آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» وجوب الدعوة إلى توحيد الله سبحانه
ألإسراء والمعراج بين ألإعـجاز والفـضل Ooou110اليوم في 3:00 pm من طرف عبدالله الآحد

» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
ألإسراء والمعراج بين ألإعـجاز والفـضل Ooou110أمس في 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
ألإسراء والمعراج بين ألإعـجاز والفـضل Ooou110أمس في 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد

» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
ألإسراء والمعراج بين ألإعـجاز والفـضل Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد

» العبادة وأركانها
ألإسراء والمعراج بين ألإعـجاز والفـضل Ooou110الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد

» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
ألإسراء والمعراج بين ألإعـجاز والفـضل Ooou110الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد

» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
ألإسراء والمعراج بين ألإعـجاز والفـضل Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور

» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
ألإسراء والمعراج بين ألإعـجاز والفـضل Ooou110الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
ألإسراء والمعراج بين ألإعـجاز والفـضل Ooou110السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد

» هيئات السجود المسنونة
ألإسراء والمعراج بين ألإعـجاز والفـضل Ooou110الخميس نوفمبر 14, 2024 3:24 pm من طرف عبدالله الآحد

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

ألإسراء والمعراج بين ألإعـجاز والفـضل Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 81 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 81 زائر :: 3 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 10129 مساهمة في هذا المنتدى في 3406 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 311 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو Pathways فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    ألإسراء والمعراج بين ألإعـجاز والفـضل

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    ألإسراء والمعراج بين ألإعـجاز والفـضل Empty ألإسراء والمعراج بين ألإعـجاز والفـضل

    مُساهمة من طرف صادق النور الجمعة فبراير 17, 2023 8:29 pm


    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة السلام علي سيد المرسلين سيدنا محمد وعل آله وصحبه أجمعين

    ألإسراء والمعراج بين ألإعجاز والفضل

    معجزة الإسراء والمعراج

    ١ -تعريف المعجزة:
    هي أمر خارق للعادة قد يكون مقرونًا بالتحدي صراحة أو ضمنًا، يجري الله هذا الأمر على يد أنبيائه.
    والمعجزة دالة على صدق النبي، فمتى ظهرت المعجزة على يد إنسان وقارن ظهورها دعوى النبوة علمنا بالضرورة صدقه،
    لأنه من المستحيل أن يؤيده الله وهو كاذب.

    ٢ - المعجزات ليست من صنع الأنبياء:
    المعجزات التي يجريها الله على يد أنبيائه هي من صنع الله وتأييده لهذا النبي، وليس من صنعه،
    والدليل أن موسى -عليه السلام- لما أراه الله معجزته الكبرى، وهي العصا ليأنس بها، فانقلبت حية ولَّى خائفًا، ولو كانت من صنع موسى لما خاف منها.

    ٣ - المعجزة ليست من المستحيلات:
    المعجزة ليست من قبيل المتسحيل العقلي، فإن مخالفة السنن الكونية المعروفة داخلة في نطاق الممكنات العقلية،
    وإذا كان سبحانه ربط الأسباب بالمسببات، فليس من المحال أن يضع نواميس خاصة بخوارق العادات يعرفها هو سبحانه، غير أننا لا نعرفها، ولكننا نرى أثرها على يد من اختصه الله بفضل منه ورحمة، وإذا اعتقدنا أن الله قادر مختار لا يعجزه شيء سهل علينا الإِيمان بأنه لا يمتنع عليه أن يحدث الحادث على أي هيئة.
    إن الله الذي خلق الأسباب والمسببات قادر على تغييرها
    أ - خلق الله آدم بدون أم ولا أب، لأنه خلقه من تراب.
    ب - خلق الله عيسى من أم بدون أب كما قال عنه:
    {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}. "آل عمران ٥٩"
    يقول جل وعلا: (إن مثل عيسى عند الله) في قدرة الله حيث خلقه من غير أب (كمثل آدم) حيث خلقه من غير أب، ولا أم،بلخلقه من تراب، ثم قال له كُن فيكون). "
    الفرق بين المعجزة والمخترعات:

    إن المعجزة ليست معروفة السبب من الخلق، بخلاف المخترعات فهي معروفة السبب ولا تدخل في نطاق المعجزات ولا تقاربها،
    إذ هي مبنية على تجارب ونظريات داخلة تحت طاقة الإِنسان وعمله وقدرته وهي جارية على السنن الكونية المعروفة،
    وليست خارجة عنها، وما سمعنا بمخترع يدعي النبوة.
    الفرق بين المعجزة والسحر:

    إن المعجزة غير معروفة السبب العادي لنا، بخلاف السحر، فهو وإن خفي في الظاهر على كثير من الناس مما يعلمه بعضهم،
    وله قواعد وأسباب يتوصل بها إليه، وكثير مما نظن أنه سحر لا يعدو أن يكون خيالًا وخفة يد، وشعوذة، فكن على بيّنة من ذلك، ولا يشكل عليك الأمر فيلتبس الباطل بالحق المبين، فشتان ما بين صنع الله رب العالمين، وأعمال الدجالين المشعوذين.
    الفرق بين المعجزة والكرامة:

    الأمر الخارق للعادة إن ظهر على يد رجل أوتي النبوة فهو المعجزة، وإن ظهر على يد رجل صالح، فهو الكرامة، وهي ثابتة للأولياء المؤمنين المتقين. وأما ما يظهر على يد الفساق من الغرائب، فهو من الدَجل والشعوذة.

    المعجزات النبوية المحمدية

    ١ - المعجزة الدائمة:

    لقد كانت معجزات الأنبياء حسية تنقضي في وقتها، وهي لمن شاهدها،
    أمامعجزة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، فهي دائمة كبرى، لأن رسالته عامة لكل الناس، ومستمرة إلى يوم القيامة، وصالحة لكل زمان ومكان:
    قال الله تعالى:(وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً). "سبأ ٢٨"
    وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -:(وكان كل نبي يُبعث إلى قومه خاصة، وبُعثتُ إلى الناس عامة). "متفق عليه"
    إن المعجزة الكبرى الدائمة لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - هي القرآن الكريم الباقي إلى يوم القيامة.

    ٢ - المعجزات الحسية:
    لقد أعطى الله نيه محمداً - صلى الله عليه وسلم - معجزات حسية كثيرة فاقت الأنبياء قبله:
    نقل عن الإِمام الشافعي أنه كان يقول:
    ما أعطى الله نبياً إلا وأعطى محمداً - صلى الله عليه وسلم - ما هو أكثر منه،
    فقيل له: أعطى عيسى بن مريم إحياء الموتى، فقال الشافعي: حنين الجذع أبلغ، لأن حياة الخشبة أبلغ من إحياء الموتى؛
    ولو قيل: كان لموسى فَلْقُ البحر عارضناه بفلْقِ القمر، وذلك أعجب، لأنه آية سماوية؛
    وإن سئلنا عن انفجار الماء من الحجر عارضناه بانفجار الماء من بين أصابعه  - صلى الله عليه وسلم -، لأن خروج الماء من الحجر معتاد، أما خروجه من اللحم والدم فأعجب؛
    ولو سئلنا عن تسخير الرياح لسليمان عارضناه بالمعراج. "انظر مناقب الإمام الشافعي ص ٣٨"

    ٣ - المنكرون للمعجزات الحسية:

    قد يقول بعض المنكرين للمعجزات الحسية: إن القرآن وحده يكفي معجزة دالة على صدق النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -،
    ولا حاجة لهذه المعجزات الحسية التي يستبعدها العقل!
    فنقول لهم: إن تحكيم العقل في الغيبيات، وخوارق العادات ليس من الحكمة، لأن العقل له منطقة لا يتجاوزها،
    وقد قال الإِمام الشافعي -رضي الله عنه-:كما أن للبصر مجالاً لا يعدوه، فكذلك للعقل مجال لا يتجاوزه،
    ولو أن كل شيء لا يقع تحت الحس، أو لا يستسيغه العقل، أو يخالف المألوف والعادة ننكره لوقعنا في متاهات من الضلال والغي والجحود والإِنكار.
    الخلاصة: إن كل شيء أخبر الشارع بوقوعه، فهو في دائرة الإِمكان، ومن يدَّع الإستحالة فعليه البيان.

    ما هو الإسراء والمعراج؟
    الإِسراء: هو ذهاب الله بنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - راكباً على البراق من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى في القدس في جزء من الليل، ثم رجوعه من ليلته.

    المعراج: هو صعود الرسول - صلى الله عليه وسلم - من المسجد الأقصى في تلك الليلة بعد إسرائه إلى السموات العلى، ثم إلى سدرة المنتهى، ثم رجوعه إلى بيت المقدس من تلك الليلة.
    أ - ثبوت الإِسراء والمعراج:

    الإِسراء ثابت في القرآن الكريم، والأحاديث الصحيحة الكثيرة:
    أما القرآن ففي قول الله تعالى:
    {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله، لِنرِيَه من آياتنا إنه هو السميع البصير" "الإِسراء ١"
    يستفاد من هذه الآية فوائد ومعان سامية:
    ١ - بدأ الآية بلفظ {سبحان} لأن من قدر على هذا، فهو مستحق للتنزيه والتقديس،
    وفيها معنى التعجب، وما أجدر الإِسراء أن يُتعجب منه!
    ٢ - وفي ذكر العبد في هذا المقام تشريف، وتحذير أن يُتَّخذَ الإِسراء وسيلة لرفع الرسول - صلى الله عليه وسلم - من مقام العبودية إلى مقام الألوهية.
    ٣ - وذكر لفظ وليلاً هو مع أن الإِسراء لا يكون إلا ليلًا، للِإشارة إلى أنه في جزء من الليل.
    ٤ - والمسجد الحرام بمكة: وسمي حراماً لحرمته، والمسجد الأقصى: وسمي بالأقصى لبعده من المسجد الحرام.
    ٥ - والمراد بقوله: {باركنا حوله} البركات الدينية، والدنيوية:

    أ - أما بركاته الدينية، فلكونه مقر الأنبياء، ومهاجر الكثير منهم، وقبلتهم، ومهبط الملائكة،
    وهو أحد المساجد الثلاثة التي تُشَد إليها الرحال: مسجد مكة، ومسجد المدينة، ومسجد بيت المقدس، والتي يضاعف فيها ثواب الصلاة.
    ب - وأما الدنيوية فلما يحيط بها من الأنهار الجارية، والزروع والبساتين النفرة.
    ٦ - (لنُريه من آياتنا) المراد بها ما أراه الله لنبيه في هذه الليلة من مخلوقات الله وآلائه، وجلاله، وعجائب صنعه، والتعبير بـ (مِن) هنا غاية البلاغة،
    لأن الله أرى نبيه بعض آياته لا كلها، إذ آيات الله لا تنتهي، ولا يتسع لها قلب بشر.
    ٧ - وما أبلغ أن يختم الآية بقوله: (إنه هو السميع البصير) فهو وعد للمؤمنين بالِإسراء بالجميل، والثواب الجزيل، ووعيد للمكذبين المرجفين للصدر السابق نفسه"

    وأما أحاديث الإِسراء فستأتي فيما بعد إن شاء الله.

    وأما المعراج: فهو ثابت في الأحاديث الصحيحة التي رواها البخاري ومسلم وغيرهما.

    ب - الإِسراء والمعراج بالروح والجسد:

    جمهور السلف والخلف من العلماء على أن الإِسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة، وبروح الرسول - صلى الله عليه وسلم - وجسده، وهو الذي يدل عليه قوله تعالى في أول سورة الإِسراء (بعبده) ولا يكون إلا بالروح والجسد.

    وهناك أحاديث صحيحة تشير إلى أن الإِسراء والمعراج كانا بالروح والجسد: منها أنه شُق صدره الشريف، وركب البراق، وعُرج به إلى السماء، ولاقى الأنبياء، وفُرضت عليه الصلوات الخمس، وأن الله كلمه، وأنه كان يرجع بين موسى -عليه السلام- وبين ربه -عَزَّ وَجَلَّ-.
    الإسراء ووحدة الوجود
    د وقع بعض الكتاب المعاصرين في وحدة الوجود حين كتبوا عن الإسراء،
    فقال الدكتور محمد حسين هيكل في كتابه: (حياة محمد - صلى الله عليه وسلم -):
    فهذا الروح القوي قد اجتمعت فيه في ساعة الإسراء والمعراج وحدة هذا الوجود بالغة غاية كمالها، .. تداعت في هذه الساعة كل الحدود أمام بصيرة محمد، واجتمع الكون كله في روحه فوعاه منذ أزله إلى أبده، وصوره في تطور وحدته إلى الكمال عن طريق الخير والفضل.
    بطلان فكرة وحدة الوجود:
    وفكرة وحدة الوجود فكرة خاطئة وافدة إلى الإِسلام فيما وفد إليه من آراء فاسدة، وهي من مخلفات الفلسفات القديمة، وقد انتصر وتشيع لها بعض المتصوفة الذين ينتسبون إلى الإِسلام، وكتب فيها، فكان عاقبتهم الإلحاد في الله وصفاته.
    وقد أبان بطلانها كثير من علماء الأمة الراسخين في العلم المتثبتين في العقيدة؛ والقول بها يؤدي إلى القول بالطبيعة، وقدم العالم، وإنكار الألوهية، وهدم الشرائع السماوية، التي قامت على أساس التفرقة بين الخالق والمخلوق، وبين وجود الرب، ووجود العبد، ومقتضى هذا المذهب أن الوجود واحد، فليس هناك خالق ومخلوق، ولا عابد ومعبود، ولا قديم وحادث، وعابدوا الأصنام والكواكب، والحيوانات حين عبدوها إنما عبدوا الحق، لأن وجودها وجود الحق، إلى آخر خرافاتهم التي ضلوا بسببها، وأضلوا غيرهم، والتي أضرت بالمسلمين، وجعلتهم شيعاً وأحزاباً.
    ولقد بلغ من بعضهم أنه قال: إن النصارى ضلوا لأنهم اقتصروا على عبادة ثلاثة، ولو أنهم عبدوا الوجود كله لكانوا راشدين.
    وتفسير الإِسراء والمعراج بهذه الفكرة يقتضي إنكارهما على حسب ما جاء به القرآن والسنة الصحيحة المشهورة، فليس هناك إسراء حقيقة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى بذات النبي - صلى الله عليه وسلم -، وليس هناك عروج بالنبي من بيت المقدس إلى السماوات السبع .. ، وما الداعي إلى ذلك ما دام الكون كله قد اجتمع في روح النبي كما قال صاحب هذا الرأي،
    فالمسجد الحرام، والمسجد الأقصى في روحه، والسموات وما فيهن في روحه، ثم ما الداعي إلى كل هذا التكلف والإغراب من الدكتور هيكل -يرحمه الله- في فهم نصوص صريحة جاءت بلسان عربي مبين؟!

    متى كان الإسراء والمعراج؟

    ١ - يكاد يجمع المحققون من العلماء على أن الإِسراء والمعراج كانا بعد البعثة المحمدية، وأنهما كانا في اليقظة والمنام:
    ٢ - وقد اختلف العلماء في أي سنة كان؟ وفي أي شهر؟
    أ - قال البعض: إنهما كانا قبل الهجرة بسنة، وإلى هذا ذهب الزهري، وعروة بن الزبير، وابن سعد وادعى ابن حزم الِإجماع على هذا.
    ب - والذي عليه أكثر المحققين أنهما كانا في شهر ربيع الأول، وقيل في شهر ربيع الآخر، وقيل في شهر رجب وهو المشهور بين الناس.
    ج - والذي ترجح عند العلماء أن الإِسراء والمعراج كانا في ليلة الثانية عشر من شهر ربيع الأول فقد ذكر ابن كثير في "البداية والنهاية" أثراً عن جابر وابن عباس يشهد لذلك:
    قال جابر وابن عباس: (وُلد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفيل يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول، وفيه بُعث، وفيه عُرِج به إلى السماء، وفيه هاجر).

    يشهد لبعض هذا الأثر الحديث الآتي:
    "سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صوم يوم الإثنين؟ قال: ذاك يوم وُلدتُ فيه، وفيه بُعثت، وفيه أنزل عليَّ" (أي القرآن). "رواه مسلم"

    ٣ - الإِسراء والمعراج والعلم الحديث:
    الإِسراء والمعراج حق أخبر بهما القرآن والسنة، فوجب التصديق بهما، وأنهما من المعجزات، وهما أمران ممكنان للعقل،
    ومن ادعى استحالتهما فعليه البيان.
    إن العلم الحديث يطالعنا الآن باكتشافات جديدة: فالطائرة النفاثة تسبق سرعة الصوت، وأمكن الصعود إلى القمر، إلى غير ذلك من المخترعات؛ فإذا كان الإِنسان مع ضعفه قد استطاع أن يقوم بمثل هذه الاختراعات التي جعلت من المسافات البعيدة قريبة ضمن قوانين دقيقة، أفلا يقدر خالق هذا الإِنسان والكون أن ينقل رسوله محمداً - صلى الله عليه وسلم - إلى حيث أراد بقدرة فائقة وسرعة عجيبة؟ إنه على كل شيء قدير.

