آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأن الشرك سيظهر في هذه الأمة بعد إخفائه واندحاره
المرأة في الإسلام Ooou110أمس في 2:19 pm من طرف عبدالله الآحد

» فضل توحيد الله سبحانه
المرأة في الإسلام Ooou110الجمعة نوفمبر 22, 2024 3:20 pm من طرف عبدالله الآحد

» وجوب الدعوة إلى توحيد الله سبحانه
المرأة في الإسلام Ooou110الخميس نوفمبر 21, 2024 3:00 pm من طرف عبدالله الآحد

» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
المرأة في الإسلام Ooou110الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
المرأة في الإسلام Ooou110الأربعاء نوفمبر 20, 2024 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد

» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
المرأة في الإسلام Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» العبادة وأركانها
المرأة في الإسلام Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد

» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
المرأة في الإسلام Ooou110الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
المرأة في الإسلام Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور

» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
المرأة في الإسلام Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

المرأة في الإسلام Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 24 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 24 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 10132 مساهمة في هذا المنتدى في 3408 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 311 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو Pathways فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    المرأة في الإسلام

    avatar
    انهار الجنه


    عدد المساهمات : 228
    تاريخ التسجيل : 07/03/2010

    محمد عبد الموجود المرأة في الإسلام

    مُساهمة من طرف انهار الجنه السبت يناير 28, 2023 9:17 am


    المرأة في الإسلام

    أولى الإسلام المرأة اهتمامًا كبيرًا ونظر إليها نظرة تكريمٍ واعتزازٍ،
    فالمرأة في الإسلام هي الأم والأخت والابنة والعمة والخالة والجدة والزوجة شريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة،
    وقد كلَّفها الله مع الرجل في النهوض بمهمة الاستخلاف في الأرض، وتربية الأبناء وتنشأتهم تنشئة سوية، وجعلها على درجة واحدة مع الرجل في التكريم والإجلال.

    أعطى الإسلام المرأة حقوقها بعد أن عانت في الجاهلية (ما قبل الإسلام) من ضياعها من أهمها الحق في الحياة.
    يتفق علماء الدين المسلمين إلى حد كبير على أنه في بداية الإسلام وتحديدًا في أوائل القرن السادس الميلادي، وسَّع سيدنا محمد ﷺ حقوق المرأة لتشمل حق الميراث والتملك والزواج والنفقة وحقوقًا أخرى.
    كما نهى سيدنا  النبي صل الله عليه وسلم عن الإساءة للنساء وأمر بمعاملتهن بالحسنى والرحمة
    فقال في حجة الوداع: «استوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئًا، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله، فاعقلوا أيها الناس قولي». وفي صحيح الترمذي،
    يقول سيدنا النبي  ﷺ (أَكْمَلُ المؤْمِنين إيماناً أحْسَنُهم خُلُقاً، وَخِياركم خيارُكم لِنِسائهم).
    ويقول سيدنا النبي ﷺ (اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ) أي عاملوهما برفق وشفقة، ولا تكلفوهما ما لا يطيقانه، ولا تقصِّروا في حقهما الواجب والمندوب.
    كما يذكر التاريخ أيضا أن سيدنا النبي  ﷺ وقبل وفاته بأيام قليلة خرج على الناس وكان مريضًا بشدة وألقى آخر خطبة عليهم فكان من جملة ما قاله وأوصى به: «أيها الناس، الله الله في الصلاة، الله الله في الصلاة». بمعنى أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا على الصلاة، وظل يرددها إلى أن قال: «أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، اوصيكم بالنساء خيرا».

    وقد راعت الشريعة الإسلامية الفروقات بين الذكر والأنثى، وبناءًا على هذه الفروقات الجسدية والسيكولوجية وضع الإسلام الأطر التي تحكم علاقة المرأة بالرجل والعكس وحدد حقوق كل منهما وواجباته تجاه الآخر.
    وبسبب هذه الإختلافات أصبح الرجل مسؤولًا عن رعاية المرأة وحمايتها وتوفير العيش الكريم لها وهو ما يسمى في الإسلام بالقوامة.
    كما أكد الإسلام على المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة منذ أمد بعيد. إذ جاء في سورة الحجرات: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ :
    وفي هذه الآية يُبين القرآن أن لا فضل للذكر على الأنثى أو العكس إلا بالتقوى والعمل الصالح.
    يُذكر أن الإعلان التاريخي الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة فيما يتعلق بالمرأة وحقوق الإنسان والذي ينص على: (يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق) قد أٌقر في 10 نوفمبر 1948،
    مما يعني أن الإسلام قد سبق بذلك العديد من التشريعات العالمية المعاصرة في موضوع المساواة بين الجنسين بما لا يقل عن 1000 عام.غالباً ما تُثار مخاوف بشأن وضع المرأة في القانون الإسلامي. في كثير من الأحيان  يتم استخدام التحريفات والمفاهيم الخاطئة وحتى الأحاديث الضعيفة حول كيفية معاملة النساء من قبل الشرع، من أجل إثارة الرأي العام وجمعيات حقوق الإنسان وحقوق المرأة لدفع فكرة أن الإسلام معادي للنساء.
    تقول الكاتبة الناشطة البريطانية في مجال حقوق المرأة آني بيزنت: «يوجد سوء فهم للإسلام أكثر بكثير مما يوجد (كما أعتقد) في الديانات الأخرى في العالم. هناك أشياء كثيرة قيل عنها من قبل أولئك الذين لا ينتمون إلى هذا الإيمان.» ،
    ويقول عالم النفس الإجتماعي الفرنسي جوستاف لوبون في كتابه حضارة العرب: «فضل الإسلام لم يقتصر على رفع شأن المرأة، بل نضيف إلى هذا أنه أول دين فعل ذلك»

    نظرة الإسلام للمرأة


    المساواة
    المساواة في المسؤوليات مع الرجل

    ينظر الإسلام إلى المرأة على أنها شريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة، كونها تلعب دورًا أسريًا ومجتمعيًا في الأساس.
    كما تعتبر المرأة في الإسلام مماثلة للرجل في القدر والمكانة إلا ما استثناه الشرع في بعض المسائل،
    وفي ذلك يقول النبي ﷺ: (إنما النساء شقائق الرجال)
    لم يفرّق الإسلام بين الرجل والمرأة منذ النشأة الإنسانيّة الأولى، وقد دلّ على ذلك قول الله في سورة الحجرات:  يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
    يقول الطبري في تفسيره لقول الله (إن أكرمكم عند الله أتقاكم): إن أكرمكم أيها الناس عند ربكم، أشدّكم اتقاءًا له بأداء فرائضه واجتناب معاصيه.

    والمرأة مكلفة مع الرجل في النهوض بمهمة الاستخلاف في الأرض، يقول الله في القرآن:وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ. وهي منبت البشرية ومنشئة أجيالها يقول الله: Ra bracket.png يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا .

    كما يقع على عاتق الرجل والمرأة كلاهما مسؤولية تكوين أسرة صالحة وتربية الإبناء وتعليمهم، يقول النبي صل الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».

    المساواة في الثواب والعقاب

    لا يفرق الإسلام بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بالأجر والثواب على القيام بالأعمال الصالحة أو بالعقاب على ارتكاب المعاصي، فلكلٍّ منها جزاء ما عمِل. ويؤكد القرآن على هذا المبدأ في أكثر من موضع منها في سورة النحل:مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ bracket.png وفي سورة غافر:  مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ

    ومثلما ساوى الإسلام بالثواب فقد ساوى أيضًا بالعقاب ولم يجعل لأحدها استثناء عن الآخر،
    يقول الله في القرآن عن عقوبة الزنا: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
    وعن عقوبة السرقة:  وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

    كما أشار القرآن إلى الرجال والنساء معًا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجعله من صفات المؤمنين
    يقول الله في سورة التوبة: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .

    التكريم

    حرمة الإعتداء على النفس

    كرم الإسلام الأنسان سواءًا كان ذكرًا أم انثى وفضله على باقي المخلوقات، ومن مظاهر تكريمه للإنسان هو منحه العقل الذي يتدبر فيه أمور دينه ودنياه. وقد جاءت العديد من آيات القرآن لتأكد على مبدأ تكريم الإنسان والمساواة بين الجنسين
    يقول الله في سورة الإسراء: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا .

    كما حفظ الإسلام للإنسان حقّه في حياةٍ آمنةٍ ومكرّمةٍ فجعل نفسه معصومةً، قال الله تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ)، وجعل الاعتداء عليه بالقتل جريمةً تستحقّ القصاص فقال الله: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ).

    يرفض الإسلام بشدة قتل النساء أو الفتيات لمجرد الشك في تصرفاتهن أو أخلاقهن وهو ما يسمى اليوم بجرائم الشرف التي لها ارتباط بالعادات والتقاليد أكثر من ارتباطها بالدين، ففي الإسلام يخضع المسلمون لشرع الله وليس للعادات والتقاليد،
    فالشرع هو الحاكم عليها وليست العادات هي الحاكمة عليه، ومن تلك التقاليد الأخذ بالثأر والقتل بدعوى الحفاظ على الشرف خارج إطار أحكام الشريعة.
    وقد وصف الإسلام قتل النفس بأنه أعظم الجرائم بعد الشرك بالله يقول الله في سورة النساء  وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا  وفي حال قام الرجل بقتل زوجته بمجرد الاتهام بالزنا من غير أدلة فحكمه هو القصاص بالإجماع (أي القتل)
    ومثل ذلك إذا اتهم أخته أو ابنته من غير أدلة فلا يجوز له الإقدام على عقابها أو قتلها، لأن الكثير من حالات القتل بادعاء الحفاظ على شرف العائلة تكون المرأة فيها مظلومة ظلمًا شديدًا، فقد تُقتل لمجرد الشك في تصرفاتها.
    فالأحكام الشرعية في الإسلام تبنى على اليقين وغلبة الظن المبني على الأدلة الواضحة، ولا تبنى على الشك والوهم.
    ومثل ذلك هو القتل بسبب مقدمات الزنا من تقبيل أو عناق أو رسائل غرامية أو خلوة غير شرعية وما شابه ذلك مما ليس فيه زنا صريح، فهذا لا يحل له القتل بحال،
    وإنما الواجب في ذلك التعزير ممن له الولاية الشرعية.على النقيض الآخر يُعتبر الزنا في الإسلام كبيرة مِن كبائر الذنوب، ورذيلة من رذائل الأفعال، وقد نهى عنه الإسلام في العديد من النصوص،
    يقول الله في سورة الإسراء: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا  .
    شدد الإسلام على أن مسؤولية إقامة الحدود هي من اختصاص الحاكم أو ولي أمر المسلمين أو من ينوب عنه كالمحاكم الشرعية وليست للأفراد، وذلك في إجراءات الإثبات والتنفيذ، وهذا محل اتفاق بين فقهاء الإسلام
    فقد جاء في الموسوعة الفقهية: «يتفق الفقهاء على أن الذي يقيم الحد هو الإمام أو نائبه ، سواء كان الحد حقًا لله تعالى كحد الزنى ، أو لآدمي كحد القذف».

    عقاب الطعن في الأعراض

    من مظاهر تكريم الإسلام للمرأة أنه واجه قذف المحصنات (أي العفيفات الطاهرات) بعقوبة رادعة وعادلة.
    والقذف هو الإتهام بارتكاب الفاحشة بدون الأستناد على أدلة أو الطعن في النسب أو ما يشابهه من الأمور التي تطعن في العِرض.

    وقد حفظ الإسلام للمرأة كرامتها وسمعتها وقرر عقوبة 80 جلدة لكل من يتهم امرأة عفيفة في عرضها،
    ووصف من يفعلون ذلك بأنهم فاسقون لا تقبل شهادتهم،
    يقول الله في سورة النور:  وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[/size]

    يعتبر قذف المحصنات من أشد المحرمات في الإسلام، وقد عد النبي  ﷺ هذا الفعل من الموبقات (أي المهلكات في الإثم)
    يقول النبي محم ﷺ في الحديث:«اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: «الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات»
    وهذا الاتهام له تأثير مدمر على المرأة المقذوفة، فإذا كانت متزوجة ربما أدى ذلك إلى طلاقها، بالإضافة إلى وصمة العار التي ستتبعها هي وأسرتها، وما يرافق الطلاق في مثل هذه الظروف من تفتيت للأسرة وضياع أولاد المرأة المتهمة بالزنا،
    وإذا لم تكن متزوجة قد يؤدي اتهامها بالزنا إلى عدم الزواج منها، فتمكث محرومة من الزوج والولد في مجتمع ينظر إليها على أنها زانية، ولا يخفى ما لذلك من خطورة على استقرار المجتمع.
    وقد قال الله تعالى في آية القذف: ﴿المحصنات﴾ على التأنيث لأن العار الذي يلحق المرأة جراء القذف أشنع وأخطر من قذف الرجل،
    وقوله الله عز جل: ﴿ يَرْمُونَ﴾  أصله الرمي أي القذف بالحجارة أو بشيء صلب، ثم استعير هذا اللفظ للقذف باللسان، لأنه يشبه الأذى الحسي من شدة إيلامه وحدَّة وقعه على النفس.

    تكريم المرأة بالزواج الشرعي


    ألغى الإسلام كل أنواع الزواج التي كانت تمارس في الجاهلية والتي كانت لا تحفظ للمرأة حقوقها وتنال من كرامتها وتحط من قيمتها. يُذكر أن العرب في الجاهلية مارسوا عدة أنواع من النكاح (الزواج) منها:
    نكاح الإستبضاع: وهو قول الرّجل لزوجته في الجاهليّة:«أرسلي إلى فلانٍ فاستبضعي منه» أي اطلبي منه المباضعة (الجماع)، ويحدث الاستبضاع رغبة في أن ينجب الرجل طفلًا يحمل صفات الرجل الآخر من شجاعةٍ وفروسية وحكمة وقيادة.
    نكاح الرهط: وهو أن يجتمع عشرة من الرجال أو اقل وينكحون امرأة واحدة، فإذا حملت أرسلت إليهم جميعًا، ثمّ تختار من بينهم من يكون والد الجنين الذي في بطنها.
    نكاح البغايا (أو أصحاب الرايات): وهو أن يجتمع عدد كبير من الرجال وينكحون امرأة واحدة حيث كانت المرأة منهن ترفع الراية (ويقال إنها كانت حمراء) علامة على أنها جاهزة فيأتيها الرجال.
    نكاح البدل (الشغار): وهو أن يقول الرجل للرجل: زوجني ابنتك وأزوجك ابنتي، أو زوجني أختك وأزوجك أختي

    عندما بعث النبي  ﷺ برسالة الإسلام كان من جملة من فعله لإصلاح المجتمع وتكريم المرأة هو هدم جميع أنواع نكاح أهل الجاهلية وتحريمه.
    شرَّع النبي  ﷺ نكاحًا واحدًا فقط وهو النكاح القائم على الشهود والمهر والإيجاب والقبول وغيرها من شروط الزواج في الإسلام من أجل حفظ حقوق المرأة على زوجها وحمايتها من الإبتذال، ولا يزال المسلمون يسيرون على هذا النهج حتى اليوم.

    تصف عائشة زوجة النبي صل الله عليه وسلم أنواع النكاح في الجاهلية فتقول:
    كانَ النِّكاحَ في الجاهليَّةِ على أربعةِ أنحاءٍ فكانَ منها نكاحُ النَّاسِ اليومَ يخطبُ الرَّجلُ إلى الرَّجلِ وليَّتَهُ فيُصدِقُها ثمَّ ينكحُها

    ونكاحٌ آخرُ كانَ الرَّجلُ يقولُ لامرأتِهِ إذا طهُرَت من طمثِها أرسلي إلى فلانٍ فاستبضعي منهُ ويعتزلُها زوجُها ولا يمسُّها أبدًا حتَّى يتبيَّنَ حملُها من ذلكَ الرَّجلِ الَّذي تستبضعُ منهُ فإذا تبيَّنَ حملُها أصابَها زوجُها إن أحبَّ وإنَّما يفعلُ ذلكَ رغبةً في نجابةِ الولدِ فكانَ هذا النِّكاحُ يسمَّى نكاحَ الاستبضاعِ
    ونكاحٌ آخرُ يجتمعُ الرَّهطُ دونَ العشرةِ فيدخلونَ على المرأةِ كلُّهم يصيبُها فإذا حملت ووضعت ومرَّ ليالٍ بعدَ أن تضعَ حملَها أرسلت إليهم فلم يستطع رجلٌ منهم أن يمتنِعَ حتَّى يجتمعوا عندَها فتقولُ لهم قد عرفتُمُ الَّذي كانَ من أمرِكم وقد ولدتُ وهوَ ابنُكَ يا فلانُ فتسمِّي من أحبَّت منهم باسمِهِ فيَلحقُ بهِ ولدُها

    ونكاحٌ رابعٌ يجتمعُ النَّاسُ الكثيرُ فيدخلونَ على المرأةِ لا تمتنعُ مِمَّن جاءها وهنَّ البغايا كنَّ ينصبنَ على أبوابِهنَّ راياتٍ يكنَّ علمًا لمن أرادهنَّ دخلَ عليهنَّ فإذا حملت فوضعت حملَها جمعوا لها ودعوا لهمُ القافةَ ثمَّ ألحقوا ولدَها بالَّذي يرونَ فالتاطهُ ودُعيَ ابنَهُ لا يمتنعُ من ذلكَ
    فلمَّا بعثَ اللَّهُ محمَّدًا صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ هدمَ نكاحَ أهلِ الجاهليَّةِ كلَّهُ إلَّا نكاحَ أهلِ الإسلامِ اليومَ.

    كان من عادة الرجال أيضا أن يتزوجوا النساء لأسباب دنيوية أو مادية وغيرها بينها النبي  ﷺ في هذا الحديث
    حيث قال: «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ».
    ومعنى تنكح المرأة لأربع: أي أنَّ الناس في غالب الأحوال إنما تتوجه مطالبهم وأنظارهم إلى هذه الأوصاف الأربع واضعين الدين أو الأخلاق كآخر ما يُنظر إليه وهو ما يُرى بوضوح ٍ اليوم حيث انتهت العديد من الزيجات بالطلاق بسبب قيامها على أمور مادية أو دنيوية.
    من وجه نظر الإسلام فإن الزواج غالبًا ما يفشل إذا تزوج الرجل من إمراة أختارها بناءًا على درجة جمالها أو مقدار ما تملكه من مال أو الحسب فقط (أي المكانة الإجتماعية والنسب).
    يطلب النبي  ﷺ من الرجال في هذا الحديث أن يكون اختيارهم لزوجاتهم أساسه أولًا الدين والأخلاق .

    تكريم المرأة كأم

    تحتل الأم مكانة متميزة وعظيمة في الدين الإسلامي، فقد حرص الإسلام على الوفاء للأم وحث المسلم على البر بأمه ورد الجميل لها، يقول الله في سورة الإسراء: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا  حيث اقترنت عبادة الله بالإحسان إلى الوالدين.

    ومن مظاهر تكريم الإسلام للأم أنه أمر بالإنفاق عليها وطاعتها والسهر على رعايتها والدعاء لها بالرحمة.
    كما لا بد أن يكون الابن قريبًا من أمه يرعاها على أفضل ما تكون الرعاية،
    ولذلك قال كثير من العلماء باستحباب سكن الابن مع والديه أو بالقرب منهما لتقديم الرعاية لهما والاطمئنان عليهما باستمرار. كما أوجب الإسلام الإنفاق عليها إذا كانت في حاجة إلى المال.
    وقد نُقل عن النبي ﷺ العديد من الأحاديث التي تبين فضل الأم ومكانتها في الإسلام منها أن أحد الصحابة واسمه معاوية بن جاهمة السلمي طلب أن يجاهد مع النبي ﷺ، إلا أن النبي رفض لأن أم معاوية كانت على قيد الحياة، فأمره النبي بالعودة إليها ورعايتها . يقول معاوية: «يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ قالَ ويحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ قُلتُ نعَم قالَ ارجَع فبِرَّها ثمَّ أتيتُهُ منَ الجانبِ الآخَرِ فقلتُ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرَةَ قالَ وَيحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ قلتُ نعَم يا رسولَ اللَّهِ قالَ فارجِع إليْها فبِرَّها ثمَّ أتيتُهُ من أمامِهِ فقُلتُ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ قالَ ويحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ قُلتُ نعَم يا رَسولَ اللَّهِ قالَ ويحَكَ الزَم رِجلَها فثمَّ الجنَّةُ».

    كما أوصى النبي  ﷺ بالأم ثلاث مرات وبالأب مرة واحدة يقول الحديث:
    جاء رجلٍ جاء إلى النبي ﷺ يسأله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أبوك». والمقصود بحسن الصحبة: حسن المعاشرة، والملاطفة، والإحسان والبر،
    وذلك أن الأم تحملت الحمل وآلام الولادة، وكذلك أيضاً الرضاع والحضانة، كل هذا شقيت به وتعبت، والأب كذلك هو سبب في وجود الإنسان، وهو الذي يبذل ويتعب، ولكن الأم تحملت زيادة في أمور ليس للأب شيء منها.كما يأمر الإسلام بالبر بالأم حتى لو لم تكن مسلمة، ولا يجوز للمسلم أن يسيء إليها بالقول أو الفعل،
    وقد سألت أسماء بنت أبي بكر النبي  ﷺ هل يجب عليها بر أمها المشركة فقال لها نعم، يقول الحديث : «عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : قدمت عليَّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت : إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصلها ؟ قال : " نعم، صِلي أمك» .

    المرأة في عهد النبي محمد

    شاركت المرأة المسلمة عبر التاريخ الإسلامي مع الرجل جنبًا إلى جنب في الكفاح لنشر الإسلام والمحافظة عليه، فقد اشتركت المرأة المسلمة في أول هجرة للمسلمين إلى الحبشة وكذلك في الهجرة إلى المدينة المنورة وخرجت مع الرجال في الغزوات التي قادها النبي  ﷺ لنشر الإسلام واشتركت في ميادين القتال ليس فقط لتمريض الجرحى بل للمقاتلة بالسيف أيضا بالرغم من أنها معفاة من الجهاد ومن حمل السلاح .

    كما اشتركت النساء في مبايعة النبي  ﷺ (المبايعة أو البيعة أي الانتخاب والتصويت)، فقد بايعت النساء المسلمات النبي ﷺ في بيعتي العقبة الأولى والثانية طبقا لما ذكرته كتب السنة
    وعن رواية للصحابية الجليلة أميمة بنت رقيقة حيث قالت: جئت النبي ﷺ في نسوة نبايعه فقال لنا فيما استطعتن وأطقتن.
    وهذه المشاركة النسائية في البيعة للنبي تعتبر اقرارًا لحقوق المرأة السياسية طبقًا لمصطلحاتنا اليوم إذ أن بيعة العقبة تعتبر عقد تأسيس الدولة الإسلامية الأولى في يثرب.

    أما عن دور المرأة في روايات كتب الأحاديث، فنجد أن مجموع من لهن روايات من الصحابيات في الكتب الستة بشكل مباشر أو غير مباشر، بلغ حوالي مائة وخمس عشرة صحابية،
    حيث روى الإمام البخاري في صحيحه عن إحدى وثلاثين صحابية، وروى الإمام مسلم عن ست وثلاثين صحابية، وروى أبو داود عن خمس وسبعين صحابية، والترمذي عن ست وأربعين صحابية، والنسائي عن خمس وستين صحابية، وابن ماجه عن ستين صحابية.
    يُذكر أن الأحاديث التي روتها النساء في كتب السنة كانت تتعلق بجميع مناحي الحياة، من العقائد والعبادات والمعاملات والآداب وغيرها، وقد اشترك في نقلها إلى الناس النساء مع الرجال، غير أن كتب الحديث أوردت بعض الأحاديث التي تفردت بها النساء، فكانت مرجعًا في الأحكام والاستدلال الفقهي، كحديث أم عطية في غسل

    ------------------------------------------
    تقبلوا تحياتي لكم وتابعوني فما زال للموضوع بقيه


    انهار الجنه يعجبه هذا الموضوع

    avatar
    انهار الجنه


    عدد المساهمات : 228
    تاريخ التسجيل : 07/03/2010

    محمد عبد الموجود المرأه في ألإسلام

    مُساهمة من طرف انهار الجنه السبت يناير 28, 2023 12:32 pm


    تابع ما قبله ::

    التعليم ..
    يشجع الإسلام المرأة على التعليم ولا يقف عائقًا في سبيل حصولها على أعلى الدرجات العلمية واستثمار هذا العلم في نفع الناس في دينهم ودنياهم، وقد اشتهر بالعلم الكثير من النساء المؤمنات في عهد النبي ﷺ وما بعده، فبرز منهن المفسرات والفقيهات وراويات الشعر والأخبار والعالمات بالأنساب،
    كما أسهمت المرأة في نقل الأحكام الشرعية عن طريق الإسناد، ولا سيما فيما يخص أحكام النساء (كالطهارة) والبيوت التي لم يكن يضطلع عليها الرجال، وكان معظم الصحابة والخلفاء يرجعون إلى أمهات المؤمنين - ولا سيما السيده عائشة - يستفتونهن عما خُفي عليهم من أحكام الشرع.

    يقول الإمام ابن حزم في كتابه (الأحكام):

    المرأة في الإسلام : وفرض عليهن كلهن معرفة أحكام الطهارة والصلاة والصوم، وما يحل وما يحرم من المآكل والمشارب والملابس وغير ذلك كالرجال ولا فرق، ولو تفقهت امرأة في علوم الديانة للزمنا قبول نذارتها، وقد كان ذلك، فهؤلاء أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وصواحبه قد نقل عنهن أحكام الدين

    يذكر التاريخ أن النساء في عهد النبي ﷺ كن يتعلمن الأمور الفقهية وأحكام الشريعة ويسأن النبي محمد عنها وكان يجيب،
    حيث تذكر كتب الحديث أن النبي ﷺ قد خصص يومًا للنساء يعملهن فيه أحكام الدين والشريعة،
    يقول الحديث : «عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوما فنأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله. فخصص لهن يوما يعلمهن فيه».

    وكانت عائشة زوجة النبي ﷺ إحدى أكثر النساء علمًا وبلغت في ذلك منزلة عظيمة في عهد النبي ﷺ، فكانت تراجع الصحابة وتستدرك عليهم،
    وقد جمع لها السيوطي استدراكاتها في كتاب أسماه «الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة»
    الذي أصبح مرجعًا في أحكام الشرع. كما تعد عائشة من جملة الستة الذين هم أكثر الصحابة علمًا، وكانت من أعلم الناس بالقرآن والفرائض والشعر وأيام العرب (التاريخ).
    قال هشام بن عروة يروي عن أبيه: «ما رأيت أحداً أعلم بفقهٍ ولا بطبٍّ ولا بشعرٍ من عائشة»

    يذكر التاريخ الإسلامي أيضًا العديد من النساء العالمات اللواتي بلغن في العلم مراتب عالية منهم:

    (أم الدرداء)
    الفقيهة العالمة التي وصفها الإمام النووي بقوله «اتفقوا على وصفها بالفقه والعقل والفهم».
    الشفاء بنت عبد الله
    المهاجرة القرشية التي كانت تجيد الكتابة وكانت تعلم الفتيات القراءة والكتابة وولاها عمر بن الخطاب قضاء الحسبة.
    حفصة بنت عمر بن الخطاب
    تتلمذت على يد الشفاء بنت عبد الله قبل زواجها من النبي ﷺ حيث تابعت التعليم بعد زواجها من النبي ﷺ وبأمر منه.
    عمرة بنت عبد الرحمن بن أسعد
    فقيهة عصرها. روى عنها الزهري كما روى عنها عبد الله بن أبي بكر ويحيى بن سعيد الأنصاري وغيرهم ووصفها بن سعد بأنها عالمة وكانت هي وأخواتها في حجر عائشة وفي رعايتها.

    سكينة بنت الحسين
    الفقيهة العالمة يقول عنها الأصفهاني: كانت تجالس الآجلة من قريش ويجتمع لها الشعراء.

    فاطمة بنت الحسين بن علي
    العالمة الجليلة. كانت من أنبغ نساء عصرها وأكثرهن علمًا، وقد اعتمد على روايتها كل من ابن إسحاق وابن هشام في تدوين السيرة النبوية.

    شهدة بنت أحمد بن الفرج
    التي كانت تلقب بفخر النساء قال عنها ابن خلكان: «كانت شهدة من العلماء وكتبت الخط الجيد وسمع عليها خلق كثير وكان لها السماع العالي ألحقت الأصاغر بالأكابر وأشتهر صيتها وبعد

    نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي لقبت بنفيسة العلم

    ، كانت تحضر مجلس الإمام مالك بن أنس في المدينة المنورة، واشتهرت بالعلم والصلاح، وبعد انتقالها إلى مصر أقامت مجلسًا علميًا كان يحضره أشهر علماء ذلك العصر، حيث بلغ من علمها أن اعتُبر الإمام الشافعي من تلاميذها. ذكر ابن خلكان أن الأمام الشافعي كان يحضر مجالس العلم للسيدة نفيسة
    وكان يفخر بأنه تلقى العلم علي يدها، ولم ينقطع عن زيارتها والاستزادة من علمها حتى توفاه الله وكانت من المشيعين له.

    فاطمة بنت عباس البغدادية
    كانت من أهل الفقه والعلم، وكانت تحضر مجالس شيخ الإسلام ابن تيمية.

    أم حبيبة الأصبهانية
    كانت من شيوخ الحافظ المنذري الذي ذكر أنه حصل على إجازة منها.

    فاطمة بنت محمد السمرقندي
    كانت فقيهة جليلة، وكانت تصحح لزوجها الشيخ علاء الدين الكاساني مؤلف كتاب (بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع) خطأه في الفقه إذا أخطأ.

    الحقوق المالية

    كان العرب والعجم في الجاهلية يحرمون النساء من التملك ويضيّقون عليهن في التصرف بما يملكن.
    فجاء الإسلام وأبطل ذلك وساوى بين الرجل والمرأة في حق التملك، وأبطل استبداد الأزواج بأموال زوجاتهم، وأثبت لهن حق التملك بأنواعه والتصرف بأموالهن بالطرق المشروعة.

    منح الإسلام المرأة حق الذمة المالية قبل كل الحضارات الأخرى التي كانت تعتبر المرأة ملكا لزوجها يتصرف هو في مالها بحرية وليس لها الحق في مراجعته وكان هذا هو حال المرأة الغربية في أوروبا منذ القرون الوسطى وحتى نهاية القرن التاسع عشر.

    في الإسلام يُحرم على الرجل أخذ مال المرأة كله أو بعضه إلا بإذن منها ولو كانت غنية، وللمرأة في الإسلام حق التملك والانتفاع والتصرف فيما تملكه، حيث لها ذمة مالية مستقلة، لا يستطيع الرجل وليًا كان أو زوجًا التعدي علي أموالها وممتلكاتها تحت مسمى الوصية أو الحجر أو أيّ مسمى آخر.
    وللمرأة المسلمة البالغة العاقلة حق التملك والتعامل والتصرف في مالها كله أو بعضه بكافة صور وأساليب الكسب المباح والوسائل المشروعة؛ فلها أن تبيع وتشتري وتستأجر وتؤجر وتوكل وتهب، ولا حَجْرَ عليها في ذلك، ما دامت عاقلةً رشيدةً،
    ومهرها حق لها ولا يجوز أخذه، ومال الزوجة محرَّمٌ على زوجها إلا برضاها، كما لا يجوز للزوج أن يشترط على زوجته الإنفاق على البيت، ولكن إذا أرادت الزوجة عن رغبة وطواعية منها أن تساهم في نفقات أسرتها بالمال فلا حرج في ذلك،
    وإذا قدَّمت الزوجةُ لزوجها المال على سبيل القرض فلها الحق أن تسترده، وإذا شاركت الزوجةُ زوجها في مشروع أو بيت أو نحوهما فحقها ثابتٌ في الشركة بمقدار حصتها.
    كما يحرم إجبار الزوجة على ترك شيء من مالها وتهديدها بالطلاق أو الهجر إلا عن طيب نفس وباختيار وبإرادة مستقلة.
    وللمرأة حق طلب الطلاق من زوجها في حال رفض الزوج الإنفاق عليها وكان قادر على ذلك.
    وفي ذلك يقول النبي ﷺ: «اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم، أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولهن عليكم رزقهن، وكسوتهن بالمعروف».
    وكل المال الذي تكسبه المرأة سواءًا من العمل أو الهبة وغيره حق يُحرم شرعًا أخذه إلا عن طيب خاطر منها،
    يقول الله تعالى : ﴿للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن﴾.
    كما يحق للمرأة أن تُبرم العقود المالية والتجارية بنفسها دون وسيط، وأن تُوكل عنها في مالها، وأن تَضمن غيرها، وأن تقاضي الغير في حقوقها المالية أمام القضاء.
    وقد سُئل الشيخ عبدالعزيز بن باز (مفتي المملكة العربية السعودية) عن الرجل لديه زوجة تعمل وتأخذ مرتب إذا كان بالإمكان أخذه منها أو بعضه فأجاب :«مالها لها، ومالك لك، إلا إذا طبت نفسًا لها بشيء، أو طابت نفسها بشيء لك»


    النفقه

    أوجب الإسلام على الزوج أن ينفق على زوجته سواء كانت فقيرة أم غنية، وإن طُلِّقت أو توفي زوجها عادت نفقتها على وليها (سواء كان أباً أو أخاً أو عماً) بالإضافة إلى إلزام الابن بنفقة أمه إذا كانت محتاجة لذلك بحيث تكون هذه النفقة ضمن قدرة الرجل وإمكانياته استنادا لقول الله: لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا.
    وقد أجمع الفقهاء ورجال الدين على وجوب إنفاق الزوج على زوجته ولم يخالف في ذلك أحد.
    يقول الإمام النووي: «أما نفقة الزوجة، فواجبة بالنصوص، والإجماع»وإذا ترك الزوج النفقة على زوجته فهي مخيرة بين أن تفارقه، وبين أن تصبر عليه، ولها أيضًا أن تأخذ من ماله لتنفق على نفسها وأولادها في حال امتنع عن النفقة مع قدرته عليه، وقد دل على ذلك الحديث التي ترويه عائشة حيث تقول : «دخلت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان على رسول الله -صلى الله عليه وسلم – فقالت : يا رسول الله إن أبا سفيان رجلٌ شحيح لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بنيّ إلا ما آخذ من ماله بغير علم أفهل علي في ذلك جناح ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم - : خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك».
    وإذا امتنع الزوج عن الإنفاق على زوجته لفترة من الزمن فإن كل المال الذي أنفقته المرأة على نفسها خلال هذه الفترة يكون دينًا عليه.

    الميراث

    أعطى الإسلام المرأة المسلمة الحق في الميراث بالرغم من أنها غير مكلفة ماديًا بأي نفقة وهذا أحد مظاهر التكريم أيضًا.

    تقوم فلسفة توزيع الإرث في الإسلام على التكليف والعبء المالي، لذا فإن التفاوت في الأنصبة المستَحَقَّة يكون على قدر تفاوت الأعباء المالية المُلقاة على الوارثين، ولأن الرجل هو المسؤول والمحاسب شرعًا عن نفقة كل من زوجته وإبنته وإمه (إذا كانت فقيرة) وليس له الحق في مال زوجته سواءًا اكتسبته أم ورثته، لذا جعل الإسلام له نصيبًا من الميراث يساوي ضعف ما للأنثى في (أربع حالات فقط) من أصل ما يزيد عن 40 حالة .

    كما يرتكز توزيع الميراث في الإسلام على الفرق في المعنى بين العدل والمساواة، وهو الأمر الذي يجهله معظم مثيري الشبهات عن الميراث. فالإسلام يقوم بتوزيع الميراث بالعدل بين الورثة لتحقيق المساواة بينهم وليس العكس. كما أن الذكورة أو الأنوثة ليست معيارًا في تقسيم الإرث .

    يعتبر ميراث المرأة في الإسلام من القضايا التي يثار حولها الجدل بين حين وآخر في العصر الحالي، حيث ظهرت دعاوى عديدة تطالب بالمساواة بين الذكور والإناث في تقسيم الإرث. وقد رد الأزهر على دعاوى المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة مبينًا أن هناك حالات عديدة ترث فيها المرأة أكثر من الرجل أو لا يرث الرجل مطلقًا، بينما توجد 4 حالات فقط من أصل ما يزيد عن 40 حالة هي التي ترث فيها المرأة نصف الرجل ومن ضمنها الحالة المذكورة في الآية 11 من سورة النساء: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْن﴾ التي أثير حولها الجدل.

    أكد الإسلام على حق المرأة في الميراث في القرآن الكريم في سورة النساء يقول الله : لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا
    وفي هذه الآية يبين الله أن للذكور من أولاد الرجل الميِّت حصة من ميراثه، وللإناث منهم حصة منه. وقد ذكر المفسرون أن هذه الآية قد نزلت بسبب أن أهل الجاهلية كانوا يُورِّثون الذكور دون الإناث.

    يعتبر الإسلام أن حرمان المرأة من الميراث هو من كبائر الذنوب لأنه يقع تحت باب أكل أموال الناس بالباطل حيث توعد الله فاعله بالعذاب الشديد، وقد خُتمت الآيات التي تتحدث عن الميراث بقول الله : وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ
    وفي ذلك يقول النبي ﷺ أيضا «مَنْ قَطَعَ مِيرَاثًا فَرَضَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، قَطَعَ اللهُ بِهِ مِيرَاثًا مِنَ الْجَنَّةِ».يذكر أنه في عام 2016 حرمت شقيقتين من طبقة النبلاء في بريطانيا من الميراث بعد وفاة والدهما الملياردير البريطاني (جيرالد كافينديش غروفنر وهو أحد المقربين من العائلة المالكة)، حيث أصبح شقيقهما الأصغر دوق ويستمنستر الجديد أيرل هيو غروفنر (25 عاماً) يملك نصف العاصمة البريطانية لندن، بعد أن ورث عن أبيه ثروة تُقدر بأكثر من 9 مليارات جنيه إسترليني، وبحسب التقاليد الملكية فإن طبقة النبلاء ومن بينهم اللوردات والدوقات لا يورثون العقارات للبنات، خشية انتقال الإرث من الأم إلى أبنائها في حال زواجها وتغير اسم العائلة، الأمر الذي أدى إلى حرمان شقيقتين أكبر منه سنًا من الميراث، وفق هذا التقليد القديم الذي يحكم المؤسسة الملكية.وقد عبرت إحدى الفتيات على مواقع التواصل الإجتماعي عن هذه الحادثة وقالت: الحمد لله على نعمة الإسلام.. ألا يوجد في منظمات حقوق الإنسان من يعيد لهؤلاء حقوقهن المسلوبة أم إنهن مشغولون بحقوق المرأة المسلمة؟.

    الزواج

    ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في حق اختيار كل منهما للآخر عندما يتعلق الأمر بالزواج وتكوين الأسرة، ولم يجعل للوالدين سلطة الإجبار الأبناء، فدور الوالدين في تزويج أولادهما يتمثل في النصح والإرشاد فقط، لإن إجبار أحد الوالدين ابنته على الزواج بمن لا تريد محرم شرعًا، وهو ظلم وتعدٍ على حقوق الآخرين، فللمرأة في الإسلام حريتها الكاملة في قبول أو رد من يأتي لخطبتها، ولا حق لأبيها أو وليها أن يجبرها على من لا تريد، لأن الحياة الزوجية لا يمكن أن تقوم على القسر والإكراه،
    وهذا يتناقض مع ما جعله الله بين الزوجين من مودة ورحمة.

    وقد أكد النبي ﷺعلى هذا الحق، فجاءت النصوص النبوية الشريفة لتبين ذلك ومنها قول النبي ﷺ: «لا تنكح الأيم حتى تستأمر ، ولا تنكح البكر حتى تستأذن»، قالوا : يا رسول الله وكيف إذنها ؟ قال : «أن تسكت».
    والأيم هي المرأة التي سبق لها الزواج (أي فارقت زوجها بموت أو طلاق)
    أما البكر فهي من لم يسبق لها الزواج.
    كما كان النبي صل الله عليه وسلم ينصف من تأتي إليه تشتكي من إجبار أبيها لها على الزواج،
    وقد رُوي أن رجلًا زوج ابنة له وهي كارهة، فأتت النبي ﷺ فقالت : «إن أبي زوجني رجلًا وأنا كارهة، وقد خطبني ابن عم لي، فقال : لا نكاح له انكحي من شئت».
    وكما أعطى الإسلام المرأة الحق في اختيار زوجها أعطاها الخيار في البقاء معه أو فراقه عندما تسوء العشرة بينهما.
    ومنها حق الخلع (وهو أن يأخذ الزوج تعويضا ويفارق زوجته، سواء كان هذا العوض هو المهر الذي كان دفعه لها أو أكثر أو أقل)، وقد دل عليه الحديث في صحيح البخاري عن امرأة ثابت بن قيس التي جاءت إلى النبي ﷺ تطلب منه تفريقها عن زوجها وكان ثابت بن قيس قد أعطاها بستان (حديقة) كمهر للزواج يقول الحديث: عن ابن عباس قال : أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس، ما أعْتِبُ عليه في خُلُقٍ ولا دِيْنٍ، ولكني أكره الكفر (أي كفران العشير) في الإسلام، فقال رسول الله ﷺ: «أتردين عليه حديقته؟» قالت: نعم، قال رسول الله ﷺ: «اقبل الحديقة وطلقها تطليقة».

    العمل

    وضع الإسلام ضوابطًا وشروطًا فيما يتعلق بعمل المرأة خارج المنزل لعدة أسباب أهمها هو حماية المرأة نفسها من ضعاف النفوس الذين قد يستغلون حاجتها إلى العمل والمال لأغراض دنيئة، وأيضًا من أجل منع الفتن وكل ما يمكن أن يؤدي لنشر الفواحش في المجتمع الذي قد ينتج من الإختلاط في العمل وعدم الإلتزام بالآداب الشرعية من الحشمة وغيرها.

    الإسلام لا يمنع المرأة من العمل خارج المنزل ولها حق اختيار العمل والمهنة التي تميل لها لكنه يعتبر أن أقدس الأعمال وأفضلها للمرأة على الأطلاق هو تربية الأولاد وتنشأة الجيل المتسلح بالأخلاق والأدب،
    ومع ذلك فالإسلام لم يمنع المرأة من القيام بالعمل خارج المنزل الذي يناسب طبيعتها كالتمريض والتعليم مثلا أو عندما تقتضي الحاجة لذلك. يُذكر في التاريخ الإسلامي أن النبي ﷺ قد كلف رفيدة الأسلمية (وهي أول ممرضة في الإسلام) بتمريض سعد بن معاذ الذي أصيب بجروح بليغة في غزوة الخندق.
    امتد نشاط المرأة في عهد النبي محمد ﷺ ليشمل الزراعة والتجارة والأحاديث في هذا الصدد كثيرة،
    منها حديث خالة جابر بن عبد الله التي طُلقت من زوجها ثم أرادت الخروج من منزلها لتجدّ نخلها وهي في عدتها، يقول جابر في الحديث: طُلِّقَتْ خَالَتِي، فأرَادَتْ أَنْ تَجُدَّ نَخْلَهَا، فَزَجَرَهَا رَجُلٌ أَنْ تَخْرُجَ (أي نهاها عن الخروج)، فأتَتِ النبيَّ ﷺ،
    فَقالَ: بَلَى فَجُدِّي نَخْلَكِ، فإنَّكِ عَسَى أَنْ تَصَدَّقِي، أَوْ تَفْعَلِي مَعْرُوفًا.
    كما يُذكر في التاريخ أيضا قصة أم حرام التي دعا لها النبي ﷺ أن تكون ممن يركب البحر ويجاهد في سبيل الله، فاستجاب الله دعاءه وركبت البحر إلى قبرص في عهد عثمان بن عفان واستشهدت هناك، وقبرها معروف في لارنكا.

    أما الشروط والضوابط التي حددها الإسلام ليكون هذا العمل مباحًا هي :
    أن تكون المرأة محتاجة إلى العمل لتوفير الأموال اللازمة لها، وأن يكون العمل مناسبا لطبيعة المرأة متلائما مع تكوينها وخلقتها كالطب والتمريض والتدريس، وأن يكون العمل في مجال نسائي خالص لا اختلاط فيه بالرجال الأجانب، وأن تكون المرأة في عملها ملتزمة بالحجاب الشرعي، وألا يؤدي عملها إلى سفرها بلا محرم، وأن ألا يكون في خروجها إلى العمل ارتكاب لمحرم كالخلوة مع السائق، وألا يكون عملها تضييعا لحقوق زوجها وأولادها.
    يشير استطلاع أُجري في كندا من قبل معهد أنجوس ريد في عام 2014 للنساء اللواتي يعملون حاليًا أو سبق لهم العمل خارج المنزل أن 43% منهم قد تحرضوا للتحرش الجنسي في مكان العمل. ووفقًا لتقرير آخر صدر عام 2004
    في إيطاليا فإن 55.4٪ من النساء في الفئة العمرية 14-59 أبلغن عن تعرضهن للتحرش الجنسي وأن أغلب الذين قاموا بالتحرش هم الزملاء في العمل أو المسؤولون المباشرون. بالإضافة إلى ذلك استقالت 55.6٪ من النساء اللاتي تعرضن للتحرش الجنسي من الوظيفة.
    وفي دراسة أخرى نُشرت في أكتوبر عام 2019 في الدنمارك شارك فيها 61,983 متطوع ، وُجد أن 48% من النساء في الفئة العمرية 25-44 سنة تعرضن للتحرش الجنسي في مكان العمل وهي أكثر فئة عمرية تعرضت للتحرش.

    يعتبر الإسلام أن عمل المرأة في الأماكن التي فيها اختلاط بالرجال مع غياب الضوابط الشرعية هو مدعاة للفتن،
    ولذا شدد على ضرورة الإلتزام بالآداب والأخلاق الإسلامية في حال أرادت المرأة الخروج للعمل.

    حق إبداء الرأي

    للمرأة الحق في إبداء رأيها وإسداء النصح للنساء وللرجال كالرجل تمامًا كما دل على ذلك العديد من الأدلة،
    منها ما حدث في قصة الحديبية أن أم سلمة أشارت على النبي ﷺ حين امتنع أصحابه من أن ينحروا هديهم بأن يخرج ولا يكلم أحدا منهم كلمة حتى ينحر بدنه ويحلق، فأخذ النبي ﷺ برأيها،
    يقول راوي الحديث : «فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنَ النَّاسِ ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، أَتُحِبُّ ذَلِكَ ، اخْرُجْ ثُمَّ لاَ تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً ، حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ . فلما فعل ذلك ، قاموا فنحروا».
    وقد ذكر القرآن الكريم قصة امرأة أوتيت من الحكم والحكمة وحسن التدبير لنفسها ولقومها بما لا يتوفر لكثير من الرجال،
    وهي بلقيس ملكة سبأ التي قادها عقلها الحكيم إلى ترك الشرك بالله، والدخول في دين الإسلام فقد طلبت مشورة قومها بعد أن وصلتها دعوة الإسلام من النبي سليمان يقول الله في سورة النمل : قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ *
    . وقد أجابها قومها بعد أن أظهروا لها القوة والبأس والشدة بأن الأمر متروك لها لتختار الأفضل لنفسها وقومها.
    يقول الله على لسان قومها : قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ *
    وهو ما يدل على حكمة هذه المرأة وحسن تدبيرها وثقه قومها برأيها
    .وقد استدل بعض المستشرقين في الغرب ببعض الأحاديث الضعيفة لبيان أن المرأة في الأسلام لا حق لها في إبداء رأيها ومن هذه الأحاديث : «شاوروهن (أي النساء) وخالفوهن» وحديث «طاعة المرأة ندامة» وحديث «هلكت الرجال حين أطاعت النساء» وغيرها، حيث أجاب العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
    بأن هذه الأحاديث لم تثبت صحتها ونسبتها إلى النبي ﷺ وقال عنها (موضوعة ومكذوبة وإسنادها ضعيف)،
    لأنها تتعارض مع حق المرأة في إبداء رأيها الذي أقره النبي صل الله عليه وسلم بنفسه.يذكر أن حق النساء في التصويت وإبداء الرأي في العصر الحالي قد تم إقراره في 7 تموز 1954 بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث جاء في المادة الأولى من إتفاقية الحقوق السياسية للمرأة : (للنساء حق التصويت في جميع الانتخابات، بشروط تساوي بينهن وبين الرجال دون أي تمييز).

    ---------------------------------------------------
    دعواتي لكم بدوام العافيه - وللموضوع بقيه

    انهار الجنه يعجبه هذا الموضوع

    avatar
    انهار الجنه


    عدد المساهمات : 228
    تاريخ التسجيل : 07/03/2010

    محمد عبد الموجود المرأه في ألإسلام

    مُساهمة من طرف انهار الجنه السبت يناير 28, 2023 12:44 pm

    ومن الصحابيات السابقات في ألإسلام رضوان الله عليهن

    سمية بنت خباط (أو حياط)
    من الصحابيات والسابقين إلى اعتناق الإسلام. أسلمت بمكة قديمًا هي وزوجها ياسر بن عامر وابنها عمار بن ياسر.
    لقيت سمية أصنافًا من العذاب لترجع عن دينها وكانت عجوز ضعيفة فصبرت ولم ترجع. طعنها أبو جهل بحربة حتى ماتت فكانت أول شهيدة في الإسلام، وكانت وفاتها بمكة سنة 7 قبل الهجرة. مر النبي محمد ﷺ بسميَّة وزوجها وابنها عمَّار وهم يُعذَّبون في صحراء مكة لكي يعودوا عن الإسلام فقال: صبرًا آل ياسر فإنَّ موعدكم الجنة.

    أسماء بنت أبي بكر

    الملقبة بـ (ذات النطاقين)؛ هي صحابية من السابقين الأولين في الإسلام، وهي ابنة أبي بكر الصديق وزوجة الزبير بن العوام وأخت عائشة زوجة النبي صل الله عليه وسلم. سماها النبي ﷺ ب ـ«ذات النطاقين» لأنها هيأت له سَفَرَهُ لمَّا أراد الهجرة، فعندما كان أبو بكر يربط الأمتعة ويعدها للسفر لم يجد حبلًا ليربط به الطعام والسقاء فأخذت أسماء فشقته نصفين وربطت به الزاد، وكان النبي يرى ذلك كله فسماها «ذات النطاقين» وقال لها: «أبدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنة». روت عن النبي صل الله عليه وسلم

    أم هانئ

    وهي ابنه عم النبي صل الله عليه وسلم. اتُّصفت بالإخلاص وتميزت بالخُلق الحسن وكان لها مكانة عند النبيصل الله عليه وسلم. دافعت عنه وناصرته وشهدت معه غزوتي أُحد والخندق، أكرمها النبي صل الله عليه وسلم باختيار منزلها والمبيت عندها بعد عودته حزينًا من الطائف لإعراض أهلها عن الإسلام. عُرفت بشجاعتها وكانت تجير الخائف وتؤمن المروع. أهدر النبي ﷺ دم الحارث بن هشام المخزومي بسبب عداوته للإسلام، فاستجار بها ابن هشام يوم الفتح فأجارته، فغضب أخوها علي بن أبي طالب وأراد قتله، فذهبت إلى النبي محمد وقالت: «يا رسول الله، زعم ابن أمي أنه قاتل رجلا قد أجرته، فقال النبي صل الله عليه وسلم: قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ».

    رفيدة الأسلمية


    صحابية جليلة نشأت في عائلة لها صلة قوية بالطب، كانت من أوائل أهل المدينة دخولًا في الإسلام. استهوتها حرفة التمريض والتطبيب والمداواة، وقررت أن تتطوع لعلاج الناس وتكرس حياتها لرعاية جرحى الحرب والمرضى والضعفاء،
    اشتركت في غزوتي الخندق وخيبر. عرفت بمهارتها في الطب والعقاقير والأدوية وتصنيعها، والجروح وتضميدها والكسور وتجبيرها، كانت تخرج في الغزوات، وتنقل معها خيمتها بكل متطلباتها وأدواتها واحتياجاتها فوق ظهور الجمال، ثم تقيمها قريبا من معسكر المسلمين،
    عُرف مستشفاها المتنقل باسم «خيمة رفيدة»، وكانت أول انطلاقة لها عندما عاد المسلمون من غزوة بدر إلى المدينة منتصرين ومعهم الجرحى فقامت بعلاجهم، وقادت أول عيادة متنقلة في المعارك.

    الربيع بنت معوذ

    صحابية من ذوات الشأن في الإسلام. بايعت النبي ﷺ بيعة الرضوان تحت الشجرة وصحبته في غزواته،
    وهي القائلة: «كنا نغزو مع رسول الله فنسقي القوم ونخدمهم ونداوي الجرحى ونردّ القتلى والجرحى إلى المدينة».

    أم سليم بنت ملحان


    صحابية كانت من السابقات إلى الإسلام في يثرب من الأنصار. تزوجت قبل إسلامها من مالك بن النضر بن ضمضم الخزرجي فولدت له أنس.

    أسلمت في بدايات الدعوة إلى الإسلام في يثرب فغضب زوجها مالك وخرج إلى الشام وتوعدها إلا أنه قُتل في سفره هذا.
    ولما شبّ أنس، أخذته إلى النبي محمد ليكون له خادمًا ويتعلم منه الدين وهو ابن عشر سنين. وبعد وفاة زوجها الأول، خطبها أبو طلحة الأنصاري ولم يكن وقتئذ مسلمًا، فاشترطت عليه الإسلام لتقبل به زوجًا، فقبل بذلك وانطلق إلى النبي صل الله عليه وسلم ليعلن إسلامه، فتزوجها أبو طلحة وأنجبت له أبو عمير الذي توفي صغيرًا ثم من بعده عبد الله الذي عاش حتى قُتل في حروب فارس. وقد شاركت أم سليم في غزوة حنين حيث لعبت دورها في تحميس المقاتلين ومداواة الجرحى.

    أم عطية الأنصارية

    صحابية أسلمت وبايعت النبي  ﷺ وغزت معه، تعد أم عطيّة في أهل البصرة، وكانت من كبار نساء الصّحابة.
    وعن حفصة بنت سِيرِين عن أمّ عطيّة قالت: «غزوت مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم سبع غزوات فكنت أصنع لهم طعامهم»،
    وفي صحيح مسلم عنها: «غزَوْت مع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم سبع غزوات كنت أخلفهم في رِحَالهم».


    أسماء بنت عميس

    صحابيةٌ جليلة كانت من السابقات إلى الإسلام هاجرت الهجرتين وصلّت إلى القبلتين. كانت أسماء بنت عميس وزوجها جعفر بن أبي طالب من السابقين إلى الإسلام منذ أن كان النبي صل الله عليه وسلم  يدعو إلى الإسلام سرًا.
    في الحبشة أنجبت أسماء لزوجها ثلاثة أولاد وهم عبد الله وكان أول مولود للمسلمين في الحبشة ومحمّد وعَون.

    --------------------------------------------------------------
    هدانا وهداكم الله لما فيه صلاح القلوب وهدي النفوس

    انهار الجنه يعجبه هذا الموضوع


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 3:20 am