بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا للإسلام و جعلنا من أمة أحمد . اللهم لك الحمدُ كله وإليك يرجعُ الأمرُ كلهُ .
الحمد لله الذي كفانا وآوانا والحمدُ لله الذي أطعمنا وسقانا، والحمدُ لله الذي منّ عليَّنا فأفضلَ .
اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله بيدك الخير كله إليك يرجع الأمر كله علانيته وسره فأهل أن تحمد إنك على كل شيء قدير
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله، صلاة تكون لنا طريقاً لقربه، وتأكيداً لحبه، وباباً لجمعنا عليه، وهدية مقبولة بين يديه، وسلم وبارك كذلك أبداً، وارض عن آله وصحبه السعداء، واكسنا حُلل الرضا.
أدب التغافل في ألأسلام خلق تغافل عنه الكثير
التغافل هو
اعراضك عن امر صدر من عدو او صديق وانت تتيقن غرضه السيء منه، وتطبيقه بالتحلم او التسامح في التعامل معه
كم من مشاكل وقعت في المجتمع كان سببها عدم التغافل! كم وقع بين الزوجين أو بين الأقارب والأصحاب من مشاكل كان سببها تقصي بعضهم على بعض وتتبع الأخطاء والبحث عن المقاصد! ولو أنهم رزقوا التغافل لزال عنهم شر كثير،
والتغافل -: يقصد الإنسان للغفلة، مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه؛ تكرما وترفعا عن سفاسف الأمور.
فالمتغافل يتعمد الغفلة عن أخطاء وعيوب مَن حوله، مع أنه مدركٌ لها، عالمٌ بها؛ لكنه يتغافل عنها كأنه لم يعلم بها؛ لكرم خلقه،
وكما قال الحسن البصري –رحمه الله-: "ما استقصى كريم قط!".
قال الله تعالى: (عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ) [التحريم:3]، وذلك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يخبر حفصة بكل ما قالت؛ بل أخبرها ببعضه وأعرض عن بعضه، فلم يخبرها به ولم يعاتبها عليه؛ لحسن خلقه، وكريم نفسه.
والتغافل دليل قوي على حسن خلق صاحبه؛
كما قال الإمام أحمد -رحمه الله-: "تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل".
وليس التغافل عن الزلات دليلا على غباء صاحبه وسذاجته؛ بل هو العقل والحكمة؛
كما قال معاوية -رضي الله عنه-: "العقلُ مكيالٌ، ثلثه الفطنة، وثلثاه التغافل".
وقال الشافعي -رحمه الله-: "الكيّس العاقل هو الفطن المتغافل".
ففَرْقٌ بين أن تقصد الغفلة وبين الغباء؛ فالأول محمود، والثاني مذموم:
ليس الغبيُّ بسيِّدٍ في قَوْمِهِ *** لكِنَّ سيِّدَ قومِهِ الْمُتَغَابِي
ومن تتبع سير العظماء وجد أن من أعظم صفاتهم التغافل، قال ابن الأثير متحدثًا عن صلاح الدين الأيوبي: "وكان صَبورًا على ما يكره، كثير التغافل عن ذنوب أصحابه، يسمع من أحدهم ما يكره، ولا يُعلمه بذلك، ولا يتغير عليه".
هذه هي أخلاق العظماء، وهذا سر عظمتهم؛ ولهذا قال جعفر الصادق -رحمه الله-: "عظّموا أقدراكم بالتغافل".
ومن أعظم فوائد التغافل أنه يكسب صاحبه راحة في نفسه؛
ولقد أعطانا رسولنا -صلى الله عليه وسلم- مثالاً عظيما على ذلك؛ كما في البخاري من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن المشركين كانوا يسبون النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه:[color=#006600] "ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم؟ يشتمون مُذَمَّمَاً، ويلعنون مذمماً، وأنا محمد!".نه يعلم -عليه الصلاة والسلام- أنهم إنما قصدوه؛ ولكن، كما قال القائل:
[color=#cc33cc]ولقد أمُرُّ على السفيهِ يَسُبُّنِي *** فَمَضَيْتُ ثُمَّةَ قُلْتُ لا يعنيني!
أما الذي يقف عند كل كلمة، ويرد على كل خطأ، ويحاسب على كل صغيرة وكبيرة، فهو أكثر الناس شقاء، وأشدهم نكداً،
كما قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "مَن لم يتغافل تنغصت عيشته".
كم من مشاكل وقعت في المجتمع كان سببها عدم التغافل! كم وقع بين الزوجين أو بين الأقارب والأصحاب من مشاكل كان سببها تقصي بعضهم على بعض وتتبع الأخطاء والبحث عن المقاصد! ولو أنهم رزقوا التغافل لزال عنهم شر كثير،
كما قال الأعمش -رحمه الله-: "التغافل يطفئ شراً كثيراً".
فكم نحن بحاجة إلى التغافل في حياتنا اليومية! كثير من الخلافات والمشاكل التي تقع بين الزوجين سببها أن الزوج يعاتب زوجته على خطأ والزوجة كذلك تتتبع زلات زوجها وتتصيد عليه الهفوات، وكثير من حالات الطلاق كان هذا سببها.
ولو أن كلّاً منهم تغافل عن زلات صاحبه وغض طرفه عن هفواته لاستدامت لهم العشرة، وبقيت بينهم المودة؛ لكنهم حين فقدوا التغافل حصل ما حصل.
كم نحن بحاجة إلى التغافل مع أولادنا وغض الطرف عن أخطائهم! خصوصاً ما يقع منهم عفويا ولم يكن متكرراً.
ولنعلم أنه ليس من الحكمة أن نشعر أولادنا أننا نعلم عنهم كل صغيرة وكبيرة، وليس من العقل أن نحاسبهم على كل دقيق وجليل؛ لأن ذلك يكون سبباً في تحطيم شخصياتهم واكتسابهم عادات سيئة كالعناد والكذب.
بل إن ذلك سبب لزوال هيبة الأب من قلوب أولاده وفقد محبتهم له؛ ولو أنه تغافل عن بعض زلاتهم وتجاوز عن كثير من أخطائهم لسلم من ذلك كله.
كم نحتاج للتغافل مع أصحابنا فلا نحاسبهم على كل كلمة خرجت منهم، ولا نحصي عليهم كل فعل صدر عنهم؛ لأننا إن فعلنا ذلك فقدنا محبتهم وزالت عنا أخوتهم، وقد قيل: "تناسَ مساوئ الإخوان تستدم ودّهم".
وهذا قدوتنا ورسولنا -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا هذا الأدب العظيم فيقول لأصحابه: "لا يبلِّغني أحد عن أحد شيئا؛ فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر".
فلم يكن -عليه الصلاة والسلام- يتتبع زلات أصحابه أو يبحث عن أخطائهم؛ بل كان ينهى عن التجسس وعن تتبع العورات وتفسير المقاصد، ولم يرض أن يخبره أحد عن أحد شيئا؛ حتى يبقى صدره سليماً محباً لهم جميعاً.
فالذي يتغافل عن الزلات يعيش محباً لمن حوله، محبوباً منهم، سليم الصدر من الأحقاد والأضغان؛ ولهذا كانت العافية كلها في التغافل.
قيل للإمام أحمد -رحمه الله-: "العافية عشرة أجزاء، تسعة منها في التغافل". فقال: "العافية عشرة أجزاء، كلها في التغافل".
وقد قال بعض الحكماء: "وجدت أكثر أمور الدنيا لا تجوز إلا بالتغافل".
فمن الناس من يغرم بتصيد أخطاء من حوله وتتبع زلاتهم، ويرى ذلك دهاء وذكاء؛ فتجده منشغلاً بتتبع الزلات وتصيد الأخطاء حتى يوصف بين الناس بالدهاء، ويظن ذلك فخراً له؛ لكنه في حقيقته ذم وقدح؛ لأن الناس تتجنبه وتكره الحديث إليه.
يقول ابن حزم -رحمه الله-: "احرص على أن توصف بسلامة الجانب، وتحفّظ من أن توصف بالدهاء فيكثر المتحفظون منك؛ حتى ربما أضر ذلك بك، وربما قتلك".
ومن طبيعة الناس أنهم جبلوا على محبة من يغض الطرف عن هفواتهم، كما قيل:
أُحِبُّ مِن الإخوانِ كُلَّ مواتي *** وكُلّ غضيض الطَّرْفِ عن هَفَوَاتي
وأعظم التغافل - أن يتغافل الإنسان عما لا يعنيه، كما قل بعض الحكماء:[color=#9900ff] "لا يكون المرء عاقلاً حتى يكون عما لا يعنيه غافلاً". الحديث المشهور: [color=#006633]"مِن حسن إسلام المرء تركُهُ ما لا يعنيه"،
و التغافل عن الأخطاء ليس تأكيدا للخطأ أو عدم اهتمام بل ليس سذاجة ولا غباء ولا ضعف بل هو الحكمة بعينها
و خلق التغافل من أخلاق العقلاء فهم يتجاهلون أمورا لإنقاذ الآخرين من الإحراج لأنه لايمكن السيطرة علي كل شيء
و من صفات المتغافل أنه عند وقوع خطأ بدون قصد يمر مرور الكرام ولا يلفت الانتباه إليه وقد تري في أخيك عيبا ما ولم يتفطن له الآخرون وأنت تري أن التنبيه إلي الخطأ سيلفت انتباه الآخرين فينبغي تعمد التغافل
وبعض الرجال – هداهم الله – يدقق في كل شيء وينقب في كل شيء فيفتح الثلاجة يومياً ويصرخ لماذا لم ترتبي الخضار أو تضعي الفاكهة هنا أو هناك ؟! لماذا الطاولة علاها الغبار ؟! كم مرة قلت لك الطعام حار جداً ؟! الخ وينكد عيشها وعيشه !!
وكما قيل : ما استقصى كريم قط ، كما أن بعض النساء كذلك تدقق في أمور زوجها ماذا يقصد بكذا؟ ولماذا لم يشتر لي هدية بهذه المناسبة؟ ولماذا لم يهاتف والدي ليسأل عن صحته؟ وتجعلها مصيبة المصائب وأعظم الكبائر.. فكأنهم يبحثون
عن المشاكل بأنفسهم !! كما أن بعض الأزواج يكون عنده عادة لا تعجب الطرف الآخر أو خصلة تعود عليها ولا يستطيع تركها – مع أنها لا تؤثر في حياتهم الزوجية بشيء يذكر – إلا أن الطرف الآخر يدع كل صفات
الرائعة ويوجه عدسته على تلك الصفة محاولاً اقتلاعها بالقوة.. وكلما رآه علق عليها أو كرر نصحه عنها فيتضايق صاحبها
وتستمر المشاكل.. بينما يجدر التغاضي عنها تماما ، أو
يحاول لكن في فترات متباعدة، وليستمتعا بباقي طباعهما الجميلة..
فلنتغاضى قليلاً حتى تسير الحياة سعيدة هانئة لا تكدرها صغائر، ولتلتئم القلوب على الحب والسعادة، فكثرة العتاب تفرق الأحباب .
هناك فرق بين التغافل والتجاهل أم هما سيان؟ هناك من يخلط بينهما، ويعطيهما نفس المعنى، وهناك من يفرق بينهما، أن الفرق بينهما بسيط ودقيق، وهو أن:
التغافل: رسالة ودّ واحترام.
وأما التجاهل: فهو دلالة إهمال وازدراء.
فالتغافل لغة: تظاهر بالغفلة أو تعمَّدَها.
أما التجاهل: إِظْهَارُهُ عَدَمَ مَعْرِفَتِهِ وَهُوَ يَعْرِفُهُ.
وكلاهما يعد من وسائل التواصل مع البشر، وهما فن لابد من الإلمام به،
فالتغافل: وسيلة لتنبيه الشخص أنني حريص على دوام علاقتي معه، وأنه يعني لي.
وقد قيل في التغافل: هو أن تغض الطرف عن الهفوات، وألا تحصي السيئات، وأن تترفع عن الصغائر، ولا تُركِّز على اصطياد السلبيات، فهو فن راق لا يتقنه إلا محترفو السعادة، وقد قالت العرب قديما:
لَيْسَ الْغَبِيُّ بِسَيِّدٍ فِي قَوْمِهِ ... لكِنَّ سَيِّدَ قَوْمِهِ المُتَغَابِي (أَيْ المُتَغَافِل).
