آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» الإيمان بأن الله خلق آدم على صورته كما قال رسول الله بلا كيف ولا تشبيه
تـدبـر الـقـرآن الكريم  Ooou110أمس في 5:13 pm من طرف عبدالله الآحد

» صفات الله الفعلية قديمة النوع حادثة الآجاد أي متجددة الآحاد غير مخلوقة
تـدبـر الـقـرآن الكريم  Ooou110الجمعة مايو 17, 2024 4:29 pm من طرف عبدالله الآحد

» أهل السنة ليسوا مشبهة وعلامة الجهمية تسميتهم بالمشبهة
تـدبـر الـقـرآن الكريم  Ooou110الخميس مايو 16, 2024 4:52 pm من طرف عبدالله الآحد

» أقوال علماء السنة في أن القرآن ليس قديما بقدم الله ولا يوصف بمحدث
تـدبـر الـقـرآن الكريم  Ooou110الثلاثاء مايو 14, 2024 4:57 pm من طرف عبدالله الآحد

» أخطاء فى الحج كيف نتفاداها ؟؟؟
تـدبـر الـقـرآن الكريم  Ooou110الإثنين مايو 13, 2024 10:55 pm من طرف صادق النور

» أنواع التوحيد عرفت بالاستقراء من القرآن والسنة لهذا تقسيم التوحيد ليس ببدعة بل عليها الدليل وعرفها العلماء
تـدبـر الـقـرآن الكريم  Ooou110الإثنين مايو 13, 2024 4:49 pm من طرف عبدالله الآحد

» التحذير من إنكار صفات الله سبحانه لأن ذلك كفر
تـدبـر الـقـرآن الكريم  Ooou110الأحد مايو 12, 2024 4:15 pm من طرف عبدالله الآحد

» اثبات صفة النزول لله والرد على شبهة
تـدبـر الـقـرآن الكريم  Ooou110السبت مايو 11, 2024 4:38 pm من طرف عبدالله الآحد

» هل القرآن مدلول كلام الله؟!
تـدبـر الـقـرآن الكريم  Ooou110الجمعة مايو 10, 2024 4:53 pm من طرف عبدالله الآحد

» إيضاح حركى لمناسك الحج وشرح جميع المناسك
تـدبـر الـقـرآن الكريم  Ooou110الخميس مايو 09, 2024 7:57 pm من طرف صادق النور

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

تـدبـر الـقـرآن الكريم  Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 13 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 13 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 9689 مساهمة في هذا المنتدى في 3212 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 286 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو عبدالرحمن فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    تـدبـر الـقـرآن الكريم

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5204
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود تـدبـر الـقـرآن الكريم

    مُساهمة من طرف صادق النور السبت مارس 12, 2022 9:03 pm


    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام علي سيد ألأولين وآلآخرين وصحبه الطيبين

    تدبر القرآن
    بين صفاء النفس وعلو ألإرتقاء في مصاف العاشقين لذات الله عز وجل

    القرآن
    هادي البشرية ومرشدها ونور الحياة ودستورها؛ ما من شيء يحتاجه البشر إلا وبيَّنه الله فيه إما نصًا أو إشارة ، عَلِمه مَنْ عَلِمه، وجهله من جهله.

    وقد أنزل الله القرآن وأمرنا بتدبره والتفكُّر في آياته وفهمها لتستقيم بها حياتنا وليس مجرد تلاوته أو حفظه فقط.


    التدبر في آيات القرآن أمر إلهي

    أنَّ مادة التدبر الواردة في القرآن , موجودة في أربعة مواضع، موزعة على أربع سور هي :

    «النساء، محمد، المؤمنون، ص» وقد وردت بلفظ (يتدبرون ) في موضعين بسورتي «النساء, محمد».

    و وردت بلفظ (يَّدبَّروا ) في موضع واحد في سورة «المؤمنون» وبلفظ( ليَّدبَّروا ) في موضع واحد في سورة «ص».

    ويُشير إلى أنَّ الآيات التي تضمنت مادة التدبر، في قوله تعالى: «أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا» النساء (82)
    وقوله: «أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا» محمد (24) ، حيث أنَّ هذه الآية فيها توبيخٌ عظيمٌ على ترك التدبر في القرآن.

    و قوله تعالى : «أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا القَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الأَوَّلِينَ» المؤمنون (68)

    وقوله: «كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ» ص (29) ، حيث يتضح من الآيات أنها ترشد إلى التدبر.

    التدبر هو التفكُّر المنطقي في المعنى الحقيقي للآية

    أنَّ التدبر والتفكُّر في اللغة هو : تأمُل بنظر لغرض الاستنباط ،
    والتدبر في “الإصطلاح ” :هو تصرف القلب بالنظر في (العواقب) ،
    و أنَّ التفكُُر هو : تصرف القلب بالنظر في (الدليل)؛ لذلك فهما يلتقيان بالتصرف ويختلفان فيما ينظر فيه.

    التدبر هو التفكُّر المنطقي في المعنى الحقيقي للآية أو العلاقة بينهما وآية أخرى أو الإطلاع على ما يُستنبط منها من معانٍ.

    و دعوة التدبر قائمة إلى يومنا هذا وإلى الغد القريب والبعيد، إذ أنَّ التدبر في القرآن والتفكُّر في معانيه: أمر يحكم به العقل, لأنَّه نظام إلهي .

    خطوات تدبُّر القرآن

    يحتاج تعلُّم تدبُّر القرآن إلى خطواتٍ يسلكها المُتعلِّم وصولاً إلى فَهْم المعنى المُراد، بيان البعض من تلك الخطوات آتياً:

    الاستعداد النفسيّ للتدبُّر:
    فتدبُّر القرآن يبدأ من إرادة الشخص داخليّاً، ثمّ يظهر أثر القرآن وتدبُّره، ولا يُمكن أن يتحقّق ذلك دون وجود إرادةٍ أو دافعٍ؛
    ليتعلّم التدبُّر، ويُطبّق ذلك في أمور حياته، وقد يُوجّه المُعلّم تلاميذه، إلّا أنّ الدور الأكبر يقع على عاتق الشخص نفسه؛ بالتأمُّل، والنَّظَر، والبحث؛
    فالتدبُّر عمليّةٌ ذهنيّةٌ، ويمكن تحقيق الاستعداد باختيار المكان المناسب، وتوطين القلب على التدبُّر، واختيار الوقت الملائم؛ لِئلّا ينصرف تركيزه عن القرآن، ويتأثّر بما يدور حوله،

    وممّا يساعد على ذلك:
    استقبال القِبلة عند القراءة، والحرص على الطهارة، والخشوع في الجِلسة، أمّا الأوقات المُفضَّلة، فمنها وقت السَّحَر.

    التوجُّه إلى الله بالدعاء: فالاعتماد على الأسباب دون الرجوع إلى مُسبّب الأسباب من الأخطاء التي قد يقع فيها العباد؛ إذ لا بُدّ من اللجوء إلى الخالق في أمور الحياة جميعها، وطلب التوفيق والإعانة منه؛ لتحقيقها ما يُراد منها، والتوجُّه إلى الله أن يرزقه العيش في رِحاب القرآن بصدقٍ، وأن يجعل القرآن ربيعاً لقلبه، وشفيعاً وشاهداً له يوم القيامة، ويُسهّل عليه فَهْم الآيات.

    المراقبة الذاتيّة أثناء القراءة: إذ إنّ على القارئ أن يُراقب نفسه أثناء القراءة، وينظر إلى ما يمنعه من الوصول إلى التدبُّر، ويبحث عن الحلول لتجاوزه، ويسعى إلى استخدام الطرق والحالات التي يستفيد منها، كالقراءة من المصحف نفسه، أو القراءة مِمّا يحفظه، وينظر إلى قراءته أثناء الصلاة، وخارجها؛
    فإن كان تدبُّره وفَهمه للآيات في الصلاة أفضل من خارجها، فإنّه يحرص على الإكثار من صلاة النوافل،
    وإن كان تدبُّره خارج الصلاة أفضل، فإنّه يحرص على الإكثار من قراءة القرآن في النهار، والليل،
    كما يُمكن تحقيق التدبُّر بتلاوة الآيات بصوتٍ عالٍ، أو خَفضه؛ بحسب الحال الذي يُحقّق ذلك،
    ويُمكن تحديد الأماكن التي تُحقّق التدبُّر بصورةٍ أكبر؛ فإن كان المسجد على سبيل المثال مكاناً للخشوع؛ لبُعده عن مُلهيات الحياة، فلا بُدّ من الحرص على زيارة المسجد.

    عدم التعجُّل في القراءة: يحتاج تدبُّر القرآن إلى التأنّي، ولا بدّ من تلاوته بهدوءٍ ورَويّة، والحرص على تعويد النفس على ذلك؛ فالاستعجال في القراءة ليست وسيلةً لإدراك معاني القرآن، ولا يتحقّق الخشوع عند قراءة الآيات، وليست الغاية من قراءة القرآن خَتْمه فقط، بل لا بُدّ من التعمُّق والبحث عن مقاصد القرآن،
    وقد ورد أنّ الأفضل للمسلم عدم خَتْم القرآن في أقلّ من ثلاث أيّامٍ؛ استناداً إلى السنّة النبويّة، وإن كانت القراءة في شهر رمضان.

