ولادته: ولد محمد بن الحنفية في سنة 20 للهجرة النبوية وقد أرخ سنة ولادته فيمن أرخها ابن خلكان في كتابه (وفيات الأعيان) بقوله لسنتين بقيتا من خلافة عمر وتوفي في أول محرم سنة 72 للهجرة. في المدينة المنورة وقيل انه خرج إلى الطائف مبتعداً عن ابن الزبير فتوفي هناك.
وقيل بل إلى ايلة أو رضوى ولم يعد بعدها ولذلك قال فيه أحد الكيسانية الذين ادعوا فيه الإمامة بعد الحسين (عليه السلام) كما ادعى فيه بعضهم انه المهدي (عليه السلام) قال:
الأقل للوصي فدتك نفسي اطلت بذلك الجبل المقاما
وعانوا فيك أهل الأرض طراً مغيبك عنهم سبعين عاما
فما ذاق ابن خولة طعم موت و وارت له أرض عظاما
لقد أمسى بمردف شعب رضوى تراجعه الملائكة الكلاما
وقال آخر منهم في هذا الصدد:
إلا إن الأئمة من قريش ولاة الحق أربعة ســواء
عليٌّ والثلاثة من بنيه هم الاسباط ليس بهم خفاء
فســــبط سبط إيمان وبر وســبط غـيـبـتـه كربلاء
وسبط لا تراه العين حتى يقود الخيل يتبعها اللواء(1)
إلى آخر ما جاء في ذلك وهو ما يدل على عظم شأنه بحيث إن طائفة كبيرة من الناس ادعت فيه الإمامة يضاف إلى ذلك ترشيح أخيه عبيد الله له بالإمامة مع وجود الحسنين (عليهما السلام) كما سيأتي ذكر ذلك في الكلام عن عبيد الله المذكور.. إضافة إلى كون محمد من الأئمة الثانويين كما في الحديث عن العباس (عليه السلام) وغير ذلك مما يطول الكلام بذكره.
وكانت تلك الطائفة أعني الكيسانية القائلة بإمامته قد بلغ من أمرها تقويض الدولة الأموية وإقامة الدولة العباسية فمسودة أبي مسلم الخراساني كلها كيسانية لأن أبا هاشم بن محمد بن الحنفية لما حضرته الوفاة بالشام اجتمع بمحمد بن علي بن عبد الله بن العباس وسلم إليه كتب الدعاة وأطلعه على ما يفعل ثم مات عنده بالحميمة من أرض الشراة بالبلقاء - كما ذكر ذلك ابن الجوزي في كتابه التذكرة (2).
ومما يدل على عظم شأن محمد بن الحنفية ما ذكره البحاثة المظفري في كتابه بطل العلقمي من انه سبق للرسول (صلى الله عليه وآله) أن قال لعلي (عليه السلام) سيولد لك ولد سمه باسمي وكنه بكنيتي فلما ولد لعلي ولده هذا من خولة الحنفية سماه باسم النبي (صلى الله عليه وآله) وكناه بكنيته.
وكان اتصال خولة هذه بالإمام علي (عليه السلام) أن الإمام اشتراها من سبي حنيفة أو انه قومها على نفسه من السبي المذكور فقد جاء فيما جاء في هذا الصدد في كتاب الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي أن علياً دخل مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفيه سبي بني حنيفة بين يدي أبي بكر وخولة تتمنع من أن يملكها أي شخص ممن حضر فقال علي (عليه السلام) لا يملكها إلا من يخبرها بخبرها وأمها في سنة ولادتها، فلما سمعت خولة هذا الكلام قالت من هذا المتكلم قال (عليه السلام): أنا علي بن أبي طالب فقالت بك دهينا ومن أجلك سبينا، ثم أخبر الإمام (عليه السلام) بأن خولة ولدت في سنة قحط فتشائمت منها أمها وسمعتها امرأة كتابية فقالت لها لا تتشاءمي منها فإنها مباركة وستكون نصيب رجل عظيم يتزوجها فتلد له غلاماً يكون له شأن عظيم... فقالت خولة أي والله لقد صدقت فيما قالت.
وكانت نصيب أمير المؤمنين علي (عليه السلام) فتزوجها فأنجبت له محمد المذكور. قال ابن خلكان في (وفيات الأعيان) كان محمد هذا كثير العلم والورع وكان شديد القوة وله في ذلك أخبار عجيبة وذكر قضية الدرع والرومي وغير ذلك.
وقال الابشيهي في المستطرف (محمد بن علي أبوه علي بن أبي طالب كان أبوه يلقيه في الوقائع ويتقي به العظائم وهو شديد البأس ثابت الجنان قيل له يوما ما بال أبيك (عليه السلام) يقحمك في الحروب دون الحسن والحسين (عليه السلام) فقال لأنهما كانا عينيه. وكنت أنا يده فكان يتقي عينيه بيده).
أمس في 2:19 pm من طرف عبدالله الآحد
» فضل توحيد الله سبحانه
الجمعة نوفمبر 22, 2024 3:20 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب الدعوة إلى توحيد الله سبحانه
الخميس نوفمبر 21, 2024 3:00 pm من طرف عبدالله الآحد
» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد
» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» العبادة وأركانها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور
» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد