السمو في إثبات العلو
سعيد آل بحران
@saeid_1438
بسم الله الرحمن الرحيم
من أكثر النصوص المثبتة لصفات الرحمن سبحانه وتعالى في الكتاب والسنة تلك النصوص التي تثبت له عز وجل صفة العلو ، مطابقة كقوله سبحانه ( سبح اسم ربك الأعلى) أو مرادفة كقوله تعالى( يخافون ربهم من فوقهم )أو لزوماً أي يلزم من دلالتها إثبات صفة العلو كقوله تعالى ( إليه يصعد الكلم الطيب)
ومما يقطع به المؤمن أن من الغايات والحكم المنصوص عليها في إنزال القرآن الكريم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: تدبر آياته قال تعالى( ليدبروا آياته )
●معتقد الفرقة الناجية أهل السنة و الجماعة في العلو :
العلو صفة ذاتية لم يزل الله ولا يزال متصفا بها
والعلو في لغة العرب معناه : السمو و الارتفاع
والعلو كما ذكرنا صفة ذاتية لا تنفك عن ذات الله فلم يزل الله ولا يزال عاليا فلا أول لعلوه ولا آخر وصفة العلو من أظهر صفات الله وأوضحها فلو لم يأت الشرع بأن الله عال على خلقه لعلم بالعقل و الفطرة فالخلق كلهم مفطورون على علو الله جل وعلا ولهذا اشتد نكير أهل السنة والجماعة على من أنكر صفة العلو بل كفروه وقد دل على هذه الصفة الشرع و الفطرة و العقل و إجماع السلف فتنوع طرق الاستدلال لصفة العلو يدل على وضوحها وجﻻئها
● المخالفون ﻷهل السنة والجماعة في صفة العلو :
المخالفون فرق شتى ومنهم :
الجهمية اﻷولى : القائلون : إن الله في كل مكان
والصوفية الحلولية : قالوا : الله في كل شيء وحتى في الكلاب والقردة تعالى الله عما يقولون علو كبيرا وهذه اﻷقوال أخبث من قول النصارى
والمعتزلة وأفراخهم من الماتريدية ومتأخرة اﻷشعرية قالوا : إن الله لا فوق العالم ولا تحته ولا يمين العالم ولا شماله ولا أمام العالم ولا خلفه وأنه ليس على العرش ولا فوق العرش ولا فوق العالم .
[شرح العقائد ص ٤٠ ضوء المعالي للقاري ص ٢٥ شرح المواقف ج ٨ ص ١٨]
أدلة الفرقة الناجية أهل السنة و الجماعة :
ذكرنا في ما سبق معتقد أهل السنة في صفة العلو وهي أن أهل السنة و الجماعة يؤمنون بأن الله مستو على عرشه بائن من خلقه كما وردت بذلك اﻵيات و اﻷحاديث الصحيحة وان هذه الصفة من اظهر الصفات ثم ذكرنا طرف من اعتقاد أهل البدع في هذه الصفة
"" والعلو من المسائل الكبار المتعلقة بأصل التوحيد وهي مما ينفصل فيه أهل الإيمان عن الإلحاد ولذلك اتفق الأنبياء جميعاً عليها كما اتفقوا على التوحيد ""
[ نقض التأسيس ج٢ ص ٩ ]
أنواع اﻷدلة على صفة العلو : سمعية و عقلية وفطرية
○ أدلة الشرع على علو الله :
إثبات علو الله تعالى معلوم بالاضطرار من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة ولهذا كان السلف مطبقين على تكفير من أنكر ذلك لأنه عندهم معلوم بالاضطرار من الدين
[ درء التعارض ج ٧ ص ٢٧]
وسياق اﻷدلة مما يصعب حصره وقد ذكر شيخ الإسلام أنها تبلغ مئين وأن الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين متواترة موافقة لذلك
[ درء التعارض ج ٢ ص ٢٦ ]
و آحاد اﻷدلة جاوزت ألف دليل وقد ذكر اﻹمام ابن القيم رحمه الله أنواعها فأوصلها إلى ثمانية عشر نوعا وفي بعض كتبه كالنونية أوصلها إلى واحد وعشرين نوعا وهنالك فرق بين النوع و اﻵحاد فأنواعها تصل إلى عشرين وأما أفراد النوع فقد جاوزت ألف دليل
[ النونية ج ١ ص ٣٩٥ وما بعدها ]
واﻷنواع التي ذكرها ابن القيم _ نذكرها باختصار _:
١- التصريح بالفوقية المقرون بأداة
" من " كما في قوله تعالى { يخافون ربهم من فوقهم } ففيها التصريح بالفوقية و " من " تمنع التأويل و المجاز
٢- ذكر الفوقية مجرد من أداة
" من " كما في قوله تعالى { وهو القاهر فوق عباده } وهنا لا يصح تأويل الفوقية بالقهر كما ذهب إليه أهل البدع ﻷن قوله " فوق " تعني الفوقية المطلقة فتعم بذلك فوقية : الذات و القدر و القهر
٣- التصريح بالعروج كما في قوله تعالى { تعرج المﻻئكة والروح إليه }
٤- التصريح بالصعود إليه كما في قوله تعالى { إليه يصعد الكلم الطيب }
٥- التصريح برفع بعض مخلوقاته إليه كما في قوله تعالى { ورافعك إلي } وهذا قوله في عيسى عليه السلام .
٦- التصريح بالعلو المطلق كما في قوله تعالى { وهو العلي الكبير }
" ال " تعني هنا للاستغراق
٧- التصريح بتنزيل الكتاب منه كما في قوله تعالى { تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم }
٨- التصريح باختصاص بعض المخلوقات بأنها عنده وأن بعضها أقرب إليه من بعض كما في قاله تعالى { إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته }
٩- التصريح بأنه سبحانه في السماء كما في قوله تعالى {ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض } والمراد بالسماء هنا: العلو فكل ما علاك فهو سماء فـ" في" في قوله ((ءأمنتم من في السماء)) على بابها: ظرفية وليس المراد بالسماء السماء المبنية وإنما المراد بالسماء العلو
١٠- اﻹشارة إليه إلى جهة العلو حسآ كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم وقوله هو { أنتم مسئولون عني فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فرقع أصبعه إلى السماء قائلا : اللهم فاشهد } رواه مسلم
ومن الادلة النقلية ما ورد في السنة :
حديث الجارية يقول لها النبي صلى الله عليه وسلم أين الله ؟ قالت : في السماء . رواه مسلم
وقول النبي صلى الله عليه وسلم لسعد { لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات } رواه البخاري إلى غير ذلك من اﻷدلة النقلية الكثيرة
○ الدليل الفطري :
وأما الدليل الفطري على علو الله تعالى فإن الخلق جميعهم بطبائعهم وقلوبهم السليمة يرفعون أيديهم عند الدعاء ويقصدون جهة العلو بقلوبهم عند التضرع لله .
