آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( الجُزْءُ أَلْأَولٌ ) )
 الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه Ooou110اليوم في 8:52 am من طرف صادق النور

» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( اَلْجُزْءُ الثَّانِي ))
 الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه Ooou110اليوم في 8:06 am من طرف صادق النور

» أقسام صفات الله
 الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه Ooou110أمس في 8:52 pm من طرف عبدالله الآحد

» اثبات أن الله يتكلم بالصوت والحرف وأن القرآن كلامه حقيقة
 الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه Ooou110الجمعة أبريل 26, 2024 4:11 pm من طرف عبدالله الآحد

» الرياء شرك أصغر إن كان يسيرا
 الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه Ooou110الخميس أبريل 25, 2024 4:39 pm من طرف عبدالله الآحد

» لم يصح تأويل صفة من صفات الله عن أحد من السلف
 الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه Ooou110الأربعاء أبريل 24, 2024 5:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» إثبات رؤية الله للمؤمنين في الجنة
 الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 7:24 am من طرف عبدالله الآحد

» الرد على من زعم أن أهل السنة وافقوا اليهود
 الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 5:40 am من طرف عبدالله الآحد

» طائِفُهُ الصَّفْوِيِّينَ - - اَلْدوَلهُ الصِّفْوِيهُ
 الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه Ooou110الإثنين أبريل 22, 2024 11:18 am من طرف صادق النور

» حكم الرقى والتمائم
 الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه Ooou110الأحد أبريل 21, 2024 7:19 am من طرف عبدالله الآحد

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

 الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 20 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 20 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 9630 مساهمة في هذا المنتدى في 3191 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 286 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو عبدالرحمن فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5190
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد مارس 17, 2024 9:40 pm



    الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه
    -------------------------------------------------------

    كيف اكتشف المسلمون أمريكا قبل كولومبس؟ جهاد الترباني كاتب وشاعر وباحث تاريخي فلسطيني، اهتم بالتاريخ الإسلامي وهو صاحب كتاب «مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ»، وكتاب 101 لغز بربروسا، وكتاب 101 سر آريوس، وكتاب مدرسة محمد، وكتاب مدرسة الصحابة، وكتاب حرب الفاندال، وكتاب العملية 101. يقدم أيضا برنامج «العظماء المائة» على اليوتيوب الذي يذكر به بعض عظماء المسلمين الذين غيروا تاريخ الأمة، منهم سليمان القانوني وحذيفة بن اليمان وعمرو بن العاص والأخوان بربروسا. تنتشر حلقاته على يوتيوب وتلقى رواجًا كبيرا في عدة بلدان عربية وأجنبية.



    =======================


     الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه 113

    هو مسجد ومركز ثقافي إسلامي في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة. ويقع في صف السفارات في مساتشوستس أڤنيو مباشرة شرق الجسر فوق Rock Creek. عندما افتتح في 1957 كان أكبر مكان مسلم للعبادة في نصف الكرة الغربي. ويقصده نحو 600 مصلي لأداء صلاة الجمعة على ثلاث صلوات.

    نشأت فكرة الجامع في 1944 عندما توفي السفير التركي منير إرتگون ولم يكن هناك مسجداً للصلاة عليه. لعب المجتمع الدبلوماسي في واشنطن دوراً قيادياً في إنشاء المسجد. وقد جاء الدعم من معظم الدول الإسلامية حول العالم متبرعين بالمال والزخرفة والحرفيين لدعم المشروع كما ساهم في ذلك أيضاً الأمريكان المسلمون. الموقع تم شراؤه في 1946 وتم وضع حجر الاساس في 11 يناير 1949. المبنى صممه المعماري الإيطالي ماريو روسي وافتتح في 28 يونيو 1957 بحضور الرئيس دوايت أيزنهاور. وقد تبرع شاه إيران الأخير بالطنافس الفارسية لتغطية أرضية إيوان المسجد.[2] ومازال المركز يديره مجلس محافظين مكون من مختلف السفراء. وتصطف حول المبنى أعلام الدول الإسلامية حول العالم. -))
    ----------------------------------------------------

    المستكشفون الأوائل:

    ويلاحظ المستقرئ لتاريخ الهجرة الأولى التي جاءت بالمسلمين إلى القارة الأمريكية عموماً، والولايات المتحدة خصوصاً؛ أنه قد صاحبتها ظروف لم يتمكن أولئك المهاجرون من تطويعها،
    بل تمكنت من تطويعهم وتذويبهم في المصهر الأمريكي حتى غدوا مواطنين أمريكيين بلا هوية أصلية يعتدون بها، والقلائل منهم ممن تهيأ لهم الاحتفاظ بشيء من معالم الهوية الأصلية،
    فإن حديثهم عنها لم يعد سـوى حديث الذكريات البعـيدة التي يحمـلها شتى المهاجرين المتأمركين عن أوطانهم الأولى.
    وقد جاء المسلمون الأوائل إلى أمريكا مستكشفين لهذه الديار القصية عن العالم القديم، بيْد أنهم لم يأتوا في ظروف نهضة صناعية ولا أوضاع تفوّق علمي باهر، ولا جاؤوا بأعداد كبيرة بحيث تتم لهم الغلبة التامة والسيطرة على المحيط الذي انتهوا إليه.
    وقد أكثرت الوثائق التاريخية من ذكر أخبار الأقوام الذين هبطوا العالم الجديد قبل كولومبوس، فتُحدِّثنا الوثائق الصينية القديمة التي تعرّضت للحديث عن مختلف الهجرات العالمية، مفصلة القول في هجرة بعض العرب المسلمين من أتباع دولة المرابطين المغربية التي دامت بين القرنين الحادي والثاني عشر الميلاديين، فتقول إن تلك الهجرة قطعت بحراً كبيراً خالياً من الجزر ومخرت أمواجه لأكثر من مائة يوم حتى انتهت إلى ما يعرف اليوم بأمريكا.

    وتعرّضت الوثيقة للحديث عن حجم السفن التي امتطاها العرب القدامى، فذكرت أنها كانت أضخم عشرات المرات من السفن التي أتى بها المستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبس. وبقية ما جاء من تفاصيل في الوثيقة يتفق تماماً مع ما أورده المؤرخ الإسلامي الشريف الإدريسي عن رحلة عربية أخرى في كتابه: نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، الذي نال شهرة ضافية في السنوات الأخيرة في أوساط بعض الباحثين والمؤرخين الغربيين.
    والواضح في أمر هاتين الرحلتين أن أصحابهما رجعوا أدراجهم حتى بلغوا ديارهم، وحدّثوا أهاليهم أنهم قد التقوا في أمريكا أقواماً كانوا قد وصلوها قبلهم، وألفوهم يتحدثون مثلهم بلغة الضاد، وتولوا أمر الترجمة بينهم وبين السكان المحليين، وهنالك تفاصيل أخرى اهتم بسردها الإدريسي بخاصة لا تهمنا في هذا السياق.
    ولم تتحدث أي وثيقة لاحقة عن مصير العرب الأوائل الذين استوطنوا أمريكا منذ القرن العاشر الميلادي فيما يثير الافتراضات المرجحة بأنهم ربما اندمجوا تدريجياً في السكان المحليين وفقدوا مقوماتهم وثقافاتهم الذاتية، أو ربما اندثروا بفعل الحروب الطاحنة التي كانت تدور بين المجموعات الإثنية بأمريكا في ذلك الأوان.
     الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه 215
    -- المركز الإسلامي بأمريكا, ديربورن، مشيگن --
    -----------------------------------
    وفي أوائل القرن الرابع عشر الميلادي طرقت بعثة استكشافية إسلامية إفريقية أخرى شواطئ أمريكا، يقودها ملكٌ من مالي يسمى أبو بكر، كان غنياً غنى أسطورياً تحدث عنه ابن بطوطة والقلقشندي وابن فضل الله العمري.
    وقد قرر ذلك الملك أن يسـتخدم تلك الثروة الهائلة فـيركب ثبج البحر ليكـتشف ما وراءه من الآفاق، وقد حكى العمري أنه سأل ابن أبي بكر عن سرِّ انتقال الملك إليه، فأفاده قائلاً: «إن الذي كان قبلي يظن أن البحر المحيط له غاية تدرك، فجهز مِئين سفن، وشحنها بالرجال والأزواد التي تكفيهم سنين، وأمر من فيها أن لا يرجعوا حتى يبلغوا نهايته أو تنفد أزوادهم، فغابوا مدة طويلة، ثم عاد منهم سفينة واحدة، وحضر مقدَّمها، فسأله عن أمرهم، فقال: سارت السفن زماناً طويلاً حتى عرض لها في البحر في وسط اللجة واد له جرية عظيمة، فابتلع تلك المراكب، وكنت آخر القوم، فرجعت بسفينتي، فلم يصدقه، فجهز ألفاً للرجال وألفاً للأزواد، واستخلفني وسافر بنفسه ليعلم حقيقة ذلك، فكان آخر العهد به وبمن معه».
    وقد حقق في تفاصيل ما جرى لهاتين البعثتين عالم الأنثروبولوجيا الأمريكي المعاصر البروفيسور إيفان فان سيرتيما، فأكد أن الأولى تحطمت على التيار المائي الاستوائي الذي يجري داخل المحيط قرابة سواحل فلوريدا، ورجَّح بشواهد أثرية لقبور أشخاص سود ترجع إلى تلك الفترة بالتحديد وصول البعثة الثانية واستقرارها في نواحي فلوريدا والمكسيك واختلاطها بالهنود الحمر هناك.

    وربما كان بقايا هؤلاء الرجال هم أولئك السود الذين التقاهم كريستوفر كولومبس وتحدث عنهم في مذكراته عن الرحلة الثالثة، ووصفهم بأنهم كانوا سود البشرة، ويحملون أسلحة مذهبة، وأنهم أغنياء بما لهم من متاع وأدوات، وربما تمت إبادة هؤلاء السكان لاحقاً ضمن الأقوام والسكان المحليين الذين أجهز عليهم المهاجرون الأوروبيون الذين توافدوا على القارة الأمريكية إثر كولومبس. وربما كانت المساجد الأثرية التي اكتشفت في كل من نيفادا وتكساس والمكسيك من بقايا آثارهم.
    وقد ذكر كولومبس في مذكراته بتاريخ الحادي عشر من أكتوبر1492م، أنه ربما رأى مسجداً بمنارة طويلة قبالة الساحل الكوبي ، وكولومبس يعرف المساجد جيداً؛ لأنه أتى من الأندلس المسلمة في عام سقوطها في يد النصارى ، فإن كان ما رآه مسجداً بالفعل فلعله كان أيضاً من آثار أولئك الأفارقة المسلمين الذين هبطوا أمريكا قبله.
    وأما غناهم الذي وصفه كولومبوس ووصفه من قبله ابن بطوطة والقلقشندي وآخرون، فمع أنه أوصلهم إلى حواشي العالم الجديد، إلا أنه ظل غنىً(شيئياً) - بلغة مالك بن نبي، رحمه الله - لم يغن عنهم شيئاً، إذ لم يتحول إلى مادة ثورة صـناعية تنتج ما يقابل ويكافئ السلاح الأوروبي الحديث الذي استخدم لاستئصال وجودهم من على التراب الأمريكي!
    -------------------------------------
     الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه 313
    مسجد الجمعية الإسلامية في بوسطن في روكسبري
    -------------------------------------
    آثار الموريسكيين:
    وفي ظروف التضييق على مسلمي الأندلس من قبل محاكم التفتيش النصرانية، فرت أعداد متكاثرة منهم إلى المغرب العربي، حيث استقروا هناك، بيد أن أعداداً وفيرة أخرى قطعت المحيط الأطلسي واستقرت في أمريكا.
    وهؤلاء وُجدت آثار لغتهم العربية مختلطة - حتى اليوم! - بلغة الهنود الحمر، سكان أمريكا الأصليين، كما أكد ذلك بشكل قاطع أستاذ جامعة هارفارد الأسبق البروفيسور ليو واينر،
    الذي كان معروفاً بإجادته لعلم اللغات وإجادته لأكثر من 12 لغة عالمية.
    وقد ذكر كولمبس أيضاً أنه رأى أقواماً يشبهون أهل الأندلس، واستغرب من انتشار الحجاب في أوساط نسائهم. وذكر مكتشف إسباني آخر هو هيرناندو كورتيز أن أولئك النسوة كن يرتدين البراقع التي كانت ترتديها نساء الأندلس. وذكر المكتشف الإسباني فيرناند كولومبس أنهن كن يرتدين ملابس تماثل ملابس نساء غرناطة، بينما كان أطفالهن يرتدون أيضاً أزياء أطفال غرناطة.

    وبدهي أن أمثال أولئك المستضعفين الفارين بدينهم ودنياهم لا يرتجى لهم مستقبل آمن في ظل ما دهمهم بوصول حملات أعدائهم الإسبان إلى الدنيا الجديدة، فقد استؤصل وجودهم بعد ذلك بوقت قليل، وقد تم ذلك قبل أن يتم استئصال أصدقائهم الذين أَنِسُوا بهم في الغربة من الهنود الحمر.. فمن أولئك الأندلسيين المعذبين من استتيب وقبل اعتناق النصرانية على مستوى الظاهر على الأقل، ومنهم من أُعدم حرقاً بالنار، ومنهم من أعيد إلى إسبانيا ليحاكم هناك أمام محاكم التفتيش..فقد كان المطلوب كما تقول الوثائق: «ألا يوجد أي مجال لنشر الدين المحمدي» عن طريقهم في أمريكا.
    وكما يقول لوي كاردياك فإن: «ديوان التحقيق لم يفتش فقط عن القضايا المتعلقة بالمسلمين، بل ما وراء كل أثر إسلامي لدى الفرد المسيحي» في العالم الجديد. فكان المقصود في الجملة منع تأثير المسلمين في عقائد النصارى الأمريكيين ولو من بعيد.
    ---------------------------------------------------
     الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه 415
    --------------------------------------------------
    استرقاق الأفارقة المسلمين:

    وبعد استقرار أوضاع المهاجرين الأوروبيين على نحو ما في أمريكا، اجتلبوا عن طريق تجارة الرقيق ملايين السود الإفريقيين إلى هناك، ثم واصلوا مهمة اقتلاع الإسلام ولغته العربية من أوساط أولئك المسترقين، فقد كان أكثر من نصف أولئك الأرقاء الأفارقة مسلمين انتزعوا من ممالك غرب إفريقيا التي كانت حواضر عامرة في ذلك الحين.
    وقد صمد أكثر أفراد الجيل الأول من المسترقين على دينهم، إلا أن أهوال الرق وأحكامه المذلة المهينة التي بعثرت أسرهم وبددت وحداتهم الصغيرة بدأت تزعزع انتماء الأجيال اللاحقة منهم إلى دين الإسلام، وذلك إلى أن اندثر انتماؤهم إليه نهائياً مع مطالع القرن العشرين!
    وقد حفظت لنا وثائق قليلة سيراً ذاتية مثيرة كتبت باللغة العربية لأفراد من الجيل الإفريقي المسلم الأول الذي اجتلب إلى أمريكا وحافظ على إيمانه، كما حفظت لنا وثائق أخرى قصص تحول ذراريهم عن دين الإسلام..وتحفظ سجلات أسماء السود الأمريكيين الحاليين - وغالبيتهم من غير المسلمين - أسماء عربية كثيرة في أوساطهم تشير إلى أصولهم الإسلامية العربية القديمة المندثرة.
    -------------------------------------------------------------
     الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه 515
    مسجد الجمعية الإسلامية في بوسطن في روكسبري.
    ------------------------------------------------------------
    ألإسلام هو ثالث أكبر ديانة في الولايات المتحدة بعد المسيحية واليهودية.
    بالإضافة إلى ذلك، 50% من المسلمين ولدوا في الولايات المتحدة في حين أن 50% هم من المولودين بالخارج، 86% من المسلمين الأمريكيين هم من المواطنين الأمريكيين.
    المسلمون المولودون في الولايات المتحدة هم بنسبة كبيرة من الأميركيين الأفارقة الذين يشكلون نحو ربع إجمالي السكان المسلمين. العديد من هؤلاء قد اعتنق الإسلام خلال السنوات السبعين الماضية.
    اعتناق الإسلام في المدن الكبيرة قد ساهم أيضا في نموه على مر السنين فضلا عن تأثيره على ثقافة السود، وموسيقى الهيب هوب.
    في حين كان يقدر بأنه بين 10 إلى 30 في المئة من العبيد الذين جلبوا إلى أمريكا الاستعمارية من أفريقيا كانوا من المسلمين، تم قمع الإسلام بصرامة في المزارع. قبل أواخر القرن 19،
    كان المسلمون غير المستعبدين الأكثر توثيقا في أمريكا الشمالية هم من التجار المسافرين والبحارة.

    من 1880 إلى عام 1914، هاجر عدة آلاف من المسلمين إلى الولايات المتحدة من أقاليم الإمبراطورية العثمانية السابقة وسلطنة مغول الهند السابقة.
    ازداد عدد السكان المسلمين في الولايات المتحدة بشكل كبير في القرن 20، مع كون الكثير من النمو مدفوعا بارتفاع معدل المواليد نسبيا والجاليات المهاجرة من الأصول الجنوب آسيوية والعربية. حوالي 72% من المسلمين الأمريكيين هم من المهاجرين أو «الجيل الثاني».

    في عام 2005، أصبح عدد أكبر من الناس من البلدان ذات الأغلبية المسلمة من المقيمين الدائمين قانونيا في الولايات المتحدة—ما يقرب من 96,000 شخص— عما كان هناك في أي سنة أخرى في العقدين الماضيين. في عام 2009 أكثر من 115,000 من المسلمين أصبحوا سكانا قانونيين في الولايات المتحدة.
    ---------------------------
     الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه 613
    مركز توسن الإسلامي, توسن، أريزونا.
    ----------------------------

    المساجد هي عادةً سنية أو شيعية على الرغم من أن هناك أكثر من 55 مساجد أحمدية كذلك. هناك 2,106 مسجد في الولايات المتحدة اعتبارا من عام 2010،
    وأكبر مسجد هو المركز الإسلامي في أمريكا في ديربورن بولاية ميشيغان. يقدم المسجد خدماته بصورة أساسية للمسلمين الشيعة؛ بيد أن جميع المسلمين يمكنهم الحضور في هذا المسجد.
    تم بناؤه في عام 2005 ليستوعب أكثر من 3000 شخص بسبب زيادة عدد السكان المسلمين في المنطقة. ما يقرب من نصف المسلمين (50%) هم من السنة، 16% من الشيعة، 22% غير تابعين لأي طائفة و16% أخرى/رفضوا الاستجابة.
    المسلمون من أصول عربية معظمهم سنة (56%) مع اقليات شيعية (19%). المسلمون من جنوب آسيا بما في ذلك بنجلادش (90%)، الهنود (82%)، والباكستانيين (72%) هم سنة بصورة رئيسية، مجموعات أخرى مثل الإيرانيين بشكل رئيسي شيعة (91%). من الأميركيين الأفارقة المسلمين، 48% هم من السنة، 34% غير منتسبين (في الغالب جزء من مجتمع دين محمد)، 16% أخرى (في الغالب أمة الإسلام والأحمدية) و2% من الشيعة.
    فقد تم إحصاء وجود 2769 مسجداً في الولايات المتحدة في عام 2020،

    في العديد من المناطق، قد يسيطر على المسجد المجموعة الأكبر من المهاجرين. في بعض الأحيان ترد خطب الجمعة في لغات مثل الأردية، البنغالية أو العربية جنبا إلى جنب مع اللغة الإنجليزية. قد تمتلك المناطق ذات العدد الكبير من السكان المسلمين عددا من المساجد التي تخدم مختلف فئات المهاجرين أو أصناف من المعتقدات في تقاليد السنة أو الشيعة.
    في الوقت الحاضر العديد من المساجد يخدمها الأئمة الذين هاجروا من الخارج، حيث أن هؤلاء الأئمة وحدهم لديهم شهادات من أماكن التعليم الإسلامية.

    اعتناق الإسلام في السجون
    بالإضافة إلى الهجرة، السجون الاتحادية والمحلية في الولايات المتحدة قد تكون أحد المساهمين في نمو الإسلام في البلاد. وفقا لمايكل والر، يشكل السجناء المسلمون 15-20% من نزلاء السجون، . وقد ذكر والر أن هؤلاء السجناء في الغالب يدخلون السجن وهم من غير المسلمين. ويقول أيضا أن 80% من السجناء الذين «يعتنقون دينا» أثناء وجودهم في السجن يعتنقون الإسلام. معظم السجناء المتحولين هم من الأمريكيين من أصل أفريقي، مع أقلية متزايدة من ذوي الأصول الإسبانية.
    والر يؤكد أيضا أن بعض المتحولين يتطرفون على يد بعض الجماعات المرتبطة بالإرهاب، ولكن يشير الخبراء إلى أنه على الرغم من أن التطرف قد يحدث، إلا أنه ليس لديه علاقة بهذه الأمور الخارجية.

    مدينة نيويورك تمتلك أكبر عدد من المسلمين، كانت ديربورن في المرتبة الثانية . ولوس أنجلوس في المرتبة الثالثة . ; على الرغم من أن باترسون في نيو جيرسي تشير التقديرات إلى أنها أصبحت موطنا لعدد كبير من المسلمين. وأيضاً فيلادلفيا، بنسلفانيا . باترسون، نيو جيرسي أصبحت تلقب بـرام الله الصغيرة وتحتوي على حي يحمل نفس الاسم، وبها عدد كبير من السكان ذوي الأصول العربية .

    كان أول مسجد أمريكي في بوفورت بولاية مين، وتأسس عام 1915، ولا تزال هناك مقبرة إسلامية في الولاية.
    افتتح أول مسجد أمريكي اسمه «والي محمد» في عام 1921 في ديترويت بولاية ميشيغان.
    تقدير آخر هو أن أقدم مسجد في الولايات المتحدة اليوم هو مسجد الصادق، الذي بني في عام 1921 أو 1922 في منطقة بيرنزفيل في شيكاغو.
    والمساجد الإسلامية في هذا البلد تخص السنة والشيعة. كما يقع أكبر مسجد شيعي في الولايات المتحدة في «المركز الإسلامي بأمريكا» في ديربورن بولاية ميشيغان.

    الهجرة الحديثة فيما قبل الحرب العالمية الأولى
    حيث أن عدد صغير من المسلمين بدأ في الهجرة للولايات المتحدة الإمريكية منذ عام 1840 م وكانت هذه الهجرات من البلاد التي تخضع لحكم الخلافة العثمانية. في عام 1906 م
    قام المسلمون البوسنين في شيكاغوا بإنشاء جماعه الهجرة وهي أقدم مجتمع تعاوني للمسلمين في الولايات المتحدة الإمريكية واقاموا مدرسه تقام ليوم الأحد تحت اشراف الشيخ كمال ادفينش وهو متخرج من الأزهر الشريف.
    في عام 1907 م قام المهاجرون التتار من روسيا وبولندا وليتوانيا بتاسيس أول منظومه إسلامية في نيوريورك. في عام 1915م قام المهاجرون الالبان بإنشاء أول مسجد في بيدفورد (في نهايه عام 1952 م كان هناك أكثر من عشرين مسجد في الولايات المتحدة الإمريكية). في عام 1920 م
    تم البدء في أول حمله للدعوه الإسلامية في الولايات المتحدة الإمريكية بواسطه مسلم هندي وتبعها إنشاء مسجد الصديق في عام 1921 م (اقرب للزاويه في الحقيقة لانه لم يكن مرخص).
    في عام 1934م تم ترخيص أول مبني ليكون مسجد وذلك في مدينة سيدار رابيدز في ولايه ايوا.

    ألأمريكين السود والإسلام
    في خلال النصف الأول من القرن العشرين عدد قليل من الأمريكين السود تحول الي الإسلام وبذكر الأمريكين السود لابد من ذكر امه الإسلام أكبر المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة الإمريكية وقد تأسست عام 1930م علي يد والاس فرد محمد والتي جذبت العديد من الناس للانضمام إليها بالرغم أنها اتخذت اتجاه آخر للإسلام .
    حيث أنها أعلت من شأن الجنس الأسود واعتبرت الجنس الأبيض مرادف للشيطان ((يري بعض المفكرين انه طبيعي مع موجه الاضطهاد البيضاء للسود طوال عده قرون وانهم اتو كعبيد
    وقد استوحي ولاس محمد مبادئ أمه الإسلام الثلاثة من أفكار نوبل درو علي وهي الله هو الرب،
    الرجل الأبيض هو الشيطان.
    وفي عام 1934م توفي الحاج محمد قياده امه الإسلام ((و قد اعتبر ولاس محمد رسول)) ومن أشهر أعضاء أمه الإسلام مالكوم أكس كواجهه للمنظمة أمام المؤسسات الأعلاميه ((قبل أن ينفصل لاختلافه مع فكار الحاج محمد وأنشاءه منظمة مسليم موسك انك والملاكم الخالد محمد علي وتركها أيضا،

    واتت المرحلة الثانية لإمه الإسلام حدثت بعد وفاة الحاج محمد وتولي ابنه دين محمد ذمام الأمور وقام بألغاء بعض مبادئ الجماعة ومنها أن والاس كان رسولا ((ليس مبدأ ولكنه صدر عن رئيس الجماعة فإرطبتت بها)) وإن الرجل الأبيض ليس شيطانا وأنما إنسان عابد، وقام بتغير اسم المنظمة من أمه الإسلام إلى المجتمع العالمي للإسلام في الغرب ثم تم تغيره مره أخرى إلى المجتمع الأمريكي للإسلام وفي عام 1976 م قدر عدد أعضائها ب 70 ألف عضو،
    وبسبب ما قام به دين محمد من أصلاحات في المنظمة رأها اخريين انشقاق قام لويس فاركان بأنشاء منظمة تحمل نفس الاسم أمه الإسلام بنفس المبادئ الثلاثة وبالرغم من أن عدد أعضاءها الآن لا يذيد عن 20 ألف إلا انها ذات تاثير كبير في المجتمع الإسود في الولايات المتحدة الأمريكية حيث أنها نظمت مسيره المليون رجل 1994 م أكبر مسيره منظمة في واشنطن وهيا أيضا تقوم بدعم التعليم الأكاديمي والثقافي والأستقلال الاقتصادي والمسؤوليات الاجتماعيه وقد وجهت لإمه الإسلام الحالية نقد لمعادتها للبيض والمسيحية والساميه وصنفت كجماعه تدعوا للكراهية.

    المراكز الإسلامية
    توجد المراكز الإسلامية في واشنطن، ونيويورك، ولوس انجلوس، وهاميتون (ولاية أيوا)، وفولزجيرس (فرجينيا)، وفي ولاية جورجيا، وديترويت، وتوليدو (أوهايو)، وألبوكيركي (نيو مكسيكو)، وفلوريدا

    التعليم الإسلامي
    أنواع المدارس الإسلامية:

    مدارس العطلة الأسبوعية: عددها حوالي 400 مدرسة تدرس أبناء المسلمين في أثناء العطلة الأسبوعية.

    مدارس المعسكرات الصيفية: عددها حوالي 200 مركز، يدرب الأطفال على السلوك الإسلامي وممارسة شعائر دينهم بأسلوب عملي.

    الأكاديمية الإسلامية السعودية في واشنطن: تأسست عام (1404 هـ - 1984 م) هدفها تعليم أبناء المسلمين إلى جانب المنهج العام في الولايات المتحدة.

    المدارس الدينية الإسلامية: تدرس الطالب منهج إسلامي إلى جانب مناهج التعليم العام في الولايات المتحدة.

    معهد الدراسات الإسلامية في لوس انجلوس: تأسس في سنة 1975 م لتزويد المسلمين ببرامج مكثفة للدراسات الإسلامية.

    مدارس الأخت كلارا
    : أنشأت هذه المدارس الهيئة الإسلامية الأمريكية، تضم مناهجها الدراسات الإسلامية واللغة العربية.

    المدارس العامة: توجد في تجمعات المسلمين حيث تدرس اللغة العربية في المدارس الحكومية.
    ----------------------------------------------------------------
    وما زلنا أحبابنا تابعون جزاكم الله خيرا ولا تنسونا من صالح دعائكم


    عدل سابقا من قبل صادق النور في الإثنين مارس 18, 2024 9:08 pm عدل 1 مرات

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5190
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين مارس 18, 2024 4:17 pm

    رحلة الإسلام في شمال القارة الأمريكية
     الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه 1114
    المركز الإسلامي في توليدو الكبرى (بيرسبورغ، أوهايو)
    ------------------------------------------------
    تاريخ وصول المسلمين للولايات المتحدة

    تشير العديد من المراجع التاريخية الغربية إلى أن الحضور الإسلامي في شمال القارة الأمريكية بدأ في منتصف القرن الثالث عشر هجري (التاسع عشر ميلادي)، تزامنًا مع وصول مهاجرين مسلمين من بلاد الشام في سعيهم خلف رزقهم وبنية العودة إلى أوطانهم.

    لكن دراسات تاريخية أكثر عمقًا وتوثيقًا تؤكد على أن وصول الإسلام للقارة جاء قرنين كاملين قبل حقبة كرستوفر كولومبس في عام 832هـ (1429م)، حيث ركب المسلمون سفنهم من سواحل الأندلس ومن بعض أجزاء الساحل الشمالي الغربي للقارة الإفريقية لاستكشاف البحار ولينتهي بهم المطاف لحط رحالهم في سواحل أمريكا الشمالية والجنوبية.

    وقد رأينا في تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا كيف كان يخرج الأفارقة في عمق المحيط لاستكشاف ما وراءه. وتحدثت روايات تاريخية عن الملك المالي المسلم أبو بكر الثاني بن محمد الذي تنازل عن عرشه بعد توليه الحكم بسنة واحدة ليتفرغ للدعوة للإسلام والسفر إلى أراضي أمريكا يعلي فيها كلمة الله ولم تكن تعرف آنذاك بهذا الاسم،
    ولذلك يرى بعض الباحثين أن المكتشفين الأفارقة وصلوا بالفعل للأرض الأمريكية وتواصلوا مع سكانها الأصليين بل وارتبطوا معهم في علاقات زواج ومصاهرة قبل اكتشاف كولومبس لها بكثير. وهذا ما يفسر وجود العديد من المناطق في أمريكا بأسماء عربية كمكة وعرفة والقدس ومحمد وعمر وقرآن ولا تزال إلى اليوم.

    وأشارت روايات تاريخية إلى وجود مسلمين في طاقم البحارة رفقة كولومبس الذي أطلق رحلاته الاستكشافية كما اشتهر عالميًا، في عام 832هـ (1429م) وهو العام نفسه الذي شهد الإنهاء الرسمي للوجود الإسلامي في شبه الجزيرة الإيبيرية، الأندلس. حيث قدموا له خدمة الدليل لكونهم سبقوه لهذه الأرض من قبل.

    والذي يجهله الكثيرون هو أن أحمد محي الدين بيري ويعرف بـ “بيري ريّس” اكتشف أمريكا، سنة 870 هــ (1465م) أي قبل أن يصلها كولومبس بحوالي 27 سنة، وهذا ما يفسر استعانة الأخير ببحارة مسلمين كدليل في رحلته لأمريكا.

    وكان ريّس رئيس البحرية الإسلامية العثمانية. وقد رسم خرائط اكتشافه الجديد التي ضمت قارة أمريكا الشمالية والجنوبية إضافة إلى القارة المتجمدة الجنوبية بطريقة مبهرة لم تزل محط إعجاب الباحثين إلى اليوم. وتقدم هذه الخريطة الدليل القاطع على أن الاكتشاف التاريخي لأمريكا لم يكن من نصيب كولومبس ولكنها ضريبة الهيمنة الغربية التي وصلت إلى حد تحريف المعلومة التاريخية وسرقة الأمجاد.

    كما قدم المسلمون لكولومبس خدمات كبيرة في مجال الاستكشافات الجغرافية، فقد وصلوا لأعماق المحيط الأطلسي وجزره منذ أمد بعيد وسجلوا ملاحظاتهم وأصدروا مؤلفاتهم في الفلك والجغرافية والتي تحولت لمصدر إلهام وتوجيه لكولومبس، في وقت كانت تفتقد فيه إيطاليا وإسبانيا مثل هذه الذخائر العلمية التي كانت تثري المكاتب العربية والإسلامية.

    وكانت خرائط المسعودي (283هـ – 346هـ / 896م- 957م) قد رصدت الأرض الأمريكية في المحيط الأطلسي قبل الجميع، وسماها الأرض المجهولة وكان اكتشافًا دوّنه في أوراقه وما بقي على كولومبس إلا تتبع الأثر. وسجل المستكشف الإيطالي بنفسه ملاحظاته التي أشارت لوجود أسماء ولغة عربية وملامح إفريقية في الأرض الجديدة عند وصوله لها.

    قال ليون فيرنيل، البروفيسور في جامعة هارفرد في كتابه (إفريقيا واكتشاف أمريكا):إن كريستوفر كولومبس كان واعيًا الوعي الكامل بالوجود الإسلامي في أمريكا قبل مجيئه إليها.

    وهو ما اتفق معه المستشرق الإنجليزي دي لاسي في كتابه “الفكر العربي ومكانه في تاريخ الغرب” حيث أكّد أنه لا يوجد شك من وصول المسلمين إلى أمريكا قبل كولومبس.

    وذهبت العديد من الدراسات إلى تأكيد الوصول المبكر للمسلمين وإقامة مراكز تجارية وإدخال حرف وصناعات استفاد منها سكان أمريكا الأصليون. واتفقت على أن دور المسلمين في أمريكا كان قد بدأ في مرحلة مبكرة جدًا.

    وهذا يعني أن الإسلام وصل لأرض أمريكا قبل وصول البروتستانتيين، بل قبل أن توجد البروتستانتيّة نفسها.

    ومما يجدر تسجيله في هذا المقام أن دوافع كولومبس لاستكشاف الأرض الأمريكية كانت إضافة للأسباب المادية، لأسباب عقدية دخل فيها تتبع المسلمين الفارين من جحيم النصارى في الأندلس، حيث كانت أساطيل الإسبان والبرتغال تطاردهم في مشارق الأرض ومغاربها لتنصيرهم طوعًا أو قسرًا أو لقتلهم.
    --------------------------------------------------------------------
     الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه 1214
    المركز الأميركي للديانات (لانهام بولاية مريلاند)
    --------------------------------------------------------------------

    يقول الكاتب الأمريكي المسلم سليمان شاهد مفسر، ملخصًا تاريخ وصول المسلمين لأمريكا: “إن الإسلام في أمريكا جاء ليبقى هذه المرة وليس كما حدث في المرات السابقة حينما اكتشف المسلمون الأرض الجديدة في القرنين العاشر والثاني عشر ميلادي، قبل كولومبس بقرون، لكنهم لم يواصلوا اكتشافاتهم، أو في القرن السادس عشر ميلادي
    لما اكتشف المسلم الأندلسي استفانيكو (هذا اسمه الموريكسي ويعرف بمصطفى زموري أو سعيد بن حدو) مناطق الغرب الأوسط من الولايات المتحدة الأمريكية أو في القرنين السابع عشر والثامن عشر عندما استعبدت أمريكا المسلمين وأجبرتهم على التخلي عن دينهم،
    فالإسلام يوشك الآن أن يتخذ دوره التاريخي الخالد في القارة الأمريكية، وأصبحت المآذن الشامخة يعلن منها نداء التوحيد منظرًا طبيعيًا من مناظر الغرب، ونداؤها نداء جهاد متواصل،


    تأثير حضارة الأندلس

    كان منطقيًا أن ذهب العديد من الباحثين لاعتبار الحضارة الأمريكية قد قامت على أنقاض حضارة الأندلس الإسلامية كما كان مع الحضارة الأوروبية.

    ولهم في ذلك العديد من الاستدلالات والخلاصات، والتي اتفق معها مؤرخون غربيون، وهو نتيجة طبيعية لتركة بلغ عمرها ثمانية قرونٍ ممتدة من الحكم الإسلامي للأندلس تجلت عطاءاتها الحضارية وآثارها خلال الدخول الإسباني لأمريكا.

    بل ذهب بعضهم إلى حد ربط تسمية “كاليفورنيا” بأصل عربي ما. لأنه اسم أطلقه الإسبان في عام 941هـ (1535م)، مقتبسًا من رواية رومانسية بعنوان “مغامرات الإسبان” التي صدرت في عام 916هـ (1510م)، وتناولت قصة جزيرة غنيّة اسمها كاليفورنيا يحكُمها الأمازونيّون وملكَتُهُم كالافيا. نُشرت الرواية في إشبيليّة، المدينة التي بقيت أربعة قرونٍ تحت ظلال الخلافة الأمويّة.[4]

    وكما تعرض الهنود للإبادة تعرض تاريخ أمريكا للتحريف بسبب هيمنة المؤسسات البيوريتانيّة البروتستانتية الرائدة في بوسطن بفضل جامعة هارفارد وفي نيوهافِن بفضل جامعة يال. خاصة في تناول رؤية وفهم الأديان في أمريكا خلال وقت مبكر من عمر المنطقة. وهو ما أدى إلى هضم حق حضارة الإسلام وتأثيرها في نهضة أمريكا منذ بدايتها.

    وقد اشتكى المؤّرخ يو. بي. فيليبس قبل أكثر من قرن، من الطريقة التي كتبت فيها بوسطن تاريخ الولايات المتحدة مسلطًا الضوء على أن أغلبه كتب بشكل خاطئ.

    لقد حمل الإسبان معهم حضارة الأندلس للديار الأمريكية فقدمت الأساس لبناء الحضارة الأمريكية في مختلف الميادين، حتى ذهب بعض الباحثين الأمريكيين الذين أسلموا إلى إرجاع أصل الموسيقى الأمريكية للحن الأمهات الأندلسيات حين يرددن “لا إله إلا الله” وهن يهدهدن أطفالهن في المهد، فاستعان الأمريكيون بهذا اللحن كقاعدة لتأسيس الموسيقى الأمريكية لاحقًا.

    كما نقلت ملاحظات لبعض المؤرخين تشير للتشابه الكبير بين لباس النساء الأمريكيات مع لباس النساء الموريات في الأندلس بعد دخول القوى الأوروبية. وغير ذلك من آثار لا تزال حاضرة بقوة في الجزء الجنوبي من القارة الأمريكية وتحولت لأحد مكونات تاريخها وحضارتها.

    موجات الوافدين المسلمين للولايات المتحدة

    إن وصول المسلمين إلى الولايات المتحدة الأمريكية تم عبر 3 موجات رئيسية:

    الموجة الأولى: يسجلها التاريخ في القرن السادس عشر ميلادي مع وصول الأندلسيين على رأسهم استفانيكو وغيره من الذين أظهروا النصرانية وأخفوا الإسلام في قلوبهم، ولم يتمكنوا من إعلان إيمانهم بسبب وحشية القمع الكاثوليكي ومطاردته للمسلمين وإن استخفوا بإظهار النصرانية، فقد كان الرجل يكتشف دينه فيحرق حيًا ويقتل أشنع قتلة.

    وحفرت مع ذلك البطولات في الثبات على الإسلام، يقول المؤرخ العراقي العلامة عبد الرحمن علي الحجي في كتابه أندلسيات، ص208: “واجه المورسكيون شنائع محاكم التفتيش بكل شجاعة، منهم الشاب خوان الابن من عائلة الكامبنيرو التي نُكِّل بها في سرقسطة، عندما حُكِمَ عليه بالموت حَرْقًا بالنار مع غيره عام 990هـ (1582م)، رمى الصليب الذي أُجبر على حَمْله ورفع سبابته يقرأ الشهادة قبل الموت”.

    والموجة الثانية: ابتدأت في القرن السابع عشر وتتابعت في القرن الثامن عشر ميلادي، تزامنًا مع استجلاب الأفارقة كعبيد وكان فيهم نسبة كبيرة من المسلمين، وبين مطرقة الإذلال وسندان التنصير، مُسح الإسلام أيضًا في تلك الفترة، ولكنه عاد بقوة بعودة الآلاف من الأفارقة اليوم إلى الإسلام، دين أجدادهم الأوائل.

    والموجة الثالثة: بدأت في عام 1276هـ (1860م)، من بلاد الشام وتوالت بعدها الهجرات وشملت سكان ألبانيا ويوغوسلافيا.

    توالي الهجرات إلى الأرض الأمريكية
    وجاءت الهجرات ما بين عامي 1292هـ و1330هـ (1875م و1912م) مما كان يعرف باسم سورية الكبرى، تحت حكم الدولة العثمانية، وهي الآن سوريا، والأردن، وفلسطين، ولبنان.

    وأغلب المهاجرين كانوا من النصارى الذين تعلموا في مدارس التبشير. ومع ذلك كان من بينهم نسبة صغيرة من المسلمين السنة وأيضًا نسب أقل من الشيعة والعلويين والدروز.

    ومع نهاية الحرب العالمية الأولى، وبعد سقوط الدولة العثمانية، واستيلاء الاحتلال الأوروبي على بلاد الشام فر الكثيرون إلى أمريكا نحو أقربائهم المقيمين في الولايات المتحدة، وفرضت قوانين الهجرة الأمريكية التي صدرت عام 1339هـ (1921م) ثم عام 1342هـ (1924م) نظام الحصص بتحديد نسب الدخول حسب نسبة المقيمين من كل دولة وقومية مما أدى إلى تحجيم عدد المسلمين الذين سُمح لهم بدخول البلاد.

    وفي الثلاثينيات بقيت نسبة المسلمين الذين سمح لهم بالإقامة في الولايات المتحدة محدودة، لكنها ازدادت نسبيًا بعد الحرب العالمية الثانية.

    وبعد صدور قانون الجنسية الأمريكي عام 1372هـ (1953م) تحركت عجلة الهجرة إلى غاية فترة الستينيات حيث أعطى القانون الأمريكي الحق للمهاجرين بالتجنس بحسب الحصص السنوية لكل دولة بالاستناد إلى النسب المئوية للسكان المقيمين في الولايات المتحدة.

    ومع نهاية القرن التاسع عشر كان أغلب المهاجرين الذين قبلتهم الولايات المتحدة من أوروبا، ومع ذلك استمر الوافدون بنسبة قليلة من الشام والهند وباكستان وشرقي أوروبا (من ألبانيا ويوغوسلافيا) ومن الاتحاد السوفيتي، ومعظم هذه الرحلات الوافدة استقر أصحابها في المدن الكبرى مثل شيكاغو ونيويورك. ووصل في هذه الموجة أفراد بمستويات تعليمية رفيعة.

    وبحلول النصف الثاني من القرن العشرين ازدادت نسبة المهاجرين المسلمين.

    ومما يجدر الإشارة إليه أنه في عام 1385هـ (1965م) وقّع الرئيس ليندون جونسون قانونًا للهجرة يلغي الحصص التي كانت قائمة على أساس التنوع القومي ضمن الولايات المتحدة ولم يعد بذلك حق المرء في دخول الولايات المتحدة يتوقف على أصله القومي والعرقي، فانخفضت نسبة القادمين من أوروبا وارتفعت بشكل لافت نسبة القادمين من آسيا والشرق الأوسط. وشمل أكثر من نصف الوافدين الجدد، المسلمين، تزامنًا مع الأحداث التي وقعت في عدة أجزاء من العالم الإسلامي.

    واستمرت هذه الأحداث والاضطرابات السياسية في بلدان العالم الإسلامي في العقود الأخيرة مما تسبب في ارتفاع تيار الهجرة كما شهد ذلك عام 1387هـ (1967م) في الحرب مع الاحتلال الإسرائيلي، وثورة 1399هـ (1979م) في إيران وصعود آية الله الخميني، والحرب الأهلية في باكستان وما نجم عنها من انفصال شرقي باكستان لتكوين دولة بنغلاديش فضلا عن أحداث الاضطهاد المعادية للمسلمين في الهند، ثم الانقلاب العسكري في أفغانستان، والحرب الأهلية اللبنانية والحرب في العراق التي أدت لهروب الأكراد والحرب الأهلية في الصومال وأفغانستان، واشتداد قبضة النظام العسكري في السودان والتطهير العرقي الذي شهدته البوسنة والهرسك، وغيره من أحداث ساهمت في هجرة المسلمين وزيادة حضورهم في الولايات المتحدة.
    -------------------------------------------------
     الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه 1314
    -------------------------------------------------
    تذكر بعض الروايات التاريخية قصصًا عجيبة لشخصيات وصلت مبكرًا لأرض أمريكا، منها قصة استيفانيكو ويعرف أيضًا باسم مصطفى الزمّوري أو سعيد بن حدو، الذي وصل في عام 933هـ (1527م) إلى فلوريدا، وهو مسلمٌ عربي من المغرب، حيث اقتيد كعبد في بعثةٍ إسبانيّة تعرَّضت للتدمير لكنه تمكن من النجاة وأسس لنفسه حياةً في الأرض الجديدة مرتحلًا من سواحل خليج المكسيك إلى أنحاء ما يُعرف الآن بجنوب غرب الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أمريكا الوسطى. وقد ناضل طويلًا وألمّ بتفاصيل البلاد أكثر من سكانها، حتى تمكن أخيرًا من كسب الاحترام لنفسه بين الأمريكيين كطبيب معروف له احترامه ويُعتقد أنه من أوائل المسلمين وصولًا لأمريكا.

    كما تذكر المصادر التاريخية قصة الحاج علي الذي يسميه الأمريكيون “هاي جول” وهو رجل استقدمه سلاح الفرسان بالولايات المتحدة إلى صحراء أريزونا وكاليفورنيا في عام 1272هـ (1856م) للمساعدة على تربية الإبل، لكن هذه التجربة فشلت وبقي الحاج علي في كاليفورنيا يبحث عن الذهب.

    وحتى الفولانيون، كان لهم نصيب من الذكر في هذا التاريخ، حيث تم إرسال عدد منهم ليتم بيعهم في أمريكا. منهم ديالو المسلم الذي ولد في بوندو، وهي منطقة تقع في محيط أنهار السنغال وغامبيا. وتم أسره على يد تاجر عبيد بريطاني عام 1143هـ (1731م)، ثم بيع في ماريلاند.
    وتمكنت بعثة إنجيلية من تمييز لغة ديالو العربية التي يكتب بها فامتحنته لتكتشف أنه كان مسلمًا، فعمدت لتبديل اسمه إلى “جوب” واسمه الثاني إلى “بن سولومون”.

    فتحول أيوب سليمان إلى “جوب بن سولومون”. وهذا مثال فقط على الطريقة التي عمدت فيها قوى الاحتلال إلى “أمركة” العديد من أسماء المسلمين خلال مرحلة الاستعباد حيث تحوّلت الأسماء المعروفة في القرآن إلى أسماء مألوفة في إنجيل الملك جيمس. وبذلك أصبح موسى، موزس، وإبراهيم، أبراهام، وأيوب، جوب، وداوود، ديفيد، وسليمان، سولمون، ويوسف، جوزيف، والقائمة تطول.

    ومن الصعب تلخيص واقع المسلمين الذين وصلوا القارة الأمريكية كعبيد أو تلخيص الكيد الذي تعرضوا له والتضحيات الجسيمة التي قدموها في سبيل حفظ دينهم أمام آلة التنصير الوحشية التي سلطت عليهم وعلى أصولهم وهوياتهم. لكننا نذكرها هنا من باب الإشارة فحسب بيد أنها تستوجب بحثًا عميقًا ومفصلًا.

    واقع المهاجرين المسلمين في الموجات الحديثة
    نقل المهاجرون الجدد طيفًا واسعًا من الحركات والإيديولوجيات فكان منهم السنة والشيعة والصوفية والعلمانيون والأحزاب والتيارات الإسلامية المختلفة إضافة إلى الذين لا يعتنقون دينًا أو لا يستندون إلى أجندة سياسية. وانتقل كل ذلك بتناقضاته إلى الولايات المتحدة.

    وكان مصير المهاجرين الذين يعانون ضعفًا في اللغة الإنجليزية وقصورًا في التحصيل العلمي شغل الأعمال المتدنية، أو التجارة والتعدين في المناجم، وأكثر الوظائف انتشارًا كانت وظيفة التاجر المتجول. وتزامن هذا الوصول مع صدود الأمريكيين عن ثقافة المهاجرين فلم يبدوا ترحيبًا بالأجانب ولا أي حماس لغير النصارى.

    ومع أن المجتمع الأمريكي تم بناؤه على كواهل المهاجرين إلا أن الإدارة الأمريكية لم تعر اهتمامًا في البداية لواقع الاختلافات الثقافية لهؤلاء المهاجرين ولم تحتضن حاجاتهم الدينية، فلم يكن لنظام العمل أي عناية بأوقات صلاة المسلمين وصيامهم ولا أعيادهم.

    لكن ذلك الإهمال لم يستمر طويلًا حيث بدلت الولايات المتحدة قوانينها مع ازدياد نسبة المسلمين ومع استقطاب كفاءات علمية وفنية وهجرة الأدمغة والخبرات من العالم الإسلامي بما فيه البلاد العربية والهند لبناء مجد أمريكا. وأسس المسلمون نظامهم الإسلامي وتمثيلهم السياسي.

    وشكلت الهجرات المتتالية في القرن العشرين قاعدة أساسية في نمو الجماعات المسلمة ذات تأثير سياسي في الولايات المتحدة وهذه الفئة تشكل اليوم أكثر من مليون نسمة، وينضم إليها بشكل مستمر الأفراد والجماعات الوافدين من مختلف أجزاء العالم الإسلامي.
    -----------------------------------------------------------------------
     الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه 1413
    -----------------------------------------------------------------------
    وما زلنا أحبابنا تابعونا جزاكم الله خيرا
    ولا تنسونا من صالح دعائكم

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5190
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود الإسلام في الولايات المتحدة

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين مارس 18, 2024 4:36 pm

    التنظيم الإسلامي في الولايات المتحدة


    شهدت موجة المهاجرين المسلمين في النصف الثاني من القرن العشرين، تأسيس العدد الأكبر من المنظمات والمؤسسات والمراكز الإسلامية في الولايات المتحدة مما ساعد على استقرار المسلمين ونموهم.

    وتُعَدّ قضية الوجود وتكوين الهوية الإسلامية المتميزة من أهم القضايا التي واجهت المسلمين في المجتمع الأمريكي، ومع ذلك فكلما ازدادت نسبة المسلمين الوافدين، كما ارتفع عندهم الحس لتجاوز العقبات النفسيَّة والدينية والثقافية والاجتماعية سواء بالنسبة لهم أو بالنسبة لأبنائهم وأحفادهم.

    وتمكن المسلمون من إنشاء بنية تحتية لنشاطاتهم الإسلامية فشهدت الولايات المتحدة بناء المؤسسات الإسلامية ونشر الدعوة والمحافظة على الهوية الإسلامية إلا أن الكثير من المشاريع كانت للأسف على أسس مشوهة ومناهج ضالة منتسبة للإسلام.

    ويسجل التاريخ محاولة تيموتي درو، الذي بدل اسمه إلى نوبل درو علي في عام 1330هـ (1912م)، حيث سجل مركزًا في نيوراك بنيوجرسي سماه “الهيكل العلمي الأمريكي المغربي” وحاول جمع صفوف الأمريكيين الأفارقة باسم الإسلام على أنه الطريقة الوحيدة لازدهارهم وتطورهم. ولكن منهجه كان منحرفًا عن منهج الإسلام الحقيقي، كما كان حال أغلب جمعيات الأفارقة السود التي قامت بعد ذلك.

    بدورهم أسس المهاجرون العرب أول جمعية إسلامية ومسجدًا مؤقتًا في ديترويت سنة 1331هـ (1913م)، كما بنوا مسجدًا سنة 1337هـ (1919م)، يعتبر أول مسجد في الولايات المتحدة، إلا أنه ما لبث أن تحول إلى كنيسة.

    وابتداءً من عام 1338هـ (1920م)، ربطت الجسور بين الأفارقة المسلمين والعالم الإسلامي حيث سافر الكثير منهم إلى البلدان المسلمة، فتعرفوا على أصول الدين وقيمه الصحيحة، وأسس الحاج ولي أكرم في مدينة كليفلاند أول مجموعة إسلامية سنية في أول الثلاثينات.

    وتتابعت التنظيمات بعد ذلك لتتطور طموحات المسلمين في الولايات المتحدة خلال الخمسينيات في تنظيم أكثر شمولًا فظهر اتحاد الجمعيات الإسلامية. وتأسست الجمعية الإسلامية الدولية في عام 1371 هـ (1952م) من اجتماع 28 جمعية إسلامية أمريكية وكندية، معظمها لأبناء المهاجرين المسلمين العرب.

    وفي عام 1964م ظهرت جمعية الطلبة المسلمين على يد بعض الشباب المسلم، وظهر مجلس الجمعيات الإسلامية، وهي اتحاد جمعيات إسلامية للأمريكان الأفارقة. وانضمت له حتى عام 1384هـ (1974م)، إحدى عشر جمعية من عدة ولايات أمريكية.

    وأنشأت أيضًا الحلقة الإسلامية لشمال أمريكا في عام 1391هـ (1971م)، والاتحاد الإسلامي لشمال أمريكا الذي تأسَّس في عام 1402هــ (1982م).[11]

    وكان من مخرجات هذا الاهتمام قيام المؤسسات الإسلامية، وهي المساجد، والمراكز الإسلامية، التي تحتضن فعاليات الحياة والحركة الإسلامية، ويتعلم فيها الأطفال والكبار ويقوم أئمتها بواجب القضاء بالشرع الإسلامي في الأحوال الشخصية وقضايا الزواج والطلاق والجنازات وغيره.

    وتوالت بعد ذلك الجمعيات والمنظمات الإسلامية المختلفة إلى اليوم، كما نشطت مدارس العطلة الأسبوعية لتدريس أبناء المسلمين اللغة العربية والتربية الإسلامية خلال يومين من كل أسبوع. يدعم جهودها مدارس المعسكرات الصيفية التي أقيمت لتعليم الأطفال السلوك الإسلامي وممارسة شعائر دينهم بأسلوب عملي.

    ويمكن تقسيم الجمعيات الإسلامية التي أقيمت لتنظيم شؤون المسلمين ولمّ شملهم، إلى صنفين:

    جمعيات محلية، تهتم بأمور المسلمين في الحي والمدينة.
    وجمعيات إسلامية أكثر شمولًا، تعمل على احتضان كافة المسلمين في الولايات المتحدة.
    ثم إن بعض هذه الجمعيات كانت بطابع إسلامي بحت وأخرى بطابع قومي إسلامي مزدوج. كما انفرد الأفارقة بجمعيات خاصة بهم.

    ويطلق البعض على المرحلة الحالية من مراحل تطور المسلمين في أمريكا، والتي تمتد منذ تسعينيات القرن العشرين الميلادي، اسم “مرحلة المسلمين الأمريكيين”؛ لما تميزت به من نشاط في مواجهة التحديات التي تهدد أجيال المسلمين المقبلة.

    الانعطافة الجادة
    ولعل أبرز انعطافة جادة عرفها المسلمون في الولايات المتحدة هي أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م حيث تزايدت على إثرها حالات الاعتداء على المسلمين والسعي لترسيخ صورة سلبية عن الإسلام في عقول الأمريكيين واضطهاد الأقليات المسلمة في هذه البلاد.

    ومع ذلك ومع حجم الدمار الذي خلفته هذه الأحداث في الولايات المتحدة وحجم الأحقاد التي نمت معها تجاه كل ما هو إسلامي، استمرت عجلة تطور الوجود الإسلامي في المجتمع الأمريكي؛ لسبب جوهري، هو طبيعة هذا الدين العظيم فاعتنق الكثيرون الإسلام بعد ذلك، وشكل ذلك ضمانًا للمجتمعات المسلمة للمحافظة على هويتها الإسلامية ومقاومة ضغوط الذوبان السياسي والاجتماعي داخل المجتمع الأمريكي.

    ومما سجلته هذه الحقبة ارتفاع عدد المحجبات في الولايات المتحدة كرد فعل على حملات الكراهية والعداء ضد المسلمين، فضلًا عن وقوف المنظمات الإسلامية الأمريكية أمام أكبر المؤسسات السياسية والإعلامية الأمريكية، وارتفاع مشاعر الوحدة والتلاحم والحرص على التمسك بتعاليم الإسلام، إضافة لإقبال غير المسلمين على هذا الدين فضولًا ورغبة في معرفته فأسلم الكثيرون.

    وشهدت حقبة ما بعد 11 سبتمبر إقبالًا لافتًا على الإسلام من الأمريكيين من أصول إفريقية ولاتينية. وأشارت بعض التقارير الصحفية الأمريكية إلى أن بعض الدوائر في الولايات المتحدة خلصت إلى أن معدلات اعتناق الإسلام تضاعفت أربع مرات منذ 11 سبتمبر.

    ووفق معطيات منتدى العلاقات الإسلامية الأمريكية فإن العام الأول بعد الهجوم شهد إقبالًا كبيرًا على اعتناق الإسلام،
    وفي ذلك العام اعتنق أكثر من 34 ألف أمريكي الإسلام.

    وخلال العشر سنوات التي أعقبت الحدث، تراوح عدد من اعتنقوا الإسلام في الولايات المتحدة حول 20 ألف أمريكي سنويًا، والمثير للاهتمام أنه من بين الـ 20 ألف هناك نحو 80% من النساء والباقين رجال.

    وأشار تقرير لصحيفة الأوبرفر البريطانية إلى ارتفاع مبيعات القرآن إلى أرقام قياسية حيث سجلت دار النشر بنغين، وهي الناشرة لأفضل ترجمة معروفة للقرآن باللغة الإنجليزية ارتفاعًا في المبيعات بلغ 15 ضعفًا خلال الأشهر الثلاثة التي تلت أحداث 11 سبتمبر واستمر الطلب عليه بعد ذلك.

    وكان لهذا الإقبال ترسيخ أقوى للحضور الإسلامي في الولايات المتحدة مما دفع الإدارات الأمريكية للأخذ بعين الاعتبار أهمية التعامل مع الإسلام كدين قوي لا يُستهان به، ففتح الباب أمام الممثلين المسلمين في دهاليز السياسة وأصبح ظهور المحجبات في حملات الانتخابات الأمريكية وفي المناظرات والخطابات الحزبية أمرًا مألوفًا للغاية. وفي الواقع شغل الإسلام العالم الأمريكي بشكل لم يسبق له مثيل.

    إسلام الأفارقة الأمريكيين

     الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه 1514
    وأول مسلمين أميركيين يتم انتخابهما لعضوية الكونغرس – كيث إليسون في العام 2007 وأندريه كارسون في العام 2008 – كانا من السود وقد أقسما يمين الولاء على نسخة جيفرسون من القرآن.
     الإسلام في الولايات المتحدة ألأمريكيه 1613
    المبارِزة الأميركية ابتهاج محمد تنتظر المنافسة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية للعام 2016 في ريو دي جانيرو.
    ------------------------------------------------------------------------------------
    يُعتنق الإسلام في الولايات المتحدة بمعدل 20 ألف أمريكي في كل عام، واللافت في الأمر أن 70% منهم من الأفارقة الأمريكيين؛ وتؤكد تقارير الإحصاءات على أن مقابل كل أمريكي أبيض يتحول إلى الإسلام، يعتنق عشرة من الأمريكيين السود الإسلام.

    ويرجع أبرز الأسباب لهذا الإقبال الكبير على الإسلام من الأفارقة السود، تقديم الإسلام إلى السجناء الأمريكيين؛ حيث شهدت السجون الأمريكية ارتفاعًا ملحوظًا في عدد السجناء الذين اعتنقوا الإسلام، وتحولوا إلى أعظم المدافعين عنه والعاملين في سبيله في أمريكا.

    ووفقًا للباحث مايكل والر، يشكل السجناء المسلمون 15-20% من نزلاء السجون، أو ما يقرب من 350 ألف من السجناء في عام 1424هـ (2003م) حيث يدخل أغلبهم غير مسلمين، ويعتنق الإسلام 80% من السجناء الذين “يعتنقون دينًا” أثناء وجودهم في السجون. وأغلبهم من أصل أفريقي، مع أقلية متزايدة من ذوي الأصول الإسبانية.

    وساعد في إقبال السجناء على الإسلام تمكن المنظمات الإسلامية من تحقيق ظروف أفضل بتوفير المساجد أو تخصيص أماكن مناسبة لإقامة الصلاة وتوفير المصاحف، والاحتياجات الأخرى من طعام حلال. كما تمكن المسلمون السجناء من إقامة صلاة الجمعة وتوفير وجبات بحسب مواعيد السحور والإفطار في شهر رمضان الكريم.

    ومن بركات هذا الدخول الجماعي للإسلام، شهادات إدارة السجون على درجة الانضباط والسلوك القويم الذي تحلى به السجناء بعد إسلامهم فكانوا يتجنبون المشاكل ويميلون للمسالمة، ويقدمون نموذجًا مباركًا للعمل والنشاط وسلوكًا أخلاقيًا هو الأفضل.

    ولا شك أن لهذا الإقبال حقائق أخرى أكثر عمقًا نستقرؤها من خلال تعليق لأحد المعتنقين للإسلام من الأفارقة الأمريكيين قال فيه: “إن أفراد الشعب الأفرو أمريكي، يحتفظون بالإسلام في صميم قلوبهم ونحن نردد اسم الإسلام على ألسنتنا فيما نناضل للنطق اللغة العربية التي نسيناها رغم أننا ربما جئنا بها كعبيد، إذ كانت تلك هي الثقافة التي سلبوها منا، وكذلك فعلوا مع اللغة والعقيدة، والأهم من هذا كله أنهم أخذوا منا دين الإسلام عندما فرضوا علينا العبودية”.

    وقد لعب الأميركيون المسلمون السود أدوارا مهمة في حركة الحقوق المدنية (مثل محمد علي ومالكوم إكس) وفي مهن وتخصصات متعددة تشمل الخدمة العامة وكذلك الفن والمشروعات التجارية والرياضة وغير ذلك كثير. وتقدم مساهماتهم، إلى جانب تقاطع هوياتهم السوداء والإسلامية، وجهات نظر فريدة من نوعها، وهي جزء مهم من قصة أميركا وتنوعها.

    عمالقة الملاكمة وكرة السلة والرياضيين مثل محمد علي وكريم عبد الجبار وحكيم أوليجاون، من بين المسلمين السود الأكثر شهرة في أميركا.

    صنعت الأولمبية ابتهاج محمد التاريخ عندما مثلت فريق الولايات المتحدة الأميركية في العام 2016 كأول امرأة أميركية ترتدي الحجاب في الألعاب الأولمبية. وقد فازت بميدالية برونزية في المبارزة وكانت السبب في استلهام فكرة أول دمية باربي ترتدي الحجاب في العام التالي كجزء من خطة شركة ماتيل لإنتاج دمى لشخصيات نسائية باسم “شيرو” She-Hero(أي البطلة) من الدمى.
    --------------------------------------------------------------------------
    ومازلنا أحبابنا تابعونا جزاكم الله خيرا
    ولا تنسونا من صالح دعائكم

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5190
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود من آثار العيش في القارة الأمريكية

    مُساهمة من طرف صادق النور الإثنين مارس 18, 2024 9:26 pm

    من آثار العيش في القارة الأمريكية

    ومع أن الثقافة العربية انتشرت في أمريكا وأصبح الأمريكيون على دراية بأبرز العادات والأطباق العربية إلا أن التأثير الأمريكي كان عميقًا لدرجة انحرف معها جيل من المسلمين الذين عمدوا لتغيير أسمائهم فتحول محمد إلى مايك، ويعقوب إلى جاك، ونسرين إلى نانسي، وانتشر الزواج مع الأمريكيات.

    ونال بلا شك من الأسر المسلمة نصيب من أمراض العالم الأمريكي كالعنف والمخدرات والتفكك الأسري والانحلال والتمييز العرقي كما تأثرت المجتمعات المسلمة بالقضايا الدولية التي ألقت بظلالها على واقعهم كالصراع الإسلامي الصهيوصليبي والصراع في البوسنة والهرسك، وكوسوفا، وكشمير، والشيشان، وغيره.

    وزاد من ضعف المسلمين غياب الفهم السليم للإسلام والتراث الإسلامي، وغياب التنسيق بين التنظيمات الإسلامية‏، في وقت انتشرت فيه الصورة السلبية للإسلام والمسلمين، وقويَ اللوبي الصهيوني، وتشدّد التيارات النصرانية المتطرفة، وعنف ميليشياتها المسلحة وكان لذلك آثار وتداعيات.

    الاتجاهات المعادية للإسلام
    يتهدد الإسلام في الولايات المتحدة أعداء من داخله وآخرون من خارجه.

    أما من داخله فالقومية المنتنة والعصبية ودعوات الفرق الضالة كالقاديانية والبهائية وغيرها ويقال أن القاديانية كانت أساس مذهب إليجا الضال، وأما من خارجه فالصليبية والصهيونية.

    وأما اليهود فلديهم نفوذ متجذر في الولايات المتحدة وليس على مستوى لبنات الدولة وصناعة القرار فحسب بل أيضًا على مستوى الديانة النصرانية وهذا ما يفسر لماذا يكنّ الرهبان في الكنائس محبة ونصرة شديدة لليهود، ويدعون لهم بالنصر وللمسلمين بالهزيمة أثناء الحروب.

    ويضع اليهود يدهم على مفاصل الدولة، ولذلك سيطرتهم غالبة على الجرائد والإذاعات والقنوات التلفزيونية. وهذا يعني أنهم يصنعون الرأي العام ويوجهونه لمآربهم وأهدافهم وكذلك يؤثرون في السياسة الخارجية للبلاد خاصة فيما يخص فلسطين والشرق الأوسط.

    ومن اللافت للانتباه أنه أينما وجد نفوذ للمسلمين وانتشار قابله في مكان قريب نفوذ آخر وانتشار لليهود، وكأنه تحت عين المراقبة ويكفي المسلمين أذية من اليهود، عملهم على تشويه صورتهم وصورة دينهم بشكل مستمر.

    واستفاد اليهود كثيرًا من جماعات فاسدة كجماعة إليجا الضالة التي كان مركزها في شيكاغو لمحاولة الحد من انتشار الإسلام بين الأفارقة.

    ووصل العداء اليهودي للإسلام إلى استعمال الاغتيالات والقتل بشكل سري لتصفية الشخصيات المسلمة الفعالة كما كان مع الحاج مالك شهباز المعروف بمالكوم إكس رحمه الله، الذي تشير أصابع الاتهام لبصمة اليهود في اغتياله عن طريق مكتب التحقيقات الفدرالي.

    وساند اليهود جماعة أخرى لا تقل ضلالًا عن جماعة إليجا يسمون (المسلمون النوبيون العبريون) ومركزهم في نيويروك.

    حركة أمة الإسلام

    ظهرت في أوائل القرن العشرين حركة أمة الإسلام وكانت خاصة للأفارقة السود، تبنت اسم الإسلام لكنه في الواقع تبني شكلي مفتقد لجوهر الإسلام إذ أن دعوتها قامت على مفاهيم خاصة تشبعت بالعنصرية، وكان أول من أسسها رجل يجهل عنه الكثير ظهر في ظروف غامضة، واسمه والاس فارد نشط في ولاية ديترويت وبعد أربع سنوات فقط اختفى بنفس الغموض الذي ظهر به أول مرة منذ عام 1353هـ (1934م) ليخلفه إليجا محمد الذي تحول لزعيم الجماعة.

    واتجهت جل خطابات الجماعة إلى تمجيد الأفارقة السود وتفوقهم على البيض وبلغ بإليجا أن ادعى النبوة.

    وتشبعت أفكارهم بالضلالات تمامًا كما كان حال الحركات الباطنية، وانعكست هذه الضلالات على صلاتهم التي كانت تقتصر على قراءة الفاتحة ودعاء مأثور ونية شركية والصوم الذي التزموا به في شهر ديسمبر من كل عام وزكاة كانت عبارة عن ضريبة يدفعها كل فرد من الجماعة بنسبة عشر دخله.

    ووسط هذا الظلام شاء الله أن تنير شخصية فاعلة في الواقع الإسلامي الأمريكي سببت زلزالًا لحركة أمة الإسلام، وهي شخصية مالكوم إكس الذي تسمى بالحاج مالك شهباز، والذي أحدث صحوة جذرية في قلب الجماعة وأعاد الكثيرين من المنتسبين إليها إلى جادة الطريق.

    مالك شهباز أو مالكوم إكس


    كانت بداية انتسابه لجماعة أمة الإسلام في السجن حيث راسل إليجا محمد وتأثر بأفكارهِ وانضم بشكل رسمي للجماعة بعد خروجه من السجن في عام 1371هـ (1952م). ولمع نجم مالكوم بفضل قدراته الخطابية الفائقة وشخصيته القوية وأسلوبه الحماسي فتأثر به كثيرون، ورافق هذه الشهرة انعكاف مالكوم على البحث والدراسة في علوم الدين.

    وعن سبب التسمية بـ”إكس” قال مالكوم إكس:

    إن إكس ترمز لما كنت عليه وما قد أصبحت، كما يعني ـ في الرياضيات ـ المجهول وغير معلوم الأصل.

    وقلده في ذلك الكثير من أعضاء حركة أمة الإسلام فغيروا ألقابهم بإضافة “إكس” في إشارة إلى أجدادهم الذين اقتيدوا عبيدًا إلى الولايات المتحدة.

    وبفضل نجابته لم يلبث أن تحول مالكوم إكس لرقم واحد بعد إليجا في الجماعة. وشغل منصب المتحدث الرسمي لها وكان السبب الأول في ارتفاع عدد أتباعها من 500 شخص في عام 1371هــ (1952م) إلى 30 ألف شخص في عام 1383هـ (1963م) ويقال تجاوز المليون عند ذروة الاستقطاب.

    وفي العام 1378هـ (1959م) خرج في رحلة طويلة إلى مصر والسعودية وإيران وسوريا وغانا. وتحول لعلم من أعلام عصره تلاحقه الصحافة والمناظرات التلفزيونية والإذاعية والصحفية فجذب إليه اهتمام مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي وضعه تحت المراقبة.

    وكان من أبرز الشخصيات التي انتمت لجماعة إليجا، الملاكم الشهير من الوزن الثقيل، كاسيوس كلاي والذي عرف باسم محمد كلاي. الذي آثر البقاء على ضلال إليجا مع أنه كان صديق لمالكوم إكس، وكان مؤلمًا لهذا الأخير أن يرى صديقه يؤمن بأن إليجا رسول الله!

    الاصطدام مع إليجا

    تم تنصيب مالكوم إكس إمامًا لحركة أمة الإسلام في عام 1382هـ (1962م) وبعد اغتيال الرئيس الأمريكي جون كيندي أصدر إليجا أوامر لجميع الأئمة بعدم التعليق على مقتله، فانصاع لأمره جميع الأئمة سوى مالكوم الذي علق تعليقًا قويًا وقال إن “سلاح كينيدي قد ارتد إلى نحره وحصد ما زرعه وبأسرع مما توقع هو نفسه”، فكان أن استثار غضب إليجا الذي سارع لتجميد عضوية مالكوم.

    وفي الواقع كانت الخلافات بين مالكوم وإليجا قبل ذلك بكثير، بسبب ما شاع عن إليجا انغماسه في العلاقة غير الشرعية وتراكم المظالم التي انتهت باستقالة مالكوم. وكانت هذه الاستقالة الخطوة الأولى لتأسيس منظمة خاصة بمالكوم أطلق عليها اسم مؤسسة المسجد الإسلامي في عام 1384هـ (1964م).

    وبفضل قوة حجته وتميّز خطابته تمكن من التأثير في جماهير الأفارقة في نفس الوقت الذي برز فيه أفريقي أمريكي آخر ينادي بالعدالة والحرية، هو مارتن لوثر كنغ، ولكن مع شعبية الأخير كان تفوق مالكوم واضحًا، فقد كان مارتن يقرأ خطبه من الورقة وبهدوء لا إثارة فيه، لكن مالكوم كان يخطب مرتجلًا بدون أي ورقة فكان دوي كلماته كالمدفع على المنبر تنفجر له الجماهير تفاعلًا وموافقة.

    لقد كان يلامس أحاسيسهم وحاجاتهم ويتكلم بلسان حالهم فكسب القلوب والعقول. وكان مصير الرجلين الأكثر جاذبية في منابر الأفارقة السود، الاغتيال.

    جماعة أهل السنة
    تبدلت حياة مالكوم جذريًا بعد الحج، في سنة 1379هـ (1964م) فقد شاهد بعينه كيف يعيش المسلمون في العالم الإسلامي منذ ركب الطائرة التي أقلعت به من القاهرة للحج، لا فرق فيها بين عربي وعجمي ولا أبيض وأسود، فاستقر في نفسه أن الإسلام دين الناس كافة، وليس الرجل الأسود فقط كما كان يعتقد.

    لقد شاهد مالكوم الإسلام على حقيقته، يجمع الأبيض والأسود كإخوة على قلب رجل واحد، فبان له ضلال مذهب العنصرية الذي كان يدعو إليه باسم الإسلام.

    فأقبل على تعلم العبادات بشكلها الصحيح، وقال عن رحلة الحج هذه التي شكلت الانعطافة الكبرى في حياته: “في حياتي لم أشهد أصدق من هذا الإخاء بين أناس من جميع الألوان والأجناس، إن أمريكا في حاجة إلى فهم الإسلام لأنه الدين الوحيد الذي يملك حل مشكلة العنصرية فيها”.

    فالإسلام دين بنى حضارة ممتدة على أكتاف الأخوة في الله والعدل وحفظ الحقوق والواجبات.

    ولا أبلغ كلمات لوصف تأثير مشاهد الحج على مالكوم من وصفه لها بنفسه، حيث قال: “لقد أوسع الحج نطاق تفكيري وفتح بصيرتي فرأيت في أسبوعين ما لم أره في تسعٍ وثلاثين سنة، رأيت كل الأجناس من البيض ذوي العيون الزرق حتى الأفارقة ذوي الجلود السوداء وقد ألَّفت بين قلوبهم الوحدة والأخوة الحقيقية فأصبحوا يعيشون وكأنهم ذاتٌ واحدة في كنف الله الواحد”.

    لقد رأى مالك شهباز في أسبوعين ما لم يره في تسعٍ وثلاثين سنة فكيف بمن يرى ما رآه مالك طيلة عمره ولا يتحرك فيه العزم لترجمة معاني الإسلام العظيمة عملًا نافعًا في حياته!

    وعاد مالكوم مسلمًا حنيفًا يتابع نضاله ضد التمييز العنصري في أمريكا ناشرًا فهمه الصحيح للإسلام، فالإسلام كما يذكر مالكوم:

    الدين الوحيد الذي كان له القوة في جعله يقف في وجه مسيحية الرجل الأبيض ويحاربها.

    وأعلن مالكوم سنة 1380هـ (1965م) براءته من مبادئ حركة أمة الإسلام العنصرية وبنفس الحماس السابق المعهود عنه أخذ مالكوم في دعوة المسلمين السود وغيرهم للإسلام وكثر أتباعه خاصة من السود، واشتعلت نيران العداء بينهم وبين إليجا فهدد الأخير مالكوم وأطلق حملة واسعة لشيطنته. ولكن دون جدوى، فقد علا صوت مالكوم على صوت إليجا، لقوة حجته واتزان خطاباته، مما تسبب في انحدار رصيد جماعة أمة الإسلام، وكل ذلك يجري تحت مرأى ومسمع وكالة المخابرات الأمريكية.

    استشهاد مالكوم إكس
    تعرض منزل مالكوم للإحراق إلا أنه نجا وعائلته من النيران، واستمرت نبرة التهديد والوعيد تطارده، إلى أن تحققت فعليًا في عام 1385هـ (1965م) حيث صعد مالكوم إلى منصة في قاعة مؤتمرات في مدينة نيويورك لإلقاء محاضرة عن الإسلام، فتفاجأ بمشاجرة مفتعلة في صفوف الحضور، وبينما انشغل بها، وانشغل بها أيضًا حراسه الشخصيون، اقترب رجال من المنصة وأطلقوا النار عليه وأصابوه في صدره، فسقط شهيدًا في ساحة معركة الدعوة لله كما نحسبه.

    كانت وفاة مالكوم إكس نقطة تحول كبيرة في سير حركة أمة الإسلام حيث تركها الكثيرون والتحقوا بجماعة أهل السنة ليعرفوا دينهم الحق، وبعد وفاة إليجا تولى قيادة الجماعة ابنه “والاس محمد” الذي عُرف بـ “وارث الدين محمد” فأقام فريضة الحج بعد 3 سنوات من رحلة مالكوم إكس لمكة، وأحدث تعديلات وتصحيحات جذرية على أفكار الجماعة وغير اسمها إلى البلاليين نسبة إلى الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه، وكان ذلك تأثرًا بأفكار ودعوة مالكوم إكس. وتوفي وارث الدين محمد سنة 1429هـ (2008م).

    وقد مرت جماعته بمراحل مختلفة، وتدرج في تحقيق التغيير في منهجها، وبعد هذه العملية الطويلة أصبح وارث الدين زعيمًا مهمًا معترفًا به في المجتمع الإسلامي الأمريكي، وفي عام 1410هـ (1990م) كان وارث الدين أول مسلم يطالب بافتتاح جلسات مجلس الشيوخ بالولايات المتحدة بالصلاة، وبعدها شارك في حفل تنصيب بيل كلينتون.

    ومن تبقى ممن تشبث بأفكار أمة الإسلام الضالة، استمر تحت قيادة لويس فرقان محمد الذي حافظ على نفس الاسم والمعتقدات الفاسدة للجماعة بمخالفتها الصريحة للإسلام.

    واستلم قيادة إرث إليجا لويس الذي عرف بمواقفه وتصريحاته المثيرة للجدل، ولا يزال على رأس جماعته إلى اليوم. وينقل عنه قوله في عام 1394هـ (1974م): “أن القرآن الكريم يحذر المسلمين بأن الشياطين تراهم، فحكومة الولايات المتحدة لها أعداء وجواسيس يتقاضون أجرًا في كل معبد وهم منبثون في كل جمعية تضم المسلمين، وأينما نجتمع فإن الشيطان ينضم إلينا وكلما التقطنا سماعة الهاتف لنتكلم فإن الشيطان يتنصت علينا”.

    وقد اتهمت الجمعيات والمنظمات الإسلامية دائمًا وكالات المخابرات الأمريكية بالمكر وزرع الدسائس واختلاق المنازعات بين صفوف أتباعها.

    وتعد جماعة أمة الإسلام الحالية تحت قيادة لويس فرقان حركة للقوة السوداء، مكرسة لخدمة فكرة الانفصال بدولة مستقلة، ويذكر له تنظيم مسيرة المليون رجل، في عام 1418هـ (1997م)، في واشنطن، لتجميع صفوف الأفرو أمركيين من كل أنحاء البلاد. كما أن له ردودًا قوية في الإعلام الأمريكي وانتقادات لاذعة للممارسات الأمريكية.

    لكن رسالة الجماعة التي تدعو لتفوق السود وانفصالهم يجعل من الحركة محدودة التأثير، مع أن بعض المراقبين يعتقدون بأن لويس فرقان يبذل جهودًا لأسلمة الجماعة بهدوء، واستعادة التعاليم الإسلامية الأصيلة وإعادة العبادات كالصلاة والصوم كما هو متعارف عليه في الإسلام، ورغم نطق فرقان في اجتماع في بالمر هاوس في شيكاغو عام 1410هـ (1990م) بالشهادتين كاملتين إلا أن الأمين العام للجمعية الإسلامية في أمريكا الشمالية، أرسل خطابًا في عام 1418هـ (1997م)، إلى فرقان نشر في مجلة “إسلاميك هورايزونز” أعرب فيه عن خيبة أمله في لويس فرقان وخيبة أمل سائر المسلمين السنة لأن زعيم حركة أمة الإسلام لا يزال متمسكًا بأصول ومنطلقات إليجا الفاسدة.

    الحركات الإسلامية الأخرى بين الأفرو أمريكيين
    لم يقتصر النشاط الدعوي الإسلامي على أنصار وارث الدين ولويس فرقان بل ظهرت حركة صحوة إسلامية وإقبال الكثير من الأفارقة السود على الإسلام، منها حركة المذهب الحنفي، التي بدأت في مطلع القرن العشرين على يد مهاجر باكستاني، وقد حاول أحد أتباعه وهو خليفة حماس عبد الخالص، أن يخترق صفوف حركة أمة الإسلام ويغير اتجاهها لكن بدون جدوى فأنشأ مركز المذهب الحنفي في واشنطن في أواخر عقد الخمسينيات.

    ومما يذكر في تاريخ هذه الجماعة أنه في عام 1393هـ (1973م) قتل مجهولون 7 أفراد من هؤلاء الأحناف من بينهم 4 أطفال، وبعدها بـ3 سنوات، اعترض الأحناف على فيلم بعنوان محمد رسول الله مخالف لتعاليم الإسلام، فشنوا غارة على مباني المكاتب في واشنطن، وأخذوا رهائن وقتلوا رجلًا واحدًا واستدعي سفراء عدة أقطار مسلمة لحل المشكلة، وكان أبرز عضو في الجماعة كريم عبد الجبار نجم كرة السلة الشهير.

    جماعة أخرى تسمى حركة دار الإسلام، بدأت في ضاحية بروكلين في نيويورك في أوائل الستينات، وكان اتجاههم الانفصال العرقي، ولكن الجماعة عانت من الصراعات الداخلية وتفككت.

    وقبل أن يحول وارث الدين جماعة والده لنسختها المعدّلة ويحدث التغييرات المنهجية، كانت جماعة دار الإسلام، أكبر منظمة منتسبة للإسلام بين السود في البلاد. امتدت مساجدها إلى الغرب في كولورادو ثم جزر الهند الغربية فضلًا عن أونتاريو بكندا وألاسكا.

    وقد تأثرت الجماعة بالصوفية على الطريقة القادرية. وفي عام 1400هـ (1980م)، أعلن إمام الجماعة يحيى، نهاية جماعة دار الإسلام بوصفها حركة انفصالية، وأعلن الحركة صوفية. وانشق عنه معارضوه وأسسوا لهم جماعات منفصلة.

    جماعة أخرى برزت في هذه الفترة هي جماعة الحزب الإسلامي على يد د. مظفر، وكان عازف موسيقى الجاز في عام 1391هـ (1971م)، لكنه تأثر بمالكوم إكس فسافر إلى الشرق وتعلم الإسلام، وتأثر بالإخوان المسلمين وبمولانا المودودي الداعية الباكستاني، وتأسس الحزب الإسلامي في واشنطن العاصمة لكي ينشر فهمًا أفضل عن الإسلام ويحرض على تنشيط العمل في الدعوة.

    وفي السبعينيات اشتد عود الجماعة واستقوت وفي عام 1395هـ (1975م) تلقى الحزب هدية كبيرة من العقيد الليبي القذافي. لكن الجماعة بعد 1395هـ (1975م) وبعد انتقالها إلى جورجيا عانت سلسلة من الانشقاقات، وأغلقت مكاتبها الكبرى.

    وانتقل ما تبقي منها إلى ترينيداد ثم جمهورية الدومينيكان، ثم عاد مظفر إلى أمريكا وتوفي في عام 1403هـ (1983م) وانحرفت الجماعة بعد تأثر أعضائها بالثورة الإيرانية للمذهب الشيعي.

    كما برزت حركات طائفية أفرو أمريكية، منها جماعة أنصار الله، والتي اتخذت لها نجمة داود رمزًا وعلامة عنخ “علامة الحياة” عند قدماء المصريين، التي عرفت أيضًا بالعبرانيون النوبيون الإسلاميون. وأعلن زعيمها عيسى محمد أنه المهدي المنتظر، وكان من مواليد السودان حسبما أعلن.

    وكان يعتقد أن عليه رعاية من تبقى على قيد الحياة من قبيلة بني إسرائيل، وكان يدعي أنه أكثر تمسكًا بالقرآن من كل بقية المسلمين، ولا تزال الجماعة في عدة مدن أمريكية، وبلدان إفريقية والبحر الكاريبي وحتى في أوروبا.

    وتقاعد عيسى في عام 1408هـ (1988م) واستلمت قيادة جديدة الجماعة، وحاولت العمل على إعادة الاتجاه نحو المذهب السني إلا أنها بقيت بين القومية والهوية الإفريقية.

    جماعة أخرى عرفت بعد انفصالها عن أمة الإسلام تدعى أمة الله من بني الخمسة في المئة، يدعون لأنفسهم من خلال الموسيقى، وهكذا كان حال الجماعات في الولايات المتحدة بين انحراف وبدعة وضلال، ومع ذلك يجاهد بعضها للبقاء محافظًا على جوهر الإسلام بعيدًا عن التأثيرات السياسية والاجتماعية.

    لقد انتهى مشهد الجماعات المنتسبة للإسلام في أمريكا بمشهد معقد، من انشطار جماعات كبرى وتحور أخرى، ولا يزال التدافع سنة ماضية إلى يوم القيامة حتى يميز الله الخبيث من الطيب.
    ----------------------------------------------------------------
    لا تنسونا من صالح دعائكم
    جزاكم الله كل خير

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 12:11 pm