آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» احذروا مكروهات ومبطلات الصلاة يرحمكم الله
قصة .. اصحاب القرية Ooou110اليوم في 2:33 pm من طرف عبدالله الآحد

» خصوصيات الرسول صلى الله عليه وسلم
قصة .. اصحاب القرية Ooou110أمس في 6:38 pm من طرف صادق النور

» وجوب الإعراض عن اللغو
قصة .. اصحاب القرية Ooou110أمس في 3:06 pm من طرف عبدالله الآحد

» التعليق على بعض الأبيات من منظومة السفاريني في العقيدة
قصة .. اصحاب القرية Ooou110الأربعاء أكتوبر 30, 2024 8:59 pm من طرف عبدالله الآحد

» تأكيد العمل بسنن الفطرة
قصة .. اصحاب القرية Ooou110الأربعاء أكتوبر 30, 2024 2:46 pm من طرف عبدالله الآحد

» الإقعاء منه المكروه ومنه السنة
قصة .. اصحاب القرية Ooou110الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 2:36 pm من طرف عبدالله الآحد

» النفي في صفات الله سبحانه عز وجل
قصة .. اصحاب القرية Ooou110الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 11:53 am من طرف عبدالله الآحد

» قال الإمام عبد الغني المقدسي فكما لا يثبت إلا بنص شرعي كذلك لا ينفى إلا بدليل سمعي
قصة .. اصحاب القرية Ooou110الأحد أكتوبر 27, 2024 3:42 pm من طرف عبدالله الآحد

» (( 1 )) مَوَاقِفُ تَرْبَوِيَّة فِي حَيَاةِ الرَّسُولِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قصة .. اصحاب القرية Ooou110السبت أكتوبر 26, 2024 8:16 pm من طرف صادق النور

» لا يشرع رفع اليدين في السجود والجلوس
قصة .. اصحاب القرية Ooou110السبت أكتوبر 26, 2024 4:49 pm من طرف عبدالله الآحد

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

قصة .. اصحاب القرية Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 39 عُضو متصل حالياً :: 1 أعضاء, 0 عُضو مُختفي و 38 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

عبدالله الآحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 10085 مساهمة في هذا المنتدى في 3384 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 308 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو ابراهيم عبدالله ادريس فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    قصة .. اصحاب القرية

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5372
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود قصة .. اصحاب القرية

    مُساهمة من طرف صادق النور السبت مارس 16, 2013 12:07 pm

    [b
    ]قصة .. أصحاب القرية.

    .: أصحاب القرية :.

    قصّة رسل أنطاكية:

    (أنطاكية) واحدة من أقدم مدن الشام التي بنيت بحدود ثلاثمائة سنة قبل الميلاد. وكانت تعد من أكبر ثلاث مدن روسية في ذلك الزمان من حيث الثروة والعلم والتجارة.

    تبعد (أنطاكية) مائة كيلو متر من مدينة حلب، وستين كيلو متر عن الإسكندرية.

    فتحت من قبل (أبو عبيدة الجراح) في زمن الخليفة الثاني سيدنا عمر بن الخطاب وقبل أهلها دفع الجزية والبقاء على ديانتهم.

    أحتلها الفرنسيون بعد الحرب العالمية الأولى، وحينما أراد الفرنسيون ترك الشام ألحقوها بالا راضى التركية خوفا على أهالي أنطاكية من أن يمسهم سوء بعد خروجهم لأنهم نصارى مثلهم.

    (أنطاكية) تعتبر بالنسبة للنصارى كالمدينة المنورة بالنسبة للمسلمين، المدينة الثانية في الأهمية بعد بيت المقدس، التي ابتدأ المسيح عليه السلام منها دعوته، ثم هاجر بعد من آمن بالمسيح عليه السلام -بولس وبرنابا- إلى أنطاكيا ودعو الناس هناك إلي المسيحية، وبذا انتشرت المسيحية هناك.

    أولا:

    يقول القرآن الكريم في بيان قصة هؤلاء القوم: ﴿ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ ﴾ وبعد ذلك العرض الإجمالي العام، ينتقل القرآن إلي تفصيل الأحداث التي جرت فيقول: ﴿ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ ﴾

    أما من هؤلاء الرسل ؟

    هناك أخذ ورد بين المفسرين، بعضهم قال: إن أسماء الاثنين (شمعون) و(يوحنا) والثالث (بولس) وبعضهم ذكر أسماء أخرى لهم.

    وكذلك هناك أخذ ورد أنهم رسل الله تعالى، أم أنهم رسل المسيح (عليه السلام) ولا منافاة مع قوله تعالى: ﴿إِذْ أَرْسَلْنَا﴾ اذ أن رسل المسيح أرسله الله تعالى أيضا، مع أن ظاهر القرآن ينسجم معه التفصيل الأول وان كان لا فرق بالنسبة إلي النتيجة التي يريد أن يخلص إليها القرآن الكريم.

    الآن ننظر ماذا كان رد فعل هؤلاء القوم الضالين قبال دعوة الرسل،

    القرآن الكريم يقول: أنهم تعللوا بنفس الأعذار الواهية التي يتعذر بها الكثيرين من الكفار دائما في مواجهة الأنبياء ﴿ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ ﴾.

    فإذا كان مقررا إن يأتي رسول من قبل الله تعالى، فيجب أن يكون ملكا مقربا وليس إنسانا مثلنا. هذه هي الذريعة التي تذرعوا بها لتكذيب الرسل وإنكار نزول التشريعات الإلهية، والمحتمل أنهم يعرفون أن جميع الأنبياء على مدى الزمن كانوا من نسل آدم، من جملتهم إبراهيم الخليل عليه السلام، الذي عرف برسالته، ومن المسلم انه كان إنسانا، وناهيك أن منه هل يمكن لغير الإنسان إن يدرك حاجات الإنسان ومشاكله وآلامه ؟

    على كل حال فأن هؤلاء الأنبياء لم ييأسوا جراء مخالفة هؤلاء القوم الضالين ولم يضعفوا، وفي جوابهم ﴿ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴾ ومسؤوليتنا إبلاغ الرسالة الإلهية بشكل واضح وبين فحسب.

    ﴿ وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ ﴾: (2)
    من المسلم به أنهم لم يكتفوا بمجرد الادعاء، أو القسم بأنهم من قبل الله، بل إن مما يستفاد من التعبير (البلاغ المبين) إجمالا إنهم اظهروا دلائل و معاجز تشير إلي صدق ادعائهم وإلا فلا مصداقية (للبلاغ المبين) اذ إن البلاغ المبين يجب أن يكون بطريقة تجعل من اليسر للجميع أن يدركوا مراده، وذلك لا يمكن تحققه إلا من خلال الدلائل والمعجزات الواضحة.

    وقد ورد في بعض الروايات أن هؤلاء الرسل كانت لهم القدرة على شفاء بعض المرضى المستعصي علاجهم - بإذن الله- كما كان لعيسى عليه السلام.

    لنرجمنكم:

    إن الوثنيين لم يسلموا أمام ذالك المنطق الواضح وتلك المعجزات, بل أنهم زادوا في عنفهم للمواجهة, وانتقلوا من مرحلة التكذيب إلي مرحلة التهديد والتعامل الشديد ﴿ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ﴾.

    ويحتمل حدوث بعض الوقائع السلبية لهؤلاء القوم، أو كالإنذارات الإلهية لهم، وكما نقل بعض المفسرين فقد توقف نزول المطر عليهم مدة، ولكنهم لم يعتبروا من ذلك، بل أنهم اعتبروا تلك الحوادث مرتبطة ببعثة هؤلاء الرسل.

    ولم يكتفوا بذلك ؟, بل أنهم أظهروا سوء نواياهم من خلال التهديد الصريح والعلني وقالوا: ﴿ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.

    وهنا رد الرسل بمنطقهم العالي على هذيان هؤلاء:﴿ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم ﴾.

    فإذا أصابكم سوء الحظ وحوادث الشؤم، ورحلت بركات الله عنكم، فان سبب ذلك في أعماق أرواحكم، وفي أفكاركم المنحطة وأعمالكم القبيحة المشئومة وليس في دعواتنا، فها أنتم ملأتم دنياكم بعبادة الأصنام وأتباع الهوى والشهوات، وقطعكم عنكم بركات الله سبحانه وتعالى.

    وفي الختام قال الرسل لهؤلاء ﴿ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴾.

    فان مشكلتكم هي الإسراف والتجاوز، فإذا أنكرتم التوحيد وأشركتم فسبب ذلك هو الإسراف وتجاوز الحق

    ، فإذا أصاب مجتمعكم المصير المشئوم فسبب ذلك الإسراف في المعاصي والتلوث بالشهوات، وأخيرا ففي قبال الرغبة في العمل الصالح تهددون الهادفين إلي الخير بالموت، وهذا أيضا بسبب التجاوز والإسراف.

    المجاهدون الذين حملوا أرواحهم على الأكف!!
    يشير القرآن إلي جانب آخر من جهاد الرسل الذي وردت الإشارة إليه في هذه القصة. والإشارة تتعلق بالدفاع المدروس للمؤمنين القلائل وبشجاعتهم في قبال الأكثرية الكافرة المشركة.. وكيف وقفوا حتى الرمق الأخير متصدين للدفاع عن الرسل.

    ﴿ وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴾
    هذا الرجل الذي يذكر أغلب المفسدين أن اسمه (حبيب النجار) هو من الأشخاص الذين قيض لهم الاستماع إلي هؤلاء الرسل والأيمان وأدركوا بحقانية دعوتهم ودقة تعليماتهم وكان مؤمنا ثابت القدم في إيمانه، وحينما بلغه بأن مركز المدينة مضطرب ويحتمل أن يقوم الناس بقتل هؤلاء الأنبياء أسرع وأوصل نفسه إلى مركز المدينة ودافع عن الحق بما استطاع بل انه لم يدخر وسعا في ذلك.

    التعبير بـ(رجل) بصورة النكرة يحتمل انه إشارة إلي انه كان فردا عاديا، ليس له قدرة أو إمكانية متميزة في مجتمع، وسلك طريقه فردا وحيدا. وكيف أنه نفس الوقت دخل المعركة بين الكفر والأيمان مدافعا عن الحق.

    التعبير بـ(أقصى المدينة) يدلل على أن دعوة هؤلاء الأنبياء وصلت إلي النقاط البعيدة من المدينة، وأثرت على القلوب المهيأة الأيمان، ناهيك عن أن أطراف المدن عادة تكون مراكز للمستضعفين المستعدين أكثر من غيرهم لقبول الحق والتصديق به، على عكس ساكني مراكز المدن الذين يعيشون حياة مرهفة تجعل من الصعب قبولهم لدعوة الحق.

    والآن لننظر إلى هذا الرجل المجاهد، بأي منطق وبأي دليل خاطب أهل المدينة ؟

    فقد أشار أولا إلى هذه القضية ﴿ اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا ﴾ فتلك القضية بحد ذاتها الدليل الأول على صدق هؤلاء الرسل، فهم لا يكسبون من دعوتهم تلك أية منفعة مادية شخصية، ولا يريدون منكم مالا ولا جاها ولا مقاما وحتى أنهم لا يريدون منكم أن تشكرونهم.

    والخلاصة: لا يريدون منكم أجرا ولا شيء آخر. ثم يضيف: إن هؤلاء الرسل كما يظهر من محتوى دعوتهم وكلامهم إنهم أشخاص مهتدون ﴿ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾.

    ثم ينتقل إلي ذكر دليل آخر على التوحيد الذي يعتبر عماد دعوة هؤلاء فيقول: ﴿ وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي ﴾، فان من هو أهل لأن يعبد هو الخالق والمالك والوهاب وليس الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، الفطرة السليمة تقول: يجب أن تعبدوا الخالق لا تلك المخلوقات التافهة.

    وبعد ذلك ينبه إلى إن المرجع والمآل إلي الله سبحانه فيقول ﴿ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ ﴾

    ثم يقول ذلك المؤمن المجاهد بالتأكيد والتوضيح أكثر: إني حين أعبد هذه الأصنام وأجعلها شريكا لله فاني سأكون في ضلال بعيد﴿ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴾ فأي ضلال أوضح من أن يجعل الإنسان العاقل تلك الموجودات الجامدة جنبا إلي جنب خالق السماوات والأرض!!

    وعندما انتهى هذا المؤمن المجاهد المبارز من استعراض تلك الاستدلالات والتبليغات المؤثرة أعلن لجميع الحاضرين ﴿ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴾.

    موقف الناس من المؤمن المضحي:

    لكن لننظر ماذا كان رد فعل هؤلاء القوم إزاء المؤمن الطاهر ؟
    القرآن لا يصرح بشيء حول ذلك، ولكن يستفاد من طريقة الآيات التالية بأنهم ثاروا عليه وقتلوه.

