رمضان شهر ألإنتصارات ورفع رايه ألأمه ألإسلاميه
"الأمة التي لا تقرأ تاريخها لا تصوغ مستقبلها"..
توجد تواريخ خالدة وأيام لا تنسى ولا تمحى من سفر حياتها لما كانت لها أهمية كبيرة في توجيه مصيرها ومسارها،
فللأمة الإسلامية أيام خوالد، وذكريات شواهد، حدثت في عمق هذا الشهر المبارك، موسم الخيرات والبركات،
وإن سمينا هذا الشهر العظيم بشتى الأسماء مثل شهر الأمة، أو بشهر المواساة، أو بشهر التراويح، فإنه هناك تروايح أراحت أفئدة المسلمين وأزاحت عنهم عبأ الهموم والأزمات،
فحقا لهو شهر الانتصارات الكبيرة، التي غيرت وجه التاريخ وأجراه من جديد، بدء من غزوة بدر الكبرى وفتح مكة، ومرورا بفتح الأندلس ومعركة بلاط الشهداء، وفتح عمورية، والحطين وعين جالوت ونهاية بحرب أكتوبر العظيمة.
كان شهر رمضان محفزاً للجهاد والقتال عند المسلمين، مع أنّه شهر صيام عن الطعام والشراب، إلّا أنّ ذلك لم يكن مدعاة لتكاسل المسلمين عن الحرب؛ بل كان دافعاً لشنّ الغزوات، إيماناً منهم بأنّ الموت فيه في سبيل الله يثاب عليه المجاهد أضعافاً عند الله، ولذا فقد وقعت في هذا الشهر كبرى الغزوات التي انتصر فيها المسلمون على أعدائهم
أم المعارك الكبرى في تاريخ الإسلام العظيم، حدثت غزوة بدر الكبرى في 17 رمضان من العام الثاني للهجرة،
فقاد النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثمائة من أصحابه لاعتراض قافلة لقريش يقودها أبوسفيان بن حرب، إلا أن القافلة اتخذت طريقا آخر، مما طمّع كبار قريش على الخروج من مكة والتخطيط على مواجهة المسلمين في معركة مباشرة، ظنا منهم أنها ستكون لهم نزهة عسكرية محضة، وكانت هذه المعركة هى الانتصار الأول للمسلمين في تاريخهم الحربي،
وأكسب الانتصار في تلك الغزوة روحا معنوية عالية للمسلمين، أعطتهم الثقة في أنفسهم لمواجهة أعدائهم من يهود المدينة الذين كانوا يكيدون للمسلمين، وكذلك مواجهة قريش أخرى، فإن القوة الروحية التي غذتهم غزوة بدر لكانت سامية، حتى زال من قلوبهم الوهن وقذف في قلوب أعدائهم الرعب القاتل.
قدّرت كتب السيرة عدد المسلمين بــ 313 رجلاً، والكفار بــ 1000 رجل،
وفيها دعا النبي، صلّى الله عليه وسلم، ربّه وناشَده نصره الذي وعده، فأنزل الله تعالى نصره على المؤمنين وأمدهم بالملائكة المسومين، نزلت الآية الكريمة: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ﴾ [آل عمران: 123 - 125].
انتصر المسلمون في هذه المعركة، وأُسر سبعون، بلغت خسائر المشركين من القتلى في معركة بدر: سبعين رجلاً، وهم كما يلي:
أ- من بني عبد شمس بن عبد مناف أربعة عشر رجلاً، وهم:
1- عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، جرحه عبيدة بن الحارث، وذفف عليه علي بن أبي طالب، وحمزة بن عبدالمطلب.
2- شيبة بن ربيعة بن عبد شمس، قتله حمزة بن عبدالمطلب.
3- الوليد بن عتبة، قتله علي بن أبي طالب.
4- حنظلة بن أبي سفيان بن حرب، قتله زيد بن حارثة، مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
5- الحارث بن الحضرمي- حليف لبني عبد شمس- قتله النعمان بن عصر.
6- عامر الحضرمي- حليف لهم أيضاً- قتله عمار بن ياسر.
7- عمير بن أبي عمير، قتله سالم مولى أبي حذيفة.
8- وابن عمير هذا، والاثنان موليان لبني عبد شمس.
9- عبيدة بن سعيد بن العاص، قتله الزبير بن العوام.
10- العاص بن سعيد بن العاص، قتله علي بن أبي طالب.
11- عقبة بن أبي معيط، قتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، قتله صبراً في مكان يقال له عرق الظبية، وذلك أثناء عودة الجيش الإسلامي إلى المدينة.
12- عامر بن عبدالله النمري- حليف لهم- قتله علي بن أبي طالب.
13- وهب بن الحارث من بني أنمار بن بغيض، حليف لهم.
14- عامر بن زيد، حليف لهم من اليمن.
ب- ومن بني نوفل بن عبد مناف رجلان، وهما:
1- الحارث بن عامر بن نوفل، قتله خبيب بن إساف.
2- طعيمة بن عدي بن نوفل، قتله علي بن أبي طالب، ويقال قتله حمزة بن عبدالمطلب.
ج- ومن بني أسد بن عبدالعزى سبعة نفر:
1- زمعة بن الأسود بن المطلب، قتله ثابت بن الجذع، ويقال اشترك في قتله علي بن أبي طالب، وحمزة بن عبدالمطلب.
2- أبو البختري بن هشام - واسمه العاص بن هشام بن الحارث - قتله المجذر بن ذياد البلوي، وقال ابن هشام: أبو البختري العاص بن هاشم.
3- الحارث بن زمعة، قتله عمار بن ياسر.
4- نوفل بن خويلد بن أسد، وهو أخو أم المؤمنين خديجة -وكان من شياطين قريش- قتله علي بن أبي طالب.
5- عقيل بن الأسود بن المطلب، قتله حمزة وعلي.
6- عتبة بن زيد - رجل من اليمن حليف لبني أسد.
7- ومولى لهم اسمه عمير.
د- ومن بني عبدالدار بن قصي أربعة نفر:
1- النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة، أسر النضر في المعركة -وكان حامل لواء المشركين- وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتله صبراً، فنفذ فيه حكم الإعدام علي بن أبي طالب في موضع يقال له (الأثيل) بوادي الصفراء، وكان النضر هذا من شياطين قريش، ومن أكبر مجرمي الحرب، ومن أشد الناس إيذاء للمسلمين.
2- زيد بن مليص، مولى عمير بن هاشم بن عبدمناف بن عبدالدار، قتله بلال بن رباح وهو مولى أبي بكر الصديق يومئذ، ويقال: قتله المقداد بن عمرو.
3- نبيه بن زيد بن مليص -حليف لهم- من بني مازن ثم من بني تميم.
4- عبيد بن سليط -حليف لهم- من قيس.
هـ- ومن بني تميم بن مرة، أربعة نفر:
1- مالك بن عبيدالله بن عثمان، وهو أخو طلحة بن عبيدالله، أسر فمات في الأسر، فعمد في القتلى.
2- عمرو بن عبدالله بن جدعان.
3- عمير بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم، قتله علي بن أبي طالب، ويقال عبدالرحمن بن عوف.
4- عثمان بن مالك بن عبيدالله، قتله صهيب بن سنان.
و- ومن بني مخزوم -قبيلة خالد بن الوليد- أربعة وعشرون رجلاً وهم:
1- القائد العام لجيش مكة (أبو جهل بن هشام)، واسمه عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم، أقعده بضربة بالسيف معاذ بن عمرو بن الجموح فقطع رجله، ثم ضربه معوذ بن عفراء حتى أثبته، ثم ذفف عليه عبد الله بن مسعود، حين احتز رأسه.
2- العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، قتله عمر بن الخطاب -وهو خاله -.
3- يزيد بن عبدالله -حليف لهم- من بني تميم، قتله عمار بن ياسر.
4- أبو مسافع الأشعري -حليف لهم- قتله أبو دجانة الساعدي.
5- حرملة بن عمرو -حليف لهم- وهو من الأسد قتله خارجة بن زيد، ويقال علي بن أبي طالب.
6- مسعود بن أبي أمية بن المغيرة، قتله علي بن أبي طالب.
7- أبو قيس بن الوليد بن المغيرة -أخو خالد بن الوليد- قتله حمزة بن عبدالمطلب، ويقال علي بن أبي طالب.
8- أبو قيس بن الفاكه بن المغيرة، قتله علي بن أبي طالب، ويقال عمار بن ياسر.
9- رفاعة بن أبي رفاعة عائذ بن عبدالله بن عمر بن مخزوم، قتله سعد بن الربيع.
10- المنذر بن أبي رفاعة بن عائذ، قتله معن بن عدي بن الجد بن العجلان.
11- السائب بن أبي السائب بن عابد، قتله الزبير بن العوام، وفي رواية ابن هشام:أن السائب هذا أسلم وحسن إسلامه.
12- الأسود بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، قتله حمزة بن عبدالمطلب.
13- حاجب بن السائب بن عويمر بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، قتله علي بن أبي طالب، قال ابن هشام: ويقال عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم.
14- عويمر بن السائب بن عويمر، قتله النعمان بن مالك القوقلي مبارزة.
