لقد أصبحت التكنولوجيا أسرع من عقل الإنسان وتفكيره، وأصبح الإنسان يفاجأ كل يوم باختراعات تسخر لخدمته وتوجه سلوكه إلى ما يحقق أهدافه وتسهيل حياته، لكن على الرغم من أن التكنولوجيا تساعد الإنسان على تحقيق الإيجابيات، إلا أن لها من السلبيات ما يفوق العقل أيضا، وبمقدار الاستخدام السلبي أو الإيجابي يكون مقدار ما يعود على الفرد بالفائدة أو يعود عليه بالضرر والخطر.
ولعل انتشار الأجهزة التكنولوجية في كل مكان بأحجام وألوان وأسعار مختلفة جعل الإقبال عليها كبيرا جدا، بل كما يعلم الجميع أن الأطفال أيضا لهم نصيب كبير من تلك الأجهزة واستخدامها، ونلاحظ أن صغر تلك الأجهزة كان عاملا رئيسا في إقبال شريحة الأطفال عليها، خاصة ما فوق سن الرابعة. وما لعب دورا كبيرا في ذلك أيضا أن تلك الأجهزة هي قناة العبور الأولى إلى عالم شائق من الألعاب والمسابقات والألغاز بصورها المختلفة وأنواعها المتعددة، التي تعتبر الهدف الأول من ممارسة سلوك اللعب. وعلى الرغم من أن كل أب وأم ربما لديه ثقة كبيرة بأبنائه إلا أن العوامل الخارجية قد تكون كفيلة بعمل نوع من الزعزعة النفسية في الثبات على مبادئ معينة تعلمها الطفل منذ صغره وتدخل ضمن صميم أخلاقه. وانطلاقا من ذلك وجب على كل من الوالدين متابعة أبنائهما باستمرار، خاصة أثناء تفاعل الأبناء مع تلك الأجهزة التي تمكنهم من الدخول على الإنترنت، وقد يضع البعض رقما سريا للطفل من أجل أن يستأذن الطفل قبل استعماله الجهاز ودخوله الإنترنت.
إن الإشراف على الطفل أثناء تصفحه مواقع الإنترنت أمر غاية في الأهمية، وليس الطفل فقط، بل حتى المراهق، لأن كثيرا من المواقع قد تتضمن صورا وموضوعات لا أخلاقية حتى لو لم تكن تلك المواقع سيئة أو إباحية، لكن يجب أن نعتبر ذلك نوعا من الغزو الثقافي والفكري وننتقي من كل ذلك الواقع ما يناسب أبناءنا، بل ما يناسب ديننا وأخلاقنا وثقافة مجتمعنا، إذ إن الامتناع عن الإنترنت ليس الحل المثالي للحصانة الأخلاقية كما يعتقد البعض، لكن تنمية الفكر الانتقائي هي الأهم، فلم نعد نستطيع أن نمنع، بل لا بد أننا نستطيع أن ننتقي وأن نوجه للفائدة من خلال بناء قناعات تبدأ منذ الطفولة في وسط علاقة تغذيها المحبة والصداقة، لكن البعض يعتقد أن هذا الأمر مثالي ونظري فقط ولا يمكن تطبيقه، لكن الحقيقة هي أن ننظر لبعض من حولنا ممن هم أصدقاء لأبنائهم في هذا الزمن الصعب تربويا، ونحتاج هنا إلى أن نتروى ونحاول من أجل جيل واع وخلوق.
د. نجلاء أحمد السويل
الموضوع الأصلي : الطفل وتصفح موا
اليوم في 7:59 am من طرف صادق النور
» دعاء ان قراته تؤجر وعندما تقراه يرجف قلبك لاعادة قراتها
اليوم في 7:56 am من طرف صادق النور
» كيف تحافظ على الصلاة ؟
اليوم في 7:23 am من طرف صادق النور
» ألأخلاق في ألإسلام ...ألأخلاق المحموده.. الجزء ألأول
اليوم في 6:47 am من طرف صادق النور
» ألأخلاق في ألإسلام .. ألأخلاق المحموده ..الجزء الثاني
اليوم في 6:41 am من طرف صادق النور
» ألأخلاق في ألإسلام .. . ألأخلاق المحموده .. الجزء الثالث
اليوم في 6:38 am من طرف صادق النور
» ألأخلاق في ألإسلام .( الجزء الرابع ) ألأخلاق المذمومه
اليوم في 6:31 am من طرف صادق النور
» أقوال العلماء في الاستغاثة بغير الله
أمس في 5:16 pm من طرف عبدالله الآحد
» تعليم الصبيان التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
الثلاثاء أبريل 30, 2024 10:00 pm من طرف عبدالله الآحد
» عقيدة السلف الصالح للشيخ المحدث محمد الطيب بن إسحاق الأنصاري المدني
الإثنين أبريل 29, 2024 4:19 pm من طرف عبدالله الآحد