قال تعالى {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا } (الإنسان:
{وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} (الحجر: 88)
قال الحبيب صلى اللة علية وسلم « إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ » رواه البخاري
وقال صلى اللة علية وسلم عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَدِمَ نَاسٌ مِنَ اَلأَعْرَابِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا أَتُقَبِّلُونَ صِبْيَانَكُمْ فَقَالُوا نَعَمْ . فَقَالُوا لَكِنَّا وَاللَّهِ مَا نُقَبِّلُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « وَأَمْلِكُ إِنْ كَانَ اللَّهُ نَزَعَ مِنْكُمُ الرَّحْمَةَ ». وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ « مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ »رواه مسلم
عن أَبَي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءاً ، وَأَنْزَلَ فِى الأَرْضِ جُزْءاً وَاحِداً ، فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ ، حَتَّى تَرْفَعَ الْفَرَسُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ » . رواه البخاري
أحلى ما قال السلف
**أويس القرني
كان من رحمة أويس القرني بالفقراء أنه كان يتصدق بما في بيته ثم يدعو : اللهم من مات جوعاً فلا تؤاخذني به .. ومن مات عرياناً فلا تؤاخذني به..
**محمد بن الحنفية
صاحب المعروف لا يقع ولو وقع لا ينكسر
**الحسن البصري
إن الله ليخول العبد في نعمته وينظر ماذا يصنع فيها مع عباده , فإن وفّاهم ما طلبوا و إلا حولها عنه
**أبو ذر
أمرني حبيبي رسول الله أن أرحم المساكين وأجالسهم
الرحمة .... أما تحب أن تُرحم يوم القيامة ؟؟!
الرحمة... خُلق نعرفه جميعا ... ونعرف معناه .. ولكنه أصبح غير موجود بيننا .... العالم كله في أشد الاحتياج لهذا الخلق ....
إنه خلق النجاة يوم القيامة... يقول النبي صلى الله عليه وسلم « إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ »...
إنها علاقة قوية بين معاملتك للناس في الدنيا ورحمتك يوم القيامة , فمن عامل الناس بالرحمة في الدنيا ماذا ينتظر يوم القيامة؟!
وانظر على رحمة ربنا بنا ... ((كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )) الأنعام :54
وانظر إلى آثار رحمة ربنا بنا في الدنيا...
فمن رحمته أنه أودع الله سبحانه وتعالى في قلوب الآباء والأمهات حب أولادهم...
بل انظر إلى الرحمة التي أودعها الله في قلبين وجعلها بين كل زوجين (( وجعل بينكم مودًة ورحمة )) ... يا الله أول ما يبنى البيت الجميل المسلم ... يبنى على الرحمة .... فسبحان الله ... هل نحافظ على هذه الرحمة؟؟
ومن رحمته أنه لا يؤاخذنا بذنوبنا ...
فذنوبنا كثيرة كثيرة... ومع ذلك فإن الله يمهلنا ... اقرأ هذه الآية وانظر إلى حالك وتذكر سنوات عمرك الماضية... يقول تعالى (( وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ )) ... ألا يسعك الآن إلا أن تقول : الحمد لله !!
ومن رحمته سترك بعد المعصية....
تخيل لو فُضحنا بعد المعصية... وبعد كل معصية لله تعالى تجد على باب بيتك شرحاً لما فعلته من معصية: فلان عصى وفعل كذا وكذا ... وكل من يمر يقرأه ... ولكن من رحمة ربنا بنا انه يسترنا بعد المعصية ....
ومن رحمته تيسير التوبة ...
حقاً عن من رحمة الله بنا أن يُيسر لنا التوبة كما يسرها لآدم عليه السلام..
يا سبحان الله !!! ليس العجيب أن عبدا يتذلل إلى سيده ويتودد إليه ... ولكن العجب كل العجب من سيد يتودد إلى عبده ... فالله يتودد إلينا برحمته ....
ومن رحمته إرسال الرسل وإنزال الكتب وسنّ الشرائع...
((وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)) ( الأنعام:155)
ومن رحمته أنه جعل لنا يوم القيامة...
حتى يأخذ كل ذي حق حقه ... هذا الشاب الذي صان نفسه عن المعاصي وغض بصره ... وهذا الذي ظُلم في الدنيا ... وهذا الذي تجبر في الدنيا...
ومن رحمته أنه خلق المرأة ...
وهي رحمة عالية بنا ... فالمرأة هي منبع العاطفة في هذه الدنيا ...
ومن رحمته تنغيص الدنيا
حتى لا نرتاح إلى هذه الدنيا أبدا ونشتاق إلى الجنة ... والله أنها رحمة كبيرة ... فما بالنا لو كانت الدنيا حلوة لا تنغيص فيها ولا مشقة ... فكيف يكون خروجنا منها؟؟!
ورحمته عمت البشرية جميعها حتى الكفرة...
فهل ترى الله يمنع رزقه عن الكفرة؟؟ أبدا... إنهم يعصون الله ولا يؤمنون به ومع ذلك ... هل يمنع عنهم الهواء؟؟ لا والله , بالرغم من الأرض أرضه والسماء سماؤه... ومع ذلك يرزقهم ولا يمنع عنهم الهواء ولا الماء رحمة منه لعلهم يعودون إليه
يا حبيبي يا رسول الله أنت أعظم رحمات الله ...
حقا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم الرحمات... فبه عرفت لماذا خُلِقت ؟ وما غايتك؟ وعرفت الجنة والنار...
أسئلة سهلة بالنسبة لك عرفتها من نبيك ولكن الغرب لا يعرفونها...
والآن هيا نطبق خُلق الرحمة ونأخذ جانباً جانباً في حياتنا ونطبق فيه خلق الرحمة...
* طرق تطبيق خلق الرحمة :
أولا: الرحمة بالوالدين:
إن الذي يصل بابيه وأمه لمرحلة البكاء ..هل هكذا رحمهم؟؟!
الذي يرسب رغم أنه يعلم أن هذا سيُتعب أباه وامه تعبا شديدا .. هل فكر أنه بعد مذاكرته ليس رحيما بهما؟؟!
فاياك أن تجعل أباك وامك يغضبان عليك
فهذا والله غاية الجفاء لهما والقسوة عليهما ...
ثانيا: الرحمة بالأقارب:
ورحمتك بهم أن تزورهم ... أي أن تصل رحمك ...
ثالثا: الرحمة بالأطفال:
هل تستطيع أن تجعل معاملتك للأطفال برقة ولطف تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم لهما ...
قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ وَعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِىُّ جَالِساً . فَقَالَ الأَقْرَعُ إِنَّ لي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَداً . فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ « مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ »
عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ جَاءَ أعرابي إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ . فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم « أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ »
هل ستتعامل مع أطفالك بهذه الرحمة ؟!
فإن لم يكن لك أطفال فاكفل يتيما , أذهب على ملجأ وامسح على راس يتيم..
رابعا: الرحمة بالنساء:
ومن رحمتنا بالنساء إلا نغلظ في معاملتهن , بل تكون معاملة طيبة كلها رحمة فما ضرب رسول الله امراة ولا أهانها
وإياك أن تغلظ في معاملتك لأختك أو أمك أو ابنتك أو زوجتك
فقد كان من أخر وصايا الرسول قبل الموت (( أوصيكم بالنساء خيرا ))
خامسا: الرحمة بالخدم
سادسا: الرحمة بالحيوان
سابعا: الرحمة بالعصاة
ثامنا: الرحمة بجسدك
عاشرا: الرحمة بالناس أجمعين
نسألكم الدعاء
أمس في 4:11 pm من طرف عبدالله الآحد
» أَسْرارُ اَلْمُسَبَّحَةِ اَوْ السُّبْحَةِ وَأَنْواعُها وَأَعْدادُها - - ( ( اَلْجُزْءُ الثَّانِي ))
أمس في 3:05 pm من طرف صادق النور
» الرياء شرك أصغر إن كان يسيرا
الخميس أبريل 25, 2024 4:39 pm من طرف عبدالله الآحد
» لم يصح تأويل صفة من صفات الله عن أحد من السلف
الأربعاء أبريل 24, 2024 5:12 pm من طرف عبدالله الآحد
» إثبات رؤية الله للمؤمنين في الجنة
الثلاثاء أبريل 23, 2024 7:24 am من طرف عبدالله الآحد
» الرد على من زعم أن أهل السنة وافقوا اليهود
الثلاثاء أبريل 23, 2024 5:40 am من طرف عبدالله الآحد
» طائِفُهُ الصَّفْوِيِّينَ - - اَلْدوَلهُ الصِّفْوِيهُ
الإثنين أبريل 22, 2024 11:18 am من طرف صادق النور
» حكم الرقى والتمائم
الأحد أبريل 21, 2024 7:19 am من طرف عبدالله الآحد
» كثرة الأشاعرة ليست دليلا على أنهم على حق في كل شيء
السبت أبريل 20, 2024 5:13 pm من طرف عبدالله الآحد
» حقيقة الإسلام العلماني
السبت أبريل 20, 2024 8:37 am من طرف صادق النور