بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي خير ألأنام محمد العدنان صل الله عليه وسلم وعلي آله وصحبه وسلم
والصلاة والسلام علي خير ألأنام محمد العدنان صل الله عليه وسلم وعلي آله وصحبه وسلم
******
ماء زمزم _ قصه بئر زمزم
ماء زمزم كما هو ثابت ومعلوم خير ماء على وجه الأرض.
عن عبد الله بن عباس رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (
خَيرُ ماء على وجْه الأرض ماء زَمْزم، فِيه طعامٌ من الطُّعْم، وشِفاءٌ من السُّقْم |
وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له عن ماء زمزم:
(
إنَّها لمباركة، هي طعام طُعمٍ، وشِفاءُ سُقمٍ |
(
خيرُ ماءٍ على وَجهِ الأرضِ |
فيه طَعامٌ مِن الطُّعم |
وشِفاءٌ مِن السُّقْم |
وكم مِنْ مسلم أصيب بداء وما أن أتى إلى بئر زمزم وشرب منه بنية الشفاء فكان الشفاء بإذن الله وفضله.
قال ابن القيم في كتابه "زاد المعاد": "ماء زمزم: سَيِّدُ الْمِيَاه وَأَشْرَفها وَأَجَلُّهَا قَدْرًا، وَأَحَبُّهَا إلى النفوس وأغلاها ثمنا وَأَنْفَسها عِنْدَ النَّاس، وَهُو هَزْمَة جِبْرِيل وَسُقْيَا اللَّه إِسْماعيل..
وقد جربْتُ أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أموراً عجيبة، واستشفيتُ به من عدة أمراض، فبرِئتُ بإذن الله، وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريباً من نصف شهر أو أكثر ولا يجد جوعاً".
وفضل ماء زمزم ثابت في أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفوائدها الصحية ثابتة علميا ومعروفة بالتجربة، وما مِن حاج أو معتمر إلا وقد شرب من هذا البئر، الذي لا ينقطع ماؤه أبداً مهما أُخِذ منه، ويفيض منه الماء منذ آلاف السنين دون أن يجف، فهو يتدفق بأمر الله تعالى وفضله..
بئر زمزم أو زمزم،
بئر ماءٍ في الحرم المكي بمدينة مكة المكرمة، يقع على بعد 21 مترًا شرقي الكعبة، له تاريخ قديم، ويرجعه المؤرخين إلى 2000 قبل الميلاد كحد أقصى، من عهد النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام،
يبلغ عُمقه 30 مترًا وتصبُّ فيه عدد من عيون الماء قديمة بقِدم البئر نفسه، وبحسب الأحاديث الواردة في سيرة النبي محمد صل الله عليه وسلم فإن الماء مباركة، وفيها شفاء للأسقام، وعلى ذلك فلها خصوصية بالغة عند المسلمين.
جاء ذكر ماء زمزم في عدّة أحاديث من سيرة النبي محمد تروي أن هذا الماء المبارك نبع من الأرض بعدما نبشها المَلك جبريل بعقِبه «أو بجناحه» لنبي الله إسماعيل (صغيرًا) وأمه هاجر،
وذلك حين نفد ما عندهما من ماء وزاد، فقد تركهما نبي الله إبراهيم بأمر من الله في ذلك الوادي القفر الذي لا زرع فيه ولا ماء، وجهدت هاجر وأتعبها البحث ساعية بين الصفا والمروة ناظرة في الأفق البعيد علها تجد مغيثًا يُغيثها، حتى كان مشيها بينهما سبع مرات،
ثم رجعت إلى ابنها فسمعت صوتًا؛ فقالت: أسمع صوتك فأغثني إن كان عندك خير،
فضرب جبريل الأرض؛ فظهر الماء، فحاضته أم إسماعيل برمل ترده خشية أن يفوتها، قبل أن تأتي بالوعاء؛ فشربت ودرت على ابنها. وقد روى البخاري هذه الواقعة مطولة جدًّا في صحيحه.
يعتبر بئر زمزم من العناصر المهمة داخل المسجد الحرام، وهو أشهر بئر على وجه الأرض لمكانته الروحية المتميزة وارتباطه في وجدان المسلمين عامة، والمؤدين لشعائر الحج والعمرة خاصة، وقد أفادت الدراسات أن العيون المغذية للبئر تضخ ما بين 11 إلى 18.5 لتراً من الماء في الثانية.