ومن ذلك قصة أبي المعالي الجويني مع أبي جعفر الهمذاني لما اعترض عليه وهو يقرر نفي العلو فقال له الهمذاني: دعنا مما تقول ما هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا ما قال عارف قط يا الله إلا وجد من قلبه معنى يطلب العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة فكيف ندفع هذه الضرورة من قلوبنا فصرخ أبو المعالي ووضع يده على رأسه وقال: حيرني الهمذاني حيرني الهمذاني ! [ الاستقامة ج ١ ص ١٦٧ ]
ومن عجيب ما جرى لشيخ الإسلام ابن تيمية نفسه مع هؤلاء النفاة ما حكاه بقوله: ولقد كان عندي من هؤلاء النافين لهذا من هو من مشايخهم، وهو يطلب مني حاجة، وأنا أخاطبه في هذا المذهب كأني غير منكر له، وأخرت قضاء حاجاته حتى ضاق صدره، فرفع رأسه إلى السماء وقال: يالله فقلت له: أنت محق، لمن ترفع طرفك؟ وهل فوق عندك أحد؟ فقال: أستغفر الله ورجع عن ذلك لما تبين له أن اعتقاده يخالف فطرته ثم بينت له فساد هذا القول فتاب من ذلك ورجع إلى قول المسلمين المستقر في فطرهم . [ درء التعارض ج ٦ ص ٢٤٣-٢٤٤ ]
■ اعتراض ورده :
يورد أهل اﻷهواء اعتراضآ على الدليل الفطري لعلو الله وهو إن السماء قبلة للدعاء
فنقول وبالله التوفيق :
١- إن قبلة الدعاء هي قبلة الصلاة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل القبلة في دعائه في كثير من المواطن فمن زعم أن للدعاء قبلة غير قبلة الصلاة أو أن له قبلتين إحداهما السماء واﻷخرى الكعبة فهو مخالف ﻹجماع المسلمين
٢- أن هذا القول لم يقل به أحد من السلف ولا نزل به من الله سلطان ثم إن هذه اﻷمور الشرعية الدينية لا يجوز أن تخفى على جميع علماء اﻷمة وحقيقة هذا الاعتراض انه من اﻷشاعرة وهو أصل عندهم وهو مما ورثوه من الجهمية
٣- إن القبلة هي ما يستقبله العابد بوجهه كما يستقبل الكعبة بالصلاة والذبح ونحوهما فأما ما حاذاه المرء برأسه أو بيده أو جبهته فلا يسمى قبلة لا حقيقة ولا مجاز ثم إن الرسل لم تأمر الداعي أن يستقبل السماء بوجهه بل نهوه عن ذلك ثم أمر القبلة مما يقبل النسخ كما نسخت القبلة من الصخرة إلى الكعبة وأمر بالتوجه بالدعاء إلى جهة العلو مركوز في الفطرة ثم أن المستقبل للكعبة يعلم أن الله ليس هناك بخلاف الداعي فإنه يتوجه بقلبه إلى العلو وواضع الجبهة في الارض إنما قصد الخضوع لمن فوقه بالذل ولم يقصد أن الله في أسفل بل إن هذا لا يخطر بقلب ساجد من العامة أو الخاصة إلا ما سمع عن المريسي وأتباعه أنه كان يقول في السجود : سبحان ربي اﻷسفل ! تعالى الله عما يقولون علو كبيرا [ الﻵلئ البهية ص ٤٢٥ ]
■ نصوص أئمة اﻹسلام على علو الله على خلقه :
قال اﻹمام ابن المبارك : نعرف ربنا بأنه فوق سبع سماوات على العرش استوى بائن من خلقه ولا نقول كما قالت الجهمية . [ الرد على الجهمية للدارمي ص ٦٧ ]
قال اﻹمام أبو حنيفة : من قال لا أعرف ربي في السماء أم في اﻷرض فقد كفر .
[ ذكره ابن أبي العز في شرح الطحاوية ص ٤٢٩ ]
قال اﻹمام اﻷوزاعي : كنا والتابعون متوافرون نقول : إن الله تعالى فوق عرشه .
قال اﻹمام ابن مهدي : إن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الله قد كلم موسى وأن يكون على العرش وهولاء يستتابوا فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم .[ مسائل أبي داود ٢٦٢]
قال اﻹمام قتيبة بن سعيد : هذا قول اﻷئمة في اﻹسلام نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه .
[ بيان تلبيس الجهمية ج ٢ ص٣٨ ]
قال اﻹمام أحمد بن حنبل : الله فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه وقدرته وعلمه في كل مكان .
