آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( الجُزْءُ أَلْأَولٌ ) )
أفضل إيام الدنيا العشر من ذي الحجه Ooou110أمس في 6:20 pm من طرف صادق النور

» عظمة الله سبحانه وتعالى والتحذير من الاستهزاء بالله والعياذ بالله
أفضل إيام الدنيا العشر من ذي الحجه Ooou110أمس في 5:54 pm من طرف عبدالله الآحد

» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( اَلْجُزْءُ الثَّانِي ))
أفضل إيام الدنيا العشر من ذي الحجه Ooou110أمس في 8:06 am من طرف صادق النور

» أقسام صفات الله
أفضل إيام الدنيا العشر من ذي الحجه Ooou110السبت أبريل 27, 2024 8:52 pm من طرف عبدالله الآحد

» اثبات أن الله يتكلم بالصوت والحرف وأن القرآن كلامه حقيقة
أفضل إيام الدنيا العشر من ذي الحجه Ooou110الجمعة أبريل 26, 2024 4:11 pm من طرف عبدالله الآحد

» الرياء شرك أصغر إن كان يسيرا
أفضل إيام الدنيا العشر من ذي الحجه Ooou110الخميس أبريل 25, 2024 4:39 pm من طرف عبدالله الآحد

» لم يصح تأويل صفة من صفات الله عن أحد من السلف
أفضل إيام الدنيا العشر من ذي الحجه Ooou110الأربعاء أبريل 24, 2024 5:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» إثبات رؤية الله للمؤمنين في الجنة
أفضل إيام الدنيا العشر من ذي الحجه Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 7:24 am من طرف عبدالله الآحد

» الرد على من زعم أن أهل السنة وافقوا اليهود
أفضل إيام الدنيا العشر من ذي الحجه Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 5:40 am من طرف عبدالله الآحد

» طائِفُهُ الصَّفْوِيِّينَ - - اَلْدوَلهُ الصِّفْوِيهُ
أفضل إيام الدنيا العشر من ذي الحجه Ooou110الإثنين أبريل 22, 2024 11:18 am من طرف صادق النور

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

أفضل إيام الدنيا العشر من ذي الحجه Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 34 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 34 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 9633 مساهمة في هذا المنتدى في 3192 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 286 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو عبدالرحمن فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع

لا يوجد مستخدم

    أفضل إيام الدنيا العشر من ذي الحجه

    صادق النور
    صادق النور
    مدير عام


    عدد المساهمات : 5191
    تاريخ التسجيل : 02/02/2010

    محمد عبد الموجود أفضل إيام الدنيا العشر من ذي الحجه

    مُساهمة من طرف صادق النور الأحد يونيو 05, 2022 11:35 am


    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام علي سيد المرسلين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين

    أفضل إيام الدنيا العشر من ذي الحجه

    الحمد لله الذي أقسم بالعشر، فقال: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1، 2]،
    أحمده سبحانه وتعالى وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه صلى الله عليه وعلى آل بيته الطاهرين، وعلى صحابته الغُرِّ الميامين، ومن تَبِعهم بإحسان إلى يوم الدين،

    اتقوا الله حق التقوى وتزودوا من العمل بما يرضى واغتنموا العمر قبل أن تفنى ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

    فإنَّ من فضل الله تعالى ونِعَمِه الجليلة على عباده أن هيَّأ لهم المواسمَ العظيمة، والأيامَ الفاضلة؛ لتكون مغنمًا للطائعين،
    وميدانًا لتنافس المتنافسين، ومن أعظم هذه المواسمِ وأجلِّها ما شهد النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأنها أفضلُ أيام الدنيا على الإطلاق،
    ألا وهي أيامُ عشر ذي الحجة، ففي هذه الأيام تتضاعف الحسنات إلى ثواب المجاهدين؛ بل ويزيد عليه؛

    قادمون على أيام عظيمة، هي أفضل أيام الدنيا، كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم،

    فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أيام العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله عز وجل من هذه الأيام)) - يعني: أيام العشر- قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء))؛ رواه البخاري.

    ولمكانتها وعظيم قدرها أقسم الله تعالى بها، قال تعالى ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1، 2].
    هذه العشره تعتبر أيامه أفضل أيام الدنيا؛ حيث روى جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضل أيام الدنيا العشر)) - يعني: عشر ذي الحجة - قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: ((ولا مثلهن في سبيل الله، إلا رجل عفَّر وجهه بالتراب))؛ رواه البزار وأبو يعلى.

    وعلَّل بعض أهل العلم الحكمة في كون عشر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا بأن أمهات الأعمال الصالحة والعبادات تجتمع فيها، ولا تجتمع في غيرها، فهي أيام الكمال، ففيها الصلوات كما في غيرها، وفيها الصدقة لمن حال عليه الحول فيها، وفيها الصوم لمن أراد التطوع، أو لم يجد الهدي، وفيها الحج إلى البيت الحرام، ولا يكون في غيرها، وفيها الذكر والتلبية والدعاء الذي يدل على التوحيد،
    واجتماع العبادات فيها شرف لها لا يضاهيها فيه غيرُها، ولا يساويها سواها.

    وقد سُئل شيخُ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان: أيُّهُما أفضلُ؟ فأجاب: ((أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر في رمضان، وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة))؛ ا هـ.
    وكيف لا تكون كذلك وفيها، يوم عرفة، ويوم النحر وهو يوم الحج الأكبر فاعرفوا رحمكم الله للمواسم حقها وتزودوا فيها واغتنموا عظيم أجرها.

    فلا غرابة إذًا أن يحرص السلف الصالح على اغتنام عشر ذي الحجة والاجتهاد فيها، فقد كان سعيدُ بن جبير رحمه الله - وهو الذي روى حديث ابن عباس السابق - إذا دخلت العشرُ من ذي الحجة اجتهدَ اجتهادًا حتى ما يكاد يُقدر عليه.

    فماذا ينبغي لغير الحاج عملُه في هذا الموسم العظيم الذي يستغرق عشرة أيام، وعدد ساعاته مائتان وأربعون ساعة؟


    ينبغي علينا:

    أولًا:
    أن نصرف معظم وقتنا في هذه الأيام المعظَّمة في ذكر الله عز وجل خصوصًا التهليل والتكبير والتحميد والتسبيح،
    فإنها أفضل عبادة نتقرَّب بها إلى الله عز وجل في مثل هذه الأيام، وقد أشاد الله بها في قوله تعالى: ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾ [الحج: 28]، وقد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر، فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير))؛ رواه الإمام أحمد، والطبراني.

    والتكبير في هذه الأيام المباركة على نوعين:
    مطلق، ومقيد، أما التكبير المطلق فيقصد به التكبير في هذه الأيام العشر في كل وقت وحين: في البيت، والسيارة، والعمل، والسوق،
    ولقد كان أبو هريرة وابن عمر رضي الله عنهما إذادخلت عشر ذي الحجة يخرجان إلى السوق يُكبِّران كلٌّ على حدته، فإذا سمِعَهم الناس تذكروا التكبير، فكبروا كلُّ واحدٍ على حدته،
    وأما التكبير المقيد فيقصد به التكبير بعد الفرائض ابتداءً من بعد صلاة الفجر من يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق؛ أي: إلى رابع أيام العيد، فلنرطب ألسنتنا بأحب الكلام إلى الله إذا دخلت علينا أفضلُ أيام الدنيا.

    ثانيًا:
    علينا صيام هذه الأيام الفاضلة قدر المستطاع، فإن الصيام فيها من أفضل العبادات التي يمكن أن نتقرَّب بها إلى الله عز وجل،
    وقد ورد ما يدل على صيامها من حديث هُنَيدَة بنِ خالدٍ عن امرأته قالت: "حدثتني بعضُ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومُ عاشوراءَ وتسعًا من ذي الحجة وثلاثةَ أيام من كل شهر"؛ رواه النسائي وصحَّحه الألباني؛ ولذا قال النووي رحمه الله: "صيامُها مستحبٌّ استحبابًا شديدًا"؛ ا هـ.
    ومن لم يستطع صيام تسعة الأيام، فلا يفوت عليه صيام يوم عرفة الذي يُكفِّر ذنوب سنتين كاملتين حيث روى أبو قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((صوم يوم عرفة يُكفِّر سنتين: ماضية، ومستقبلة، وصوم عاشوراء يُكفِّر سنة ماضية))؛ رواه الإمام مسلم.
    ذنوب سنتين كاملتين كلها تختفي وتُمحى من صحيفتك إذا صمت يوم عرفة، فلا تحرموا أنفسكم من هذا الفضل الجزيل.

    ثالثًا:
    علينا التقرُّب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي، وألَّا تحرم نفسك من تقديم أضحية لله عز وجل يوم العيد، فهي من أفضل الأعمال يوم العيد؛ فقد روى أبو بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: ((العج والثَّج))؛ رواه ابن ماجه والترمذي، ومعنى العج؛ أي: التلبية، ومعنى الثج؛ أي: النحر؛ أي: تقديم الأضاحي.