    نعم فان حديثه المثير والباعث على الحماس والمليء بالاستدلالات القوية الدامغة، والملفتات الخاصة والنافذة إلي القلب، ليس لم يكن لها الأثر الايجابي في تلك القلوب السوداء المليئة بالمكر والغرور فحسب، بل إنها على العكس أثارت فيها الحقد والبغضاء وسعرت فيها نار العداوة، بحيث أنهم نهضوا إلي ذلك الرجل الشجاع وقتلوه بمنتهى القسوة والغلظة. وقيل أنهم رموه بالحجارة، وهو يقول: اللهم أهد قومي، حتى قتلوه.

    وفي رواية أخرى أنهم وطئوه بأرجلهم حتى مات.

    ولقد أوضح القرآن الكريم الحقيقة بعبارة جميلة مختصرة هي ﴿ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ﴾ وهذا التعبير ورد في خصوص شهداء طريق الحق في آيات أخرى من القرآن الكريم ﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾.)

    والجدير بالذكر والملاحظة أن هذا التعبير يدلل على أن دخوله الجنة كان مقترنا باستشهاده شهادة هذا الرجل المؤمن، بحيث أن الفاصلة بين الاثنين قليلة إلي درجة أن القرآن المجيد بتعبيره اللطيف ذكر دوله بدلا عن شهادته، فما أقرب طريق الشهداء إلي السعادة الدائمة!!

    على كل حال فان روح ذلك المؤمن الطاهر، عرجت إلي السماء إلي جوار رحمة الله وفي نعيم الجنان، وهناك لم تكن له سوى أمنية واحدة ﴿قال يا ليت قومي يعلمون﴾.

    يا ليت قومي يعلمون بأي شيء ﴿بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين﴾.

    وفي حديث عن الرسول صلى الله علية وسلم فيما يخص هذا المؤمن ﴿انه نصح لهم في حياته وبعد موته﴾.

    وعلى كل حال فقد كان هذا مآل هذا الرجل المؤمن المجاهد الصادق الذي أدى رسالته ولم يقصر في حماية الرسل الإلهيين, وأرتشف في النهاية كأس الشهادة، وقفل راجعا إلي جوار رحمة ربه الكريم.

    نهاية عمل أنبياء ثلاثة:

    مع أن القرآن الكريم لم يورد شيئا في ما انتهى إليه عمل هؤلاء الثلاثة من الرسل الين بعثوا إلي هؤلاء القوم,

    لكن جمعا من المفسرين ذكروا أن هؤلاء قتلوا الرسل أيضا إضافة إلي قتلهم ذلك الرجل المؤمن, وفي حال أن البعض الآخر يصرح بان هذا الرجل الصالح شاغل هؤلاء القوم بحديثه وبشهادته لكي يتسنى لهؤلاء الرسل التخلص ممل حيك ضدهم من المؤامرات والانتقال إلي مكان أكثر أمنا.

    عاقبة القوم الظالمين:

    رأينا كيف أصر أهالي مدينة أنطاكية على مخالفة الإلهيين والآن لننظر ماذا كانت نتيجة عملهم ؟
    القرآن الكريم يقول في هذا الخصوص: ﴿ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴾

    فلسنا بحاجة إلي تلك الأمور وأساسا فأنه ليس من سنتنا لأهلاك قوم ظالمين أن نستخدم جنود من السماء لان إشارة واحدة كانت كافية للقضاء عليهم جميعا وإرسالهم إلي ديار العدم والفناء، إشارة واحدة كانت كافية لتبديل عوامل حياتهم ومعيشتهم إلي عوامل موت وفناء وفي لحظة خاطفة تقلب حياتهم عاليها سافلها.

    ثم يضيف تعالى ﴿ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴾...
    هل أن تلك الصيحة كانت صدى صاعقة نزلت من الغيوم على الأرض وهزت كل شيء ودمرت كل عمران موجود وجعلت القوم من شدة الخوف والوحشة يستسلمون للموت ؟ أو إنها كانت صيحة ناتجة عن زلزلة خرجت من قلب الأرض فضجت في الفضاء بحيث أن موج انفجارها اهلك الجميع.

    أيا كانت فإنها لم تكن سوى صيحة لم تتجاوز اللحظة الخاطفة في وقوعها، صيحة أسكتت جميع الصيحات، هزة أوقفت كل شيء عن التحرك وهكذا قدرة الله سبحانه وتعالى، وهكذا هو مصير قوم ضالين لا ينفع فيهم.

