ألإمام الثامن والعشرون
الظواهري ؛محمد الأحمدي بن إبراهيم بن إبراهيم
(1295– 1363/1878 – 1944م)
ولد ونشأ فى بيت علم و صلاح بقرية كفر الظواهري التابعة لمركز ههيا بمحافظة الشرقية .
، وهو شافعي المذهب كان أبوه من علماء الأزهر و شيخًا للجامع الأحمدي (اسمه الحالي معهد طنطا الأحمدي)، أما جده إبراهيم فكان من علماء الأزهر المتصوفين،
وقد سماه والده بإسم محمد الأحمدي تيمنًا باسم السيد أحمد البدوي صاحب الطريقة الصوفية المدفون بطنطا
أما لقب الظواهري فهو إسم عائلته العربية
نال محمد الأحمدي الظواهري شهادة العالمية من الدرجة الأولي من الأزهر ـومن الطريف أنه تقرر أن يرأس الشيخ محمد عبده اللجنة التي ستمتحن محمد الأحمدي الظواهري لهذه الشهادة بدلاً من الرئيس الأصلي للجنة الشيخ سليم البشري شيخ الجامع الأزهر، فتطرّق الخوف إلى قلب الطالب محمد الأحمدي الظواهري؛ لأنه كان يعلم ما بين قلوب الشيخ محمد عبده وأبيه من النفور والجفاء، وكان الامتحان للشهادة العالمية شاقًا، لا يجتازه إلا من بذل جهده في القراءة ومعرفة دقائق العلوم- وتتألف لجنة الممتحنين عادة من كبار علماء الأزهر، وهي تمطر الطالب بأسئلة تتنقل من علم إلى آخر لكن محمد الأحمدي اجتاز الامتحان وأحسن في إجاباته عما سئل ، فأعجب به الشيخ محمد عبده وقال له:
" والله إنك لأعلم من أبيك، ولو كان عندي أرقى من الدرجة الأولى لأعطيتك إياها."
بعدها التحق بالمشايخ المدرسين بالجامع الأحمدي ( معهد طنطا)،حيث تم إنشاء القسم العالي
فرشحته مواهبه على الرغم من حداثة سنه وقلة خبرته للتدريس بالقسم العالي بهذا المعهد، فانتدبه شيخ الأزهر للتدريس فيه ، ولكنه أجاد ولفت إليه الأنظار واتسعت حلقته العلمية، وكان معلماً موهوبًا، فلفت الأنظار إليه، واتسعت حلقته العلمية، وأقبل الطلاب عليه لغزارة علمه، وجمال عرضه، وقدرته على الإقناع والإفهام، ولم يكتف بالتدريس للطلبة فقط، لكن كانت له دروس في الوعظ لعامة الناس، فكان ينتقل بين المدن الكبرى يلقي الدروس والمواعظ فاهتدى على يديه كثير من العصاة ، و قضي على كثير من الخصومات والعداوات.
وألّف في هذه الفترة كتابًا بعنوان "العلم والعلماء" دعا فيه إلى الإصلاح، وانتقد طريقة التدريس بالأزهر، وكان ينحو في دعوته منحى شيخه محمد عبده، وأثار الكتاب ضجة كبيرة، فامتعض منه الخديوي عباس حلمي، وأصدر شيخ الجامع الأزهر الشيخ الشربيني وكان له موقف متعنت من حركة الإصلاح في الأزهر- أمرا بإحراق هذا الكتاب.
وفي (رجب 1325هـ = أغسطس 1907م) توفي أبوه وكان كما ذكرنا يشغل مشيخة معهد طنطا، التي تلي من الناحية الرسمية مشيخة الأزهر، فأراد أن يخلف أباه في هذا المنصب، وأيده أعيان طنطا وكبراؤها، فكاتبوا خديوي مصر ( عباس حلمي ) يرجونه تنفيذ هذه الرغبة، لكن صغر سن الشيخ الذي لم يتجاوز الثلاثين وقف حائلاً دون تحقيق هذا الأمل،
وكانت حدة غضبه على الشيخ الأحمدي قد هدأت بعد وفاة الشيخ محمد عبده، وعرض شيخ الأزهر على الخديوي تعيين الشيخ الفقي شيخًا لمعهد طنطا، فطلب الخديوي مقابلته ومقابلة الشيخ الأحمدي، فلما استقبل الشيخ الأحمدي قال له: إنني طلبتك بعد أن طلبت مُرشَّح الشيخ حسونة، وأنا لا أرى فيه كفاءة وألاحظ أنك لا تزال صغير السن، وإني أحب أن أُعيِّن أحد كبار السن شيخًا للمعهد وأنت وكيله، قال الشيخ الأحمدي: فأجبته إنني لا أطمع في الوظيفة للمال؛ لأنني غني عن المال والحمد لله، ولكنني أريد أن أعمل، ولي طريقة أريد أن أنفذها، وهي تُغضب كثيرين من المتقدمين في السن، وأخشى إذا عُيِّن شيخٌ غيري أن يلتف العلماء حوله وينضموا إليه ويتركوني فأعجز عن تنفيذ ما أريد من الإصلاح، وبذلك أظهر بمظهر الفشل، فقال الخديوي: هذا الكلام معقول.
وعرض عليه أحمد شفيق باشا منصب وكيل معهد طنطا تمهيدًا لتوليه منصب شيخ المعهد في المستقبل ، فرفض الأحمدي وقال : "إنني أشكر جناب الخديويي وأشكر سعادتكم، ولكني لا أزال على موقفي، فإما شيخًا فأقوم بالإصلاح، وإلا فسأبقى مدرسًا كما أنا".
ثم انتهى الأمر بأن أصدر الخديوي قرارًا بتعيين الشيخ محمد المحلاوي شيخًا للمعهد، وتعيين الشيخ عبد الله دراز وكيلا له، ثم عزل المحلاوي وجعل الشيخ محمد حسين العدوي شيخًا للمعهد
وكان الشيخ العدوي ممن يميلون إلى الإصلاح، فاختار الشيخ الإمام الأحمدي للتدريس بالقسم العالي في المعهد وعهد إليه بتدريس المصادر الكبرى التي لا تدرس إلا لطلبة العَالِمية، وهذا يدل على علمه الغزير وثقافته الواسعة العلمية على حداثة سِنِّه
وفي القسم العالي بمعهد طنطا كان يدرس لطلبته المصادر الكبرى التي لا تُدرس إلا لطلبة العالمية في الأزهر، فقرأ على طلبته مختصر ابن الحاجب في أصول الفقه، والعقائد النسفية في التوحيد ودلائل الإعجاز لعبد القاهر في البلاغة، وصحيح البخاري،
ولما خلا مكان (شيخ معهد طنطا) رشَّح الخديوي الشيخ الأحمدي ليشغله على الرغم من معارضة كبار المشايخ، وتم التعيين
وعين شيخاً للجامع الأحمدي (اسمه الحالي معهد طنطا الأحمدي) في (صفر 1332هـ = يناير 1914م)، فدعا الخديوي لافتتاح المبنى الجديد للمعهد، فأجاب الدعوة وحضر الخديوي حفل الافتتاح، وسُرَّ كثيرًا بما رآه
وحاول الشيخ أن يجري إصلاحات عديدة في المناهج الدراسية ووسائل التدريس، وإضافة علوم جديدة طبقًا لنزعته ودعوته الإصلاحية، لكنه كان مقيدًا بالحصول على موافقة المجلس الأعلى للأزهر، ولما كان معظم أعضائه من المحافظين فإن جهوده لم تلق دعمًا منهم، واضطر الشيخ إلى الاعتماد على نفسه في تطوير الدراسة في حدود اختصاصاته، وأنشأ عدة جمعيات للطلاب في الخطابة واللغة والتوحيد، يبث من خلالها أفكاره الإصلاحية، وأنشأ مجلة للمعهد وأسهم بماله في تكوينها، فكانت لسان المعهد وتعبيرًا عن أنشطته الثقافية.
ولَمَّا تولى ( السلطان حسين ) حكم مصر اتصل الشيخ به وتوثقت بينهما الصِّلات فعينه عضوًا بالمجلس الأعلى للأزهر
ولما مات السلطان ( حسين ) صعد ( فؤاد الأول ) علي عرش مصر ، فاتصل الشيخ الأحمدي به وقويت علاقته، فكان يستدعيه لزيارته ويقبل عليه، ولكن بعض الحاقدين على الشيخ أبلغ الملك أن الشيخ على علاقة أوثق ب ( الخديوي عباس ) المقيم بالآستانة، والمعادي للملك فؤاد ، وتوالت الدسائس على الشيخ وكان من نتيجتها إلغاء القسم العالي بمعهد طنطا؛ إنقاصًا لأهميته، وبالتالي أهمية شيخه، ثم صدر قرار بنقل الظواهري شيخًا لمعهد أسيوط، وكان معهدًا ابتدائيًا صغيرًا،
ً، وكان الهدف أن يحولوا بين الشيخ وبين المناصب العليا.
ونفذ الشيخ قرار النقل ولم يكد يستقر في منزله بأسيوط حتى هرع إليه وجوه المدينة وذوو المكانة فيها يرحبون بِمَقْدِمِه ويزورونه، فاقترح عليهم بناء معهد ديني كبير يليق بجلال المدينة وتاريخها، وإنشاء جمعية عامة للمحافظة على القرآن الكريم فاستجابوا له.
----------------
----
الدفاع عن الأزهر ورفضه لمسألة جعل الأزهر تابعًا لوزارة المعارف::
في سنة 1925م تجددت الدعوة في مصر لإصلاح الأزهر والنهوض بالتعليم به، فزار الشيخ عبد العزيز جاويش والشيخ الخضري أسيوط؛ للاجتماع بالشيخ الأحمدي والتفاهم معه في هذا الموضوع، وبعد التشاور عادا إلى القاهرة، وتألفت لجنة برئاسة إسماعيل صدقي باشا وبعض النواب والشيخ، وكان من أعضائها: أحمد لطفي السيد، والشيخ عبد العزيز جاويش، والشيخ محمد مصطفى المراغي، والشيخ الأحمدي الظواهري، وكان الذي اقترح تأليف اللجنة عدلي باشا رئيس الوزراء وعلي الشمسي باشا وزير المعارف، وبعد عدة جلسات انتهى الرأي إلى طلب إلغاء مدرسة القضاء الشرعي، وكذلك مدرسة دار العلوم، ولكن بشرط أن يكون الأزهر تابعًا لوزارة المعارف، وتكون لها السيطرة عليه، على أن يبقى لشيخه مظهره الديني وووضعه اللائق في الرسميات، وكان رأيًا خطيرًا يكاد يعادل إلغاء الأزهر، وهدم مكانته التاريخية ومنزلته في العالم الإسلامي كله،
ولكن الشيخ الظواهري ثار على هذا الرأي، ورأى فيه خطرًا داهمًا على الأزهر، فصدع برأيه قائلاً:
كيف نُقر ضم الأزهر للمعارف.. في الوقت الذي ننادي فيه باستقلال الجامعة المصرية وبُعدها عن نفوذ المعارف، اللهم إلا إذا كان وراء هذا الضم غرض خاف هو القضاء على الأزهر ونفوذ الأزهر، وبالتالي القضاء على النفوذ الديني في البلاد.؟!، فقد قيل وقتًا ما: إن هذه هي أُمنية دول الاستعمار
ثم قدم مذكرة باعتراض شيخ الأزهر علي هذا التفكير إلى الملك فؤاد، فاستدعاه وتناقشا ، فاقتنع الملك بوجهة نظره، وانضم إليه في رفض ضم الأزهر إلى وزارة المعارف.
===========
[b]
اقتراحه فض مؤتمر الخلافة في القاهرة :
وبعد إلغاء الخلافة العثمانية في تركيا تألفت في القاهرة لجان عديدة من العلماء والوجهاء للنظر في أمر الخلافة الإسلامية، فحمل الشيخ أعباء تأليف لجان عديدة بالصعيد، ونجح في هذا نجاحًا كبيرًا، ودعا علماء الأزهر المسلمين إلى عقد مؤتمر عام بالقاهرة، فارتابت دول الإسلام في كون هذه الدعوة تعني رغبة مصر أن تكون دولة الخلافة ، وكان الملك فؤاد قد أدرك أخيراً حقيقة الدسائس التي دسها خصوم الشيخ له فقرَّبه منه، فقابل الشيخ الملك فؤاد وأطلعه على الموقف، وصارحه بأن الجو غير مناسب لعقد المؤتمر بالقاهرة، وصارحه الملك بأنه يطمع في الخلافة.
ولما انعقد (مؤتمر الخلافة في القاهرة ) سنة 1926م كان الشيخ الظواهري في طليعة أعضائه اختلف أعضاء المؤتمر اختلافًا كبيرًا وتوجس الغيورون منهم الخوف من انشقاق العالم الإسلامي، فكان الشيخ الظواهري جريئاً في اقتراحه بإلغاء المؤتمر دون قرارات لعدم اكتمال تمثيل الأمم الإسلامية فانفض المؤتمر لأنه لم يكتمل فيه تمثيل الأمم الإسلامية، وتأجل بحث موضوع الخلافة إلى أجل غير موقوت.
أو بالأصح انتهي أيُّ تفكير في إعادة الخلافة عن طريق المؤتمرات، فقد رأي المؤتمرون أن الوقت غير صالح للفصل في الخلافة على وجه يرتضيه الشرع وقرروا إرجاء ذلك إلى وقت مناسب !
=====
ثم كان رئيساً للوفد المصري في مؤتمر مكة المكرمة الذي دعا إليه الملك عبدالعزيزآل سعود 1345هـ 1926 م وقويت صلته بملك مصر في ذلك العهد.
==================
وعندما حدثت الأزمة التي بين مرشَّح الملك الشيخ محمد الأحمدي الظواهري شيخ معهد أسيوط، ومرشَّح وزارة الائتلاف (الوفد والأحرار الدستوريين) الشيخ محمد مصطفى المراغي على من يتولَّى منصب شيخ الجامع الأزهر عام 1927م، واستطاع الشيخ المراغي أن ينالها، غير أن الملك رفض المشروع الذي قدَّمه لتطوير الأزهر؛ مما دفعه إلى الاستقالة، وعلى إثرها عُيِّن الشيخ الظواهري
-----------
تعيينه شيخاً للأزهر:
تولى الشيخ الأحمدي الظواهري مشيخة الجامع الأزهر في (7-5-1348هـ = 10-10-1929م)
لما توفي الإمام أبو الفضل الجيزاوي شيخ الأزهر تطلعت القوى السياسية المختلفة في مصر في هذا الوقت (القصر الملكي ، حزب الوفد، الاحتلال البريطاني ) للسيطرة على الأزهر عن طريق شيخ جديد يساعدها على نشر نفوذها بين الطلبة والعلماء،
(الملك فؤاد) كان رجله المفضل هو الشيخ الإمام الأحمدي الظواهري، الذي يثق به ويطمئن إليه كل الاطمئنان.
وأما حزب الأغلبية وقتها (الوفد) وبعض الأحزاب الأخرى فكانوا يرشحون لمشيخة الأزهر الشيخ محمد مصطفى المراغي.
أما سلطة الاحتلال فكانت تتظاهر بعدم التدخل في الشؤون الدينية، ولكنها كانت حريصة على أن تحرمَ الملك من الهيمنة على شؤون الأزهر حتى لا يطغى سلطانه عن طريق علماء الدين، فلم يبق أمامها إلا أن تساند مرشح الأحزاب (الوفد وغيره).
وكان الإنجليز قد عرفوا الشيخ المراغي أثناء وجوده في السودان ووصفوه بسماحة الفكر ، وأنهم يستطيعون التفاهم معه عند الحاجة، فلم يجد الملك فؤاد بُدًّا من تعيين الإمام الشيخ المراغي شيخًا للأزهر بعد أن سوَّف في تعيينه زهاء عشرة شهور، وبعد تعيينه بفترة وجيزة استقال الشيخ الإمام المراغي، وصدر الأمر بتعيين الشيخ الأحمدي شيخًا للأزهر في 7-5-1348هـ الموافق 10 -10-1929م.
وبحسب قناعاته فقد كان الظواهري يميل لمبدأ أن أياً من إحقاق الحق وتنفيذ الإصلاح لابد أن تناصره قوة فسعي لتكوين العلاقة الوثيقة بين ملك مصر وشيخ الأزهر فكان فضيلته من المقربين إلى الملك فؤاد الأول , والسلطان حسين كامل ، بل كان ينتهز كل فرصة لإظهار ولائه للملك بإقامة الحفلات وإلقاء الخطب في المناسبات الملكية؛ كأعياد الميلاد والشفاء من المرض ونحوها، بل وجعل حقَّ تعيين شيخ الجامع ووكيله وشيوخ المذاهب والمعاهد ووكلائها والوظائف الكبيرة كلها بأمرٍ من الملك وحده
ومن الناحية الادارية بدأ فعلا وبطريقة مدهشة في الإصلاح الذي كان يريده، فتمكن من إلغاء (مدرسة القضاء الشرعي ) اكتفاء بكلية الشريعة، ومن إلغاء (تجهيزية دار العلوم ) تمهيدًا لإلغاء كلية دار العلوم اكتفاء بكلية اللغة العربية، وأطلق اسم الجامع الأزهر على كليات التعليم العالي وعلى أقسام التخصص، وأطلق اسم المعاهد الدينية على المعاهد الابتدائية والثانوية الملحقة بالأزهر.
القانون رقم 49 لسنة 1930م :
تعلقت الآمال بشيخ الأزهر الجديد، الذي سبق وأعلن عن منهجه الإصلاحي من قديم في كتابه "العلم والعلماء"، وكان الإمام عند حسن الظن، فخطا خطوة موفقة في مجال إصلاح الأزهر، ولعلها أبرز هذه الخطوات لما ترتب عليها من نتائج، كان أبرزها ظهور الكليات الأزهرية التي صارت نواة الجامعة الأزهرية.
اشتد في الإصلاح واستصدر القانون رقم 49 لسنة 1930م الذى تضمن إنشاء كلية الشريعة و كلية أصول الدين و كلية اللغة العربية و تخصص المادة لتخريج مدرسين للكليات و تخصص المهنة الدعوة القضاء التدريس
تضمن القانون كذلك تأليف هيئة تسمى مجلس الأزهر الأعلى و لها حق النظر فى اللوائح و القوانين برياسة شيخ الأزهر و عضوية الوكيل و المفتى و مشايخ الكليات ورئيس هيئة كبار العلماء , , وقد أسس الجامعة الأزهرية الحديثة بجميع كليتها الحديثة وأقسام الوعظ والإرشاد , ومطبعة الأزهر
قانون إصلاح الأزهر الذي صدر في عهده سنة (1349هـ = 1930م) مثّل خطوة موفقة لإصلاح الأزهر ، ومكنه من مسايرة التقدم العلمى والثقافى والمعرفى.
وفى هذا القانون تحددت مراحل التعليم الأزهري بأربعة مراحل:
ابتدائية لمدة أربع سنوات ، وثانوية لمدة خمس سنوات ، وألغى القسم العالي واستبدل به ثلاث كليات يدخل الطالب احداهن وهن : كلية أصول الدين، وكلية الشريعة، وكلية اللغة العربية، مدة الدراسة بأي منهن أربع سنوات ،
ويلي ذلك دراسة تخصص مهنى مدتها سنتان فى أحد الفروع التالية :
1- تخصص القضاء الشرعى والإفتاء ، ويتبع كلية الشريعة
2- تخصص الوعظ والإرشاد ، ويتبع كلية أصول الدين
3- تخصص التدريس ، ويتبع كلية اللغة العربية
ويمنح المتخرج شهادة العالمية مع إجازة التدريس أو القضاء أو الدعوة والإرشاد.
ويلي ذلك تخصص المادة ومدته خمس سنوات، يتخصص الطالب في أي فرع من الفروع الآتية: الفقه والأصول، والتفسير والحديث، والتوحيد والمنطق، والتاريخ، والبلاغة والأدب، والنحو والصرف،
ويمنح المتخرج في تخصص المادة شهادة العالمية من درجة أستاذ.
ونقل هذا القانون الطلاب من الدراسة بالمساجد إلى مبان متخصصة للتعليم، وتحول بنظام الحلقات الدراسية التي كانت تعقد بالأزهر إلى نظام الفصول والمحاضرات، وأصبحت كل كلية مسؤولة عن التعليم، وتتولى الإشراف على البحوث التي تتصل بعلومها، وأطلق على القسمين الابتدائي والثانوي اسم "المعاهد الدينية"،
ويعد هذا القانون الذى أنشئت بمقتضاه الكليات الثلاث والتخصصات المدنية والعلمية هو الإرهاص لميلاد جامعة الأزهر بعد إلغاء نظام الدراسة القديمة
مجلة الأزهر
لم يكن الإصلاح مقتصرًا على تنظيم الكليات وتعديل المناهج العلمية، وإنما صدرت في عهده مجلة للأزهر بإسم ( نور الإسلام )وهي لا تزال تصدرحتى الآن باسم ( مجلة الأزهر)
وكان أول صدورها في (1-1-1349هـ الموافق 29-5-1930م)، وأسند رئاسة تحريرها إلى الشيخ "محمد الخضر حسين"، الذي تولى مشيخة الأزهر فيما بعد.
بعثات نشر الدين :
ومن مآثره أنه أوفد بعثات من العلماء للدعوة إلى الإسلام ونشر مبادئه في الخارج، فبعث بوفد إلى الصين ووفد إلي الحبشة لهذا الغرض.
استقالته من منصبه :
الشيخ الظواهري لم يستطع تحقيق كل ما يطمح إليه في كتابه (العلم والعلماء) لاعتبارات سياسية، ونجحت التيارات الحزبية والسياسية في إحاطته بِجَوٍّ خانق من العداء من مشايخ وطلاب الأزهر
الأزمة الاقتصادية الخانقة وحالة الكساد التي كانت تمر بها مصروسائر الدول وقتها ،
وحدَّت هذه الأزمة من قدرة الشيخ والحكومة على التوسعة على خريجي الأزهر في مجالات التوظيف ورفع المرتبات؛ مما أسخط خريجي التعليم الأزهري عليه، فلم يراعوا حرمة شيخ الأزهر وجابهوه بالعداء السافر، ولم يجد خريجو الأزهر عملاً بأجر وعمل بعضهم دون أجر فقط لوجه الله أو ليحفظ لنفسه حق أولوية التعيين حينما تتحسن الظروف، وزاد الأمور سوءًا أن الحكومة طلبت من الظواهري فصل 200 من علماء الأزهر لتخفيض الانفاق الحكومي فاستجاب لهم و فصل من الأزهر 72 من شيوخه وعلمائه، وكان منهم الشيخ إبراهيم اللقاني، والشيخ عبد الجليل عيسى، والشيخ محمود شلتوت، والشيخ محمد عبد اللطيف دراز، والشيخ علي سرور الزنكلوني.
، وبلغت الأزمة مداها بفصل عدد من طلاب الأزهر الغاضبين من سياسته والثائرين عليه،
وشرع الشيخ الظواهري في قمع الأزهريين الذين يناصرون أحزاب المعارضة الديمقراطية ،
لذلك ما إن بدا في الأفق السياسي قرب انتهاء النظام القائم في أواخر وزارة عبد الفتاح يحيى حتى انفجر ما يسمَّى (ثورة الأزهر على الظواهري)، وفي 8-11-1934م قرَّر قسمٌ من طلبة الأزهر الإضراب عشرة أيام، ثم تابعه جميع طلاب الأزهر،
الطلاب ثاروا مطالبين بعودة الإمام المراغي واستمرُّوا في المظاهرات رغم فصل الظواهري لزعماء الطلاب ( أحمد حسن الباقوري والشيخ محمد المدني وغيرهما ) فصلاً نهائيًّا؛
وتألَّبت على الشيخ الظواهري كل القوى الشعبية والحزبية
وكانت التيارات الحزبية وراء اشتعال الموقف
، لذلك نزولاً على رغبة أبناء الأزهر قدم الشيخ الظواهري استقالته يوم 23-1-1354هـ الموافق 26-4-1935م، اضطر الملك إلى قبول استقالته في 27-4-1935م، وأعاد المراغي شيخًا للأزهر للمرة الثانية، فأعاد على الفور المفصولين والمنقولين لأعمالهم
من مؤلفاته :
1 العلم و العلماء (فى التخطيط للإصلاح)
2 رسالة الأخلاق الكبرى
3 السياسة و الأزهر
وهو عبارة عن مقالات و مذكرات
4 الوصايا و الآداب
5 مقادير الأخلاق
6 خواص المعقولات في أول المنطق وسائر العقليات
7 التفاضل بالفضيلة .
8 - صفوة الأساليب.
9 - حِكَم الحكماء.
10 - براءة الإسلام من أوهام العوام.
11- الكلمة الأولى في علم آداب الفهم،
وهو مخطوط كتبه في شبابه لعلم اخترعه وجعله بمثابة ميزان دقيق، أو قانون كلي لرفع الخلاف القائم بين المتأخرين في فهم آراء المتقدمين.
وفاته:
توفى الشيخ الأحمدي الظواهري بالقاهرة في 12-5-1944م
طباعه :
كان مفطورًا على الجدِّ ومواصلة العمل صلبًا فيما يؤمن به، مع حرص زائد على إقرار النظام في ظلِّ الهدوء والسكينة، وقد لقي عداءً سافرًا من بعض الطوائف ومن رجال الأحزاب وبعض العلماء، فقابل هذا كله بالحزم والشدة والصرامة؛مُتَواضِعًا جِدًّا زاهدًا في الدنيا،
ناداه أحد العلماء بلقب الإمام الأكبر، فقال له: ما أنا إلا واحد من المشايخ، وما أنا إلا عبد الله محمد الظواهري، ولست أعتقد أن في مركزي هذا أكبر شيخ في الأزهر، بل أعتقد أن الأكبر هو من كان عند الله أكرم، مصداقًا لقوله تعالى: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، ولست أعد نفسي إلا خادمًا للأزهر وأبنائه، لا رئيسًا له كبيرًا عليه
بعد وفاته بعقود منحت مصر اسمه وسام العلوم و الفنون من طبقة الأولى بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفى للأزهر
عائلته :
جد العائلة هو إبراهيم بن مصطفى بن عبد الكريم بن سويلم الظواهري
و الظواهرية فخذ من قبيلة النفيعات الذين حالفوا حرب حيث نزحوا من الحمراء ( حمراء بدر )في وادي الصفراء بالمدينة الى ضبا وتحالفوا مع الصوالحة من حرب ثم دخلوا بلاد الطور جنوب سيناء ثم إنتقلوا إلى الشرقية ,
من إخوته :
1-الشيخ محمد الشافعي إبراهيم إبراهيم الظواهري ,كان شيخ علماء الأسكندرية في عصره
2- الشيخ محمد الحسيني الظواهري وقد تلقى تعليمه في الأزهر والمسجد الاحمدي و:حصل على شهادة العالمية سنة 1321هـ ثم عين مفتشاَ بالمعاهد الأزهرية , ومدرس بكلية أصول الدين وقد توفي سنة 1365هـ ومن مؤلفاته :
ـ تاريخ أدب اللغة العربية .
ـ والتحقيق التام في علم الكلام .
ـ القول السديد في تفسير آيات النسخ والطلاق والربا في القرآن المجيد .
ـ التحقيقات الهامة في مباحث الأمور العامة .
من ابناءه:
1- حسين أول سفير لمصر بالفلبين سنة 1948م ثم عمل سفيراً لمصر بمرسليا
في عام 1988م تبرع حسين بمساحة (37 ) فدان من أجود الأراضي الزراعية بمركز الزقازيق محافظة الشرقية , لخدمة الأزهر الشريف , وقد قدرت هذه المساحة في ذلك الوقت بحوالي المليون ونصف جنيهاً مصرياً
2- فخر الدين :
أستاذ ودكتور وهو الذي جمع ماترك أبوه من مقالات ومذكرات وطبعها في كتاب بعنوان (السياسة والأزهر)
من أحفاده :
محمد فاروق الظواهري , وكيل أول وزارة ووكيل الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة
أمس في 3:20 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب الدعوة إلى توحيد الله سبحانه
الخميس نوفمبر 21, 2024 3:00 pm من طرف عبدالله الآحد
» كتاب الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» وجوب التوكل على الله وخده لا شريك له
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 3:26 pm من طرف عبدالله الآحد
» أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:24 pm من طرف عبدالله الآحد
» العبادة وأركانها
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 2:55 pm من طرف عبدالله الآحد
» الراجح من أقوال العلماء أن جلسة الاستراحة سنة في الصلاة
الإثنين نوفمبر 18, 2024 2:31 pm من طرف عبدالله الآحد
» -(( 3 -))- خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:15 pm من طرف صادق النور
» لا يعلم الغيب إلا الله وحده لا شريك له
الأحد نوفمبر 17, 2024 3:12 pm من طرف عبدالله الآحد
» تابع زبدة التوحيد لنعمان بن عبد الكريم الوتر
السبت نوفمبر 16, 2024 2:15 pm من طرف عبدالله الآحد