الحمد لله الرحيم الودود والصلاة والسلام على صاحب اللواء المعقود والكرم والجود وعلى آله وصحبه ما هب نسيم وصل بعد صدود
أما بعد...
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
ثم أما يعد...
فهذه نسمات حب هبت من عبير سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه ننقلها لكم على عدة مشاركات سائلين الله أن ينفعنا بها ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" [فصلت: 33]
طريق المحبة:
ذكر أن طريق سيدى أبى الحسن الشاذلى توصف بطريق المحبة فى مقابلة طريق المجاهدة.
ولسيدى أبى الحسن كلام عالٍ فى المحبة، وكذلك كان حاله مع أستاذه سيدى عبد السلام بن بشيش فإنه لما صعد إليه اغتسل من علمه وعمله وصعد إليه خالياً.
وعن المحبة يقول سيدى أبو الحسن الشاذلى: "سألت أستاذى رحمه الله –يعنى سيدى عبد السلام بن بشيش- عن ورد المحققين، فقال: عليك بإسقاط الهوى ومحبة المولى. آية المحبة ألا يشتغل محب بغير محبوبه".
ومما قاله له أستاذه سيدى عبد السلام بن بشيش فى إحدى الرؤى:
"واعبد الله على القرب الأعظم تحظ بالمحبة والاصطفائية والتخصيص والتولية من الله "وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ" ".
وقال سيدى أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه أيضاُ حاكياً عن أستاذه رحمه الله (يعنى سيدى القطب الشهيد عبد السلام ابن بشيش رضى الله عنه):
"الزم الطهارة من الشرك، كلما أحدثت تطهرت، لا تشرك بالله شيئاً، ومن دنس حب الدنيا كلما مِلت إلى شهوة أصلحتَ بالتوبة ما أفسدتَ بالهوى أو كدت، وعليك بمحبة الله تعالى على التوقير والنزاهة، وأدمن الشرب بكأسها مع السكر والصحو، كلما أفقت أو تيقظت شربت حتى يكون سكرك وصحوك به، حتى تغيب بجماله عن المحبة وعن الشراب والشرب والكأس بما يبدو لك من نور جماله وقُدس كمال جلاله.
ولعلى أحدث من لا يعرف المحبة والشراب، ولا الشرب ولا الكأس ولا السكر ولا الصحو."
قال له القائل: أجل وكم من غريق فى الشئ لا يعرف بغرقه، فعرفنى ونبهنى لما أجهل، أو لما من به علىَّ وأنا عنه غافل.
قال له: "نعم، المحبة آخذة من الله قلب من أحب بما يكشف له من نور جماله وقدس كمال جلاله، وشراب المحبة مزج الأوصاف بالأوصاف، والأخلاق بالأخلاق، والأفعال بالأفعال، والأنوار بالأنوار والأسماء بالأسماء والنعوت بالنعوت ويتسع فيه النظر لمن شاء الله عز وجل.
والشرب: سقيا القلب والأوصال والعروق من هذا الشراب، حتى تسكر. ويكون الشرب بالتدريج بعد التذويب والتهذيب، فيُسقى كلٌ على قدره، فمنهم من يسقى بغير واسطة، والله سبحانه يتولى ذلك منه له. ومنهم من يسقى من جهة الوسائط بالوسائط كالملائكة والعلماء والأكابر من المقربين.
فمنهم من يسكر بشهود الكأس ولم يذق بعد شيئاً، فما ظنك بعد بالذوق، وبعد بالشرب، وبعد بالرى، وبعد بالسكر بالمشروب.
ثم الصحو بعد ذلك على مقادير شتى كما أن السكر أيضاً كذلك.
والكأس: معرفة الحق، يتعرف بها من ذلك الشراب الطهور المحض الصافى لمن شاء من عباده المخصوصين من خلقه، فتارة يشهد الشارب تلك الكأس صورة، وتارة يشهدها معنوية، وتارة يشهدها علمية، فالصورة حظ الأبدان والأنفس، والمعنوية حظ القلوب والعقول، والعلمية حظ الأرواح والأسرار.
فياله من شراب ما أعذبه! فطوبى لمن شرب منه وداوم، ولم يقطع عنه، فنسأل الله من فضله، (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم. يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم).
وقد يجتمع جماعة من المحبين فيسقون من كأس واحدة، وقد يسقون من كؤوسٍ كثيرة، وقد يسقى الواحد بكأس وبكؤوس، وقد تختلف الأشربة حسب عدد الكؤوس، وقد يختلف الشرب من كأسٍ واحدة، وإن شرب منه الجم الغفير من الأحبة.
سر المحبة:
ويقول سيدى أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه:
المحبة سرٌ فى القلب من المحبوب، إذا ثبت قطعك عن كل مصحوب.
ويقول:
حرام عليك أن تتصل بالمحبوب، ويبقى لك فى العالم مصحوب.
ويقول:
إذا منعك ما تحب، وردك إلى ما يحب فهى علامة محبته لك.
ويقول:
المحبة أصل فى الإفهام فمن أحب الله فهم عنه كل شئ.
وقال رضى الله عنه:
خصلتان تسهلان الطريق إلى الله تعالى: المعرفة والمحبة "حبك للشئ يعمى ويصم".
وقال:
الحب الصافى على مبانٍ أربعة: الإيمان والتوحيد وصدق النية وعلو الهمة.
وقال:
المحبة مع الله برفض الشهوات والمشيئات، ولن يصل العبد إلى الله وقد بقى معه شهوة من شهواته ولا مشيئة من مشيئاته.
وقال رضى الله عنه:
السكينة وجود الحق بلا سبب، ورجوع إلى الحق بغير أرب اللهم إلا لاقتضاء العبودية، فحينئذ يكون حظ النفس الخدمة وحظ القلب المعرفة وحظ العقل المكاشفة وحظ الروح المحبة.
وقال يحكى عن أستاذه رضى الله عنهما:
أربعة من كن فيه احتاج الخلق إليه وهو غنى عن كل شئ: المحبة لله تعالى والغنى بالله والصدق واليقين. الصدق فى العبودية واليقين بأحكام الربوبية، ومن أحسن من الله حكماً لقومٍ يوقنون.
وقال رضى الله عنه:
وإن أردت النيابة عنك او منك فاعبد الله على المحبة لا على المتاجرة، وعلى المعرفة بالتعظيم والصيانة.
وقال رضى الله عنه:
المعرفة والمحبة والمواجيد الحقيقية أذهبت عنك الأعراض وعلل الأمراض.
وقال رضى الله عنه:
من اتقى الشرك فى التوحيد والمحبة فى أول خطواته عزم الله له بالمدد فى أواخرما مر به ثم لا يحجب عن الله ولا يدخل عليه الخلل فى عزائمه، ومن أبطأ به الأمر فى أنفس الخطرات وأخذ منه الميل إلى أشخاص الشهوات فطاعة المدد إلى أوقات الفترات. هذا بيان من الله لأهل التيقظ من الغفلات، قال الله تعالى: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) فاتق الله فى الشرك فى التوحيد ولا تتفرق عنه بنقصٍ ولا مزيد، وإياك والشرك فى المحبة بالميل إلى الشهوات، أى شهوة كانت، ومن كان عبد الله خائف وجلا مشفقاً من الله فى نعمائه كان فى أمن من الله فيما يرد عليه من عظيم بلائه، ودليله: من كان له فى الرخاء كان له فى الشدة- الحديث.
أما بعد...
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
ثم أما يعد...
فهذه نسمات حب هبت من عبير سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه ننقلها لكم على عدة مشاركات سائلين الله أن ينفعنا بها ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" [فصلت: 33]
طريق المحبة:
ذكر أن طريق سيدى أبى الحسن الشاذلى توصف بطريق المحبة فى مقابلة طريق المجاهدة.
ولسيدى أبى الحسن كلام عالٍ فى المحبة، وكذلك كان حاله مع أستاذه سيدى عبد السلام بن بشيش فإنه لما صعد إليه اغتسل من علمه وعمله وصعد إليه خالياً.
وعن المحبة يقول سيدى أبو الحسن الشاذلى: "سألت أستاذى رحمه الله –يعنى سيدى عبد السلام بن بشيش- عن ورد المحققين، فقال: عليك بإسقاط الهوى ومحبة المولى. آية المحبة ألا يشتغل محب بغير محبوبه".
ومما قاله له أستاذه سيدى عبد السلام بن بشيش فى إحدى الرؤى:
"واعبد الله على القرب الأعظم تحظ بالمحبة والاصطفائية والتخصيص والتولية من الله "وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ" ".
وقال سيدى أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه أيضاُ حاكياً عن أستاذه رحمه الله (يعنى سيدى القطب الشهيد عبد السلام ابن بشيش رضى الله عنه):
"الزم الطهارة من الشرك، كلما أحدثت تطهرت، لا تشرك بالله شيئاً، ومن دنس حب الدنيا كلما مِلت إلى شهوة أصلحتَ بالتوبة ما أفسدتَ بالهوى أو كدت، وعليك بمحبة الله تعالى على التوقير والنزاهة، وأدمن الشرب بكأسها مع السكر والصحو، كلما أفقت أو تيقظت شربت حتى يكون سكرك وصحوك به، حتى تغيب بجماله عن المحبة وعن الشراب والشرب والكأس بما يبدو لك من نور جماله وقُدس كمال جلاله.
ولعلى أحدث من لا يعرف المحبة والشراب، ولا الشرب ولا الكأس ولا السكر ولا الصحو."
قال له القائل: أجل وكم من غريق فى الشئ لا يعرف بغرقه، فعرفنى ونبهنى لما أجهل، أو لما من به علىَّ وأنا عنه غافل.
قال له: "نعم، المحبة آخذة من الله قلب من أحب بما يكشف له من نور جماله وقدس كمال جلاله، وشراب المحبة مزج الأوصاف بالأوصاف، والأخلاق بالأخلاق، والأفعال بالأفعال، والأنوار بالأنوار والأسماء بالأسماء والنعوت بالنعوت ويتسع فيه النظر لمن شاء الله عز وجل.
والشرب: سقيا القلب والأوصال والعروق من هذا الشراب، حتى تسكر. ويكون الشرب بالتدريج بعد التذويب والتهذيب، فيُسقى كلٌ على قدره، فمنهم من يسقى بغير واسطة، والله سبحانه يتولى ذلك منه له. ومنهم من يسقى من جهة الوسائط بالوسائط كالملائكة والعلماء والأكابر من المقربين.
فمنهم من يسكر بشهود الكأس ولم يذق بعد شيئاً، فما ظنك بعد بالذوق، وبعد بالشرب، وبعد بالرى، وبعد بالسكر بالمشروب.
ثم الصحو بعد ذلك على مقادير شتى كما أن السكر أيضاً كذلك.
والكأس: معرفة الحق، يتعرف بها من ذلك الشراب الطهور المحض الصافى لمن شاء من عباده المخصوصين من خلقه، فتارة يشهد الشارب تلك الكأس صورة، وتارة يشهدها معنوية، وتارة يشهدها علمية، فالصورة حظ الأبدان والأنفس، والمعنوية حظ القلوب والعقول، والعلمية حظ الأرواح والأسرار.
فياله من شراب ما أعذبه! فطوبى لمن شرب منه وداوم، ولم يقطع عنه، فنسأل الله من فضله، (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم. يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم).
وقد يجتمع جماعة من المحبين فيسقون من كأس واحدة، وقد يسقون من كؤوسٍ كثيرة، وقد يسقى الواحد بكأس وبكؤوس، وقد تختلف الأشربة حسب عدد الكؤوس، وقد يختلف الشرب من كأسٍ واحدة، وإن شرب منه الجم الغفير من الأحبة.
سر المحبة:
ويقول سيدى أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه:
المحبة سرٌ فى القلب من المحبوب، إذا ثبت قطعك عن كل مصحوب.
ويقول:
حرام عليك أن تتصل بالمحبوب، ويبقى لك فى العالم مصحوب.
ويقول:
إذا منعك ما تحب، وردك إلى ما يحب فهى علامة محبته لك.
ويقول:
المحبة أصل فى الإفهام فمن أحب الله فهم عنه كل شئ.
وقال رضى الله عنه:
خصلتان تسهلان الطريق إلى الله تعالى: المعرفة والمحبة "حبك للشئ يعمى ويصم".
وقال:
الحب الصافى على مبانٍ أربعة: الإيمان والتوحيد وصدق النية وعلو الهمة.
وقال:
المحبة مع الله برفض الشهوات والمشيئات، ولن يصل العبد إلى الله وقد بقى معه شهوة من شهواته ولا مشيئة من مشيئاته.
وقال رضى الله عنه:
السكينة وجود الحق بلا سبب، ورجوع إلى الحق بغير أرب اللهم إلا لاقتضاء العبودية، فحينئذ يكون حظ النفس الخدمة وحظ القلب المعرفة وحظ العقل المكاشفة وحظ الروح المحبة.
وقال يحكى عن أستاذه رضى الله عنهما:
أربعة من كن فيه احتاج الخلق إليه وهو غنى عن كل شئ: المحبة لله تعالى والغنى بالله والصدق واليقين. الصدق فى العبودية واليقين بأحكام الربوبية، ومن أحسن من الله حكماً لقومٍ يوقنون.
وقال رضى الله عنه:
وإن أردت النيابة عنك او منك فاعبد الله على المحبة لا على المتاجرة، وعلى المعرفة بالتعظيم والصيانة.
وقال رضى الله عنه:
المعرفة والمحبة والمواجيد الحقيقية أذهبت عنك الأعراض وعلل الأمراض.
وقال رضى الله عنه:
من اتقى الشرك فى التوحيد والمحبة فى أول خطواته عزم الله له بالمدد فى أواخرما مر به ثم لا يحجب عن الله ولا يدخل عليه الخلل فى عزائمه، ومن أبطأ به الأمر فى أنفس الخطرات وأخذ منه الميل إلى أشخاص الشهوات فطاعة المدد إلى أوقات الفترات. هذا بيان من الله لأهل التيقظ من الغفلات، قال الله تعالى: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) فاتق الله فى الشرك فى التوحيد ولا تتفرق عنه بنقصٍ ولا مزيد، وإياك والشرك فى المحبة بالميل إلى الشهوات، أى شهوة كانت، ومن كان عبد الله خائف وجلا مشفقاً من الله فى نعمائه كان فى أمن من الله فيما يرد عليه من عظيم بلائه، ودليله: من كان له فى الرخاء كان له فى الشدة- الحديث.
أمس في 4:53 pm من طرف عبدالله الآحد
» إيضاح حركى لمناسك الحج وشرح جميع المناسك
الخميس مايو 09, 2024 7:57 pm من طرف صادق النور
» النذر لغير الله شرك أكبر
الخميس مايو 09, 2024 3:57 pm من طرف عبدالله الآحد
» الجواب عن شبهة أن أهل السنة ينزلون آيات الكفار عن المسلمين
الأربعاء مايو 08, 2024 4:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» عقيدة أهل السنة في كلام الله عز وجل
الثلاثاء مايو 07, 2024 5:10 pm من طرف عبدالله الآحد
» فَضْلَ صِلَةِ الأَرْحَامِ -* - * كَيْفَ تَصِل رَحِمَك .
الإثنين مايو 06, 2024 10:13 pm من طرف صادق النور
» القرآن من آحاد كلام الله ليس قديما بقدم الله ونوع كلام الله قديم
الإثنين مايو 06, 2024 4:13 pm من طرف عبدالله الآحد
» قول فى البدعة والسنة !!!
الأحد مايو 05, 2024 10:31 pm من طرف صادق النور
» الكتب المهمة التي ينصح بقراءتها في العقيدة الإسلامية الصحيحة
الأحد مايو 05, 2024 3:23 pm من طرف عبدالله الآحد
» كلام الله قديم النوع حادث الآحاد أي متجدد الآحاد وهو غير مخلوق
السبت مايو 04, 2024 4:51 pm من طرف عبدالله الآحد