    الحوادث التي سبقت الإسراء

    إن القارىء لسيرة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - يرى أن حادثة الإِسراء والمعراج قد سبقتها أحوال قاسية، وحوادث أليمة، أحاطت بالرسول من كل جانب واعترضت سبيل دعوته وسببت له مشاكل كثيرة، لو حصلت لغيره من الدعاة والمصلحين لأوهنت قواهم وأعاقتهم عن دعوتهم، ولكن ما في الرسول - صلى الله عليه وسلم - من شجاعة وصبر، وإيمان بصدق دعوته جعله يستهين بكل ما يحصل له ويعترض طريقه، ولعل في هذا درساً عملياً مفيداً للدعاة والمصلحين من حملة رسالته ليقتدوا به، ويستهينوا بالصعاب التي تعترض سبيلهم.
    وأهم هذه الحوادث الأليمة التي سبقت إسراءه - صلى الله عليه وسلم - ثلاث:

    ١ - موت عمه أبي طالب:
    لا شك أن أبا طالب كان نصيراً لابن أخيه محمد - صلى الله عليه وسلم - وحامياً له، حيث لم يجرؤ أحد أن يُلحِق بالنبي أذىً شديداً إلا بعد موت عمه، إذ وجد الكفار فرصة سانحة للإستخفاف بشأنه والإِمعان في إيذائه - صلى الله عليه وسلم -.
    ٢ - خروجه إلى الطائف:
    لقد ضاق الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالمشركين في مكة ذَرْعاً بعد كل هذا التكذيب والإِيذاء الذي صدر منهم له، فكان لا بد له من الإِنتقال إلى بلد آخر لنشر الدعوة فيه.
    وخرج الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف أقرب بلد إلى مكة، وله فيها أقارب وأرحام لعله يستعين بهم على المشركين في بلده، وعسى أن يجد منهم عطفاً عليه؛ وتصديقاً لدعوته، وتسلية لمصابه، وإكراماً لضيافته؛
    ولكن الأمر كان على العكس تماماً؛ إذ ما كاد يعرض الرسول - صلى الله عليه وسلم - عليهم دعوته حتى خفّوا لتكذيبه وإخراجه من بلدهم، ولم يكتفوا بذلك حتى سلَّطوا عليه عبيدهم وسفهاءهم يقذفونه بالحجارة مما أدمى قدميه، ولم يعد يستطيع متابعة السير عليهما، فجلس قرب بستان لأحد أعدائه؛ وقد أسند ظهره إلى حائط، يمسح الدم بيده بعد أن أنهكه التعب والجوع والجراح؛ وإذا بملَك الجبال يهبط من السماء وَيعْرِض عليه أن يطبق عليهم الجبلين فيهلكهم، فلا يكون جواب الرسول الكريم الرحيم إلا أن يقول:

    (بَلْ أرْجُوا أنْ يُخْرجَ الله مِنْ أصلابهم مَنْ يَعْبُد اللهَ وحدَه؛ لا يشرِك به شيئاً).
    جلس الرسول - صلى الله عليه وسلم - يفكر كيف يستطيع أن يدخل مكة بعد هذا كله، فأرسل إلى الأخنس بن شريق أن يدخل مكة في حمايته وجواره، فأبى، ثم أرسل إلى المطعم بن عدي بطلبه هذا، فرضي، وكان يذكرها له.

    ٣ - موت خديجة رضي الله عنها:

    لقد زاد في مرارة هاتين الحادثتين (موت عمه وخروجه إلى الطائف) موت زوجته الوفية "خديجة" -رضي الله عنها- التي كانت تخفف آلامه، وتشجعه في دعوته، وتمده بأموالها؛ فخلا الميدان من العم الشفيق الناصر، وانطفأ سراج البيت بموت الزوج الحبيب المؤنس، فسمى بعضهم ذاك العام "عام الحزن".

    بعد كل هذه الحوادث الأليمة، والهزات النفسية التي زادت من هموم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأتعابه، أراد الله أن يكرمه بِالِإسراء والمعراج ليريه من آياته وليلتقي بالأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- الذين وجدوا في دعوتهم من الصعاب مثل ما وجده في دعوته ها هم الأنبياء يقتدون به في بيت المقدس، وها هي الملائكة ترحب به في السماوات، وكأنه قيل له:
    يا محمد لئن كان يؤذيك شتم السفهاء في الأرض أما يُرضيك ترحيب الملائكة والمرسلين بك في السماوات؛
    لئن اصطف حولك الجاهلون المجرمون يرشقونك بالحجارة، فهاهم الأنبياء يصطفون خلفك لتؤمهم في صلاتهم.

    ---------------------------------------------------------------
    أحبابانا كل عام وأنتم بخير طابت لكم الحياة بذكر الله وأتباع سنه حبيبه المصطفي صل الله عليه وسلم
    ما زلنا نسبح في بحر إسرء سيد الخلق صل الله عليه وسلم
    فتابعونا
    جزاكم الله خيرا
    ولا تنسونا من صالح دعائكم
    التالي : حديث الإسراء والمعراج



    عدل سابقا من قبل sadekalnour في السبت فبراير 18, 2023 8:21 pm عدل 2 مرات

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    ألإسراء والمعراج بين ألإعـجاز والفـضل Empty حديث الإسراء والمعراج

    مُساهمة من طرف صادق النور الجمعة فبراير 17, 2023 9:20 pm


    ما قبله ::
    حديث الإسراء والمعراج

    ١ - الإسراء:

    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : (أتيتُ بالبراق - وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه، قال: فركبته حتى أتيت بيت المقدس، فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء، ثم دخلت المسجد فصليت فيه تحية المسجد ركعتين، ثم خرجت فجاءني جبريل -عليه السلام- بإناء من خمر، وإناء من لبن، فاخترت اللبن،
    فقال جبريل -عليه السلام-: اخترت الفطرة). "رواه مسلم:

    ٢ - المعراج:
    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : (فُرِجَ عن سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل ففَرج صدري (شقه)، ثم غسله
    بماء زمزم، ثم جاء بِطَست من ذهب ممتلىء حكمة وإيمانًا، فأفرغه في صدري، ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا) "رواه البخاري
    : "نطلق جبريل -عليه السلام- (بالرسول - صلى الله عليه وسلم -) حتى أتى السماء الدنيا".

    جبريل [خازن السماء]: افتح.

    الخازن: مَنْ هذا؟

    جبريل: جبريل.

    الخازن: هل معك أحد؟

    جبريل: نعم معي محمد - صلى الله عليه وسلم -.

    الخازن: وقد أرسل إليه؟ (هل دعاه مولاه)؟

    جبريل: نعم.

    الملائكة: مرحباً به نعم المجيء جاء.

    "فلما فتح علونا السماء الدنيا فإذا رجل قاعد، على يمينه أسْوِدة (أرواح كثيرة) وعلى يساره أسْوِدة، إذا نظر قِبَل يمينه ضحك،
    وإذا نظر قِبل يساره بكى".الرجل [في فرح]: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح.

    محمد - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ هذا؟

    جبريل: هذا آدم، وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نَسَمُ بنيه (أرواحهم) فأهل اليمين منهم أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار، فإذا نظر عن يمينه ضحك، وإذا نظر عن شماله بكى.

    "ثم صعد جبريل بي إلى السماء الثانية".

    جبريل [للخازن]: افتح.

    الخازن: مَنْ هذا؟

    جبريل: جبريل.

    الخازن: هل معك أحد؟

    جبريل: نعم معي محمد - صلى الله عليه وسلم -.

    الخازن: وقد أرسل إليه؟

    جبريل: نعم.

    الملائكة: مرحباً به، فنعم المجيء جاء.

    "ففتح فلما خلصت (دخَلت)، فإذا يحيى وعيسى وهما ابنا الخالة".

    جبريل: [للرسول - صلى الله عليه وسلم -]: هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما.

    الرسول - صلى الله عليه وسلم -: فسلمت عليهما، فردا (السلام).

    يحيى وعيسى: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح.

    "ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح ففتح".

    [وقالت الملائكة للرسول مثل ما قالوا له في السماء الثانية].

    "فلما خلَصتُ فإذا يوسف -عليه السلام- فسلَّمت عليه، فرَدَّ (السلام) ".

    ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح

    [فقالت الملائكة للرسول مثل ما تقدم]
    فلما خلصتُ فإذا إدريس فسلَّمتُ عليه، فرَدَّ (السلام) ".

    "ثم صعد بي (جبريل) حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح، [فقالوا له مثل ما سبق].

    فلما خلصتُ (دخلت) فإذا هارون، فسلمت عليه فرَدَّ (السلام) ".

    * * *

    "ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح

    [فقالوا مثل ما سبق].

    فلما خلصتُ فإذا موسى، فسلمتُ عليه، فردَّ (السلام) ".

    "ثم صعد بي حتى أتى السماء السابعة فاستفتح جبريل".

    الخازن: مَن هذا؟

    جبريل: جبريل.

    الخازن: ومَن معك؟

    جبريل: محمد - صلى الله عليه وسلم -.

    الخازن: وقد بُعث إليه؟

    جبريل: نعم.

    الملائكة [فى فرح]: مرحباً به، فنعم المجيء جاء.

    الرسول - صلى الله عليه وسلم -: فلما خلصتُ (دخلت).

    جبريل: هذا أبوك إبراهيم فسلّم عليه.

    الرسول - صلى الله عليه وسلم -: فسلمتُ عليه، فردَّ السلام وقد أسند ظهره إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف مَلَك لا يعودون إليه.

    إبراهيم: مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح.

