آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأن الشرك سيظهر في هذه الأمة بعد إخفائه واندحاره
حقوق المرأة المسلمه  Ooou110أمس في 2:19 pm من طرف عبدالله الآحد

» فضل توحيد الله سبحانه
حقوق المرأة المسلمه  Ooou110الجمعة نوفمبر 22, 2024 3:20 pm من طرف عبدالله الآحد

» وجوب الدعوة إلى توحيد الله سبحانه
حقوق المرأة المسلمه  Ooou110الخميس نوفمبر 21, 2024 3:00 pm من طرف عبدالله الآحد

» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
حقوق المرأة المسلمه  Ooou110الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
حقوق المرأة المسلمه  Ooou110الأربعاء نوفمبر 20, 2024 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد

» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
حقوق المرأة المسلمه  Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» العبادة وأركانها
حقوق المرأة المسلمه  Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد

» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
حقوق المرأة المسلمه  Ooou110الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
حقوق المرأة المسلمه  Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور

» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
حقوق المرأة المسلمه  Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

حقوق المرأة المسلمه  Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 36 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 36 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 10132 مساهمة في هذا المنتدى في 3408 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 311 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو Pathways فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    حقوق المرأة المسلمه

    avatar
    انهار الجنه


    عدد المساهمات : 228
    تاريخ التسجيل : 07/03/2010

    محمد عبد الموجود حقوق المرأة المسلمه

    مُساهمة من طرف انهار الجنه الخميس فبراير 02, 2023 1:40 pm


    حقوق المرأه المسلمه

    لقد اعتنى الإسلام بـ حقوق المرأة وكرمها وأعطاها حقوقها كاملة بما يناسب فطرتها وطبيعة تكوينها،
    لأن دين الإسلام ليس اجتهادا بشريا، وإنما هو وحي من الخالق سبحانه، الكتاب والسنة،
    وقد قال تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} الملك (14).

    قال عمر بن الخطاب: “كُنَّا في الجاهليةِ ما نَعُدُّ للنساءِ أمراً حتى أنزلَ الله فيهنَّ ما أنزَلَ، وقسمَ لهُنَّ ما قسم وذكرهنَّ الله، رأينا لهن بذلك علينا حقاً].
    هكذا كان حال المرأة قبل الإسلام في الجاهلية الأولى وهكذا الحال في جاهلية القرن العشرين، قد لا يكون الظلم وامتهان الكرامة، بنفس الأساليب والنمط بل تغيرت الأساليب والوسائل ولكن المؤدى واحد.
    ولهذا تقول الدكتورة الأمريكية كاري آن أوين: أعجبني احترام الإسلام لتعليم الجنسين، وتوفير حقوق المرأة. وقد دخلت كاري في الإسلام لتجد حقوقها كامرأة.
    هذه شهادة من امرأة مثقفة عركتها الحياة، وعركت الحياة في مجتمعها، ورأت وسمعت وعايشت كيف تعامل المرأة في غير الإسلام، وحينما عرفت منزلة المرأة في الإسلام وغير ذلك من شأنه اقتنعت به فنطقت بالشهادتين.
    فالإسلام قد كرم المرأة تكريما عظيما، أما كانت، أو زوجة، أو بنتا، أو أختا، أو غير ذلك.

    ومن تكريم الأم ما جاء في نصوص كثيرة من الكتاب والسنة، ومنها قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } الإسراء(23، 24).

    وقوله: {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا} الأحقاف (15).
    وجاء في الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ.
    وروى ابن ماجة من حديث مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ رضي الله عنه قَال: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ: قَالَ: وَيْحَكَ أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟ قُلْت: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: وَيْحَكَ الْزَمْ رِجْلَهَا فَثَمَّ الْجَنَّةُ.
    هذا من صور تكريم الأم في الإسلام، فقد أوجب برها، وطاعتها، والإحسان إليها، وجعل رضاها من رضا الله تعالى،
    وأخبر أن الجنة عند رجليها، وحرم عقوقها ولو بالتأفف منها، وجعل حقها أعظم من حق الوالد،
    وأكد العناية بها ولا سيما في حال كبرها وضعفها، وهذا ليس خاصا بالأم المباشرة، بل يشمل الجدة أيضا فإنها أم.

    ولهذا لما رأت الطبيبة الأمريكية أم عبد الملك، عناية أحد المسلمين بأمه المريضة في المستشفى أذهلها ما رأت وقالت: عشت بعده في أحلام يقظة أتخيل خلالها أني أم ولي أبناء يحبونني ويسألون عني ويحسنون إلي حتى آخر لحظة من عمري، ودون مقابل، هذا الحلم الجميل جعلني أعلن إسلامي دون أن أعرف عن الإسلام سوى حقوق الوالدين فيه.

    ثم إن المرأة إذا كانت زوجة فالإسلام قد كرمها، وأوصى بها الأزواج خيرا، وأمر بالإحسان في عشرتها،
    قال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} النساء(19).
    وقال صلى الله عليه وسلم: اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا.
    كما أخبر الإسلام أن للزوجة على زوجها من الحق مثل ما له عليها إلا أنه يزيد عليها درجة، لمسئوليته في الإنفاق والقيام على شئون الأسرة.
    قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} البقرة(228).
    ومن صون حقوق المرأة كرم الإسلام المرأة إذا كانت بنتا، فرغب بالأجر العظيم والثواب الجزيل على إحسان تربيتها وتعاهدها، بل جعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك سببا للقرب منه في الجنة،
    فقد روى ابن ماجة في سننه من حديث عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ، فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ، وَأَطْعَمَهُنَّ وَسَقَاهُنَّ وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنْ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
    وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ.

    كما كرم الإسلام المرأة إذا كانت أختا، أو عمة، أو خالة، بما أمر به من صلة الرحم الواجبة، والإحسان إليها ولو أساءت، وصلتها ولو قطعت.
    فلها حق الإجلال والتكريم والإحسان والصلة وذلك مما يبتغى به رضى الله تعالى؛
    للحديث القدسي أن اللَه تعالى قال عن الرحم: مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ.
    ولا يمكن للمرء استقصاء النصوص الشرعية في الإسلام الدالة على تكريم المرأة، أو حصر أوجه ذلك التكريم. وبضدها تتميز الأشياء كما قيل،
    فمن قارن بين حقوق المرأة في الإسلام وما كانت عليه في الجاهلية أو في الحضارات الأخرى، علم بأنها لم تكرم تكريما أعظم مما كرمت به في الإسلام. لكن بعض الناس لعمى في البصيرة، وانتكاس في الفطرة، قد يحسب ما هو إهانة تكريما،
    وهنا تنقلب الموازين وينشأ سوء الفهم ويحصل الخلط والخبط.

    قد تُنْكِر العَيْن ضَوء الشَّمْس مِن رَمَدٍ *** ويُنْكِر الفَـمُ طَعْمَ الْمَاء مِن سَقَمِ

    يذكر محمد شاهين في كتابه سماحة الإسلام: أن البرلمان الإنجليزي أصدر قراراً في عصر هنري الثامن ملك إنجلترا يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب العهد الجديد لأنها تعتبر نجسة.
    ويذكر المقدم في عودة الحجاب أن: القانون المدني الفرنسي نص بعد الثورة الفرنسية على أن القاصرين هم الصبي والمجنون والمرأة، حتى عدل عام 1938،
    ولا تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة. وظلت النساء طبقا للقانون الإنكليزي العام- حتى منتصف القرن الماضي تقريبا- غير معدودات من “الأشخاص” أو ” المواطنين” الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم،

    لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية، ولا حق في الأموال التي يكتسبنها، ولا حق في ملكية شيء حتى الملابس التي كن يلبسنها. بل إن القانون الإنكليزى حتى عام 1805م كان يبيح للرجل أن يبيع زوجته، وقد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات “نصف شلن” ، وقد حدث أن باع إنكليزى زوجته عام 1931م بخمسمائة جنيه، وقال محاميه في الدفاع عنه: “إن القانون الإنكليزي عام 1801م يحدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة”، فأجابت المحكمة بأن هذا القانون قد ألغى عام 1855م بقانون يمنع بيع الزوجات أو التنازل عنهن، وبعد المداولة حكمت المحكمة على بائع زوجته بالسجن عشرة أشهر.

    ويستطرد في وصف بعض ما هنالك نقلا عن الدكتور مصطفى السباعي، أن المرأة في بلاد الغرب قد دفع بها الوضع الاجتماعي الذي لا يرحم إلى أن صبحت تطرد من المنزل بعد سن الثامنة عشرة لكي تبدأ في الكدح لنيل لقمة العيش، وإذا ما رغبت- أو أجبرتها الظروف- في البقاء في المنزل مع أسرتها بعد هذه السن، فإنها تدفع لوالديها إِيجار غرفتها، وثمن طعامها، وغسيل ملابسها، بل تدفع رسمًا معينا مقابل اتصالاتها الهاتفية.

    حق العمل

    الإسلام بمنح النساء مطلق الحرية في اختيار المهنة التي يريدونها.

    كان عمل النساء في العهد النبوي شائعاً معروفاً، ولكنه كان منضبطاً بضوابط الشرع، ويمكن تقسيم العمل الذي كان النساء يمارسنه - في ذلك العهد - إلى أربعة أقسام:
    الأول: عملهن في تطبيب الجرحى، والقيام على المرضى في جيوش المسلمين.
    روى مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه إذا غزا فيسقين الماء ويداوين الجرحى.
    وعن أم عطية رضي الله عنها قالت: "غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم فأصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى" رواه مسلم.
    ولا شك أن خروجهن في الغزو كان مع أزواجهن، أو محارمهن كما لا يخفى.

    الثاني: عملهن في الزراعة:

    روى الشيخان عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: تزوجني الزبير وماله في الأرض من مال، ولا مملوك، ولا شيء غير ناضح وغير فرسه، فكنت أعلف فرسه، واستقي الماء، وأخرز غربه، وأعجن... وكنت أنقل النوى من أرض الزبير على رأسي، وهي مني على ثلثي فرسخ.
    وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: طَُلقت خالتي، فأرادت أن تجد نخلها فزجرها رجل أن تخرج، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "بلى فجدي نخلك، فإنك عسى أن تصدّقي أو تفعلي معروفاً" رواه مسلم، ومعنى تجدي نخلك: تقطعي ثمره.

    الثالث: اشتغالهن بالأعمال اليدوية:

    فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً" فكن يتطاولن أيتهن أطول يداً. قالت: فكانت أطولهن يداً زينب رضي الله عنها، لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق، وإنها كانت امرأة قصيرة، ولم تكن أطولنا" أخرجه مسلم.

    وكانت رائطة امرأة ابن مسعود رضي الله عنهما امرأة صناع اليد، فكانت تنفق عليه وعلى ولده من صنعتها... رواه أحمد.

    الرابع: اشتغالهن بالتعليم والفتوى،
    وهذا مشهور بين أزواجه صلى الله عليه وسلم، بل نص العلماء على أن من الحكم من تعدد زوجاته - صلى الله عليه وسلم - أن يطلع الناس على سيرته في تعامله معهن ليكون قدوة للأزواج في تعاملهم مع أهليهم،
    وكان أشهرهن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما.
    فهذه هي أهم الأعمال التي كان النساء يقمن بها، ضمن حدود الشريعة وضوابطها، ولا شك أنه ستظل هناك مجالات بحاجة إلى أن تعمل فيها المرأة ضمن ضوابط الشريعة وحدودها، كتعليم البنات، وعلاج النساء والرجال في بعض الظروف، كحالات الحروب الشاملة والأوبئة العامة والكوارث، وغيرها.

    لعل خير عمل تعمل به المرأة هي رعاية بيتها ، و أولادها و زوجها ،كما يمكن أن تعمل في هذه المجالات ضمن الضوابط التي أوردها علماء الأمة المعتبرين :
    وفي مجالات عمل المرأه ::
    1- في مجال الدعوة إلى الله تعالى :
    كداعيات و معلمات يعلمن النساء أحكام الشريعة الإسلامية بكافة أصولها ، و فروعها في المدارس ، و المعاهد و الجامعات و للحصول على أعلى الشهادات العلمية و التعليمية المعتبرة .
    2- مجال العلم ، و التعليم العام :
    كأن تعمل مدرسة للبنات , فتعلمهن كافة علوم العصر الحديثة التي يحتاجها في حياتهن لأجل مجتمعهن مع مراعاة الضوابط الشرعية.
    عن الشفاء بنت عبد الله , قالت : دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أنا عند حفصة , فقال لي : ألا تعلمين هذه الرقية النحلة كما علميتها الكتابة) .

    3- في التطبيب : لمعالجة و تطبيب النساء من الأمراض ، و الحمل و الولادة و غيرها .
    4- في مجال الشؤون البيتية :
    كأن تعمل في خياطة و تفصيل الألبسة النسائية و الولادية ، و غيرها من المهارات اليدوية المشابهة .
    عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه , قال : كانت ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم , و كانت من أكرم أهله عليه ، و كانت زوجتي , فجرت بالرحى حتى أثر الرحى بيدها , و أسقت بالقربة حتى أثرت بنحرها , و قمت – أي كنست – البيت حتى اغبرت ثيابها ، و أوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها , فأصابها من ذلك ضرر .

    و بعد , أليس الأجدر بالمرأة أن تؤدي واجباتها الأساسية كزوجة ، و أم ، و أخت , لها مسؤولياتها في الأسرة على الوجه الذي رسمه ، وحدده لها الشرع الحنيف .
    و أليس من الشطط أن يمجد عمل المرأة خارج هذه الضوابط الشرعية من أجل تقليد الغربيات اللواتي لم يحققن من خروجهن على التعاليم الربانية إلا الخراب للبيوت الآمنة , فانحلت الأخلاق ، و فسد المجتمع وشرد كثير من الأطفال مما ولد مشاكل عظيمة لدى حكومات الدول الغربية ومن نهج نهجها في أسلوب حياتها في معالجة البطالة وأطفال الزنى والأمراض الجنسية الخطيرة كالأيدز وغيرها ورصدت لذلك مئات الملايين من الدولارات ودون جدوى ، و فتكت البطالة في صفوف الرجال .

    و بالاطلاع على معطيات العلوم الحديثة الكاشفة عن مختلف حالات المرأة النفسية ، و غير النفسية يتضح أن هناك عوائقا ذاتية تؤثر على عملها غير الشرعي و ذلك للأسباب التالية :
    أثبتت الدراسات الطبية أن كيان المرأة النفسي ، و الجسدي قد خلقه الله على هيئة تخالف تكوين الرجل ، و قد بني جسم المرأة ليتلاءم مع وظيفة المرأة الأصلية و هي الأمومة , كما أن نفسيتها قد خلقت لتكون ربة منزل , بل أن كل خلية من خلايا جسم المرأة تختلف في خصائصه ، و تركيبها عن خلايا الرجل.
    و إذا دققنا النظر في المجهر لنا أن نجد الفروق واضحة بين خلية الرجل وخلية المرأة .. ستون مليون مليون خلية في جسم الإنسان ، و مع هذا فإن نظرة فاحصة في المجهر تنبئك الخبر اليقين : هذه خلية رجل ، وتلك خلية امرأة , كل خلية فيها موسومة بميسم الذكورة ، أو مطبوعة بطابع الأنوثة .
    أن أعضاء المرأة الظاهرة و الخفية ، و عضلاتها و عظامها تختلف إلى حد كبير عن تركيب أعضاء الرجل الظاهرة ،
    و الخفية كما تختلف عن عضلاته ، و عظامه في شدتها و قوة تحملها ، و ليس هذا البناء الهيكلي ، و العضوي المختلف عبثا ، إذ ليس في جسم الإنسان ، و لا في الكون شئ إلا و له حكمه سواء علمناها ، أو جهلناها ، و ما أكثر ما نجهل ، و أقل ما نعلم .
    و الحكمة في الاختلاف البين في التركيب التشريحي ، و الوظيفي بين الرجل و المرأة هو أن هيكل الرجل قد بني ليخرج إلى ميدان العمل ليكدح ، و يكافح و تبقى المرأة في المنزل تؤدي وظيفتها العظيمة التي أناطها الله بها ، و هي الحمل و الولادة ،
    و تربية الأطفال و رعايتهم ، وتهيئة عش الزوجية حتى يسكن إليها رب الأسرة عند عودته من خارج المنزل .

    قال تعالى :-(( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21)
    و إذا أردنا أن نقلب الموازين ، و نقلد أعداء الله، و الدين فإننا سنتصادم مع الفطرة التي فطرنا الله عليها ، و نتصادم مع التكوين البيولوجي ، و النفسي الذي خلقنا الله عليه ، و تكون نتيجة تلك المصادمات ، و تجاهل التكوين النفسي ، و الجسدي للمرأة وبالا على المرأة ، و على المجتمع و سنة الله ماضية .

    قال تعالى : (( سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) (الأحزاب:62)
    و قال عز وحل : (( سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) (الفتح:23) .
    وفي مقال نشرته مجلة الريدرز دايجست في عدد ديسمبر 1979 تحت عنوان (( لماذا يفكر الأولاد تفكيراً مختلفاً عن البنات للدكتور ريتشارد ديستاك ، جاء ما يلي :-
    (( أن الصبيان يفكرون بطريقة مغايرة لتفكير البنات رغم أن هذه الحقيقة الناصعة ستصدم أنصار المرأة ، و الداعين إلى المساواة التامة بين الجنسين .. و لكن المساواة الاجتماعية في رأينا تعتمد على معرفة الفروق في كيفية السلوك ، و معرفة الفروق بين مخ الفتى ومخ الفتاة ......
    و يعتقد الباحثون الاجتماعيون أن الاختلاف في سلوك الأولاد عن البنات راجع إلى التوجيه ، و التربية في البيت ، و المدرسة ، و المجتمع التي ترى أن الولد يجب أن يكون مقداماً كثير الحركة بل و تقبل منه أي سلوك عدواني بهز الكتفين بينما ترى في الفتاة أن تكون رقيقة هادئة لطيفة )) .
    بيد أن الأبحاث تبين الاختلاف بين الجنسين ليس عائداً ، فحسب إلى النشأة ، و التربية و إنما يعود أيضاً إلى اختلاف التركيب البيولوجي والى اختلاف تكوين المخ لدى الفتى عن الفتاة .

    يعتري النساء بحكم الأنوثة جملة من الحالات التي تمنعها قهريا من العمل ، ففي الحيض : تصاب أكثر النساء بآلام ، و أوجاع في أسفل الظهر ، و أسفل البطن و تكون آلام بعض النساء فوق الاحتمال مما يستدعي الطبيب ، كما تصاب كثير من النساء بحالة من الكآبة ، و الضيق أثناء الحيض ، و خاصة عند بدايته ، كما تصاب بعض النساء بالصداع النصفي ، و تكون الآلام مبرحة ، و تصبها اضطراب في الرؤية ، و القيء .
    كما تصاب الغدد الصماء بالتغير أثناء الحيض فتقل الحيوية الهامة للجسم إلى أدنى مستوى لها أثناء الحيض ، فتنخفض درجة حرارة الجسم و يبطىء النبض ، و ينخفض ضغط الدم ، و تصاب كثير من النساء بالدوخة ، و الكسل و الفتور .

    تمتاز المرأة بعاطفتها الجياشة ، فمن الطبيعي أن يكون للمرأة تكوين عاطفي خاص بها لا يشبه تكوين الرجل ،
    و عليه فإن إقحامها في الأعمال الشاقة بدنياً ظلم لها ، و إجحاف في حق مجتمعها ، لأنه صرف و توزيع خاطئ لطاقاتها . فعوضا عن توجيهها إلى عمل يناسبها و يناسب طبيعتها نوجهها إلى عمل يناسب غيرها ، و يلائمه ، ففي هذا تعطيل ظاهر لكفاءات المجتمع و قدراتها .

    فالشريعة الإسلامية – كقاعدة عامة - لا تمنع أحد من العمل و التكسب ، و لكنها تضع الحدود ، و الضوابط التي تلائم ، و تفيد المجتمع وأفراده .
    ذلك أن الإسلام قد قسم الأدوار بين المرأة ، و الرجل تقسيما عادلا فريدا لبناء أسرة سليمة تبني في الدارين ، فالرجل هو المسؤول عن نفقة أفراد أسرته و تأمين احتياجاتها , فهو يتولى شؤون المنزل الخارجية ، و يقع على المرأة مسؤولية العناية بالبيت ، و الزوج و الأولاد ، و توفير الراحة و الحنان و تربية الأولاد .

    و حيث إن المجتمع الإسلامي و المرأة المسلمة قد تحتاج إلى عمل المرأة ببعض الأعمال ، و المهام على سبيل الضرورة

    1- ألا يكون لعمل المرأة تأثيرا سلبيا على حياتها العائلية :
    عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ألا كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته ، و الرجل راع على أهل بيته ، و هو مسؤول عنهم ، و المرأة راعية على بيت بعلها و ولده و هي مسؤولة عنهم , والعبد راع على مال سيده ، و هو مسؤول عنه ألا فكلكم راع ، و كلكم مسؤول عن رعيته .
    ذلك أن المرأة راعية لبيتها ، و لأولادها و إن عملها خارج بيتها فيه مضيعة للأولاد ، و تقصير لحق الزوج , لذلك فإن عملها محرم للفساد الذي ينتجه من خلال عمل المرأة خارج بيتها .
    قال الشيخ ابن باز عليه رحمة الله : ( أن عمل المرأة بعيدا عن الرجال ، و كان فيه مضيعة للأولاد ، و تقصير بحق الزوج من غير اضطرار شرعي لذلك يكون محرما , لأن ذلك خروج عن الوظيفة الطبيعية , وتعطيل للمهمة الخطيرة التي عليها القيام بها , مما ينتج عنه سوء بناء الأجيال ، و تفكك عرى الأسرة التي تقوم على التعاون ، و التكافل .)

    2- ألا تعمل عملاً فيه محذور شرعي ، كالاختلاط و الخلوة :

    لقوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الأحزاب:59)
    عن أم عطية قالت : أمرنا رسول الله صلى الله عليه ، وسلم أن نخرجهن في الفطر ، و الأضحى العواتق ، و الحيض وذوات الخدور. فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ، و يشهدن الخير ، و دعوة المسلمين ، قلت : يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب , قال : لتلبسها أختها من جلبابها .
    فالرسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر جميع المسلمات أن تلبس الحجاب إن أردن الخروج ، و عند عدمه لا يمكنها أن تخرج .
    و لقوله عليه الصلاة و السلام : (( إياكم ، والدخول على النساء , فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله أفرأيت الحمو , قال الحمو الموت )).
    عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَقُولُ لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ وَلَا تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ امْرَأَتِي خَرَجَتْ حَاجَّةً وَإِنِّي اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا قَالَ انْطَلِقْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ [ واللفظ لمسلم ]
    ففي هذه الأحاديث ، و غيرها تصريح بعدم إجازة الدخول على النساء ، وبعدم الخلوة مع المرأة الأجنبية إلا مع ذي محرم حفاظا على الأعراض ، و وقاية من القيل و القال و الفتن .

    3- ألا يؤثر عملها على عمل الرجال , كأن تكون سببا في قطع رزقه :

    فالمرأة قد تقبل أن تعمل بأجر زهيد على عكس الرجل الذي يعيش هو ، و من تحت جناحيه من هذا العمل ، مما يؤدي إلى انتشار البطالة ، و تفاقمها في صفوف الرجال .
    لقوله تعالى : ( (الرجال قوامون على النساء )) . سورة النساء الآية 34 .
    و لقوله عليه الصلاة والسلام : ( لا ضرر و لا ضرار في الإسلام ) .
    قال ابن عبد البر : ( معنى لا ضرر : لا يدخل على أحد ضرر لم يدخله على نفسه ، و معنى لا ضرار لا يضار أحد بأحد ).
    و قال الخشني : ( الضرر الذي لك فيه منفعة ، و على جارك فيه مضرة ، و الضرار الذي ليس لك فيه منفعة ، و على جارك فيه المضرة ) .
    - فالمرأة عندما تعمل دون ضوابط شرعية تجلب منفعة لنفسها لا تتناسب مع المضرة التي تلحقها بغيرها على أحسن وجه ، و ربما تجلب من جراء عملها الضرر ، و المضرة و الضرار لها ، و لغيرها . إذا لم تراع الضوابط الشرعية التي وضعها العلماء المعتبرون.

    4- أن يتوافق عملها ، و طبيعتها الأنثوية :

    فقد أثبتت الدراسات الطبية أن كيان المرأة النفسي ، و الجسدي الذي خلقه الله تعالى على هيئة تخالف تكوين الرجل ,
    و قد بني جسم المرأة ليتلاءم مع وظيفتها الأمومة ملائمة كاملة , كما أن نفسيتها قد هيئت لتكون ربة أسرة ، و سيدة بيت
    , و قد كان لخروج المرأة إلى العمل وتركها بيتها ، و أسرتها نتائج فادحة في كل مجال .
    يقول تقرير الصحة العالمية : ( أن كل طفل مولود يحتاج إلى رعاية أمه المتواصلة لمدة ثلاث سنوات على الأقل .
    و أن فقدان هذه الغاية يؤدي إلى اختلال الشخصية لدى الطفل كما يؤدي إلى انتشار جرائم العنف المنتشر بصورة مريعة في المجتمعات الغربية و طالبت هذه الهيئة الموقرة بتفريغ المرأة للمنزل ، و طلبت من جميع حكومات العالم أن تفرغ المرأة ،
    و تدفع لها راتبا شهريا إذا لم يكن لها من يعولها حتى تستطيع أن تقوم بالرعاية الكاملة لأطفالها .
    و قد أثبتت الدراسات الطبية ، و النفسية أن المحاضن ، و روضات الأطفال لا تستطيع القيام بدور الأم في التربية و لا في إعطاء الطفل الحنان الدافق الذي تغذيه به

    بعض سلبيات عمل المرأة من دون ضوابط شرعية :

    1- ظهور تغيرات في جسم المرأة أفقدتها كثير من أنوثتها .
    2- انتشار الاعتداءات و التحرش الجنسي :
    أن دراسة ألفي مؤسسة ، و مصنع توضح أن الجاذبية الجنسية في المرأة هي أحد الشروط الهامة للحصول على الوظيفة ، و خاصة في عاملات التليفون ، و الاستقبال ، و السكرتيرات .
    و قد قامت جامعة كورنل عام 1975 باستفتاء عن رأي المرأة العاملة في الاعتداءات ، و المضايقات الجنسية أثناء العمل ،
    و قد اشتركت في الاستفتاء نسوة عاملات في مختلف القطاعات ، و في الخدمة المدنية ..
    و قد أجابت 70 % منهن أنهن قد تعرضن لهذه المضايقات و الاعتداءات أثناء العمل ، و وصف 56 % منهن هذه الاعتداءات بأنها كانت جسمانية ، وخطيرة ،
    و في يناير عام 1976 م نشرت مجلة ( ردبوك ) استفتاء شمل تسعة آلاف عاملة أجابت 92% منهن أن الاعتداءات ،
    و المضايقة الجسمية تشكل مشكلة صعبة . وقالت الأغلبية أنها مشكلة خطيرة .. كما أجابت 90 % منهن بأنهن قد وقعن ضحية لهذا الابتزاز الجنسي و قد جربنه بالفعل ، لهذا نهى الإسلام عن الخلوة بالمرأة الأجنبية على الإطلاق إلا مع ذي محرم ، و عن السفر إلا مع ذي محرم سدا لذريعة الفساد ، وإغلاقا لباب الإثم ، وحسما ، لأسباب الشر ، و حماية للعرض و الشرف و صيانة للرجال ، و النساء.
    فالحمد لله على نعمة الإسلام .
    -------------------------------------------------
    تقديري وأحترامي
    تابعوا بقيه الموضوع

    انهار الجنه يعجبه هذا الموضوع

    avatar
    انهار الجنه


    عدد المساهمات : 228
    تاريخ التسجيل : 07/03/2010

    محمد عبد الموجود إنصاف المرأه في القرآن الكريم

    مُساهمة من طرف انهار الجنه الخميس فبراير 02, 2023 2:16 pm


    إنصاف المرأه في القرآن الكريم

    من أهم ما جاء به القرآن الكريم هو إنصافُ المرأة وتحريرُها من ظلم الجاهلية وظلامُها، ومن تحكّم الرجل في مصيرها بغير حق، فكرّم القرآن المرأة، وأعطاها حقوقها بوصفها إنساناً، وكرّمها بوصفها أنثى، وكرّمها بوصفها بنتاً، وكرّمها بوصفها زوجة، وكرّمها أماً، وكرّمها بوصفها عضواً في المجتمع.
    فكان من فضل الإسلام أنه كرّمَ المرأة، وأكّد إنسانيتها، وأهليتها للتكليف والمسؤولية والجزاء ودخول الجنة، واعتبرها إنساناً كريماً له كل ما للرجل من حقوق إنسانية؛ لأنّهما فرعان من شجرة واحدة، وأخوان ولدهما أب واحد هو ادم، وأم واحدة هي حواء، فهما متساويان في أصل النشأة، متساويان في الخصائص الإنسانية العامة، متساويان في التكاليف والمسؤولية، متساويان في الجزاء والمصير،
    وفي ذلك يقول القرآن الكريم: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

    إذا كان الناس ـ كل الناس ـ رجالاً ونساءً، خلقهم ربُّهم من نفس واحدة، وجعل من هذه النفس زوجاً تكملها وتكتمل بها،
    كما قال في آية أخرى: ﴿وجعل منها زوجها ليسكن إليها﴾ [الأعراف: 2]،
    وبث في هذه الأسرة الواحدة رجالاً كثيراً ونساءً، كلهم عبادٌ لربٍ واحد، وأولاد لأم واحدة وأب واحد، فالأخوة تجمعهم، ولهذا أمرتُ الآية الناسَ بتقوى الله، ورعاية الرحم الواشجة بينهم: ﴿واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام﴾ [النساء: 1]. والرجل ـ بهذا النص ـ أخ المرأة، والمرأة شقيقة الرجل،
    وفي هذا قال الرسول ﷺ: «إنما النساء شقائق الرجال».
    1 ـ في مساواة المرأة للرجل في التكليف والتدين والعبادة:
    يقول القرآن الكريم: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 35].
    2 ـ في التكاليف الدينية الاجتماعية الأساسية:
    يسوِّي القرآن بين الجنسين بقوله تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 71].

    3 ـ وفي قصة آدم توجَّه التكليف الإلهي إليه وإلى زوجه على السواء:

    قال تعالى: ﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ﴾ [البقرة: 35].
    والجديد في هذه القصة ـ كما ذكرها القرآن ـ أنَّها نسبت الإغواء إلى الشيطان لا إلى حواء كما فعلت التوراة المحرفة:
    ﴿فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه﴾ [البقرة: 36].
    ولم تنفرد حواء بالأكل من الشجرة ولا كانت البادئة، بل كان الخطأ منهما معاً، كما كان الندمُ والتوبةُ منهما جميعاً:
    ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 83].
    بل في بعض الآيات نسبةُ الخطأ إلى ادمَ بالذات وبالأصالة: ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ﴾ [طه: 115]،
    ﴿فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَال يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَ يَبْلَى ﴾ [طه: 12].
    وقال تعالى: ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ﴾ [طه: 121].
    كما نسب إليه التوبة وحده أيضاً: ﴿ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ﴾ [طه: 122]،
    ممّا يفيدُ أنّه الأصل في المعصيةِ وامرأتُه تبعٌ له. ومهما يكن الأمر فإنَّ خطيئة حواء لا يحمل تبعتها إلا هي،
    وبناتها بريئات من إثمها، ﴿وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [الزمر: 7]
    ﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 134].
    4 ـ وفي مساواة المرأة للرجل في الجزاء: ودخولُ الجنّة

    يقول الله تعالى: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾ [آل عمران: 195]، فنصُّ القرآن في صراحة على أنَّ الأعمال لا تضيع عند الله، سواء أكان العامل ذكراً أم أنثى، فالجميعُ بعضهم من بعض، من طينة واحدة، وطبيعة واحدة،
    قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾[النحل: 97].
    وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ﴾ [النساء: 124].
    5 ـ وفي الحقوق المالية للمرأة:
    أبطل الإسلام ما كان عليه كثير من الأمم ـ عرباً وعجماً ـ من حرمان النساء من التملك والميراث، أو التضييق عليهنّ في التصرف فيما يملكن، واستبداد الأزواج بأموال المتزوّجات منهنّ، فأثبت لهن حق التملّك بأنواعه وفروعه، وحق التصرف بأنواعه المشروعة، فشرع الوصية والإرث لهنّ كالرجال، وأعطاهنَّ حقّ البيع والشراء والإجارة والهبة والإعارة، والوقف والصدقة والكفالة والحوالة والرهن وغير ذلك من العقود والأعمال، ويتبع ذلك حقوق الدفاع عن مالها، كالدفاع عن نفسها بالتقاضي وغيره من الأعمال المشروعة.
    6 ـ المرأة باعتبارها أماً:
    لا يعرفُ التاريخ ديناً ولا نظاماً كرَّم المرأة باعتبارها أماً، وأعلى من مكانتها، مثل الإسلام، لقد أكَّدَ الوصيةَ بها، وجعلها تالية للوصية بتوحيد الله وعبادته، وجعل بِرّها من أصول الفضائل، كما جعل حقّها أوكد من حق الأب لما تحملته من مشَاق الحمل والوضع والإرضاع والتربية،
    وهذا ما يقرره القرآن، ويكرره في أكثر من سورة، ليثبته في أذهان الأبناء ونفوسهم، وذلك في مثل قوله تعالى:
    ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14]، وقال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا﴾ [الأحقاف: 15].
    ومن توجيهات القرآن الكريم أنّه وضع أمام المؤمنين والمؤمنات أمثلة وقدوة حسنة لأمهاتٍ صالحاتٍ، كان لهنَّ أثرٌ ومكانةٌ في تاريخ الإيمان.
    • فأم موسى تستجيبُ إلى وحي الله وإلهامه، وتُلقي ولدها وفلذة كبدها في اليمّ، مطمئنة إلى وعد ربها، قال تعالى:
    ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾[القصص: 7].
    • وأم مريم التي نذرت ما في بطنها محرراً لله، خالصاً من كل شرك أو عبودية لغيره، داعية الله أن يتقبل منها نذرَها،
    قال تعالى: ﴿فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [آل عمران: 35].
    فلما كان المولودُ أنثى على غير ما كانت تتوقع، لم يمنعها ذلك من الوفاء بنذرها، سائلة الله أن يحفظها من كل سوء، قال تعالى: ﴿وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [آل عمران: 36].
    • ومريم ابنة عمران أم المسيح عيسى، جعلها القرآن ايةً في الطهر، والقنوت لله، والتصديق بكلماته:
    ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ﴾ [التحريم: 12].

    7ـ المرأة باعتبارها بنتاً:

    كان العرب في الجاهلية يتشاءمون بميلاد البنات، ويضيقون به، حتى قال أحد الاباء ـ وقد بشر بأنَّ زوجه ولدت أنثى ـ: واللهِ ما هي بنعم الولد، نصرُها بكاءٌ، وبرُّها سرقةٌ. يريد أنها لا تستطيعُ أن تنصر أباها وأهلها إلاّ بالصراخِ والبكاءِ، لا بالقتال والسلاح، ولا أنْ تبرَّهم إلا بأن تأخذ من مالِ زوجها لأهلها. وكانت التقاليد المتوارثة عندهم تبيحُ للأب أن يئدَ ابنته ـ يدفنها حية ـ خشيةً من فقرٍ قد يقع، أو من عارٍ قد تجلبه على قومها حين تكبر،
    وفي ذلك يقول القرآن منكراً عليهم، ومقرّعاً لهم: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ۝ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾ [التكوير: 8 ـ 9].
    ويصفُ حالَ الاباء عند ولادة البنات، قال تعالى: ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ۝ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [النحل: 58 ـ 59].
    وكانت بعضُ الشرائع القديمة تعطي الأبَ الحق في بيع ابنته إذا شاء، وبعضها الآخر ـ كشريعة حمورابي ـ تجيزُ له أن يسلمَها إلى رجلٍ اخرَ ليقتلها.
    جاء الإسلامُ فاعتبر البنتَ كالابن ـ هبة من الله ونعمة ـ يهبها لمن يشاء من عباده،
    قال تعالى: ﴿يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ۝ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾[الشورى: 49 ـ 50].
    وبيّنَ القرآن الكريم في قصصه أنَّ بعض البنات قد تكونُ أعظمَ أثراً، وأخلد ذكراً، من كثيرٍ من الأبناء الذكور، كما في قصة مريم ابنة عمران التي اصطفاها الله وطهرها، واصطفاها على نساء العالمين،
    وقد كانت أمها عندما حملت بها تتمنّى أن تكون ذكراً يخدِمُ الهيكل، ويكون من الصالحين، قال تعالى:
    ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ۝ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ۝ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَناً﴾ [آل عمران: 35 ـ 37].
    وجعل رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم الجنةَ جزاءَ كلِّ أبٍ يُحْسِنُ صحبةَ بناته، ويحرص على تربيتهن وحسن تأديبهن، ورعايةِ حقّ الله فيهن، حتى يبلُغْنَ، أو يموت عنهن، وجعل منزلته بجواره صلى الله عليه وسلم في دار النعيم المقيم،
    قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كانَ له ثلاثُ بناتٍ، فصبر على لأوائهنَّ وضرّائهنَّ وسرّائهنَّ، أدخله الله الجنة برحمتِهِ إيّاهنّ»، فقال رجل: واثنتان يا رسول الله؟ قال: «واثنتان». قال رجل: يا رسول الله، وواحدة؟ قال: «وواحدة».
    لم تعدْ ولادةُ البنتِ عبئاً يُخاف منه، وطالعُ نحس يُتطيّر به، بل نعمةٌ تُشْكَرُ ورحمةٌ تُرجى، وتُطلب لما وراءها من فضل الله تعالى، وجزيل مثوبته، وبهذا أبطل الإسلام عادة الوأدِ إلى الأبد، وأصبحَ للبنتِ في قلب أبيها مكان عظيم.

    8 ـ المرأة باعتبارها زوجة:
    كانت بعض الديانات والمذاهب تعتبِرُ المرأةَ رجساً من عمل الشيطان، يجب الفرار منه، واللجوء إلى حياة التبتل والرهبنة، وبعضُها الآخر كان يعتبر الزوجة مجرّد الةٍ لمتاع الرجل، أو طاهٍ لطعامه، أو خادم لمنزله، فجاء الإسلام يعلِنُ بطلان الرهبانية، وينهى عن التبتل، ويحثّ على الزواج، ويعتبر الزوجية اية من آيات الله في الكون،
    قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].
    وقرّرَ الإسلام للزوجة حقوقاً على زوجها، ولم يجعلْها مجّرَد حبر على ورق، بل جعل عليها أكثرَ من حافظٍ ورقيبٍ، من إيمان المسلم وتقواه أولاً، ومن ضمير المجتمع ويقظته ثانياً، ومن حكم الشرع وإلزامه ثالثاً.
    وأول هذه الحقوق: الصداق: الذي أوجبه الله للمرأة على الرجل إشعاراً منه برغبته فيها، وإرادته لها، قال تعالى: ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا ﴾ [النساء: 4].
    فأينَ هذا من المرأةِ التي نجدُها في مدنيات أخرى، فتدفع هي للرجل بعض مالها، مع أنَّ فطرة الله جعلت المرأةَ مطلوبةً لا طالبة؟

    وثاني هذه الحقوق: النفقة، فالرجل مكلّفٌ بتوفير المأكل والملبس والمسكن بالمعروف، والمعروف: هو ما يتعارف عليه أهل الدين والفضل من الناس بلا إسراف ولا تقتير،
    قال تعالى: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا﴾ [الطلاق: 7].
    وثالث الحقوق: المعاشرة بالمعروف، قال تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19].
    وهو حق جامع يتضمن إحسان المعاملة في كلِّ علاقة بين المرء وزوجه، من حسن الخلق، ولين الجانب، وطيب الكلام، وبشاشة الوجه، وتطييب نفسها بالممازحة، والترفيه عنها.
    وفي مقابل هذه الحقوق أوجبَ عليها طاعةَ الزوج في غير معصيةٍ، والمحافظة على ماله، فلا تنفِقُ منه إلا بإذنه، وعلى بيته،
    فلا تدخِلُ فيه أحداً إلا برضاه، ولو كان من أهلها. وهذه الواجبات ليست كثيرةً ولا ظالمةً في مقابل ما على الرجل من حقوق، فمن المقرر أنَّ كل حق يقـابـلـه واجب، ومن عدل الإسلام أنـه لم يـجعل الواجبـات على المرأة وحدَها، ولا على الرجل وحده، بل قال تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 228]. فللنساء من الحقوق مثل ما عليهنّ من الواجبـات. ومن جميل ما يروى أنّ ابن عباس رضي الله عنه وقف أمام المراة يصلِحُ هيئته، ويُعَدِّلُ من زينته، فلما سئل في ذلك قال: أتزيّنُ لامرأتي كما تتزيّنُ لي، ثم تلا الاية الكريمة: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 228].
    وهذا من عميق فقه الصحابة للقرآن الكريم. ولم يهدر الإسلامُ شخصية المرأة بزوجها، ولم يذبها في شخصية زوجها، كما هو الشأن في التقاليد الغربية التي تجعل المرأة تابعة للرجل، فلا تُعرف باسمها ونسبها ولقبها العائلي، بل بأنها زوجة فلان.
    أما الإسلام فقد أبقى للمرأة شخصيتها المستقلة المتميزة، ولهذا عرفنا زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بأسمائهنّ وأنسابهنّ، فخديجة بنت خويلد، وعائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر، وميمونة بنت الحارث، وصفية بنت حُيَي، وكان أبوها يهودياً محارباً للرسول صلى الله عليه وسلم. كما أنّ شخصيتها المدنية لا تنقص بالزواج، ولا تفقد أهليتها للعقود والمعاملات وسائر التصرفات، فلها أن تبيع وتشتري، وتؤجر أملاكها، وتستأجر، وتهب من مالها وتتصدق وتوكل وتخاصم. وهذا أمرٌ لم تصل إليه المرأة الغربية إلاّ حديثاً، ولازالت في بعضِ البلاد مقيَّدةً إلى حدٍّ ما بإرادة الزوج.

    9 ـ المحافظة على أنوثة المرأة: الإسلامُ يحافظ على أنوثة المرأة، حتى تظلَّ ينبوعاً لعواطف الحنان والرقة والجمال، ولهذا أحلّ لها بعضَ ما حُرِّم على الرجال، بما تقتضيه طبيعة الأنثى ووظيفتها، كالتحلّي بالذهب، ولبس الحرير الخالص،
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ هذين حرامٌ على ذكور أمتي، حل لإناثهم». كما أنّه حرّم عليها كل ما يجافي هذه الأنوثة، من التشبه بالرجال في الزي والحركة والسلوك وغيرها، فنهى أن تلبَسَ المرأةُ لبسة الرجل، كما نهى الرجل أن يلبَسَ لبسة المرأة، ولعن المتشبّهات من النساء بالرجال، مثلما لعَن المتشبهين من الرجال بالنساء،
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثةٌ لا يدخلون الجنة، ولا ينظرُ اللهُ إليهم يومَ القيامةِ: العاقُّ لوالديه، والمرأةُ المترجلةُ، والدّيوثُ».
    والإسلام يحمي هذه الأنوثة، ويرعي ضعفها، فيجعلها أبداً في ظلِّ رجل مكفولةَ النفقات، مكفيةَ الحاجات، فهي في كنف أبيها أو زوجها أو أولادها أو إخوتها يجب عليهم نفقتها، وفق شريعة الإسلام، فلا تضطرها الحاجة إلى الخوض في لجج الحياة وصراعها، ومزاحمة الرجال بالمناكب. والإسلامُ يحافِظُ على خُلُقها وحيائها، ويحرص على سمعتها وكرامتها، ويصون عفافها من خواطر السوء، وألسنة السوء؛ فضلاً عن أيدي السوء أن تمتدَّ إليها:
    ولهذا يوجِبُ الإسلام عليها: أ ـ الغضُّ من بصرها والمحافظة على عفتها ونظافتها: قال تعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ [النور: 31].
    ب ـ الاحتشام والتستر في لباسها وزينتها دون إعناتٍ لها، ولا تضييقٍ عليها: قال تعالى: ﴿ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن﴾ [النور: 31].
    ج ـ ألا تبدي زينتها الخفية ـ كالشعر والعنق والنحر والذراعين والساقين ـ إلا لزوجها ومحارمها الذين يشقُّ عليها أن تستر منهم استتارها من الأجانب: قال تعالى: ﴿ولاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ﴾ [النور: 31].
    د ـ أن تتوقر في مشيها وكلامها: قال تعالى: ﴿وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ﴾ [النور: 31]. وقال: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا ﴾ [الأحزاب: 32] فليست ممنوعة من الكلام، وليس صوتها عورة، بل هي مأمورةٌ، أن تقول قولاً معروفاً.

    هـ أن تتجنب كل ما يجذب الانتباه إليها، ويغري بها، من تبرج الجاهلية الأولى أو الأخيرة. فهذا ليس من خلق المرأة العفيفة
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيُّما امرأةٍ استعطرتْ، ثم خرجتْ من بيتِهَا ليشمَّ الناسُ ريحها فهي زانية».
    و ـ أن تمتنع عن الخلوة بأي رجلٍ ليس زوجها ولا محرْماً لها: صوناً لنفسها ونفسه من هواجس الإثم، ولسمعتها من ألسنة السوء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يخلونَّ رجلٌ بامرأةٍ إلا مع ذي محرم».

    ز ـ ألا تختلط بمجتمع الرجال الأجانب إلا لحاجة داعية، ومصلحة معتبرة، وبالقدر اللازم: كالصلاة في المسجد، وطلب العلم، والتعاون على البر والتقوى، بحيث لا تُحْرَمُ المرأةُ من المشاركة في خدمة مجتمعها، ولا تنسى الحدود الشرعية في لقاء الرجال. إنَّ الإسلامَ بهذه الأحكام يحمي أنوثةَ المرأة من أنياب المفترسين من ناحية، ويحفظ عليها حياءها وعفافها بالبعد عن عوامل الانحراف والتضليل من ناحية ثانية، ويصونُ عرضها من ألسنة المفترين والمرجفين من ناحية ثالثة، وهو ـ مع هذا كله ـ يحافِظُ على نفسها وأعصابها من التوتر والقلق، ومن الهزّات والاضطرابات، نتيجة لجموح الخيال، وانشغال القلب، وتوزع عواطفه بين شتى المثيرات والمهيّجات وهو أيضاً ـ بهذا الأحكام والتشريعات ـ يحمي الرجل من عوامل الانحراف والقلق، ويحمي المجتمع كلّه من عوامل السقوط والانحلال.
    والحمد لله علي نعمة ألإسلام
    -----------------------------
    تقديري وأحترامي لكم

    انهار الجنه يعجبه هذا الموضوع


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 4:15 am