    اعتبار الخطاب الإلهيّ مُوجَّهاً إلى النَّفْس: فخطاب الله مُوجَّهٌ إلى كافّة الناس على اختلاف العصور والأزمنة؛ فالتدبُّر يتحقّق بشعور العبد بأنّ الآيات خطابٌ مُوجَّه من الله إليه، فيستشعر الآيات، ويقف عليها،
    ويسعى إلى استجابة أمر الله الوارد في الآيات، فإن قرأ آيةً فيها نَهيٌ ابتعد وترك ذلك الأمر،
    وكأنّه مُوجَّهٌ إليه، وإن سمع آياتٍ عن قصص الأمم السابقة اعتبرَ واتَّعظ بها، وعلى المُتدبِّر أن يُسقط القرآن على نفسه، وواقعه، ويتساءل عن مُراد الله، وغايته.

    المحافظة على الوِرد اليوميّ: فقد أمر الله -تعالى- عباده بتلاوة القرآن، ولم يُلزمهم بقَدْرٍ مُعيَّنٍ؛ فكلّ شخصٍ له ظروف تختلف عن غيره، ولهذا يقرأ بحسب ما يناسبه، فقراءة القرآن تُعَدّ الصِّلَة التي تربط بين العبد وربّه، وعلى كلّ شخص أن يحافظ على تلك الصِّلة بالطريقة التي تُناسبه، وعلى كلّ مسلمٍ أن يكون له وِرْدٌ خاصٌّ به؛ وِرْدٌ للتلاوة، ويُستحَبّ أن يكون الوِرْد يوميّاً، ووِرْدٌ للحِفظ والمراجعة، ووِرْدٌ للاستماع، ووِرْدٌ للدراسة؛ بالتأمُّل في معاني القرآن، وفَهمها، ووِرْدٌ للمُدارسة مع الغير، ووِرْدٌ خاصٌّ للتدبُّر؛ بالوقوف على الآيات، والبحث في معانيها، والرجوع إلى كُتُب التفسير؛ للكَشْف عمّا هو غامضٌ، وقد تُعينه على ذلك مشاركته غيرَه من أصحاب الهِمَم العالية؛ فيقرأ القرآن معه، ويستمعان إليه، مع الحرص على البحث في كُتُب التفسير؛ للوقوف على المعاني، ومُراجعتها سويّاً.

    درجات تدبُّر القرآن
    يكون تدبُّر القرآن على درجاتٍ عدّةٍ، بيانها فيما يأتي:
    التفكُّر والنَّظَر: فالتفكُّر من أجلّ الأعمال شَرَفاً؛ إذ إنّه من أعمال القلوب،
    وبه تتحقّق أعلى درجات الإيمان،
    كما أنّ التفكُّر يُبعد العبد عمّا يُخالف أوامر الله -سبحانه-؛ وذلك بالتفكُّر في عاقبة الأمور، وما يترتّب على المعاصي من جزاءٍ وعقابٍ، فيلتزم العبد بأوامر الله -سبحانه-، ويحرص على ما يتعلّق بالآخرة، وما يُنجيه من العذاب الأليم،
    فيكون التفكُّر بذلك مفتاحاً وبوّابةً لكلّ فعلٍ خَيِّرٍ، بالإضافة إلى أنّ التفكُّر يُشعر العبد بقدرة الله على كلّ شيءٍ. خشوع القلب

    والتأثُّر: ويكون ذلك بسكون القلب وخضوعه لله -تعالى- فقط،
    فترتقي الجوارح وتخضع لله، وتجدر الإشارة إلى أنّ القلب مَحلّ الخشوع،
    كما وردت العديد من المواقف التي تُبيّن خشوع النبيّ -صلّ الله عليه وسلّم-، والصحابة -رضي الله عنهم- لله -تعالى-، وتذلُّلهم له،ويُمكن تحقيق الخشوع في القلب باستحضاره للحزن، والخوف من الوعيد، والنَّظَر في مدى التقصير تجاه الله. الاستجابة

    والخضوع: تكمُن الحكمة من إنزال القرآن في الاستجابة لأوامر الله، والخضوع له،
    ولذلك فإنّ التدبُّر وسيلةٌ لشأنٍ عظيمٍ يتمثّل بجعل القرآن مَنهجاً للحياة، وطريقاً للهدى؛ فالقرآن مليءٌ بالدروس والعِبر التي تُوجّه العبد في حياته، فيخضع لأمر الله؛ بالوقوف عند حدوده، وعدم تجاوُزها،
    وقد كان السَّلَف الصالح -رضي الله عنهم- يتعلّمون القرآن، ويُطبّقون ما فيه.

    استخراج الأحكام: إذ يتوجّب على العلماء البحث في معاني القرآن، وتفسيره، وتعلُّمه، وتعليمه للآخرين، والوصول إلى تلك الدرجة من كمال القلب، والبصيرة، ويُشترَط في مَن أراد استنباط الأحكام عدّة أمور،
    منها: أن يكون صاحب قَصْدٍ سليمٍ، وعالماً بمواطن الاستنباط، ومُعتمداً على الحُجّة وإدراك العلوم الضروريّة، مع امتلاك المقدرة على فَهْم معاني الآيات، ومعرفة الدلالات، والمَقاصد، والإشارات اللطيفة،
    ومن الأمور المُتعلّقة بالاستنباط كذلك: معرفة موضوع السورة، وأسباب النزول، والمناسبة بين الآيات والسُّور، ومعرفة التشابُه والاختلاف بين الآيات.

    أمورٌ تساعد على تدبُّر القرآن
    هناك العديد من الأمور التي تُعين على تدبُّر القرآن،
    ومنها: تلاوته ليلاً؛ إذ إنّ التلاوة في صلاة الليل تُساعد العبد على التأمُّل، والوقوف على المعاني، والمقاصد؛ لِما في الليل من هدوءٍ، وبُعدٍ عن مشاغل الحياة الدُّنيا، بالإضافة إلى حُسن الإنصات، والاستماع؛ لتحقيق الانتفاع بالقراءة، والاعتبار بما فيها من مواعظ، وحِكمٍ، ومعرفة كيفيّة البدء بالآية، والوقوف عندها؛ أي مراعاة أحكام الابتداء والوقف؛ للبحث عن أسباب الرَّبط بين الآيات،
    والتأمُّل في معانيها؛ فالجهل بالمعنى قد يكون سبباً في عدم التلذُّذ عند قراءة القرآن، والوصول إلى المُراد يُسهم فيه تدبُّر القرآن، فيقف عند المعاني كلّها، ويتأمّل ما فيها من أوامر، ونَواهٍ، كما أنّ تكرار الآية أكثر من مرّةٍ يُساعد في التدبُّر، وله أثرٌ في القلب، وتتحقّق به حلاوة الإيمان، بالإضافة إلى معرفة أساليب القرآن العديدة،
    مثل: الآيات المختومة بأسماء الله الحُسنى، والغاية من ذلك،
    واشتمال القرآن على أساليب التعليم، كضرب الأمثلة، والتشبيه بالمَحسوسات،
    ومن الأساليب القرآنيّة أيضاً: التذكير بأمر الله، وعَظَمة الخالق، والتشويق لِما أعدّه من أجرٍ وثوابٍ، والنَّهي عن السخرية والاستهزاء، وذِكر الخسارة التي يقع فيها من ارتكب النواهي، وعاقبته في الآخرة.

    مُعوِّقات تدبُّر القرآن

    تتعدّد الأسباب والمُعوِّقات التي تحول دون تدبُّر القرآن،
    يُذكَر منها الإصرار على المعاصي؛ وهو من أكبر المُعيقات التي تُبعد المسلم عن تدبُّر القرآن، كما أنّ ارتكاب الجوارح المعاصي بمختلف الطُّرق يحول دون فَهْم الآيات، وإدراك مُراد الله -تعالى-،
    ممّا يُؤدّي إلى تعلُّق القلب بالمَلذّات والشهوات. انشغال القلب؛ فالقلب المُنشغل عن الله وكتابه بأمور الدُّنيا لا يُمكن له أن يتأثّر بما ورد في القرآن؛ فحضور القلب من أهمّ الأمور للتفكُّر والتدبُّر في القرآن.
    الجَهل باللغة العربيّة؛ فعدم معرفة أساليب اللغة العربيّة يحول بين العبد وتدبُّر القرآن؛
    ذلك أنّ الجزء الأكبر من القرآن يعتمد اعتماداً كبيراً على اللغة العربيّة، ولا يُفهَم إلّا بها،
    ويكمُن القصد من تعلُّم العربية في معرفة معاني كتاب الله، وكلام نبيّه -عليه الصلاة والسلام-. الوَرَع؛
    فقد يُترَك تدبُّر القرآن من باب الخوف بالقول عن الله دون علمٍ، والظنّ بأنّ تدبُّر القرآن مهمّة المُفسِّرين، والعلماء، والاكتفاء بالقراءة دون تدبُّرٍ.

    هَجْر كُتُب التفسير وعلوم القرآن؛
    ممّا يُؤدّي إلى الجهل بأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، وغيرها من علوم القرآن. الانشغال بكثرة القراءة؛ فورود العديد من الأحاديث في الحَثّ على فَضْل التلاوة، والتشجيع على القراءة جعل البعض ينشغل بخَتْم القرآن أكثر من مرّةٍ خلال فترة قصيرةٍ، وتَرْك التدبُّر والتفكُّر في معاني القرآن.

    تعريف تدبّر القرآن يُقصَد بتدبُّر القرآن:

    النَّظَر والتوصُّل إلى ما تحمله الآيات القرآنيّة من أهدافٍ ومقاصد؛ ويتحقّق ذلك بإعمال الفِكر، والتأمُّل، وبَذْل الجهود؛ بهدف الوصول إلى مُراد الآيات، وفَهمها بالشكل الصحيح،
    كما عُرِّف التدبُّر بأنّه: التفكُّر الشامل المُوصل إلى دلالات الكلام، وما فيه من مَعانٍ بعيدةٍ، وتجدر الإشارة إلى أنّ تدبُّر القرآن أخصّ وأشمل من معرفة المَعاني التفصيليّة للآيات؛ إذ إنّ التدبُّر لا بُدّ فيه من العمل،
    مع الحرص على التأمُّل في معنى الكلمة، ومعنى الجملة، والتوصُّل إلى العلاقة بين معنى الكلمة لغةً، ومعناها اصطلاحاً،
    كما أنّ التدبُّر مهمّةٌ وفِعلٌ للعقل الإنسانيّ؛
    فقد ورد التدبُّر في القرآن الكريم بصيغة الفِعل؛ ممّا يعني أنّ له أهمّيةً وغايةً عظيمةً، ولتحقيق ذلك، لا بُدّ من التأمُّل، والعمل، والتطوير؛ بقَصد الوصول إلى مقاصد الآيات.

    أهميّة تدبُّر القرآن أوجب الله -تعالى-

    على عباده المسلمين تدبُّر القرآن الكريم، والتمعُّن في آياته، والاستفادة من العلوم المهمّة؛ لتحقيق الفَهم الصحيح، والنَّظَر الدقيق، والوصول إلى نتائج ودلالاتٍ سليمةٍ، وبيّن الله أنّ التدبُّر وسيلةٌ لتكوين العقل الواعي، والمَنْهجيّة العلميّة الصحيحة، والعِلم النافع، كما أنّ التدبُّر يُسهم في تنشيط العقل، وتمرينه؛ إذ إنّ القرآن لا يقتصر على مجالٍ واحدٍ، بل يشمل مجالات الحياة جميعها،

    وقد تطرّق العلّامة ابن القَيّم -رحمه الله- إلى أهمّية تدبُّر القرآن؛ فذكر أنّ فيه تخفيفاً على المسلم ممّا يواجهه من مَشاقّ الحياة، وإرشاداً إلى طريق الصواب، وإبعاداً عن الضلال، وهدايةً إلى الأمور الحلال،
    الأمر الذي يُسهم في عدم تخطّي حدود الشَّرْع.
    وتدبُّر القرآن يُحقّق للمسلم استشعار الخوف من عذاب الله، وغضبه، والسَّعي فيما يُرضيه،

    وذكرَ السعديّ أنّ من أهمّية تدبُّر القرآن: تحقيق معرفة العبد بربّه، والعِلم بصفاته الكاملة، وتنزيهه عن كلّ نَقصٍ لا يليق به، وبذلك يزداد الإيمان، ويرسخ في قلب صاحبه،
    كما أنّ تدبُّر القرآن مفتاحٌ للعديد من العلوم، والمعارف، فيزداد علم العبد، وتزداد بصيرته، ويعرف بذلك الطُّرق التي تَصِله بالله، بما يُحقّق البُعد عن كلّ أسباب العقاب،

    ومن أهمّية التدبُّر أيضاً: العلم التامّ بأنّ القرآن الكريم من عند الله، وأنّه كاملٌ لا نَقْص فيه، وبه تتحقّق العبوديّة لله -تعالى-، كما أنّ فيه تربيةً للعقل، وحمايةً للمسلم من الشيطان، وتحقيقاً للراحة والطمأنينة، وهدايةً من الله، وتوفيقاً.

    والقرآن الكريم هادي البشرية ومرشدها ونور الحياة ودستورها، ما من شيء يحتاجه البشر إلا وبيَّنه الله فيه نصاً أو إشارة أو إيماءاً، عَلِمه مَنْ عَلِمه، وجهله من جهله.
    ولذا اعتنى به صَحْبُ الرسول صل الله عليه وسلم وتابِعوهم تلاوة وحفظاً وفهماً وتدبراً وعملاً، وعلى ذلك سار سائر السلف، ومع ضعف الأمة في عصورها المتأخرة تراجع الاهتمام بالقرآن وانحسر حتى اقتصر الأمر عند غالب المسلمين على حفظه وتجويده وتلاوته فقط بلا تدبر ولا فهم لمعانيه ومراداته، وترتب على ذلك ترك العمل به أو التقصير في ذلك،

    "وقد أنزل الله القرآن وأمرنا بتدبره، وتكفل لنا بحفظه، فانشغلنا بحفظه وتركنا تدبره". وليس المقصود الدعوة لترك حفظه وتلاوته وتجويده، ففي ذلك أجر كبير، لكن المراد التوازن بين الحفظ والتلاوة والتجويد من جهة وبين الفهم والتدبر،
    ومن ثم العمل به من جهة أخرى كما كان عليه سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى.

    ولذا فهذه بعض الإشارات الدالة على أهمية التدبر في ضوء الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح.
    أما التدبر فهو كما قال ابن القيم: "تحديق ناظر القلب إلى معانيه، وجمع الفكر على تدبره وتعقله". (نضرة النعيم، ص 909) وقيل في معناه: "هو التفكر الشامل الواصل إلى أواخر دلالات الكلم ومراميه البعيدة".

    أولاً: منزلة التدبر في القرآن الكريم:
    1- قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص:29]. في هذه الآية بين الله تعالى أن الغرض الأساس من إنزال القرآن هو التدبر والتذكرلا مجرد التلاوة على عظم أجرها.
    قال الحسن البصري: "والله! ما تدبُّره بحفظ حروفه وإضاعة حدوده
    حتى إن أحدهم ليقول: قرأت القرآن كله، ما يُرى له القرآنُ في خُلُق ولا عمل".
    - قال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ...} [النساء:82].
    قال ابن كثير: "يقول الله تعالى آمراً عباده بتدبر القرآن وناهياً لهم عن الإعراض عنه وعن تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ...} 3/364، ط: طيبة)، فهذا أمر صريح بالتدبر والأمر للوجوب.

    - قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} [البقرة:121]. روى ابن كثير عن ابن مسعود قال: "والذي نفسي بيده! إن حق تلاوته أن يحل حلاله ويحرم حرامه ويقرأه كما أنزله الله".
    وقال الشوكاني: "يتلونه: يعملون بما فيه" ولا يكون العمل به إلا بعد العلم والتدبر.

    - قال تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} [البقرة:78].
    قال الشوكاني: "وقيل: (الأماني: التلاوة) أي: لا علم لهم إلا مجرد التلاوة دون تفهم وتدبر" وقال ابن القيم: "ذم الله المحرفين لكتابه والأميين الذين لا يعلمون منه إلا مجرد التلاوة وهي الأماني".
    - قال الله تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان:30].
    قال ابن كثير: "وترك تدبره وتفهمه من هجرانه".
    وقال ابن القيم: "هجر القرآن أنواع... الرابع: هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه".

    ------------
    الموضوع شيق وجميل وجميل
    تابعونا
    جزاكم الله خيرا
    ولا تنسونا من صالح دعائكم
    ----
    ما بعده




    انهار الجنه يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5204
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: تـدبـر الـقـرآن الكريم

    مُساهمة من طرف صادق النور السبت مارس 12, 2022 9:17 pm


    ما قبله
    ::
    ثانياً: ما ورد في السنة في مسألة التدبر:

    1- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده»
    . فالسكينة والرحمة والذكر مقابل التلاوة المقرونة بالدراسة والتدبر. أما واقعنا فهو تطبيق جزء من الحديث وهو التلاوة أما الدراسة والتدبر فهي -
    في نظر بعضنا - تؤخر الحفظ وتقلل من عدد الحروف المقروءة فلا داعي لها.

    2- روى حذيفة رضي الله عنه: "أنه صلى مع النبي صل الله عليه وسلم ذات ليلة فكان يقرأ مترسلاً إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ".
    فهذا تطبيق نبوي عملي للتدبر ظهر أثره بالتسبيح والسؤال والتعوذ.

    3- عن أبي ذر رضي الله عنه قال: "صل رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقرأ بآية حتى أصبح يركع بها ويسجد بها: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة:118] .
    فهذا رسول الله صل الله عليه وسلم يقدم التدبر على كثرة التلاوة، فيقرأ آية واحدة فقط في ليلة كاملة.

    4- عن ابن مسعود قال: "كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن".
    فهكذا كان منهج النبي صل الله عليه وسلم في تعليم الصحابة القرآن: تلازم العلم والمعنى والعمل؛
    فلا علم جديد إلا بعد فهم السابق والعمل به.

    5- لما راجع عبد الله بن عمرو بن العاص النبي صل الله عليه وسلم في قراءة القرآن لم يأذن له في أقل من ثلاث ليالٍ وقال: «لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث». (رواه الدارمي والترمذي برقم 2870، وصححه ورواه أحمد وأبو داود بلفظ: لم يفقه) فدل على أن فقه القرآن وفهمه هو المقصود بتلاوته لا مجرد التلاوة.

    6- وفي الموطأ عن أنس بن مالك رضي الله عنه "أن النبي صل الله عليه وسلم صلى بالناس صلاة يجهر فيها،
    فأسقط آية فقال: « يا فلان! هل أسقطت في هذه السورة من شيء؟ قال: لا أدري، ثم سأل آخر واثنين وثلاثة كلهم يقول: لا أدري،
    حتى قال: ما بال أقوام يتلى عليهم كتاب الله فما يدرون ما تلي منه مما ترك؟ هكذا خرجت عظمة الله من قلوب بني إسرائيل فشهدت أبدانهم وغابت قلوبهم؛ ولا يقبل الله من عبد حتى يشهد بقلبه مع بدنه».

    ثالثاً: ما ورد عن السلف في مسألة التدبر:

    1 - روى مالك عن نافع عن ابن عمر قال: "تعلم عمر البقرة في اثنتي عشرة سنة، فلما ختمها نحر جزوراً". وطول المدة ليس عجزاً من عمر ولا انشغالاً عن القرآن؛ فما بقي إلا أنه التدبر.

    2- عن ابن عباس قال: "قدم على عمر رجل فجعل عمر يسأل عن الناس فقال: يا أمير المؤمنين! قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا،
    فقلت: والله ما أحب أن يسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة، قال: فزبرني عمر، ثم قال: مه! فانطلقت لمنزلي حزيناً فجاءني،
    فقال: ما الذي كرهت مما قال الرجل آنفاً؟ قلت: متى ما يسارعوا هذه المسارعة يحتقوا - يختصموا: كلٌ يقول الحق عندي - ومتى يحتقوا يختصموا، ومتى اختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا، فقال عمر: لله أبوك! لقد كنت أكتمها الناس حتى جئت بها
    وقد وقع ما خشي منه عمر وابن عباس رضي الله عنهما فخرجت الخوارج الذين يقرؤون القرآن؛ لكنه لا يجاوز تراقيهم.

    3- عن ابن عمر رضي الله عنه قال: "كان الفاضل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر هذه الأمة لا يحفظ من القرآن إلا السورة ونحوها ورزقوا العمل بالقرآن، وإن آخر هذه الأمة يقرؤون القرآن، منهم الصبي والأعمى ولا يرزقون العمل به. وفي هذا المعنى

    قال ابن مسعود: إنا صعب علينا حفظ ألفاظ القرآن، وسهل علينا العمل به، وإن مَنْ بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن ويصعب عليهم العمل به".

    4- قال الحسن البصري: "إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، وما تدبُّر آياته إلا باتباعه، وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول: لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفاً وقد - والله! - أسقطه كله ما يُرى القرآن له في خلق ولا عمل،
    حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نَفَسٍ! والله! ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الوَرَعة متى كانت القراء مثل هذا؟
    لا كثَّر الله في الناس أمثالهم".
    - وقال الحسن أيضاً: "نزل القرآن ليُتَدَبَّر ويعمل به؛ فاتخذوا تلاوته عملاً أي أن عمل الناس أصبح تلاوة القرآن فقط بلا تدبر ولا عمل به".

    6- كان شعبة بن الحجاج بن الورد يقول لأصحاب الحديث: "يا قوم! إنكم كلما تقدمتم في الحديث تأخرتم في القرآن".
    وفي هذا تنبيه لمن شغلته دراسة أسانيد الحديث ومسائل الفقه عن القرآن وتدبره أنه قد فقد توازنه واختل ميزانه.

    7- عن محمد بن كعب القرظي أنه قال: "لأن أقرأ في ليلتي حتى أصبح ب (إذا زلزلت) و(القارعة) لا أزيد عليهما أحب إليَّ من أن أهذَّ القرآن ليلتي هذّاً. أو قال: أنثره نثراً".

    - قال ابن القيم: "ليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده من تدبر القرآن وجمع الفكر على معاني آياته؛ فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرها وعلى طرقاتهما وأسبابهما وثمراتهما ومآل أهلهما، وتتل في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة، وتثبت قواعد الإيمان في قلبه، وتريه صورة الدنيا والآخرة والجنة والنار في قلبه، وتحضره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم، وتبصره مواقع العبر، وتشهده عدل الله وفضله وتعرفه ذاته وأسماءه وصفاته وأفعاله وما يحبه وما يبغضه وصراطه الموصل إليه وقواطيع الطريق وآفاته، وتعرفه النفس وصفاتها ومفسدات الأعمال ومصححاتها،
    وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار وأعمالهم وأحوالهم وسيماهم ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة. فتشهده الآخرة حتى كأنه فيها،
    وتغيبه عن الدنيا حتى كأنه ليس فيها، وتميز له بين الحق والباطل في كل ما يختلف فيه العالم، وتعطيه فرقاناً ونوراً يفرق به بين الهدى والضلال،
    وتعطيه قوة في قلبه وحياة واسعة وانشراحاً وبهجة وسروراً فيصير في شأن والناس في شأن آخر؛ فلا تزال معانيه تنهض العبد إلى ربه بالوعد الجميل، وتحذره وتخوفه بوعيده من العذاب الوبيل، وتهديه في ظلم الآراء والمذاهب إلى سواء السبيل، وتصده عن اقتحام طرق البدع والأضاليل، وتبصره بحدود الحلال والحرام وتوقفه عليها؛ لئلا يتعداها فيقع في العناء الطويل، وتناديه كلما فترت عزماته: تقدمَ الركبُ، وفاتك الدليل، فاللحاقَ اللحاقَ، والرحيلَ الرحيلَ. فاعتصم بالله واستعن به وقل: حسبي الله ونعم الوكيل

    -------------------------
    ما زلنا تابعونا جزاكم الله خيرا


    انهار الجنه يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5204
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: تـدبـر الـقـرآن الكريم

    مُساهمة من طرف صادق النور السبت مارس 12, 2022 9:24 pm


    ما قبله
    ::
    وحتى نتدبر القرآن فعلينا:

    1- مراعاة آداب التلاوة من طهارة ومكان وزمان مناسبين وحال مناسبة وإخلاص واستعاذة وبسملة وتفريغ للنفس من شواغلها وحصر الفكر مع القرآن والخشوع والتأثر والشعور بأن القرآن يخاطبه.

    2- التلاوة بتأنٍ وتدبر وانفعال وخشوع، وألا يكون همه نهاية السورة.

    3- الوقوف أمام الآية التي يقرؤها وقفة متأنية فاحصة مكررة.

    4- النظرة التفصيلية في سياق الآية: تركيبها - معناها - نزولها - غريبها - دلالاتها.

    5- ملاحظة البعد الواقعي للآية؛ بحيث يجعل من الآية منطلقاً لعلاج حياته وواقعه، وميزاناً لمن حوله وما يحيط به.

    6- العودة إلى فهم السلف للآية وتدبرهم لها وتعاملهم معها.

    7- الإطلاع على آراء بعض المفسرين في الآية.

    8- النظرة الكلية الشاملة للقرآن.

    9- الالتفات للأهداف الأساسية للقرآن.

    10- الثقة المطلقة بالنص القرآني وإخضاع الواقع المخالف له.

    11- معايشة إيحاءات النص وظلاله ولطائفه.

    12- الاستعانة بالمعارف والثقافات الحديثة.

    13- العودة المتجددة للآيات، وعدم الاقتصار على التدبر مرة واحدة؛ فالمعاني تتجدد.

    14- ملاحظة الشخصية المستقلة للسورة.

    15- التمكن من أساسيات علوم التفسير.

    16- القراءة في الكتب المتخصصة في هذا الموضوع مثل كتاب: (القواعد الحسان لتفسير القرآن) للسعدي، وكتاب (مفاتيح للتعامل مع القرآن) للخالدي،

    وكتاب (قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل) لعبد الرحمن حبنكة الميداني، وكتاب (دراسات قرآنية) لمحمد قطب. (انظر كتاب مفاتيح للتعامل مع القرآن للخالدي،

    فما درجة أهمية تدبر القرآن في عقولنا؟

    وما نسبة التدبر في واقعنا العملي فيما نقرؤه في المسجد قبل الصلوات؟

    وهل نحن نربي أبناءنا وطلابنا على التدبر في حِلَق القرآن؟

    أم أن الأهم الحفظ وكفى بلا تدبر ولا فهم؛ لأن التدبر يؤخر الحفظ؟

    ما مقدار التدبر في دروس العلوم الشرعية في المدارس، خاصة دروس التفسير؟

    وهل يربي المعلم طلابه على التدبر، أم على حفظ معاني الكلمات فقط؟ تُرى....

    ما مرتبة دروس التفسير في حِلَق العلم في المساجد:

    هل هي في رأس القائمة، أم في آخرها - هذا إن وجدت أصلاً؟

    ما مدى اهتمامنا بالقراءة في كتب التفسير من بين ما نقرأ؟

    لماذا يكون همُّ أحدنا آخر السورة، وقد نهانا رسولنا صل الله عليه وسلم عن ذلك؟

    ومتى نقتنع أن فوائد التدبر وأجره أعظم من التلاوة كهذّ الشعر؟

    أسئلة تبحث عن إجابة؛ فهل نجدها لديك؟

    ------------------------------------------------

    بارك الله فيكم وجعلنا وإياكم من أهل القرآن وخاصته والعاملين به والمحافظين عليه والتمسك بحلاله وحرامه

    اللهم آآآمين
    ......................
    لا تنسونا من صالح دعائكم





    انهار الجنه يعجبه هذا الموضوع


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 3:33 am