    "ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى فإذا أوراقها كآذان الفيلة

    وثمرها كالقلال (الجرار الكبيرة)، فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيَّرت، فما أحد يستطيع أن ينعتها لحسنها فأوحى الله إليَّ ما أوحى، ففرض عليَّ خمسين صلاة في كل يوم وليلة، فنزلت إلى موسى".

    موسى: ما فرض ربك على أُمتك؟

    الرسول - صلى الله عليه وسلم -: خمسين صلاة.

    موسى: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فإن أُمتك لا تطيق ذلك، فإني قد بَلَوتُ بني إسرائيل وخبرتهم.

    الرسول - صلى الله عليه وسلم -: فرجعت إلى ربي، فقلت: يا رب خفف عن أمتي، فحطَّ عني خمساً.

    "فرجعت إلى موسى فقلت: حَطَّ عني خمساً".

    موسى: إنَّ أُمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف.

    "فلم أزل أرجع بين رب تبارك وتعالى وبين موسى -عليه السلام-، حتى قال:

    الربُّ تعالى: يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة، بكل صلاة عشر، فذلك خمسون صلاةً، ومَن همَّ بحسنة فلم يعملها كُتبت له حسنة، فإن عملها كُتبت عشراً، ومَن همَّ بسيئة ولم يعملها لم تُكتب شيئاً، فإن عملها كُتبت سيئةً واحدةً.

    "قال: فنزلتُ فانتهيتُ إلى موسى فأخبرته".

    موسى: ارجع إلى ربَّك فاسأله التخفيف.

    الرسول - صلى الله عليه وسلم -: قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه،

    (ولكن أرضى وأُسلِّم).

    "قال: ثم انطلق بي جبريل حتى نأتي سدرة المنتهى، فغشيها ألوان، لا أدري ما هي؟ قال: ثم أُدخلتُ الجنة فإذا فيها جنابذ (قصور) اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك".

    من فوائد حديث المعراج

    ١ - أن للسماء أبواباً حقيقية، وحفَظَة موكلين بها.

    ٢ - وفيه إثبات الإستئذان، وأنه ينبغي لمن يستأذن أن يقول أنا فلان، ولا يقتصر على (أنا) لأنه ينافي مطلوب الإستفهام.

    ٣ - أن المار يسلم على القاعد، وإن كان المار أفضل من القاعد.

    ٤ - وفيه استحباب تلقي أهل الفضل بالبشر والترحيب والثناء والدعاء.

    ٥ - جواز مدح الإِنسان المأمون عليه الإفتتان في وجهه.

    ٦ - جواز الإستناد إلى القبلة بالظهر وغيره مأخوذ من استناد إبراهيم إلى البيت المعمور وهو كالكعبة في أنه قبلة من كل جهة.

    ٧ - وفيه جواز نسخ الحكم قبل وقوع الفعل (تخفيف الصلاة من خمسين إلى خمس).

    ٨ - فضل السير بالليل على السير بالنهار، لما وقع أن الإِسراء وقع بالليل، ولذلك كانت عبادته - صلى الله عليه وسلم - بالليل، وكان أكثر سفره بالليل، وقال - صلى الله عليه وسلم -:

    (عليكم بالدُلجة، فإن الأرضَ تُطوى بالليل). "صحيح رواه أبو داود"

    ٩ - وفيه أن التجربة أقوى من تحصيل المطلوب من المعرفة الكثيرة: يستفاد ذلك من قول موسى -عليه السلام- للنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه عالج الناس قبله وجربهم.

    ١٠ - ويستفاد من تحكيم العادة، والتنبيه بالأعلى على الأدنى، لأن من سلف من الأمم كانوا أقوى أبداناً من هذه الأمة، وقد قال موسى: إنه عالجهم على أقل من ذلك فما وافقوه.

    ١١ - وفيه أن الجنة والنار قد خُلقتا، لقوله في بعض طرقه التي بينتها:

    (عُرضتْ علَيَّ الجنة والنار).

    ١٢ - فيه استحباب الِإكثار من سؤال الله تعالى، وتكثير الشفاعة عنده، لما وقع منه - صلى الله عليه وسلم - في إجابته مشورة موسى في سؤال التخفيف.

    ١٣ - وفي فضيلة الاستحياء، وبذل النصيحة لمن يحتاج إليها وإن لم يستشير الناصح في ذلك.

    ١٤ - الرضا والتسليم بعد المراجعة من الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

    ١٥ - تخفيف الصلوات من خمسين إلى خمس صلوات، وهي التي فرضها الله على عباده، والأجر خمسون صلاة، وهذا فضل من الله على عباده بشفاعة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -.

    ١٦ - الَهمُّ بالحسنة بدون عمل تكتب حسنة، بعكس السيئة فلا تكتب.

    ١٧ - مضاعفة العمل بالحسنة إلى عشر حسنات، والعمل بالسيئة لا يضاعف، بل تكتب واحدة.

    خلاصة معجزة الإسراء والمعراج

    لقد لخص الحافظ ابن كثير حادثة الإِسراء والمعراج فقال:

    ١ - والحق أنه -عليه السلام- أسري به يقظة لا مناماً من مكة إلى بيت المقدس راكباً البُراق، فلما انتهى إلى باب المسجد ربط الدابة عند الباب، ودخله فصلَّى في قبلته تحية المسجد ركعتين.

    ٢ - ثم أُتي بالمعراج وهو كالسلم ذو درج يرقى فيه، فصعد فيه إلى السماء الدنيا، ثم إلى بقية السموات السبع، فتلقاه من كل سماء مقربوها، وسلم على الأنبياء الذين في السموات بحسب منازلهم ودرجاتهم، حتى مر بموسى الكليم في السادسة، وإبراهيم الخليل في السابعة، ثم جاوز منزلتهما - صلى الله عليه وسلم - وعليهما وعلى سائر الأنبياء، حتى انتهى إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام (أي أقلام القدر بما هو كائن).

    ٣ - ورأى سدرة المنتهى (١)، وغشيها من أمر الله تعالى عظمة عظيمة، من فَراش من ذهب وألوان متعددة، وغشيتها الملائكة، ورأى جبريل على صورته وله ستمائة جناح، ورأى رفرفاً (٢) أخضر قد سد الأفق.

    [سدرة المنتهى: شجرة ذات ثمر كبير وأوراق طويلة تغشاها الملائكة وفَراش

    الطير].

    ٤ - ورأى البيت المعمور، وإبراهيم الخليل باني الكعبة الأرضية مسند ظهره إليه، لأنه الكعبة السماوية يدخله كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة يتعبدون فيه، ثم لا يعودون إليه إلى يوم القيامة.

    ٥ - ورأى الجنة والنار، وفرض الله عليه هنالك الصلوات الخمسين، ثم خففها إلى خمس رَحمة منه ولطفاً بعباده، وفِى هذا اعتناء عظيم بشرف الصلاة وعظمتها.

    ٦ - ثم هبط إلى بيت المقدس، وهبط معه الأنبياء، فصلى بهم لما حانت الصلاة، ويحتمل الصبح من يومئذ، ومن الناس من يزعم أنه أمَّهم في السماء، والذي

    (١) سميت بذلك لأنها ينتهي إليها علم الرسل والملائكة، ولم يجاوزها أحد إلا نبينا - صلى الله عليه وسلم -.
    (٢) حلة جبريل وثيابه.

    تظاهرت به الروايات أنه بيت المقدس، ولكن في بعضها أنه كان أول دخوله إليه، والظاهر أنه بعد رجوعه إليه، لأنه لما مَرَّ بهم في منازلهم جعل يسأل عنهم جبريل واحداً واحداً، وهو يخبر بهم، وهذا هو اللائق لأنه كان أولًا مطلوباً إلى الجناب العلوي ليفرض عليه وعلى أمته ما يشاء الله تعالى، ثم لما فرغ من الذي أريد به اجتمع به هو وإخوانه من النبيين، ثم أظهر شرفه عليهم بتقديمه في الإمامة، وذلك عن إشارة جبريل -عليه السلام- في ذلك.

    ٧ - ثم خرج من بيت المقدس، فركب البراق وعاد إلى مكة بغلس والله أعلم.

    ٨ - وأما عرض الآنية من اللبن والعسل، أو اللبن والخمر، أو اللبن والماء أو الجميع، فقد ورد أنه في بيت المقدس، وجاء أنه في السماء، ومحتمل أن يكون هاهنا وهاهنا لأنه كالضيافة والله أعلم. "تفسير ابن كثير ٣/ ٢٢"
    ----------------------------------------------------------
    وما زلنا أحبابنا
    جزاكم الله خيرا
    التالي ::
    من عبرة الإسراء والمعراج

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    ألإسراء والمعراج بين ألإعـجاز والفـضل Empty من عبرة الإسراء والمعراج

    مُساهمة من طرف صادق النور الجمعة فبراير 17, 2023 9:43 pm


    ما قبله

    من عبرة الإسراء والمعراج


    ١ - شق الصدر:
    من أراده الله لأمر عظيم أعده إعداداً قوياً، فموسى -عليه السلام- حينما أرسله الله إلى الطاغية فرعون جعل له آية العصا، وأجرى له تجربة عملية، حتى لا يخاف حينما تنقلب حية تسعى؛
    كذلك الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - شق جبريل صدره، وملأه حكمة وإيماناً، ليتأهب لما يراه في الإِسراء والمعراج، والقلب إذا طاب بالإِيمان طاب الجسد كله كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:

    (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ألا وهي القلب) "متفق عليه"

    ٢ - البراق:
    لقد زاد الله في تكريمه لرسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل إليه مركوباً يحمله، ودليلاً يؤنسه، فأرسل إليه جبريل بالبراق يحمله إليه، علماً بأن أهل الجنة يذهبون إليها راكبين مُكرمين كما قال عنهم ربهم: {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} وهكذا يفعل العظماء إذا دَعَوا إلى ضيافتهم عزيزاً عليهم. [سورة مريم ٨٥]

    ٣ - ربط البراق بالحلقة:
    لقد علمنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن نأخذ بالأسباب، فربط البراق بالحلقة، وهو لا ينافي التوكل، وقد قال النبي و - صلى الله عليه وسلم - وللأعرابي الذي كانت معه ناقته: (إعقلها وتوكل). "حسن رواه الترمذي"

    ٤ - المسجد الأقصى:
    إن مرور الرسول - صلى الله عليه وسلم - به، وصلاته بالمسجد، ولقاءه بالأنبياء فيها فوائد وعبر:

    أ - لعل من الحكمة أن يفهم الناس أن دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - عامة لكل بلد، بل تسير مسرى الشمس والقمر.

    ب - إن اقتداء النبيين بالرسول - صلى الله عليه وسلم - دليل على أن شرعه ناسخ، وأن الاقتداء به واجب على الأنبياء وغيرهم.

    ج - وفي مسراه إشارة إلى وحدة الأنبياء في دعوتهم إلى الإِيمان والتوحيد، وربط بين الأماكن المقدسة: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى.

    د - زيارة الرسول - صلى الله عليه وسلم - للمسجد الأقصى تلويح وإشارة للمسلمين أن يشدوا الرحال إليه، ويطهروه من الوثنية واليهودية المجرمة، وبشارة لهم بفتح بيت المقدس.

    ٥ - سنة التعارف:
    لقد قام جبريل بسنة التعريف بالأنبياء في السماء، وأن التعارف من سنن الإِسلام، لأنه سبيل المحبة والتعاون بين المسلمين، فعلى المسلم أن يتعرف على أخيه، ويسأله عن اسمه.

    ٦ - شعور الأب نحو أولاده:
    فقد رأى الرسول - صلى الله عليه وسلم - آدم في السماء يضحك فرحاً حينما يرى أولاده السعداء، ويبكي ألماً حينما يرى أولاده الأشقياء، وهذا شعور كل والد نحو ولده، فليت الأولاد يقدرون هذا ويسلكون طريق السعادة والخير ليدخلوا الفرح على أبيهم، ويبتعدوا عن الشقاء لئلا يحزنوه.

    ٧ - الجرأة في الحق:
    لقد صارح الرسول - صلى الله عليه وسلم - قومه بما رأى في إسرائه، ولم يحسب حساباً لتصديقهم أو تكذيبهم، وفي هذه الجرأة قدوة للمصلحين أن يجهروا بالحق، قال الله تعالى:

    {الذين يُبلِّغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله}
    . [الأحزاب ٣٩]

    ٨ - فرض الصلاة:
    كل العبادات نزل بها الوحي على الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو في الأرض، أما الصلاة فقد رفع الله رسوله إلى فوق السموات، حتى فرضها عليه وعلى أمته، أليس هذا دليلاً على أهمية الصلاة، وأنها معراج أرواح المؤمنين إلى رب العالمين؟
    ومن فضل الله العظيم أن الصلاة فُرضت خمسين في الأصل، ثم خففت إلى خمس بشفاعة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -، وبقي الأجر في الأصل خمسين.

    ٩ - إثبات العلو لله تعالى:
    إن عروج الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى السموات العلى، وإلى سدرة المنتهى حتى كلمه ربه تعالى دليل واضح على عفو الله تعالى فوق سمواته، علماً بأن هناك أدلة صريحة من القرآن، والأحاديث على ذلك:

    أ - قال الله تعالى: {ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات}. [البقرة ٢٩]

    قال مجاهد وأبو العالية: [استوى، علا وارتفع]. "رواه البخاري

    ب - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي، فهو مكتوب عنده فوق العرش). "رواه البخاري"

    ١ - لقد عرج الرسول - صلى الله عليه وسلم - السموات العلى، حتى بلغ سدرة المنتهى، فكان هذا المعراج رمزاً للارتفاع عن حياة مليئة بالمشكلات والمظالم، إلى عالم تسوده الرحمة والطمأنينة.

    لئن صعد الإِنسان في هذا العصر المادي إلى الفضاء، وحاول الوصول إلى القمر، ليسيطر بظلمه على عالم آخر،
    فلقد رفعك الله يا رسول الرحمة فوق سماواته إلى مكان لم يصله غيرك، لتنقذ العالَم وتحرر هذا الإِنسان من العبودية لغير الله وتخلصه من ظلم أخيه الإنسان، ثم نزلتَ إلى الأرض لتنشر بتعاليمك السمحة العدل والرحمة للناس كافة.

    ألا ما أحوج الإِنسان اليوم إلى هذه التعاليم، ليرتفع من حضيض المادة ويتطلع نحو السماء، فيعيش بروحه وأخلاقه، وتنجو الإِنسانية المهددة بالحروب من ظلمه وجشعه.

    هل رأى محمد - صلى الله عليه وسلم - ربه ليلة المعراج

    اختلف العلماء في الرؤية على قولين؟

    ١ - قال فريق منهم: إن محمداً - صلى الله عليه وسلم - رأى ربه.

    ٢ - وقال آخرون: إنه لم ير ربه.

    الصحيح من هذه الأقوال أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ير ربه، والدليل على ذلك ما يلي:

    أ - لقد صح عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت:

    "من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم الفِرية على الله". "متفق عليه"

    ب - وفي رواية ثانية للبخاري أنها قالت:

    "مَن حدَّثك أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - رأى ربه فقد كذب، وهو يقول: {لا تُدركه الأبصار} ". "الأنعام ١٠٣"

    وللعلماء أدلة أخرى أنقلها للقارئ ليكون على بينة من أمره:

    ١ - تحقيق شيخ الإِسلام:

    قال ابن تيمية في الفتاوى ما نصه: (وليس في الأدلة ما يقتضي أنه رآه بعينه، ولا ثبت ذلك عن أحد من الصحابة، ولا في الكتاب والسنة ما يدل على ذلك، بل النصوص الصريحة في نفيه أولى، كما في صحيح مسلم عن أبي ذر
    قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هل رأيت ربك؟ قال: (نورٌ أنَّى أراه)؟ ..

    وفي الصحيحين عن ابن عباس في قوله تعالى:

    (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنةً للناس والشجرة الملعونة في القرآن) "الإسراء ٦٠"

    قال: هي رؤيا عين أُريها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة أُسريَ به،
    وهذه (رؤيا الآيات) لأنه أخبر الناس بما رآه بعينه ليلة المعراج، فكان ذلك فتنة لهم، حيث صدقه قوم، وكذبه قوم، ولم يخبرهم بأنه رأى ربه بعينه، وليس في شيءٍ من أحاديث المعراج الثابتة ذكر ذلك، ولو كان قد وقع ذلك لذكره، كما ذكر ما دونه وقد ثبت بالنصوص الصحيحة، واتفاق سلف الأمة أنه لا يرى الله أحدٌ في الدنيا بعينه، إلا ما نازع فيه بعضهم من رؤية نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - خاصة واتفقوا على أن المؤمنين يرون الله يوم القيامة عياناً كما يرون الشمس والقمع. "

    الرسول يفاجىء المشركين بالإسراء

    لما رجع الرسول - صلى الله عليه وسلم - من مسراه إلى بيت عمه أبي طالب وأخبر بنت عمه (أم هانيء) أنه يريد أن يخرج إلى القوم ويخبرهم بما رأى في مسراه من عجيب قدرة الله، تعلقت بردائه.

    أم هانئ [في رجاء]: أنشدك الله يا ابن عمي ألا تحدث بهذا قريشاً؛ فيكذبك مَن كان صدّقك.

    "الرسول يضرب بيده على ردائه، فينزعه منها ثم يخرج مسرعًا".

    أم هانئ [لجاريتها]: اتبعيه وانظري ماذا يقول.

    الجارية [بعد عودتها]: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتهى إلى نفر من قريش في الحطيم فقعد حزيناً حيث عرف أن الناس تكذبه، وما أحبَّ أن يكتم ما أكرمه الله به.

    أبو جهل [كالمستهزئ]: هل كان من شيء؟

    الرسول - صلى الله عليه وسلم -: نعم أُسري بي الليلة.

    أبو جهل: إلى أين؟!!

    الرسول - صلى الله عليه وسلم -: إلى بيت المقدس.

