آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» الإيمان بأن الله خلق آدم على صورته كما قال رسول الله بلا كيف ولا تشبيه
رمضان بين الرحيل والقبول Ooou110أمس في 5:25 pm من طرف عبدالله الآحد

» أقوال علماء السنة في أن القرآن ليس قديما بقدم الله ولا يوصف بمحدث
رمضان بين الرحيل والقبول Ooou110الثلاثاء مايو 14, 2024 4:57 pm من طرف عبدالله الآحد

» أخطاء فى الحج كيف نتفاداها ؟؟؟
رمضان بين الرحيل والقبول Ooou110الإثنين مايو 13, 2024 10:55 pm من طرف صادق النور

» أنواع التوحيد عرفت بالاستقراء من القرآن والسنة لهذا تقسيم التوحيد ليس ببدعة بل عليها الدليل وعرفها العلماء
رمضان بين الرحيل والقبول Ooou110الإثنين مايو 13, 2024 4:49 pm من طرف عبدالله الآحد

» التحذير من إنكار صفات الله سبحانه لأن ذلك كفر
رمضان بين الرحيل والقبول Ooou110الأحد مايو 12, 2024 4:15 pm من طرف عبدالله الآحد

» اثبات صفة النزول لله والرد على شبهة
رمضان بين الرحيل والقبول Ooou110السبت مايو 11, 2024 4:38 pm من طرف عبدالله الآحد

» هل القرآن مدلول كلام الله؟!
رمضان بين الرحيل والقبول Ooou110الجمعة مايو 10, 2024 4:53 pm من طرف عبدالله الآحد

» إيضاح حركى لمناسك الحج وشرح جميع المناسك
رمضان بين الرحيل والقبول Ooou110الخميس مايو 09, 2024 7:57 pm من طرف صادق النور

» النذر لغير الله شرك أكبر
رمضان بين الرحيل والقبول Ooou110الخميس مايو 09, 2024 3:57 pm من طرف عبدالله الآحد

» الجواب عن شبهة أن أهل السنة ينزلون آيات الكفار عن المسلمين
رمضان بين الرحيل والقبول Ooou110الأربعاء مايو 08, 2024 4:55 pm من طرف عبدالله الآحد

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

رمضان بين الرحيل والقبول Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 24 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 24 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 9684 مساهمة في هذا المنتدى في 3210 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 286 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو عبدالرحمن فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    رمضان بين الرحيل والقبول

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5204
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رمضان بين الرحيل والقبول

    مُساهمة من طرف صادق النور الخميس أبريل 28, 2022 4:07 pm


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له نحمدك ربنا على ما أنعمت به علينا من نعمك العظيمة، وآلائك الجسيمة؛ حيث أرسلت إلينا أفضل رسلك، وأنزلت علينا خير كتبك، وشرعت لنا أفضل شرائع دينك، فاللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا.
    والصلاة والسلام علي خير ألأنام وأكرم الكرام والقائم والناس نيام وجهه بدر التمام سيدنا ومولانا وحبيبنا محمد بن عبد الله وعلي آله وصحبه الكرام وسلم تسليماً كثيرا .
    ##### ##### #####
    رمضان بين الرحيل والقبول

    وداعاً شهر الله وواحه المحبين
    :: :: ::
    لظفرُ بالمحبوب واللقاءُ به هو غايةُ المنى، وكلما طال اللقاءُ زادت الأشواق إليه، واستبدَّ الوَلَهُ بصاحبه، وليل المحبين هو أشرف أزمانهم؛ ففيه تطيب المنادمة والمسامرة، ولا يعكر صفْوَ هذا المتعة إلا خوفُ الفِراق،
    وقديمًا قال الأول:
    وَما في الأَرضِ أَشقى مِن مُحِبٍّ ... وَإِن وَجَدَ الهَوى حُلْوَ المَذاقِ

    تَراهُ باكِيًا في كُلِّ وَقتٍ ... مَخافَةَ فُرقَةٍ أَوْ لاشتِياقِ

    فَيَبكي إِن نَأى شَوقًا إِلَيهِم ... وَيَبكي إِن دَنَوا خَوفَ الفِراقِ

    فَتَسخنُ عَينُهُ عِندَ التَّنائي ... وَتَسخنُ عَينُهُ عِندَ التَّلاقي


    هذا في محبوب الدنيا فكيف بمحبوب يصل القلوب بسرِّ سعادتها في الدنيا والآخرة؟!
    كيف بمحبوب جاء يحمل إلينا الرحمة والبركات والعفو والمسرَّات والطمع في الجنة؟!
    كيف بمحبوب سلب قلوب الأتقياء والأصفياء فاستبشروا به وبشروا؟!
    نقول ذلك ونحن في آخر أيام الشهر وكأنما هو طيفٌ كان لقاؤه حلمًا جميلًا:

    فاليوم آذن بالرحيل حبيبنا *** وتنصَّفت أيام عشر أواخره

    يا صاحِ بادر باغتنام ختامه *** فسفينه قد أسرعت بمواخره




    نعم، ما زالت الفرصة قائمة؛ فالأعمال بالخواتيم، وعلينا أن نغتنم ما بقي من شهرنا، ومن أعظم ما ينبغي الحرص عليه اللهج

    بما علمه النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها حين قالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ

    فِيهَا؟ قَالَ: ((قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي»؛ رواه الترمذي وصحَّحه الألباني، وفي هذا الدعاء هدايات منها:

    أولًا: أن طلب العفو في هذه الليلة تأكيدٌ لمكانة هذه الليلة المباركة التي يكثر فيها الله العفو عن العباد، فإنها من أعظم فرص العفو.

    وهو العفو فعفوه وسع الورى *** لولاه غار الأرض بالسكان

    ثانيًا: أن التوسُّل باسم الله تعالى (العفو) من أعظم أسباب الفوز بعفوه سبحانه، فهو العفوُّ الذي يحب العفو والستر، ويصفح عن الذنوب مهما كان شأنها، ويستر العيوب، ولا يحب الجهر بها، يعفو عن المسيء كَرَمًا وإحسانًا، ويفتح واسع رحمته فضلًا وإنعامًا، فيطمع العبد في عظيم عفوه.

    ثالثًا: في هذا الدعاء الاعتراف بالتقصير في حق الله جل وعلا والضراعة إليه بطلب العفو والصفح وإظهار الفقر والحاجة إليه سبحانه،
    فهذا نبينا صلى الله عليه يعلمنا سيد الاستغفار: ((اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بذنبي، وأبوء لك بنعمتك علي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت))،

    فكن مفتقرًا إلى ربك يا عبد تنل عظيم هباته، تذكَّر دعاء موسى عليه السلام: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} فقير إلى عفوك، فقير إلى رحمتك، فقير إلى عتق رقبتي من النار، فقير إلى رزقك، فقير إلى هداية قلبي وصلاح ذريتي، قلها عبد الله: ﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ [القصص: 24].

    رابعًا: في الدعاء حسن الظن بالله في قوله: (عفو تحب العفو) استشعار بأن الله كثير العفو؛ بل يحب العفو عن عباده،
    فيحسن المسلم ظنه بالله تعالى، ويقوى طمعه في عظيم عفوه، فينعم قلب المؤمن بالرجاء، كيف لا وهو يذكر قول ربه جلا وعلا: ((أنا عند ظن عبدي بي إن خيرًا فخيرٌ وإن شرًّا فشرٌّ))؛ رواه الطبراني بسند صحيح.

    وما أجمل توسُّل زكريا عليه السلام إلى ربه! بقوله: ﴿ وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴾ [مريم: 4]؛ أي: ولم أعهد منك يا رب إلَّا الإجابة في الدُّعاء، ولم ترُدَّني قطُّ فيما سألتُك، فلا تقطع عادتك، ولا تمنع جميلك، وكما لم أشْقَ بدعائي فيما مضى، فأنا على ثقة أني لن أشقى به فيما بقي، فلنطمع عباد الله في عفو الله ورحمته ومغفرته، ولنحسن الظن بربنا جل وعلا، ولنعمر قلوبنا بحبِّه سبحانه.

    علينا أن نستغل ما بقي من أيام هذا الشهر، فالأعمال بالخواتيم، ونحن نعيش أشرف الليالي والأيام، فكل الغبن أن نفرط فيها،

    قال ابن القيم رحمه الله: "والله سبحانه يعاقب من فتح له بابًا من الخير فلم ينتهزه بأن يحول بين قلبه وإرادته فلا يمكنه بعدُ من إرادته عقوبةً له".
    كونوا من أهل القيام والتهجُّد والذكر والدعاء والقرآن، عَمِّروا هذه الأوقات الشريفة، فقد لا تعود عليكم، فكم فقدنا من قريب وحبيب؟!

    لكل شيء إذا ما تم نقصانٌ، رمضان هذا العام قارب علي ألإنتهاء ، ولن يعود - وإن عاد باسمه فإنه رمضان آخر لسنة أخرى - لقد سارع رمضان علي الرحيل ولا ندري أندرك رمضان الموالي أم لا، علم ذلك عند ربي في كتاب، لا يضل ربي ولا ينسى.

    ها نحن نودع رمضان شهر الصيام، والقيام، والصبر، والتقوى، والدعاء، والتوبة، والجهاد، والصدقة، والجود، والرحمة، والمغفرة، والعتق من النار.
    ها نحن نودعه، وقد أودعناه ما عملناه من أعمال حسنها وسيئها، والأيام خزائن حافظة لأعمالنا ندعى بها يوم القيامة؛

    قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ﴾ [آل عمران: 30]،
    وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: ((يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا، فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك، فلا يلومن إلا نفسه))

    رمضان كسوقٍ انتصب ثم انفض، ربح فيه الرابحون، وخسر فيه الخاسرون، فيا سعادة من عمر أوقاته بالطاعات، ذهبت مشقة الطاعة عنه، وبقيت لذة الفوز! ويا خسارة من فرط فيه، ذهبت لذة النوم واللهو والتفريط، وبقيت حسرة الندامة والخسران، في يوم توزع الأرباح!

    انقضاء رمضان عبرة وعظة، فما مضى منه لن يعود وهو كأعمارنا؛

    قال الحسن البصري رحمه الله: "يا ابن آدم، إنما أنت أيام، إذا ذهب يومك ذهب بعضك".

    نحن بعد رمضان على أصناف ثلاثة:

    الصنف الأول:
    يحافظون على ما كانوا عليه من الخير في رمضان، فتراهم يحافظون على الصلوات الخمس في المسجد، ويداومون على القيام، وعلى الصيام، وأول صوم يصومونه صيام ستة أيام من شوال؛
    قال صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر)) ويداومون على العمل الصالح، ويهجرون اللغو والمنكرات،

    فلهؤلاء نقول: هنيئًا لكم حصدكم لثمرات صيامكم، وقبوله عند ربكم، فمن علامات قبول رمضان المداومة على العمل الصالح بعده.

    الصنف الثاني:
    لم يكونوا على ما يرام قبل رمضان، ولا في رمضان، ولا بعد رمضان، فلم يغير رمضان من حالهم، ويفرحون لزواله حتى ينطلقوا في شهواتهم الآثمة، فهؤلاء شر الأصناف الثلاثة، سلمني الله وإياكم منهم.


    الصنف الثالث:

    اجتهدوا في رمضان، واستقبلوه بالتوقير والاحترام، واجتهدوا فيه مبلغ جهدهم من أنواع الطاعات وتجنب المعاصي،
    لكنهم بعد رمضان ولوا أدراجهم، فتركوا الصلوات أو فرطوا فيها، وتركوا صيام النوافل، وتركوا عمارة المساجد، وهجروا القرآن ...
    فلهؤلاء نقول: لا تكونوا عباد المواسم، ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾ [النحل: 92]،
    نذكرهم بقول بشر الحافي: "بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان"،
    وبقول الشبلي وقد سئل أيهما أفضل رجب أم شعبان،
    فقال: "كن ربانيًّا ولا تكن شعبانيًّا"، ونحن على منواله نقول: "كن ربانيًّا، ولا تكن رمضانيًّا".

    قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]،

    وقال: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 7، 8]،
    وعن عائشة رضي الله عنها: ((كان أحب العمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يدوم عليه صاحبه))

    فاللهم اجعلنا من المداومين على الطاعة حتى نلقاك، ونعوذ بك من العمى بعد البصيرة، ومن الضلال بعد الهدى،
    كان النبي إذا دخلت العشر الأواخر، شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله، ومما كان يفعله أيضًا:

    الرابع؛ الاعتكاف:
    عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان))[4].

    فكان بلوم المسجد لا يفارقه طيلة العشر، يخلو بربه ويناجيه، ويعتزل شرور الناس –

    نسأل الله عز وجل أن ييسر أمر إحياء هذه السنة في مساجدنا


    أما والحالة هذه والأمر يصعب، فيمكن الأخذ بمذهب الجمهور القائلين بأن أقل مدة الاعتكاف لحظة،

    فأنت جالس في المسجد بين المغرب والعشاء، أو بعد الظهر أو العصر أو الفجر لحظات تنوي بها الاعتكاف،

    يحصل لك الجر بنيتك إن شاء الله، وإن لم يتيسر لك هذا ولا ذاك فاعتزل الشر، وليسعك بيتك، تذكر ربك وتبكي على خطيئتك،

    فلماذا يقوم النبي صلى الله عليه وسلم بكل ما أسلفنا؟ كان يفعل كل الاجتهادات السابقة يتحرى ليلة القدر،

    هذه الليلة المباركة التي هي خير من ألف شهر، قال المفسرون: "العمل الصالح فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيه ليلة القدر"،
    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ((اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر

    الأول من رمضان واعتكفنا معه، فأتاه جبريل، فقال: إن الذي تطلب أمامك، فاعتكف العشر الأوسط، فاعتكفنا معه فأتاه جبريل

    فقال: إن الذي تطلب أمامك، فقام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبًا صبيحة عشرين من رمضان فقال: من كان اعتكف مع النبي

    صلى الله عليه وسلم، فليرجع، فإني أُريت ليلة القدر، وإني نسيتها، وإنها في العشر الأواخر، في وتر، وإني رأيت كأني أسجد في

    طين وماء، وكان سقف المسجد جريد النخل، وما نرى في السماء شيئًا، فجاءت قزعة، فأمطرنا، فصلى بنا النبي صلى الله عليه

    وسلم حتى رأيت أثر الطين والماء على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرنبته تصديق رؤياه))

    ، استفدنا من الحديث السابق جملة أمور؛ منها:

    • أن ليلة القدر في رمضان، وأنها في العشر الأواخر.

    • أنها في الأوتار من العشر الأواخر وهي ليلة: 21 و23 و25 و27 و29، وأرجى ليلة هي ليلة سبع وعشرين عند جماهير

    العلماء، فاجتهد في العشر كلها بأشفاعها وأوتارها تدركها بإذن الله، ولا تجزم بأنها ليلة سبع وعشرين للروايات المتعددة؛

    وقد سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها نبينا محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم عن معنى

    هذه الآية الكريمة، وفهِمت فيها فهمًا معينًا: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 60]، أهو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر، وهو خائف من مرجعه إلى ربه؟

    قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يا ابنة الصديق، ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق، ويخشى ألا يقبل منه).

    فتأملوا رحمكم الله كيف أن هؤلاء العباد صار عندهم هذا الوجل ألا يقبل منهم، وذلك ألا يقبل منهم عملهم الصالح،

    وذلك تُهمة لأنفسهم بالتقصير، أو مداخلة العمل ما يسبب رده؛
    رُوِي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: كونوا لقبول العمل أشد

    اهتمامًا منكم بالعمل، ألم تسمعوا قول الله عز وجل: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]،
    ولذا قال فضالة بن عبيد رضي الله عنه وأرضاه: لأن أكون قد علمت أن الله تقبل مني مثقال حبة من خردل، أحب إليَّ من الدنيا وما فيها؛ لأن الله يقول: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27].
    فالمقصد هو تحقيق التقوى، فمن سعى إليها وأرادها، فقد سعى إلى أمر عظيم، وحقق المراد منه، ومن كان على خلاف ذلك، فإنه لم يدرك حكمة الصيام ومراد الله منه.

    جاء عن ابن دينار رحمه الله تعالى أنه قال: الخوف على العمل ألا يتقبل أشد من العمل.

    قال عطاء السليمي رحمه الله تعالى وهو من التابعين: الحذر أن تتقي على العمل ألا يكون لله.

    الحذر في شأن العمل أن يكون هذا العمل قد أُريد به غير وجه الله جل وعلا، وهذا أمر عظيم أن يسعى الإنسان لتحقيق الإخلاص، فهو من أشق الأمور وأشدها على الأنفس، وكلام السلف رحمهم الله تعالى من العلماء والعباد، يُبين هذا الأمر، وأن الإنسان يجد مشقة عظيمة في أن يكون عمله خالصًا لوجه الله جل وعلا؛
    قال الإمام العابد عبدالعزيز بن أبي رواد رحمه الله تعالى: أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح، فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيُقبل منهم أم لا؟
    وخرج عمر بن عبدالعزيز أمير المؤمنين رحمه الله ورضِي عنه، خرج في يوم عيد فطر،
    فقال في خطبته: أيها الناس، إنكم صمتم لله ثلاثين يومًا، وقمتم ثلاثين ليلة، وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبل منكم.

    كان بعض السلف يظهر عليهم الهم العظيم أن يكون عملهم غير متقبل، ولذلك فإن العمل له علامات ودلائل في قبوله، فإذا وجدها الإنسان صار عنده نوع من الطمأنينة أن الله تعالى تقبل منه، وهو تواصل هذا العمل الصالح، وألا ينقطع عنه، وألا يكون كسحابة صيف هطلت ثم انقطعت، وإنما يكون عمله ديمة متتابعًا، يزداد في المواسم، ويكثر ويبقى أصله مستمرًّا باقيًا دائمًا.

    رُوِي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يقول في آخر ليلة من

    شهر رمضان: يا ليت شعري، من هذا المقبول فنُهنيه، ومن هذا المحروم فنُعزيه،

    وقال مثل ذلك ابن مسعود رضي الله عنه، فهنيئًا لمن قبل الله منه، وجبَر الله مصيبة من رد.

    وإنما العبرة أيها الإخوة الكرام على ما يقوم في القلوب من الإقبال على الله جل وعلا، وإرادة ما عنده، فإذا صح ما في القلب

    صح توجُّهُه لله جل وعلا، وأدرك المؤمن خيرًا عظيمًا، وفاز بربح عظيم، وأدرك فلاحًا كبيرًا،

    وإنما يكون ذلك وفق ما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله)،
    وهذا يكون بقصد التوجه إلى الله جل وعلا وحُسن الظن به، والإزراء على النفس، وعدم الطمأنينة للعمل حتى يلقى الإنسان ربه جل وعلا؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99].

    حتى يأتي الإنسان الموت هو مقيم على العمل الصالح، لا يُبدل ولا يُغير، فمن كان كذلك فقد أدرك الخير العظيم.

    جاء عن أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز رحمه الله ورضِي عنه -
    أنه كتب إلى الأمصار والمسؤولين الذين هم تحت مسؤوليته، كتب إليهم يأمرهم بختم شهر رمضان بالاستغفار والصدقة -

    صدقة الفطر - فإن صدقة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث، والاستغفار يرقع ما تخرَّق من الصيام باللغو والرفث،

    ولهذا قال بعض العلماء المتقدمين: إن صدقة الفطر للصائم كسجدتي السهو للصلاة،

    وقال عمر بن عبدالعزيز في كتابه هذا:

    قولوا كما قال أبوكم آدم: ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]،

    وقولوا كما قال نوح عليه السلام: ﴿ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [هود: 47]،

    وقولوا كما قال إبراهيم عليه السلام: ﴿ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ﴾ [الشعراء: 82]،

    وقولوا كما قال نبي الله موسى عليه السلام: ﴿ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ﴾ [القصص: 16]،

    وقولوا كما قال ذو النون عليه السلام: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87].

    فحري بالمؤمن أن يكون ختامه للشهر على هذا النحو من الاستغفار،

    وهذا أمر مشاهد، وهذا أمر ملاحظ في التعبد لله جل وعلا الذي شرعه لنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم،

    وهو أن يبادر المؤمن بذكر الله تعالى وبالتحديد الاستغفار، عقيب انتهائه من العبادة، أليس أول ذكر يدعو به المصلي

    من أول ما يُسلم أن يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله؟ وهكذا في تمام الشهر -

    كما قال الله جل وعلا: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185] -
    أن يذكر الله جل وعلا، وعلى وجه الخصوص الاستغفار مما قد يكون ند من العبد عن أن يقوم بما أوجب الله سبحانه،

    وهكذا كانت صدقة الفطر التي هي تمام العمل للمؤمن في شهر الصيام، وقد وصفت بهذا

    الوصف أنها طهرة للصائم من اللغو والرفث، وهذا يوجب على المؤمن أن يعتني بإخراج صدقة الفطر

    على ما بيَّن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لا بالنسبة لنوعها، وأن تكون من قوت البلد، ولا بالنسبة لمن تُؤدَى إليه،

    فإنه ينبغي أن تكون لمن يستحقها، لا على أن تكون على سبيل العادة، أو على سبيل المعرفة والصحبة،

    وإرادة البر بأناس من الأصدقاء والأقارب، دون نظرٍ لمدى استحقاقهم لذلك، أو عدم استحقاقهم

    ، فهي شعيرة عظيمة وفريضة، يجب على المؤمن أن يؤديها عن نفسه وعمن يعول، وعمن يقوت، وعمن هو مسؤول عنه،

    هكذا جاء عن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

    ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا، لنكونن من الخاسرين، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين.

    اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، إنك حميد مجيد.

    اللهم اغفر لنا ذنوبنا وحَوبنا، اللهم اغفر لنا إنك كنت غفارًا.

    اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار.

    اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، واجْمَعهم على الحق يا رب العالمين.

    اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا، وسائر بلاد المسلمين.

    اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، ووفِّقهم لما تحب وترضى.

    اللهم احقن دماء إخواننا المسلمين في كل مكان

    ، اللهم اجبر كسرهم، ويَسِّر أمورهم يا رب العالمين.

    اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وارْحَمهم كما ربونا صغارًا.

    ربَّنا اختم لنا شهر رمضان برضوانك والعتق من النار.

    اللهم اغفر لنا ولوالدينا، واغفر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك على كل شيء قدير.

    سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

    ######## ******* ########## ******* #####
    لا تنسونا من صالح دعائكم

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 9:35 am