إن خطورة الفتن تكمن في أنها تؤثر في القلب ، وهذا مصداق حديث النبي
صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم في صحيحه عن حذيفة بن اليمان رضي
الله عنه :
” تعرض الفتن على القلب كعرض الحصير عودا عودا ، فأي قلب أُشربها نكت فيه
نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء ، حتى تعود إلى قلبين :
قلبٍ أسود مرباد كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب
من هواه ، وقلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض “.
وإنما سمي القلب قلبا لشدة تقلبه ، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل
الله عز وجل أن يثبت قلبه ، وكان يقول :
” يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك “
قال ابن القيم رحمه الله :
( لا يسلم القلب حتى يسلم من شرك يناقض التوحيد ومن بدعة تناقض السنة
ومن غفلة تناقض الذكر ومن هوى يناقض الإخلاص )
كثرة الفتن وتنوعها
ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة الفتن وتلاحق بعضها ببعض
فقد روى أحمد وأبو داود والحاكم وصححه الألباني رحمه الله أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال :
” إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي
كافراويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير
من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ، فاكسروا قسيكم ، وقطعوا أوتاركم
واضربوا سيوفكم بالحجارة ، فإن دخل على أحد منكم فليكن كخير ابني آدم “.
” كخيري ابني آدم ” :
أي كهابيل الذي رفض ان يقاتل أخيه قابيل .
والفتن كثيرة جدا ، ومن هذه الفتن :
فتنة النساء
وهي أخطر الفتن ، قال تعالى :
(( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين ))
روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
” إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها لينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا
واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء “.
وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم :
” ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء “.
ولما علم أعداؤنا أن المرأة أخطر وسيلة يستطيعون من خلالها إفساد المسلمين
استخدموا هذا السلاح الخطير في تنفيذ مخططاتهم ، فسلطوا الأضواء على المرأة
وجردوها من ملابسها بعد أن جردوها من حيائها ففتنوا شباب المسلمين ، لذلك قال
أحد أئمة الكفر:
( كأس وغانية تفعلان في الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع )
فتنة المال
وهي فتنة خطيرة عصفت بقلوب كثير من الناس ، فضيعوا آخرتهم بسبب ذلك
وقد حذرنا ربنا جل وعلا من فتنة المال فقال تعالى :
(( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ))
وقال صلى الله عليه وسلم :
” لا تزول قدما عبد حتى يسأل يوم القيامة عن أربع :
عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه
وعن علمه ماذا عمل فيه “.
وكثير من الناس كل همهم جمع المال ولا يهمهم هل جمعوه من حلال أم من حرام
ويؤكد ذلك ما رواه البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
” ليأتين على الناس زمان لا يبالي الرجل بم أخذ ماله أمن حال أم من حرام “
فانتشرت الرشوة، وكثر الغش ، وأكل الربا، والظلم .
فتنة المناصب
لقد فتن كثير من أصحاب القلوب المريضة بفتنة المناصب ، والمنصب إما أن يكون
في أصله عملا مباحا ، لكنه يغير أخلاق صاحبه فيتكبرعلى الخلق ، وقد يظلم العباد
وإما ألا يكون عملا مباحا كأن يباشر الحكم بغير ما أنزل الله ، أو يسن القوانين التي
تخالف شرع الله فعرض نفسه للهلاك والعياذ بالله من أجل كرسي زائل أو منصب
فانٍ.
ثم إن المنصب إذا كان مباحا فهو أمانة سوف يسأل عنها يوم القيامة ، ومع ذلك
تولاها من ليس لها بأهل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق
ويؤتمن فيها الخائن ، ويُخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة قالوا :
وما الرويبضة ؟
قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة “
فتنة الابتلاءات والمصائب
وهي تمحيص للمؤمن ليتبين الصادق من الكاذب ، قال تعالى :
” الم * أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم
فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين “
روى أحمد والترمذي بسند صحيح عن مصعب بن سعد عن أبيه قال :
قلت : يا رسول الله أي الناس أشد بلاء ؟
قال :
” الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان
في دينه صلبا اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه ، فما
يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة “
فتنة التحزبات والانقسامات
وهذه الفتنة أصبحت على أشدها في زماننا هذا لكثرة الجماعات والفرق العاملة على
الساحة ، وكل جماعة تدعي أنها هي التي على الحق ، وأن غيرها على باطل وضلال
وأصبح كل فرد ينضم إلى جماعة من هذه الجماعات يوالي من والاها ويعادي من
عاداها ، وتمزقت الأمة وتشتت شملها ، والله سبحانه يقول :
(( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ))
وروى بعض أهل السنن وصححه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
” افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين
فرقة ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة “
قالوا : ومن هي يا رسول الله ؟
قال : ” ما أنا عليه اليوم وأصحابي “
فتنة طلبة العلم
وتتمثل هذه الفتنة في الإعجاب بالنفس لما حصلوه من العلم ، واحتقار الآخرين
والنظر إليهم على أنهم جهلة وسفهاء لا وزن لهم ولا قيمة لهم.
فتنة شبهات العلمانيين
إن هؤلاء العلمانيين يشككون في ثوابت الدين ، ويتطاولون على ذات الله ، وعلى
شخص رسول الله ، وعلى كتاب الله ، وعلى صحابة رسول صلى الله عليه وسلم وعلى أمهات المؤمنين الطاهرات ، ليل نهار في كل وسائل الإعلام ، ويلقون
شبهاتهم في قلوب هؤلاء الذين يستمدون ثقافتهم من هذا الإعلام الفاسد ، مما جعلهم
ينقمون على الدعاة المخلصين الذين يبصرون الناس بأمر دينهم ، ويتهمونهم بالتشدد
والتطرف وبأنهم يأتون بدين جديد ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ماذا تفعل في وقت الفتن ؟
هذه بعض العوامل التي تعيننا على الثبات وقت الفتن :
- الحرص على العبادة : روى مسلم في صحيحه عن معقل بن يسار رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم :
” العبادة في الهرج أي في الفتنة كهجرة إلي “.
- الإلحاح على الله بالدعاء ، قال صلى الله عليه وسلم :
” تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن “
وكان صلى الله عليه وسلم إذا خاف قوما قال :
” اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم “
- حسن التأمل للواقع والوعي بالحال ، والبعد عن العاطفة الزائدة التي تؤدي إلى
الغفلة والسذاجة.
- الصبر وعدم الاستعجال ، يقول الله تعالى :
(( فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ))
قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله :
( فأمره بالصبر ، وأخبره أن وعد الله حق وأمره أن يستغفر لذنبه ولا تقع فتنة
إلا من ترك ما أمر الله به ، فإنه سبحانه أمر بالحق ، وأمر بالصبر ، فالفتنة
إما من ترك الحق وإما من ترك الصبر فالمظلوم المحق الذي لا يقصر في علمه
يؤمر بالصبر ، فإذا لم يصبر فقد ترك المأمور ).
- الحلم والأناة لأن ذلك يجعل المسلم يبصر حقائق الأمور بحكمة ، ويقف على
خفاياها وأبعادها وعواقبها .
- الرجوع إلى أهل العلم العاملين الصادقين ، والدعاة المخلصين لمعرفة المواقف
الشرعية.
- عدم تطبيق ما ورد في الفتن من نصوص على الواقع المعاصر ، لأن منهج أهل
السنة والجماعة إبان حلول الفتن هو عدم تنزيلها على واقع حاضر..
وإنما يتبين ويظهر صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أنبأ وحدث به أمته
من حدوث الفتن عقب حدوثها واندثارها ، مع تنبيه الناس من الفتن عامة ، ومن
تطبيقها على الواقع الحالي خاصة.
- بذل السبب لخلاص الأمة ورفعتها بدلا من الاشتغال بفضول الكلام.
- الحذر من السير في ركاب المنكر ( لأن الكبار رضوا به ) :
روى مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال :
” ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون ، فمن عرف فقد برئ ومن أنكر سلم ، ولكن
من رضي وتابع ، قالوا : أفلا نقاتلهم ؟
قال : لا ما صلوا “
قال النووي :
( قوله : “من عرف فقد برئ “
معناه :
من عرف المنكر ولم يشتبه عليه قد صارت له طريق إلى البراءة من إثمه وعقوبته
بأن يغيره بيده أو لسانه ، فإن عجز فليكرهه بقلبه..
وقوله :
” ولكن من رضي وتابع “
ولكن العقوبة والإثم على من رضي وتابع )
- الوحدة والإتلاف وترك التنازع والاختلاف ، لقوله تعالى :
(( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ))
- أهمية التأصيل العلمي القائم على منهج شرعي ، وهذا لابد منه وقت الفتن لأن
كثيرين يخوضون بغير علم فيؤدي خوضهم إلى أنواع من البلاء والتفرق
والتصرفات الطائشة.
- الحذر من الشائعات والروايات الواهية ونقل الأخبار المكذوبة يقول ابن عمر رضي
الله عنهما كما رواه ابن حبان :
( لم يكن يُقص في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر ولا عمر ولا
عثمان إنما كان القصص زمن الفتنة )
ومما يعين على ذلك لزوم الرفقة الصالحة الناضجة سلوكيا وفكريا.
- عدم الاعتماد على الرؤى في وقت الفتن لأنها في الغالب تكون أحاديث نفس.
————-
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
الموضوع منقول للفائدة
صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم في صحيحه عن حذيفة بن اليمان رضي
الله عنه :
” تعرض الفتن على القلب كعرض الحصير عودا عودا ، فأي قلب أُشربها نكت فيه
نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء ، حتى تعود إلى قلبين :
قلبٍ أسود مرباد كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب
من هواه ، وقلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض “.
وإنما سمي القلب قلبا لشدة تقلبه ، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل
الله عز وجل أن يثبت قلبه ، وكان يقول :
” يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك “
قال ابن القيم رحمه الله :
( لا يسلم القلب حتى يسلم من شرك يناقض التوحيد ومن بدعة تناقض السنة
ومن غفلة تناقض الذكر ومن هوى يناقض الإخلاص )
كثرة الفتن وتنوعها
ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة الفتن وتلاحق بعضها ببعض
فقد روى أحمد وأبو داود والحاكم وصححه الألباني رحمه الله أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال :
” إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي
كافراويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير
من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ، فاكسروا قسيكم ، وقطعوا أوتاركم
واضربوا سيوفكم بالحجارة ، فإن دخل على أحد منكم فليكن كخير ابني آدم “.
” كخيري ابني آدم ” :
أي كهابيل الذي رفض ان يقاتل أخيه قابيل .
والفتن كثيرة جدا ، ومن هذه الفتن :
فتنة النساء
وهي أخطر الفتن ، قال تعالى :
(( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين ))
روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
” إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها لينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا
واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء “.
وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم :
” ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء “.
ولما علم أعداؤنا أن المرأة أخطر وسيلة يستطيعون من خلالها إفساد المسلمين
استخدموا هذا السلاح الخطير في تنفيذ مخططاتهم ، فسلطوا الأضواء على المرأة
وجردوها من ملابسها بعد أن جردوها من حيائها ففتنوا شباب المسلمين ، لذلك قال
أحد أئمة الكفر:
( كأس وغانية تفعلان في الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع )
فتنة المال
وهي فتنة خطيرة عصفت بقلوب كثير من الناس ، فضيعوا آخرتهم بسبب ذلك
وقد حذرنا ربنا جل وعلا من فتنة المال فقال تعالى :
(( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ))
وقال صلى الله عليه وسلم :
” لا تزول قدما عبد حتى يسأل يوم القيامة عن أربع :
عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه
وعن علمه ماذا عمل فيه “.
وكثير من الناس كل همهم جمع المال ولا يهمهم هل جمعوه من حلال أم من حرام
ويؤكد ذلك ما رواه البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
” ليأتين على الناس زمان لا يبالي الرجل بم أخذ ماله أمن حال أم من حرام “
فانتشرت الرشوة، وكثر الغش ، وأكل الربا، والظلم .
فتنة المناصب
لقد فتن كثير من أصحاب القلوب المريضة بفتنة المناصب ، والمنصب إما أن يكون
في أصله عملا مباحا ، لكنه يغير أخلاق صاحبه فيتكبرعلى الخلق ، وقد يظلم العباد
وإما ألا يكون عملا مباحا كأن يباشر الحكم بغير ما أنزل الله ، أو يسن القوانين التي
تخالف شرع الله فعرض نفسه للهلاك والعياذ بالله من أجل كرسي زائل أو منصب
فانٍ.
ثم إن المنصب إذا كان مباحا فهو أمانة سوف يسأل عنها يوم القيامة ، ومع ذلك
تولاها من ليس لها بأهل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق
ويؤتمن فيها الخائن ، ويُخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة قالوا :
وما الرويبضة ؟
قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة “
فتنة الابتلاءات والمصائب
وهي تمحيص للمؤمن ليتبين الصادق من الكاذب ، قال تعالى :
” الم * أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم
فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين “
روى أحمد والترمذي بسند صحيح عن مصعب بن سعد عن أبيه قال :
قلت : يا رسول الله أي الناس أشد بلاء ؟
قال :
” الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان
في دينه صلبا اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه ، فما
يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة “
فتنة التحزبات والانقسامات
وهذه الفتنة أصبحت على أشدها في زماننا هذا لكثرة الجماعات والفرق العاملة على
الساحة ، وكل جماعة تدعي أنها هي التي على الحق ، وأن غيرها على باطل وضلال
وأصبح كل فرد ينضم إلى جماعة من هذه الجماعات يوالي من والاها ويعادي من
عاداها ، وتمزقت الأمة وتشتت شملها ، والله سبحانه يقول :
(( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ))
وروى بعض أهل السنن وصححه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
” افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين
فرقة ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة “
قالوا : ومن هي يا رسول الله ؟
قال : ” ما أنا عليه اليوم وأصحابي “
فتنة طلبة العلم
وتتمثل هذه الفتنة في الإعجاب بالنفس لما حصلوه من العلم ، واحتقار الآخرين
والنظر إليهم على أنهم جهلة وسفهاء لا وزن لهم ولا قيمة لهم.
فتنة شبهات العلمانيين
إن هؤلاء العلمانيين يشككون في ثوابت الدين ، ويتطاولون على ذات الله ، وعلى
شخص رسول الله ، وعلى كتاب الله ، وعلى صحابة رسول صلى الله عليه وسلم وعلى أمهات المؤمنين الطاهرات ، ليل نهار في كل وسائل الإعلام ، ويلقون
شبهاتهم في قلوب هؤلاء الذين يستمدون ثقافتهم من هذا الإعلام الفاسد ، مما جعلهم
ينقمون على الدعاة المخلصين الذين يبصرون الناس بأمر دينهم ، ويتهمونهم بالتشدد
والتطرف وبأنهم يأتون بدين جديد ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ماذا تفعل في وقت الفتن ؟
هذه بعض العوامل التي تعيننا على الثبات وقت الفتن :
- الحرص على العبادة : روى مسلم في صحيحه عن معقل بن يسار رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم :
” العبادة في الهرج أي في الفتنة كهجرة إلي “.
- الإلحاح على الله بالدعاء ، قال صلى الله عليه وسلم :
” تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن “
وكان صلى الله عليه وسلم إذا خاف قوما قال :
” اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم “
- حسن التأمل للواقع والوعي بالحال ، والبعد عن العاطفة الزائدة التي تؤدي إلى
الغفلة والسذاجة.
- الصبر وعدم الاستعجال ، يقول الله تعالى :
(( فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ))
قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله :
( فأمره بالصبر ، وأخبره أن وعد الله حق وأمره أن يستغفر لذنبه ولا تقع فتنة
إلا من ترك ما أمر الله به ، فإنه سبحانه أمر بالحق ، وأمر بالصبر ، فالفتنة
إما من ترك الحق وإما من ترك الصبر فالمظلوم المحق الذي لا يقصر في علمه
يؤمر بالصبر ، فإذا لم يصبر فقد ترك المأمور ).
- الحلم والأناة لأن ذلك يجعل المسلم يبصر حقائق الأمور بحكمة ، ويقف على
خفاياها وأبعادها وعواقبها .
- الرجوع إلى أهل العلم العاملين الصادقين ، والدعاة المخلصين لمعرفة المواقف
الشرعية.
- عدم تطبيق ما ورد في الفتن من نصوص على الواقع المعاصر ، لأن منهج أهل
السنة والجماعة إبان حلول الفتن هو عدم تنزيلها على واقع حاضر..
وإنما يتبين ويظهر صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أنبأ وحدث به أمته
من حدوث الفتن عقب حدوثها واندثارها ، مع تنبيه الناس من الفتن عامة ، ومن
تطبيقها على الواقع الحالي خاصة.
- بذل السبب لخلاص الأمة ورفعتها بدلا من الاشتغال بفضول الكلام.
- الحذر من السير في ركاب المنكر ( لأن الكبار رضوا به ) :
روى مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال :
” ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون ، فمن عرف فقد برئ ومن أنكر سلم ، ولكن
من رضي وتابع ، قالوا : أفلا نقاتلهم ؟
قال : لا ما صلوا “
قال النووي :
( قوله : “من عرف فقد برئ “
معناه :
من عرف المنكر ولم يشتبه عليه قد صارت له طريق إلى البراءة من إثمه وعقوبته
بأن يغيره بيده أو لسانه ، فإن عجز فليكرهه بقلبه..
وقوله :
” ولكن من رضي وتابع “
ولكن العقوبة والإثم على من رضي وتابع )
- الوحدة والإتلاف وترك التنازع والاختلاف ، لقوله تعالى :
(( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ))
- أهمية التأصيل العلمي القائم على منهج شرعي ، وهذا لابد منه وقت الفتن لأن
كثيرين يخوضون بغير علم فيؤدي خوضهم إلى أنواع من البلاء والتفرق
والتصرفات الطائشة.
- الحذر من الشائعات والروايات الواهية ونقل الأخبار المكذوبة يقول ابن عمر رضي
الله عنهما كما رواه ابن حبان :
( لم يكن يُقص في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر ولا عمر ولا
عثمان إنما كان القصص زمن الفتنة )
ومما يعين على ذلك لزوم الرفقة الصالحة الناضجة سلوكيا وفكريا.
- عدم الاعتماد على الرؤى في وقت الفتن لأنها في الغالب تكون أحاديث نفس.
————-
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
الموضوع منقول للفائدة
اليوم في 8:52 am من طرف صادق النور
» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( اَلْجُزْءُ الثَّانِي ))
اليوم في 8:06 am من طرف صادق النور
» أقسام صفات الله
أمس في 8:52 pm من طرف عبدالله الآحد
» اثبات أن الله يتكلم بالصوت والحرف وأن القرآن كلامه حقيقة
الجمعة أبريل 26, 2024 4:11 pm من طرف عبدالله الآحد
» الرياء شرك أصغر إن كان يسيرا
الخميس أبريل 25, 2024 4:39 pm من طرف عبدالله الآحد
» لم يصح تأويل صفة من صفات الله عن أحد من السلف
الأربعاء أبريل 24, 2024 5:12 pm من طرف عبدالله الآحد
» إثبات رؤية الله للمؤمنين في الجنة
الثلاثاء أبريل 23, 2024 7:24 am من طرف عبدالله الآحد
» الرد على من زعم أن أهل السنة وافقوا اليهود
الثلاثاء أبريل 23, 2024 5:40 am من طرف عبدالله الآحد
» طائِفُهُ الصَّفْوِيِّينَ - - اَلْدوَلهُ الصِّفْوِيهُ
الإثنين أبريل 22, 2024 11:18 am من طرف صادق النور
» حكم الرقى والتمائم
الأحد أبريل 21, 2024 7:19 am من طرف عبدالله الآحد