15- عمرو بن سفيان - حليف لهم- من طي، قتله يزيد بن رقيش.
16- جابر بن سفيان - حليف لهم- وهو من طي أيضاً، قتله أبو بردة بن نيار.
17- عبدالله بن المنذر بن أبي رفاعة، قتله علي بن أبي طالب.
18- حذيفة بن أبي حذيفة بن المغيرة، قتله سعد بن أبي وقاص.
19- هشام بن أبي حذيفة بن المغيرة، قتله صهيب بن أبي سنان.
20- زهير بن أبي رفاعة، قتله أبو أسيد، مالك بن ربيعة.
21- السائب بن أبي رفاعة، قتله عبدالرحمن بن عوف.
22- عائذ بن السائب بن عويمر، جرحه في المعركة حمزة بن عبدالمطلب، ثم أسر فافتدى ثم مات متأثراً بجراحه.
23- رجل من طي، اسمه عمير -حليف لهم من طي -.
24- رجل آخر أيضاً اسمه خيار - حليف لهم من القارة -.
ز- ومن بني سهم بن عمرو - قبيلة عمرو بن العاص- سبعة نفر، وهم:
1- منبه بن الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم، قتله أبواليسر أخو بني سلمة.
2- ابنه العاص بن منبه بن الحجاج، قتله علي بن أبي طالب.
3- أخوه نبيه بن الحجاج، قتله حمزة بن عبدالمطلب، وسعد بن أبي وقاص اشتركا في قتله.
4- أبو العاص بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم، قتله علي بن أبي طالب، ويقال النعمان بن مالك القوقلي، ويقال أبو دجانة.
5- عاصم بن أبي عوف ضبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم، قتله أبو اليسر، أخو بني سلمة.
6- الحارث بن منبه بن الحجاج، قتله صهيب بن سنان.
7- عامر بن عوف بن ضبيرة، أخو عاصم بن ضبيرة، قتله عبدالله ابن سلمة العجلاني، ويقال أبو دجانة.
ح- ومن بني عامربن لؤي رجلان، وهما:
1- معاوية بن عامر- حليف لهم من بني عبدالقيس- قتله علي بن أبي طالب، ويقال عكاشة بن محصن .
2- معبد بن وهب - حليف لهم من بني كلب بن عوف- قتله خالد وإياس ابنا البكير، ويقال أبو دجانة على ما قاله ابن هشام.
ط- ومن بني جمح بن عمرو بن هصيص أربعة نفر، وهم:
1- أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح، قتله رجل من الأنصار من بني مازن، ويقال اشترك في قتله معاذ بن عفراء وخبيب بن إيساف وخارجة بن زيد.
2- ابنه علي بن أمية بن خلف، قتله عمار بن ياسر.
3- أوس بن معير بن لوذان بن سعد بن جمح، قتله علي بن أبي طالب، ويقال قتله الحصين بن الحارث، وعثمان بن مظعون.
4- سبرة بن مالك - حليف لهم- لا يعرف قاتله.
و كان أول من قتل من كفار قريش هو الأسود بن عبد الأسد المخزومي حيث قتله حمزة رضي الله عنه
[1] أسماء الذين تبارزوا يوم بدر .
[2] هو عمار بن ياسر بن مالك بن كنانة بن قيس العنسي اليماني، أبو اليقظان - حليف بني مخزوم - وأمه سمية كانت مولاة لهم، كان عمار من السابقين في الإسلام، هو وأبوه، وكانوا ممن يعذب في الله في مكة، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يمر عليهم فيقول: "صبراً آل ياسر موعدكم الجنة " هاجر إلى المدينة، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم شهد اليمامة في جيش خالد بن الوليد فقطعت أذنه بها، ثم استعمله عمر على الكوفة، وكان أول من أظهر إسلامهم بمكة سبعة، منهم عمار بن ياسر، كما ذكره ابن ماجة، وفيه تواتر الحديث أنه قتلته الفئة الباغية، وقد قتل في صفين وهو في جيش الإمام علي رضي الله عنه، .
[3] هو بلال بن رباح الحبشي، المؤذن المشهور، وهو بلال بن حمامة وهي أمه، اشتراه أبو بكر الصديق من المشركين في مكة، إنقاذاً له من التعذيب الشديد، ثم أعتقه، فلزم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأذن له. شهد بلال كل المشاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح القائد الشهير، كان يواصل الجهاد مع جيوش الإسلام خارج جزيرة العرب، فشهد فتوحات الشام مجاهداً حتى مات بها، ومناقب بلال كثيرة، وكان من أكثر المؤمنين الأولين تحملاً لتعذيب المشركين، كان أميه بن خلف - رأس الكفر - يخرجه إذا حميت الظهيرة، فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة - في شدة القيظ - ثم يأمر بالصخرة العظيمة على صدره، ثم يقول: لا يزال على ذلك حتى يموت أو يكفر بمحمد، فيكون جواب بلال إزاء ذلك التعذيب: أحد أحد، فمر به أبو بكر الصديق فاشتراه منه بعبد له أسود الجلد، روى له أصحاب الحديث في كتبهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعاً وأربعين حديثاً، توفي بالطاعون في عمواس زمن ابن الخطاب عام عشرين هجرية،
[4] هو صهيب بن سنان بن مالك الصحابي الجليل المشهور، وهو الذي يقال له صهيب الرومي، اختلف النسابون في نسبه، فقيل إنه نمري من بني قاسط، وأن الروم سبوه وهو صغير؛ لأن أهله كانوا يقيمون بالعراق من جهة الفرس على مياه دجلة، فنشأ صهيب في بلاد الروم فصار ألكن، ثم اشتراه رجل من بني كلب فباعه بمكة، فاشتراه عبد الله بن جدعان التيمي فأعتقه، ويقال إنه رومي الأصل، هرب من أرض الروم، فقدم مكة فحالف ابن جدعان، والذي يجعلنا نميل إلى أنه رومي الأصل، أنه كان أحمر شديد الصهوبة، وهذه غالباً صفة الروم، كان - رضي الله عنه - من السابقين في الإسلام، ومن المستضعفين ممن يعذب في الله، هاجر إلى المدينة مع أمير المؤمنين علي، شهد المشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان من أعلام الصحابة، لما مات عمر أوصى أن يصلي عليه صهيب، مات صهيب سنة ثمان وثلاثين هجرية، وهو ابن السبعين،.
[5] هو عكاشة - بضم أوله وتشديد الكاف، وتخفيفها - بن محصن بن حرثان بن قيس، من بني أسد بن خزيمة، حليف بني عبد شمس من السابقين الأولين، وهو الذي يضرب به المثل دائماً بالقول: "سبقك بها عكاشة" وهذه الكلمة قالها النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما قال: "إن سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب"، فقال عكاشة: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: "أنت منهم" فقام آخر، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سبقك بها عكاشة" فصار يضرب بها المثل للسبق في الأمر، استشهد عكاشة في حرب الردة، قتله طليحة بن خويلد الأسدي،
ألقاء جثث قتلي المشركين في القليب
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن أبي طلحة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش، فقذفوا في طوي[ بئر] من أطواء بدر خبيث مخبث،
وكان إذا ظهر على قوم، أقام بالعرصة ثلاث ليال، فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشدت عليها رحلها، ثم مشى، واتبعه أصحابه، وقالوا: ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته، حتى قام على شفة الركي[طرف البئر]
فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: "يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟"
قال: فقال عمر: يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح لها؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم".
قال قتادة: أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخاً وتصغيراً، ونقيمة، وحسرة وندماً.
وفي رواية للنسائي من حديث أنس بن مالك قال: سمع المسلمون من الليل ببئر بدر، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم-
قائم ينادي: "يا أبا جهل بن هشام، ويا شيبة بن ربيعة...." الحديث.
قال ابن حجر - رحمه الله -: "وفي رواية حميد عن أنس: فنادى يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا أمية بن خلف، ويا أبا جهل بن هشام. أخرجه ابن إسحاق، وأحمد، وغيرهما.
وكذا وقع عند أحمد ومسلم من طريق ثابت عن أنس فسمى الأربعة، لكن قدم وأخر، وسياقه أتم، قال في أوله: تركهم ثلاثة أيام حتى جيفوا، فذكره، وفيه من الزيادة: فسمع عمر صوته، فقال: يا رسول الله أتناديهم بعد ثلاث، وهل يسمعون؟ ويقول الله تعالى: ﴿ إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ﴾ [النمل: 80]. فقال: والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم لكن لا يستطيعون أن يجيبوا.
وقد رجح الحافظان ابن كثير وابن حجر أن الله أحياهم حتى سمعوا كلامه توبيخاً وتصغيراً وحسرة وندماً
---------------------------------------------------------------------------------
تابعونا أحبابنا جزاكم الله كل خير
__
لا تنسونا من صالح دعائكم
-------------------
التالي : -
شهداء بدر رضوان الله عليهم
عدل سابقا من قبل sadekalnour في الثلاثاء أبريل 11, 2023 5:12 pm عدل 6 مرات
أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد
» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» العبادة وأركانها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور
» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد
» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد
» هيئات السجود المسنونة
الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» (( - 2 -)) خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:28 pm من طرف صادق النور