    قصة رسل أنطاكية في تفسير مجمع البيان:

    (الطبرسي وهو أحد علماء الشيعة) - الله مقامه - في تفسير مجمع البيان يقول: قالوا بعث عيسى رسولين من الحواريين إلى مدينة أنطاكية، فلما قربا من المدينة رأيا شيخا يرعى غنيمات له وهو (حبيب) صاحب (يس) فسلما عليه.

    فقال الشيخ لهما: من أنتما ؟
    قالا: رسولا عيسى, ندعوكم من عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن.
    فقال: أمعكما آية ؟
    قالا: نعم، نحن نشفي المريض ونبرى الأكمه والأبرص بإذن اله.
    فقال الشيخ: إن عندي ابنا مريضا صاحب فراش منذ سنين.
    قالا: فانطلق بنا إلي منزلك نتطلع حاله, فذهب بهما فمسحا أنبه فقام في الوقت بإذن الله صحيحا، ففشا الخبر في المدينة وشفى الله على يديهما كثيرا من المرضى.
    وكان لهم ملك يعبد الأصنام فانتهى الخبر إليه، فدعاهما فقال لهما: من أنتما ؟
    قالا: رسولا عيسى, جئنا ندعوك من عبادة مالا يسمع ولا يبصر إلي عبادة من يسمع ويبصر.
    فقال الملك: ولنا اله سوى آلهتنا ؟
    قالا: نعم, من أوجدك وآلهتك.
    قال: قوما حتى أنظر في أمركما، فأخذهما الناس في السوق وضربوهما.

    وروي إن عيسى عليه السلام بعث هذين الرسولين إلى أنطاكية فأتيا ولم يصلا إلي ملكها وطالت مدة مقامهما فخرج الملك ذات يوم فكبرا وذكرا الله فغضب الملك وأمر بحبسهما، وجلد كل واحد منهما مائة جلدة, فلما كذب الرسولان وضربا، بعث عيسى (شمعون صفا) رأس الحواريين على أثرهما لينصرهما, فدخل شمعون البلدة متنكرا فجعل يعاشر حاشية الملك حتى أنسوا به فرفعوا خبره إلي الملك فدعاه ورضي عشرته وأنس به وأكرمه، ثم قال له ذات يوم: أيهما ملك بلغني أنك حبست رجلين في السجن وضربتهما حين دعواك إلي غير دينك فهل سمعت قولهما. قال الملك حال الغضب بيني وبين ذلك. قال: فان رأى الملك دعاهما حتى نتطلع ما عندهما فدعاهما الملك.

    فقال: لهما شمعون: من أرسلكما إلي هاهنا.
    قالا: الله الذي خلق كل شيء لا شريك له.
    قال: وما آيتكما.
    قالا: ما تتمناه.

    فأمر الملك أن يأتوا بغلام مطموس العينين وموضع عينه كالجبهة.فما زال يدعوان حتى انشق موضع البصر بندقتين من الطين فوضعاها في حدقتيه فصارا مقلتين يبصر بهما, فتعجب الملك.

    فقال شمعون للملك: أرأيت لو سألت إلهك حتى يصنع صنيعا مثل هذا فيكون لك ولإلهك شرفا ؟
    فقال الملك: ليس لي عنك سر، إن إلهنا الذي نعبده لا يضر ولا ينفع.
    ثم قال الملك للرسولين: إن قدر إلهكما على إحياء ميت آمنا به وبكما.
    قالا: إلهنا قادر على كل شيء.
    فقال الملك: إن هاهنا ميتا مات من سبعة أيام لم ندفنه حتى يرجع أبوه-وكان غائبا- فجاءوا بالميت وقد تغير وأروح، فجعلا يدعوان ربهما علانية, وجعل شمعون يدعو ربه سرا, فقام الميت وقال لهم: إني قد من منذ سبعة أيام وأدخلت في سبعة أودية من النار وأنا أحذركم مما أنتم فيه, فآمنوا بالله فتعجب الملك.

    فلما علم شمعون إن قوله أثر في الملك, دعاه إلي الله فآمن وآمن من أهل مملكته قوم وكفر آخرون.

