النسب علم له شأن عظيم عند عرب الجزيرة العربية قديماً وحديثاً وقد غفل عنه خلقٌ كثير في البلدان العربية المتمدنة والأحرى الأمم الأخرى التي لا يعد النسب شيئاً في حياتها اليومية لأن الفرد يعيش لنفسه ويموت وحده إلا ما في ندر ويعود ذلك لأسباب عدة منها كثرة الأعمال في المجتمع الحضري وانشغالهم بأمور الحياة وهناك وما هو أعظم شأناً من البحث عن عروق نسب لا تفيد ولا تضر حسب مفهوم الحضارة الجديدة فلسان حالهم قول أحيحة بن الجلاح:
فلا يضرك ذوو قربى وذو نسب
من ابن عم ومن عم ومن خالي
كـل إذا نـاديـت يخـذلني
إلا ندائي إذا ناديت يا مالي
وبتحول الجزيرة إلى بلدان حضرية سيسري علينا ما سرى على غيرنا فنحن لسنا بمعزل عما أصاب غيرنا من تقطع وشائج الأرحام وتباعد الأقارب إلا أن يتداركنا برحمته، سألني أحد الأخوة الأعزاء لماذا لا نستطيع أن نعد من أجدادنا أكثر من أربعة أو خمسة جدود؟ وهل في نسبنا شك إذا نحن لم نعرف أجدادنا كلهم؟ قلت له: إن معظم أجدادنا لا يعرفون القراءة والكتابة وإنما كانوا يحفظون نسبهم ويروونه لأبنائهم ولم يكن أحد يسجل ولادتهم ووفياتهم كما نفعل اليوم بسبب وجود المؤسسات المدنية ولهذا كان من الطبيعي أن تنسى كثير من الأسماء إلا ما في ندر كشجرة أنساب الأشراف الهاشميين وبعض العائلات المعروفة وهم وإن ضاعت أسمائهم القديمة فإن الأسماء القريبة تغني فلا يستطيع أحد أن ينكر أن فلان بن فلان من القبيلة تلك أو من عائلة كذا بسبب تواتر العلم بذلك ولو جاء أحد والدعاء شيئاً لم تكن له به حجة فأنك ستجد أبناء القبيلة أو الأسرة يكذبونه وكما قيل:
والدعاوى ما لم تقيموا عليها
بـيـنات أبـنـاءها أدعـياءُ
وهناك قاعدة معروفة في علم النسب الناس مصدقون على أنسابهم فلا يجوز على أحد أن يكذب أحداً في نسبه بدون حجة دامغة كما يفعل اليوم بعض ممن لم يسمع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه عن أبي مالك الأشعري: "أربع في أمتي من الجاهلية لا يتركون الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والإستسقاء بالنجوم والنياحة". بل ورد في حديث أخر أخرجه مسلم أيضاً "أن الطعن في النسب كفر". أي من اعمال الكفار التي لا تجوز للمسلمين ولهذا لم يكن معيباً لديهم أن لا يحفظوا أسماء أبائهم الأوائل وإنما يعرفون فرع قبيلتهم التي ينتمون إليها كما هو واقع حال أنساب العرب اليوم في الجزيرة والقبائل مع عدم معرفتها بالأسماء القديمة ولكنها تعرف من دخل فيها من الأسر والقبائل الأخرى ولا يجهلون ذلك وهو كثير في عمود النسب وقد التقيت ببعض أهل العلم بالأنساب ووجدته يصل باسماء أجداده إلى القرن التاسع الهجري، فسألته كيف توصلت إلى معرفتهم فقال هذا جهد أمضيت فيه قرابة خمسة وعشرين سنة بعد حصولي على كثير من الوثائق والمبايعات ورحلت لأجله لكل مكان ومع هذه لم أستطع أن أعرف أكثر من ذلك فقلت له مع وجود الوثائق لم تتجاوز خمسة قرون فكيف بحال من لا يوجد لديه أي وثيقة.
فلا يضرك ذوو قربى وذو نسب
من ابن عم ومن عم ومن خالي
كـل إذا نـاديـت يخـذلني
إلا ندائي إذا ناديت يا مالي
وبتحول الجزيرة إلى بلدان حضرية سيسري علينا ما سرى على غيرنا فنحن لسنا بمعزل عما أصاب غيرنا من تقطع وشائج الأرحام وتباعد الأقارب إلا أن يتداركنا برحمته، سألني أحد الأخوة الأعزاء لماذا لا نستطيع أن نعد من أجدادنا أكثر من أربعة أو خمسة جدود؟ وهل في نسبنا شك إذا نحن لم نعرف أجدادنا كلهم؟ قلت له: إن معظم أجدادنا لا يعرفون القراءة والكتابة وإنما كانوا يحفظون نسبهم ويروونه لأبنائهم ولم يكن أحد يسجل ولادتهم ووفياتهم كما نفعل اليوم بسبب وجود المؤسسات المدنية ولهذا كان من الطبيعي أن تنسى كثير من الأسماء إلا ما في ندر كشجرة أنساب الأشراف الهاشميين وبعض العائلات المعروفة وهم وإن ضاعت أسمائهم القديمة فإن الأسماء القريبة تغني فلا يستطيع أحد أن ينكر أن فلان بن فلان من القبيلة تلك أو من عائلة كذا بسبب تواتر العلم بذلك ولو جاء أحد والدعاء شيئاً لم تكن له به حجة فأنك ستجد أبناء القبيلة أو الأسرة يكذبونه وكما قيل:
والدعاوى ما لم تقيموا عليها
بـيـنات أبـنـاءها أدعـياءُ
وهناك قاعدة معروفة في علم النسب الناس مصدقون على أنسابهم فلا يجوز على أحد أن يكذب أحداً في نسبه بدون حجة دامغة كما يفعل اليوم بعض ممن لم يسمع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه عن أبي مالك الأشعري: "أربع في أمتي من الجاهلية لا يتركون الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والإستسقاء بالنجوم والنياحة". بل ورد في حديث أخر أخرجه مسلم أيضاً "أن الطعن في النسب كفر". أي من اعمال الكفار التي لا تجوز للمسلمين ولهذا لم يكن معيباً لديهم أن لا يحفظوا أسماء أبائهم الأوائل وإنما يعرفون فرع قبيلتهم التي ينتمون إليها كما هو واقع حال أنساب العرب اليوم في الجزيرة والقبائل مع عدم معرفتها بالأسماء القديمة ولكنها تعرف من دخل فيها من الأسر والقبائل الأخرى ولا يجهلون ذلك وهو كثير في عمود النسب وقد التقيت ببعض أهل العلم بالأنساب ووجدته يصل باسماء أجداده إلى القرن التاسع الهجري، فسألته كيف توصلت إلى معرفتهم فقال هذا جهد أمضيت فيه قرابة خمسة وعشرين سنة بعد حصولي على كثير من الوثائق والمبايعات ورحلت لأجله لكل مكان ومع هذه لم أستطع أن أعرف أكثر من ذلك فقلت له مع وجود الوثائق لم تتجاوز خمسة قرون فكيف بحال من لا يوجد لديه أي وثيقة.
أمس في 5:16 pm من طرف عبدالله الآحد
» تعليم الصبيان التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
الثلاثاء أبريل 30, 2024 10:00 pm من طرف عبدالله الآحد
» عقيدة السلف الصالح للشيخ المحدث محمد الطيب بن إسحاق الأنصاري المدني
الإثنين أبريل 29, 2024 4:19 pm من طرف عبدالله الآحد
» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( الجُزْءُ أَلْأَولٌ ) )
الأحد أبريل 28, 2024 6:20 pm من طرف صادق النور
» عظمة الله سبحانه وتعالى والتحذير من الاستهزاء بالله والعياذ بالله
الأحد أبريل 28, 2024 5:54 pm من طرف عبدالله الآحد
» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( اَلْجُزْءُ الثَّانِي ))
الأحد أبريل 28, 2024 8:06 am من طرف صادق النور
» أقسام صفات الله
السبت أبريل 27, 2024 8:52 pm من طرف عبدالله الآحد
» اثبات أن الله يتكلم بالصوت والحرف وأن القرآن كلامه حقيقة
الجمعة أبريل 26, 2024 4:11 pm من طرف عبدالله الآحد
» الرياء شرك أصغر إن كان يسيرا
الخميس أبريل 25, 2024 4:39 pm من طرف عبدالله الآحد
» لم يصح تأويل صفة من صفات الله عن أحد من السلف
الأربعاء أبريل 24, 2024 5:12 pm من طرف عبدالله الآحد