    أبو جهل [في دهشة]: ثم أصبحت بين ظهرانَيْنا؟!!

    رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم.

    أبو جهل [متحديًا]: أرأيت إن دعوت قومك أتحدثهم بما حدثتني؟

    الرسول [في شجاعة وتصميم]: نعم.

    أبو جهل [صائحًا]: يا معشر بني كعب.

    "قريش تَنفضُّ من مجالسها وتسرع نحو الصوت".

    أبو جهل [لمحمد]: حدّث قومك بما حدثتني.

    الرسول [يتحدث إليهم]: إني أُسري بي.

    قريش: إلى أين؟

    الرسول - صلى الله عليه وسلم -: إلى بيت المقدس.

    "قريش في ضجة وصفير وتصفيق".

    المُطْعِم [مكذبًا]: أنا أشهد أنك كاذب؛ نحن نضرب أكباد الإِبل إلى بيت المقدس ذهاباً في شهر، تزعم أنك أتيته في ليلة واحدة؟! واللات والعزى لا نصدقك.

    "رجال يسعَون إلى أبي بكر بالخبر".

    أبو بكر: إن قال ذلك فقد صدق!!

    قريش: أتصدقه على ذلك؟!

    أبو بكر: إني لأصدقه فيما هو أبعدُ من ذلك: أصدقه على خبر السماء يأتيه في لحظة.

    الرسول [لأبي بكر]: إن الله قد سماك "الصديق".

    ---------------------------------------------
    وما زلنا أحبابنا
    تابعونا جزاكم الله خيرا
    التالي ::
    آيات صدقه في الإسراء

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    ألإسراء والمعراج بين ألإعـجاز والفـضل Empty آيات صدقه في الإسراء

    مُساهمة من طرف صادق النور الجمعة فبراير 17, 2023 9:58 pm


    ما قبله ::
    آيات صدقه في الإسراء

    ١ - وصفه بيت المقدس:

    "لما رجع محمد - صلى الله عليه وسلم - وحدث قريشًا عن إسرائه، وأنه أتى بيت المقدس -وكان فيهم من سافر إليه مرات في تجارته- عجبوا وكذبوا".

    المطعم بن عدي: كل أمرك كان قبل اليوم أمَماً (يسيراً) غير قولك اليومِ أنا أشهد أنك كاذب؛ نحن نضرب أكباد الإبل مُصْعَدًا شهراً، ومُنْحَدَرًا شهرًا، تزعم أنك أتيته في ليلة!! واللات والعزى لا أصدقك.

    أبو بكر [في أسف]: يا مطعم بئسما قلت لابن أخيك جَبَهْتَه وكذَّبتَه، أنا أشهد أنه صادق.

    قريش [في استغراب]: صف لنا بيت القدس: كيف بناؤه وهيئته وقربه من الجبل؟

    الرسول - صلى الله عليه وسلم -: بناؤه كذا وكذا، وقربه من الجبل كذا ...

    "وما زال الرسول ينعت لهم حتى التبس عليه النبت، فكرب كرباً ما كرب مثله، فجيء بالمسجد وهو ينظر إليه، حتى وضع دون دار عقيل".

    قريش: كم للمسجد من باب؟

    "ينظر الرسول جهة المسجد، ويعدها باباً باباً، وكأنه بناها بيده".

    يا واصف الأقصى أتيت بوصفه ... وكأنك الرسَّام والبنَّاء

    أبو بكر [في فرح]: صدقت؛ أشهد أنك رسول الله.

    قريش [لأبي بكر]: أفتصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟

    أبو بكر [في إيمان]: نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك: أصدقة بخبر

    السماء بغُدوةٍ ورَوْحَةٍ.

    ٢ - إخباره عن العير:

    قريش [في امتحان]: أخبرنا عن عيرنا؟

    الرسول - صلى الله عليه وسلم -: أتيت على عير بني فلان (قافلتهم) بالروحاء قد أضلوا ناقة لهم، فانطلقوا في طلبها، فانتهيت إلى رحالهم فليس بها منهم أحد، وإذا قَدَحُ ماءٍ فشربت منه، ثم انتهيت إلى عير بني فلان فيها جمل عليه غِرارتان (عِدلان) غِرارة سوداء وغرارة بيضاء، فلما حاذيتُ العير نفرت، وضرِع ذلك البعير وانكسر.

    قريش [للرسول]: متى تَقْدُم عيرنا؟

    الرسول - صلى الله عليه وسلم -: تقدم يوم الأربعاء مع طلوع الشمس من الثنيَّة وفيها فلان وفلان، يَقدُمها جمل أورق (أسمر).

    قريش: هذه والله آية.

    "تخرج قريش يشتدّون ويركضون مبكرين صباح ذلك اليوم نحو الثنية التي وصف ينتظرون بفارغ الصبر حتى تطلع الشمس ليكذبوه".

    أحدهم [في شماتة]: هذه الشمس قد طلعت!!

    الآخر [في حسرة وخزي]: وهذه العير قدْ أقبلت يقدمُها جمل أورق فيها فلان وفلان كما قال محمد.

    قريش [في عناد]: هذا سحر مبين.

    زيارة المسجد الأقصى

    إن المسجد الأقصى يعتبره المسلمون أولى قبلتيهم، ومسرى رسولهم الكريم، وإن ما حوله من بلاد باركها الله وجعلها موطن النبوات سابقاً، أصبحت اليوم مهددة باليهود اللئام.

    وإن في زيارة المسلمين للمسجد الأقصى وما حوله حافزاً قوياً يثير في النفوس الهمم للدفاع عن بيت المقدس واسترداد ما اغتصبه اليهود.

    لهذا حض الإِسلام على زيارة المسجد الأقصى، ونوَّه بفضله ومضاعفة الثواب لمن يصلى فيه، فقال - صلى الله عليه وسلم -:

    ١ - (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى). "رواه البخاري ومسلم"

    ٢ - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جواباً لمن سأله عن الصلاة في بيت المقدس أفضل أو في مسجده؟:

    (صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه، ولَنِعمَ المُصلَّى ..)

    "أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي وهو كما قالا"

    ]أي إن الصلاة في مسجد الأقصى تعادل ٢٥٠ صلاة]

    عقوبة العصاة كما رآها الرسول - صلى الله عليه وسلم


    عن سمرة بن جندب: "كان رسول - صلى الله عليه وسلم - مما يكثر أن يقول لأصحابه: هل رأى أحد منكم من رؤيا؟ فيقص عليه ما شاء الله أن يقص".الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه ذات غداة: إنه أتاني الليلة آتيان (جبريل وميكائيل)،
    وإنهما ابتعثاني (نبهاني من النوم) جبريل وميكائيل [للرسول - صلى الله عليه وسلم -]: انطلق ..."وإني انطلقت معهما،
    وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه، فيُثلَغ رأسه (يُكسر) فَيَتَدَهْدَه (يتدحرج) الحجر هاهنا: فيتبع الحجرَ فيأخذه، فلا يرجع إليه حتى يصبح رأسه كما كان، ثم يعود عليه، فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى".

    الرسول - صلى الله عليه وسلم -: سبحان الله، ما هذان؟!

    جبريل وميكائيل: انطلق، انطلق ...

    "فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلُّوب من حديد، وإذا هو يأتي أحدَ شِقَّي وجهه، فيُشرشِر (يقطع) شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، ثم يتحول إلى الجانب الآخر، فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول،
    قال: فما يفرغ من ذلك الجانب، حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه، فيفعل مثل ما فعل المرة الأولى".

    الرسول - صلى الله عليه وسلم -: سبحان الله! ما هذان؟

    جبريل وميكائيل: انطلق، انطلق ..

    "فانطلقنا، فأتينا على مثل التنور، فإذا فيه لغط وأصوات، فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهَب من أسفلَ منه، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوْضَوْا" (أخرجوا أصواتاً).

    الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ما هؤلاء؟!

    جبريل وميكائيل: انطلق، انطلق ...

    "فانطلقنا، فأتينا على نهر أحمر مثل الدم، وإذا في النهر رجل سابح يسبح، وإذا على شطر النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح، ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة، فيفغر له فاه، فيُلقمه حجراً، فينطلق فيسبح، ثم يرجع إليه، كلما رجع إليه فَغَر (فتح) فاه، فألقمه حجراً".

    الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ما هذان؟

    جبريل وميكائيل: انطلق، انطلق ...

    "فانطلقنا، فأتينا على رجل كريه المرآة (المنظر) وإذا عنده نار يَحشها (يوقدها)، ويسعى حولها".

    الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ما هذا؟

    جبريل وميكائيل: انطلق، انطلق ...

    "فانطلقنا، فأتينا على روضة مُعْتَمَّة (طويلة النبات) مُعشِبة، فيها من كل نور (زهر) الربيع، وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل، لا أكاد أرى رأسه طولًا في

    السماء، وإذا حول الرجل أكثر من ولدان رأيتهم قط".

    الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ما هذا، ما هؤلاء؟

    جبريل وميكائيل: انطلق، انطلق ...

    "فانطلقنا، فأتينا على روضة عظيمة لم أر قط أعظم منها ولا أحسن".

    جبريل وميكائيل: ارْق (اصعدَ).

    "فارتقينا فيها إلى مدينة مبنية بلَبن ذهب، ولَبِن فضة فأتينا باب المدينة. فاستفتحنا ففتح لنا، فدخلناها فتلقانا فيها رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راءٍ وشطر منهم كأقبح ما أنت راءٍ".

    الملائكة [لهؤلاء الرجال]: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر.

    "وإذا نهر معترض يجري كان ماءه المحض من البياض فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا إلينا، وقد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة".

    الملائكة [للرسول - صلى الله عليه وسلم -]: هذه جنة عدن، وهذاك منزلك.

    "فسما بصري صعُداً (مرتفعاً)، فإذا قصر مثل الرَّبابة البيضاء (السحابة البيضاء) ".

    جبريل وميكائيل: هذاك منزلك.

    الرسول - صلى الله عليه وسلم -: بارك الله فيكما، ذراني فأدخلَه.

    الملائكة: أما الآن فلا، وأنت داخلُه.

    الرسول - صلى الله عليه وسلم -: فإني رأيت منذ الليلة عجباً، فما هذا الذي رأيت؟!

    جبريل وميكائيل: أما إنا سنخبرك.

    عقوبة تارك القرآن والصلاة: أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يُثْلغ (يُكسر) رأسه بالحجر، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة.

    عقوبة الرجل الكذاب: وأما الرجل الذي أتيت عليه يُشَرشِرُ شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق.

    عقوبة الزناة والزواني: وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور، فإنهم الزناة والزواني.

    عقوبة آكل الربا: وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر، ويُلقَم الحجارة، فإنه آكل الربا.

    وظيفة خازن جهنم: وأما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها فإنه مالك خازن جهنم.

    إبراهيم وحوله الأولاد: وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم، وأما الولدان الذين حَوْله، فكل مولود مات على الفطرة.

    بعض المسلمين [للرسول - صلى الله عليه وسلم -]: يا رسول الله: وأولاد المشركين؟

    رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وأولاد المشركين.

    الذي تجاوز الله عنهم: وأما القوم الذين كانوا شطر منهم حسَن، وشطر منهم قبيح، فإنهم قوم خلطوا عملاً صالحاً، وآخر سيئًا تجاوز الله عنهم. "رواه البخاري
    -------------------------------------------------
    وما زلنا أحبابنا تابعونا
    جزاكم الله خيرا
    التالي ::
    من فوائد الرؤيا في الحديث

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    ألإسراء والمعراج بين ألإعـجاز والفـضل Empty من فوائد الرؤيا في الحديث

    مُساهمة من طرف صادق النور السبت فبراير 18, 2023 7:08 am


    ماقبله ::
    من فوائد الرؤيا في الحديث

    ١ - أن الإِسراء وقع يقظة ومناماً (وأن المنام تحقق يقظة ليلة الإِسراء).

    ٢ - وفيه أن بعض العصاة يعذبون في البرزخ.

    ٣ - وفيه من تلخيص العلم، وهو أن يجمع القضايا جملة، ثم يفسرها على الولاء (الترتيب) ليجتمع قصورها في الذهن.

    ٤ - التحذير من النوم عن الصلاة المكتوبة، وعن رفض القرآن لمن يحفظه (ترك العمل به).

    ٥ - التحذير من الزنا، وأكل الربا، وتعمد الكذب.

    ٦ - أن الذي له قصر في الجنة لا يقيم فيه وهو في الدنيا، بل إذا مات، حتى النبي والشهيد.

    ٧ - الحث على طلب العلم، واتباع من يلتمس منه ذلك.

    ٨ - فضل الشهداء، وأن منازلهم في الجنة من أرفع المنازل.

    ٩ - أن من استوت حسناته وسيئاته يتجاوز الله عنهم. اللهم تجاوز عنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

    ١٠ - الإهتمام بأمر الرؤيا والسؤال عنها، وفضل تعبيرها، واستحباب ذلك بعد صلاة الصبح، لأنه الوقت الذي يكون فيه البال مجتمعاً.

    ١١ - استقبال الإِمام أصحابه بعد الصلاة إذا لم يكن بعدها راتبة، وأراد أن يعظهم، أو يفتيهم، أو يحكم بينهم.

    ١٢ - ترك استقبال القبلة للإِقبال عليهم لا يكره، بل يشرع كالخطيب.

    ١٣ - وفي الحديث دليل أيضاً على أن الأولاد الذين ماتوا على الفطرة هم في الجنة، حتى أولاد المشركين.

    من فضائل الإسراء والمعراج

    ١ - كفران الذنوب لمن لم يشرك بالله شيئاً:

    عن عبد الله بن مسعود قال: (لما أُسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتهى به إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السابعة، إليها ينتهي ما يُعرج به من الأرض فئقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط من فوقها فيُقبض منها،
    وقال: {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال: فَراش من ذهب، قال: فأُعطي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثاً: أُعطي الصلوات الخمس، وخواتيم سورة البقرة، وغُفِر لمن لم يشرك بالله من أُمَّته شيئاً المُقحِمات). "رواه مسلم"
    (أي الكبائر من الذنوب المهلكات التي تقحم صاحبها في النار)، (فَراش: طيور).

    ٢ - دعاء التعوذ من الجن:

    وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (رأيت ليلة أسري بي عفريتاً من الجن يطلبني بشعلة من نار، كلما التفتُّ إليه رأيته، فقال جبريل: ألا أُعلمك كلمات تقولهن، فتنطفئ شعلته ويخرُّ لِفِيهِ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بلى، فقال جبريل: قلْ: أعوذ بوجه الله الكريم، وبكلمات الله التامات التي لا يجاوِزهُنَّ بَرٌّ ولا فاجر: من شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن فتن الليل والنهار، ومن طوارق الليل، إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمان). "رواه أحمد

    ٣ - ثواب المجاهدين:

    "مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قوم يزرعون ويحصدون في يوم!! كلَّما حصدوا عاد كما كان!! "

    الرسول [لجبريل]: ما هذا؟

    جبريل: هؤلاء المجاهدون في سبيل الله، يضاعَف لهم الحسنة إلى سبعمائة ضعف، وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين.

    ٤ - تخفيف الصلوات من خمسين إلى خمس صلوات، مع بقاء أجر خمسين صلاة.

    الآيات الكبرى التي رآها الرسول - صلى الله عليه وسلم

    قال الله تعالى: (لقد رأى من آيات ربه الكبرى). "سورة النجم ١٨"

    وهي كقوله: (لِنُرِيَك من آياتنا الكبرى) "سورة طه ٢٣"

    أي الدالة على قدرتنا وعظمتنا، وبهاتين الآيتين استدل من ذهب من أهل السنة أن الرؤية (لله) لم تقع، لأنه قال: (لقد رأى مِن آيات ربه الكبرى).

    ولو كان رأى ربه لأخبر بذلك وقال ذلك للناس. "ذكره ابن كثير في تفسيره"

    والآيات التي رآها الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليلة الإِسراء والمعراج كثيرة:

    ١ - جبريل -عليه السلام-:

    (رأى جبريل له ستمائة جناح في صورته). "متفق عليه"

    (ما كذب الفؤاد ما رأى): قال:

    (رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبريل عليه حُلتا رَفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض). (الرفرف: الثياب الخضر).
    (ثم دنا فتدلى) يعني جبريل إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -.

    (فكان قاب قوسين أو أدنى):
    القاب: نصف أصبع، وقال بعضهم: ذراعين كان بينهما.

    (فأوحى إلى عبده ما أوحى): معناه: فأوحى جبريل إلى عبد الله محمد ما
    أوحى، أو فأوحى الله إلى عبده محمد ما أوحى بواسطة جبريل، وكِلا المعنيين

    (ولقد رآه نزلة أخرى): قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
    (إنما ذاك جبريل، لم يره في صورته التي خُلق عليها إلا مرتين: رآه منهبطاً من السماء إلى الأرض سادًّا عِظم خَلقه ما بين السماء والأرض). "متفق عليه"

    ٢ - سدرة المنتهى: قال الله تعالى: (إذ يغشى السدرة ما يغشى). "النجم ١"

    وفي الحديث: (فلما غشِيَها من أمر الله ما غشِيها تغيَّرت، فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها). "رواه مسلم"
    وقال ابن مسعود: لما أُسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتهى به إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السابعة، إليها ينتهي ما يُعرج به من الأرض، فيُقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها، فيُقبض منها. "ذكره ابن كثير في تفسيره"
    وفي الحديث: (ثم رُفعتُ إلى سدرة المنتهى، فإذا نبقها مثل قِلال هجر، وإذا أوراقها كآذان الفيلة). "رواه البخاري"
    (نبقها مثل قلال هجر: أي ثمرها كبير).

    ٣ - البيت المعمور: وفي الحديث:

    (فرُفع لي البيت المعمور، فسألت جبريل، فقال: هذا البيت المعمور، يصلي
    فيه كل يوم سبعون ألف ملك، وإذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم).
    وفي رواية: (البيت المعمور مسجد في السماء بحذاء الكعبة، لو خرَّ لخرَّ عليها). "رواه البخاري"
    واستُدل من الحديث على أن الملائكة أكثر المخلوقات لأنه لا يعرف من جميع العوالم ما ينجرد من جنسه في كل يوم سبعون ألفاً غير ما ثبت عن الملائكة في هذا الحديث.

    ٤ - الأنهار الأربعة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

    أ - (ثم رفعتُ إلى سدرة المنتهى .. وإذا أربعة أنهار: نهران باطنان، ونهران ظاهران، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة. "الكوثر والسلسبيل" وأما الظاهران فالنيل والفرات). "رواه البخاري ومسلم"
    ب - ووقع في حديث شريك: (ومضى به يرقى السماء، فإذا هو بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد، فضرب بيده، فإذا هو مسك أذفر! فقال - صلى الله عليه وسلم -: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي خبأ لك ربك).
    ج - ووقع في رواية يزيد عن أنس عند ابن أبي حاتم: أنه بعد أن رأى إبراهيم قال: (ثم انطلق بي على ظهر السماء السابعة حتى انتهى إلى نهر عليه خيام اللؤلؤ والياقوت والزبرجد، وعليه طير خضر، أنعَمُ طير رأيت. قال جبريل: هذا الكوثر الذي أعطاك الله، فإذا آنيته الذهب والفضة، يجري على رضراض من الياقوت والزبرجد، ماؤه أشد بياضاً من اللبن).
    قال - صلى الله عليه وسلم -: (فأخذت من آنيته، فاغترفت من ذلك الماء، فشربت، فإذا هو أحلى من العسل وأشد رائحة من المسك).

    (أربعة أنهار في الجنة: النيل والفرات، وسيحان وجيحان).
    فيحتمل أن تكون سدرة المنتهى مغروسة في الجنة، والأنهار تخرج من تحتها، فيصح أنها من الجنة.

    هـ - قال النووي: في هذا الحديث أن أصل النيل والفرات من الجنة، وأنهما يخرجان من أصل سدرة المنتهى ...

    والحاصل: أن أصلها في الجنة، وهما يخرجان أولًا من أصلها، ثم يسيران إلى أن يستقرا في الأرض، ثم ينبعان واستدل به على فضيلة ماء النيل والفرات لكون منبعهما الجنة، وكذا سيحان وجيحان.

    و- قال القرطبي: لعل ترك ذكرهما في حديث الإِسراء، لكونهما ليسا أصلاً برأسهما، وإنما يحتمل أن يتفرعا عن النيل والفرات.

    وقيل: إنما أطلق على هذه الأنهار أنها أنهار من الجنة تشبيهاً لها بأنهار الجنة لما فيها من شدة العذوبة والحسن والبركة، والأول أولى والله أعلم.

    ٥ - الخطباء القوالون: "ثم أتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار".

    الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ما هذا يا جبريل؟

    جبريل: هؤلاء الخطباء من أمتك يأمرون الناس بالبر، وينسون أنفسهم، وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون.
    --------------------------------------------------------------------------
    وما زلنا أحبابنا تابعوبنا
    جزاكم الله خيرا
    ولا تنسونا من صالح دعائكم
    التالي ::
    بدع الإسراء والمعراج

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5385
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    ألإسراء والمعراج بين ألإعـجاز والفـضل Empty بدع الإسراء والمعراج

    مُساهمة من طرف صادق النور السبت فبراير 18, 2023 7:31 am


    ما قبله :
    بدع الإسراء والمعراج

    ١ - الإحتفال بليلة الإسراء والمعراج،
    وهذا الإحتفال لم يفعله الرسول صلي الله عليه وسلم والصحابة والتابعون، ولو كان الإحتفال خيراً لسبقونا إليه، والأصل في الأمور التعبدية -ومنها الإحتفال بعيد المولد النبوي، والإسراء والمعراج وغيرها- المنع حتى يأتي الدليل من الشارع، ولم يأت دليل من الشارع على فعله فعلمنا أنه من البدع المحدثة في الدين، وقد حذر الرسول - صلى الله عليه وسلم - منها فقال: (إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار).

    ٢ - قراءة قصة المعراج في ليلة السابع والعشرين من رجب،
    وتخصيصها بالذكر والعبادة والدعاء والصوم والعمرة والصلاة، وليعلم أن قصة المعراج المنسوبة إلى ابن عباس كلها أباطيل وأضاليل ولم يصلح منها إلا أحرف قليلة، ومن فظيع ما نراه أن بعض المشايخ الذين لا علم لهم بصحيح الحديث من سقيمه يقرأون هذه القصة على الناس في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، والناس يصدقون أولئك المشايخ، علماً أنه - صلى الله عليه وسلم - قال في الحديث المتواتر: " من كذب عَليَّ مُتعمداً فلْيتبَّوأ مقعده من النار". "متفق عليه"
    مما جاء في معراج ابن عباس أن هناك سماء من ذهب، وفضة ونحاس وكلها كذب.

    ٣ - وقد ذهب أكثر المحققين
    من أهل العلم والتاريخ والسير أن الإِسراء والمعراج كان في ليلة الثانية عشر من شهر ربيع الأول، وقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية -أثراً عن جابر وابن عباس يشهد لذلك. قال جابر وابن عباس:

    "ولد رسول صلي الله عليه وسلم عام الفيل يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول وفيه بُعث، وفيه عُرج به إلى السماء وفيه هاجر.
    وعروج الرسول صلي الله عليه وسلم إلى السماء دليل على أن الله في السماء وفوق العرش كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة.

    الدعاء في ليله ألإسراء والمعراج :

    فلم يأت في الكتاب، والسنة ما يفيد أن الدعاء ليلة الإسراء والمعراج مستجاب، أو أنها من الأوقات التي هي مظنة إجابة الدعاء، كما جاء في الدعاء حال السجود، أو في الثلث الأخير من الليل، ولم يرد عن السلف الصالح أنهم خصوها بشيء من العبادات لا دعاء، ولا صلاة ولا غيرها.

    قال ابن باز -رحمه الله تعالى- في مجموع فتاواه: ليلة سبع وعشرين من رجب، التي يعتقد بعض الناس أنها ليلة الإسراء والمعراج، لا يجوز تخصيصها بشيء من العبادة، كما لا يجوز الاحتفال بها .. هذا لو عُلمت، فكيف والصحيح من أقوال العلماء أنها لا تعرف، وقول من قال إنها ليلة سبع وعشرين من رجب، قول باطل، لا أساس له في الأحاديث الصحيحة،
    ولقد أحسن من قال:
    وخير الأمور السالفات على الهدى ... وشر الأمور المحدثات البدائع .

    صيام يوم الاسراء والمعراج

    فمن الصيام ما هو واجب كصيام شهر رمضان، ومنه ما هو دون ذلك كصيام يومي تاسوعاء، وعاشوراء، ويوم عرفة،
    وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه المواطن، كما أرشد إلى صيام ثلاثة أيام من كل شهر، ويومي الاثنين والخميس. والصيام في هذه الأوقات من سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
    لكن يوم الإسراء والمعراج لا يجب ولا يستحب، ولا يسن صيامه، لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صامه أو أمر بصيامه، ولو كان صومه مندوباً أو مسنوناً لبينه النبي صلى الله عليه وسلم، كما بين فضل الصيام في يوم عرفة، وعاشوراء.. الخ.
    وعلى هذا فلا يصح أن يقال بصيام هذا اليوم،
    بل إنه يوم مختلف في تعيينه على أقوال كثيرة قال عنها الحافظ ابن حجر في الفتح بأنها تزيد على عشرة أقوال. فتح الباري (7/254) باب المعراج: كتاب مناقب الأنصار.
    وهذا الاختلاف دليل على أن هذا اليوم ليس له فضيلة خاصة بصيام، ولا تخص ليلته بقيام، ولو كان خيراً لسبقنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام،
    وبناءً على هذا فإن صوم يوم الإسراء والمعراج (27 من رجب) على أحد الأقوال بدعة محدثة لا يصح التمسك بها،
    لكن إن وافق هذا اليوم سنة أخرى في الصيام كيوم الاثنين، أو الخميس أو وافق عادة امرئ في الصيام،
    كمن يصوم يوماً ويفطر يوماً فعندئذ يجوز صيامه لكونه يوم الاثنين أو الخميس أو اليوم الذي يصومه - مثلا- لا لكونه يوم الإسراء والمعراج.
    وعلى المسلم أن يتحرى السنن و يبتعد عن البدع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه البخاري ومسلم، ومعنى (رد) أي: مردود على صاحبه غير مقبول منه.
    ---------------------------------------
    والحمد لله رب العالمين
    جزاكم الله خيرا أحبابنا
    لا تنسونا من صالح دعائكم

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 6:13 pm