذين استطاع أن يحوِّلهم عن دينهم)  ؟
    ومن ذلك- أيضا- ما قدَّمه دونالدر ريكاردز من اقتراح إيجاد مسجد عيسوي؛ ليكون وسيلة لدعوة المسلمين إلى النصرانية،
    وتتلخَّص الأفكار الرئيسة في هذه التجربة بما يلي:
    1- القرارات الخاصة بما ينبغي عمله خلال شهر رمضان.
    2- التقويم النصراني للناس الذين لديهم استعداد للتقبل، وذلك بمراعاة أن يبدأ الأسبوع من يوم الجمعة بدلا من يوم الأحد.
    3- الإصرار على الإبقاء على الخلفية الثقافية.
    4- وضع الأحذية خارج المسجد، وأن تكون هناك أوضاع متعددة للصلاة كالركوع ورفع الأيدي واستعمال الحصر للصلاة.
    5- عدم إلزام المصلين بالاتجاه شرقا.وبعد تدارس هذه التجربة في المؤتمر السابق، واعتراض كثير من المؤتمرين عليها،
    كان رد الكاتب كالتالي: (ليس من الحكمة الإقرار بأن ( 99% ) من الاستجابات كانت متوقعة، لقد كانت- مذلة أن أقرأ آراء زملائي حول الوسائل الجديدة على الرغم من الجهد الذي بذلته فيها، ومن جهة أخرى فقد كان مزعجا حقا أن تكون هناك مقاومة كبيرة كهذه)
    ومن هذه التجارب التي طرحت أمام المنصرين تجربة الحوار النصراني الإسلامي ،
    وبعد استعراض نتائجه قال دانيل آربر وستر: (والأمر الذي يقلق المنصرين- كما أقلقتهم الموضوعات السابقة، وربما كان أكثر الأمور التي تبعث على القلق- هو مفهوم المحاورة الذي أتقنه مجلس الكنائس العالمي والذي يقول: إن المحاورة التي تتمُّ بأمانة وصراحة وبدون عداوة أو حلول مسبقة قد تقود إلى كسب النصراني إلى جانب المسلم)

    الحسرة الخامسة: قوة الإسلام:
    الله أكبر، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين، هذا الدين الذي أنزله الله وأكمله وأظهره على الدين كله، وأخبر أن أعداءه يكيدون لهذا الدين كيدا؛ للقضاء عليه، ولطمس معالمه، ولكن يريدون ليطفئوا نور الله، والله متم نوره ولو كره الكافرون، فمهما حاولوا، ومهما أجلبوا بخيلهم ورجلهم.. يبقى هذا الدين راسخا رسوخ الجبال، يعجز الكفار أن ينالوا منه  .
    حتى يقول قائلهم- (إنني أميل إلى الاتفاق مع فاندر وزويمر ومزيتاك وآخرون فيما ذهبوا إليه من أن الإسلام حركة دينية، معادية للنصرانية مخططة تخطيطا يفوق قدرة البشر؛ لمقاومة إنجيل ربنا يسوع المسيح، إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي تناقض مصادره الأصلية أسس النصرانية، وترفض بكل وضوح صحة الإنجيل والثقة بما فيه، وأبوة الرب، وأن المسيح ابنه إلى أن يقول.. إنه الخلاف الأكبر في النصرانية وفي الكتاب المقدس، ولكن محرك هذا الخلاف هو الإسلام، وليس النصرانية وفي ذات الوقت فالنظام الإسلامي هو أكثر النظم الدينية المتناسقة اجتماعيا وسياسيا، ويفوق في ذلك النظام الشيوعي، ولكن هذه هي الحقيقة
    وسبق هؤلاء (جاير دنر) في خطابه الذي ألقاه في مؤتمر القاهرة التنصيري المنعقد عام (1910) م, إذ قال: (إن مشكلة الإسلام هذه، مسألة لا يمكن أن نتغافلها ببساطة ، ليست في مواجهة الأوضاع العاجلة بطريقة لا يمكن وصفها، والتي تواجهنا في الشرق الأقصى وهذه أولا ؛ لأن الإسلام على أبوابنا، فمن أقصى الساحل الشمالي الأفريقي يواجه أوربا، إنه فعلا يلمسها، ويمكن القول إنه يمسكها عمليا من طرفي البحر المتوسط.. فكروا في تلك الكتلة المركزية للعالم الإسلامي الصلب من شمال أفريقيا إلى غرب ووسط آسيا، إنه كإسفين ثابت يحجب الغرب المسيحي عن الشرق الوثني.. إلى أن يقول: فإن ذلك الوتد الغريب عنا والمعادي لنا، وهو غير منسجم أو متعاطف معنا، سيقطع العالم النصراني الشرقي والغربي كلية إلى نصفين، فاصلا الاثنين، مظهرا ليس فتقا فحسب، بل صدعا من القمة إلى القاع في ثوب الكنيسة التي لولا الإسلام لانتصر عليها المسيح، فحقا فلذلك يجب ألا نؤجِّل مشكلة الإسلام، إنها مشكلة اليوم كما رأينا)
    بل الإسلام هو العقبة الكؤود التي ستقف أمام الجهود التنصيرية بإذن الله.يقول شارلي والحسرة تملأ قلبه: (والإسلام نفسه عقيدة تبشيرية عدوانية نجحت عبر التاريخ في ضمِّ العديد من الشعوب، ونتيجة للتفاعل بين الإسلام (الأصيل ) وبين البيئات المحلية المختلفة ظهرت أمور جديدة واسعة نجدها في الإسلام المعاصر ، كما أن تاريخ الاحتكاك الطويل بين المسلمين والنصارى جعل المسلمين يشعرون بأنهم يفهمون النصرانية على حقيقتها)

    فالحمد لله الذي منَّ على أهل التوحيد بمعرفة النصرانية على حقيقتها، وجعل النصارى يعلمون ذلك من أهل التوحيد، فيزيدهم ذلك يأسا وقنوطا من دعوتهم إلى النصرانية.ومنذ ظهر الإسلام، وانتشر نوره في أرجاء الأرض، والنصرانية البائسة تحاول جاهدة أن توقف نموه،
    وأن تحول بينه وبين عباد الله يقول د. ماكس كيرشو: (منذ ظهوره في القرن السابع والإسلام يمثل تحديا لكنيسة يسوع المسيح، ولست بحاجة لسرد التقدم الذي أحرزه الإسلام في قرونه الأولى، أو تعداد المحاولات التي تمَّت لوقف المد الإسلامي بالقوة العسكرية، وبصورة عامة كانت الحملات التنصيرية غير فعالة نسبيا في استعادة مناطق إسلامية إلى المسيح، بينما استمر الإسلام في الانتشار على طول آسيا وأفريقيا، وينتشر اليوم في العالم الغربي)
    فالحمد لله الذي كتب النصر والتمكين والبقاء لهذا الدين، وجعله في منأى عن كيد الفجار، وجعل مهمة من يروم دعوة أتباعه مهمة صعبة، بل عسيرة ومثبطة للعزيمة،
    وانظر إلى قول المنصِّر الخبيث زويمر - بعد أن أعياه هذا الأمر- (إن تنصير العالم الإسلامي مهمة عظيمة صعبة للغاية ومثبطة للعزيمة إلى درجة لا يمكن أن يشجع عليها إلا تطلع المتسلقين إلى الأعلى)

    الحسرة السادسة: مقاومة المسلمين للنصرانية وبغضهم للمناشط النصرانية:

    أخبر الله في محكم تنزيله عن صفة هذه الأمة في الكتب السابقة، فقال جل ثناؤه-(  مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) [الفتح: 29]  
    وقال عزَّ من قائل(  لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )  [المجادلة:22]  
    فالحمد لله الذي وفَّق هذه الأمة للتمسك بدينها، وغرس في قلوب أبنائها منافرة أعدائها، فمهما ضعفت الأمة، ومهما افتقرت، ومهما تناحرت فيما بينها، إلا أنها تبقى وفيَّة لدينها، كافرة بمن كفر بربها، كارهة لكل كافر يلبس لبوس الرحمة والشفقة؛ ليقدم لها في يوم جوعها لقمة تسد رمقها؛ ليسرق منها دينها، وينتهك عفافها،
    ولما ذكر تشارلس كرافت أحد أساليب فرض النصرانية بالقوة في المجتمعات الإسلامية، قال معلقا على ذلك: ( لقد قاوم المسلمون بصورة عامة- بالطبع- هذا الإكراه الثقافي وخاصة في المسائل اللاهوتية، وبهذا تركونا بدون استراتيجية تنصيرية، علينا لذلك أن نتعلم كيف نكسب أو ننال حق الإصغاء إلينا)
    وقال زويمر في كلمته التي ألقاها أثناء انعقاد مؤتمر القدس التنصيري عام (1935) م,
    ردا على ما أبداه المنصرون من روح اليأس التي كانت مخيمة على المؤتمرين: (إني أقركم على أن الذين أدخلوا من المسلمين في حظيرة المسيحية لم يكونوا مسلمين حقيقيين، لقد كانوا كما قلتم أحد ثلاثة:
    1- إما صغير لم يكن له من أهله من يعرِّفه ما هو الإسلام.
    2- إما رجل مستخفٌّ بالأديان لا يبغي غير الحصول على قوته، وقد اشتدَّ به الفقر، وعزَّت عليه لقمة العيش.
    3 - وإما آخر يبغي الوصول إلى غاية من الغايات الشخصية
    وهذا منصِّر آخر بعد أن ذكر حسد المنصِّرين للمسلم على عبادته لربه وخضوعه واستسلامه له،


    وأن تقوى المسلم وولاءه لربه ودينه كادت أن تجرَّ المنصِّرين إلى ترك حقائق دينهم؛ لشدة إعجابهم بتقوى المسلمين،
    فيقول: (ويمكن أن يكون العاملون في مجال التنصير في هذه الأيام- والذين كيَّفتهم الظروف- قد تأثَّروا كثيرا بالتقوى والولاء الديني لكثير من المسلمين حتى كادوا يهملون حقائق الشهادة الإنجيلية الواضحة تماما،
    والتي تعرضنا لها قبل قليل، وكان تركيزهم منصبًّا على هذه التقوى المثيرة للإعجاب بحيث إنهم جعلوها نقطة البداية في تفسيراتهم اللاهوتية حول المواجهة الدينية، لقد وقفوا بكل رهبة أمام المسلم المنهمك في عبادة الله وقوته وعظمته، وتجاوبوا مع التزامه المحسوس للخضوع لرغبة الله، إنهم يحسدون غيرة المسلم على عبادة الرب الواحد الذي يتصرَّف في ملكوته..
    إلى أن يقول: سيكون غريبا ومزعجا أن تواجه مسلما ورع
    ا)
    وقد تضمَّن البحث الذي قدَّمه جورج بينرز بعنوان: (نظرة شاملة عن إرساليات التنصير العاملة وسط المسلمين) أسباب قلة المسلمين الذين تحوَّلوا إلى النصرانية فقال: (أولا: كان المسلمون عبر تاريخهم متدينين ومتشددين ومكافحين، بل أكثر المتدينين تعصبا)

    وأقول: أبشر بالذي يسوؤك؛ فكل يوم يمرُّ يكتشف فيه المسلمون النصارى على حقيقتهم، وتنكشف أمامهم غايات النصارى وأهدافهم مما يزيدهم منافرة لكم ومقتا لأعمالكم، ووحشة من طروحاتكم.
    فالحمد لله الذي جعل إنفاقكم لأموالكم في هذا السبيل خسارة عليكم، وأعمالكم حسرات عليكم،
    قال تعالى( كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ )[ البقرة- 167]
    وكما أن أعمالهم حسرات عليهم، فإن تكذيبهم بهذا القرآن حسرة عليهم يوم القيامة، قال تعالى( وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ  ) [ الحاقة: 48 - ]50.
    وما ذاك إلا لأنهم استحبُّوا الحياة الدنيا على الآخرة، وصدوا عن سبيل الله، ويبغونها عوجا،
    قال تعالى (الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ)  [إبراهيم: 3 ]
    وقال جل ثناؤه(  الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ [هود: 19-20]

    ويتضح مما سبق:
    أن التنصير حركة سياسية استعمارية تستهدف نشر النصرانية بين الأمم المختلفة في دول العالم الثالث عامة، وبين المسلمين على وجه الخصوص. ويستغلُّ زعماؤها انتشار الجهل والفقر والمرض؛ للتغلغل بين شعوب تلك الأمم، متوسلين بوسائل الإعلام التقليدية من كتب ومطبوعات وإذاعة وتلفاز وأشرطة سمعية ومرئية، فضلاً عن المخيمات والتعليم والطب، إلى جانب الأنشطة الاجتماعية الإنسانية والإغاثية الموجهة لمنكوبي الفتن والحروب وغفلة، وتساهل حكام بعض الدول الإسلامية. وتعتمد تلك الحركة في تحقيق أهدافها على تشويه صورة الإسلام وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم، مسخرين إمكاناتهم الضخمة لتحقيق مآربهم.
    ----------------------------------------------------------------------------------------------------------
    وما زلنا أحبابنا ----- تابعونا ------ جزاكم الله خيرا
    التالي :
    الاستشراق وتعريفه:

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    رابعاً :.التنصير .: أسباب انتشار التنصير .: وسائل الدعاية التنصيرية .: استقراء واقع التنصير .: التنصير في الدول العربيه :. Empty الاستشراق وتعريفه

    مُساهمة من طرف صادق النور الثلاثاء أغسطس 29, 2023 8:17 pm


    يتبع ما قبله :
    الاستشراق وتعريفه

    تعريف الاستشراق:
    هو دراسات أكاديمية يقوم بها غربيون كافرون من أهل الكتاب بوجه خاص للإسلام والمسلمين من شتى الجوانب عقيدة وشريعة وثقافة وحضارة وتاريخاً ونظماً وثروات وإمكانيات؛ بهدف تشويه الإسلام، ومحاولة تشكيك المسلمين فيه وتضليلهم عنه, وفرض التبعية للغرب عليهم, ومحاولة تسويغ هذه التبعية بدراسات ونظريات تدَّعي العلمية والموضوعية، وتزعم التفوق العنصري والثقافي للغرب المسيحي على الشرق الإسلامي

    والمستشرقون هم:
    أدمغة الحملات الصليبية الحديثة، وشياطين الغزو الثقافي للعالم الإسلامي, ظهروا في حلبة الصراع في فترة كان المسلمون فيها يعانون من الإفلاس الحضاري والخواء الروحي وفقدان الذات؛ مما جعل الفرصة سانحة لأولئك الأحبار، والرهبان، وجنود الصليبيين الموتورين كي يثأروا لهزائمهم الماضية، وينفثوا أحقادهم الدفينة
    والمستشرقون يلتقون مع المبشرين في الأهداف؛ فكلهم يهدف إلى إدخال المسلمين في النصرانية، أو رد المسلمين عن دينهم، أو- في الأقل- تشكيكهم بعقيدتهم, كما أن من أهدافهم وقف انتشار الإسلام.

    خصائص الاستشراق:
    أما خصائص الاستشراق فيمكن إيجازها فيما يلي :
    1_ أنها دراسات ذات ارتباط وثيق بالاستعمار الغربي.
    2_ أنها دراسات ذات ارتباط وثيق بالتنصير.
    3_ أنها دراسات تسهم في صنع القرار السياسي في الغرب ضد الإسلام والمسلمين.

    المقصود بالاستشراق:

    الاستشراق هو الوجه الآخر لعملة التنصير، تنوعت الأسماء والهدف واحد، كما أن التنصير ظاهر والاستشراق نفاق، أو هو النار تحت الرماد.
    المقصود به في الظاهر حسب زعم علماء الغرب دراسة كل ما يتعلق بشؤون الشرق من جميع الجوانب الدينية والثقافية والاجتماعية وغير ذلك، نسبوا أنفسهم إلى الشرق الإسلامي، وزعموا أن كل اهتمامهم ينصبُّ على معرفة شتَّى الاتجاهات الإسلامية والشرقية ودراستها بدقة؛ ليفيدوا بها أممهم إذا رجعوا إليهم مع تظاهرهم بأنهم على الحياد في دراستهم، وأنهم يريدون الوصول إلى الحقائق دون أي اعتبار آخر.
    ولكن هذا المفهوم للاستشراق كذب، فإنهم يريدون على الحقيقة دراسة كل ما يتعلَّق بالإسلام والمسلمين، وضرب الحركات التصحيحية الصحيحة بصفة خاصة؛ خدمة لدينهم ولحكوماتهم المتطلعة إلى استعمار بلدان العالم الإسلامي، وهم عون للمنصرين في دعوتهم، وجواسيس أمناء للمستعمرين، وطليعة لهم، كما ظهر ذلك واضحا للمسلمين بعد فوات الأوان في كثير من البلدان.

    حقيقة أمر المستشرقين:

    لقد خدع ثعالب المستشرقين جواسيس الغرب كثيراً من الناس، فظنوا أن مهمة المستشرقين تنحصر فعلا في تلك الأهداف النبيلة والمجالات النافعة، وأنهم ليسوا جواسيس الغرب أو طلائع الاستعمار ومقدماته في ديار المسلمين،
    ولكن حينما نظرت الشعوب الإسلامية إلى الأفعال الحقيقية التي تصدر تباعا على أيدي المستشرقين علموا يقينا أن المهمة التي يخوض المستشرقون غمارها لم تكن طلب الحق والمعرفة والحياد في ذلك، وإنما هم حقيقة جواسيس لشعوبهم وحكامهم،
    وأن مهمتهم هي الاطلاع على كل أحوال المسلمين ودراستها دراسة شاملة، ومعرفة مدى قوة المسلمين وأماكن ضعفهم،
    والإسهام في تفريق كلمتهم، وبذر أسباب النزاع، وإيقاع الفتن بينهم، وملاحقة كل حركة إصلاحية، وتوجيه الدعايات السيئة ضدها،

    وإحياء البدع والخرافات بين المسلمين، وإعادة طبع الكتب التي تشتمل عليها، والإشادة بها، مثل كتب الصوفية الخرافية، وكتب ابن عربي والحلاج وغيرهما من دعاة الضلال، كما تتمثل مهمتهم في إحياء النعرات الجاهلية والقوميات،
    وسائر التراث الجاهلي والحضارات الجاهلية، وحبك الخطط والمؤامرات، فلا ينبغي الالتفات إلى زخارف أقوالهم
    ودعاياتهم الباطلة أنهم على الحياد، أو أنهم طلاب معرفة وبحوث علمية عن الشرق الإسلامي،
    وللإنصاف نذكر أن بعض المستشرقين كان هدفه فعلا الاطلاع والدراسة، دون أن يكون مدفوعا من قبل التبشير،
    ولهذا نجد في كلام كثير منهم ذكر الحقائق بإنصاف، وبعضهم دخل في الإسلام، وكانت لهم جهود واضحة في خدمته، وهم قلة قليلة جدًّا.

    السبب في تغيير الغرب اسم التنصير إلى الاستشراق:

    بعد أن عرف المسلمون أهداف التنصير، وبدؤوا يحذرون منها، غيَّر الغرب التسمية من التبشير إلى الاستشراق،
    مع بقاء الهدف كما هو، والغرب يجيدون التلاعب بالمسميات والأفكار، ومن واقع دراستهم المتلاحقة للعالم الإسلامي
    عرفوا كيف يتعاملون مع الأحداث التي تطرأ على المسلمين، فيتعاملون معها حسبما يلائمها، ويتلونون كما تتلون الحرباء،
    على أنه لم يكن التغيير فقط في المجالين السابقين، بل هناك عدة مجالات كثيرة يعرفون وجوه الاحتيال فيها، ويخترعون لها تسميات ظاهرة، فهي الرحمة واللين، وحقيقتها المكر المبين، وهذا يكثر في إرسالهم الجمعيات المختلفة إلى العالم الإسلامي تحت أي غرض من الأغراض الإنسانية، كما يسمونها.
    ولأنه قد لحقت بالمنصرين مساوئ كثيرة نفرت الناس عنهم، فاخترعوا لهم تسمية المستشرقين من باب التجديد والتمويه.

    العلاقة بين الاستشراق والتنصير وحكومات الدول النصرانية:

    العلاقة بين الاستشراق والتنصير علاقة وثيقة، وفي غاية المتانة، ذلك أن الاستشراق هو الرافد الآخر للتنصير،
    وكلاهما ينبعثان من الكنيسة، فهم قساوسة جميعا، ويخدمون الكنيسة على حد سواء، وتتركز مهمة الجميع في هدم الإسلام، أو تشكيك أهله فيه، وتشويه تاريخ الأمة الإسلامية ونبيها العظيم، وجعل العالم الإسلامي مناطق نفوذ للغرب،

    ولهذا يلقى المستشرقون بسخاء من كافة الدول الكبرى التي تتطلع إلى العودة لاستعمار الدول الإسلامية من جديد،
    وقد أقيمت لهم مختلف الجامعات لدراسة كيفية التنصير والاستشراق؛ للتغلغل إلى ديار المسلمين وإلى قلوبهم وإلى استعمار بلدانهم، وإيجاد المبررات لذلك، ومن هنا فإنه يجب التنبيه لمغالطتهم في زعمهم أن الاستشراق هو غير التنصير،
    وأن الاستشراق يخدم الثقافة بعيدا عن التأثير بأي معتقد، وقد عرفت أن الغرض الحقيقي لدعاة التنصير هو الرغبة في إدخال الناس النصرانية، فلا ريب أن من صدق هذا فقد جانب الحقيقة.

    نعم قد تختلف الوسائل بين المنصرين والمستشرقين، ولكنها في النهاية تصبُّ في مكان واحد، وعن الفرق بين المستشرقين والمنصرين في الوسائل كان القسيس ( إبراهيم خليل أحمد ) ممن هداه الله إلى الإسلام، وكتب بعد ذلك في بيان مكر المستشرقين في كتابه (المستشرقون والمبشرون في العالم العربي والإسلامي) حيث بيَّن فيه أهداف المستشرقين وما يبيتونه للعالم الإسلامي من ويلات لإخراجهم عن دينهم الحنيف إلى مناطق نفوذ للنصرانية الوثنية، ولا شك أن شهادته لها وزنها بحكم خبرته السابقة عن هؤلاء؛ لأنه كان واحدا منهم -
    كما - بيَّن في ذلك الكتاب:
    1ـ أن التبشير والاستشراق دعامتان من دعائم قيام الاستعمار في البلاد التي يغزونها ويمهدونها لاستقبال المستعمرين.
    2ـ الاستشراق والتبشير والاستعمار كلهم يسيرون حسب خطة مرسومة، الاستشراق مهمته اجتذاب الناس عن طريق العلم والتعليم، والتبشير مهمته اجتذاب الناس عن طريق الدعوة المباشرة، وتحبيب النصرانية إلى القلوب بكل وسيلة يستطيعونها.
    3ـ استطاع المبشرون الأمريكيون بحكم امتيازاتهم أن يتغلغلوا إلى كل مكان يريدونه في آسيا وأفريقيا.
    4ـ استخدم المبشرون عملاءهم في كل دولة؛ للقيام بمهمتهم دون أن يثيروا أي مشكلة بحكم انتماء أولئك العملاء الوطني.
    5ـ استعان التبشير بالقوى العسكرية الاستعمارية لحمايته؛ كي يعملوا على هدوء واستقرار
    ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) [ق: 37]

    متى ظهر الاستشراق ؟
    اختلف الباحثون في بداية وقت ظهور الاستشراق، وتعود صعوبة تحديد الوقت إلى أن الأفكار تسير متغلغلة دون أن تحدد بزمن دقيق؛ إذ لا يمكن التحديد إلا بأمرين: أحدهما: أن يصرِّح به صاحب الفكرة الأساسي. وثانيهما: أن يتمَّ التحديد في وقت ظهور الفكرة عند انتشارها، ومما قيل عن تحديد نشأة الاستشراق
    قيل :
    إنه ظهر في أيام الدولة الإسلامية في الأندلس حينما وفد إليها كثير من فرنسا وغيرها للتعلم........
    وقيل :
    إنه ظهر في أيام الصليبيين وحروبهم مع المسلمين في بداية القرن الثامن عشر الميلادي بداية الاستعمار.
    وقيل :
    إنه ظهر في القرن الثاني الهجري، وأنه نشط في بلاد الشام في بدايته.
    وإذا لاحظنا أن الاستشراق هو امتداد للتنصير، فلا يمنع أن يحدَّد ظهوره بالعصور الأولى للدولة الإسلامية،
    ولهذا أرجعه بعضهم إلى القرن الأول الهجري، إلا أنه كان على صورة غير نظامية، فإنه بدأ يكتمل بوجهه الجديد في القرن الثامن عشر الميلادي، حيث أنشئت المدارس النظامية، وعقدت المؤتمرات، وفتحت المراكز والبعثات والجمعيات والمعاهد،
    وكان هذا بعد انتهاء الحروب الصليبية، ولا جدال في أن النصارى وقفوا ضد الإسلام من أول ظهوره، وكل رجال الكنيسة من البابوات وزعماء الدول الغربية ينظرون بحقد شديد إلى انتشار الإسلام وقوة المسلمين، حيث رأوا أخيرا أنه لا يمكن وقف المدِّ الإسلامي إلا بغزوه فكريا مع إبداء الصداقة للعرب، وغيرهم من المسلمين، في الوقت الذي يبذلون فيه غاية جهودهم لمقاومة الإسلام، والتصدي للمسلمين؛ لإطفاء نور الإسلام، وقد ظلَّ هذا التوجه للنصارى قائما في شكل صراع محتدم على طول تاريخ الغرب النصراني والشيوعي على حد سواء، حيث أدَّى ذلك إلى اختلاف العلماء في تحديد ظهور الاستشراق أول مرة، ولكنه بالتأكيد كان بعد قيام الحرب الصليبية والهزائم التي أُلحقت بالنصارى.
    ------------------------------------------------------
    وما زلنا أحبابنا ------ تابعونا ----- جزاكم الله خيرا
    التالي :
    أهداف المستشرقين

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    رابعاً :.التنصير .: أسباب انتشار التنصير .: وسائل الدعاية التنصيرية .: استقراء واقع التنصير .: التنصير في الدول العربيه :. Empty أهداف المستشرقين

    مُساهمة من طرف صادق النور الثلاثاء أغسطس 29, 2023 8:41 pm


    يتبع ما قبله ::
    أهداف المستشرقين

    الأهداف الدنيوية:

    فمن أهمها - كما عرفت - تنبيه حكوماتهم إلى نهب خيرات البلدان الإسلامية، خصوصا البترول والمعادن الأخرى، والمخطوطات الإسلامية، وكذلك الوصول إلى مكاسب تجارية من وراء بيعهم لمذكراتهم التي يكتبونها عن الشرق الإسلامي،
    وبيع أفلامهم التي يصورونها عن الحياة الشرقية، كما يسمونها في دعاياتهم، وكذا بيع جميع أجهزتهم، وبيع ما لا يحتاجون إليه منها، وهم دائما يتسابقون إلى خدمة أي دولة إسلامية، خصوصا في المجالات التجارية التي تبرمها شركاتهم مع العالم الإسلامي،
    بغرض بسط نفوذهم التجاري، وفرض هيمنتهم على اقتصاد تلك الدول الفقيرة التي ستصبح عالة على تلك الشركات العملاقة والمهندسين فيها من دعاة الاستشراق.

    الأهداف السياسية:

    فقد أصبحت واضحة مهما حاول البعض تجاهلها، فقد تابع المستشرقون تجسسهم على جميع النشاطات الإسلامية ورصدها بدقة، وأرسلوا أخبارها مهما دقَّت إلى حكوماتهم الغربية، فكانوا العون الحقيقي الخفي لجيوش المستعمرين التي ضربت العالم الإسلامي، وأتت على الأخضر واليابس، وجهَّلوا المسلمين بدينهم، ونهبوا تراثهم، وأرسلوه إلى مكتباتهم في الغرب،
    ومهَّدوا المسلمين للاتجاه إلى الغرب، واعتمادهم عليهم حتى في الشؤون السياسية التي تهمُّ مصالح المسلمين، وقسَّموهم إلى ولاءات مختلفة الاتجاهات، وقد شمل نشاط المستشرقين مختلف القضايا، إلا أنهم أولوا بعض الجوانب مزيد عناية واهتمام.

    الأهداف الدينية:


    فتظهر بوضوح في خدمة عقائدهم النصرانية أو اليهودية أو الشيوعية؛ إذ الغرض الرئيسي هو إخراج المسلمين عن دينهم، وليذهبوا إلى أي ملة، وقد اتضحت جهودهم في خدمة اليهودية في قيام دولة في قلب العالم الإسلامي،
    فإنهم هم أول من أشار بقيام دولة يهودية في فلسطين في مؤتمر لندن سنة (1907) م،
    كما أن من أهدافهم تشويه الإسلام، وهذا هو الأساس الذي تمَّ عليه الاستشراق، فقد دأبوا على الافتراء بأن الإسلام إما هو مأخوذ عن الديانات السابقة ومستمد منها، وأن الأصل إنما هو ما جاء في الكتاب المقدس، وأن الخلاص كله في اتباع الطرق الغربية في كل المجالات الدينية والسياسية والاجتماعية، وفي جميع المظاهر الحضارية التي وصل إليها الغرب، وتخلَّف عنها المسلمون بسبب دينهم – كما يفترون

    – ومن المؤسف أن تسمع مختلف الصيحات من الإذاعات العربية المنتمية إلى الإسلام بالمناداة باللحاق بالحياة الأوروبية المتطورة، أو اللحاق بركب التقدم، وأننا نحتاج إلى سنين عديدة للوصول إلى ما وصل إليه الغرب من الحضارة العصرية، وغير ذلك من الأقوال التي تدلُّ على انبهار هؤلاء بالحياة الغربية، وتفضيلهم لها على ما جاء به الإسلام، وفيها الغمز الخفي في الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم حينما يصدقون دعاة النصرانية في أن تأخر المسلمين يكمن في تمسكهم بالإسلام.

    وقد تركَّز اهتمام المستشرقين بالجوانب الثقافية وأولوها مزيد العناية والاهتمام
    عن طريق الآتي:
    1ـ الوصول إلى وسائل التعليم والتدريس.
    2ـ تحقيق بعض الكتب، والنشر و الترجمة، والاهتمام بالمخطوطات العربية.
    3ـ الوصول إلى المجامع العربية اللغوية والعلمية بهدف الدسِّ في اللغة العربية، والحطِّ من قيمة الفكر الإسلامي واللغة العربية، وأنها عاجزة عن متابعة ما تزخر به الحضارة الغربية من وسائل الصناعات.
    4ـ تأليف الكتب التي تطعن في الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم وعظماء المسلمين بطريقة صريحة، أو بطرق غامضة لا يفطن لها إلا الدارس المتخصص، وهي مملوءة بالدسِّ وتشويه حقائق الإسلام، وإعطاء معلومات غير صحيحة.وانتشرت بعض هذه الكتب في المكتبات الإسلامية بصورة خطيرة مثل كتاب ( دائرة المعارف الإسلامية ) والموسوعة العربية الميسرة وكتاب (يقظة العرب) وكتاب (المنجد)، وغير هذه الكتب التي قلما تخلو منها مكتبة في ديار المسلمين

    أساليب المستشرقين:

    ومن أساليب المستشرقين في غزوهم الفكري للمسلمين كذلك: بعث الخلافات القديمة، وإحياء الشبه المدفونة،
    ويظهر هذا بوضوح في نبشهم لخلافات حدثت بين المسلمين، وانتهى الأمر فيها، ولم تعد بحاجة إلى إعادة الخلاف فيها، سواء كانت مسائل عقدية أو فقهية أو غير ذلك، فإذا بأولئك يبعثون الشبه حولها، ويقترحون الحلول، ويعقدون المقارنات بينها، واستغلوا مشكلة الخوارج، كما استغلوا قضية الخلاف بين السنة والشيعة نقطة انطلاق، وما وقع بين علي ومعاوية رضي الله عنهما منطلقا، وما وقع بين الدولة الأموية والعباسية من أمور سياسية وجفاء، أمثلة لوحشية المسلمين بزعمهم.

    ومن الأساليب أيضا: صرف همم المسلمين إلى الاتجاهات الأدبية والنظرية، وتحويل أنظارهم عن الاتجاه إلى العلوم التجريبية حتى يظل العالم الإسلامي بعيدا عن أسباب التقدم العلمي.
    ومن أساليبهم: الدعوة إلى تحريم الجهاد حتى أصبحت كلمة الجهاد كأنها وصمة عار في تاريخ المسلمين، بحجة أن الجهاد تخلُّف ووحشية، ومخالف للتمدن، وقام أذيالهم في البلاد الإسلامية بترديد نفس هذه الفكرة الباطلة، بينما قتلهم للمسلمين بالقنابل السامة والمدافع والصواريخ والرشاشات التي تأكل الأخضر واليابس تعتبر رحمة وتمدنا، في حين أن الإسلام لا يجيز قتل أحد إلا أن يكون مستحقا للقتل، إما لأنه طاغية يقف في وجه المسلمين، ويمنع انتشار الإسلام، ويحمل السلاح كذلك، ويأبى عن الإسلام أو الجزية أو غير ذلك من الأمور التي توجب قتله، فحينئذ يبيح إزالته ورفع أذاه، ولم يضعف المسلمون ويلاقوا ألوان الإهانات إلا حين تركوا الجهاد.ومن أساليبهم: إثارة وإحياء النعرات الجاهلية تتميما لما بذله المنصرون، فقد اهتمَّ المنصِّرون والمستشرقون بإثارة وإحياء النعرات الجاهلية التي قضى عليها الإسلام، واعتبرها داء يجب علاجه من الدعوة إلى القومية والعرقية والوطنية والشعوبية، ومحاولتهم إلهاء المسلمين بها، وهم يتظاهرون بأن تحقيق القومية هو الذي يوحد الشعوب ويؤلف القلوب، ولقد صدَّقهم الكثير من مرضى القلوب من المنتسبين إلى الإسلام، وكأن هؤلاء الجهال لا يرون ماذا يحدث عند قيام الحروب الأهلية من فظاعة بين أبناء الوطن الواحد ذوي القومية الواحدة

    ومن أساليبهم: إثارة الفتن الطائفية بين المسلمين، وقد كان من توصيات رؤساء الدول الغربية ومفكريهم الاهتمام بإثارة الفتن الطائفية، واستغلالها؛ لإشغال المسلمين عن التوجه لخدمة دينهم وبلدانهم، ولكي يجدوا مجالا للتدخل، وعلى رأس الفتن الطائفية استغلال النصارى في أي بلد إسلامي لإثارة القلاقل والفتن فيه، واستغلال الحروب،
    وقيام المعارك التي تحصل بين المسلمين والنصارى، وتسليمهم فيما بعد زمام السلطة، وإضعاف المسلمين، وإقصائهم عن مراكز الحكم الهامة، كما فعلوا في لبنان والحبشة وإريتريا وغيرها من بلدان المسلمين
    ومن أساليبهم: التدخل في أنظمة الحكم في العالم الإسلامي،
    ولا ريب أن القارئ الكريم يعرف أنه مرَّت فترات بالمسلمين كان الغربيون هم المسيطرين على أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية، ولكن المسلمين استيقظوا وأشعلوا مقاومة عنيفة لإخراجهم بالقوة، حتى تمَّ لهم ذلك، إلا أن الغربيين عادوا من وراء الستار حتى لا يثيروا مشاعر الشعوب مرة أخرى، فإن التدخل في هذه المرة كان على الحياة الغربية، وتربوا في مدارسهم، فقد عاد هؤلاء وهم ينظرون إلى الحياة الإسلامية باشمئزاز تام، ويريدون تغيير الحال ولو بجدع الأنف فكان هؤلاء أشد على شعوبهم من أولئك بعد أن تركوا دينهم وباعوا ضمائرهم ولا يخفي الغرب هذا الأسلوب بل يفتخرون علنا ويتمدحون بأنهم هم الذين ربوا حكومات أكثر الدول الإسلامية
    ومن أساليب التدخل في مناهج التعليم في العالم الإسلامي على منوال ما كان يفعله المنصرون وقد تحقق لهم:
    1ـ إبعاد دراسة الدين الإسلامي ما أمكن، وإحلال دراسة بعض الشبهات حول الإسلام محله.
    2ـ إحلال دراسة الحياة الغربية وتاريخها محل الإسلام.
    3ـ الاهتمام بالرياضة وألعاب القوى والرسم، وغيرها من الأشغال البدنية.
    4ـ إبعاد اللغة العربية إلا للضرورة، وإحلال اللغة الإنجليزية والفرنسية محلها، واعتبارهما اللغة الرسمية في الدراسة وفي سائر المعاملات.
    5ـ إبعاد التاريخ الإسلامي، والاكتفاء ببعض الفقرات التي تعطي انطباعا بعدم كفاءة التاريخ الإسلامي.
    وتدخُّل أقطاب النصرانية في البلدان الإسلامية أمر واضح إلى هذا الوقت - إلا من رحم الله - ولا ينكره إلا جاهل أو متجاهل، ويجب على المسؤولين في العالم الإسلامي أن يراجعوا جميع المناهج الدراسية إذا أرادوا لشعوبهم الخير والاستقلال الصحيح، والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
    ومن أساليبهم: إبعاد الإسلام عن مجال الحياة، أو فصل الدين عن الدولة، والهدف من هذا الأسلوب هو عزل الإسلام، ورفع تشريعاته، وإحلال الأنظمة الجاهلية وقوانينها محله في التحاكم، مدعين أنهم اكتشفوا البديل عنه، وكذبوا على العلم فسموا ذلك الاكتشاف للقوانين الجاهلية (علمانية) نسبة إلى العلم،
    وهو خداع الديمقراطية التي زعموا فيها أن الناس سيصبحون فيها كلهم حكاما، يحكمون أنفسهم بأنفسهم دون الحاجة إلى الشرطة والجنود والسجون والمعتقلات، كما نجد أن الشيوعية كذلك ربطت الوصول إلى هذه الوعود الكاذبة الخادعة بتطبيق الشيوعية الجهنمية، بينما ربطتها النصرانية الاستشراقية بتطبيق الحضارة الغربية ( وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ [المنافقون: 1]
    ومن الظلم الصريح أن ينادوا بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية؛ لأنها لا تصلح لهذا العصر بينما هم من أجهل الناس بها، ليس لهم بها أي صلة، كما يقال: الحكم على الشيء فرع عن تصوره. وفاقد الشيء لا يعطيه.
    ومن أساليبهم أيضا: القضاء على الترابط بين الأسر المسلمة، فجاء دعاة الشر من المنصرين والمستشرقين بتشجيع المجتمعات الإسلامية على التفسخ والاستهتار بالقيم الدينية، ونبذ الحياء، مستعينين بكل ما عندهم من وسائل الإغواء.
    ومن أساليبهم: مسخ المرأة المسلمة التي لا يمكن أن تجد مكانتها الحقيقية إلا في ظل الإسلام، فأظهروا الاهتمام الكاذب بها في ظاهر دعاياتهم، فنادوا بتحريرها ومساواتها بالرجل، وتفننوا في الدعايات، فخدعوها عن عفتها حتى صارت لحما على وضم، وخدعوها عن بيت زوجها، فخرجت نافرة عنه، وخدعوها عن أولادها، فسلمتهم للمربية الجاهلة بهم، وخرجت هي للكدح والعمل، بعد أن نزعوا كل عرق ينبض بالحياء فيها.
    ومن أساليبهم: الدعوة إلى تحديد النسل، ولقد بيَّن الله هذه القضية في كتابه الكريم، وبيَّنها الرسول صلى الله عليه وسلم بأوضح بيان، وفصَّل علماء الإسلام كل ما يدور حولها، وأصبح أمرها واضحا تماما.
    ومن أساليبهم أيضا: القضاء على الحركات الإسلامية الصحيحة، وتشجيع الحركات الفاسدة؛ إكمالا لما بدأه المنصرون.
    ومن أساليبهم: إنشاء الفرق الهدامة الضالة، ورعاية زعمائها ماديا ومعنويا، واستعملوا في ذلك وسائل لا حصر لها، كان من ضمن تلك الوسائل:
    تشجيع كل الحركات والأفكار الهدامة وتقويتها، وإمدادها بالمال والمفكرين، بل وأحيانا بالسلاح، فأنشؤوا القاديانية في الهند وباكستان، وأنشؤوا البابية في إيران، وأنشؤوا البهائية في فلسطين، وما من طائفة تدعو إلى محاربة الإسلام إلا وتجد لها المساعدة المادية والمعنوية عند أعداء الإسلام.
    ومن الأساليب الهامة ما يتعلق بالمنح والقروض للدول الإسلامية الفقيرة، فإنه من البلاهة والبلادة أن يتصوَّر أي بلد مسلم أن ما يقدمه له أعداء الإسلام من نصائح أو قروض استثمارية أو منح أو هبات أن ذلك لأجل سواد عيون أهله، أو تشجيعا لهم على الحفاظ على إسلامهم، وإنما وراء ذلك مطامع سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية لا حد لها ولا حصر، وقد تبين ذلك واضحا من خلال إذلال الشعوب المقترضة أو المتقبلة للهبات.

    ـ ومن أساليبهم: الغزو عن طريق التشكيك في القرآن الكريم:
    1ـ زعموا أن القرآن الكريم ليس من عند الله تعالى، وإنما من تأليف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، بينما ذلك الكلام الملفق في ما يسمونه بالكتاب المقدس هو كلام الله!!
    2ـ وحينما رأوا ضعف قولهم بأن القرآن من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، اخترعوا مقالة أخرى؛ ليجتثوا الفضائل كلها، فزعموا أن القرآن كله مقتبس من التوراة والإنجيل، ومن الوثنيات الأخرى، وأعماهم الحقد عن ما يعرفونه هم من تناقض التوراة والأناجيل، والتي فقدت عدة مرات وكتبها من لا يعرف حاله ممن أظهر الإلحاد، والدعوة إلى الفسق والفاحشة علنا في كلامه في التوراة والأناجيل.

    افتراء للمتظاهرين بالإنصاف منهم: ولقد زعم بعض من يتظاهر من المستشرقين بالإنصاف والبحث العلمي المجرد أن القرآن هو مصدر إصلاحي، وليس بدين سماوي؛ لإجماعهم على أنه ليس كلام الله تعالى؛ لكي ينفذوا من خلال هذا التشكيك إلى إبعاد المسلمين عنه، كما يتمثل افتراؤهم في اهتمامهم بترجمة القرآن الكريم،
    فقد اهتمَّ هؤلاء المستشرقون والمنصرون بدراسة القرآن الكريم وترجمته إلى لغات عدة، ولكنهم يريدون من وراء هذه الترجمات هدم القرآن الكريم وتشويهه في أذهان المسلمين
    - ولن يتمَّ لهم هذا- وحينما يكملون ترجمته يكتبون على ظهر الغلاف ( قرآن محمد)، وكل تلك الترجمات على كثرتها مملوءة بالكذب على الله، وتزوير الحقائق، والحذف والإضافة المتعمدة؛ لتتوافق مع معتقداتهم.

    الغزو عن طريق مزاعمهم ضد السنة النبوية:
    1ـ زعموا أنَّ السنة النبوية إنما هي أحاديث وضعت بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن المسلمين استجدَّت بهم أحداث لم توجد في زمن نزول القرآن الكريم، فاضطروا إلى إعطائها وجهة دينية بانتحالهم تلك الأحاديث، وعزوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليقبلها المسلمون باحترام ويعملون بها.
    ومن الواضح أن هجوم أعداء الإسلام على السنة النبوية اتخذ أشكالا عديدة، فمنهم من يزعم بأنه يجب ردُّها تماما، والاكتفاء بما في القرآن الكريم، ومنهم من يطعن في صحة الأحاديث، ومنهم من يطعن في الأسانيد، ومنهم من يطعن في المتن.
    ومن تلفيقاتهم ضد السنة أنهم زعموا أن كثيرا من الأحاديث والتشريعات الإسلامية إنما جاءت بعد عصر الرسول صلى الله عليه وسلم حيث واجهت المسلمين أحداث اقتضت حلولا لها،
    وأن تلك الحلول التي وجدت لها كانت هي الأحاديث التي نسبت بعد ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، هكذا يزعمون،
    وهم بهذا يتجاهلون أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينتقل إلى الرفيق الأعلى إلا وقد بيَّن كل ما يحتاج إليه المسلم،
    ولعلهم يقصدون بكلامهم المفترى بحث المسائل الفقهية التي كانت تحصل بين الصحابة ومن جاء بعدهم، وهذا جهل منهم بحقيقة الأمر، ذلك أن تلك الاجتهادات الفقهية لم تقم على الهوى، وإنما قامت على ضوء أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وعلى ضوء ما جاء في كتاب الله تعالى دون أن يكون لهم فيها إلا استخراج المعنى،
    والمراد الذي تهدف إليه النصوص، لا يخافون في الله لومة لائم، ولا يجرؤون على إصدار أي حكم إلا بعد الحصول على دليل له من كتاب الله تعالى أو من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، عملا منهم بأمر الله عز وجل في التفكر في الدين، واستخراج أحكامه التي تقبل الاجتهاد، وإعمال الفكر والمقارنات بين النصوص في كل شيء للعقل مجال فيه، وهي منقبة عظيمة وليست مذمة.

    الغزو عن طريق مزاعمهم ضد النبي صلى الله عليه وسلم: لقد جاءت في كتابات بعض المستشرقين وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالبطل الشجاع، وبالمفكر الذي لا مثيل له في العرب، والعبقري النادر، وزعموا أنه كان يمارس تعلم الفصاحة حتى برع وفاق أقرانه، كما زعم المستشرق ( مايور)... إلخ ما وصفوه به - وهو حقا كذلك وفوق ذلك
    - ولكن ما هو هدفهم من هذا الثناء ؟
    إنه ثناء الموتور ثناء من غمَّه الحقد، وأعيته الحيلة للنيل من خصمه، ذلك أن وصفهم للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه بطل شجاع إنما جاء ضمن أبطال ذكروهم في الوثنية، وأبطال في إشعال الحروب، وأبطال في قول الشعر والمجون، وأبطال في دعوى النبوة أو التدين، فمن نجح من أولئك فهو بطل، وبطولته لا لشيء إلا لأنه صاحب عزم نافذ استطاع أن يتغلب على قهر نفسه وترويضها، وقهر غيره وترويضه، ومحمد صلى الله عليه وسلم كان كذلك فاستحق لقب ( بطل) على حد قول الشاعر:
    نفس عصام سودت عصاما وعلمته الكر والإحجـــاما
    ومعلوم عند كل المسلمين أن الرسول صلى الله عليه وسلم بطل الأبطال، ولكنهم لا ينظرون إلى تلك البطولة مجردة عن عناية الله به، واختياره نبيا، ولا أنها نابعة من صدق يقينه، وقوة عزمه، بل ينظرون إليها على أنها نابعة من إيمانه بربه، ونصره له وتأييده، وإنزال السكينة عليه، وغير ذلك من اللوازم التي ينفيها عنه المستشرقون، حيث يصفونه بأنه من الأبطال شأنه شأن غيره من الأبطال الذين ذكروهم المجازفين في قومهم؛ للوصول إلى إعجابهم بهم، واعتبارهم في المجتمع.
    الغزو عن طريق مزاعمهم ضد اللغة العربية:
    قد عرف أعداء الإسلام أنه ما دامت اللغة العربية حية في نفوس الناس، فإنهم لا يزالون قادرين على فهم الإسلام،
    ومن هنا نجد أن أعداء الإسلام حاولوا بكل ما أوتوا من الحيل والخداع للغض من شأنها، والتشجيع على تركها بالكلية، فهي تقض مضاجعهم، ومن العجيب أن يسميها المستعمرون الفرنسيون والبريطانيون في مستعمراتهم في أفريقيا بأنها لغة المستعمر، فأي بلد الآن في الدنيا يستعمره العرب،
    ولكن كما قيل في المثل (رمتني بدائها وانسلت).
    ومن المؤسف أن يتنكر بعض المسلمين عربا أو عجما لهذه اللغة الكريمة، ويحاربونها متأثرين بشبهات أعدائهم من المنصرين واليهود، واللغة العربية وإن كانت تقلق أعداء الإسلام في الدول الشرقية والغربية على حد سواء، ولكنهم مع عداوتهم لها يهتمون بها اهتماما عظيما، فهم يقبلون على تعلمها بنهم شديد، بغرض التصدي للإسلام وأهله، ولمحاربتهم بنفس لغتهم وأساليبهم،
    وبذلوا في ذلك جهودا جبَّارة حتى صار منهم عباقرة في اللغة العربية نثرا ونظما، وألَّفوا المعاجم المطولة فيها، وفتحوا مدارس عديدة لتعليمها ممن يقع عليه اختيارهم من النابهين منهم، وأتموها بجامعات ودراسات عليا لتخريج المستشرقين والمنصرين ومن تبعهم، لبثهم في العالم الإسلامي مزودين بشبهات أملتها يد الحقد على الإسلام، ومخاصمين المسلمين بلغتهم التي يفهمونها؛ لكي يكسر الشجرة أحد أغصانها، كما أوصاهم ( زويمر).
    ولقد أوعز المستشرقون إلى عملائهم من العرب أن يعتبروا اللغة العربية هي السبب في تخلف الشعوب العربية؛ لأنها معقدة، وليس فيها سلاسة العامية وسهولتها التي يجيدها عرب اليوم.
    وكان للشعر النبطي والأزجال العامية حظ الأسد في مقارعة المستشرقين للغة العربية، فهم يوصون دائما بتجديد اللغة،
    أي: إدخال اللهجات المحلية، والتخاطب بها محل العربية، وقيامها على العامية شعرا ونظما،
    وتُوِّجت تلك الدعوات لإقصاء العربية بما أحدثه الحداثيون من تعابير ملتوية، ودسائس لا يدركها إلا المتخصصون في دراستها من أمثالهم، حيث يتفاهمون بها، كما تتفاهم البهائم فيما بينها.
    والمستشرقون لا يخفون فخرهم في إحلالهم العامية محل العربية، بأنه يعود إلى تأثير الحضارة الأوروبية وأدبائها، وأن الفضل في هذه الحركة في البلاد العربية إنما يعود للمفكرين الأوربيين.
    ----------------------------------------------------------
    وما زلنا أحبابنا ---- تابعونا جزاكم الله خيرا

    التالي :

    آثار الدراسات الاستشراقية

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    رابعاً :.التنصير .: أسباب انتشار التنصير .: وسائل الدعاية التنصيرية .: استقراء واقع التنصير .: التنصير في الدول العربيه :. Empty آثار الدراسات الاستشراقية:

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس أغسطس 31, 2023 6:25 am


    يتبع ما قبله :

    آثار الدراسات الاستشراقية:

    م الاستشراق خدمات كبيرة للغرب النصراني في خدمة أهدافه التي قام من أجلها، من أهـداف دينية وسياسية واقتصادية واستعمارية وثقافية. وحتى عندما استغنى الغرب عن مصطلح الاستشراق، وأنشأ أقسام دراسات الشرق الأوسط أو الشرق الأدنى، أو مراكز البحوث المختلفة، فما زالت الأهداف القديمة موجودة. و لكنه في الوقت نفسه أثَّر تأثيرات سلبية في العالم الإسلامي في المجالات العقدية، والتشريعية، والسياسية، والاقتصادية والثقافية.
    وفيما يأتي أبرز هذه الآثار:

    أولاً :الآثار العقدية:


    من أبرز الآثار العقدية للاستشراق في العالم الإسلامي ظهور تيار من المفكرين والعلماء والسياسيين- وحتى الناس العاديين أو العامة- الذين نادوا بفصل الدين عن الحياة، أو ما يطلق عليه العلمانية.
    فالعقيدة الإسلامية تربط كل مجالات الحياة بالإيمان بالله عزَّ وجلَّ، وبالتصور العام الذي جاء به الإسلام للخالق سبحانه وتعالى والكون والإنسان.
    فلمَّا كانت أوروبا قد وجدت الديانة النصرانية المحرفة تعيق تقدمها ونهضتها ظهر فيها التيار الذي أطلق عليه التنوير منادياً بفصل الدين عن الحياة، أو قصر الدين على الشعائر التعبدية، والعلاقة بين الله والإنسان.
    أما شؤون الحياة الأخرى من سياسة واقتصاد واجتماع فلا علاقة للدين به.
    ونظراً لأن أوروبا لم تعرف النصرانية الحقيقية أو الدين الذي جاء به عيسى عليه السلام بما أحدثه بولس فيها من تحريفات، فإن ما ينطبق على أوروبا لا يمكن أن ينطبق على الإسلام.ونهضت أوروبا نهضتها بمحاربة الدين والكنيسة،
    وبلغت الذروة في هذه الحرب في الثورة الفرنسية. وقد أثَّر الاستشراق في هذا المجال عن طريق البعثات العلمية التي انطلقت من العالم الإسلامي إلى فرنسا،

    كما يقول الشيخ محمد الصبَّاغ( إنَّ إفساد الطلبة المبعوثين لم يكن ليتحقق في بـلد من البلاد الأوروبية كما كان يمكن أن يتحقق في فرنسا التي خرجت من الثورة الفرنسية وهي تسبح في بحور من الفوضى الخلقية والفكرية والاجتماعية …من أجل ذلك كانت فرنسا محل البعثـات.) فانطلقت هذه البعثات من تركيا ومن مصر ومن إيران ومن المغرب. وكانت هذه البعثـات تحت إشراف مستشرقين فرنسيين؛
    فمثلاً كانت البعثة المصرية تحت إشراف جونار. ويقول أحد المستشرقين عن البعثات الأولى أنها كانت لدراسة الهندسة والفنون الحربية، ولكن المعلمين الفرنسيين كانوا حريصين على أن ينقلوا إلى الطلاب المسلمين الآداب الفرنسية والثقافة الفرنسية
    ومن تأثير الاستشراق في المجال العقدي:
    الاهتمام المبالغ فيه بالصوفية، وبخاصة تلك التي ابتعدت عن الكتاب والسنَّة، فتجدهم يجعلون لابن عربي مكانة خاصة في النشاطات الاستشراقية، ويجذبون أبناء المسلمين لمثل هذه الاهتمامات.
    كما أن من اهتمامات الاستشراق التي تدعو إلى الشكوك في نياتهم الاهتمام بالفرق المنحرفة، كالرافضة والإسماعيلية وغيرها من الفرق، فيعطونها من وقتهم ومن دراساتهم ما تجعل الغريب عن الإسلام يظن أن هذا هو الإسلام.
    وقد حرص الاستشراق والتنصير على إنشاء المدارس والجامعات الغربية في العالم الإسلامي،
    فمن ذلك الكلية الإنجيلية التي تحوَّلت إلى الجامعة الأمريكية التي لها فروع في كل من القاهرة وبيروت وإسطنبول ودبي.
    بالإضافة إلى كلية فيكتوريا (مدرسة ثانوية، وقد أصبحت منذ أكثر من عشرين سنة تضم المراحل الدراسية كلها)
    والكلية الأمريكية في بيروت (مدرسة ثانوية) وقد زعم كرومر Cromer في احتفال بمدرسة فيكتوريا بأن الهدف من هذه المدرسة وشبيهاتها تنشئة أجيال من أبناء المسلمين يكونون جسراً بين الثقافة الغربية ومواطنيهم المسلمين. ولعلهـا عبارة ملطّفة لتكوين جيل ممسوخ لا يعرف ثقافته ولا عقيدته وقد وصف الشيخ سعيد الزاهري التلاميذ الجزائريين الذين درسوا في المدارس الفرنسية في الجزائر - أطلق عليها خداعاً المـدارس العربية - بأنهم لا يصلون ولا يصومون ولا يتحدثون اللغة العربية فيما بينهم، ولا يؤمنون بأن القرآن الكريم وحي من الله …)

    ثانياً : الآثار الاجتماعية:
    تعدُّ الآثار الاجتماعية من أخطر الآثار التي ما زال الاستشراق حريصاً على تحقيقها في العالم الإسلامي.
    فقد اهتمَّ المستشرقون بدراسة المجتمعات الإسلامية ومعرفتها معرفة وثيقة حتى يمكنهم أن يؤثروا فيها بنجاح.
    وإن دوافعهم لهذا تنطلق من النظرة الاستعلائية الغربية بأن المجتمعات الغـربية وما ساد فيها من فلسفات ونظريات هي المجتمعات الأرقى في العالم.
    وقد تمكَّن الاحتلال بالتعاون مع الاستشراق في إحداث تغيرات اجتماعية كبيرة في البلاد التي وقعت تحت الاحتلال الغربي.
    ففي الجزائر مثلاً حطَّم الاستعمار الملكيات الجماعية أو المشاعة للأرض، وذلك لتمزيق شمل القبائل التي كانت تعيش في جو من الانسجام والوئام
    وقد تعاون الاستشراق والاحتلال على إحداث النـزاعات بين أبناء البلاد الإسلامية بتشجيع النزعات الانفصالية،
    كما حدث في المغرب العربي أيضاً بتقسيم الشعب المغربي إلى عرب وبربر، والتركيز على فرنسة البربر، وتعليمهم اللغة الفرنسية، ونشر الحملات التنصيرية في ديارهم.
    وقد أنشأت الحكومة الفرنسية الأكاديمية البربرية في فرنسا؛ لتشجيع هذه النـزعة.
    ومن الجوانب الاجتماعية التي عمل فيها الاستشراق على التأثير في المجتمعات الإسلامية:
    البنية الاجتماعية، وبناء الأسرة، والعلاقة بين الرجل والمرأة في المجتمعات الإسلامية.
    فقد اهتمَّ الاستشراق بتشويه مكانة المرأة في الإسلام، ونشر المزاعم عن اضطهاد الإسلام للمرأة، وشجَّع الدعوات إلى التحرير المزعوم للمرأة التي ظهرت في كتابات قاسم أمين والطاهر الحداد ونوال السعداوي وهدى الشعراوي وغيرهم.

    ويرى الدكتور محمد خليفة أن موقف الاستشراق من المرأة المسلمة نابع من وقوعه (تحت تـأثير وضع المرأة الغربية أنها نموذج يجب أن يحتذى به، وأن ما حققته من مساواة - في نظرهم - وحقوق يجب أن يتسع ليشمل المرأة المسلمة والمرأة الشرقية العامة.... ويضيف خليفة بأن الاستشراق يسعى ) إلى تقويض وضع المرأة المسلمة داخل الأسرة على التمرد على النظام، والخروج باسم الحرية، وتصوير وضع المرأة المسلمة تصويراً مزيَّفاً لا يعكس الحقيقة.)
    وقد أنشئت رابطة دراسات المرأة في الشرق الأوسط ضمن تنظيم رابطة دراسات الشرق الأوسط الأمريكية، وهي التي تهتمُّ بأوضاع المرأة المسلمة، وتشجِّع اتجاهات التغريب من خلال مجلتها ربع السنوية، واجتماعاتها في إطار المؤتمر السنوي لرابطة دراسات الشرق الأوسط، وذلك بدعوة الباحثات المسلمات اللاتي يتبنين الأفكار الغربية من أمثال نوال السعداوي، وفاطمة المرنيسي وحنان الشيخ وغيرهن، ومن خلال تنظيم الندوات حول وضع المرأة المسلمة في المجتمعات الإسلامية.
    ويقوم الاستشراق الإعلامي بدور بارز في الترويج للفكر الغربي في مجال المرأة، ومن ذلك الصحافة الغربية والإذاعات الموجهة. فمن الكتب التي قدمت هيئة الإذاعة البريطانية عروضاً لها كتـاب (ثمن الشرف) للكاتبة البريطانية الأصل جان جودون Jan Goodwin التي تناولت فيه دراسة أوضاع المرأة في خمس دول إسـلامية هي الباكستان وأفغانستان والكويت ومصر والمملكة العربية السعودية. وقد خلطت الكاتبة فيه بين موقف الإسلام من المرأة وبعض التطبيقات الخاطئة في هذه الدول.
    ومن المعروف أن الإسلام حَكَمٌ على أهله، وليس سلوك المسلمين حجة على الإسلام....


    ثالثاً : الآثار السياسية والاقتصادية:
    يزعم الغربيون أن الديموقراطية الغربية هي أفضل نظام توصَّل إليه البشر حتى الآن، ولذلك فهـم يسعون إلى أن يسود هذا النظام العالم أجمع، ومن بين الدول التي يريدون لنظامهم أن يسودها البلاد الإسلامية. وقد سعوا إلى هذا من خلال عدة سبل، وأبرزها هو انتقاد النظام السياسي الإسلامي.
    وقد ظهرت كتب كثيرة عن نظام الخلافة الإسلامي، وافتروا على الخلفاء الراشدين بزعمهم أن وصول الصديق وعمر بن الخطاب ( رضي الله عنهما ) إلى الخلافة كان نتيجة لمؤامرة بين الاثنين وكـتب مستشرقون آخرون زاعمين أن النظام السياسي الإسلامي نظام قائم على الاستبداد، وفرض الخضوع والمذلة على الشعوب الإسلامية
    بل بالغ لويس في جعل النظام السياسي الإسلامي يشبه النظام الشيوعي في استبداده وطغيانهوقد تأثَّرت بعض الدول العربية التي خضعت للاحتلال الغربي بالفكر السياسي الغربي، بأن قامت باستيراد النظام البرلماني دون أن يتمَّ إعداد الشعوب العربية لمثل هذه الأنظمة، فكانت كما قال أحد المستشرقين بأن العرب استوردوا برلمانات معلبة دون ورقة التعليمات وما زالت هـذه البرلمانات في البلاد العربية يتحكم فيها الحزب الحاكم الذي لا بد أن يفوز بأغلبية المقاعد بأية طريقة كانت.
    ومع ذلك فما زال الغرب حريص على نشر الديموقراطية وقد كانت تصريحات الساسة الغربيين بأن (حرب الخليج الثانية) ستكون مناسبة لفرض الديموقراطية في العالم العربي، وستكون البداية في الكويت

    ومن الحقائق المثيرة للانتباه أن تركيا (كما رأينا) كانت من أقدم الدول الإسلامية تغرباً وتطبيقاً للنظام الديموقراطي، ولكن عندما وصل الإسلاميون للحكم، وانقلب السحر على الساحر- كما يقال- قلبت الدول الغربية لنظامهم الديموقراطي ظهر المجن، وسعوا إلى تأييد العسكر في كبت الحريات ومصادرة الديموقراطية.
    ويمكن أن يضاف إلى هذا ما حدث في الجزائر حيث كاد الإسلاميون (جبهة الإنقاذ) أن تصل إلى الحكم عن طريق صناديق الاقتراع والديموقراطية بأسلوبها الغربي، ولكن تكالبت الدول الغربية وغيرها على إجهاض هذه التجربة، وحرمان الإسلاميين من حقهم في الوصول إلى الحكم.
    أما في المجال الاقتصادي:
    فإن الغرب سعى إلى نشر الفكر الاقتصادي الغربي الاشتراكي والرأسمالي، وذلك بمحاربة النظام الاقتصادي الإسلامي،
    وكما يقول محمد خليفة: (إنَّ المستشرقين في سعيهم للترويج للفكر الاقتصادي الغربي قاموا بـ إعادة تفسير التاريخ الاقتصادي الإسلامي من وجهة نظر الرأسمالية والشيوعية، كنوع من التأصيل للنظريتين، وتقديمهما على أنهما لا يمثلان خروجاً عن النظام الاقتصادي الإسلامي )
    وكان من نتائج الترويج للاشتراكية والرأسمالية في العالم الإسلامي أن انقسم العالم الإسلامي على نفسه، فأصبح قسم منه يدور في الفلك الشيوعي، والقسم الآخر في الفلك الرأسمالي.
    ولعل من طرائف المواقف الاستشراقية أن تسعى الدول الغربية إلى بث ِّالنظام الاشتراكي في بعض الدول العربية، بتدريس الاقتصاد الاشتراكي، والترويج بأن التنمية الحقيقية في العالم العربي تتطلب تأميم وسائل الإنتاج، وأن الحرية الاقتصادية الغربية لا تناسب مراحل التنمية الأولى، ولا شك أن سعيهم إلى بثِّ هذا الفكر أن يبعدوا الإسلام عن العودة إلى حياة المسلمين سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا.
    وكان من تأثير الاستشراق أيضاً تشجيع الصناعة في البلاد الإسلامية دون الاستعداد الكافي لها، وإهمال قطاع الزراعة، فقد اقتنع العالم العربي بأن النهضة الحقيقية إنما تكون في الصناعة، ولذلك أهملت الزراعة إهمالاً شبه كلي،
    مع أن نهضة الغرب الصناعية بدأت بالاهتمام بالزراعة، وما زال الغرب يسيطر على إنتاج الحبوب والمواد الغذائية الأساسية في العالم.
    ومن الأمثلة على هذا ما حدث في مصر في عهد الرئيس عبد الناصر، حيث تمَّ التوسع في مشروعات صناعية (خيالية) مع إهمال شبه تام للزراعة، حتى أصبحت البلاد عالة على الدقيق الأمريكي والأسترالي وغيرهما. وقد حدث مثل هذا في الجزائر. وإن كنَّا في الحقيقة لم نتقدَّم لا في الزراعة ولا في الصناعة.

    رابعاً : الآثار الثقافية والفكرية:

    حقَّق الاستشراق نجاحاً كبيراً في التأثير في الحياة الثقافية والفكرية في العالم الإسلامي، فبعد أن كـان القرآن الكريم والسنَّة المطهرة وتراث علماء الأمة الذين فهموا هذين المصدرين فهماً جيـداً، وعاش المسلمون على هدي من هذه المصادر في جميع مجالات الحياة، أصبحت المصادر الغربية تدخل في التكـوين الفكري والثقافي لهذه الأمة، سواء أكان في نظرتها لكتاب ربها سبحانه وتعالى، ولسنة نبيها، أو للفقه أو للعلوم الشرعية الأخرى، أو في منهجية فهم هذه المصادر ومنهجية التعامل معها، كما أثَّر الفكر الغربي في المجالات الفكرية الأخرى، كالتاريخ أو علم الاجتماع أو علم النفس أو علم الإنسان أو غيره من العلوم.

    وقد استطاع الاستشراق تحقيق هذا النجاح بما توفَّر له من السيطرة على منابر الرأي في العـالم الإسلامي، فقد أنشأ الغرب العديد من المدارس، كما أن العديد من أبناء الأمة الإسلامية تلقوا تعليمهم على أيدي المستشرقين في الجامعات الغربية ( الأوروبية والأمريكية ). ولمَّا كانت بعض البلاد العربية والإسلامية خاضعة للاحتلال الأجنبي فقد مُكِّن لهؤلاء الذين تعلَّموا في مـدارسه.
    فما زالت الصلة قوية فيما بين الطلبة الذين تخرَّجوا في كلية فيكتوريا بعد أن تسلَّم كثير منهم مناصب حساسة في بلادهم.
    ومن المنابر التي استطاع الغرب أن ينشر من خلالها الثقافة والفكر الغربيين وسائل الإعلام المختلفة، من صحـافة وإذاعة وتلفاز ونشر بأشكاله المتعددة. فقد أنشئت الصحف والمجلات التي تولَّى رئـاسة تحريرها أو عملية الكتابة فيها كثير من الذين تشبَّعوا بالثقافة الغربية. وقد بذلوا جهوداً كبيرة؛ للرفع من شأن تلاميذهم، فهذا يطلق عليه (عميد الأدب العربي)، وآخر يطلق عليه (أستاذ الجيل) وثالث يطلق عليه (الزعيم الوطني)
    وكان للاستشراق دوره في مجال الأدب شعراً ونثراً وقصة. فقد استغلت هذه الوسائل في نشر الفكر الغربي العلماني، وبخاصة عن طريق ما سمِّي بـ(الحداثة) التي تدعو إلى تحطيم السائد والموروث، وتفجير اللغة، وتجاوز المقدس، ونقد النصوص المقدسة.
    وقد استولى هؤلاء على العديد من المنابر العامة، ولم يُتيحوا لأحد سواهم أن يقدِّم وجهة نظر تخالفهم، وإلَّا نعتوه بالتخلف والرجعية والتقليدية وغير ذلك من النعوت الجاهزة. وقد انتشرت في البلاد العربية الإسلامية المذاهب الفكرية الغربية في جميع مجالات الحياة: في السياسة والاقتصاد، وفي الأدب وفي الاجتماع.
    ففي السياسة ظهر من ينادي بالديموقراطية ويحارب الإسلام، وفي الاقتصاد ظهر من تبنَّى الفكر الشيوعي والاشتراكي، وفي الأدب ظهر من نادى بالنظريات الغربية في دراسة اللغة وفي الأدب وفي النقد الأدبي، وأخذ كثيرون بالنظريات الغربية في علم الاجتماع وفي التاريخ وفي علم النفس وفي علم الإنسان وغير ذلك من العلوم
    --------------------------------------------------------------
    وما زلنا أحبابنا تابعونا جزاكم الله خيرا

    التالي :
    [color=#333366] الاستشراق في خدمة الاستعمار[/

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    رابعاً :.التنصير .: أسباب انتشار التنصير .: وسائل الدعاية التنصيرية .: استقراء واقع التنصير .: التنصير في الدول العربيه :. Empty الاستشراق في خدمة الاستعمار

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس أغسطس 31, 2023 7:00 am


    يتبع ما قبله :

    الاستشراق في خدمة الاستعمار

    كارل هنيريش بيكر Kar Heinrich Beeker ت (1933) م, مؤسس مجلة الإسلام الألمانية، قام بدراسات تخدم الأهداف الاستعمارية في أفريقيا.
    - بارتولد Barthold ت (1930) م, مؤسس مجلة عالم الإسلام الروسية، قام ببحوث تخدم مصالح السيادة الروسية في آسيا الوسطى.
    - الهولندي سنوك هرجرونجه Snouck Hurgonje, G. 1857-1936م قدم إلى مكة عام (1884) م, تحت اسم عبد الغفار، ومكث مدة نصف عام، وعاد ليكتب تقارير تخدم الاستعمار في المشرق الإسلامي.
    وقد سبق له أن أقام في جاوه مدة (17) سنة، وقد صدرت الصور التي أخذها لمكة والأماكن المقدسة في كتاب بمناسبة مرور مائة سنة على تصويرها.
    معهد اللغات الشرقية بباريس المؤسس عام (1885) م، كانت مهمته الحصول على معلومات عن البلدان الشرقية وبلدان الشرق الأقصى مما يشكل أرضية تسهل عملية الاستعمار في تلك المناطق.
    وهكذا نرى أن مثل هؤلاء المستشرقين جزء من مخطط كبير هو المخطط الصهيوني الصليبي لمحاربة الإسلام،
    ولا نستطيع أن نفهمهم على حقيقتهم إلا عندما نراهم في إطار ذلك المخطط، الذي يهدف إلى تخريج أجيال لا تعرف الإسلام،
    أو لا تعرف من الإسلام إلا الشبهات، وقد تمَّ انتقاء أفراد من هذه الأجيال لتتبوأ أعلى المناصب ومراكز القيادة والتوجيه لتستمر في خدمة الاستعمار.

    آراء استشراقية خطرة:

    - جورج سيل G.Sale زعم في مقدمة ترجمته لمعاني القرآن (1736) م،
    أن القرآن إنما هو من اختراع محمد ومن تأليفه، وأن ذلك أمر لا يقبل الجدل.
    - ريتشارد بل richard Bell يزعم بأن النبي محمد صلى الله عيه وسلم قد استمدَّ القرآن من مصادر يهودية ومن العهد القديم بشكل خاص، وكذلك من مصادر نصرانية.
    - دوزي ت(1883) م: يزعم أن القرآن الكريم ذو ذوق رديء للغاية، ولا جديد فيه إلا القليل، كما يزعم أن فيه إطناباً بالغاً ومملًّا إلى حد بعيد.
    - جاء في تقرير وزير المستعمرات البريطاني أو مسبي غو لرئيس حكومته بتاريخ (9 يناير 1938) م: (أن الحرب علمتنا أن الوحدة الإسلامية هي الخطر الأعظم الذي ينبغي على الإمبراطورية أن تحذره وتحاربه،
    وليس الإمبراطورية وحدها بل فرنسا أيضاً، ولفرحتنا فقد ذهبت الخلافة، وأتمنى أن تكون إلى غير رجعة
    ).
    - يقول شيلدون آموس (إن الشرع المحمدي ليس إلا القانون الروماني للإمبراطورية الشرقية معدلاً وفق الأحوال السياسية في الممتلكات العربية،)
    ويقول كذلك (إن القانون المحمدي ليس سوى قانون جستنيان في لباس عربي).
    - قال رينان الفرنسي (إن الفلسفة العربية هي الفلسفة اليونانية مكتوبة بأحرف عربية).
    - أما لويس ماسينيون فقد كان زعيم الحركة الرامية إلى الكتابة في العامية وبالحرف اللاتيني.

    الجذور الفكرية والعقائدية:

    لقد كان الاستشراق وليد الاحتكاك بين الشرق الإسلامي والغرب النصراني أيام الصليبيين، وعن طريق السفارات والرحلات. ويلاحظ دائما أن هناك تقارباً وتعاوناً بين الثالوث المدمر: التنصير والاستشراق والاستعمار، والمستعمرون يساندون المستشرقين والمنصرين؛ لأنهم يستفيدون منهم كثيراً في خططهم الاستعمارية.
    - كان الدافع الأساسي هو الجانب اللاهوتي النصراني، بغية تحطيم الإسلام من داخله بالدسِّ والكيد والتشويه، ولكن الاستشراق بعد ذلك وفي الآونة الأخيرة بدأ يتحلَّل من هذا القيد نوعاً ما، ليتوجه توجهاً أقرب إلى الروح العلمية.

    الانتشار ومواقع النفوذ:
    الغرب هو المسرح الذي يتحرَّك فوق أرضه المستشرقون، فمنهم الألمان، ومنهم البريطانيون والفرنسيون والهولنديون والمجريون، وظهر بعضهم في إيطاليا وفي إسبانيا، وقد علا نجم الاستشراق في أمريكا، وصارت له فيها مراكز كثيرة.
    - لم تبخل الحكومات، ولا الهيئات ولا الشركات ولا المؤسسات ولا الكنائس في يوم من الأيام في دعم حركة الاستشراق، ومدِّها بما تحتاجه من مال، وتأييد وإفساح الطريق أمامها في الجامعات حتى بلغ عدد هؤلاء المستشرقين آلافاً كثيرة.
    - لقد كانت حركة الاستشراق مُسخَّرة في خدمة الاستعمار، وفي خدمة التنصير وأخيراً في خدمة اليهودية والصهيونية التي يهمها إضعاف الشرق الإسلامي، وإحكام السيطرة عليه بشكل مباشر أو غير مباشر.
    - استطاع المستشرقون أن يتسللوا إلى المجامع العلمية وقد عُيِّن عدد كبير منهم أعضاء في هذه المجامع، في سوريا ومصر، كما استطاعوا أن يؤثروا على الدراسات العربية والإسلامية في العالم الإسلامي من خلال تلاميذهم ومؤلفاتهم.


    ويتضح مما سبق:
    أن الاستشراق تيار فكري، يتَّجه صوب الشرق؛ لدراسة حضارته وأديانه وثقافته ولغته وآدابه، من خلال أفكار اتسم معظمها بالتعصب، والرغبة في خدمة الاستعمار، وتنصير المسلمين، وجعلهم مسخاً مشوِّهاً للثقافة الغربية، وذلك ببثِّ الدونية فيهم،
    وبيان أن دينهم مزيج من اليهودية والنصرانية، وشريعتهم هي القوانين الرومانية مكتوبة بأحرف عربية، والنيل من لغتهم، وتشويه عقيدتهم وقيمهم،
    ولكن بعضهم رأى نور الحقيقة فأسلم، وخدم العقيدة الإسلامية، وأثَّرَ في مُحْدثيهم، فبدأت كتاباتهم تجنح نحو العلمية، وتنحو نحو العمق بدلاً من السطحية، وربما صدر ذلك عن رغبة من بعضهم في استقطاب القوى الإسلامية، وتوظيفها لخدمة أهدافهم الاستشراقية، وهذا يقتضي الحذر عند التعامل مع الفكر الاستشراقي الذي يتدثر الآن بدثار الموضوعية.

    "مستشرقون اعتنقوا الإسلام"


    نذكر هنا طائفة من العلماء الذين أدَّى بهم الاستشراق إلى اعتناق الإسلام، ثم طائفة من المستشرقين الذين دافعوا عن الإسلام ضد مفتريات زملائهم، وطائفة ثالثة درسَتِ الإسلام دراسة علمية، ووقفت منه على الحياد، ونذكر أخيرًا طائفةً خَطِرةً من المستشرقين جانبَها الصواب فيما قدمت.

    مستشرقون اعتنقوا الإسلام:
    ♦ ميشو - بللر: فرنسي تخصص في تاريخ المغرب الأقصى واجتماعياته، وكتب بالعربية والفرنسية، أسلم وتزوج من مغربية.
    له:
    • مسلمو الجزائر في المغرب (1907).
    • بعض مظاهر الإسلام لدى البربر (1917).
    • الضريبة والقانون الإسلامي في المغرب (1910)... وغير ذلك.

    ♦ جوهن لويس بوركهارت (1784 - 1817): سويسري تجنَّس بالجنسية البريطانية، درس الكيمياء والطب والفلك، ثم أتقن اللغة العربية، وتفقَّه في الدين الإسلامي، واعتنقه سنة 1809، وتسمى باسم: إبراهيم بن عبدالله.
    له:
    • كتاب الرحلات النوبية، وهو من أوائل الأوربيين الذين كتبوا عن عرب السودان... وغير ذلك.

    ♦ فريتس كرنكوف (1872 - 1953): ألماني تجنَّس بالجنسية الإنجليزية، درس عدة لغات، من بينها العربية والفارسية والأردية، اعتنق الإسلام وأسمى نفسه: محمد سالم الكرنكوي، حقق كثيرًا من أمهات التراث بتكليف من دائرة المعارف العثمانية، وانتُخِب عضوًا في المجمع العلمي العربي بدمشق.
    له عشرات من المصنفات والتحقيقات والمقالات، نذكر من بينها:

    • مخطوطين عربيين جديدين عن إسبانيا المسلمة اقتناهما المتحف البريطاني (1930).

    • الدرر الكامنة؛ لابن حجر العسقلاني.

    • المنتظم؛ لابن الجوزي.

    • الجرح والتعديل؛ لابن أبي حاتم.

    • السيرة النبوية في الكتب الشعبية العربية (1928).

    • كتاب الجمهرة؛ لابن دريد (1928)... وكثير غيرها.

    ♦ عبدالكريم جرمانوس: مجري من بودابست، تعلم العربية والتركية على فامبيري وجولد زيهر، أشهر إسلامه في مسجد دلهي الأكبر، وقَدِمَ القاهرةَ ليتعمَّقَ في دراسة الإسلام على شيوخ الأزهر.

    انتُخِبَ عضوًا في المجمع الإيطالي (1952)، ومراسلاً للمَجْمَعِ اللغوي بالقاهرة (1956)، وفي المجمع العلمي العراقي (1962).
    له:
    • التيارات الحديثة في الإسلام، بالإنجليزية.
    •القومية العربية، باللغة الفرنسية.
    • غرام في الصحراء، بالعربية.
    • أثر الأتراك في التاريخ الإسلامي، وغير ذلك كثير.

    مستشرقون دافعوا عن الإسلام

    • جورج سارتون (1884 - 1956):
    بلجيكي، رحل إلى إنجلترا، ثم تحوَّل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، عُيِّن محاضرًا في جامعة واشنطن، ثم في جامعة هارفارد، وساعدته مؤسسة كارنيجي ليتفرغ للعلم والتأليف فيه.
    يعتبر أحد ثقاة "تاريخ العلم في العالم"، ورئيس الاتحاد الدولي لتاريخ العلوم في باريس، وجمعية تاريخ العلوم الأمريكية.
    له:
    • محاضرات تبين فضل العرب على التفكير الإنساني.
    وأهم تصانيفه: "المدخل إلى تاريخ العلم"، أنصفَ فيه الشرقَ، والعرب، والإسلام ضد "أولئك الذين ينكرون محاسن العرب ويبخسونها قيمتها"[1].

    إميل درمنجم:

    فرنسي، عُيِّنَ مديرًا لمكتبة الجزائر، له عشرات من المصنفات أهمُّها: "حياة محمد"، وهو خير ما صنَّفه مستشرق عن النبي صلى الله عليه وسلم، طبع في باريس 1929، والطبعة الثانية 1950، اعتمد عليه علماء الإسلام في الشرق وفي الغرب، وكان من أهم مراجع الدكتور محمد حسين هيكل حين صنف كتابه "حياة محمد".

    ويلفريد بلنت (1840 - 1922):

    بريطاني، تلقَّى العلم في ستونبهرست وأوسكوت، والتحق بالسلك الدبلوماسي ثم تركه، طوف في بلاد الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، واتصل بزعماء الحركة الوطنية في أفغانستان ومصر، وعارض استعمار الهند ومصر وإيرلندا.
    له:
    • مستقبل الإسلام (1882).
    • التاريخ السري لاحتلال إنجلترا مصر (1907)، ترجمه إلى العربية عبدالقادر حمزة، وقامت زوجته آن بلنت (1837 - 1917) المتعمِّقة في العربية بترجمة المعلَّقات السبع إلى الإنجليزية، فنظَمَها زوجها بالشعر الإنجليزي (1903).

    مستشرقون مُنصِفون
    هنري دي كاستري - "عاشق الأذان"
    يعد الكونت "هنري كاستري" من أكثر المستشرقين الأجانب إنصافًا للإسلام، يقول في كتابه: "الإسلام خواطر وسوانح":
    "إن غاية ما يرمي إليه هو إِطْلاعُ مواطنيه على صورةٍ صحيحة للإسلام حتى يحاطوا بأصدقِ المعلومات عن العقيدة التي يعتنقُها بعض رعاياهم في القارَّة الإفريقية؛ مما يسهل لهم التفاهمَ معهم والسيطرة عليهم"

    جوته " Goethe "

    جوته: "Goethe" "أمير الشعراء الألمان" - "عاشق الشرق".
    ولد "جوهان فولف جانج جوته" "Goethe" في 28 أغسطس سنة 1749، في فرانكفورت المطلة على نهر "الماين"، كان والده مستشارًا للقيصر، فكان رجلاً متعلمًا طموحًا وكثير الأسفار،

    أناماري شميل: Annemarie Schimmel
    "المرأة الشرق غربية"
    كانت (ماري شميل) نموذجًا للذين أحبوا الحضارة الإسلامية حبًّا صادقًا، ووقفوا على الإسهامات العظيمة التي قدَّمتْها للإنسانية، وقدَّموا - من خلال دراساتهم وأبحاثهم - خدمات رائعة للإسلام، بل وقدَّم بعضهم تضحياتٍ باهظة لأجل الثبات على مواقفهم.
    ولدت (أنا ماري شميل) في مدينة (إيرفورت) الألمانية يوم 7 من أبريل عام 1922م

    " الفيلسوف البطل " توماس كارلايل

    يقول "توماس كارلايل" - أحد كبار كتاب الإنجليز - في كتابه "الأبطال" مدافعًا غيورًا على الإسلام: "من العار أن يُصغِي أيُّ إنسان متمدين من أبناء هذا الجيل إلى وهمِ القائلين بأن دين الإسلام كذبٌ، وأن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - لم يكن على حقٍّ، لقد آن لنا أن نُحَارِب هذه الادِّعاءات السخيفة المُخجِلة؛ فالرِّسَالة التي دعا إليها هذا النبيُّ ظلَّت سراجًا منيرًا أربعة عشر قرنًا من الزمان، لملايين كثيرة من الناس، فهل من المعقول أن تكونَ هذه الرسالةُ التي عاشت عليها هذه الملايين وماتت أكذوبة كاذبٍ، أو خديعةَ مخادِعٍ؟! ولو أن الكذبَ والتضليل يروجان عند الخلق هذا الرواج؛ لأصبحتِ الحياة سخفًا وعبثًا، وكان الأجدرُ بها ألاَّ توجد، هل رأيتم رجلاً كاذبًا، يستطيع أن يخلق دينًا ويتعهده بالنشر بهذه الصورة؟!

    الفيلسوف روجيه جارودي - "شهيد الحرية"
    دكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون، ودكتوراه في العلوم من موسكو، ولد في مرسيليا عام 1913م، ودرس الفلسفة والحضارات العالَمية لعشرات السنين، كما تعمَّق في دراسة الأديان حتى استوت سفينة فكرِه على شاطئ الإسلام، بعد مسيرةِ نصفِ قرن من البحث عن الحقيقة، فأعلن إسلامه في جنيف عام 1982م.
    من كتبه: (حوارات الحضارات)، و(الإسلام دين المستقبل)، و(ما يَعِد به الإسلام)، و(الإسلام وأزمة الغرب)، و(جُلْتُ وحيدًا حول القرن)، و(الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل)، وقد استعدى عليه بهذا الكتاب الأخير سفهاءُ الصَّهَاينة وأذنابُهم.

    اللورد هدلي
    يصف حياةَ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - فيقول عنها:
    "إنها كمرآةٍ أمامنا تَعكِسُ علينا التعقُّل الراقي، والسخاء والكرم، والشجاعة والإقدام، والصبر والحِلم، والوداعة والعفو، وباقي الأخلاق الجوهرية التي تكون الإنسانية، ونرى ذلك فيها بألوان وضَّاءة، وبما أننا في احتياجٍ إلى نموذجٍ كامل يَفِي بحاجاتنا في خطوات الحياة؛ فحياة النبي المقدَّس تسد تلك الحاجة".
    ومما هو جديرٌ بالذكر أن للورد هدلي مؤلَّفات عديدة؛ أشهرها: "رجل من الغرب يعتنق الإسلام"، وكتاب "إيقاظ العرب للإسلام".

    الفيلسوف الفرنسي عبدالواحد يحيى

    (رينيه جينو) عالِم وفيلسوف وحكيم، درسَ الأديان عامَّة، ثم اعتنق الإسلام، فأحدث إسلامُه ضجَّة كبرى في أوربا وأمريكا، وكان سببًا في دخول الكثيرين إلى الإسلام.

    ألَّف الكثير من الكتب؛ منها: (أزمة العالَم الحديث)، و(الشرق والغرب)، و(الثقافة الإسلامية وأثرها في الغرب)، كما أصدر مجلةً سماها (المعرفة)، وقد ترجمت كتبُه إلى كثير من اللغات الحية.
    ___________________________________________________________
    والحمد لله رب العالمين
    لا تنسونا أحبابنا من صالح دعائكم
    جزاكم الله خيرا
    ---------------------------------------
    الموضوع نقل من مقالات للشيخ / علوي بن عبد القادر السقاف
    وقد بذلنا جهداً كبيرا نبتغي به الجزاء من الله عز وجل وإفاده أخواننا الباحثين عن الحقيقه وطلاب العلم

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 11:03 am