آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» وجوب الدعوة إلى توحيد الله سبحانه
أبشر بالعشره (( العشر الطيبات المبشرات المباركات )) Ooou110اليوم في 3:00 pm من طرف عبدالله الآحد

» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
أبشر بالعشره (( العشر الطيبات المبشرات المباركات )) Ooou110أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
أبشر بالعشره (( العشر الطيبات المبشرات المباركات )) Ooou110أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد

» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
أبشر بالعشره (( العشر الطيبات المبشرات المباركات )) Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» العبادة وأركانها
أبشر بالعشره (( العشر الطيبات المبشرات المباركات )) Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد

» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
أبشر بالعشره (( العشر الطيبات المبشرات المباركات )) Ooou110الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
أبشر بالعشره (( العشر الطيبات المبشرات المباركات )) Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور

» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
أبشر بالعشره (( العشر الطيبات المبشرات المباركات )) Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
أبشر بالعشره (( العشر الطيبات المبشرات المباركات )) Ooou110السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد

» هيئات السجود المسنونة
أبشر بالعشره (( العشر الطيبات المبشرات المباركات )) Ooou110الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

أبشر بالعشره (( العشر الطيبات المبشرات المباركات )) Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 41 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 41 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 10129 مساهمة في هذا المنتدى في 3406 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 311 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو Pathways فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    أبشر بالعشره (( العشر الطيبات المبشرات المباركات ))

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود أبشر بالعشره (( العشر الطيبات المبشرات المباركات ))

    مُساهمة من طرف صادق النور السبت أبريل 23, 2022 11:37 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين لا إله إلا هو الواحد الفرد الصمد
    وصل وسلم وزد وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليماً طيباً مباركاً فيه ملئ السموات وألأرض




    أبشر بالعشره

    العشر الطيبات المبشرات المباركات

    بدأ وقت الجد والتشمير عن السواعد
    فإذا كان مضى من شهر رمضان أكثره، فقد بقيت أهم لياليه، بقي فيه العشر الأواخر،
    والرسول صل الله عليه وسلم كان يُعظِّم هذه العشر، ويجتهد فيها اجتهادًا كبيرًا،
    يقوم بذلك صل الله عليه وسلم وقد غُفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخَّر،

    فماذا يفعل المقصرون المذنبون أمثالنا؟


    استشعروا وعظِّموا هذه الأيامَ والليالي الكريمة التي مَنَّ الله علينا بإدراكها، فإنها ليالٍ وأيام ليس لها مثلٌ في أيام العام.
    إنَّ تنافسَ الناسِ في الدنيا وفي حطامها، إنما هو تنافسٌ في أمرٍ زائل، لكن التنافس الحق يكون فيما يبقى وله العظمةُ الكبرى،
    وهو بلوغُ رضا الله جل وعلا وحلولُ جنته، ولذا قال جل وعلا: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].


    والله سبحانه بيَّن أنَّ التوفيق للطاعات وحبَّها، والأُنس بها - نعمةٌ ومنحةٌ ربَّانية، إنما يوفَّق إليها من أحبَّهم رب العزة سبحانه؛

    كما قال جل وعلا: ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [الحجرات: 7، 8].


    وفي الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر شمَّر وشدَّ المئزر))؛ [رواه أحمد]،
    وقالت: ((كانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ))؛ [رواه مسلم].

    أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشدُّ المئزر، واختلفوا في تفسيره؛
    فمنهم من قال: هو كناية عن شدة جدِّه واجتهاده في العبادة، وهذا فيه نظر،
    والصحيح أن المراد اعتزاله للنساء، وبذلك فسره السلف والأئمة المتقدمون ومنهم سفيان الثوري،
    وورد تفسيره بأنه لم يأوِِ إلى فراشه حتى ينسلخ رمضان،
    وفي حديث أنس: «وطوى فراشه، واعتزل النساء».

    أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله للصلاة في ليالي العشر دون غيرها من الليالي،

    وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يطرق باب فاطمة وعليّا رضي الله عنهما ليلا فيقول لهما: «ألا تقومان فُتصليان» رواه البخاري ومسلم،
    وكان يوقظ عائشة رضي الله عنها بالليل إذا قضى تهجده وأراد أن يُوتر.

    قال سفيان الثوري: أحب إليَّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك،
    وورد الترغيب في إيقاظ أحد الزوجين صاحبه للصلاة، ونضح الماء في وجهه،
    ففي الموطأ أن عمر بن الخطاب كان يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي، حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة،

    يقول لهم: الصلاة الصلاة، ويتلو هذه الآية: }وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا {[طه:132].
    وكانت امرأة أبي محمد حبيب الفارسي تقول له بالليل: (قد ذهب الليل وبين أيدينا طريق بعيد، وزادنا قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا، ونحن قد بقينا )

    وقد قال طائفة من السلف في تفسير قوله تعالى: { فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ } [البقرة:187]:

    إنه طلب ليلة القدر، والمعنى في ذلك أن الله تعالى لما أباح مباشرة النساء في ليالي الصيام إلى أن يتبين الخيط الأبيض من
    الخيط الأسود، أمر مع ذلك بطلب ليلة القدر؛ لئلا يشتغل المسلمون في طول ليالي الشهر بالاستمتاع المباح،
    فيفوتهم طلب ليلة القدر، فأمر مع ذلك بطلب ليلة القدر بالتهجد من الليل، خصوصا في الليالي المرجو فيها ليلة القدر،
    فمن هاهنا كان النبي صل الله عليه وسلم يصيب من أهله في العشرين من رمضان، ثم يعتزل نساءه ويتفرغ لطلب ليلة القدر
    في العشر الأواخر من رمضان.

    ومنها: تأخيره للفطور إلى السحر: رُوي عنه من حديث عائشة وأنس أنه صل الله عليه وسلم كان في ليالي العشر يجعل عشاءه
    سحورا، ولفظ حديث عائشة: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان رمضان قام ونام، فإذا دخل العشر شدَّ المئزر،
    واجتنب النساء، واغتسل بين الأذانين، وجعل العشاء سحورا». رواه ابن أبي عاصم.

    وعن أبي سعيد الخدري، عن النبي صل الله عليه وسلم، قال: «لا تواصلوا، فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر»، قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله؟ قال: «إني لست كهيئتكم، ني أبيت لي مُطعم يُطعمني وساقٍ يسقيني». رواه البخاري.
    وظاهر هذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يواصل الليل كله، وقد يكون صلى الله عليه وسلم إنما فعل ذلك لأنه رآه أنشط له على الاجتهاد في ليالي العشر الأواخر من رمضان، ولم يكن ذلك مضعفا له عن العمل؛ فإن الله كان يطعمه ويسقيه.

    وظاهر هذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يواصل الليل كله، وقد يكون صلى الله عليه وسلم إنما فعل ذلك لأنه رآه أنشط له على الاجتهاد في ليالي العشر الأواخر من رمضان، ولم يكن ذلك مضعفا له عن العمل؛ فإن الله كان يطعمه ويسقيه.

    . ومنها: اغتساله صلى الله عليه وسلم بين العشاءين، وقد تقدم من حديث عائشة: «واغتسل بين الأذانين» والمراد: أذان المغرب والعشاء.
    قال ابن جرير: كانوا يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر. وكان النخعي يغتسل في العشر كل ليلة،

    ومنهم من كان يغتسل ويتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر.

    وكان أيوب السختياني يغتسل ليلة ثلاث وعشرين وأربع وعشرين، ويلبس ثوبين جديدين، ويستجمر ويقول: ليلة ثلاث وعشرين

    هي ليلة أهل المدينة، والتي تليها ليلتنا، يعني البصريين.
    فتبين بهذا أنه يستحب في الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر التنظف والتزين، والتطيب بالغسل والطيب واللباس الحسن،
    كما يشرع ذلك في الجُمع والأعياد، وكذلك يُشرع أخذ الزينة بالثياب في سائر الصلوات، ولا يكمل التزين الظاهر إلا بتزين الباطن بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى، وتطهيره من أدناس الذنوب؛ فإن زينة الظاهر مع خراب الباطن لا تغني شيئا.

    ولا يصلح لمناجاة الملوك في الخلوات إلا من زين ظاهره وباطنه وطهرهما، خصوصا ملك الملوك الذي يعلم السر وأخفى،

    وهو لا ينظر إلى صوركم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، فمن وقف بين يديه فليزين له ظاهره باللباس، وباطنه بلباس التقوى.

    ومنها: الاعتكاف، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى،
    وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام،

    فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين».

    وإنما كان يعتكف النبي صلى الله عليه وسلم في هذه العشر التي يُطلب فيها ليلة القدر، قطعا لأشغاله، وتفريغا لباله، وتخليا لمناجاة ربه وذكره ودعائه. فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره، وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه، وعكف بقلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه، فما بقي له هم سوى الله وما يُرضيه عنه، وكما قويت المعرفة والمحبة له والأنس به أورثت صاحبها الانقطاع إلى الله تعالى بالكلية على كل حال.

    نحن في شهر عظيم ، ينعم الله به على عباده ويكرمهم بفضائل ومزايا تجعلهم من الله أقرب فالأجور مضاعفة والعبادات متنوعة .
    هذه العشر أيها المبارك مجال رحب وواسع للتزود من هذا الخير المتمثل بتنوع العبادات والطاعات المتاحة للمسلم

    فمنها الصلوات المفروضات والمسنونات والصيام ومنها قيام الليل والذكر ومنها قراءة القرآن ومنها بل مما اختص بفضلها في هذه الأيام الاعتكاف،

    فإن لم يستطع المسلم أن يعتكف العشر كاملة فليحرص على الأوتار منها ، أو ليغلبن في أن يلبث شيئاً من الوقت في المسجد فقد عد ذلك بعض أهل العلم من الاعتكاف وفضل الله واسع وخيره كثير .

    فليحرص أحدنا على الفرائض وعلى النوافل وليبشر فالبشرى جاءت من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما أخبر في الحديث القدسي عن ربه جل جلاله أنه قال: ( وما تقرب عبدي إلىّ بشيء، أحب إلى مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل، حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها. ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه ) رواه البخاري .

    اجتهد يارعاك الله في تحري ليلة القدر والاستعداد لها في هذه العشر فقد قال الله تعالى :{ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)}(القدر). وألف شهر مقدارها بالسنين ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر .

    قال النخعي رحمه الله : العمل فيها خير من العمل في ألف شهر .

    ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه .

    وهذه الليلة المباركة في العشر الأواخر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ) متفق عليه .

    وهي في الأوتار أقرب من الأشفاع ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ) رواه البخاري .

    وهي في السبع الأواخر أقرب , لقوله صلى الله عليه وسلم : ( التمسوها في العشر الأواخر , فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي ) رواه مسلم .

    وهذه الليلة لا تختص بليلة معينة في جميع الأعوام بل تنتقل في الليالي تبعاً لمشيئة الله وحكمته

    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله عقب حكايته الأقوال في ليلة القدر : وأرجحها كلها أنها في وتر من العشر الأواخر وأنها تنتقل ...ا.هـ وللأمام النووي كلام في هذا المعنى.

    قال العلماء : الحكمة في إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها , بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها ...ا.هـ وعليه فاجتهد في قيام هذه العشر جميعاً وأكثر من الأعمال الصالحة فيها وستظفر بها يقيناً بإذن الله عز وجل .

    ومن هذا المنطلق فلا يلتفت إلى ما يشاع كل عام أن فلان أو فلان رأها في المنام في ليلة يحددها فإن هذا المتحدث كأنه يقول للناس لا تقوموا إلا هذه الليلة ولا تعبدوا الله إلا في هذه الليلة وهذا تخرص واضح وادعاء ليس عليه دليل .

    وإذا كانت أخفيت عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن باب أولى أن تخفى عن غيره ، أخرج الامام مسلم في صحيحه عن أبي

    سعيد الخدري رضي الله عنه قال : اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان . يلتمس ليلة القدر

    قبل أن تبان له . فلما انقضين أمر بالبناء فقوض . ثم أبينت له أنها في العشر الأواخر . فأمر بالبناء فأعيد . ثم خرج على الناس . فقال :
    ( يا أيها الناس إنها كانت أبينت لي ليلة القدر وإني خرجت لأخبركم بها . فجاء رجلان يحتقان [أي يطلبان كل منهما حقه من صاحبه ويدعي أنه صاحب الحق ] معهما الشيطان . فنسيتها . فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان . التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة ) .

    قال أحد رواة الحديث قلت : يا أبا سعيد ! إنكم أعلم بالعدد منا . قال : أجل . نحن أحق بذلك منكم . قال قلت : ما التاسعة والسابعة والخامسة ؟ قال : إذا مضت واحدة وعشرين فالتي تليها ثنتين وعشرين وهي التاسعة . فإذا مضت ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة . فإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة .

    ماذا نعمل فيها؟

    • تجديد التوبة قبل دخولها وفي كل لحظة من ساعاتها؛ فالذنوب سبب عظيم للحرمان من الطاعات والقربات.



    • الجد المضاعف وأن نأخذ الأمور بحزم وقوة؛ يقول الله تعالى: ﴿ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ﴾ [البقرة: 63].

    فلا مكان للغفلة، وتضييع الوقت، والانشغال بالتفاهات، بل نستغلها بالطاعات ذكرًا وصلاة وصدقة.



    • الحرص على الاعتكاف - إن تيسر لنا - أو اعتكاف بعضها، أو لياليها، أو ليالي الوتر منها.



    • الصدق والجد مع النفس فبدون الجد والصدق لن نفوز بخير العشر.



    • عدم مجاملة الآخرين ومسايرتهم في تضييعها وعدم تضييع الوقت بالمسلسلات والزيارات والنزول للأسواق لشراء ملابس العيد أو غيرها، وانشغال النساء فيها بتنظيف المنزل، وعمل الكعك والبسكويت والحلويات.



    • الاجتهاد في الدعاء في لياليها خصوصًا أوقات السحر قبل الفجر.



    • استحضار فضل ليلة القدر وأنها ليلة عظيمة، العبادة فيها تعدل عبادة أكثر من ثلاث وثمانين سنة، فهل يليق بعاقل أن يُفوِّت مثلها؟



    • أن نكون في كل ليلة أشد حرصًا على العبادة من التي قبلها؛ لأن العد التنازلي يكون قد بدأ.



    • التأمل في الدنيا وحقارتها وأنها ﻻ تستحق أن ننغمس فيها ونضيع من أجلها مثل هذه الليالي.



    • لنعطِ جوَّالاتنا إجازة هذه الأيام، خصوصًا وسائل التواصل؛ الواتس آب، تويتر، الفيسبوك.



    • أخسر الناس صفقة من أدرك هذه العشر، فلم يربح خيرها، ولم يغتنم فضلها، ولنتذكر أنها لن تعود إﻻ بعد عام، فيا تُرى عندما تعود هل سنكون قادرين على العمل أم سيكون الجسد تحت التراب، فلنجتهد في اغتنامها فهي أيام عظيمة وليالٍ شريفة، والمحروم من حُرم فضلها.



    اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وطاعتك، واجعلنا في هذه الليالي من الفائزين.



    التطبيق العملي:

    احرص على زيادة أعمال الطاعات في العشر الأواخر، مع تقليل عدد ساعات النوم قدر الإمكان، وتشجيع أهلك كلهم على العبادة معك.



    1- أخلِص لله تمامًا، واتِّبع سُنة النبي صلى الله عليه وسلم، فلن يُقبَل أيُّ عملٍ بدونهما، قال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾

    [المائدة: 27]؛ أي: المخلصين، وقال عز وجل: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].



    وقد كان صلى الله عليه وسلم يعتكف فيها طلبًا لفضيلة ليلة القدر، فاقتدوا به صلى الله عليه وسلم، وأحيوا سُنة الاعتكاف؛ قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: كان صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر، شدَّ مِئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهلَه؛ رواه البخاري.



    2- ادعُ الله كثيرًا بالتوفيق والإعانة، فأنت ضعيف بدونها؛ قال سبحانه: ﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [هود: 88].



    3- تذكُّرك للموت، وأنك قد لا تدركها مرة أخرى - يدفعك لزيادة الاجتهاد في العشر؛ قال سبحانه: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴾ [الرحمن: 26].



    4- لا تُعجبك نفسُك بأي عمل وفَّقك الله له، وتذكَّر قوله سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ [المؤمنون: 60، 61].



    وتذكَّر قوله صلى الله عليه وسلم فيها: ((هم الذين يصومون ويُصلون ويتصدَّقون، وهم يخافون ألا يُقبل منهم))؛ رواه الترمذي.



    5- لا تشغل نفسك ولا غيرك برُؤى ليلة القدر، واعلم أن من قام العشر كلها فقد قام ليلة القدر.



    6- إيَّاك أن تنشغل في لياليها بالأسواق أو القنوات، أو أي شاغل عنها، فهذا تفريط وحرمان.



    7- لا تحرِص على العبادة في ليلة سبع وعشرين ثم تُقصر في غيرها، فهذا عمل الكسالى.



    8- تذكَّر أن الصحيح أن ليلة القدر متنقلة في ليالي العشر، وهي غير ثابتة في ليلة واحدة.



    9- لا تُلزم نفسك بالعمرة في ليلة سبع وعشرين لثلاثة أسباب؛ هي:

    أ- لأن ليلة القدر غير ثابتة فيها.



    ب- لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عمرة في رمضان تعدل حجة)، وهذا يعم أيَّ يومٍ من الشهر.



    ج- لأنه في هذه الليلة زحامًا شديدًا، لا يتحقق معه الخشوع، بل ينشغل المعتمر بمدافعة الناس عن نفسه وعمن معه.



    10- اسأل ربَّك سبحانه القبولَ، واخشَ من المحبطات ومنقصات الأجر؛ مثل: الرياء والسمعة والإعجاب.



    تأمَّل كثيرًا في عمل نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، فقد قاما بعمل عظيم جدًّا تتضاءل أمامه جميعُ الأعمال، فما هو؟



    هو بناء الكعبة، ومع ذلك قالا بعد انتهائهما من بنائها بكل إخلاص وتواضع وخشية: ﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127].

    إنَّ الله جل وعلا قد شرَّف هذه الأمة وعظَّمها، فجعل لها أفضلَ رسلِهِ وأكرمهم محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم،

    وأنزل على هذه الأمة - على نبيِّها - أفضل كُتبه وأعظمها القرآن الكريم، وخصَّها بأفضل الشرائع وأكملها:

    ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، وجعل الله جل وعلا لهذه الأمة من مواسم الشرف وأوقات الفضل - ما يتوالى في كل أيام العام ولياليه، بل في كل ساعة ولحظة، بما جعل الله تعالى من فرصِ المغفرة وإجابة الدعوات، وغير ذلك مما يقرِّب من رب البريات، ويحلُّ المسلم عالي الدرجات في جنة عرضها السموات والأرض.

    فأقبِلوا رحمكم الله على هذه الليالي، وحثوا أهليكم وأولادكم ومَن تلتقون به، فإنه خير عظيم ينال به الإنسان سعادة الدنيا وفوز الآخرة.
    -------------------------------
    فنسأل الله الكريم أن يبلغنا ليلة القدر، وأن يجعلنا فيها ممن غُفِرت ذنوبهم، وحُطَّت أوزارهم، وبلغوا الدرجات العالية.
    اللهم آآآمين
    #############################
    لا تنسونا من صالح دعائكم


















    صادق النور يعجبه هذا الموضوع


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 4:15 pm