{{{ أبي الدحداح صاحب التجارة الرابحة }}}
هو الصحابي الجليل أبو الدحداح ، ثابت بن الدحداح أو الدحداحة
بن نعيم بن غنم بن إياس حليف الأنصار ، وأحد فرسان الإسلام ،
وأحد الأتباع الأبرار المقتدين بنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم ،
والسائرين على نهجه الباذلين في سبيل الله أنفسهم وأرواحهم
وأموالهم.
{{ إسلامه }}
أسلم أبوالدحداح رضي الله عنه حين قدم مصعب بن عمير رضي الله عنه
المدينة سفيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليدعو أهلها إلى الإسلام حيث
كان ممن ناله شرف الدخول في الإسلام ، كما أسلمت أسرته كلها ، ومشوا
في ركب الإيمان .
{{ القرض الحسن }}
ولما نزلت هذه الآية :
{ من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون }
أنقسم الناس إزاءها ثلاثة أقسام :
الفريق الأول
وهم اليهود قالوا : إن رب محمد محتاج فقير إلينا ونحن أغنياء .
والفرقة الثانية
هي التي أثرت الشح والبخل وقدمت الرغبة في المال فما أنفقت في سبيل الله ولا فكت أسير ولا أعانت أحدا تكاسلا عن الطاعة وركون إلى هذه الدار .
وأما الفرقة الثالثة
فحين سمعت الدعوة إلى الأنفاق بادرت بالمسارعة لبذل المال كأبي الدحداح
رضي الله عنه وغيره وهؤلاء كثير لأنهم علموا أن ما عندهم ينفد وما عند الله
باق وتأكدوا بأن من في الدنيا ضيف وما في يده عارية والضيف مرتحل
والعارية مؤداة .
{{ التجارة الرابحة }}
عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال :
لما نزلت { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا }
قال أبو الدحداح رضي الله عنه :
يا رسول الله أو أن الله يريد منا القرض ؟
قال : " نعم يا أبا الدحداح "
قال : أرني يدك
قال : فناوله ، قال :
فأني أقرضت الله حائطا فيه ستمائة نخلة.
وفي رواية لزيد بن أسلم رضي الله عنه :
قال أبو الدحداح :
فداك أبي وأمي يا رسول الله ، أن الله يستقرضنا وهو غني عن القرض ؟
قال : " نعم يريد إن يدخلكم الجنة به "
قال : فأني أن أقرضت ربي قرضا يضمن لي به ولصبيتي معي الجنة ؟
قال : " نعم "
قال : ناولني يدك
فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقال :
إن لي حديقتين أحدهما بالسافلة والأخرى بالعالية والله لا أملك غيرهما قد
جعلتهما قرضا لله تعالى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أجعل إحداهما لله والاخرى معيشة لك ولعيالك "
قال : فأشهدك يا رسول الله أني قد جعلت خيرهما لله تعالى وهو حائط فيه
ستمائة نخلة.
قال : " إذا أيجزيك الله به الجنة "
فأنطلق أبو الدحدوح حتى جاء أم الدحداح وهي مع صبيانها في الحديقة
تدور تحت النخل فناداها قائلا :
خذي أولادك وأخرجي من البستان فقد اقرضته ربي ، وأنشأ يقول :
هداك الله سبل الرشاد ___________ إلى سبيل الخير والسداد
بيني من الحائط بالوداد ___________ فقد مضى قرضا إلى التناد
أقرضته الله على اعتمادي ___________ بالطوع لا مَن ولا ارتداد
إلا رجاء الضعف في المعاد ___________ ارتحلي بالنفس والأولاد
والبر لا شك فخير زاد ___________ قدمه المرء إلى المعاد
فقالت أم الدحداح رضي الله عنها :
ربح بيعك ، بارك الله لك فيما اشتريت ، ثم أجابته وأنشأت تقول :
بشرك الله بخير وفرح ___________ مثلك أدى ما لديه ونصح
قد متع الله عيالي ومنح ___________ بالعجوة السوداء والزهو البلح
والعبد يسعى وله قد كدح ___________ طول الليالي وعليه ما اجترح
ثم أقبلت أم الدحداح رضي الله عنها على صبيانها تخرج ما في أفواههم ،
وتنفض ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائط الآخر.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح "
{{ استشهاده }}
كان أبو الدحداح رضي الله عنه مثالا فريدا في التضحية والفداء ،
فإنه لما كانت غزوة أحد أقبل أبو الدحداح رضي الله عنه والمسلمون
أوزاع قد سقط في أيديهم ، وسمع منادي المشركين يدعي قتل محمد
صلى الله عليه وسلم فجعل يصيح :
) يا معشر الأنصار إلي أنا ثابت بن الدحداحة ، قاتلوا عن دينكم فإن الله مظهركم وناصركم(
فنهض إليه نفر من الأنصار ، فجعل يحمل بمن معه من المسلمين ،
وقد وقفت له كتيبة خشناء ، فيها رؤساؤهم ، خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ،
وعكرمة بن أبي جهل ، وضرار بن الخطاب فجعلوا يناوشونهم ، وحمل عليه
خالد ابن الوليد الرمح فأنفذه فوقع ميتا رضي الله عنه ، واستشهد أبو الدحداح
رضي الله عنه فعلمت بذلك أم الدحداح رضي الله عنها ، فاسترجعت ، وصبرت ،
واحتسبته عند الله تعالى الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا
وهذة رواية اخرى ........
أبو الدحداح ثابت بن الدحداح رضي الله تعالى عنه
كان له نبأ عجيب
كان غلام يتيم من الأنصار
كان له بستان ملاصق لبستان رجلاً منذ سنين
فأراد الغلام أن يبني جداراً يفصل بستانه عن بستان صاحبه , فلما بدأ يبني هذا الجدار
اعترضته نخلة في طريق هذا الجدار .. فذهب إلى صاحبه ..
وقال : يا أخي عندك نخل كثير في بستانك فلا يضرك أن تعطيني هذه النخلة التي اعترضت جداري
إذا هي من نصيبك لو كانت من نصيبي لأقمت الجدار وأدخلتها فيه لكن المشكلة أنها من نصيبك ولا يستقيم
الجدار حتى أدخلها في نصيبي
فقال : صاحبه لا ولله لا أعطيك النخلة
فقال : يا أخي ما يضرك أعطني النخلة أو بعني أيها.
قال : لا والله ما أفعل شيئاً من ذلك
قال : يعني ما أقيم جداري
قال : ذلك أمر إليك وليس إلي
فذهب هذا اليتيم إلى النبي – صلى الله عليه وسلم-
فقال : يا رسول الله أن بستاني بجانب بستان فلان وأني أردت أن أبني جداراً في وسط البستان
فاعترضتني نخلة لا يستقيم الجدار إلا إذا أدخلتها في نصيبي لكنها يا رسول الله من نصيب صاحبي
وقد سألته أن يعطيني إياها فأبى علي يا رسول الله يا رسول الله فاشفع لي عنده أن يعطيني النخلة
فقال - صلى الله عليه وسلم - : أدعوه إلي فذهب اليتيم إلى صاحبه
فقال : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوك
فلما جاء حتى مثل بين يدي النبي – صلى الله عليه وسلم – ألتفت إليه صلى الله عليه وسلم
وقال : قد كان بستانك بجانب بستان صاحبك وأراد هذا اليتيم أن يبني جداراً بفصل بستانه عن بستانك
فاعترضته نخلة هي من نصيبك .
قال : نعم.
قال : فأعطي هذه النخلة لأخيك .
قال : لا ( أعاد عليه الصلاة والسلام الطلب ثلاث والرجل يرفض )
فقال - صلى الله عليه وسلم - : أعطه النخلة ولك بها نخلة في الجنة .
قال : لا
بعد ذلك سكت الرسول ماذا يقول أكثر من ذلك سكت ..
كان من بين الصحابة الحاضرين ( أبو الدحداح ) رضي الله عنه فلما رأى هذا العرض
نخلة في الدنيا بنخلة في الجنة ( ونخلة الجنة منها ما يسير الراكب 100 عام لا يقطعها )
فلما سمع أبو الدحداح ذلك لم يصبر على ما سمع
ثم قال : يا رسول الله أرأيت أن شريت نخلة هذا ثم أعطيتها لفلان يكون عندي نخلة في الجنة
فقال - صلى الله عليه وسلم : نعم يكون عندك نخلة في الجنة .
أبو الدحداح بدأ يفكر ماذا عنده من الأموال يستطيع أن يغري بها صاحب النخلة ليستخرجها منه إلى ملكه
ثم يعطيها لذلك اليتيم بداء يفكر فتذكر أن له بستان يتمناه أكثر تجار أهل المدينة بستان فيه 600 نخلة وبئر وبيت .
فقال أبو الدحداح : يا فلان يا صاحب النخلة
قال : ما تريد
قال : تعرف بستاني الذي في المكان الفلاني بستان كامل تعرف البستان
قال : نعم أعرفه وهل يجهله أحد بستانك فيه تمر طيب هل يجهله أحد
قال : يا فلان خذ بستاني كله وأعطني هذه النخلة .. خذ بستاني كله بما فيه من شجر وبئر وبيت
وغير ذلك وأعطني هذه النخلة ..
لكن الرجل نظر إلى أبي الدحداح ثم ألتفت على الناس فإذا هم يشهدون على هذا البيع.
فقال : نعم أخذت البستان وأعطيتك النخلة
فلتفت أبو الدحداح رضي الله تعالى عنه إلى اليتيم ثم قال : يا فلان النخلة مني إليك خذها وذهب فأخذها ..
ثم ألتفت أبو الدحداح إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله الآن أصبح عندي نخلة في الجنة.
فقال صلى الله عليه وسلم : كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة
كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة
كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة
كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة
( أي : كم من عذق رداح: مليء بالثمر لأبي الدحداح في الجنة )
يقول أنس راوي الحديث : ما قالها مرة ولا مرتين ولا ثلاث مازال صلى الله عليه وسلم
يكررها- كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة ... حتى خرج أبو الدحداح ..
أبو الدحداح بعد ما تم البيع ذهب إلى البستان ليخرج بعض أغراضه منه .. فلما حرك باب البستان ليدخل
فإذا بصوت زوجته و أولاده يلعبون داخل البستان أراد أن يفتح الباب ليدخل ما تحملت نفسه
( يدخل إليهم ويقول ما عندنا بستان هذا البستان الذي نجمع من الأموال سنين عديدة حتى نشتريه أو حتى
يبقى لأولادنا من بعدنا الآن يذهب عنا بطرفة عين ما تحمل أن يخرج أولاده من هذه السعة إلى الضيق )
.. حرك الباب ..
حرك الباب ما استطاع أن يدخل فصاح بأعلى صوته وهو خارج البستان .
قال : يا أم الدحداح .
( أم الدحداح داخل البستان تعجبت ما دخل أبو الدحداح اليوم هذا بستانه العادة أنه يدخل !!)
قالت : لبيك يا أبا الدحداح .
قال : أخرجي من البستان .
قالت : أخرج من البستان !!!
قال : نعم لقد بعته .
قالت : بعته .. بعت البستان يا أبا الدحداح !!! بعته لمن ؟!
قال : بعته لربي بنخلة في الجنة .
قالت : الله أكبر .. ربح البيع يا أبا الدحداح .. ربح البيع يا أبا الدحداح لاتدخل .. ما تدخل ..
ثم أخذت أطفالها تخرجهم لما وصلوا إلى باب البستان أوقفتهم ثم فتشت جيوبهم فمن كان معه شيء من الثمر
أخرجته ثم وضعته في البستان وقالت : : هذا ليس لنا هذا لله رب العالمين ..
أحد أطفالها الصغار جائع أخذ تمرة ووضعها في فمه يأكلها وهو خارج فأوقفته ثم فتحت فمه وأخرجت
هذه التمرة ووضعتها قالت : : هذا ليس لنا هذا لله رب العالمين ..
_________________________________________________________
هو الصحابي الجليل أبو الدحداح ، ثابت بن الدحداح أو الدحداحة
بن نعيم بن غنم بن إياس حليف الأنصار ، وأحد فرسان الإسلام ،
وأحد الأتباع الأبرار المقتدين بنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم ،
والسائرين على نهجه الباذلين في سبيل الله أنفسهم وأرواحهم
وأموالهم.
{{ إسلامه }}
أسلم أبوالدحداح رضي الله عنه حين قدم مصعب بن عمير رضي الله عنه
المدينة سفيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليدعو أهلها إلى الإسلام حيث
كان ممن ناله شرف الدخول في الإسلام ، كما أسلمت أسرته كلها ، ومشوا
في ركب الإيمان .
{{ القرض الحسن }}
ولما نزلت هذه الآية :
{ من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون }
أنقسم الناس إزاءها ثلاثة أقسام :
الفريق الأول
وهم اليهود قالوا : إن رب محمد محتاج فقير إلينا ونحن أغنياء .
والفرقة الثانية
هي التي أثرت الشح والبخل وقدمت الرغبة في المال فما أنفقت في سبيل الله ولا فكت أسير ولا أعانت أحدا تكاسلا عن الطاعة وركون إلى هذه الدار .
وأما الفرقة الثالثة
فحين سمعت الدعوة إلى الأنفاق بادرت بالمسارعة لبذل المال كأبي الدحداح
رضي الله عنه وغيره وهؤلاء كثير لأنهم علموا أن ما عندهم ينفد وما عند الله
باق وتأكدوا بأن من في الدنيا ضيف وما في يده عارية والضيف مرتحل
والعارية مؤداة .
{{ التجارة الرابحة }}
عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال :
لما نزلت { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا }
قال أبو الدحداح رضي الله عنه :
يا رسول الله أو أن الله يريد منا القرض ؟
قال : " نعم يا أبا الدحداح "
قال : أرني يدك
قال : فناوله ، قال :
فأني أقرضت الله حائطا فيه ستمائة نخلة.
وفي رواية لزيد بن أسلم رضي الله عنه :
قال أبو الدحداح :
فداك أبي وأمي يا رسول الله ، أن الله يستقرضنا وهو غني عن القرض ؟
قال : " نعم يريد إن يدخلكم الجنة به "
قال : فأني أن أقرضت ربي قرضا يضمن لي به ولصبيتي معي الجنة ؟
قال : " نعم "
قال : ناولني يدك
فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقال :
إن لي حديقتين أحدهما بالسافلة والأخرى بالعالية والله لا أملك غيرهما قد
جعلتهما قرضا لله تعالى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أجعل إحداهما لله والاخرى معيشة لك ولعيالك "
قال : فأشهدك يا رسول الله أني قد جعلت خيرهما لله تعالى وهو حائط فيه
ستمائة نخلة.
قال : " إذا أيجزيك الله به الجنة "
فأنطلق أبو الدحدوح حتى جاء أم الدحداح وهي مع صبيانها في الحديقة
تدور تحت النخل فناداها قائلا :
خذي أولادك وأخرجي من البستان فقد اقرضته ربي ، وأنشأ يقول :
هداك الله سبل الرشاد ___________ إلى سبيل الخير والسداد
بيني من الحائط بالوداد ___________ فقد مضى قرضا إلى التناد
أقرضته الله على اعتمادي ___________ بالطوع لا مَن ولا ارتداد
إلا رجاء الضعف في المعاد ___________ ارتحلي بالنفس والأولاد
والبر لا شك فخير زاد ___________ قدمه المرء إلى المعاد
فقالت أم الدحداح رضي الله عنها :
ربح بيعك ، بارك الله لك فيما اشتريت ، ثم أجابته وأنشأت تقول :
بشرك الله بخير وفرح ___________ مثلك أدى ما لديه ونصح
قد متع الله عيالي ومنح ___________ بالعجوة السوداء والزهو البلح
والعبد يسعى وله قد كدح ___________ طول الليالي وعليه ما اجترح
ثم أقبلت أم الدحداح رضي الله عنها على صبيانها تخرج ما في أفواههم ،
وتنفض ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائط الآخر.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح "
{{ استشهاده }}
كان أبو الدحداح رضي الله عنه مثالا فريدا في التضحية والفداء ،
فإنه لما كانت غزوة أحد أقبل أبو الدحداح رضي الله عنه والمسلمون
أوزاع قد سقط في أيديهم ، وسمع منادي المشركين يدعي قتل محمد
صلى الله عليه وسلم فجعل يصيح :
) يا معشر الأنصار إلي أنا ثابت بن الدحداحة ، قاتلوا عن دينكم فإن الله مظهركم وناصركم(
فنهض إليه نفر من الأنصار ، فجعل يحمل بمن معه من المسلمين ،
وقد وقفت له كتيبة خشناء ، فيها رؤساؤهم ، خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ،
وعكرمة بن أبي جهل ، وضرار بن الخطاب فجعلوا يناوشونهم ، وحمل عليه
خالد ابن الوليد الرمح فأنفذه فوقع ميتا رضي الله عنه ، واستشهد أبو الدحداح
رضي الله عنه فعلمت بذلك أم الدحداح رضي الله عنها ، فاسترجعت ، وصبرت ،
واحتسبته عند الله تعالى الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا
وهذة رواية اخرى ........
أبو الدحداح ثابت بن الدحداح رضي الله تعالى عنه
كان له نبأ عجيب
كان غلام يتيم من الأنصار
كان له بستان ملاصق لبستان رجلاً منذ سنين
فأراد الغلام أن يبني جداراً يفصل بستانه عن بستان صاحبه , فلما بدأ يبني هذا الجدار
اعترضته نخلة في طريق هذا الجدار .. فذهب إلى صاحبه ..
وقال : يا أخي عندك نخل كثير في بستانك فلا يضرك أن تعطيني هذه النخلة التي اعترضت جداري
إذا هي من نصيبك لو كانت من نصيبي لأقمت الجدار وأدخلتها فيه لكن المشكلة أنها من نصيبك ولا يستقيم
الجدار حتى أدخلها في نصيبي
فقال : صاحبه لا ولله لا أعطيك النخلة
فقال : يا أخي ما يضرك أعطني النخلة أو بعني أيها.
قال : لا والله ما أفعل شيئاً من ذلك
قال : يعني ما أقيم جداري
قال : ذلك أمر إليك وليس إلي
فذهب هذا اليتيم إلى النبي – صلى الله عليه وسلم-
فقال : يا رسول الله أن بستاني بجانب بستان فلان وأني أردت أن أبني جداراً في وسط البستان
فاعترضتني نخلة لا يستقيم الجدار إلا إذا أدخلتها في نصيبي لكنها يا رسول الله من نصيب صاحبي
وقد سألته أن يعطيني إياها فأبى علي يا رسول الله يا رسول الله فاشفع لي عنده أن يعطيني النخلة
فقال - صلى الله عليه وسلم - : أدعوه إلي فذهب اليتيم إلى صاحبه
فقال : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوك
فلما جاء حتى مثل بين يدي النبي – صلى الله عليه وسلم – ألتفت إليه صلى الله عليه وسلم
وقال : قد كان بستانك بجانب بستان صاحبك وأراد هذا اليتيم أن يبني جداراً بفصل بستانه عن بستانك
فاعترضته نخلة هي من نصيبك .
قال : نعم.
قال : فأعطي هذه النخلة لأخيك .
قال : لا ( أعاد عليه الصلاة والسلام الطلب ثلاث والرجل يرفض )
فقال - صلى الله عليه وسلم - : أعطه النخلة ولك بها نخلة في الجنة .
قال : لا
بعد ذلك سكت الرسول ماذا يقول أكثر من ذلك سكت ..
كان من بين الصحابة الحاضرين ( أبو الدحداح ) رضي الله عنه فلما رأى هذا العرض
نخلة في الدنيا بنخلة في الجنة ( ونخلة الجنة منها ما يسير الراكب 100 عام لا يقطعها )
فلما سمع أبو الدحداح ذلك لم يصبر على ما سمع
ثم قال : يا رسول الله أرأيت أن شريت نخلة هذا ثم أعطيتها لفلان يكون عندي نخلة في الجنة
فقال - صلى الله عليه وسلم : نعم يكون عندك نخلة في الجنة .
أبو الدحداح بدأ يفكر ماذا عنده من الأموال يستطيع أن يغري بها صاحب النخلة ليستخرجها منه إلى ملكه
ثم يعطيها لذلك اليتيم بداء يفكر فتذكر أن له بستان يتمناه أكثر تجار أهل المدينة بستان فيه 600 نخلة وبئر وبيت .
فقال أبو الدحداح : يا فلان يا صاحب النخلة
قال : ما تريد
قال : تعرف بستاني الذي في المكان الفلاني بستان كامل تعرف البستان
قال : نعم أعرفه وهل يجهله أحد بستانك فيه تمر طيب هل يجهله أحد
قال : يا فلان خذ بستاني كله وأعطني هذه النخلة .. خذ بستاني كله بما فيه من شجر وبئر وبيت
وغير ذلك وأعطني هذه النخلة ..
لكن الرجل نظر إلى أبي الدحداح ثم ألتفت على الناس فإذا هم يشهدون على هذا البيع.
فقال : نعم أخذت البستان وأعطيتك النخلة
فلتفت أبو الدحداح رضي الله تعالى عنه إلى اليتيم ثم قال : يا فلان النخلة مني إليك خذها وذهب فأخذها ..
ثم ألتفت أبو الدحداح إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله الآن أصبح عندي نخلة في الجنة.
فقال صلى الله عليه وسلم : كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة
كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة
كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة
كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة
( أي : كم من عذق رداح: مليء بالثمر لأبي الدحداح في الجنة )
يقول أنس راوي الحديث : ما قالها مرة ولا مرتين ولا ثلاث مازال صلى الله عليه وسلم
يكررها- كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة ... حتى خرج أبو الدحداح ..
أبو الدحداح بعد ما تم البيع ذهب إلى البستان ليخرج بعض أغراضه منه .. فلما حرك باب البستان ليدخل
فإذا بصوت زوجته و أولاده يلعبون داخل البستان أراد أن يفتح الباب ليدخل ما تحملت نفسه
( يدخل إليهم ويقول ما عندنا بستان هذا البستان الذي نجمع من الأموال سنين عديدة حتى نشتريه أو حتى
يبقى لأولادنا من بعدنا الآن يذهب عنا بطرفة عين ما تحمل أن يخرج أولاده من هذه السعة إلى الضيق )
.. حرك الباب ..
حرك الباب ما استطاع أن يدخل فصاح بأعلى صوته وهو خارج البستان .
قال : يا أم الدحداح .
( أم الدحداح داخل البستان تعجبت ما دخل أبو الدحداح اليوم هذا بستانه العادة أنه يدخل !!)
قالت : لبيك يا أبا الدحداح .
قال : أخرجي من البستان .
قالت : أخرج من البستان !!!
قال : نعم لقد بعته .
قالت : بعته .. بعت البستان يا أبا الدحداح !!! بعته لمن ؟!
قال : بعته لربي بنخلة في الجنة .
قالت : الله أكبر .. ربح البيع يا أبا الدحداح .. ربح البيع يا أبا الدحداح لاتدخل .. ما تدخل ..
ثم أخذت أطفالها تخرجهم لما وصلوا إلى باب البستان أوقفتهم ثم فتشت جيوبهم فمن كان معه شيء من الثمر
أخرجته ثم وضعته في البستان وقالت : : هذا ليس لنا هذا لله رب العالمين ..
أحد أطفالها الصغار جائع أخذ تمرة ووضعها في فمه يأكلها وهو خارج فأوقفته ثم فتحت فمه وأخرجت
هذه التمرة ووضعتها قالت : : هذا ليس لنا هذا لله رب العالمين ..
_________________________________________________________
أمس في 2:19 pm من طرف عبدالله الآحد
» فضل توحيد الله سبحانه
الجمعة نوفمبر 22, 2024 3:20 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب الدعوة إلى توحيد الله سبحانه
الخميس نوفمبر 21, 2024 3:00 pm من طرف عبدالله الآحد
» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد
» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» العبادة وأركانها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور
» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد