آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
من روائع أخلاق الرسول صلى الله علية وسلم Ooou110أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
من روائع أخلاق الرسول صلى الله علية وسلم Ooou110أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد

» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
من روائع أخلاق الرسول صلى الله علية وسلم Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» العبادة وأركانها
من روائع أخلاق الرسول صلى الله علية وسلم Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد

» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
من روائع أخلاق الرسول صلى الله علية وسلم Ooou110الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
من روائع أخلاق الرسول صلى الله علية وسلم Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور

» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
من روائع أخلاق الرسول صلى الله علية وسلم Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
من روائع أخلاق الرسول صلى الله علية وسلم Ooou110السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد

» هيئات السجود المسنونة
من روائع أخلاق الرسول صلى الله علية وسلم Ooou110الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» (( - 2 -)) خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
من روائع أخلاق الرسول صلى الله علية وسلم Ooou110الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:28 pm من طرف صادق النور

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

من روائع أخلاق الرسول صلى الله علية وسلم Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 99 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 99 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 10128 مساهمة في هذا المنتدى في 3405 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 311 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو Pathways فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    من روائع أخلاق الرسول صلى الله علية وسلم

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود من روائع أخلاق الرسول صلى الله علية وسلم

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس نوفمبر 07, 2013 5:30 am

    ب
    سم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

    من روائع أخلاق الحبيب صلى الله علية وسلم


    من روائع أخلاق الرسول صلى الله علية وسلم _chb38




    صور من تواضع النبي صلى الله عليه وسلم



    1- الأمة من إماء المدينة تنطلق به حيث شاءت:


    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنطلق به حيث شاءت[1].


    2- يا أبا عميرٍ ما فعل النغير:

    يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل على أم سُلَيْم[2]، ولها ابنٌ من أبي طلحة يُكَنَّى أبا

    عمير، وكان يمازحه، فدخل عليه فرآه حزينًا، فقال: "مَا لِي أَرَى أَبَا عُمَيْرٍ حَزِينًا؟!" فقالوا: مات نُغْرُه[3] الذي كان يلعب به.

    قال: فجعل يقول: "أبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟"[4].



    3- يخصف نعله ويخيط ثوبه:

    عن عائشة أنها سُئلت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته، قالت: "كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ"[5].



    4- أنت أحق بصدر دابتك مني:

    عن عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبا بريدة يقول: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي جاء رجل ومعه حمار فقال: يا

    رسول الله، اركبْ. وتأخر الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لاَ، أَنْتَ أَحَقُّ بِصَدْرِ دَابَّتِكَ مِنِّي إِلاَّ أَنْ تَجْعَلَهُ لِي".

    قال: فإني قد جعلته لك، فركب صلى الله عليه وسلم[6].



    5- ويمزح مع زاهر:



    عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهرًا، كان يهدي للنبي صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية،

    فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ".

    وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه، وكان رجلاً دميمًا، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يومًا وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من

    خلفه وهو لا يبصره، فقال الرجل: أرسلني، من هذا؟ فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل لا يألو ما ألصق ظهره

    بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ". فقال: يا رسول الله،

    إذًا والله تجدني كاسدًا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لَكِنْ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ"، أو قال: "لَكِنْ عِنْدَ اللهِ أَنْتَ غَالٍ"[7].



    -----------------------------------------------------


    [1] البخاري: كتاب الأدب، باب الكبر (5724).

    [2] أم سُلَيْم اسمها سهلة، ويقال: الغُمَيْصاء. كانت تحت مالك بن النضر أبي أنس بن مالك في الجاهلية، فولدت له أنس بن

    مالك، فلما جاء الله بالإسلام أسلمت مع قومها، ثم تزوجت بعده أبو طلحة الأنصاري، وتوفيت في حدود 40هـ في خلافة معاوية. الإصابة، الترجمة (12066).

    [3] طائر صغير يشبه العصفور منقاره أحمر.

    [4] البخاري: كتاب الأدب، باب الكُنْيَة للصبي وقبل أن يولد للرجل (5850)، ومسلم: كتاب الآداب، باب استحباب تحنيك

    المولود عند ولادته (2150)، وأبو داود (4969)، والترمذي (333)، وأحمد (12980).

    [5] أحمد (23756)، وقال شعيب الأرناءوط: حديث صحيح.

    [6] رواه أبو داود: كتاب الجهاد، باب رب الدابة أحق بصدرها (2572)، وقال الألباني: صحيح. انظر حديث رقم
    (1478) في صحيح الجامع.

    [7] رواه أحمد (12669)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.




    .................................................

    يتبع بإذن الله ...
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: من روائع أخلاق الرسول صلى الله علية وسلم

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس نوفمبر 07, 2013 5:40 am

    من روائع أخلاق الرسول صلى الله علية وسلم _i5fhd


    1- يرحم غلام أبي مسعود الأنصاري:

    يروي أبو مسعود الأنصاري رضي الله عنه فيقول: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلاَمًا لِي، فَسَمِعْتُ مِنْ خَلْفِي صَوْتًا "اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ". فَالْتَفَتُّ فَإِذَا

    هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ. فَقَالَ: "أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ، لَلَفَحَتْكَ النَّارُ أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ"[1].


    2- "يا أنيس اذهب حيث أمرتك":

    عن أنس بن مالك قال: "كان رسول صلى الله علية وسلم من أحسن الناس خلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت: والله لا أذهب. وفي نفسي أن أذهب لما

    أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم. قال: فخرجتُ حتى أمُرَّ على صبيان وهم يلعبون في السوق فإذا رسول الله صلى الله علية وسلم قابض بقفاي من ورائي؛ فنظرت إليه،

    وهو يضحك فقال: "يَا أُنَيْسُ، اذْهَبْ حَيْثُ أَمَرْتُكَ". قلت: نعم، أنا أذهب يا رسول الله. قال أنس: والله لقد خدمته سبع سنين أو تسع سنين، ما علمتُ قال لشيء صنعت: لمَ فعلت كذا وكذا، ولا لشيء تركت: هلاَّ فعلت كذا وكذا"[2].


    3- ويقبل الحسن بن علي رحمة به:


    قَبَّل النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس[3]، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبَّلتُ منهم أحدًا. فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "مَنْ لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ"[4].


    4- يطيل السجود رحمة بالصبي:


    عن شداد بن الهاد[5] قال: "خرج علينا رسول الله صلى الله علية وسلم في إحدى صلاتي العشاء، وهو حامل حَسَنًا أو حُسينًا، فتقدم رسول الله صلى الله

    علية وسلم فوضعه ثم كبَّر للصلاة، فصلَّى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها. قال أبي: فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر رسول الله وهو ساجد،

    فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله الصلاة قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يُوحى إليك. قال: "كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي؛ فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ"[6].


    5- ويرحم زوجه عائشة رضي الله عنها:


    اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ رضي الله عنها -ابنته- عَالِيًا، فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ: أَلاَ

    أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّه ! فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَحْجِزُهُ وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله علية وسلم حِينَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ: "كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَ

    نْقَذْتُكِ مِنَ الرَّجُلِ؟" قَالَ: فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيَّامًا ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله علية وسلم فَوَجَدَهُمَا قَدِ اصْطَلَحَا، فَقَالَ لَهُمَا: "أَدْخِلاَنِي فِي سِلْمِكُمَا كَمَا أَدْخَلْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله علية وسلم: "قَدْ فَعَلْنَا قَدْ فَعَلْنَا"[7].


    6- اذهب فأطعمه أهلك:


    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله علية وسلم فقال: هلكت! فقال: "وَمَا ذَاكَ؟" قال: وقعت بأهلي في رمضان. قال:

    "تَجِدُ رَقَبَةً؟". قال: لا. قال: "فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟" قال: لا. قال: "فَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟" قال: لا.

    قال (أي الراوي): فجاء رجل من الأنصار بعرق -والعرق: المكتل- فيه تمر، فقال: "اذْهَبْ بِهَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ". قال: أعلى أحوج منا يا رسول الله؟! والذي

    بعثك بالحق ما بين لابتيها أهل بيت أحوج منا. ثم قال: "اذْهَبْ، فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ"[8].


    7- إن منكم منفرين:


    عن أبي مسعود الأنصاري قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله علية وسلم فقال: يا رسول الله، إني -والله- لأتأخر عن صلاة الغداة؛ من أجل فلان مما

    يطيل بنا فيها. قال: فما رأيت النبي صلى الله علية وسلم قط أشد غضبًا في موعظة منه يومئذٍ، ثم قال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُوجِزْ؛ فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ"[9].


    8- فإن الله قد غفر لك:

    عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله علية وسلم في المسجد ونحن قعود معه إذ جاء رجل، فقال: يا رسول الله، إني أصبت حدًّا،

    فأقمه عليَّ. فسكت عنه رسول الله صلى الله علية وسلم ، ثم أعاد فقال: يا رسول الله، إني أصبت حدًّا فأقمه عليَّ. فسكت عنه، وأقيمت الصلاة، فلما انصرف

    نبي الله صلى الله عليه وسلم قال أبو أمامة: فاتَّبع الرجلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف، واتَّبعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظرُ ما يرد

    على الرجل، فلحق الرجل رسول الله فقال: يا رسول الله، إني أصبت حدًّا فأقمه عليَّ.

    قال أبو أمامة: فقال له رسول الله صلى الله علية وسلم: "أَرَأَيْتَ حِينَ خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكَ أَلَيْسَ قَدْ تَوَضَّأْتَ فَأَحْسَنْتَ الْوُضُوءَ" قال: بلى يا رسول الله. قال: "ثُمَّ شَهِدْتَ الصَّلاَةَ

    مَعَنَا". فقال: نعم يا رسول الله. قال: فقال له رسول الله صلى الله علية وسلم: "فَإِنَّ اللهَ قَد غَفَرَ لَكَ حَدَّكَ -أو قال- ذَنْبَكَ"[10].


    9- يخفف الصلاة رحمة بأم الصبي:


    عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله علية وسلم قال: "إِنِّي لأَقُومُ فِي الصَّلاَةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي؛ كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ"[11].




    ----------------------------------------------------------------


    [1] مسلم: كتاب الأيمان، باب صحبة المماليك وكفارة من لطم عبده (1659)، وأبو داود (5159)، والترمذي (1948)، وأحمد (22404)، والبخاري في الأدب المفرد (171)، والطبراني في الكبير (683)، وعبد الرزاق (17933).
    [2] مسلم: كتاب الفضائل، باب كان رسول الله أحسن الناس خُلُقًا (2310)، وأبو داود (4773).
    [3] الأقرع بن حابس: هو ابن عقال التميمي المجاشعي الدارمي، وفد على النبي ، وشهد فتح مكة وحُنينًا والطائف، وهو من المؤلفة قلوبهم، وقد حَسُنَ إسلامُه. شهد فتح العراق وفتح الأنبار، وكان على مقدمة خالد بن الوليد. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/193، وابن الأثير: أسد الغابة 1/149، وابن حجر: الإصابة، الترجمة (229).
    [4] البخاري كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته (5651)، ومسلم: كناب الفضائل، باب رحمته بالصبيان والعيال (2318).
    [5] شداد بن الهاد، واسم الهاد: أسامة بن عمرو، وسمِّي كذلك لأنه كان يوقد النار ليلاً للأضياف. شهد الخندق، وسكن المدينة، وتحول إلى الكوفة، وله رواية عن النبي عن ابن مسعود. انظر: ابن حجر: الإصابة (3856)، وابن الأثير: أسد الغابة 2/374.
    [6] النسائي (1141)، وأحمد (27688)، والحاكم (4775)، وصححه ووافقه الذهبي، وابن خزيمة (936)، وابن حبان (2805)، واستدلَّ به الألباني في إطالة الركوع. انظر: الألباني: صفة صلاة النبي ص148.
    [7] أبو داود (4999)، وأحمد (18418)، والنسائي في السنن الكبرى (8495)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح على شرط مسلم.
    [8] البخاري: كتاب كفارات الأيمان، باب من أعان المعسر في الكفارة (2460)، مسلم: كتاب الصيام، باب تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان... (1111).
    [9] البخاري: كتاب الأحكام، باب هل يقضي القاضي أو يفتي وهو غضبان (6740)، ومسلم: كتاب الصلاة، باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة (466).
    [10] مسلم: كتاب التوبة، باب قوله تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات" (2765).
    [11] البخاري: كتاب الجماعة والإمامة (15)، باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي (675)، ومسلم: كتاب الصلاة (4)، باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة (470).



    يتبع أن شاء الله
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: من روائع أخلاق الرسول صلى الله علية وسلم

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس نوفمبر 07, 2013 5:50 am

    الشجاعة




    1- لم تراعوا لم تراعوا:



    عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله علية وسلم أحسن الناس، وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ليلةً فخرجوا نحو الصوت فاستقبلهم النبي

    صلى الله علية وسلم وقد استبرأ الخبر، وهو على فرس لأبي طلحة عُرْيٍ، وفي عنقه السيف وهو يقول: "لَمْ تُرَاعُوا لَمْ تُرَاعُوا"، ثم قال: "وَجَدْنَاهُ

    بَحْرًا[1]" أو قال: "إِنَّهُ لَبَحْرٌ"[2].



    2- الأقرب إلى العدو عند الحرب:



    عن علي رضي الله عنه قال: "لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأسًا"[3].



    3- تسترضيه قريش خوفا منه:


    عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قلت له: ما أكثر ما رأيت قريشًا أصابت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كانت تُظهِر من عداوته! قال:

    حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم يومًا في الحجر فذكروا رسول الله صلى الله علية وسلم ، فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط، سفَّه أحلامنا،

    وشتم آباءنا، وعاب ديننا، وفرَّق جماعتنا، وسبّ آلهتنا، لقد صبرنا منه على أمر عظيم، أو كما قالوا.

    قال: فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم رسول الله صلى الله علية وسلم ، فأقبل يمشي حتى استلم الركن ثم مر بهم طائفًا بالبيت، فلما أن مر بهم غمزوه ببعض ما يقول. قال: فعرفت

    ذلك في وجهه ثم مضى، فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها، فعرفت ذلك في وجهه ثم مضى، ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها فقال: "تَسْمَعُونَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَ
    مَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ".

    فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع حتى إنَّ أشدهم فيه وصاةً قَبْل ذلك لَيَرْفَئُوه بأحسن ما يجد من القول، حتى إنه ليقول:

    انصرفْ يا أبا القاسم، انصرف راشدًا، فوالله ما كنت جهولاً. قال: فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم...[4].


    4- لم يفر يوم حنين:


    عن أبي إسحاق: قال رجل للبراء بن عازب رضي الله عنهما: أفررتم عن رسول الله صلى الله علية وسلم يوم حنين؟ قال: لكن رسول الله لم يفر، إن هوازن كانوا قومًا رماة،

    وإنا لما لقيناهم حملنا عليهم فانهزموا، فأقبل المسلمون على الغنائم، واستقبلونا بالسهام، فأما رسول الله فلم يفرَّ، فلقد رأيته وإنه لعلى بغلته البيضاء، وإن أبا

    سفيان آخذٌ بلجامها، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ"[5].





    ----------------------------------------------

    [1] أي: واسع الجري.
    [2] البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب الحمائل وتعليق السيف بالعنق (5098)، ومسلم: كتاب الفضائل، باب شجاعة النبي وتقدمه للحرب (2307).
    [3] أحمد (619)، وابن أبي شيبة (32614).
    [4] أحمد (6739)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
    [5] البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب من قاد دابة غيره في الحرب (2709)، ومسلم: كتاب الجهاد والسير، باب غزوة حنين (1776).


    تابعونا أعزكم الله
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: من روائع أخلاق الرسول صلى الله علية وسلم

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس نوفمبر 07, 2013 6:06 am

    من روائع أخلاق الرسول صلى الله علية وسلم 6625_image002



    1- اذهبوا فأنتم الطلقاء:

    لما فتح رسول الله صلى الله علية وسلم مكة جمع قريشًا فقال لهم: "يا معشر قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظُّمها بالآباء، الناس من آدم وآدم من تراب"، ثم تلا هذه الآية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] الآية كلها. ثم قال: "يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل فيكم؟" قالوا: خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم. قال "اذهبوا فأنتم الطلقاء"[1].



    2- جذبه أعرابي فأمر له بعطاء!



    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع النبي صلى الله علية وسلم وعليه بُردٌ نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة، حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي قد أثَّرت به حاشية الرداء من شدة جذبته، ثم قال: مُرْ لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه صلى الله عليه وسلم فضحك، ثم أمر له بعطاء[2].




    3- يدعو بالهداية لمن آذاه:



    عن عبد الله بن عبيد قال: لما كسرت رباعية[3] رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشُجَّ[4] في جبهته، فجعلت الدماء تسيل على وجهه، قيل: يا رسول الله، ادعُ الله عليهم. فقال : "إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يَبْعَثْنِي طَعَانًا وَلا لَعَّانًا، وَلَكِن بَعَثَنَي دَاعِية وَرَحْمَة، اللهُمَّ اغْفِر لِقَومِي فَإنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ"[5]. وعندما عَصَتْ قبيلةُ دوسٍ في بداية أمرها أَمَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو هريرة رضي الله عنه: قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه على النبي فقالوا: يا رسول الله، إن دوسًا عصت وأبت، فادعُ الله عليها. فقيل: هلكت دوس! قال: "اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ"[6].




    4- من يمنعك مني؟



    يروي جابر بن عبد الله، يقول: قَاتَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله علية وسلم ‏مُحَارِبَ ‏خَصَفَةَ[7] ‏بِنَخْلٍ، ‏فَرَأَوْا مِنَ الْمُسْلِمِينَ‏ ‏غِرَّةً؛ ‏فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ:‏ ‏غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ‏ ‏حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ ‏صلى الله عليه وسلم ‏بِالسَّيْفِ، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟
    قَالَ: "اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ".
    فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ ‏صلى الله علية وسلم ‏فَقَالَ: "مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟"
    قَالَ: كُنْ كَخَيْرِ آخِذٍ.
    قَالَ: "أَتَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؟"
    قَالَ: لا، وَلَكِنِّي أُعَاهِدُكَ أَنْ لاَ أُقَاتِلَكَ، وَلاَ أَكُونَ مَعَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ. فَخَلَّى سَبِيلَهُ. قَالَ: فَذَهَبَ إِلَى أَصْحَابِهِ، قَالَ: قَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ"[8].




    5- دعوهم يكن لهم بدء الفجور ‏وثناه:



    يقول سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: "... ثُمَّ إِنَّ الْمُشْرِكِينَ رَاسَلُونَا الصُّلْحَ حَتَّى مَشَى بَعْضُنَا فِي بَعْضٍ وَاصْطَلَحْنَا. قَالَ: وَكُنْتُ ‏ ‏تَبِيعًا ‏لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ‏أَسْقِي فَرَسَهُ وَأَحُسُّهُ وَأَخْدِمُهُ وَآكُلُ مِنْ طَعَامِهِ، وَتَرَكْتُ أَهْلِي وَمَالِي مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ‏صلى الله عليه وسلم. ‏قَالَ: فَلَمَّا اصْطَلَحْنَا نَحْنُ وَأَهْلُ ‏مَكَّةَ ‏وَاخْتَلَطَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ، أَتَيْتُ شَجَرَةً ‏فَكَسَحْتُ ‏‏شَوْكَهَا فَاضْطَجَعْتُ فِي أَصْلِهَا. قَالَ: فَأَتَانِي أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ ‏مَكَّةَ‏ ‏فَجَعَلُوا يَقَعُونَ فِي رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏فَأَبْغَضْتُهُمْ، فَتَحَوَّلْتُ إِلَى شَجَرَةٍ أُخْرَى وَعَلَّقُوا سِلاَحَهُمْ وَاضْطَجَعُوا، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنْ أَسْفَلِ الْوَادِي: يَا ‏لِلْمُهَاجِرِينَ! ‏‏قُتِلَ ‏ابْنُ زُنَيْمٍ.
    ‏‏قَالَ: فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي ثُمَّ ‏‏شَدَدْتُ‏ ‏عَلَى أُولَئِكَ الأَرْبَعَةِ وَهُمْ رُقُودٌ، فَأَخَذْتُ سِلاَحَهُمْ فَجَعَلْتُهُ ‏ضِغْثًا[9] ‏فِي يَدِي. قَالَ: ثُمَّ قُلْتُ: وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ ‏ ‏مُحَمَّدٍ‏ ‏لاَ يَرْفَعُ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَأْسَهُ إِلاَّ ضَرَبْتُ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاهُ.
    قَالَ: ثُمَّ جِئْتُ بِهِمْ أَسُوقُهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏صلى الله عليه وسلم. ‏قَالَ: وَجَاءَ عَمِّي ‏عَامِرٌ[10] ‏بِرَجُلٍ مِنَ ‏ ‏الْعَبَلاَتِ[11]‏ ‏يُقَالُ لَهُ: ‏‏مِكْرَزٌ ‏يَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏عَلَى فَرَسٍ‏ ‏مُجَفَّفٍ[12] ‏فِي سَبْعِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏فَقَالَ: "دَعُوهُمْ يَكُنْ لَهُمْ بَدْءُ الْفُجُورِ ‏وَثِنَاهُ[13]". ‏‏فَعَفَا عَنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم"[14].



    6- أعطوه سنا مثل سنه:



    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً تقاضى رسول الله فَأَغْلَظَ، فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "دَعُوهُ فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالاً"، ثُمَّ قَالَ: "أَعْطُوهُ سِنًّا مِثْلَ سِنِّهِ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِلاَّ أَمْثَلَ مِنْ سِنِّهِ. فَقَالَ: "أَعْطُوهُ؛ فَإِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ قَضَاءً"[15].



    7- لا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما:



    قال زيد بن سعنة -وكان من أحبار اليهود قبل أن يسلم-: إنه لم يبق من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد حين نظرت إليه، إلا اثنتين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حِلمًا، فكنت أتلطف له لأنْ أخالطه فأعرف حلمه وجهله.
    قال: فخرج رسول الله صلى الله علية وسلم من الحجرات، ومعه علي بن أبي طالب، فأتاه رجل على راحلته كالبدويِّ، فقال: يا رسول الله، قرية بني فلان قد أسلموا ودخلوا في الإسلام، وكنت أخبرتهم أنهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغدًا، وقد أصابهم شدة وقحط من الغيث، وأنا أخشى -يا رسول الله- أن يخرجوا من الإسلام طمعًا كما دخلوا فيه طمعًا، فإن رأيت أن تُرسِل إليهم من يُغيثهم به فعلت. قال: فنظر رسول الله صلى الله علية وسلم إلى رجل جانبه -أراه عمر- فقال: ما بقي منه شيء يا رسول الله.
    قال زيد بن سعنة: فدنوت إليه، فقلت له: يا محمد، هل لك أن تبيعني تمرًا معلومًا من حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا؟ فقال: "لاَ يَا يَهُودِيُّ، وَلَكِن أَبِيعُكَ تَمْرًا مَعْلُومًا إِلَى أَجَلِ كَذَا وَكَذَا، وَلا أُسَمِّي حَائِطَ بَنِي فُلانٍ". قلت: نعم. فبايَعَنِي ، فأطلقت همياني[16]، فأعطيته ثمانين مثقالاً من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا، قال: فأعطاها الرجل وقال: "اعْجَلْ عَلَيْهِمْ وأَغِثْهُمْ بِهَا".

    قال زيد بن سعنة: فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة، خرج رسول الله صلى الله علية وسلم في جنازة رجل من الأنصار ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، ونفر من أصحابه، فلما صلَّى على الجنازة دنا من جدار فجلس إليه، فأخذت بمجامع قميصه، ونظرت إليه بوجهٍ غليظ، ثم قلت: ألا تقضيني يا محمد حقي؟ فوالله ما علمتكم بني عبد المطلب بمَطْلٍ، ولقد كان لي بمخالطتكم علم!!

    قال: ونظرتُ إلى عمر بن الخطاب وعيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير، ثم رماني ببصره وقال: أيْ عدو الله! أتقول لرسول الله صلى الله علية وسلم ما أسمع، وتفعل به ما أرى؟! فوالذي بعثه بالحق، لولا ما أحاذر قوته لضربت بسيفي هذا عنقك. ورسول الله صلى الله علية وسلم ينظر إلى عمر في سكونٍ وتؤدة،

    ثم قال: "إِنَّا كُنَّا أَحْوَجَ إِلَى غَيْرِ هَذَا مِنْكَ يَا عُمَرُ ، أَنْ تَأْمُرَنِي بِحُسْنِ الأَدَاءِ ، وَتَأْمُرَهُ بِحُسْنِ التِّبَاعَةِ ، اذْهَبْ بِهِ يَا عُمَرُ فَاقْضِهِ حَقَّهُ ، وَزِدْهُ عِشْرِينَ صَاعًا مِنْ غَيْرِهِ مَكَانَ مَا رُعْتَهُ".
    قال زيد: فذهب بي عمر فقضاني حقي، وزادني عشرين صاعًا من تمر. فقلت: ما هذه الزيادة؟ قال: أمرني رسول الله صلى الله علية وسلم أن أزيدك مكان ما رُعْتُكَ. فقلت: أتعرفني يا عمر؟ قال: لا، فمن أنت؟ قلت: أنا زيد بن سعنة. قال: الحَبْر؟ قلت: نعم، الحبر. قال: فما دعاك أن تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما قلت، وتفعل به ما فعلت؟

    فقلت: يا عمر، كل علامات النبوة قد عرفتُها في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أختبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا، فقد اختبرتهما، فأُشهدك -يا عمر- أني قد رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا، وأشهدك أن شطر مالي -فإني أكثرها مالاً- صدقة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
    فقال عمر: أوْ على بعضهم؛ فإنك لا تسعهم كلهم. قلت: أو على بعضهم. فرجع عمر وزيد إلى رسول الله ، فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله "[17].

    -----------------------------------------------------------



    [1] ابن هشام: السيرة النبوية 2/411، وابن القيم: زاد المعاد 3/356، والسهيلي: الروض الأنف 4/170، وابن كثير: السيرة النبوية 3/570، وكذلك ابن حجر: فتح الباري 8/18، وقال الألباني: سنده ضعيف مرسل.
    [2] البخاري: كتاب الخمس، باب ما كان النبي يعطى المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه (2980).
    [3] الرباعية: السن بين الثنية والناب، وهي أربع: رباعيتان في الفك الأعلى، ورباعيتان في الفك الأسفل.
    [4] شُجّ: جرَحه غيرُه.
    [5] البخاري، كتاب الأنبياء، باب "أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم" (3290)، ومسلم: كتاب الجهاد والسير، باب غزوة أحد (1792) والبيهقي في شعب الإيمان (1447) واللفظ له.
    [6] البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب الدعاء للمشركين بالهداية ليتألفهم (2300)، ومسلم: كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل غفار وأسلم... (2524).
    [7] محارب خصفة بن قيس بن غيلان من بطون عدنان.
    [8] البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة ذات الرقاع (3905)، ومسلم: كتاب الفضائل، باب توكله على الله تعالى وعصمة الله تعالى له من الناس (843).
    [9] الضِّغْث: أي حُزْمة. انظر: ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر 3/192.
    [10] هو عامر بن سنان الأنصاري، عم سلمة بن عمرو بن الأكوع، استشهد يوم خيبر، وهو الذي جعل يرتجز حين خرج يومها ويقول: بالله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا. انظر: ابن الأثير: أسد الغابة 2/19، وابن حجر: الإصابة، الترجمة (4391).
    [11] العَبَلات: مِنْ قُرَيْش، وَهُمْ أُمَيَّة الصُّغْرَى، وَالنِّسْبَة إِلَيْهِمْ (عَبَلِيّ)؛ لأنَّ اِسْم أُمّهمْ عَبْلَة. انظر: شرح النووي على مسلم 6/267.
    [12] أَيْ عَلَيْهِ تِجْفَاف بكسر التاء، وهو ثوب يلبسه الفرس ليقيه من السِّلاح. انظر: المصدر السابق، الصفحة نفسها.
    [13] البدء: أي ابتداؤه، وثناه: أي عودة ثانية.
    [14] مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة ذي قرد وغيرها (1807)، وأحمد (16566).
    [15] البخاري: كتاب الاستقراض وأداء الديون والحجر والتفليس، باب استقراض الإبل (2260)، ومسلم: كتاب المساقاة، باب من استلف شيئا فقضى خيرًا منه (1601).
    [16] الهميان: كيس للنفقة يشد في الوسط. انظر: المعجم الوسيط 1/996.
    [17] ابن حبان (288)، والحاكم (6547)، والبيهقي ( 11066)، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: روى ابن ماجه منه طرفًا، ورواه الطبراني، ورجاله ثقات

    ---------------------------------

    بقى لى شىء منكم أن لا تنسونى من صالح دعائكم

    نلتقى بأذن الله فى الفردوس ألأعلى

    أحبكم فى الله


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 1:25 pm