أما التجاهل: فهو انتقام راق وصدقة على فقراء الأدب.
وقد قيل: إن التغافل يكون من شخص لشخص محب، أو ذي قرابة، كأن يرتكب خطأ فنتغافل عن ذلك كأنه لم يفعله.
وأن التجاهل يكون مع من نصادفهم في حياتنا العابرة، ممن أساء وأخطأ، فنتجاهله كأنه لا يعني لنا هذا الشخص شيئا.
والحقيقة أن كلاهما يستعمل كل بحسب حالته، كيف؟
بداية يجب أن نعلم أن التغافل يكون في حالة كان الخطأ الصادر عن هذا الشخص وخاصة من كانت له صلة قرابة معنا:
- أن يكون الخطأ نادرا (فالنادر لا حكم له)، وهنا نتغافل.
- أن يكون فيما يمكن احتماله.
- أن يكون فيما لا يمكننا تغييره.
أما فيما لو كان ذلك الخطأ متكررا، ولا يمكن احتماله، ونعلم أن هذا الشخص قادر على التغيير،
هنا قبل أن نبدأ المرحلة الثانية وهي (التجاهل) فإن هناك مرحلة بينهما وهي: (البوح والتصريح) بمدى انزعاجنا من ذلك الشيء، فالتغافل يعطيك فرصة لتتأكد من الدافع وراء تصرفهم معك، لا نخجل من ذلك، فقد يكون الشخص غير متعمد، أو لا يعلم أن فعله ذلك يزعجنا، فإن انتهى، فبها ونعمت، وإلا كان التجاهل، فالتجاهل يمكن أن ينقذك من كلام أو تصرفات تؤدي إلى فشل علاقة، أو تمادي في الكلام، وعليه يكون التجاهل أفضل حل في ذلك الوقت.
ويلزم أن نوضح أن التجاهل أنواع، فهو إما أن يكون:
- تجاهلا للشخص، وكأنه غير موجود، حتى ينتبه ويعود لرشده ويعتذر عما بدر منه،
وقد قيل: إن القليل من التجاهل يعيد كل شخص إلى حجمه الطبيعي.
- أو تجاهلا للذكريات والمواقف المؤلمة، وجعلها وراء ظهورنا بأن نبدأ صفحة جديدة في حياتنا، بل وجعلها حافزا لنا للانطلاق نحو حياة وأمل مشرق.
- أو تجاهلا للكلمات المسيئة لنا، ولنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة "عندما كان يشتمه كفار قريش وينادونه مذمما، فما كان منه إلا أنه قال:- «أَلَا تَعْجَبُونَ كَيْفَ يَصْرِفُ اللهُ عَنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ وَلَعْنَهُمْ؛ يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا وَأَنَا مُحَمَّدٌ». (رواه البخاري)–صلوات الله وسلامه عليه-"، أيضا ما أرشدنا إليه ديننا الحنيف في قوله تعالى في سورة الفرقان آية 63 (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرض هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجاهلون قَالُواْ سَلاَماً)، والجاهل: هو السفيه الذي لا يزن الكلام، ولا يضع الكلمة في موضعها، ولا يدرك مقاييس الأمور لا في الخلق ولا في الأدب.
وقوله تعالى في سورة القصص آية 55: (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ).
- وهناك تجاهل للسلوك، فعن أَنسٍ قَالَ: "كُنتُ أَمْشِي مَعَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانيٌّ غلِيظُ الحَاشِيةِ، فأَدْركَهُ أَعْرَابيٌّ، فَجَبَذهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَديدَةً، فَنظرتُ إِلَى صَفْحَةِ عاتِقِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وقَد أَثَّرَتْ بِها حَاشِيةُ الرِّداءِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مُرْ لِي مِن مالِ اللَّهِ الَّذِي عِندَكَ، فالتَفَتَ إِلَيْه، فضَحِكَ، ثُمَّ أَمر لَهُ بعَطَاءٍ" (متفقٌ عليه).
وعلينا أن ننتبه!! فليس كل سلوك خاطئ يُفضَّل تجاهله، فمواقف التعدّي على الغير أو انتهاك حقوق الله تستلزم التدخل المباشر "الحكيم"، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم.
فعوّد نفسك على التجاهل الذكي فليس كل أمر يستحق وقوفك والرد!.
وقد قيل في التغافل والتجاهل
- قال الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-: (تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل).
- قال الحسن البصري - رحمه الله -: (ما زال التغافل من فعل الكرام).
- يقول ابن الجوزي: (ما يزال التغافل عن الزلات من أرقى شيم الكرام، فإنّ الناس مجبولون على الزلات والأخطاء، فإن اهتم المرء بكل زلة وخطيئة تعب وأتعب، والعاقل الذكي من لا يدقّق في كل صغيرة وكبيرة، مع أهله، أحبابه، وأصحابه، وجيرانه، وزملائه، كي تحلو مجالسته، وتصفو عشرته).
- وقد قال جبران خليل جبران: إذا تعلمت التجاهل فقد اجتزت نصف مشاكل الحياة.
- وقال مالكوم إكس: إذا لم تتقن التجاهل ستخسر الكثير أولهم عافيتك.
- وقال جورج ماكدونالد: التجاهل وقت الغضب ذكاء، والتجاهل وقت المصاعب إصرار، والتجاهل وقت النصيحة البناءة غرور، فانتبه متى تتجاهل.
أكثم بن صيفي يقول ” من شدد نفر , ومن تراخي تألف, والشرف في التغافل.
الأعمش يقول ” التغافل يطفئ شراً كثيراً”.
وفي الشعر التالي يقول ” أغمض عيني عن صديقي تغافلاً .. كأني بما يأتي من الأمر جاهل.
آخر يقول في التغافل ” تغافلت عن أشياء منه وربما… يسرك في بعض الأمور التغافل.
علي كرم الله وجهه يقول ” من لم يتغافل تنغصت عيشته”.
قال أبو علي الدقاق: جاءت امرأة فسألت حاتماً عن مسألة، فاتفق أنه خرج منها صوت في تلك الحالة فخجلت،فقال حاتم: ارفعي صوتك فأوهمها أنه أصمّ فسرّت المرأة بذلك، وقالت: إنه لم يسمع الصوت فلقّب بحاتم الأصم
ومن هذه المواقف الجلية في أدب التغافل، ما ذكره ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح قال: إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأن لم أسمعه قط وقد سمعته قبل أن يولد
ولقد دخل رجل على الأمير المجاهد قتيبة بن مسلم الباهلي، فكلمه في حاجة له، ووضع نصل سيفه على الأرض فجاء على أُصبع رجلِ الأمير، وجعل يكلمه في حاجته وقد أدمى النصلُ أُصبعه، والرجل لا يشعر، والأمير لا يظهر ما أصابه وجلساء الأمير لا يتكلمون هيبة له، فلما فرغ الرجل من حاجته وانصرف دعا قتيبة بن مسلم بمنديل فنمسح الدم من أُصبعه وغسله، فقيل له: ألا نحَّيت رجلك أصلحك الله، أو أمرت الرجل برفع سيفه عنها فقال: خشيت أن أقطع عنه حاجته
أمامك طريقان: إما أن تنفعل وتغضب وتتوتر، وترهق أعصابك وتفكيرك، وإما أن تتجاهل ذلك الأمر الذي سبب انزعاجك وتهدأ وتبتسم.
يجب أن نعلم أن الحديث عن التغافل والحث عليه لا يعني ترك النصيحة والتنبيه على المخالفات الشرعية،
فهذه لها شأن آخر ليس هذا مجال الحديث عنها، وقد جاء في صحيح مسلم من حديث تميم الداري -رضي الله عنه-
أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "الدين النصيحة"، قلنا : لمن؟ قال: "لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم".
---------------
ما زلنا أحبابي في الله
تابعونا
ولا تنسونا منصالح دعائكم
اليوم في 3:00 pm من طرف عبدالله الآحد
» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد
» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» العبادة وأركانها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور
» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد
» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد
» هيئات السجود المسنونة
الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد