آل راشد



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل راشد

آل راشد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل راشد

ثقافى-اجتماعى

*** - اللَّهُمَّ اَنَكَ عَفْوٍ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعِفُو عَنَّا - *** - اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك . *** - اللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا تَوْبَةً نَصُوحًا قَبْلَ الْمَوْتِ وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ الْخَاتِمَةِ . *** -

إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا شَابَتْ عَبِيدَهُمْ.. .. فِي رِقِّهِمْ عَتَقُوهُمْ عِتْقَ أَبْرَارٍ .. .. وَأَنْتَ يَا خَالِقِيُّ أوْلَى بِذَا كَرَمًا.. .. قَدْ شُبْتُ فِي الرِّقِّ فَأَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ .

المواضيع الأخيرة

» أقسام صفات الله
الصحابى الجليل سلمان الفارسى Ooou110أمس في 8:52 pm من طرف عبدالله الآحد

» اثبات أن الله يتكلم بالصوت والحرف وأن القرآن كلامه حقيقة
الصحابى الجليل سلمان الفارسى Ooou110الجمعة أبريل 26, 2024 4:11 pm من طرف عبدالله الآحد

» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( اَلْجُزْءُ الثَّانِي ))
الصحابى الجليل سلمان الفارسى Ooou110الجمعة أبريل 26, 2024 3:05 pm من طرف صادق النور

» الرياء شرك أصغر إن كان يسيرا
الصحابى الجليل سلمان الفارسى Ooou110الخميس أبريل 25, 2024 4:39 pm من طرف عبدالله الآحد

» لم يصح تأويل صفة من صفات الله عن أحد من السلف
الصحابى الجليل سلمان الفارسى Ooou110الأربعاء أبريل 24, 2024 5:12 pm من طرف عبدالله الآحد

» إثبات رؤية الله للمؤمنين في الجنة
الصحابى الجليل سلمان الفارسى Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 7:24 am من طرف عبدالله الآحد

» الرد على من زعم أن أهل السنة وافقوا اليهود
الصحابى الجليل سلمان الفارسى Ooou110الثلاثاء أبريل 23, 2024 5:40 am من طرف عبدالله الآحد

» طائِفُهُ الصَّفْوِيِّينَ - - اَلْدوَلهُ الصِّفْوِيهُ
الصحابى الجليل سلمان الفارسى Ooou110الإثنين أبريل 22, 2024 11:18 am من طرف صادق النور

» حكم الرقى والتمائم
الصحابى الجليل سلمان الفارسى Ooou110الأحد أبريل 21, 2024 7:19 am من طرف عبدالله الآحد

» كثرة الأشاعرة ليست دليلا على أنهم على حق في كل شيء
الصحابى الجليل سلمان الفارسى Ooou110السبت أبريل 20, 2024 5:13 pm من طرف عبدالله الآحد

اهلا بكم

الثلاثاء نوفمبر 08, 2011 2:32 am من طرف mohamed yousef

الصحابى الجليل سلمان الفارسى Ooousu10

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 32 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 32 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 624 بتاريخ الأربعاء سبتمبر 15, 2021 4:26 am

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 9628 مساهمة في هذا المنتدى في 3191 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 286 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو عبدالرحمن فمرحباً به.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع


    الصحابى الجليل سلمان الفارسى

    محمود درديرى
    محمود درديرى
    مشرف


    عدد المساهمات : 425
    تاريخ التسجيل : 12/03/2010

    محمد عبد الموجود الصحابى الجليل سلمان الفارسى

    مُساهمة من طرف محمود درديرى الأحد أغسطس 14, 2011 8:16 pm



    الصحابي الجليل سلمان الفارسي، أو سلمان الخير، إنّه « مابه بن بوذخشان » من « رامهرمز » احدى مدن بلاد فارس، وقيل: إن اسمه غير ذلك، كما انّه نشأ في قرية أخرى اسمها « جيّان ». وهذا، كما نرى، لايؤثّر من قريب أو بعيد بالنّسبة لبطل قصّتنا هذه والّذي كانت حياته سلسلةً متلاحقة من المفاجآت و التطوّرات المذهلة.

    قيل: كان ابوه « دُهقانَ » قريتِه ـ والدُّهقان: رتبة مرموقة بمستوى « المختار » في أيامنا هذه ـ وتعهّد الدّهقان ابنه كي يصبح ذات يوم دهقانَ القرية، بعد وفاته. فسجنه في المنزل، مُوكِلاً اليه أمرَ ايقاد النّار باستمرار، فالنّار فى عرفهم، رمز للنور، هذا الإله العظيم، وليس من الجائز مطلقاً أن تنطفئ ؛ لذا، كان الفُرْس يوكلون بالنّار أناساً مهمّتهم تأجيجها وإشعالها، فلا يخبو لهيبها ليل نهار!ولأمر طارئ يسمح الأب لابنه بالخروج من المنزل نيابةً عنه في بعض المهمّات، فينطلق الفتى وكأنّه العصفور أفلت من قفص، ويملأ الفتى صدره خلال هذه الرحلة من نسائم الطّبيعة المنعشة، ويمتّع حواسّه بجمالها الخلاّب، وكان -رضي الله عنه- إذا سئل مَنْ أنت؟ قال: أنا ابن الإسلام، من بني آدم، وقد اشتهر بكثرة العبادة، وكثرة مجالسته للنبي (صلى الله عليه وسلم)، فلم يفارقه إلا لحاجة، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يحبه حبًّا شديدًا، وسماه أبو هريرة صاحب الكتابين (يعني الإنجيل والفرقان)، وسمَّاه علي بن أبي طالب لقمان الحكيم، وقد آخى النبي (صلى الله عليه وسلم) بينه وبين أبي الدرداء.

    يقول سلمان -رضي الله عنه- عن نفسه: (كنت رجلاً من أهل أصبهان من قرية يقال لها جيّ، وكان أبي دُهْقانها (رئيسها)، وكنت من أحب عباد الله إليه، وقد اجتهدت في المجوسية حتى كنت قاطن النار (ملازمها) الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة.

    وكان لأبي ضَيْعَة (أرض)، أرسلني إليها يومًا فخرجت فمررت بكنيسة للنصارى، فسمعتهم يصلُّون، فدخلت عليهم أنظر ما يصنعون، فأعجبني ما رأيت من صلاتهم، وقلت لنفسي: هذا خير من ديننا الذي نحن عليه فما برحتهم (تركتهم) حتى غابت الشمس، ولا ذهبت إلى ضيعة أبي، ولا رجعت إليه حتى بعث في أثري من يبحث عني، وسألت النصارى حين أعجبني أمرهم وصلاتهم عن أصل دينهم، فقالوا: في الشام، وقلت لأبي حين عُدت إليه: إني مررت على قوم يُصلّون في كنيسة لهم فأعجبتني صلاتهم، ورأيت أن دينهم خير من ديننا، فحاورني وحاورته، ثم جعل في رجلي حديدًا وحبسني.

    وأرسلت إلى النصارى أخبرهم أني دخلت في دينهم، وسألتهم إذا قدم عليهم ركب من الشام أن يخبروني قبل عودتهم إليها؛ لأرحل معهم، وقد فعلوا فحطمت الحديد، وخرجت، وانطلقت معهم إلى الشام، وهناك سألت عن عالمهم فقيل لي: هو الأسقف (رئيس من رؤساء النصارى) صاحب الكنيسة، فأتيته وأخبرته خبري، فأقمت معه أخدم وأصلي وأتعلم، وكان هذا الأسقف رجل سوء في دينه، إذ كان يجمع الصدقات من الناس ليوزعها على الفقراء، ولكنه كان يكتنـزها لنفسه.

    فلما مات جاءوا بآخر فجعلوه مكانه، فما رأيت رجلاً على دينهم خيرًا منه، ولا أعظم رغبة في الآخرة وزهدًا في الدنيا، ودأبًا على العبادة، فأحببته حبًّا ما علمت أنني أحببت أحدًا مثله قبله، فلما حضره قدره (الموت)، قلت له: إنه قد حضرك من أمر الله ما ترى، فبم تأمرني؟ وإلى مَنْ توصى بي؟ قال: أي بني، ما أعرف من الناس على مثل ما أنا عليه إلا رجلاً بالموصل.

    فلما توفي أتيت صاحب الموصل، فأخبرته الخبر، وأقمت معه ما شاء الله أن أقيم، ثم حضرته الوفاة، فسألته فدلني على عابد في نصيبين، فأتيته وأخبرته خبري، ثم أقمت معه ما شاء الله أن أقيم، فلما حضرته الوفاة سألته، فأمرني أن ألحق برجل في عمورية من بلاد الروم، فرحلت إليه وأقمت معه، واصطنعت لمعاشي بقرات وغنيمات، ثم حضرته الوفاة، فقلت له: إلى من توصي بي؟ فقال لي: يا بني ما أعرف أحدًا على مثل ما كنا عليه، آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك (أتى عليك) زمان نبي يبعث بدين إبراهيم حنيفًا، يهاجر إلى أرض ذات نخل بين حرتين، فإن استطعت أن تخلص (تذهب) إليه فافعل، وإن له آيات لا تخفى، فهو لا يأكل الصدقة، ويقبل الهدية، وإن بين كتفيه خاتم النبوة، إذا رأيته عرفته.

    ومرَّ بي ركب ذات يوم، فسألتهم عن بلادهم فعلمت أنهم من جزيرة العرب، فقلت لهم: أعطيكم بقراتي هذه وغنمي على أن تحملوني معكم إلى أرضكم؟ قالوا: نعم. واصطحبوني معهم حتى قدموا بي وادي القرى، وهناك ظلموني وباعوني إلى رجل من يهود، وأقمت عنده حتى قدم عليه يومًا رجل من يهود بني قريظة، فابتاعني منه، ثم خرج بي حتى قدمت المدينة، فوالله ما هو إلا أن رأيتها حتى أيقنت أنها البلد التي وُصِفَتْ لي.

    وأقمت معه أعمل له في نخله، وإني لفي رأس نخلة يومًا، وصاحبي جالس تحتها، إذ أقبل رجل من بني عمه فقال يخاطبه: قاتل الله بني قيلة (الأوس والخزرج)، إنهم ليقاصفون (يجتمعون) على رجل بقباء قادم من مكة يزعمون أنه نبي، فوالله ما هو إلا أن قالها حتى أخذتني العُرَوَاءُ (ريح باردة)، فرجفت النخلة حتى كدت أسقط فوق صاحبي، ثم نزلت سريعًا أقول ما هذا الخبر؟ فرفع سيدي يده ولكزني لكزة شديدة، ثم قال: مالك ولهذا؟ أقبل على عملك، فأقبلت على عملي.

    ولما أمسيت جمعت ما كان عندي ثم خرجت حتى جئت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقُباء، فدخلت عليه ومعه نفر من أصحابه، فقلت له: إنكم أهل حاجة وغربة، وقد كان عندي طعام نذرته للصدقة، فلما ذُكر لي مكانكم رأيتكم أحق الناس به فجئتكم به، ثم وضعته، فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم) لأصحابه: كلوا باسم الله، وأمسك هو فلم يبسط إليه يدًا، فقلت في نفسي: هذه والله واحدة، إنه لا يأكل الصدقة.

    ثم رجعت، وعدت إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الغداة أحمل طعامًا، وقلت له عليه السلام: إني رأيتك لا تأكل الصدقة، وقد كان عندي شيء أحب أن أكرمك به هدية، ووضعته بين يده، فقال لأصحابه: كلوا باسم الله، وأكل معهم، قلت لنفسي: هذه والله الثانية، إنه يأكل الهدية، ثم رجعت فمكثت ما شاء الله، ثم أتيته فوجدته في البقيع قد تبع جنازة، وحوله أصحابه وعليه شملتان (الشملة: كساء من الصوف) مؤتزرًا بواحدة، ومرتديًا الأخرى، فسلّمت عليه، ثم عدلت لأنظر أعلى ظهره، فعرف أني أريد ذلك، فألقى بردته عن كاهله، فإذا العلامة بين كتفيه خاتم النبوة، كما وصفه لي صاحبي، فأكببت عليه أقبله وأبكي.

    ثم دعاني عليه الصلاة والسلام فجلست بين يديه، وحدثته كما أحدثكم الآن، ثم أسلمت، وحال الرقُّ بيني وبين شهود (حضور) بدر وأحد، وفي ذات يوم قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): (كاتب سيدك حتى يعتقك)، فكاتبته، وأمر الرسول (صلى الله عليه وسلم) الصحابة كي يعاونوني وحرر الله رقبتي، وعشت حُرًّا مسلمًا، وشهدت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غزوة الخندق والمشاهد كلها. [أحمد والطبراني[.

    وكان سلمان هو الذي أشار بحفر الخندق حول المدينة عندما أرادت الأحزاب الهجوم على المدينة، وعندما وصل أهل مكة المدينة، ووجدوا الخندق، قال أبو سفيان: هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها. ووقف الأنصار يومها يقولون: سلمان منا، ووقف المهاجرون يقولون: بل سلمان منا، وعندها ناداهم الرسول(صلى الله عليه وسلم) قائلاً: (سلمان منا آل البيت) [ابن سعد[.

    وهكذا أسلم « مابه » وسمّاه النبيُّّ صلّى الله عليه وآله وسلم منذ ذاك (سلمان)، فاشتهر بهذا الاسم.
    وتمرّ ايّام بعد ذالك طِوال.. فكانّ اليوم، لطوله، حَوْلُ كامل! ..

    ويقصد «سلمان» الرّسول، فيقول له صلّى الله عليه وآله:

    ـ إذهبْ يا «سلمان» فاشترِ نفسك! .

    وعاد «سلمان» الى اليهودىّ، واتّفق معه، لكي يعتقه، على أنْ يغرس له ثلاثمئة نخلة، وأنْ يعطيه أربعين أُوقيّةً ذهباً!

    ورجع «سلمان» الى الرّسول –صلى الله عليه وسلم- يخبره بذلك، فالتفت صلّى الله عليه وآله وسلم الى أصحابه قائلاً: ـ أعينوا أخاكم! ...

    فجمع له الصّحابةُ فسائلَ النخل ما يكفي لغرس ثلاثمئة، غرسها الرسول صلّى الله عليه وآله بيده الكريمة، وسقاها بدلوِ ماء، فعاشت جميعها.

    وبعد ايّام، يناول النبيُّّ صلّى الله عليه وآله سلمانَ مثل بيضة الدّجاجة من الذّهب قائلاً له:
    ـ خذها، فإنّ الله سيؤدّي عنك ! ..

    وتعجّب سلمان، فماذا عساها تكفى؟! ولكنّ الله بارك فيها فأوفى سلمان لليهوديّ منها بأربعين أُوقيّةً من الذهب على التّمام! ..

    وإنْ تاسّف سلمان لشيءٍ، فلِعدم شهوده موقعتَي «بدر» و «أُحد»، ولكن لا باس، فهذا ما قضاه الله و قدّره! ..

    وهاهي الأوضاع العامّة تُنذر بشرّ مستطير بين المسلمين وأعدائهم.

    أذ تتوالى الأنباء بتجمّع أحزاب العرب، المتضرّرين من الرسالة الإسلاميّة، وقد جيّشوا ثمانية عشر ألفَ مقاتل من مشركي العرب وأحبار اليهود ومنافقي الاُعراب؛ لحصار النبيُّّ والمسلمين في المدينة، وتضييق الخناق عليهم، ومنع الماء والطّعام عنهم.

    و يعلم النبيُّّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ما يُدبّر له اعداؤه، وينظر اليه المسلمون مُطْرقاً يفكّر! ..

    ـ ما الأمرُ يا رسول الله ؟!

    ويطرق المسلمون مفكّرين .. فالخطر داهم، والاعداء كثيرون. إنّ جزيرة العرب كلّها قد أجمعت أمرها على ضرب المسلمين ضربة لا تقوم لهم قائمة بعدها، فينساب الى نفوسهم فزع ورهبة من مصير ينالهم فيه شديد الأذى! .

    ويفكّر سلمان، ويفتش في زوايا نفسه عن مخرج من هذا المأزق الخطير، وكلمعةِ برق، تُشرق نفسه عن فكرة كان يعمل بها قومه عندما يفاجئهم خطر داهم:

    ـ يا رسول الله، كنّا إذا حُوصرنا خَنْدَقْنا! ..

    وتجد هذه الفكرة في نفس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قبولاً، فيرتاح إليها، ويُسَرّ بها اصحابه.

    إنّ خندقاً كبيراً حول المدينة كفيل بأن يحول بين الاعداء و بينهم.

    ويبادر النبيُّّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، إلى الأرض حول المدينة يقسّمها أقساماً، لكل عشرة رجال أربعون ذراعاً. واختلف المهاجرون والأنصار في سلمان، فكلُّ يدّعي بانّ سلمان منه، وما ذاك إلاّ لأنّ سلمان كان يمتاز ـ بالاضافة الى رجاحة عقله وصاقِ نظرتة، وصائب رأيه ـ بجسم عملاق وهيئة عظيمة ومنكبين عريضين. ويحسم النبيُّّ صلّى الله عليه وآله وسلم، هذا النزاع الطريف بقوله لهم جميعاً: ـ « بل سلمانُ منّا أهلَ البيت! »

    وياله من تكريم ما بعده تكريم، وتعظيم ليس فوقه من تعظيم، لهذا الرّجل غريب اللسّان، والأهل والمنشأ والدّار، وقد أصبح من أهل بيت رسول الله عليهم الصلاة و السّلام.

    ويبدا النبيُّّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بحفر الخندق، فكان أوّل مَن يهوي بالمِعْول على الارض، يحفر، وهو يرتجز

    اللّهمّ إنّ العيـش عيشُ الآخـرة

    فاغفرِ اللّهمّ للأنصار و المهاجِرة




    يتبعه على ذلك اصحابه، يحفرون كما يحفر، وينقلون التّراب على ظهورهم و اكتافهم، كما ينقل! ..
    وكان سلمان وحُذَيفة وبعض المهاجرين وستّة من الأنصار يحفرون معاً، فبدت لهم صخرة عظيمة لم تعمل فيها المعاول الصِّلاب، ولا عزمُ الرجال الاشداء. وأعياهم أمرها، فوقفوا أمامها عاجزين. ويتناول النبيُّّ صلّى الله عليه وآله وسلم المعول من يد سلمان، ويَهوي على الصخرة بضربة تصدعها، فبرقت حين ضربها الرسول صلّى الله عليه وآله بَرْقةُ أضاءت ما حولها كالمصباح، فكبّر الرّسول. ثمّ ضربها ثانية فلمعت برقة ثانية، ثمّ ضربها ضربة ثالثة، فلمعت برقة ثالثة، ويتعجّب سلمان من ذالك عجباً شديداً، ويسأل الرسولَ صلّى الله عليه وآله عن ذلك، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم :
    ـ لقد أضاء لي من الأُولى قصورُ الحيرة و مدائن كسرى، وأخبرني جبريل أنّ أمّتي ظاهرة عليها (أي: متفوّقة)، ومن الثانية أضاءت لي قصور الُحْمر مِن أرض الروم، وأخبرني جبريل أنّ أُمّتي ظاهرة عليها، ومن الثالثة أضاءت لي قصور صنعاء، وأخبرني جبريل أنّ أُمّتي ظاهرة عليها، فأبشِروا.
    واستبشر المسلمون، وضاعفوا من بذل جهدهم، فانتهوا من حفرالخندق في ستّة أيّام، كان رنين المعاول خلالها متّصلاً ليل نهار! ..

    وأقبلت الأحزاب يَقْدمها الفرسان وحملة الرّايات، فأجفلت الخيول أمام الخندق، وضرب أئمّة الأحزاب كفّاً بكفّ، وهم يَرَون الخندق يحيط بالمدينة إحاطة السّوار بالمعصم، ويرون بذلك مكيدة حربٍ لا عهد للعرب بها من قبل، ويتساءلون: مَن صاحبُ الفكرة يا ترى؟!

    هذا من جهة ..أمّا مِن الجهة الثانية، فقد ارتاع المسلمون وهم يَرَون آلاف العرب يتدفّقون عليهم من كلّ حدب وصوب، وتمتلئ قلوبهم رعباً وهم يرون فارساً من المشركين كالمارد... يقطع على ظهر حصانه الخندق، وبيده سيف كأنّه شعلة نار، يطلب من المسلمين الِبراز، ولا من مُجيب!

    إنّه عَمْرو بن عبد ودّ، بطل الأحزاب، يغطّيه الحديد من قمّة رأسه حتّى أخمص قدمَيه.
    وينادي: يا محمد، هل من مبارز من أصحابك؟ أين الجنّة الّتي وعدتَهم بها؟

    ولنستمع خاشعين إلى قوله عزّوجلّ، يصف حال المسلمين خلال تلك اللّحظات المحرجة، الملأى بالرّعب: {إذ جاؤُوكم مِن فوقِكم، ومِن أسفلَ مِنكم، وإذْ زاغتِ الأبصارُ وبلغتِ القلوبُ الحناجرُ وتظنّون باللهِ الضُّنونا * هنالك ابتُليَ المؤمنون وزُلزِلوا زلزالاً شديدا} (الأحزاب 11:10).

    ولكنّ جماعة قليلة منهم، كانوا المؤمنين حقاً، فما ارتابوا، وما وجد الخوف الى قلوبهم سبيلاً فأنزل الله فيهم:

    {ولّما رأى المؤمنون الأحزابَ قالوا: هذا ما وعَدَنا اللهُ ورسولُه وصَدَق اللهُ ورسولُه وما زادَهم إلاّ إيماناً وتسليما } (الأحزاب : 22).

    وينظر النبيُّّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى اصحابه:

    ـ مَن يبارزه وأنا اضمن له على الله الجنّة، قاتلاً كان أم مقتولا؟ ..

    ويُطْرق المسلمون وكأنّ على رؤوسهم الطير، دون أن ينبسّ أحدُ منهم ببنتِ شفة (أي : دون كلام) وينبري غلام فتيّ، إنّه عليّ بن أبي طالب هاتفاً: أنا له يا رسول الله!

    فيشير إليه الرّسول –صلى الله عليه وسلم- أن اجلس، فيجلس.

    ويضيق صدر عمرو بن عبد ود بهؤلاء العاجزين أمامه، فيجول على جواده ويصول، مرتجزاً:

    ولقـد بُحِحْتُ مِـن النّـدا

    ء بجمعِكم: هَل مِن مُبارزْ؟

    ويعاود النبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم دعوة أصحابه للمبارزة، ثلاث مرّات، وما مِن مجيب غير هذا الفتى الهمام.

    واخيراً، يأذن النبيُّ لابن عمّه بمبارزة بطل الأحزاب ...ويعتلي الإمام صهوة جواده، بعد أن عمّمه الرسول بعمامته وهو يدعو له بالنّصر.

    ثمّ يرفع النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم طرفه (أي: نظره) إلى السّماء قائلاً:

    ـ «اليوم برز الإيمان كلُّه، إلى الشَّرك كلَّه! .. »؛ إنّه الايمان متجلّياً بعليّ عليه السلام يتصدّى للشّرك متجلّياً بعمرو بن عبد ود العامريّ، وما هي إلاّ جولة، حتّى يخرّ عمرو بن عبد ود كالطّود صريعاً، وعليُّ جاثم على صدره يحتزّ عنقه، ويثور غبار ثمّ ينجلي عن علي عليه السلام متّجهاً الى اصحابه، تاركا وراءه عمرَو بن عبد ودّ جسداً بلا رأس!

    فيكبّر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ويكبّر المسلمون .. ويفرك المشركون اعينهم، وكأنهم في حلم لا يصدّقون ما يشاهدون، وتهبّ على المشركين ريح عاصفة تقتلع خيامهم، ولايقف بوجهها شيء .. فينهزمون.
    {وردّ الله الّذين كفروا بغيظِهم لم ينالوا خيراً، وكفى اللهُ المؤمنينَ القتالَ وكان الله قويّاً عزيزا} (الأحزاب: 25)، أجل! .. كفى الله المؤمنين القتال بضربة سيفٍ مِن عليٍّ أطاحت بخصمه فتهاوى أرضاً، إنّها ضربه سيف واحدة!! ولكنّها: «تعدل عمل الثقلين (أي: الإنس والجنّ) إلى يوم القيامة» كما صرّح بذلك الرسول في حينه.

    وقال المسلمون لسلمان وقد نجحت خطّته: جزاك الله يا سلمان، بما أشَرْتَ علينا، خيرَ الجزاء.
    ولم يتخلّف سلمان بعد ذلك عن موقعةٍ من المواقع، بل أبلى فيها كلَّها بلاءً حسناً:

    ففي غزوة « بني قريظة » كان سلمان من الباقين، ويوم «بيعة الرّضوان» كان سلمان في طليعة المبايعين، وفي غزوة «خيبر» كان سلمان أوّلَ المقاتلين، ويوم «فتح مكّة» كان سلمان مع القائمين، ويوم «حُنَين» كان سلمان مع القلّة الثابتين، ويوم «تبوك» خرج سلمان ولم يتخلّف مع المتخلفّين...

    فلا عجب أن يقول الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم فيه وفى صاحبيه: » انّ الجنّة لتشتاق إلى ثلاثة: عليٍّ و عمّار و سلمان».

    ويلتحق الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم بالملأ الأعلى، فيحزن سلمان لذلك حزناً شديداً، وإنّ قلبه ليكاد يبكي ممّا يجد مِن فَقْد الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلم، فيأبى سلمان مبايعة أبى بكر، و يمرّ الإمام علي رضى الله عنه ويقول له:

    ـ يا أبا عبدالله، بايع، بايع! ...

    فينزل على رأي سيّده ومولاه عليّ، فيبايع، ولا يفارق سلمان عليّاً، فقد وضع نفسه تحت تصرّف الإمام. وكان فى طليعة الثلاثة الّذين أتَوه محلّقي الرؤوس مبايعين على الهدى، أوّلاً وثانياً وثالثاً، مع صاحبَيه: المقداد وأبي ذرّ رضي الله عنهم جميعاً!.

    فقال فيه، وفي صحبه الإمامُ عليّ رضى الله عنه: ضاقت الأرض بسبعة بهم تُرزَقون، وبهم تُنصَرون، وبهم تُمطَرون، منهم: سلمان الفارسيّ، والمِقداد، وأبو ذرّ، وعمّار، وحُذَيفة، وأنا أمامهم! ...
    وعندما يُسأل الإمام عليُّ عليه السّلام عن سلمان يوماً، يقول فيه: « امرؤ منّا أهلَ البيت، مَن لكم بمِثْل لقمان الحكيم؟! عَلِمَ العلمَ الاوّل، والعلمَ الآخِر، وقرأ الكتاب الأوّل والكتاب الآخِر، وكان بحرا لا ينزِف ( أي: لا ينقص ). ».

    ويضيق صدر سلمان رضي الله عنه بما يلقى، ولكنّه لا يجد مِن أمامه عليّ عليه السّلام إلاّ الصّبر، فيصبر، فإلى الله المُشتكى!

    وعندما تدعوه الحاجة الى الكلام، يقف بين النّاس خطيباً.. ولنستمعْ منه الى العجب العجاب:
    ـ « أيّها النّاس! ألا إنّ لكم منايا، تَتَبعُها بلايا، فإنّ عند عليٍّ علمَ المنايا، وعلم الوصايا، وفصلَ الخطاب! على منهاج هارون بن عمران، قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى. فإذا رأيتم أيّها النّاس الفتنَ كقِطَع الليل المظلم يهلك فيها الراكب المُوضِع ( أي: المُسرع )، والخطيبُ المُصْقِع ( البليغ )، والرأس المتبوع، فعليكم بآلِ محمّد؛ فإنهم القادة الى الجنّة والدّعاة اليها يوم القيامة، وعليكم بعليّ، فوالله، لقد سلّمنا عليه بالولاء مع نبيّنا، فأين يُذهَب بكم؟! وَيْحَكم! .. والله ماأدري: أتجهلون أم تتجاهلون؟ أم نسيتم أم تتناسَون؟ .. أنزِلوا آلَ محمّد منكم منزلة الرأس من الجسد، بل منزلةَ العينَين من الرأس! ».

    ولكنّ القوم كانوا عن ذلك لاهين، وقد أسرَتْهم حبائل الدنيا، وغواية زخرفها، والأباطيل! ...

    وتكون « موقعة القادسيّة »، فكان إلى جانب قائد الحملة سعدِ بن أبي وقّاص، يحث المسلمين على القتال والجهاد، كما كان الى جانبه، يخوضان على جواديهما أمام المسلمين النهرَ، الى مدائن كسرى!

    وحاصر المسلمون « الإيوان » فاستسلم مَن فيه على أن يدفعوا الجِزْية، وكان سلمان ترجماناً بين المسلمين وقومه، من قديم! ..

    ونظراً لفساد جوّ المدائن، يُكلَّف سلمان وحذيفة بارتياد المناطق لاختيار مكان يلائم طبيعة المسلمين. ويبلغ سلمان أرض الكوفة، فيعجبه مناخها، كما يعجب صاحبَه فيرضيان بها للمسلمين مكاناً، ويصلّيان فيها ركعات.

    واطمانّ سلمان بالكوفة أياماً، عاد بعدها الى المدينة لإتمام دِينه، وإكمال الشّطر الثاني من اسلامه بالزّواج.
    فخطب امرأة من « كِنْدة »، وتزوّجها، ثم عاد الى المدائن، فِلبلاد فارس فى نفسه حنين قديم وهوى جامع.
    وماهي إلاّ ايام، حتى أتاه كتاب عمر بن الخطّاب يولّيه المدائن. يقول سلمان في نفسه، وهو يحمد الله :
    ـ سبحانك اللّهم! أين اليوم من أمس؟!

    وكان عطاء سلمان ( أي: راتبه ) يومذاك خمسة آلاف درهم، وكان يفرّقها كلّها على الفقراء، لا يستبقي منها إلاّ درهماً واحداً يشتري به خُوصاً، يصنعه و يبيعه بثلاثة دراهم، ينفق منها درهماً على أهل بيته، ويتصدّق بدرهم، ويُبقي درهماً لشراء خوص يصنعه في اليوم التالي، وهو يقول:
    ـ إنّي أُحبّ أن آكلَ من كدّ يدي.

    ويُنادى بعثمان خليفة ! فيعزل سلمانَ عن إمرة المدائن، ممّا يتيح لسلمان فرصة العودة الى المدينة مثوى حبيبه محمّد صلّى الله عليه وآله، وفيها تُتاح له فرصة الجهاد، فينطلق في عزوة (بلنجرد) ـ احدى مدن الخزر في تركيا ـ يجاهد، ويبلو فيها بلاء حسَناً.

    ويُصاب الصّحابيّ الجليل سلمان بمرض يقعده الفراش، فيتوافد عليه العوّاد ( الزوّار )، إنّ صاحب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يجود بنفسه (أي: يحتضر).

    ويسأل أحدُهم صاحبه: كم عاش سلمان؟.

    فيجيبه: الله اعلم بذلك، ولكنّه عاش مئتينِ وخمسين سنة على أقل تقدير.

    وفي صباح يوم ينادي سلمانُ زوجتَه: ـ «أي فلانة، هاتي ليَ الصرّةَ الفلانيّة في موضع كذا». وتُناوله زوجتُه صرّةً يفوح منها ريح اطيب من المسك والعنبر.

    ويلتفت سلمان رضي الله عنه إلى أحد زائريه قائلاً له: « قال لى رسول الله صلّى الله عليه وآله: إذا حضرك ـ أو أخَذَك ـ الموت، حضر أقوام يجدون الرّيح ولا يأكلون الطّعام » ثمّ أخرج الصرّة وقال :هِيَه! أعطانِيها رسول الله صلّى الله عليه وآله.

    ثم بلّها، ونضحها ( أي: رشّها ) حوله، وأمر امرأتَه بفتح الباب، ففعلت! ...

    ولمّا عادت وجدَتْه قد مات! ..

    ومما رُوي في تواضعه أنه كان سائرًا في طريق، فناداه رجل قادم من الشام ليحمل عن متاعه، فحمل سلمان متاع الرجل، وفي الطريق قابل جماعة من الناس فسلم عليهم، فأجابوا واقفين: وعلى الأمير السلام، وأسرع أحدهم نحوه ليحمل عنه قائلا: عنك أيها الأمير، فعلم الشامي أنه سلمان الفارسي أمير المدائن، فأَسْقَطَ ما كان في يديه، واقترب ينتزع الحمل، ولكن سلمان هزَّ رأسه رافضًا وهو يقول: لا، حتى أبلغك منزلك. [ابن سعد[.

    ودخل صاحب له بيته، فإذا هو يعجن فسأله: أين الخادم؟ فقال سلمان: لقد بعثناها في حاجة، فكرهنا أن نجمع عليها عملين.

    وحين أراد سلمان بناء بيت له سأل البنَّاء: كيف ستبنيه؟ وكان البنَّاء ذكيًّا يعرف زهد سلمان وورعه، فأجابه قائلاً: لا تخف، إنها بناية تستظل بها من الحر، وتسكن فيها من البرد، إذا وقفت فيها أصابت رأسك، وإذا اضطجعت (نمت) فيها أصابت رجلك. فقال له سلمان: نعم، هكذا فاصنع. وتوفي -رضي الله عنه- في خلافة عثمان بن عفان سنة ( 35هـ).

    * * *

    واليوم.. عندما يغدو السوّاح لزيارة ما تبقّى من آثار المدائن، يجدون قريباً من الإيوان ضريحاً عليه بناء، يُعرَف باسم مقام « سيدي سلمان پاك ». و « پاك » كلمة فارسيّة، معناها « الطاهر ». إنّه ضريح صاحب رسول الله، و أحد حواريّيه سلمان

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 12:24 am