    ولكن بمطالعة الآيات السابقة، يبدو من المستبعد أن أهل تلك المدينة كانوا قد آمنوا، لان القرآن الكريم يقول ﴿ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴾. ويمكن أن يكون هناك أشباه في الرواية من جهة الراوي.[/b]
    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5372
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: قصة .. اصحاب القرية

    مُساهمة من طرف صادق النور السبت مارس 16, 2013 12:13 pm

    ذكر أصحاب القرية في القرآن الكريم

    قال الله تعالى في سورة يس من الآية رقم 13 إلى الآية رقم 29 :

    " واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون * إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما

    فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون * قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من

    شيء إن أنتم إلا تكذبون * قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون * وما علينا إلا البلاغ

    المبين * قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم * قالوا

    طائركم معكم أإن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون * وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى

    قال يا قوم اتبعوا المرسلين * اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون * وما لي لا أعبد

    الذي فطرني وإليه ترجعون * أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني

    شفاعتهم شيئا ولا ينقذون * إني إذا لفي ضلال مبين * إني آمنت بربكم فاسمعون *

    قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين *

    وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين * إن كانت إلا صيحة

    واحدة فإذا هم خامدون " .



    سيرتهم

    يحكي الحق تبارك وتعالى قصة أنبياء ثلاثة بغير أن يذكر أسمائهم ، كل ما

    يذكره السياق أن القوم كذبوا رسولين فأرسل الله ثالثا يعزرهما.

    ولم يذكر القرآن من هم أصحاب القرية ولا ما هي القرية ، وقد اختلفت

    فيها الروايات.

    وعدم إفصاح القرآن عنها دليل على أن تحديد اسمها أو موضعها لا يزيد

    شيئا في دلالة القصة وإيحائها .

    لكن الناس ظلوا على إنكارهم للرسل وتكذيبهم وقالوا :

    (( قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون ))

    وهذا الاعتراض المتكررعلى بشرية الرسل تبدو فيه سذاجة التصور والإدراك

    كما يبدو فيه الجهل بوظيفة الرسول.

    قد كانوا يتوقعون دائما أن يكون هناك سر غامض في شخصية الرسول وحياته

    تكمن وراءه الأوهام والأساطير..

    أليس رسول السماء إلى الأرض فكيف يكون شخصية مكشوفة بسيطة لا أسرار

    فيها ولا ألغاز حولها ؟

    وهذه هي سذاجة التصور والتفكير ، فالأسرار والألغاز ليست صفة ملازمة

    للنبوة والرسالة ، فالرسالة منهج إلهي تعيشه البشرية ، وحياة الرسول هي النموذج

    الواقعي للحياة وفق ذلك المنهج الإلهي.

    النموذج الذي يدعو قومه إلى الاقتداء به ، وهم بشر ، فلا بد أن يكون رسولهم

    من البشر ليحقق نموذجا من الحياة يملكون هم أن يقلدوه.

    وفي ثقة المطمئن إلى صدقه ، العارف بحدود وظيفته أجابهم الرسل:

    إن الله يعلم ، وهذا يكفي.

    وإن وظيفة الرسل البلاغ ، وقد أدوه ، والناس بعد ذلك أحرار فيما يتخذون

    لأنفسهم من تصرف ، وفيما يحملون في تصرفهم من أوزار ، والأمر بين

    الرسل وبين الناس هو أمر التبليغ عن الله فمتى تحقق ذلك فالأمر كله بعد ذلك

    إلى الله.

    ولكن المكذبين الضالين لا يأخذون الأمور هذا المأخذ الواضح السهل اليسير

    ولا يطيقون وجود الدعاة إلى الهدى ويعمدون إلى الأسلوب الغليظ العنيف

    في مقاومة الحجة لأن الباطل ضيق الصدر.

    قالوا :

    إننا نتشاءم منكم ، ونتوقع الشر في دعوتكم ، فإن لم تنتهوا عنها فإننا لن

    نسكت عليكم ، ولن ندعكم في دعوتكم :

    (( قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم ))

    هكذا أسفر الباطل عن غشمه ، وأطلق على الهداة تهديده ، وبغى في وجه كلمة

    الحق الهادئة .

    ولكن الواجب الملقى على عاتق الرسل يقضي عليهم بالمضي في الطريق :

    (( قالوا طائركم معكم ))

    فالقول بالتشاؤم من دعوة أو من وجه هو خرافة من خرافات الجاهلية.

    والرسل يبينون لقومهم أنها خرافة ، وأن حظهم ونصيبهم من خير ومن شر

    لا يأتيهم من خارج نفوسهم ، إنما هو معهم ، مرتبط بنواياهم وأعمالهم

    متوقف على كسبهم وعملهم.

    وفي وسعهم أن يجعلوا حظهم ونصيبهم خيرا أو أن يجعلوه شرا.

    فإن إرادة الله بالعبد تنفذ من خلال نفسه ، ومن خلال اتجاهه ، ومن خلال عمله.

    وهو يحمل طائره معه ، هذه هي الحقيقة الثابتة القائمة على أساس صحيح.

    أما التشاؤم بالأمكنة أو التشاؤم بالوجوه أو التشاؤم بالكلمات ، فهو خرافة لا تستقيم

    على أصل .

    وقالوا لهم : (( أَئِن ذكرتم ))

    أترجموننا وتعذبوننا لأننا نذكركم .

    أفهذا جزاء التذكير ؟

    (( بل أنتم قوم مسرفون ))

    تتجاوزون الحدود في التفكير والتقدير ، وتجازون على الموعظة بالتهديد والوعيد

    وتردون على الدعوة بالرجم والتعذيب .



    الجهر بكلمة الحق

    لا يقول لنا السياق ماذا كان من أمر هؤلاء الأنبياء ، إنما يذكر ما كان من أمر

    إنسان آمن بهم ، آمن بهم وحده..

    ووقف بإيمانه أقلية ضعيفة ضد أغلبية كافرة ..

    جاء من أقصى المدينة يسعى ليقوم بواجبه في دعوة قومه إلى الحق ، وفي كفهم

    عن البغي ، وفي مقاومة اعتدائهم الأثيم الذي يوشكون أن يصبوه على المرسلين.

    ويبدو أن الرجل لم يكن ذا جاه ولا سلطان ، ولم تكن له عشيرة تدافع عنه إن وقع

    له أذى ، ولكنها العقيدة الحية في ضميره تدفعه وتجيء به من أقصى المدينة

    إلى أقصاها.

    فقال لهم :

    اتبعوا هؤلاء الرسل ، فإن الذي يدعو مثل هذه الدعوة ، وهو لا يطلب أجرا

    ولا يبتغي مغنما ، إنه لصادق.

    وإلا فما الذي يحمله على هذا العناء إن لم يكن يلبي تكليفا من الله ؟

    ما الذي يدفعه إلى حمل هم الدعوة ؟

    ومجابهة الناس بغير ما ألفوا من العقيدة ؟

    والتعرض لأذاهم وشرهم واستهزائهم وتنكيلهم ، وهو لا يجني من ذلك كسبا

    ولا يطلب منهم أجرا ؟

    وهداهم واضح في طبيعة دعوتهم ، فهم يدعون إلى إله واحد ، ويدعون إلى

    نهج واضح ، ويدعون إلى عقيدة لا خرافة فيها ولا غموض ، فهم مهتدون

    إلى نهج سليم ، وإلى طريق مستقيم.

    ثم عاد يتحدث إليهم عن نفسه هو وعن أسباب إيمانه ، ويناشد فيهم الفطرة التي

    استيقظت فيه فاقتنعت بالبرهان الفطري السليم.

    فلقد تسائل مع نفسه قبل إيمانه ، لماذا لا أعبد الذي فطرني ؟

    والذي إليه المرجع والمصير ؟

    وما الذي يحيد بي عن هذا النهج الطبيعي الذي يخطر على النفس أول ما يخطر ؟

    إن الفطر مجذوبة إلى الذي فطرها ، تتجه إليه أول ما تتجه ، فلا تنحرف عنه

    إلا بدافع آخر خارج على فطرتها ، والتوجه إلى الخالق هو الأولى.

    ثم يبين ضلال المنهج المعاكس ، منهج من يعبد آلهة غير الرحمن لا تضر ولا تنفع..

    والآن وقد تحدث الرجل بلسان الفطرة الصادقة العارفة الواضحة يقرر قراره

    الأخير في وجه قومه المكذبين المهددين المتوعدين.

    لأن صوت الفطرة في قلبه أقوى من كل تهديد ومن كل تكذيب:

    (( إني آمنت بربكم فاسمعون ))

    هكذا ألقى بكلمة الإيمان الواثقة المطمئنة ، وأشهدهم عليها ، وهو يوحي إليهم

    أن يقولوها كما قالها ، أو أنه لا يبالي بهم ماذا يقولون .



    استشهاده المؤمن ودخوله الجنة

    يوحي سياق القصة بعد ذلك أن القوم الكافرين قتلوا الرجل المؤمن.

    وإن كان لا يذكر شيئا من هذا صراحة ، إنما يسدل الستار على الدنيا وما فيها

    وعلى القوم وما هم فيه ، ويرفعه لنرى هذا الشهيد الذي جهر بكلمة الحق

    متبعا صوت الفطرة ، وقذف بها في وجوه من يملكون التهديد والتنكيل.

    نراه في العالم الآخر ، ونطلع على ما ادخر الله له من كرامة ، تليق بمقام

    المؤمن الشجاع المخلص الشهيد :

    (( قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني

    من المكرمين ))



    إهلاك أصحاب القرية بالصيحة

    كان جزاء الطغيان أهون على الله من أن يرسل عليه الملائكة لتدمره.

    فهو ضعيف ضعيف :

    (( وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين * إن كانت

    إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون ))

    لا يطيل هنا في وصف مصرع القوم ، تهوينا لشأنهم ، وتصغيرا لقدرهم

    فما كانت إلا صيحة واحدة أخمدت أنفاسهم ، ويسدل الستار على مشهدهم

    البائس المهين الذليل .



    اختصار للحوار بين أصحاب الحق و أهل الباطل

    قال الله تعالى :

    (( واضرب لهم مثلا ))

    يعنى لقومك يا محمد ( صلى الله عليه وسلم )

    (( أصحاب القرية ))

    يعني المدينة

    (( إذ جاءها المرسلون * إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث ))

    أي أيدناهما بثالث في الرسالة

    (( فقالوا إنا إليكم مرسلون ))

    فردوا عليهم بأنهم بشر مثلهم ، كما قالت الأمم الكافرة لرسلهم ، يستبعدون

    أن يبعث الله نبيا بشريا .

    فأجابو بأن الله يعلم أنا رسله إليكم ، ولو كنا كذبنا عليه لعاقبنا وانتقم منا أشد الانتقام

    (( وما علينا إلا البلاغ المبين ))

    أي إنما علينا أن نبلغكم ما أرسلنا به إليكم والله هو الذي يهدي من يشاء ويضل

    من يشاء .

    (( قالوا إنا تطيرنا بكم ))

    أي تشاءمنا بما جئنمونا به

    (( لئن لم تنتهوا لنرجمنكم ))

    قيل بالمقال ، وقيل بالفعال ، ويؤيد الأول قوله :

    (( وليمسنكم منا عذاب أليم ))

    توعدم بالقتل والإهانة .

    (( قالوا طائركم معكم ))

    أي مردود عليكم

    (( أئن ذكرتم ))

    أي بسبب أنا ذكرنا بالهدى ودعوناكم إليه ، توعدتمونا بالقتل والإهانة

    (( بل أنتم قوم مسرفون ))

    أي لا تقبلون الحق ولا تريدونه .

    وقوله تعالى :

    (( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ))

    يعنى لنصرة الرسل وإظهار الإيمان بهم

    (( قال يا قوم اتبعوا المرسلين * اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون ))

    أي يدعونكم إلى الحق المحض بلا أجرة ولا جعالة .

    ثم دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، ونهاهم عن عبادة ما سواه مما لا ينفع

    شيئا لا في الدنيا ولا في الآخرة .

    (( إني إذا لفي ضلال مبين ))

    أي إن تركت عبادة الله وعبدت معه سواه .

    ثم قال مخاطبا للرسل :

    (( إني آمنت بربكم فاسمعون ))

    قيل :

    فاستمعوا مقالتي واشهدوا لي بها عند ربكم ، وقيل معناه :

    فاستمعوا يا قومي إيماني برسل الله جهرة .

    فعند ذلك قتلوه .

    قال ابن عباس رضي الله عنهما : نصح قومه في حياته بقوله :

    (( يا قوم اتبعوا المرسلين ))

    وبعد مماته في قوله :

    (( يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ))

    تمنى والله أن يعلم قومه بما عاين من كرامة الله وما هو عليه



    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5372
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود رد: قصة .. اصحاب القرية

    مُساهمة من طرف صادق النور السبت مارس 16, 2013 12:23 pm

    " frameborder="0" loading="lazy" allowfullscreen >

    " frameborder="0" loading="lazy" allowfullscreen >


    " frameborder="0" loading="lazy" allowfullscreen >


    نسألكم الدعاء

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 03, 2024 3:18 pm