    والأضحية سنة مؤكدة جدًّا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم داومَ عليها، وضحَّى عشر سنوات، وحثَّ على ذلك حتى قال صلى الله عليه وسلم: ((من كان له سعة ولم يُضَحِّ، فلا يقربنَّ مصلانا))،
    وكان صلى الله عليه وسلم يخرج بأضحيته إلى المصلى، ويذبحها بالمصلى أمام الناس؛ لتكون شعيرة بارزة في عيد المسلمين؛
    ولذلك اختلف العلماء: هل الأضحية واجبة أم سنة؟ فذهب الجمهور إلى سُنِّيَّتِها، أما الأحناف فمالوا إلى وجوبها،
    وكذلك ابن تيمية رحمه الله تعالى؛ لأن الله عز وجل قال: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2] كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162]، فذكر النُّسُك، وينبغي أن نعلم بأن الأضحية أفضل من التصدُّق بثمنها،
    فلو قال قائل: عندي مبلغ من المال، فأيهما أفضل أتصدَّق به أم أشتري به أضحية؟ قال العلماء: إن شراء الأضحية به أفضل من التصدُّق به على فقير، والأضحية سنة للأحياء؛ وليس للأموات استقلال، فلا يستحب للمسلم أن يُخصِّص أضحية، يتبرَّع بها لأحد أقاربه الأموات؛ وإنما يفضل أن يُضحِّي عن نفسه، ويشرك الميت معه في ثواب الأضحية.

    والمتتبِّع لسُنَّة المصطفى صلى الله عليه وسلم يجد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُضَحِّ عن أحد ممَّن مات له، لا عن زوجته خديجة، وهي أحبُّ نسائه، ولا عن أحد من أولاده أو أعمامه؛ مثل: حمزة؛ وإنما ضحَّى عن نفسه وعن أهل بيته، فمن أراد أن يُدْخِل الأموات في العموم فهو جائز؛ ولكن لا تكن الأضحية للأموات استقلالًا؛ وإنما هم تبع.

    الصلوات الخمس جعلها الله صله بين العبد وربه تبارك وتعالى ((وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ))، فاحرصوا عليها فهي نجاتكم وسر سعادتكم في الدنيا والآخرة، فإذا صلحت صلح سائر العمل، إذا فسدت فسد سائر العمل، تقدموا زمناً ومكاناً لصلاة الجمعة والجماعة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا».

     ثم اجتهدوا بعد ذلك في تكميلها بالنوافل الراتبة والمطلقة والمحافظة على الوتر، ((وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ )).

    عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا، غَيْرَ فَرِيضَةٍ، إِلَّا بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، أَوْ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ».
    وعن راتبة الفجر عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا».


    رابعًا:
    جاءت السنة لمن أراد أن يُضحِّي بأن يمسك عن أظفاره وشعره وبَشَرته من بداية دخول عشر ذي الحجة أو متى نوى ذلك خلال عشر ذي الحجة، فقد رَوَتْ أمُّ سلمة رضي الله عنها قالت:
    قال رسول صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل العشر، وأراد أحدكم أن يُضحِّي، فلا يأخذ من شعره، ولا من بَشَرته، ولا من ظفره شيئًا))؛ رواه الإمام مسلم، وقال في حديث آخر: ((إذا رأيتم هلال ذي الحجة، وأراد أحدكم أن يُضحِّيَ، فليمسك عن شعره وأظفاره))، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: ((من كان له ذبح يذبحه، فإذا أهل هلال ذي الحجة، فلا يأخذن من شعره وأظفاره حتى يُضحِّي))،
    قال أهل العلم: إن الحكمة في ذلك هو التشبُّه بالحاج المحرم، وهذا الحكم متعلق بالمضحِّي، وليس بأهل البيت من الأولاد والزوجة،
    أما المُضحِّي عن غيره، أو الوصي أو الوكيل، فلا يَحرمُ عليه أخذ شيء من شعره؛ لأن الأضحية لا تخصُّه.

    ومن أخطاء الناس أن بعضهم يظن أنه يحرم على المضحِّي ما يحرم على المُحرم من طِيبٍ ونحوه، وهذا خطأ؛ وإنما المحظور على المضحِّي قصُّ الشعر أو الظفر، أو الأخذ من البَشَرة فقط، وبعض الناس قد يمتنع عن شراء أضحية بحجة أنها لا تقبل منه؛ لأنه قص شعره أو أظفاره في أيام العشر ناسيًا أو متعمِّدًا،
    والصواب: أنه لا تبطل أضحية المضحِّي بمجرد أخذه من شعره أو ظفره؛ وإنما عليه التوبة، ولا كفَّارة عليه، وأضحيته صحيحة؛ وإنما يُحرمُ ثواب الاستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في عدم الأخذ من أظفاره وشعره وبَشَرته شيئًا.
    ومن حلق أو قلَّم أظافره ناسيًا، فلا إثم عليه؛ لأن الله تعالى تجاوز عن الناسي، أما ما يفعله بعض الناس من الامتناع عن الوطء أو الاستحمام والنظافة والتطيِّب أيام العشر، فلا دليل عليه، وإذا نوى المضحِّي أن يُضحِّيَ أثناء أيام العشر، فإنه يمسك عن شعره وظفره من وقت نيَّتِه كما أسلفت.

    خامسًا:
    علينا تجنُّب المعاصي ما ظهر منها وما بطن أيام عشر ذي الحجة؛ لأنها أيام فاضلة ولها حرمة؛ بل هي من الأشهر الحرم التي تعظم فيها السيئات، فلا تظلموا فيهن أنفسكم، ولنستقبل هذا الموسم بالتوبة الصادقة، والعزم على عدم العودة إلى الذنوب،
    فلنكفَّ ألسنتنا عن القيل والقال، ولنكفَّ أسماعَنا عن سماع الحرام؛ من غيبة، ونميمة، وغناء، وموسيقى، ولنكفَّ أبصارنا عن مشاهدة النساء عبر التلفاز أو القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية استجابة لأمر ربنا عز وجل القائل: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ [النور: 30]، فإن هذه المعصية أصبحت مستهجنة، واعتادها الكثير من الناس، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    فلا تدعوا ساعات هذا الموسم تمر عليكم وأنتم في غفلة عن ربكم؛ لأنها أفضل أيام الدنيا، فقد لا تعود إليكم أبدًا؛ فتعضوا على أصابع الندم، فاعمروا أوقاتكم فيها بشتى الطاعات؛ كقراءة القرآن، وترطيب اللسان بأحبِّ الكلام إلى الله: ((سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر))، وبالدعاء، والصدقة، وبِرِّ الوالدين، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك من طرق الخير وسبل الطاعة؛ لأنها ستضاعف إلى ثواب الجهاد،
    قال فيها صلى الله عليه وسلم: ((ما من عمل أزكى عند الله، ولا أعظم أجرًا من خير يعمله في عشر الأضحى))، قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء))؛ رواه البيهقي.

    ومن فضائلها يوم عرفة، وهو يوم عظيمٌ لِما فيه من كثرة الأجر ومغفرة الذنوب؛ ففيه يكون العبد ملحًّا على ربِّه بكثرة الدعاء؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خيرُ الدُّعاء يوم عرفة))، فلتَغتنم دقائقَه وساعاته؛ فصيامُه يُكفِّر سنة ماضية وسنة مقبلة، ففيها التكبير والتهليل ومضاعفة الأعمال؛ لذا عليك أن تُبادِرَ لتغتنمها.

    ولذلك قال ابن رجب رحمه الله تعالى استنادًا للحديث السابق أن جميع الأعمال الصالحة في العشر مضاعفة بغير استثناء؛ فهنيئًا لمن سابق غيره فيها بكل عمل صالح، وتعسًا لمن فرَّط فيها ولم يغنم منها شيئًا.

    وهناك فرق كبير بين من يقول: بقي على إجازة الحج كذا يوم، وبين من يقول: بقي على عشر ذي الحجة كذا يوم، فالأول همُّه الإجازة، والثاني همُّه أن يُبلِّغه الله هذه العشر؛ ليشمر في طاعة الله.

    إن مما ينبغي أن يُعلم أن كل امرئ منا يحتاج إلى مزيد من المقاومة والمجاهدة للنفس والهوى والشيطان في أيام عشر ذي الحجة لاستغلالها في العمل الصالح إن كان جادًّا في ذلك، إننا لا نستغرب أن نرى معظم الناس يستثمرون أوقاتهم بقراءة القرآن، والبعد عن مواطن المعصية في شهر رمضان؛ لأن الشياطين فيه مسلسلة، وأما في أيام عشر ذي الحجة، فيجب أن نعلم بأن الشياطين فيه لا تُسَلْسَل؛ لذلك نحتاج إلى مزيد من المجاهدة والمقاومة للهوى والشيطان.

    استحضر أخي المسلم كُلَّ الأعمال الصالحة التي كنت تعملها في رمضان، وقم بمثلها في هذه الأيام المباركة، فأكثر من قراءة القرآن، واختمه إن استطعت عدة مرات.

    عليك التحدُّث مع نفسك ووضْع خطة تشدُّ بها من أزْرِكَ، عليك بالإكثار من الأعمال الصالحة التي تجعلك شديد التقرُّب إلى الله، فكم ختمةً ستختم في العشر؟ وكم صَدَقةً ستخرج؟ وكم صلةَ رَحَمٍ ستكون واصلًا لها؟ وكم ذكرًا ستردِّد؟ وكم معصيةً ستُغلِق بابها وتتوب عنها؟ وكم من السُّنَن في الصلاة ستكون ثابتًا عليها؟ وكم ركعةً من الليل ستقوم بها؟

    عليك بتجديد النية واستشعار عظمة هذه الأيام، ولتكن فيها صائمًا ذاكرًا خاتمًا للقرآن، متصدِّقًا مسبِّحًا مُهلِّلًا مكبِّرًا،
    اجعَل من هذه الأيام زلزالًا يهتزُّ له قلبُكَ ويرتعد منه شيطانُكَ، هناك من رَحَلوا عنَّا، منهم من اجتهد في هذا الوقت، ومنهم من غَفَل، وكلاهما لو أنطقهم الله لصرخُوا بِكَ قائلين: لا تكن متغافلًا، اغتنِم الفرصة لعلَّها ستكون الأخيرة في حياتِكَ، لعلَّ هذه آخر عشر تقضيها وترحَل، فلترحَلْ بسلامٍ وبميزان مُثقلٍ ونَفْسٍ طائعة راغبة في لقاء الله، فمن مِنَّا يعرِف متى موعد رحيله، بالطبع لا أحدَ؟!

    فلتكن مستعدًّا متزوِّدًا من كل مواسم الطاعات، فإذا فاتَكَ قطارُ جَمْع الحَسَنات في رمضان، فلا تجعل قطار حياتِكَ يمرُّ على هذه الأيام بسرعة البَرْق، فتمضي ذات يوم وتتحسَّر على ما فاتَكَ من عظيم الثواب والعطاء من ربِّ العباد.

    إنه موسم التجارة الرابحة؛ فتخيَّل نفسَكَ تسير في الأيام العشر وأنت تكسِب حسنات من هذه العبادة وحسنات من تلك؛ فتخرج منها بميزان مثقل، والأهمُّ أن تخرُجَ منها وأنت رابح فيما بعد، تخرج بعبادات ثابتة تُنير لكَ الطريق، وتكون الزاد متى أُذِنَ لك بالرحيل، فلا تخرُج من رحلتك وأنت خالي الوفاض.

    جاهِدْ نفسَك، وابتعِدْ عن الشُّبُهات والشهوات، واغتنم هذه الأيام؛ فهي أحبُّ أيام الله، فيا باغي الخير أقبِلْ، ويا باغي الشرِّ أقصر.

    ﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾ [السجدة: 18 - 20] ﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ [القلم: 34 - 36]

    ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾
    [الأحزاب: 35].

    وَعَن عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنهَا - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - قال: "ثَلاثٌ أَحلِفُ عَلَيهِنَّ: لا يَجعَلُ اللهُ مَن لَهُ سَهمٌ في الإِسلامِ كَمَن لا سَهمَ لَهُ،
    وَأَسهُمُ الإِسلامِ ثَلاثَةٌ: الصَّلاةُ وَالصَّومُ وَالزَّكَاةُ، وَلا يَتَوَلىَّ اللهُ عَبدًا في الدُّنيَا فَيُوَلِّيهِ غَيرَهُ يَومَ القِيَامَةِ، وَلا يُحِبُّ رَجُلٌ قَومًا إِلاَّ جَعَلَهُ اللهُ مَعَهُم.."
    الحَدِيثَ، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحمَدُ

    أَيَّامُ العَافِيَةِ غَنِيمَةٌ بَارِدَةٌ، وَأَوقَاتُ السَّلامَةِ لا تُشبِهُهَا فَائِدَةٌ،

    فَتَنَاوَلُوا مَا دَامَت لَدَيكُمُ المَائِدَةُ، فَلَيسَت السَّاعَاتُ الذَّاهِبَاتُ بِعَائِدَةٍ.


    جزاكم الله خيرا

    ولا تنسونا من صالح دعائكم

    صادق النور يعجبه هذا الموضوع


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 12:41 pm