[ السنة للالكائي ج٣ ص٤٤٥ ]
سعيد آل بحران
@saeid_1438
منقول صيد الفوائد
سعيد آل بحران
@saeid_1438
بسم الله الرحمن الرحيم
من أكثر النصوص المثبتة لصفات الرحمن سبحانه وتعالى في الكتاب والسنة تلك النصوص التي تثبت له عز وجل صفة العلو ، مطابقة كقوله سبحانه ( سبح اسم ربك الأعلى) أو مرادفة كقوله تعالى( يخافون ربهم من فوقهم )أو لزوماً أي يلزم من دلالتها إثبات صفة العلو كقوله تعالى ( إليه يصعد الكلم الطيب)
ومما يقطع به المؤمن أن من الغايات والحكم المنصوص عليها في إنزال القرآن الكريم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: تدبر آياته قال تعالى( ليدبروا آياته )
●معتقد الفرقة الناجية أهل السنة و الجماعة في العلو :
العلو صفة ذاتية لم يزل الله ولا يزال متصفا بها
والعلو في لغة العرب معناه : السمو و الارتفاع
والعلو كما ذكرنا صفة ذاتية لا تنفك عن ذات الله فلم يزل الله ولا يزال عاليا فلا أول لعلوه ولا آخر وصفة العلو من أظهر صفات الله وأوضحها فلو لم يأت الشرع بأن الله عال على خلقه لعلم بالعقل و الفطرة فالخلق كلهم مفطورون على علو الله جل وعلا ولهذا اشتد نكير أهل السنة والجماعة على من أنكر صفة العلو بل كفروه وقد دل على هذه الصفة الشرع و الفطرة و العقل و إجماع السلف فتنوع طرق الاستدلال لصفة العلو يدل على وضوحها وجﻻئها
● المخالفون ﻷهل السنة والجماعة في صفة العلو :
المخالفون فرق شتى ومنهم :
الجهمية اﻷولى : القائلون : إن الله في كل مكان
والصوفية الحلولية : قالوا : الله في كل شيء وحتى في الكلاب والقردة تعالى الله عما يقولون علو كبيرا وهذه اﻷقوال أخبث من قول النصارى
والمعتزلة وأفراخهم من الماتريدية ومتأخرة اﻷشعرية قالوا : إن الله لا فوق العالم ولا تحته ولا يمين العالم ولا شماله ولا أمام العالم ولا خلفه وأنه ليس على العرش ولا فوق العرش ولا فوق العالم .
[شرح العقائد ص ٤٠ ضوء المعالي للقاري ص ٢٥ شرح المواقف ج ٨ ص ١٨]
أدلة الفرقة الناجية أهل السنة و الجماعة :
ذكرنا في ما سبق معتقد أهل السنة في صفة العلو وهي أن أهل السنة و الجماعة يؤمنون بأن الله مستو على عرشه بائن من خلقه كما وردت بذلك اﻵيات و اﻷحاديث الصحيحة وان هذه الصفة من اظهر الصفات ثم ذكرنا طرف من اعتقاد أهل البدع في هذه الصفة
"" والعلو من المسائل الكبار المتعلقة بأصل التوحيد وهي مما ينفصل فيه أهل الإيمان عن الإلحاد ولذلك اتفق الأنبياء جميعاً عليها كما اتفقوا على التوحيد ""
[ نقض التأسيس ج٢ ص ٩ ]
أنواع اﻷدلة على صفة العلو : سمعية و عقلية وفطرية
○ أدلة الشرع على علو الله :
إثبات علو الله تعالى معلوم بالاضطرار من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة ولهذا كان السلف مطبقين على تكفير من أنكر ذلك لأنه عندهم معلوم بالاضطرار من الدين
[ درء التعارض ج ٧ ص ٢٧]
وسياق اﻷدلة مما يصعب حصره وقد ذكر شيخ الإسلام أنها تبلغ مئين وأن الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين متواترة موافقة لذلك
[ درء التعارض ج ٢ ص ٢٦ ]
و آحاد اﻷدلة جاوزت ألف دليل وقد ذكر اﻹمام ابن القيم رحمه الله أنواعها فأوصلها إلى ثمانية عشر نوعا وفي بعض كتبه كالنونية أوصلها إلى واحد وعشرين نوعا وهنالك فرق بين النوع و اﻵحاد فأنواعها تصل إلى عشرين وأما أفراد النوع فقد جاوزت ألف دليل
[ النونية ج ١ ص ٣٩٥ وما بعدها ]
واﻷنواع التي ذكرها ابن القيم _ نذكرها باختصار _:
١- التصريح بالفوقية المقرون بأداة
" من " كما في قوله تعالى { يخافون ربهم من فوقهم } ففيها التصريح بالفوقية و " من " تمنع التأويل و المجاز
٢- ذكر الفوقية مجرد من أداة
" من " كما في قوله تعالى { وهو القاهر فوق عباده } وهنا لا يصح تأويل الفوقية بالقهر كما ذهب إليه أهل البدع ﻷن قوله " فوق " تعني الفوقية المطلقة فتعم بذلك فوقية : الذات و القدر و القهر
٣- التصريح بالعروج كما في قوله تعالى { تعرج المﻻئكة والروح إليه }
٤- التصريح بالصعود إليه كما في قوله تعالى { إليه يصعد الكلم الطيب }
٥- التصريح برفع بعض مخلوقاته إليه كما في قوله تعالى { ورافعك إلي } وهذا قوله في عيسى عليه السلام .
٦- التصريح بالعلو المطلق كما في قوله تعالى { وهو العلي الكبير }
" ال " تعني هنا للاستغراق
٧- التصريح بتنزيل الكتاب منه كما في قوله تعالى { تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم }
٨- التصريح باختصاص بعض المخلوقات بأنها عنده وأن بعضها أقرب إليه من بعض كما في قاله تعالى { إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته }
٩- التصريح بأنه سبحانه في السماء كما في قوله تعالى {ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض } والمراد بالسماء هنا: العلو فكل ما علاك فهو سماء فـ" في" في قوله ((ءأمنتم من في السماء)) على بابها: ظرفية وليس المراد بالسماء السماء المبنية وإنما المراد بالسماء العلو
١٠- اﻹشارة إليه إلى جهة العلو حسآ كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم وقوله هو { أنتم مسئولون عني فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فرقع أصبعه إلى السماء قائلا : اللهم فاشهد } رواه مسلم
ومن الادلة النقلية ما ورد في السنة :
حديث الجارية يقول لها النبي صلى الله عليه وسلم أين الله ؟ قالت : في السماء . رواه مسلم
وقول النبي صلى الله عليه وسلم لسعد { لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات } رواه البخاري إلى غير ذلك من اﻷدلة النقلية الكثيرة
○ الدليل الفطري :
وأما الدليل الفطري على علو الله تعالى فإن الخلق جميعهم بطبائعهم وقلوبهم السليمة يرفعون أيديهم عند الدعاء ويقصدون جهة العلو بقلوبهم عند التضرع لله .
ومن ذلك قصة أبي المعالي الجويني مع أبي جعفر الهمذاني لما اعترض عليه وهو يقرر نفي العلو فقال له الهمذاني: دعنا مما تقول ما هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا ما قال عارف قط يا الله إلا وجد من قلبه معنى يطلب العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة فكيف ندفع هذه الضرورة من قلوبنا فصرخ أبو المعالي ووضع يده على رأسه وقال: حيرني الهمذاني حيرني الهمذاني ! [ الاستقامة ج ١ ص ١٦٧ ]
ومن عجيب ما جرى لشيخ الإسلام ابن تيمية نفسه مع هؤلاء النفاة ما حكاه بقوله: ولقد كان عندي من هؤلاء النافين لهذا من هو من مشايخهم، وهو يطلب مني حاجة، وأنا أخاطبه في هذا المذهب كأني غير منكر له، وأخرت قضاء حاجاته حتى ضاق صدره، فرفع رأسه إلى السماء وقال: يالله فقلت له: أنت محق، لمن ترفع طرفك؟ وهل فوق عندك أحد؟ فقال: أستغفر الله ورجع عن ذلك لما تبين له أن اعتقاده يخالف فطرته ثم بينت له فساد هذا القول فتاب من ذلك ورجع إلى قول المسلمين المستقر في فطرهم . [ درء التعارض ج ٦ ص ٢٤٣-٢٤٤ ]
■ اعتراض ورده :
يورد أهل اﻷهواء اعتراضآ على الدليل الفطري لعلو الله وهو إن السماء قبلة للدعاء
فنقول وبالله التوفيق :
١- إن قبلة الدعاء هي قبلة الصلاة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل القبلة في دعائه في كثير من المواطن فمن زعم أن للدعاء قبلة غير قبلة الصلاة أو أن له قبلتين إحداهما السماء واﻷخرى الكعبة فهو مخالف ﻹجماع المسلمين
٢- أن هذا القول لم يقل به أحد من السلف ولا نزل به من الله سلطان ثم إن هذه اﻷمور الشرعية الدينية لا يجوز أن تخفى على جميع علماء اﻷمة وحقيقة هذا الاعتراض انه من اﻷشاعرة وهو أصل عندهم وهو مما ورثوه من الجهمية
٣- إن القبلة هي ما يستقبله العابد بوجهه كما يستقبل الكعبة بالصلاة والذبح ونحوهما فأما ما حاذاه المرء برأسه أو بيده أو جبهته فلا يسمى قبلة لا حقيقة ولا مجاز ثم إن الرسل لم تأمر الداعي أن يستقبل السماء بوجهه بل نهوه عن ذلك ثم أمر القبلة مما يقبل النسخ كما نسخت القبلة من الصخرة إلى الكعبة وأمر بالتوجه بالدعاء إلى جهة العلو مركوز في الفطرة ثم أن المستقبل للكعبة يعلم أن الله ليس هناك بخلاف الداعي فإنه يتوجه بقلبه إلى العلو وواضع الجبهة في الارض إنما قصد الخضوع لمن فوقه بالذل ولم يقصد أن الله في أسفل بل إن هذا لا يخطر بقلب ساجد من العامة أو الخاصة إلا ما سمع عن المريسي وأتباعه أنه كان يقول في السجود : سبحان ربي اﻷسفل ! تعالى الله عما يقولون علو كبيرا [ الﻵلئ البهية ص ٤٢٥ ]
■ نصوص أئمة اﻹسلام على علو الله على خلقه :
قال اﻹمام ابن المبارك : نعرف ربنا بأنه فوق سبع سماوات على العرش استوى بائن من خلقه ولا نقول كما قالت الجهمية . [ الرد على الجهمية للدارمي ص ٦٧ ]
قال اﻹمام أبو حنيفة : من قال لا أعرف ربي في السماء أم في اﻷرض فقد كفر .
[ ذكره ابن أبي العز في شرح الطحاوية ص ٤٢٩ ]
قال اﻹمام اﻷوزاعي : كنا والتابعون متوافرون نقول : إن الله تعالى فوق عرشه .
قال اﻹمام ابن مهدي : إن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الله قد كلم موسى وأن يكون على العرش وهولاء يستتابوا فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم .[ مسائل أبي داود ٢٦٢]
قال اﻹمام قتيبة بن سعيد : هذا قول اﻷئمة في اﻹسلام نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه .
[ بيان تلبيس الجهمية ج ٢ ص٣٨ ]
قال اﻹمام أحمد بن حنبل : الله فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه وقدرته وعلمه في كل مكان .
[ السنة للالكائي ج٣ ص٤٤٥ ]
سعيد آل بحران
@saeid_1438
منقول صيد الفوائد
اليوم في 3:17 pm من طرف عبدالله الآحد
» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
اليوم في 12:53 pm من طرف صادق النور
» إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأن الشرك سيظهر في هذه الأمة بعد إخفائه واندحاره
أمس في 2:19 pm من طرف عبدالله الآحد
» فضل توحيد الله سبحانه
الجمعة نوفمبر 22, 2024 3:20 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب الدعوة إلى توحيد الله سبحانه
الخميس نوفمبر 21, 2024 3:00 pm من طرف عبدالله الآحد
» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد
» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» العبادة وأركانها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد