لم تعرف الدنيا فى عمرها الطويل أناساً مثل آل البيت فقد جمعوا المكارم كلها وحازوا الفضائل أجمعها ويذكر المؤرخون المسلمون ما هم عليه من علم وعمل وعبادة وزهد وورع وأخلاق وكرم وشهامة وسيرة حسنة.. ومن بين آل البيت على ابن الحسين الذى كان إماماً فى الدين ومناراً فى العلم ومرجعاً ومثلاً أعلى فى الورع والعبادة والتقوي حتى سلم المسلمون جميعاً فى عصره بأنه أفقه أهل زمانه وأورعهم واتقاهم.. اشتهر بزين العابدين ومن ألقابه زين الصالحين ومنارالقانتين وهو ابن سيدنا الحسين سيد شباب أهل الجنة وأمه سلافة وهى فارسية ولقبها الفارسى شاه زنانا ومعناها ملكة النساء وهى بنت ملك الفرس يزدجرد بن انو شروان العادل وقد ذكر الزمخشرى أنه فى عصر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب تم فتح فارس وقد أتى المسلمون بسبى الدولة الفارسية وكان من بينهم ثلاث بنات لملك الفرس يزدجرد فأمر ببيعهم فأعترض على كرم الله وجهه وقال: ان بنات الملوك لا يعاملن معاملة غيرهن واعطى واحدة لابنه الحسين فولدت عليا "السجاد" ولقب بذلك لكثرة سجوده واطلق عليه ايضاً "ابن الخيرتين" لخيرته من العرب قريش ومن العجم الفرس واعطى سيدنا عمر واحدة لابنه عبدالله فرزق منها بسالم والثالثة اخذها محمد ابن ابى بكر فولدت له القاسم.
يقول الامام الزهرى وهو من معاصرى سيدنا على زين العابدين: ما رأيت قريشياً أفضل منه وقال الامام مالك: سمى زين العابدين ولا افقه منه .وعده الامام الشافعى افقه أهل المدينة.. تؤكد المصادر التاريخية أن على زين العابدين كان حاضرا فى كربلاء وشهد الواقعة بجزئياتها وتفاصيلها وجميع مشاهدها المروعة ورأى استشهاد ابيه وأخوته وأعمامه وأولاد عمومته فترك فى نفسه أثراً لا يمحى وظل لنهاية حياته حزيناً كثير البكاء وقد حفظه الله من القتل فى ذلك اليوم ليحفظ فيه نسل سيدنا الحسين فقد كان مريضاً طريح الفراش ونجا من القتل مرة أخرى عندما وصل ركب الاسرى من اهل الحسين إلي يزيد بن معاوية فى دمشق فقرر قتله لولا عمته زينب حيث دافعت عنه بقوة ونجحت أن تعفيه من القتل.
عاش الإمام زين العابدين فى المدينة المنورة فى وقت كانت تحتضن فيه ثلة من علماء الصحابة مع كبار العلماء التابعين فكان بشهادة أكابر أبناء طبقته والتابعين لهم الأعلم والأفقه والأوثق وكانت مدرسته تعج بكبار أهل العلم يحملون عنه العلم والأدب وينقلون عن الحديث.
روى ان هشام بن عبدالملك أميرالمؤمنين خرج للحج فلم يقدر على استلام الحجر من الزحام فنصب له منبر فجلس عليه واطاف به أهل الشام فبينما هو كذلك اذا اقبل على بن الحسين وعليه إزار ورداء من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم رائحة فجعل يطوف فإذا بلغ الى موضع الحجر تنحى الناس حتى يستلمه هيبة له فقال شامي: من هذا يا أمير المؤمنين؟
ففكره هشام وقال: لا أعرفه لئلا يرغب فيه أهل الشام فقال الفرزدق (وكان من شعراء بنى أمية ومادحيهم) وكان حاضراً لكنى أنا أعرفه وأنشأ قصيدة فى الإمام السجاد:
هذا الذى تعرف البطحــــــاء وطأته...والبيت يعرفه والحل والحـــرم
هذا ابن خيـــــــــر عباد الله كلهم... هذا التقى النقى الطاهر العلـم
يكاد يمسكه عرفان راحتــه... ركن الحطيم اذا ما جاء يستلــــــــــم
اذا رأته قريـــــش قال قائلهــــــا... إلى مكــــــارم هذا منتهى الكرم
ان غير أهل التقى كانوا أثمنهم... أوقبل من خير أهل الأرض قبلهـــم
هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله... بـ(جده) انبياء الله قد ختمــــوا
وليس قولك من هذا بضائره... العرب تعرف من انكرت والعجــــم
ما قال لاقط إلا فى تشهـــــــده... لولا التشهـــــد كانت لاؤه نعـــــم
ومن اثاره العلمية
رسالة الحقوق: وهي من جلائل الرسائل فى انواع الحقوق يذكر الامام فيها حقوق الله سبحانه وتعالى على الإنسان وحقوق نفسه وحقوق اعضائه من اللسان والسمع والبصر والرجلين واليدين والبطن والفرج ثم يذكر حقوق الافعال من الصلاة والصوم والحج والصدقة والهدى.. التى تبلغ خمسين حقاً أخرها حق الذمة.. اشتهر بالحكمة والادعية والأقوال التى انتشرت فى العالم الإسلامى ومن ذلك قوله: أصبحت مطلوبا بثمان: الله يطالبنى بالفرائض والنبى بالسنة والعيال بالقوت والنفس بالشهوة والشيطان بإتباعه والحافظان بصدق العمل وملك الموت بالروح والقبر بالجسد.. فأنا بين هذه الخصال مطلوب".
وقوله:" ايها الناس اتقوا الله واعلموا انكم اليه راجعون فتجد كل نفس ما عملت من طير محضرا ويحذركم الله نفسه.. ويحك ابن ادم ان أجلك أسرع شئ إليك ويوشك أن يدركك فكأنك قد أوفيت أجلك وقد قبض الملك روحك وصرت إلى قبرك وحيداً.. فان كنت عارفاً بدينك متبعاً للصادقين موالياً لأولياء الله لقنك الله حجتك وانطق لسانك بالصواب فأحسنت الجواب وبشرت بالجنة والرضوان من الله واستقبلتك الملائكة بالروح والريحان وان لم تكن كذلك تلجلج لسانك ودحضت حجتك وعييت عن الجواب وبشرت بالنار واستقبلتك ملائكة العذاب بنزل من حميم وتصلية جحيم". لقد كان لنا فى هؤلاء الأشراف القدوة الحسنة والعمل الصالح
يقول الامام الزهرى وهو من معاصرى سيدنا على زين العابدين: ما رأيت قريشياً أفضل منه وقال الامام مالك: سمى زين العابدين ولا افقه منه .وعده الامام الشافعى افقه أهل المدينة.. تؤكد المصادر التاريخية أن على زين العابدين كان حاضرا فى كربلاء وشهد الواقعة بجزئياتها وتفاصيلها وجميع مشاهدها المروعة ورأى استشهاد ابيه وأخوته وأعمامه وأولاد عمومته فترك فى نفسه أثراً لا يمحى وظل لنهاية حياته حزيناً كثير البكاء وقد حفظه الله من القتل فى ذلك اليوم ليحفظ فيه نسل سيدنا الحسين فقد كان مريضاً طريح الفراش ونجا من القتل مرة أخرى عندما وصل ركب الاسرى من اهل الحسين إلي يزيد بن معاوية فى دمشق فقرر قتله لولا عمته زينب حيث دافعت عنه بقوة ونجحت أن تعفيه من القتل.
عاش الإمام زين العابدين فى المدينة المنورة فى وقت كانت تحتضن فيه ثلة من علماء الصحابة مع كبار العلماء التابعين فكان بشهادة أكابر أبناء طبقته والتابعين لهم الأعلم والأفقه والأوثق وكانت مدرسته تعج بكبار أهل العلم يحملون عنه العلم والأدب وينقلون عن الحديث.
روى ان هشام بن عبدالملك أميرالمؤمنين خرج للحج فلم يقدر على استلام الحجر من الزحام فنصب له منبر فجلس عليه واطاف به أهل الشام فبينما هو كذلك اذا اقبل على بن الحسين وعليه إزار ورداء من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم رائحة فجعل يطوف فإذا بلغ الى موضع الحجر تنحى الناس حتى يستلمه هيبة له فقال شامي: من هذا يا أمير المؤمنين؟
ففكره هشام وقال: لا أعرفه لئلا يرغب فيه أهل الشام فقال الفرزدق (وكان من شعراء بنى أمية ومادحيهم) وكان حاضراً لكنى أنا أعرفه وأنشأ قصيدة فى الإمام السجاد:
هذا الذى تعرف البطحــــــاء وطأته...والبيت يعرفه والحل والحـــرم
هذا ابن خيـــــــــر عباد الله كلهم... هذا التقى النقى الطاهر العلـم
يكاد يمسكه عرفان راحتــه... ركن الحطيم اذا ما جاء يستلــــــــــم
اذا رأته قريـــــش قال قائلهــــــا... إلى مكــــــارم هذا منتهى الكرم
ان غير أهل التقى كانوا أثمنهم... أوقبل من خير أهل الأرض قبلهـــم
هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله... بـ(جده) انبياء الله قد ختمــــوا
وليس قولك من هذا بضائره... العرب تعرف من انكرت والعجــــم
ما قال لاقط إلا فى تشهـــــــده... لولا التشهـــــد كانت لاؤه نعـــــم
ومن اثاره العلمية
رسالة الحقوق: وهي من جلائل الرسائل فى انواع الحقوق يذكر الامام فيها حقوق الله سبحانه وتعالى على الإنسان وحقوق نفسه وحقوق اعضائه من اللسان والسمع والبصر والرجلين واليدين والبطن والفرج ثم يذكر حقوق الافعال من الصلاة والصوم والحج والصدقة والهدى.. التى تبلغ خمسين حقاً أخرها حق الذمة.. اشتهر بالحكمة والادعية والأقوال التى انتشرت فى العالم الإسلامى ومن ذلك قوله: أصبحت مطلوبا بثمان: الله يطالبنى بالفرائض والنبى بالسنة والعيال بالقوت والنفس بالشهوة والشيطان بإتباعه والحافظان بصدق العمل وملك الموت بالروح والقبر بالجسد.. فأنا بين هذه الخصال مطلوب".
وقوله:" ايها الناس اتقوا الله واعلموا انكم اليه راجعون فتجد كل نفس ما عملت من طير محضرا ويحذركم الله نفسه.. ويحك ابن ادم ان أجلك أسرع شئ إليك ويوشك أن يدركك فكأنك قد أوفيت أجلك وقد قبض الملك روحك وصرت إلى قبرك وحيداً.. فان كنت عارفاً بدينك متبعاً للصادقين موالياً لأولياء الله لقنك الله حجتك وانطق لسانك بالصواب فأحسنت الجواب وبشرت بالجنة والرضوان من الله واستقبلتك الملائكة بالروح والريحان وان لم تكن كذلك تلجلج لسانك ودحضت حجتك وعييت عن الجواب وبشرت بالنار واستقبلتك ملائكة العذاب بنزل من حميم وتصلية جحيم". لقد كان لنا فى هؤلاء الأشراف القدوة الحسنة والعمل الصالح
أمس في 2:54 pm من طرف عبدالله الآحد
» الآيات الناهية عن دعاء غير الله سبحانه وتعالى
الثلاثاء نوفمبر 26, 2024 3:16 pm من طرف عبدالله الآحد
» ما جاء في أن دعاء غير الله والإستعاذة بغيره سبحانه شرك أكبر
الإثنين نوفمبر 25, 2024 2:14 pm من طرف عبدالله الآحد
» خطر الشرك والخوف من الوقوع فيه
الأحد نوفمبر 24, 2024 3:17 pm من طرف عبدالله الآحد
» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأحد نوفمبر 24, 2024 12:53 pm من طرف صادق النور
» إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأن الشرك سيظهر في هذه الأمة بعد إخفائه واندحاره
السبت نوفمبر 23, 2024 2:19 pm من طرف عبدالله الآحد
» فضل توحيد الله سبحانه
الجمعة نوفمبر 22, 2024 3:20 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب الدعوة إلى توحيد الله سبحانه
الخميس نوفمبر 21, 2024 3:00 pm من طرف عبدالله الآحد
» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد