آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» أقوال العلماء في الاستغاثة بغير الله
فضل الشكر وجزاء الشاكرين Ooou110اليوم في 5:16 pm من طرف عبدالله الآحد

» تعليم الصبيان التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
فضل الشكر وجزاء الشاكرين Ooou110أمس في 10:00 pm من طرف عبدالله الآحد

» عقيدة السلف الصالح للشيخ المحدث محمد الطيب بن إسحاق الأنصاري المدني
فضل الشكر وجزاء الشاكرين Ooou110الإثنين أبريل 29, 2024 4:19 pm من طرف عبدالله الآحد

» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( الجُزْءُ أَلْأَولٌ ) )
فضل الشكر وجزاء الشاكرين Ooou110الأحد أبريل 28, 2024 6:20 pm من طرف صادق النور

» عظمة الله سبحانه وتعالى والتحذير من الاستهزاء بالله والعياذ بالله
فضل الشكر وجزاء الشاكرين Ooou110الأحد أبريل 28, 2024 5:54 pm من طرف عبدالله الآحد

» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( اَلْجُزْءُ الثَّانِي ))
فضل الشكر وجزاء الشاكرين Ooou110الأحد أبريل 28, 2024 8:06 am من طرف صادق النور

» أقسام صفات الله
فضل الشكر وجزاء الشاكرين Ooou110السبت أبريل 27, 2024 8:52 pm من طرف عبدالله الآحد

» اثبات أن الله يتكلم بالصوت والحرف وأن القرآن كلامه حقيقة
فضل الشكر وجزاء الشاكرين Ooou110الجمعة أبريل 26, 2024 4:11 pm من طرف عبدالله الآحد

» الرياء شرك أصغر إن كان يسيرا
فضل الشكر وجزاء الشاكرين Ooou110الخميس أبريل 25, 2024 4:39 pm من طرف عبدالله الآحد

» لم يصح تأويل صفة من صفات الله عن أحد من السلف
فضل الشكر وجزاء الشاكرين Ooou110الأربعاء أبريل 24, 2024 5:12 pm من طرف عبدالله الآحد

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

فضل الشكر وجزاء الشاكرين Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 25 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 25 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 9644 مساهمة في هذا المنتدى في 3195 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 286 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو عبدالرحمن فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    فضل الشكر وجزاء الشاكرين

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5191
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    فضل الشكر وجزاء الشاكرين Empty فضل الشكر وجزاء الشاكرين

    مُساهمة من طرف صادق النور الجمعة سبتمبر 10, 2021 10:32 pm



    فضل الشكر وجزاء الشاكرين

    عبادة الشكر وثمرة جزائها

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام علي سيد المرسلين وإمام المحجلين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثراً طيباً مباركاً فيه


    فمن العبادات العظيمة التي ينعم الناس بثمرتها في العاجل والآجل: شكر الله تعالى على ما أولى من نعم، والشكر نصف الدين
    كما قال جماعة من السلف، وقد امتلأ كتاب ربنا بالأمر به، فما من آية ختمت بقول منزلها: {لعلكم تشكرون} أو: {ولعلكم تشكرون}، إلا وهي آمرة به.

    معنى الشكر:

    خير ما قيل في تعريف الشكر: عرفان الإحسان.
    وقيل: الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع.
    وقال ابن القيم: الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافا، وعلى قلبه شهودا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادا وطاعة.
    وهذا يدل على أن للشكر ثلاثة أركان.

    أركان الشكر:

    أ‌- الاعتراف بالنعمة بقلبه.

    فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مطر الناس على عهد النبي صل الله عليه وسلم ،
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر، قالوا: هذه رحمة الله. وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا» [مسلم].

    ب‌- التحدث بها والثناء على المنعم.

    قال تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11].

    ت‌- تسخيرها في طاعة مسديها والمنعم بها.

    قال تعالى: {اعملوا آل داود شكر} [سبأ: 13].
    ومعنى الآية: يا آل داود: اعملوا شكرًا لله على ما أعطاكم، وذلك بطاعته وامتثال أمره
    ولذا قال الشاعر:

    أفَادَتْكُمُ النّعْمَاء منِّي ثَلاثةً --- يدِي، ولَسَاني، وَالضَّمير المُحَجَّبَا

    قال أبو عبد الرحمن الحُبلي: "الصلاة شكر، والصيام شكر، وكل خير تعمله لله شكر. وأفضل الشكر الحمد" [رواه ابن جرير].


    الفرق بين الشكر والحمد:
    من وجهين:
    الأول: الشكر يكون بالجوارح، والحمد يكون باللسان وبالقلب.
    ولذلك نسمع بسجود الشكر، ولا نسمع بسجود الحمد، لأن الشكر يكون بالجوارح. ومضى في أركان الشكر أنه يكون بتسخير النعمة في طاعة الله، وهذا عمل، والعمل بالجوارح.
    الثاني: الشكر يكون عند البلاء، والحمد يكون على كل حال، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابته سراء قال: «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات»، وإن نزل به بلاء قال: «الحمد لله على كل حال».

    الشكر من صفات الله:

    ومن أسماء الله: الشاكر، والشكور.

    قال تعالى: { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 158].

    وقال: {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} [الشورى: 23].

    وقال: {وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} [التغابن: 17]

    وهو الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا، ويشكر القليل من العمل الخالص، ويعفو عن الكثير من الزلل، بل يضاعفه أضعافا مضاعفة بغير عد ولا حساب.

    ومن شكره أنه: يعطي بالعمل في أيام معدودة نعيما في الآخرة غير محدود، {كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية} [الحاقة: 24].

    ثبت عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «بينا رجل يمشى فاشتد عليه العطش، فنزل بئرا فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، ثم رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له». قالوا: يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: «في كل كبد رطبة أجر» [الشيخان].
    وفي كثير من الأحاديث تجد من عمل كذا وكذا فله الجنة، وهذا دليل على أنّ الله شكور يجزل المثوبة لعباده، ويعطي الكثير على القليل، فما أرحمه من رب! وما أعظمه من إله !!

    الشكر صفة الأنبياء:

    قال تعالى عن نوح عليه السلام: {ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكور} [الإسراء: 3].

    وقال عن إبراهيم عليه السلام: {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين* شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم} [النحل: 120- 121].

    وسيد الشاكرين نبينا صل الله عليه وسلم ، فعن المغيرة بن شبعة رضي الله عنه قال: إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقوم أو ليصلي حتى ترم قدماه، فيقال له فيقول: «أفلا أكون عبدا شكورا»؟ [البخاري ومسلم].



    الأمر بالشكر:

    قال تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} [البقرة: 152].

    وقال: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير} [لقمان: 14].

    وأمر به نبينا صلى الله عليه وسلم : {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين * بل الله فاعبد وكن من الشاكرين} [الزمر: 65-66].
    وأمر الله تعالى به موسى عليه السلام :{يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين} [الأعراف:144].

    وأمر به المؤمنين: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} [البقرة: 172].

    وقال: {وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون * وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون * ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون} [يس: 33-35].

    وقال: {أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون * وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون * ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون}[يس: 71-73].

    وثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : «يقول الله عز وجل يوم القيامة: يابن آدم حملتك على الخيل والإبل، وزوجتك النساء، وجعلتك تَرْبَعُ وترأس، فأين شكر ذلك»؟ [أحمد].
    تربع: تأخذ ربع غنيمة القوم.
    ترأس: تكون رئيسا للقوم.

    ثمرات الشكر:
    من صفات المؤمنين:

    ففي صحيح مسلم عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم : «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ؛ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ».

    سبب لرضى الله عن عبده:

    قال تعالى: {وإن تشكروا يرضه لكم} [الزمر: 7].

    أمان من العذاب:

    قال تعالى: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم} [النساء: 147].

    قال قتادة رحمه الله: "إن الله جل ثناؤه لا يعذِّب شاكرًا ولا مؤمنًا" [تفسير الطبري: 9/342].

    سبب للزيادة:

    قال تعالى: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم} [إبراهيم: 7].

    قال بعض السلف رحمهم الله تعالى: "النعم وحشية فقيدوها بالشكر".

    وقال الحسن البصري: "إن الله ليمتع بالنعمة ما شاء، فإذا لم يشكر عليها قلبها عذابا، ولهذا كانوا يسمون الشكر: الحافظ، لأنه يحفظ النعم الموجودة، والجالب، لأنه يجلب النعم المفقودة"

    الأجر الجزيل في الآخرة:

    قال تعالى: {وسنجزي الشاكرين} [آل عمران: 145].

    وقال سبحانه: {وسيجزي الله الشاكرين} [آل عمران: 144].



    الترهيب من الجحود وعدم الشكر:

    وأكتفي هنا بسرد حادثتين وردتا في القرآن الكريم:
    الأولى:

    قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} [سبأ: 16-17].
    العرم: الماء الغزير، وهذا من باب إضافة الاسم إلى صفته.
    وخمط: مر.
    وأثل: لا ثمر فيه.

    الثاني:

    قال تعالى: {وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون} [النحل: 112].

    وعبر باللباس لملازمته صاحبه، فالجوع والخوف لا يبرحان ساحتهم، وهما لهم كاللباس الذي يباشر صاحبه ولا فكاك عنه.

    كيف نكون من الشاكرين؟

    بالتلبس بأركان الشكر التي سبقت إشارة إليها.
    بشكر من أسدى معروفاً إليك من الناس
    لقول النبي صل الله عليه وسلم «لا يشكر الله من لا يشكر الناس» [الترمذي].

    وفي سنن أبى داود عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنّ نبي الله صل الله عليه وسلم قال: «مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ».
    وعن جابر رضي الله عنهما، عن النبي صل الله عليه وسلم قال: «من أعطي عطاء فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليثن، فإن من أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر» [أبو داود].
    وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : «من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء» [الترمذي].

    بالتفكر في نعم الله عليك:


    قال تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78].

    قال يونس بن عبيد رحمه الله تعالى لرجل يشكو ضيق حاله: أيسرك ببصرك هذا مائة ألف درهم؟ قال الرجل: لا. قال: فبيديك مائة ألف؟ قال: لا. قال: فبرجليك مائة ألف؟ قال: لا. فذكره نعم الله عليه ثم قال له: أرى عندك مئين الألوف وأنت تشكو الحاجة؟
    بتقوى الله والعمل بطاعته


    قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران: 123].
    قال ابن إسحاق:"أي: فاتقوني؛ فإنه شكر نعمتي" [السيرة3/113].

    بالقناعة والرضا بما قسم الله لك:

    قال صلى الله عليه وسلم : «كن قنعا تكن أشكر الناس» [ابن ماجة].

    بصلاة الضحى:

    فعن أبي ذر رضي الله عنه ، عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى» [البخاري ومسلم].

    بسجود الشكر:

    فعن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال: كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا جاءه أمر بشر به خر ساجدا؛ شاكرا لله [أبو داود].

    وهذه السجدة لا تشترط لها طهارة، ولا استقبال قبلة.

    والنعم قسمان: مستمرة، ومتجددة، فالمتجددة يسجد الإنسان لله إذا أُكرم بها.

    بأن يقول إذا أصبح وأمسى: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر

    فعن عبد الله بن غنام البياضي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : «من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر. فقد أدى شكر يومه، ومن قال ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته» [أبو داود].

    العافية مع الشكر خير من البلاء مع الصبر:

    قال مطرف رحمه الله تعالى: "لأن أعافى فأشكر، أحب إلي من أن أبتلى فأصبر" [مختصر منهاج القاصدين (295)].

    ===============

    تابعونا جزاكم الله خير الجزاء

    ******
    لا تنسونا من صالح دعائكم



    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5191
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    فضل الشكر وجزاء الشاكرين Empty رد: فضل الشكر وجزاء الشاكرين

    مُساهمة من طرف صادق النور الجمعة سبتمبر 10, 2021 10:52 pm



    قال - صل الله عليه وسلم - : (من لا يشكر الناس لا يشكر الله )

    (من لا يشكر الناس لا يشكر الله ) قال القاضي: وهذا إما لأن شكره تعالى إنما يتم بمطاوعته وامتثال أمره
    وأن مما أمر به شكر الناس الذين هم وسائط في إيصال نعم الله إليه، فمن لم يطاوعه فيه لم يكن مؤديا شكر نعمه، أو لأن من أخل بشكر من أسدى نعمة من الناس مع ما يرى من حرصه على حب الثناء والشكر على النعماء وتأذيه بالإعراض والكفران كان أولى بأن يتهاون في شكر من يستوي عنده الشكر والكفران .
    وفي رواية لهذا الحديث ( أشكر الناس لله أشكرهم للناس ) قال المناوي: ( أشكر الناس لله ) تعالى أي من أكثرهم شكراً له ( أشكرهم للناس ) لأنه سبحانه جعل للنعم وسائط منهم وأوجب شكر من جعله سبباً لإفاضتها كالأنبياء والصحابة والعلماء فزيادة العبد في شكرهم زيادة في شكر ربه، إذ هو المنعم بالحقيقة، فشكرهم شكره، ونعم الله منها بغير واسطة كأصل خلقته، ومنها بواسطة وهي ما على أيدي الناس فتتقيد بشكرهم ومكافأتهم ففي الحقيقة قد شكر المنعم بإيجاد أصل النعمة ثم بتسخير الوسائط.

    قال بعض العارفين: لو علم الشيطان أن طريقاً توصل إلى الله أفضل من الشكر لوقف فيها ألا تراه قال :[ ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين] ولم يقل لا تجد أكثرهم صابرين أو نحوه ، وقال ذو النون المصري أبو الفيض: الشكر لمن فوقك بالطاعة ولنظيرك بالمكافأة، ولمن دونك بالإحسان والإفضال .

    وقال أبو حاتم: الواجب على من أُسدى إليه معروف أن يشكره بأفضل منه أو مثله لأن الإفضال على المعروف في الشكر لا يقوم مقام ابتدائه وإن قل، فمن لم يجد فليثن عليه فإن الثناء عند العدم يقوم مقام الشكر للمعروف وما استغنى أحد عن شكر الناس

    وقال أيضا: الحر لا يكفر النعمة ولا يتسخط المصيبة، بل عند النعم يشكر وعند المصائب يصبر، ومن لم يكن لقليل المعروف عنده وقع أوشك أن لا يشكر الكثير منه، والنعم لا تستجلب زيادتها ولا تدفع الآفات عنها إلا بالشكر لله جل وعلا ولمن أسداها إليه .

    وفي الحديث قال -صلى الله عليه وسلم-:

    - (من أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له )
    - (من أعطى شيئا فوجد فليجز به، ومن لم يجد فليثن به، فإن أثنى به فقد شكره وإن كتمه فقد كفره، ومن تحلى بما لم يعط فإنه كلابس ثوبي زور )
    - (من أٌولي معروفا فليذكره، فمن ذكره فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره)
    - (من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء)


    - وعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال المهاجرون: يا رسول الله ذهب الأنصار بالأجر كله ما رأينا قوما أحسن بذلا لكثير ولا أحسن مواساة في قليل منهم ولقد كفونا المؤنة، قال -صل الله عليه وسلم-: ( أليس تثنون عليهم به، وتدعون لهم، قالوا بلى قال فذاك بذاك ) أي ما دمتم تدعون لهم بخير فإن دعاءكم يقوم بحسناتهم إليكم، وثواب حسناتكم راجع عليكم.

    قال الطيبي رحمه الله: يعني إذ حملوا المشقة والتعب على أنفسهم وأشركونا في الراحة والمهنأ فقد أحرزوا المثوبات فكيف نجازيهم ؟ فأجاب لا. أي ليس الأمر كما زعمتم إذا أثنيتم عليهم شكرا لصنيعهم ودمتم عليه فقد جازيتموهم.

    - مر سعيد بن العاص بدار رجل بالمدينة فاستسقى فسقوه، ثم مر بعد ذلك بالدار ومناد ينادي عليها فيمن يزيد قال لمولاه: سل لم تباع هذه؟ فرجع إليه فقال: على صاحبها دين، قال: ارجع إلى الدار فرجع فوجد صاحبها جالسا وغريمه معه، فقال: لم تبيع دارك ؟ قال: لهذا على أربعة آلاف دينار، فنزل وتحدث معهما وبعث غلامه فأتاه ببدرة فدفع إلى الغريم أربعة آلاف ودفع الباقي إلى صاحب الدار وركب ومضى.

    - وأقبل سعيد بن العاص يوما يمشي وحده من المسجد، فقام إليه رجل من قريش فمشى عن يمينه، فلما بلغا دار سعيد التفت إليه سعيد فقال: ما حاجتك؟ قال: لا حاجة لي، رأيتك تمشي وحدك فوصلتك، فقال سعيد: لقهرمانه ماذا لنا عندك؟ قال: ثلاثون ألفا، قال: ادفعها إليه.
    - وعن أبي عيسى قال: كان إبراهيم بن أدهم إذا صنع إليه أحد معروفا حرص على أن يكافئه أو يتفضل عليه، قال أبو عيسى: فلقيني وأنا على حمار وأنا أريد بيت المقدس وقد اشترى بأربعة دوانيق تفاحا وسفرجلا وخوخا وفاكهة، فقال: يا أبا عيسى أحب أن تحمل هذا، قال وإذا عجوز يهودية في كوخ لها، فقال: أحب أن توصل هذا إليها فإنني مررت وأنا ممس فبيتتني عندها فأحب أن أكافئها على ذلك.

    - ومر عمر بن هبيرة ــ لما انصرف في طريقه ــ فسمع امرأة من قيس تقول: لا والذي ينجي عمر بن هبيرة، فقال: يا غلام أعطها ما معك وأعلمها أني قد نجوت.

    - وعن إبراهيم بن محمد قال: خرجت لأبي جائزته فأمرني أن أكتب خاصته وأهل بيته ففعلت فقال لي: تذكر هل بقى أحد أغفلناه ؟ قلت لا، قال بلى رجل لقيني فسلم على سلاما جميلا صفته كذا وكذا اكتب له عشرة دنانير .

    - وعن الربيع بن سليمان قال: أخذ رجل بركاب الشافعي فقال: يا ربيع أعطه دينارا.

    ------------------------
    تابعونا

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5191
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    فضل الشكر وجزاء الشاكرين Empty رد: فضل الشكر وجزاء الشاكرين

    مُساهمة من طرف صادق النور الجمعة سبتمبر 10, 2021 11:00 pm



    قصص السلف عن الشكر


    رويت العديد من الأحاديث التي توضح طريقة السلف الصالح في شكر الله عزوجل والتي سنتعرف عليها فيما يلي:

    1. ما ذكر عن سفيان بن عيينة أنه قال: الشاكر الذي يعلم أن النعمة من الله تعالى: أعطاه إياها، لينظر: كيف يشكر، وكيف يصبر.

    2. كما قال سفيان بن عيينة بأن: مطرت مكة مطراً، تهدمت منه البيوت، فأعتق ابن رواد جارية: شكراً لله، إذ عافاه من ذلك.


    3. عن عمرو بن السكن قال: كنت عند سفيان بن عيينة، فقام إليه رجل من أهل بغداد؛ فقال: يا أبا محمد،

    أخبرني عن قول مطرف: لأن أعافى، فأشكر؛ أحب إلي: من أن أبتلى، فأصبر؛ أهو أحب إليك،

    أم قول أخيه أبي العلاء: اللهم، رضيت لنفسي ما رضيت لي؟ قال: فسكت سكتة؛

    ثم قال: قول مطرف: أحب إلي؛ فقال الرجل: كيف، وقد رضي هذا لنفسه ما رضيه الله له؟

    قال سفيان: إني قرأت القرآن، فوجدت صفة سليمان مع العافية التي كان فيها: {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}

    ووجدت صفة أيوب مع البلاء الذي كان فيه: {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}، فاستوت الصفتان، وهذا معافى، وهذا مبتلى؛

    فوجدت الشكر قد قام مقام الصبر؛ فلما اعتدلا: كانت العافية مع الشكر، أحب إلي، من البلاء مع الصبر.


    4. قال رجل لأبي حازم – سلمة بن دينار -: ما شكر العينين؟ فقال: إن رأيت بهما خيراً، أعلنته؛ وإن رأيت بهما شراً، سترته.

    – قال: فما شكر الأذنين؟ قال: إن سمعت بهم خيراً، وعيته؛ وإن سمعت بهما شراً، دفنته.



    – قال: ما شكر اليدين؟ قال: لا تأخذ بهما ما ليس لك، ولا تمنع حقاً لله هو فيهما.



    – قال: وما شكر البطن؟ قال: أن يكون أسفله طعاماً، وأعلاه علماً.

    – قال؟ وما شكر الفرج؟ قال: كما قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ. إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ).

    – قال: فما شكر الرجلين؟ قال: إن رأيت ميتاً غبطته، استعملت بهما عمله؛ وإن رأيت ميتاً مقته، كففتهما عن عمله؛ وأنت شاكر لله عز وجل؛ فأما من يشكر بلسانه، ولم يشكر بجميع أعضائه؛ فمثله: كمثل رجل له كساء، فأخذ بطرفه، ولم يلبسه؛ فلم ينفعه ذلك من الحر والبرد، والثلج والمطر. حلية الأولياء(3/ 243)



    5. عن عبد الله بن أبي نوح قال: قال رجل لي في بعض السواحل: كم عاملته ـ تبارك اسمه ـ بما يكره، فعاملك بما تحب؟ قلت: ما أحصي ذلك كثرة؛ قال: فهل قصدت إليه في أمر كربك فخذلك؟ قلت: لا والله، ولكنه أحسن إلي، وأعانني.

    – قال: فهل سألته شيئاً قط، فما أعطاك؟ قلت: وهل منعني شيئاً سألته؟ ما سألته شيئاً قط، إلا أعطاني، ولا استعنت به إلا أعانني.

    – قال: أرأيت، لو أن بعض بني آدم: فعل بك بعض هذه الخلال، ما كان جزاؤه عندك؟ قلت: ما كنت أقدر له على مكافأة، ولا جزاء.

    – قال: فربك تعالى أحق وأحرى: أن تدأب نفسك في أداء شكر نعمه عليك، وهو قديماً وحديثاً يحسن إليك؛ والله، لشكره أيسر من مكافأة عباده؛ إنه تبارك وتعالى: رضي بالحمد من العباد شكراً.



    6. عن سلام بن أبي مطيع قال: أتينا الجريري وكان قدم من الحج؛ فجعل يقول: أبلانا الله في سفرنا كذا، وأبلانا في سفرنا كذا؛ ثم قال: كان يقال: إن تعداد النعم من الشكر.

    7. مر أبو معاوية – الأسود – يوماً، فوجد خمس عشرة حبة فول ـ قال: فلقطها، ثم ولى وجهه إلى القبلة، فحمد الله، وأثنى عليه؛ ثم قال: أي رب، ارزقني شكر ما رزقتني، فإني لو حمدتك من يوم خلقت الدنيا، إلى أن تقوم الساعة؛ ما أديت شكر هذا اليوم.

    8. عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين قال: لما قال سفيان الثوري: لا أقوم حتى تحدثني، قال له: أنا أحدثك، وما كثرة الحديث لك بخير؛ يا سفيان، إذا أنعم الله عليك بنعمة، فأحببت بقائها ودوامها: فأكثر من الحمد والشكر عليها، فإن الله عز وجل قال في كتابه: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}

    – وإذا استبطأت الرزق: فأكثر من الاستغفار، فإن الله تعالى قال في كتابه: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً}،

    يا سفيان، إذا حزبك أمر من سلطان أو غيره، فأكثر من: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها مفتاح الفرج، وكنز من كنوز الجنة؛ فعقد سفيان بيده، وقال: ثلاث، وأي ثلاث؟ قال جعفر: عقلها والله أبو عبد الله، ولينفعنه الله بها.

    -----------------------------

    تابعونا





    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5191
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    فضل الشكر وجزاء الشاكرين Empty رد: فضل الشكر وجزاء الشاكرين

    مُساهمة من طرف صادق النور الجمعة سبتمبر 10, 2021 11:08 pm



    1_
    يحكى أنه كان هناك رجلا ابتلاه الله بقطع الرجلين، واليدين، وابتلاه كذلك بالعمى، فدخل عليه في مرة أحد الناس فوجد هذا العبد يشكر الله عزوجل على نعمه،

    حيث يقول: (الحمد الله الذي عافاني مما ابتلى به غيري، وفضَّلني على كثير ممن خلق تفضيلا)، فتعجب الرجل الزائر من قوله فسأله: على أي شيء تقوم

    بحمد الله وشكره؟، فقال له الرجل الأعمي والأبتر: يا هذا، أَشْكُرُ الله عزوجل على أنه قد وهبني لسانًا ذاكرًا، وقلبًا خاشعًا، وكذلك على أنه وهبني بدنًا على البلاء صابرًا.

    2. يحكى كذلك أن رجلا قد ذهب لأحد العلماء، وظل يشكو له فقره، فقال له العالم: أَيسُرُّكَ أن تكون أعمى ويكون لك عشرة آلاف درهم؟

    فرد عليه الرجل بقوله: لا، فقال له العالم مرة أخرى: أيسرك أن تكون اخرس، ويكون لك عشره آلاف درهم؟ فرد عليه الرجل بقوله: لا،

    فقال له العالم: أيسرك أن تكون مجنون، ويكون لك عشرة آلاف درهم؟ فقال له الرجل: لا، فقال له العالم: أيسرك أن تكون مقطوع الرجلين، واليدين، ويكون لك عشرون ألفًا؟ فقال له الرجل: لا، فقال له العالم، أما تستحي أيه الرجل أن تشكو خالقك، وله عندك كثير من النعم تقدر بخمسين ألفًا.

    3. في يوم مر أبو معاوية، فوجد 15 حبة فول؛ قال: فلقطها، ثم قام بتولية وجهه للقبلة، وحمد الله، وقام بالثناء عليه؛ ثم قال: (أي رب، ارزقني شكر ما رزقتني، فإني لو حمدتك من يوم خلقت الدنيا، إلى أن تقوم الساعة؛ ما أديت شكر هذا اليوم).

    4. عن ابن جابر: أن عبيدة بن مهاجر كان واحد من أكثر سكان دمشق مالاً، وفي مرة من المرات خرج في تجارة لأذربيجان، فأمسى يومها لجانب نهر

    ومرعى، فنزل به، وقال أبو عبيدة أنه سمع صوتاً في ناحية المخرج يكثر من حمد الله ، فقمت بتتبع الصوت، حتي وافيت رجلا بحفير من الأرض ملفوفا


    بحصير، فقمت بالسلام عليه، وقلت: من أنت يا عبد الله؟، قال: رجلا من المسلمين، قلت: ما حالتك هذه؟ قال: نعمة يجب علي حمد الله فيها،

    قلت: وكيف، وإنما أنت في حصير؟ قال: (ومالي لا أحمد الله أن خلقني فأحسن خلقي، وجعل مولدي ومنشئي في الإسلام، وألبسني العافية في أركاني، وستر علي ما أكره ذكره أو نشره، فمن أعظم نعمة ممن أمسى في مثل ما أنا فيه)

    قلت: رحمك الله، إن رأيت أن تقوم معي إلى المنزل، فأنا نزول على النهر ههنا، قال: ولمه؟ قال: قلت: لتصيب من الطعام، ولنعطيك ما يغنيك من لبس الحصير، قال: ما بي حاجة، قال فحسبت أنه قال: إن لي في أكل العشب كفاية عما قال أبو عبد رب؛ فانصرفت، وقد تقاصرت إلي نفسي ومقتها، إذ أني لم أخلف بدمشق رجلاً في الغنى يكاثرني، وأنا ألتمس الزيادة فيه، اللهم إني أتوب إليك من سوء ما أنا فيه.
    قال: فبت ولم يعلم إخواني بما قد أجمعت به، فلما كان من السحر، رحلوا كنحو من رحلتهم فيما مضى، وقدموا إلي دابتي، فركبتها وصرفتها إلى دمشق، رجاء ما أنا بصادق التوبة إن أنا مضيت في متجري، فسألني القوم، فأخبرتهم، وعاتبوني على المضي، فأبيت.

    قال ابن جابر: فلما قدم تصدق بصامت ماله، وتجهز به في سبيل الله، قال ابن جابر: فحدثني بعض إخواني، قال: ما كست صاحب عباء يدانق في عباءة أعطيته ستة، وهو يقول سبعة، فلما أكثرت، قال: ممن أنت؟ قلت: من أهل دمشق، قال: ما تشبه شيخاً وفد علي أمس يقال له أبو عبد رب، اشترى مني سبعمائة كساء، بسبعة سبعة، ما سألني أن أضع له درهما، وسألني أن أحملها له، فبعثت أعواني، فما زال يفرقها بين فقراء الجيش، فما دخل إلى منزله منها بكساء.

    --------------------
    تابعونا








    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5191
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    فضل الشكر وجزاء الشاكرين Empty رد: فضل الشكر وجزاء الشاكرين

    مُساهمة من طرف صادق النور الجمعة سبتمبر 10, 2021 11:16 pm



    شكر ألأنبياء



    إن ربنا عز وجل قد أمرنا بالشكر فقال تعالى:{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ}..[البقرة: 152].

    الأنبياء والمرسلين هم خيرة خلق الله سبحانه وتعالى، اصطفاهم من الخلق أجمعين ليكونوا مبلغين عن ربهم، لذا فقد كانوا أفضل الناس إيمانًا وأخلاقًا وعملًا، وصفاتًا.

    ومن بين تلك الصفات التي لازمت أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم أجميعن صفة الشكر لله، وآيات القرآن الكريم مليئة بهذا الوصف الذي وصف الله به رسله وأنبياءه الكرام، فها هو أبو البشر نبي الله آدم عليه السلام، وأمنا حواء عليها السلام قال الله في حقهما:{ لَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}..[الأعراف: 189].

    ومدح الله سبحانه وتعالى أبو الأنبياء وخليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام فقال في سورة النحل: {شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. ووصف الله عز وجل نبيه نوحًا عليه السلام فقال في سورة الإسراء: (إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا).

    ويروى أن نبي الله داود عليه السلام وعلى نبينا الصلاة والسلان قال: :يا رب، كيف أشكرك؟ وشكري لك نعمة عليَّ من عندك تستوجب بها شكرًا"، فقال: الآن شكرتني يا داود.

    وكذلك نبي الله سليمان عليه السلام لما كثرت عليه نعم الله، وتعددت آلاؤه، ابتهل إلى ربه قائلا:{رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}..[النمل: 19].

    وقال الله تعالى عن سيدنا سليمان عليه السلام: {قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ، وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ}..[النمل: 40].

    وكان من دعاء نبي الله سليمان عليه السلام المذكور في القرآن الكريم أنه كان يقول: {رَبّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشكُرَ نِعْمَتَكَ ٱلَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَىٰ واٰلِدَىَّ}..[الأحقاف: 15].

    وقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ورسوله سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بالشكر فقال تعالى: {يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}..[الأعراف:144].

    وكان سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم سيد الشاكرين، فكان صلوات الله وسلامه عليه يقوم الليل حتى تورمت قدماه من طول الصلاة والقيام، ولما سئل:لِمَ تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟!، فيرد النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله قائلا: "أفلا أكون عبدًا شَكُورًا؟!".

    وذلك لعلمه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله لفضل شكر الله سبحانه وتعالى والاعتراف بفضله وكرمه علينا، لندخل في وعد الله عز وجل:{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}،

    ولندخل في زمرة من قال فيهم:{وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}.

    -----------------------

    تابعونا



    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5191
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    فضل الشكر وجزاء الشاكرين Empty رد: فضل الشكر وجزاء الشاكرين

    مُساهمة من طرف صادق النور الجمعة سبتمبر 17, 2021 2:34 pm



    شكر النعمة


    شُكْرُ النِّعْمَةِ من أجل وأطيب الصفات التي يجب أن يتصف بها المسلم، وهي من مكارم الأخلاق. الشكر هو المجازاة على الإحسان، والثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان.

    الشُّكْرُ لغةً: شكر - يشكر ، شكرا وشكورا وشكرانا ش ك ر: الْعِرْفَانُ لَكَ لِنِعَمِكَ وَفَضْلِكَ، الاعترافُ والامتنانُ بِمَا قَدَّمْتَ. شكره أو له: أثنى عليه وذكر إحسانه ونعمته. المعجم: الرائد. "الشُّكْرُ مِنَ اللَّهِ": الرِّضَا وَالثَّوَابُ. معجم الغني، المعجم الوسيط

    النِّعْمَةُ لغةً: النِّعْمَةُ - نِعْمَةُ: والجمع: نِعَمٌ ، وأنْعُمٌ: ما أنْعِمَ به من رزقٍ ومالٍ وغيره. الرَّفاهةُ وطِيبُ العيش. ويقال: لك عندي نِعمةٌ لا تُنكَر: مِنّةٌ وفَضْلٌ. ويقال: أَفعلُه نِعْمَةَ عين: أَفعلُه إِكرامًا لعينك. المعجم الوسيط

    اصطلاحاً

    المسلم يشكر كل من قدم إليه خيرًا، أو صنع إليه معروفًا، ويتحقق شكر الله بالاعتراف بالنعم، والتحدث بها، واستخدامها في طاعة الله، كلمة شكر هي: الجزاء على الإحسان، والثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان. كان الشكر خلقًا لازمًا لأنبياء الله -صلوات الله عليهم-، يقول الله -تعالى- عن إبراهيم عليه السلام-:

    في سورة النحل ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ( شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ).
    ووصف الله -عز وجل- نوحًا -عليه السلام- بأنه شاكر، في سورة الإسراء فقالSad ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا )
    مسلم المعلوم أن الله جل وعلا أسبغ علينا نعما كثيرة، ولم يزل يسبغ على عباده النعم الكثيرة، وهو المستحق لأن يشكر على جميع النعم.

    شُكْرُ النِّعْمَةِ من أجل وأطيب الصفات التي يجب أن يتصف بها المسلم، وهي من مكارم الأخلاق. الشكر هو المجازاة على الإحسان، والثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان.
    ذكر الشُّكْرُ في القرآن الكريم

    والشكر قيد النعم، إذا شكرت النعم اتسعت وبارك الله فيها وعظم الانتفاع بها، ومتى كفرت النعم زالت وربما نزلت العقوبات العاجلة قبل الآجلة. فأعظم النعم نعمة الدين، وقد أرسل الله الرسل وأنزل الكتب حتى أبان لعباده دينه العظيم ووضحه لهم ثم وفقك أيها المسلم وهداك حتى كنت من أهله.

    قال تعالى في سورة النمل Sad قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ).

    قال تعالى في سورة القمر ( نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ )

    قال تعالى في سورة إبراهيم ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ )

    قال تعالى في سورة لقمان Sad أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آَيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)

    قال تعالى في سورة فاطر( لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ).

    قال تعالى في سورة الأعراف Sad ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)

    قال تعالى في سورة إبراهيم (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )
    .
    من السنة المطهرة

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (التحدُّث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله) البيهقي.

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأَكْلَة فيحمده عليها، أو يشرب الشَّربة فيحمده عليها) مسلم والترمذي وأحمد].

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده) أبوداود والترمذي.

    وقال عمر بن عبد العزيز عن الشكر: تذكروا النعم؛ فإنَّ ذكرها شكرٌ. والرضا بقضاء الله شكر.

    يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟! فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟!فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسمُّوه بيت الحمد) الترمذي وأحمد.

    وعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نسجد لله سجدة شكر إذا ما حدث لنا شيء يسُرُّ، أو إذا عافانا الله من البلاء.

    _____________________________
    تابعونا


    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5191
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    فضل الشكر وجزاء الشاكرين Empty رد: فضل الشكر وجزاء الشاكرين

    مُساهمة من طرف صادق النور الجمعة سبتمبر 17, 2021 2:41 pm



    أنواع الشكر


    شكر الله

    المشروع لمن تجددت له نعمة أن يسجد سجدة الشكر كما ثبت ذلك من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وفعل جمع الصحابة، وأجاز بعض العلماء أن يأتي مكان السجود بالصلاة فإن المقصود من السجود يحصل بها.
    قال محمد بن نصر المروزي: وأما الصلاة والسجود عند حوادث النعم شكرا الله عز وجل. فمن ذلك: أن الله لما أنعم على نبيهصلى الله عليه وسلم بفتح مكة اغتسل وصلى ثمان ركعات شكرا لله عز وجل.
    وذهب كثير من العلماء إلى أن المشروع عند تجدد النعم هو سجود الشكر، وأنه لا تشرع صلاة تسمى صلاة الشكر، وأما هذه الصلاة التي صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أم هانئ يوم الفتح فهي سبحة الضحى، كما صرحت بذلك أم هانئ في رواية مسلم للحديث وهي راوية الخبر وأدرى بمأخذه.

    جاء في حواشي التحفة: يسن مع سجدة الشكر كما في المجموع الصدقة والصلاة للشكر، وقال الخوارزمي لو أقام التصدق أو صلاة ركعتين مقام السجود كان حسنا.
    من أنواع الشكر لله الشكر بالقلب والخوف من الله ورجاؤه ومحبته حبا يحملك على أداء حقه وترك معصيته وأن تدعو إلى سبيله وتستقيم على ذلك . ومن ذلك الإخلاص له والإكثار من التسبيح والتحميد والتكبير .

    شكر الوالدين


    أمرالله عز وجل بشكر الوالدين والإحسان إليهما، يقول تعالى في:

    سورة لقمان ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ )

    فالمسلم يقدم شكره لوالديه بطاعتهما، وبرهما، والإحسان إليهما، والحرص على مرضاتهما، وعدم إغضابهما.

    شكر الناس

    المسلم يقدِّر المعروف، ويعرف للناس حقوقهم، فيشكرهم على ما قدموا له من خير.

    قال صلى الله عليه وسلم: (لا يشْكُرُ اللهَ من لا يشْكُرُ الناسَ) [أبو داود والترمذي].

    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أشكر الناس لله -عز وجل- أشكرهم للناس) [أحمد].

    شكر المعلم

    وأحق الناس بأن تقدم له الشكر مُعَلِّمُك؛ لما له عليك من فضل، قال أمير الشعراء أحمد شوقي.:

    قُم للمُـعَلِّم وفِّـه التبـجـيـلا كــاد العلـم أن يكـون رســولا
    أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
    سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى

    وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقدم كلمة الشكر لمن صنع إلينا معروفًا؛ فنقول له: جزاك الله خيرًا

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صُنِع إليه معروف، فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا، فقد أَبْلَغَ في الثناء) الترمذي والنسائي.


    أبيات شعر قيلت في شكر النعم

    قال كلثوم بن عمر:

    فلو كان يستغنى عن الشكر ماجد لعزة ملك أوعلو مكان
    لما أمرالله العباد بشكره فقال اشكروا لي أيها الثقلان

    قال محمد بن اسحاق الواسطي:

    والناس في هذه الدنيا على رتب هذا يحط وذا يعلو فيرتفع
    فأخلص الشكر فيما قد حبيت به وآثر الصبر كل سوف ينقطع

    __________________________________

    تابعونا

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5191
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    فضل الشكر وجزاء الشاكرين Empty رد: فضل الشكر وجزاء الشاكرين

    مُساهمة من طرف صادق النور الجمعة سبتمبر 17, 2021 2:54 pm



    أركان الشكر

    الاعترافُ بالنعم باطنًا مع محبَّة المُنعِم.

    التحدُّثُ بها ظاهرًا مع الثناء على الله.

    صرفُها في طاعة الله ومرضاته واجتناب معاصِيه.

    حالات الشكر

    الشكر له ثلاث حالات؛ أول حالة حينما تعزو هذه النعمة إلى الله، فهذا أحد أنواع الشكر؛ إذا قلت: الله عز وجل أكرمني بالصحة، معنى هذا أنك عزوتها إلى صاحبها، وإذا امتلأ قلبك امتناناً بالشكر، فهذه نعمة ثانية، أما حينما ترد على النعمة بعمل صالح فهذا أعلى أنواع الشكر،

    لقوله تعالى: سورة سبأ ( يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ )

    فضل الشكر

    إذا تحلى المسلم بخلق الشكر والحمد لربه، فإنه يضمن بذلك المزيد من نعم الله في الدنيا، ويفوز برضوانه وجناته، ويأمن عذابه في الآخرة،

    قال تعالى: سورة إبراهيم ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ).

    وقال سبحانه: سورة النساء ( مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا )

    . وقال الحسن: كلما شكرتَ نعمة، تَجَدَّدَ لك بالشكر أعظم منها.

    كيف نمارس فن الشكر

    الطريقة الأولى عندما يؤدي لك شخص ما عملاً ينبغي أن تشكره بقولك: شكراً لكم، أو إنني أشكرك شكراً جزيلاً، أو تعبر له عن فرحك وسرورك بهذا العمل

    ومن ثم تشكره على ذلك. وهذا لن ينقص من قدرك شيئاً، لأن بعض الناس يعتقدون أن شكر الآخرين هو ضعف، على العكس هو قوة وطاقة تجد أثرها في نجاحك في المستقبل.


    الطريقة الثانية هي العمل، فينبغي عليك أن تنجز عملاً للآخرين تعبر لهم عن امتنانك لهم. تساعد أخاك على قضاء حاجة ما، أو تفرج عنه هماً، أو ترسم الابتسامة على وجهه، أو تدخل السرور إلى قلب طفلك أو زوجتك أو أخيك أو أبيك...

    ويمكن القول إن العلماء لم يدركوا أهمية هذه العملية إلا حديثاً جداً، ولكن الإسلام جعل الشكر جزءاً مهماً يمارسه المؤمن عبادة وطاعة لله عز وجل، وقد جعل الله جزاءك الجنة إذا شكرت الله وشكرت الناس.

    الفرق بين الشكر والحمد

    من وجهين:

    الأول: الشكر يكون بالجوارح، والحمد يكون باللسان وبالقلب.

    ولذلك نسمع بسجود الشكر، ولا نسمع بسجود الحمد، لأن الشكر يكون بالجوارح. ومضى في أركان الشكر أنه يكون بتسخير النعمة في طاعة الله، وهذا عمل، والعمل بالجوارح.

    الثاني: الشكر يكون عند البلاء، والحمد يكون على كل حال،

    وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابته سراء قال: «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات»،

    وإن نزل به بلاء قال: «الحمد لله على كل حال».

    عدم الشكر وآثاره

    المسلم ليس من الذين لا يقَدِّرُون المعروف، ولا يشكرون الله - سبحانه - على نعمه، ولا يشكرون الناس، فإن هؤلاء هم الجاحدون الذين ينكرون المعروف، وقد ذمهم القرآن الكريم، فقال تعالى:

    سورة النمل (قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ

    وقال الإمام على -رضي الله عنه-: كفر النعمة لؤم.

    وقال تعالى: سورة إبراهيم ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )

    فقد جعل الله الجنة جزاءً للشاكرين الحامدين، وجعل النار عقابًا للجاحدين المنكرين


    ________________________________

    اللهم أرزقنا شكرك وذكرك وحسن عبادتك وارزقنا شكر النعم وأحشرنا في زمره عبادك الشاكرين الحامدين ألأوابيين التابيين المنييبن الصابرين المحتسبين لعز جاهك وجميل صنعك يا رب

    هذا ما تحصلنا عليه وإن كان من تقصير فمن أنفسنا فسامحونا

    ولا تنسونا من صالح دعائكم
    بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء




      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 01, 2024 11:38 pm