قصة البئر كما وردت عن النبي محمد صل الله عليه وسلم في صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء.
هي أنه لما قدم النبي إبراهيم إلى مكة مع زوجته هاجر وابنهما إسماعيل وأنزلهما موضعا قرب الكعبة التي لم تكن قائمة آنذاك ومن ثم تركهما وحدهما في ذلك المكان ولم يكن مع هاجر سوى قربة ماء صغيرة مصنوعة من الجلد سرعان ما نفدت وودعهما إبراهيم وغادر ولم يلتفت إلى هاجر رغم نداءاتها المتكررة لكنه أخبرها أنما فعله هو بأمر الله فرضيت وقرت ومضى إبراهيم حتى جاوزهم مسافة وأدرك أنهم لا يبصرونه دعا ربه بقوله:
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ |
بعدما نفد الماء استهل الطفل بالبكاء ولم تكن أمه تطيق رؤيته يبكي فصدت عنه كي لا تسمع بكائه، وذهبت تسير طلبا للماء فصعدت جبل الصفا ثم جبل المروة، ثم الصفا ثم المروة وفعلت ذلك سبع مرات تماما كما السعي الذي شرع من بعدها،
فلما وصلت المروة في المرة الأخيرة سمعت صوتا فقالت أغث إن كان عندك خير، فقام صاحب الصوت وهو جبريل عليه السلام بضرب موضع البئر بعقب قدمه فانفجرت المياه من باطن الأرض ودلّت هاجر تحيط الرمال وتكومها لتحفظ الماء وكانت تقول وهي تحثو الرمال زم زم، زم زم، أي تجمع باللغة السريانية، وهو ما يعود إليه السبب في التسمية.
وقد روى ابن عباس عن نبي الله محمد صل الله عليه وسلم :
رحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا |
كانت زمزم هي مقدمة العمران بمكة؛
فقد ذكر الأزرقي في أخبار مكة، والطبري في تاريخ الرسل والملوك: أن ركبًا من (جرهم) مروا من بلاد الشام؛ فرأى الركبُ الطيرَ على الماء؛ فقال بعضهم: ما كان بهذا الوادي من ماء ولا أنيس؛ فأرسلوا رجلين لهما حتى أتيا أم إسماعيل فكلماها ثم رجعا إلى ركبهما فأخبراهم بمكانها؛ فرجع الركب كله ونزلوا على الماء بعد استئذان أم إسماعيل.
وفي صحيح البخاري صريح موافقتها على إقامتهم دون أن يكون لهم حق في الماء، أي يكون منحة منها فوافقوا.
وأخذ العمران يزداد بمكة بعد بناء سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل للبيت الحرام، واستمرت “جرهم” تلي أمر البيت الحرام وزمزم فترة من الزمن إلى أن قدمت قبيلة “يمنية” هاجرت من الجنوب بعد تهدم (سد مأرب) وهي قبيلة خزاعة. وتقاتلت “خزاعة” مع “جرهم” وانتصرت “خزاعة” ووليت أمر البيت، وخرجت “جرهم” عن وادي مكة ومنها خرج أبناء إسماعيل، وتفرقوا في تهامة،
ثم ولي أمرها بعد ذلك قصي بن كلاب في القرن الخامس الميلادي بعد أن أجلى خزاعة من مكة، وفرض سلطانه على كنانة، وأنزل قريشًا مكة وقسمها بين بطونها،
وكانت زمزم في تلك الأثناء قد أُهمِلَت إلى أن دَرَسَت وخفت معالمها، وظلت على ذلك حينًا حتى حفرها عبد المطلب بن هاشم جد النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قال المباركفوري: "اندثر البئر ذات مرة في العصر الجاهلي ولم يُعرف له مكان،
وقبل دخول الإسلام حلم (رأى في نومه) جد الرسول صل الله عليه وسلم عبد المطلب بمن يدله على مكان البئر، ويطلب منه فتح البئر، وقد استيقظ وركض مهرولا إلى جانب الكعبة، وحفر في المكان الذي رآه في منامه حتى تحققت الرؤيا".
وقصة حفر بئر زمزم رواها ابن إسحاق في السيرة النبوية، والبيهقي في "دلائل النبوّة"، وابن كثير في "البداية والنهاية" من حديث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه الذي صححه الشيخ الألباني، يقول فيه: (بينا عبد المطلبِ نائمٌ في الحِجرِ أُتِيَ فقيل له: احفُرْ بَرَّةً (اسم من أسماء زمزم)، فقال: وما بَرَّةُ؟ ثم ذهب عنه حتى إذا كان الغدُ نام في مضجعِه ذلك فأُتِيَ فقيل له: احفر المضنونة (الغالية النفيسة)، قال: وما المضنونة؟
ثم ذهب عنه حتى إذا كان الغدُ فنام في مضجعِه ذلك فأُتِيَ فقيل له: احفِرْ طَيْبَة (من أسماء زمزم)، فقال: وما طَيْبَة؟ ثم ذهب عنه،
فلما كان الغدُ عاد لمضجعِه فنام فيه فأُتِيَ فقيل له: احفِرْ زمزم، فقال: وما زمزم؟
فقال: لا تُنزَف ولا تُذمُّ (لا يفرغ ماؤها ولا توجد قليلة الماء). ثم نعت (وصف) له موضعَها فقام يحفرُ حيثُ نُعِت.
ودل عليهـا بعلامات ثلاث: بنقـرة الغراب الأعصم، وأنها بين الفرث والدم، وعند قرية النمل.
وروي أنه لما قام ليحفرها رأى ما رسم له من قرية النمل ونقـرة الغراب، ولم ير الفرث والـدم، فبينما هو كذلك ندت بقـرة لجازرها، فلم يدركها حتى دخلت المسجد الحرام، فنحرها في الموضع الذي رسم له، فسال هناك الفرث والدم، فحفرها عبد المطلب حيث رسم له.
وقيل لعبد المطلب في صفتها أنها لا تنزف أبدًا، وهذا برهان عظيم لأنها لم تنزف من ذلك الحين إلى اليوم قط،
وقد وقع فيها حبشي فنزحت من أجله، فوجدوا ماءها يثور من ثلاث أعـين أقواها وأكـثرها ماء عين من ناحية الحجر الأسود، رواه الدارقطني.
فقالت له قريشٌ: ما هذا يا عبدَ المطلب؟ فقال: أُمِرتُ بحَفر زمزم، فلما كشف عنه وبصُروا بالطَّيِّ قالوا: يا عبدَ المطلب إنَّ لنا حقًّا فيها معك، إنها لَبئرُ أبينا إسماعيل،
فقال: ما هي لكم، لقد خُصِصتُ بها دونَكم. قالوا: أتحاكمُنا؟ قال: نعم. قالوا: بيننا وبينك كاهنةُ بني سعدِ بنِ هذيم، وكانت بأطراف الشام،
فركب عبد المطلب في نفرٍ من بني أُميَّةَ، وركب من كلِّ بطنٍ من أفناء قريشٍ نفرٌ، وكانت الأرض إذ ذاك مفاوزَ فيما بين الحجازِ والشام، حتى إذا كانوا بمفازةٍ من تلك البلادِ فَنِيَ ماءُ عبدِ المطلب وأصحابه حتى أيقَنوا بالهلكة،
ثم استَقوا القومَ فقالوا: ما نستطيع أن نسقِيَكم، وإنا نخاف مثلَ الذي أصابكم.
فقال عبدُ المطلِب لأصحابِه: ماذا تَرَوْن؟ قالوا: ما رَأْيُنا إلا تَبَعٌ لرأْيِك. قال: فإني أرى أن يحفِرَ كلُّ رجلٍ منكم حفرتَه،
فكلما مات رجلٌ منكم دفعَه أصحابُه في حفرتِه حتى يكون آخرُكم يدفعُه صاحبُه، فضَيْعَةُ رجلٍ أهونُ من ضَيْعَةِ جميعِكم،
ففعلوا ثم قال: واللهِ إنَّ إلقاءَنا بأيدينا لِلموت، ولا نضرب في الأرض ونبتغي، لعل اللهَ أن يسقِيَنا لعجز.
فقال لأصحابِه: ارْتَحِلوا. فارتحَلوا وارتحل. فلما جلس على ناقتِه، فانبعثَتْ به انفجَرتْ عينٌ تحت خُفِّها بماءٍ عذبٍ فأناخ وأناخ أصحابُه، فشربوا واستقَوا وأسقَوا، ثم دعوا أصحابَهم: هلُمُّوا إلى الماء فقد سقانا الله، فجاؤوا واستَقَوا وأَسقَوا
ثم قالوا: يا عبدَ المطلب! قد واللهِ قُضِيَ لك، إنَّ الذي سقاك الماءَ بهذه الفلاة لهو الذي سقاك زمزم، انطلِقْ فهي لك، فما نحن بمخاصِميك). قال ابن الأثير: "وفي حديث زمزم: أتاه آتٍ، فقال: احفر برة. سماها برة لكثرة منافعها وسعة مائها".
ولبئر زمزم أسماء عديدة،
فقد نقل ابن منظور في "لسان العرب" عن ابن بري اثني عشر اسماً لزمزم، وقد ذكر العلماء أسبابا كثيرة لتسميتها بهذه الأسماء، وعللوا كل تسمية بعلة تناسب ما رجحوه، وإنما حصل هذا الخلاف لعدم ورود نص من الشرع بذلك،
وقد لخص هذه الأسماء الجمل في "فتوحات الوهاب بتوضيح شَرْح منهج الطلاب" بقوله: "وأصلها من ضرب جبريل الأرض بجناحه حين عطشت هاجر وولدها إسماعيل، لما وضعها إبراهيم عليه الصلاة والسلام هناك بأمر الله تعالى،
ولما فاض منها الماء على وجه الأرض قالت له هاجر: زم زم، أي اجتمع يا مبارك، فاجتمع فسُميت زمزم،
ويقال لها: زمازم، وقيل: لأن الماء حين خرج منها ساح يمينا وشمالا فزم أي منع بجمع التراب حوله،
وروي:
لولا أمكم هاجر حوطت عليها لملأت أودية مكة |
ولها أسماء كثيرة:
زمزم، وهزمة جبريل، وسقيا الله إسماعيل، وبركة، ومصونة، وعونة، وبشرى، وصاحبة، وبرة، وعصمة، وسالمة، وميمونة، ومعذبة، وكافية، وطاهرة، وحرمية، ومرورية، ومؤنسة، وطيبة، وشباعة العيال، وطعام طعم، وشفاء سقم" |
سقاية زمزم
السقاية من الأمور التي كانت تتولاها قريش أثناء الحج من توفير المياه بالنسبة للحجاج الذين يأتون إلى مكة، إلى أن استلم عبد المطلب جد نبي الله محمد أمور السقاية.
يقول أيوب صبري في كتابه (مرآة جزيرة العرب): ولما تولى بنو العباس الخلافة حالت أعمال الملك دون قيامهم بأمر السقاية، فكانوا يعهدون إلى آل الزبير المتولين التوقيت في الحرم الشريف القيام بأعمال السقاية بالنيابة، ثم طلب الزبيريون من الخلفاء العباسيين ترك السقاية لهم، فتركوها لهم بموجب منشور. إلا أنه نظرا لكثرة الحجاج فقد اشترك معهم آخرون في العمل باسم الزمازمة.
لاحقاً عمل الأتراك العثمانيون على تثبيت آل الزبير في عمل السقاية، حيث أنهم لا زالوا يتكفلون برئاستها حتى الوقت الحاضر. وآل الزبير هؤلاء يعرفون اليوم بـ «بيت الريس».
وكانت توجد على زمزم قبة وغرف مستودعات ومستبرد لدوارق ماء زمزم، ولكن ذلك هدم عام 1383 هـ حين اضطر عمل التوسعة ذلك
وصفها
ظلت زمزم فترة طويلة عبارة عن حوضين الأول بينها وبين الركن يشرب منه الماء،
والثاني من الخلف للوضوء، له سرب يذهب فيه الماء ولم يكن عليها شباك حينئذ،
وكانت مجرد بئر محاطة بسور من الحجارة بسيط البناء، وظل الحال كذلك حتى عصر أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي الذي يعد أول من شيد قبة فوق زمزم وكان ذلك سنة 145 هـ،
كما يعتبر أبو جعفر أول من عمل الرخام على زمزم وعلى الشباك وفرش أرضها، ثم عملها أبو عبد الله محمد المهدي في خلافته، حيث سقفت حجرة زمزم بالساج على يد عمر بن فرج،
كما كُسِيت القبة الصغيرة بالفسيفساء وجددت عمارة زمزم، وأُقيم فوق حجرة الشراب قبة كبيرة من الساج بدلاً من القبة الصغيرة التي تعلو البئر، وكان ذلك في عهد الخليفة المهدي سنة 160 هـ،
كما جددت بئر زمزم وكسيت بالرخام، وجددت قبتها في عهد الخليفة العباسي المعتصم سنة 220 هـ.
موقعها
فتحة البئر تقع تحت سطح المطاف على عمق 1,56 متراً، خلف مقام إبراهيم إلى اليسار مقابلة للكعبة.
والبئر ينقسم إلى قسمين، الأول مبني على عمق 12,80 متراً عن فتحة البئر.
والثاني جزء منقور في صخر الجبل بطول 17,20 متراً، أي أن عمق البئر 30 متراً من فتحة البئر إلى قعره.
أما العيون التي تغذي بئر زمزم فهي ثلاث عيون:
عين حذاء الركن الأسود وعين حذاء جبل أبي قبيس والصفا وعين حذاء المروة |
فضائل ماء زمزم
لماء زمزم مكانة وفضائل كثيرة عند المسلمين، منها:
أنه أولى الثمرات التي أعطاها الله لخليله النبي إبراهيم عندما رفع يديه وقال:
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ |
وأن ماء زمزم من الآيات البينات في حرم الله، قال ابن الديبع في حدائق الأنوار، «ومن الآيات البينات في حرم الله: الحجر الأسود والحطيم وانفجار ماء زمزم بعقب جبريل عليه السلام وأن شربه شفاء للسقام وغذاء للأجسام بحيث يغني عن الماء والطعام».
كما أنه يعد من أعظم النعم والمنافع المشهودة التي ذكرت في القرآن: ﴿
ليشهدوا منافع لهم |
ومن الفضائل لماء زمزم خاصية الاستشفاء به، كما جاء في الحديث النبوي «
إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ |
وَشِفَاءُ سُقْمٍ |
قال الثعالبي في ثمار القلوب: «فكم من مبتلى قد عوفي بالمقام عليه والشرب منه والاغتسال به بعد أن لم يدع في الأرض ينبوعا إلاّ أتاه واستنفع فيه».
ثبت أن رسول الله صل الله عليه وسلم شرب ماء زمزم وهو قائم، روى البخاري عن العباس بن عبد المطلب،
أنه قال: «
سقيت رسول الله من زمزم وهو قائم |
كما ورد عنه صل الله عليه وسلم
أن ماء زمزم لما شرب له |
ماء زمزم لما شرب له |
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:
إن آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم |
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحمل ماء زمزم في الأداوى والقِرب، وكان يصب على المرضى ويسقيهم |
وعن حبيب بن أبي ثابت قال: سألت عطاء: أأحمل ماء زمزم؟ فقال: قد حمله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحمله الحسن والحسين.
وكان الصحابة والسلف الصالح (رضوان الله عليهم) يتحفون ضيوفهم بماء زمزم. عن مجاهد أن ابن عباس -رضي الله عنهما-
كان إذا نزل به ضيف أتحفه من ماء زمزم، ولا أطعم قوما طعاما إلا سقاهم من ماء زمزم.
يقول الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري (رضي الله عنه):
لقد لبثت ثلاثين بين ليلة ويوم، ما كان لي طعام إلا ماء زمزم؛ فسمنت حتى تكسرت عُكن بطني وما وجدت على كبدي سخفة جوع |
ويقول الإمام بن القيم رحمه الله:
سيد المياه وأشرفها، وأجلها قدرًا، وأحبها إلى النفوس، وأغلاها ثمنًا، وأنفسها عند الناس. وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم واستشفيت به من عدة أمراض، ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه، وفقدت الطبيب والدواء، فكنت أتعالج بالفاتحة آخذ شربة من ماء زمزم، وأقرأها عليها مرارا ثم أشربه، فوجدت بذلك البرء التام ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع، فأنتفع بها غاية الانتفاع؛ لذا فإن ماء زمزم يُستخدَم للاستشفاء بشرط: سلامة القلب، والتوكل على الله، والثقة به سبحانه وتعالى |
وأثبت الدراسات فائدة ماء زمزم للمرأة الحامل وتبين بالتحاليل الكيميائية أن تركيب ماء زمزم يحتوي على مجموعة من المواد مماثلة مع المواد الموجود في السائل الإمينوسي الذي يحيط بالجنين في رحم الأم ويغذي الجنين، ومن المعلوم أن نقص السائل الإمينوسي يحدث ضررًا للجنين ويسبب الإجهاض للأم.
من حكمة الله سبحانه وتعالى أنه أوجد هذا الماء المبارك ليعالج هذا النقص، وذلك مصداقًا لقول الصادق المصداق صلى الله عليه وسلم «إنها مباركة، إنها طعام طعم» حيث أثبتت تجارب لنساء نقص لديهن السائل الإمينوسي في الشهور الأخيرة فحقنت أرحامهن بماء زمزم فرجع ذلك النقص ولم يتعرض الجنين لأي ضرر وتمت الولادة طبيعية وصحة الجنين جيدة.
واشتهر عن الشافعي أنه شربه للرمي فكان يصيب من كل عشرة تسعة،
وشربه أبو عبد الله الحاكم لحسن التصنيف ولغير ذلك فكان أحسن أهل عصره تصنيفًا،
ولا يحصى كم شربه من الأئمة لأمور نالوها، وقد ذكر لنا الحافظ زين الدين العراقي أنه شربه لشيء فحصل له، وأنا شربته مرة وأنا في بداءة طلب الحديث، وسألت الله أن يرزقني حالة الذهبي في حفظ الحديث ثم حججت بعد مدة تقرب من عشرين سنة، وأنا أجد من نفسي طلب المزيد على تلك الرتبة، فسألت مرتبة أعلى منها فأرجو الله أن أنال ذلك، وذكر الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن والده أنه كان يطوف بالليل واشتدت عليه الإراقة، وخشي إن خرج من المسجد إلى مكان يقضي فيه حاجته فتتلوث أقدامه بأقذار الناس، وكان ذلك في الموسم، فتوجه إلى زمزم وشرب من ذلك، ورجع إلى الطواف، قال: فلم أحس بالبول حتى أصبحت».
أهم الإصلاحات
ولأن زمزم خير ماء على وجه الأرض، فقد جرى على قبة زمزم بعد ذلك العديد من الإصلاحات والترميمات
من أهم هذه الإصلاحات:
(1) عمرت زمزم في عصر المماليك في عهد السلطان الناصر فرج بن برقوق عقب حريق أصاب المسجد الحرام في ليلة الثامن والعشرين من شوال سنة اثنين وثمانمائة.
(2) عمرت قبة زمزم سنة 815هـ على يد قاضي مكة “جمال الدين محمد بن أبي ظهيرة”. (3) في عهد “السلطان قايتباي” تم إصلاح بئر زمزم وتجديد رخامها، وكان سنة 884 هـ.
(4) أما في العصر العثماني فقد كان الاهتمام كبيرًا بالمسجد الحرام، وقد جرى العديد من الإصلاحات على مبنى زمزم، وخصوصًا في عهد “السلطان سليم الثاني” سنة 982 هـ.
(5) تم تجديد قبة زمزم في عهد السلطان أحمد سنة 1201 هـ.
(6) تم تجديد مبنى زمزم في عهد السلطان أحمد الرابع سنة 1083هـ،
وفي عهد السلطان عبد الحميد الأول سنة 1187هـ – سنة 1203هـ.
(7) جرت أكبر عمارة على قبة زمزم قبل أيامنا هذه في عهد السلطان عبد الحميد الثاني ، وقام بها المهندس السيد محمد صادق.
8 - في العصر الحديث أُعيدَ بناء زمزم من جديد بعيدًا عن مكانها الأصلي؛ نظرًا لأن المبنى القديم بالقرب من الكعبة يعوق الطواف لكثرة أعداد الحجيج، وقد تم توصيل مياه زمزم إلى مكانها الجديد من الجزء الشرقي من الحرم عن طريق (مواتير) رفع ومواسير، كما تم تخصيص مكان للرجال وآخر للنساء،
وأخيرًا فرغم مرور آلاف السنين على بئر زمزم؛ فقد بقي ماؤها للنقاء والطهارة والشفاء حتى بات ماؤها يسقى ساكني مكة وما حولها والمدينة، كما يسقي الحجاج والعمار، ويحمل منها الناس إلى بلادهم، وهي آية لا تزال حاضرة بين أيدينا تحتاج إلى تفكير وادّكار.
ولم يثبت عن نبي الله صل الله عليه وسلم أنه قال دعاءاً مخصوصاً عند شربه ماء زمزم،
لكن روى الدارقطني عن ابن عباس أنه كان إذا شرب ماء زمزم قال: «
اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً من كل داء |
فأولى لمن شرب ماء زمزم أن يشربه بنية صالحةٍ، ثم يدعو الله بعد فراغه.
------------------------------------------------
جزاكم الله خيراً أحبابنا
لا تنسونا من صالح دعائكم
لا تنسونا من صالح دعائكم
أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد
» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» العبادة وأركانها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور
» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد
» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد
» هيئات السجود المسنونة
الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» (( - 2 -)) خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:28 pm من طرف صادق النور