بيصار ، محمد بن عبدالرحمن
(1328 – 1402هـ / 1910 – 1982م)
ولد بقرية السالمية مركز فوه بمحافظة كفر الشيخ فى 20-10-1910 م
حفظ القرآن الكريم بكتـاب القرية
ثم التحق بمعهد دسوق الدينى ثم معهد طنطا ثم انتقل إلي معهد الإسكندرية(#1)
ثم التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة وتخرج من الكلية بتفوق عام 1939 م
ثم التحق بتخصص الدراسات العليا قسم العقيدة والفلسفة حتي حصل سنة 1945 م على العالمية من كلية أصول الدين في الأزهر مع لقب أستاذ فى العقيدة والفلسفة
وبناء علي ذلك عين فى فبراير سنة 1946 م مدرسا بكلية أصول الدين
وفى سنة 1949 م ابتعثه الأزهر فى بعثه دراسية إلى بريطانيا وهناك درس سنوات حتى حصل علي الدكتوراه بتفوق فى الفلسفة العامة من كلية الآداب بجامعة أدنبره
ثم عاد لمصر ليعمل أستاذا بكلية أصول الدين.
وفى سنة1375هـ 1955 م اختير مديرا ل(المركز الثقافي الإسلامى في واشنطن) فسافر إلي أمريكا وعاش بها أربع سنوات
ثم عاد للقاهرة عام 1959 ليزاول عمله الأصلي في التدريس كأستاذ بكلية أصول الدين
وفى سنة 1383 هـ 1963 م اختاره الأزهر رئيسا لبعثته الأزهرية فى ليبيا
على مدى خمس سنوات من1383 هـ إلي 1388هـ عاش في ليبيا علي رأس بعثة الأزهر التعليمية إلى ليبيا
وفى سنة 1389هـ 1968 م أصدر الرئيس جمال قرار تعيينه بوظيفة ( الامين العام للمجلس الأعلى للأزهر)
وكان الشيخ عضواً في أمانة الدعوة والفكر بالاتحاد الاشتراكي العربي في عهد جمال عبد الناصر
تخصص الإمام محمد عبد الرحمن بيصار في الفلسفة الإسلامية، وتعمق في بحث وجوه الخلاف بين الفلاسفة وعلماء الكلام والصوفية، وسجَّل هذه البحوث في كتبه ومحاضراته، وله بحث ألقاه في المؤتمر الخامس لمجمع البحوث الإسلامية المنعقد في 28-2-1970م، وكان عنوان البحث: (إثبات العقائد الإسلامية) تتلخص في ثلاثة مناهج وهي: منهج المتكلمين الذين يعتمدون على النص مع احترامهم للعقل، ومنهج الفلاسفة الذين يعتمدون أوَّلا على العقل مع إيمانهم بالنص، ومنهج الصوفية الذين يعتمدون على الرياضة الروحية والمجاهدة النفسية، وخلص من نتائج بحثه إلى أن الحرية الفكرية التي منحها الإسلام لأتباعه في شؤون عقيدتهم تأتي تحت ضوابط أساسية، هي: حث القرآن الكريم الإنسان على التأمل والتفكير في ملكوت السموات والأرض، وإشادة الإسلام بفضل العلم والمعرفة وتعظيمه لشأن العلماء، ورد شبهات الوافدين على الإسلام والمنحرفين عنه بمنطق عقلي رشيد.
وفى سنة 1391هـ 1970 صدر قرار جمهوري بتعيينه أمينا عاما لمجمع البحوث الإسلامية
فكان الشيخ ينادي بأن الجهاد مبدأ من مبادئ الإسلام الأساسية
وأشرف على إصدار عشرات المصنفات ، وتحقيق مجموعة من أمهات مصادر التراث الإسلامي
أوقف استكمال مشروع شيخ الأزهر السابق عبد الحليم محمود لتنقية التفاسير القديمة وكتب الحديث من الاسرائيليات (#2)
ففي منتصف الستينيات من القرن 20م كان الشيخ عبد الحليم محمود بصفته الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية قد كلف الدكتور محمد أبو شهبة أستاذ علوم القرآن والحديث في جامعة الأزهر بتأليف كتاب حول الإسرائيليات في كتب التفاسير القرآنية والأحاديث النبوية!! وفي 1-3-1971 انتهي محمد أبو شهبة من أول كتاب إسلامي يتعرض للاسرائيليات
-----
وفى سنة 1394هـ 1974 م عين وكيلا للأزهر بينما كان الشيخ (عبد الحليم محمود ) شيخاَ للأزهر
ووكيل الأزهر هو المعاون الأول لشيخه، والمتولي تنفيذ قراراته، والقائم بعمله حين غيابه أو مرضه، وكان الدكتور بيصار الساعد الأيمن للدكتور عبد الحليم محمود وموضع ثقته، وكان يستشيره في الأمور المهمة ويأخذ برأيه، ولهذا طلب تجديد خدمته أكثر من مرة
وذات يوم أمر السادات ببناء كنيسة علي حساب الدولة وطلب من شيخ الأزهر الصوفي عبد الحليم محمود الإشتراك فى وضع حجر أساس الكنيسة وضغط بشدة عليه بلاجدوي ، فيروي فكرى مكرم عبيد أن الشيخ عبد الحليم محمود رفض الإشتراك فى وضع حجر أساس الكنيسة ولاأية كنيسة ، فاستعان السادات بالشيخ عبد الرحمن بيصار وكيل الأزهر ليشترك في وضع الحجر
ومن الجدير بالذكر أن الشيخ عبد الرحمن بيصار كان قبل توليه مشيخة الأزهر حليق اللحية ثم التحى بعد توليه لمنصب شيخ الأزهر
------
وفى 15-10-1978 م ( سنة1398هـ) صدر قرار جمهورى بتعيينه وزيرا للأوقاف وشئون الأزهر
وفى 31-1-1979(سنة 1399هـ) صدر قرار جمهورى بتعيينه شيخا للأزهر
بعد وفاة الشيخ الإمام عبد الحليم محمود
تزامن بدء عمله شيخاَ للأزهر مع قيام الثورة الإيرانية سنة 1979, و تأزمت العلاقات بين ايران الخميني ومصر السادات بسبب استضافة السادات لشاه إيران في مصر, ورفض تسليمه إلى حكومة إيران الجديدة, ونتج عنذلك تردي العلاقات بين البلدين
ووجدها شيخ الأزهر عبد الرحمن بيصار فرصة مناسبة فأصدر فتوى تبطل الفتوى التي أصدرها سلفه شيخ الأزهر الأسبق محمود شلتوت بجواز التعبد بالمذهب الجعفري الإثنى عشري
واعتبر الشيعة الاثني عشرية علي ضلال وبناء عليه قامت الحكومة المصرية بما يلي:
1- حل ( جمعية أهل البيت ) ومصادرة ممتلكاتها
2-منع دخول الكتب الشيعية إلى مصر
3- التضييق على أنشطةالشيعة في مصر
-------
و لتأييد سياسة السادات المتصالحة مع إسرائيل، أفتي شيخ الأزهر عبد الرحمن بيصار ـ في عهد الرئيس أنور السادات ـ بشرعية معاهدة الصلح مع إسرائيل ناقضاَ الفتوى السابقة الصادرة عن لجنة الفتوى بالأزهر سنة 1956م التي تنص علي: "إن الصلح مع إسرائيل لا يجوز شرعاً لما فيه من إقرار الغاصب على الاستمرار في غصب ما اغتصبه، وتمكينه، والاعتراف بحقية يده على المعتدي من البقاء على عدوانه.
فلا يجوز للمسلمين أن يصالحوا هؤلاء اليهود الذين اغتصبوا أرض فلسطين واعتدوا فيها على أهلها وعلى أموالهم، بل يجب على المسلمين أن يتعاونوا جميعاً -على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأجناسهم- لرد هذه البلاد إلى أهلها... ومن قصر في ذلك أو فرط فيه، أو خذل المسلمين عن الجهاد، أو دعا إلى ما شأنه تفريق الكلمة وتشتيت الشمل والتمكين لدول الاستعمار من تنفيذ مخططهم ضد العرب والإسلام وضد فلسطين فهو في حكم الإسلام مفارق جماعة المسلمين، ومقترف أعظم الآثام"
------
ونادى الشيخ بيصار بعدم معارضة الحاكم إلا في الأمور الجوهرية،
منحه الرئيس المصري قلادة الجمهورية سنة 1981 م
منحتة جامعة ماليزيا درجة الدكتوراة الفخرية عام 1981م.
و بعد قرارات سبتمبر 1981 التي زج السادات بمقتضاها كل معارضيه في السجن سعى الشيخ إلى تجنيب الأزهريين أي صدام مع السلطة،
في 6-10 -1981 نجا بأعجوبة من الموت في حادث المنصة الذي أودي بحياة السادات حيث كان يجلس في الصف الأول: هو ووزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس مجلس الشوري كلهم علي يسار الرئيس السادات الذي اغتاله خالد الإسلامبولي ثم ألقي عليهم قنبلة يدوية دفاعية وقعت على الصف الأول من المنصة ولم تنفجر، و لو انفجرت لماتوا جميعاَ
وبعد حادث المنصة قال في حديث لمجلة ( آخر ساعة) نوفمبر 1981 ( إن الدين الذي لا يتناول في مفهومه السياسة ومنهجها في قيادة المجتمعات يظل ناقصا .. ونعوذ بالله وبديننا أن يكون كذلك )
مؤلفاته:
- الوجود والخلود في فلسفة ابن رشد
- العالم بين القدم والحدوث
- تأملات في الفلسفة الحديثة والمعاصرة
- الإسلام بين العقائد والأديان
- الإسلام والمسيحية
- رسالة عن الحرب والسلام فى الإسلام باللغة الإنجليزية -
- العقيدة والأخلاق في الفلسفة اليونانية
- العقيده والاخلاق واثرهما فى حياه الفرد والمجتمع
- الإمكان والامتناع.
- شروح مختارة لكتاب المواقف، لعضد الدين الإيجي
-الحقيقة والمعرفة على نهج العقائد النسفية.
- رجلان في التفكير الإسلامي، وهي دراسات عن حجة الإسلام الغزالي وإمام الحرمين الجويني.
ونلاحظ هنا تغلب الاهتمام بالعلوم والفلسفية على معظم مؤلفاته
أسرته
ليس يتوفر سوي أن له ابن اسمه محمد ويعمل طبيب عظام
وفاته
توفي يوم 12-5- 1402 هـ الموافق 7-3- 1982 م
الهامش :
#1( - كان بمعهد طنطا في دراسته المرحلة الثانوية، وكان شَغُوفًا بالتأليف فألَّف رواية اسمها (بؤس اليتامى) فأثار عليه حفيظة أساتذته لاشتغاله بالتأليف، وهو عيب كبير في نظرهم، فأجروا معه تحقيقًا كانت نتيجته أن ترك معهد طنطا إلى معهد الإسكندرية
#2( - الاسرائيليات هي الروايات الإسرائيلية المدسوسة علي الإسلام مثلما نري في تفسير الطبري وغيره
أمس في 5:13 pm من طرف عبدالله الآحد
» صفات الله الفعلية قديمة النوع حادثة الآجاد أي متجددة الآحاد غير مخلوقة
الجمعة مايو 17, 2024 4:29 pm من طرف عبدالله الآحد
» أهل السنة ليسوا مشبهة وعلامة الجهمية تسميتهم بالمشبهة
الخميس مايو 16, 2024 4:52 pm من طرف عبدالله الآحد
» أقوال علماء السنة في أن القرآن ليس قديما بقدم الله ولا يوصف بمحدث
الثلاثاء مايو 14, 2024 4:57 pm من طرف عبدالله الآحد
» أخطاء فى الحج كيف نتفاداها ؟؟؟
الإثنين مايو 13, 2024 10:55 pm من طرف صادق النور
» أنواع التوحيد عرفت بالاستقراء من القرآن والسنة لهذا تقسيم التوحيد ليس ببدعة بل عليها الدليل وعرفها العلماء
الإثنين مايو 13, 2024 4:49 pm من طرف عبدالله الآحد
» التحذير من إنكار صفات الله سبحانه لأن ذلك كفر
الأحد مايو 12, 2024 4:15 pm من طرف عبدالله الآحد
» اثبات صفة النزول لله والرد على شبهة
السبت مايو 11, 2024 4:38 pm من طرف عبدالله الآحد
» هل القرآن مدلول كلام الله؟!
الجمعة مايو 10, 2024 4:53 pm من طرف عبدالله الآحد
» إيضاح حركى لمناسك الحج وشرح جميع المناسك
الخميس مايو 09, 2024 7:57 pm من طرف صادق النور